Uncategorized

نوفيلا سمينة ولكن الفصل الثالث 3 بقلم أماني خالد

 نوفيلا سمينة ولكن الفصل الثالث 3 بقلم أماني خالد

نوفيلا سمينة ولكن الفصل الثالث 3 بقلم أماني خالد

نوفيلا سمينة ولكن الفصل الثالث 3 بقلم أماني خالد

احتدت نصالك يا شريك الروح ،لو أخبرتني لإقتلعت قلبى وعقرته بيدى ، خشية تدنيس يداك بدمي .
مر شهر علي فراق صديقتها ، ذبُلت مقلتيها وتساقطت أهدابها و جفت نضارتها ،أكان ينقصها قهر علي قهر ، وما الحال في فقدان توأم روحها وعود ظهرها ، تتوالي الليالي الباردة وكأن الوحدة والسقيع يلتحمان في روح واحدة أقسمت علي النيل منها ،كان ملاذها كل يوم إتصالات أحمد وعامر ورغم تجاهلها لهما ، إلا أنها كانت قشقة تتشبث بها من بحار وحدتها ، تجلس علي فراشها مطأطأة رأسها للأسفل؛ تفكر كيف السبيل لوحدتها.
رن هاتفها للمرة العاشرة يتصدر شاشة الهاتف اسم عامر ، وضعت يديها علي قلبها ؛ تهذب دقاته وأجابت
– الو
صدح صوته المفترش بالهفة قائلًا
– ازيك ياميرال مكنتيش بتردِ لية
جال بعقلها كثير من الأسئلة منذ متي وهو يهتم بها، كيف له بتخيل تجاوزها فقد صديقتها بسببه
– عاوز أية ياعامر
أجابها بصوت يأكله الندم
– ليلي وحشتني أوي ياميرال
صرخت به هاتفة
– ومين كان السبب مين اللي موتها مين اللي قهرها مين ياعامر مبسوط دلوقت اهي ماتت ماتت وسابتلك الدنيا كلها اسهر براحتك خونها براحتك
هدئت وتيرة صوتها واكملت
لأنها خلاص مبقتش موجودة خلاص ياعامر خلاص
انهت حديثها وتلقت صوت بكاءه الحار فرق قلبها المتهرئ
– كفاية ياعامر البكا مبيرجعش حد لو ندمان ادعيلها وتصدق بنية الرحمة عليها اعمل كل اللي يفرحها
لمعت عيناه وقال
– هو دا اللي بعمله ياميرال وملقتش حاجة افرح بيها ليلي قد اني اقف جمبك وأساعدك ارجوكِ مترفضيش سبيني اكفر عن ذنبي أرجوكِ
طال صمتها دقائق تحت وابل توسلاته
– موافقة ياعامر موافقة لأني بعد ليلي بقيت وحيدة اوي اوعي تفكر اني سامحتك انا بس بتمسك بأي حاجة من ريحة ليلي كمان إحنا زي بعض منغير ليلي لوحدنا اوي ،لكن هتفضل اخويا ياعامر
ابتسم عامر براحة
– انتِ اختي ياميرال انا بس بحاول اكفر عن زنبي
اُغلقت المهاتفة وزفرت ميرال بحيرة ، لا تدري صواب أم خطأ مافعلته .
خرجت للمرة الأولى من غرفتها فتلاقت تهافت أطفالها وكأنهما ينتظران تلك اللحظة ، ادمعت اعين ميرال كم اشتاقت لهم جميعًا ، وجدت من يربط علي كتفها ، ومن تكون غير خالتها فالحنان من مقلتيها يفيض
– حمدالله علي سلامتك يابنتي كدا تحبسي نفسك طول الفترة دي دا حتي الحمام مكنتيش بتدخليه غير بعد ماننام
تحدثت ميرال وكأن لسانها شج
– الحمدلله علي كل حال ياخالتو
حاولت خالتها تعطير مزاجها
– شوف البت قاعدة جوا وسيبالي العيال ااكل واشرب واذاكر انا عارفة انك طمعانة فيا من الاول يابنت مريم اكمني مديرة قد الدنيا
ابتسمت ميرال مجاملة لخالتها ، تعلم بمحاولتها لتخلصها من الحزن غير مدركة عن كونها فتحت جرح قديم ” بنت مريم” لم تقل شيئ غير نسبها لأمها المتوفية ،كم اشتاقت هي لوالدتها ،احيانًا تكون الأم أُضحية من أجل أطفالها ،كذالك كانت أمها عقرت بيد أبوها ذالك المتعجرف لطالما شبهته بزوجها ، الآن أدركت انها ماحبته يومًا ، بل شعُرت بحبه بعد فقد أبيها
تجلس إعتماد علي أريكتهم البيضاء في بهو منزلهم الواسع ذو الأثاث الكلاسيكي وكأنه قصر فاروق
قالت إعتماد في تروي
– بصراحة يا أستاذ قاسم ميرال بنتك زينة البنات لقيتني في الطريق وقفت جمبي ووصلتني ولما عدينا علي بيتكوا اصرت أدخل وأكلم هيثم ابني يشوف العربية
طالعها قاسم بنظرات ثابتة وأردف
– اهو يا ست إعتماد مش هيبقي من كله
عبثت ملامح اعتماد متسألة
– مالها كفالله الشر دي ست البنات
اارتسمت السخرية علي ملامحه القاسية وقال
– قطع البنات وقطعت سيرتهم
استشاطت إعتماد من تفكير ذالك الرجل كيف له بإهانة ابنته هكذا ، أثناء الحديث حضر هيثم ليتفقد أمه
– ايوة تعالي ياهيثم اخرت لية يابني تقلنا علي الناس
أبتسم قاسم
– جرا اية ياست إعتماد هو إحنا زعلناكي لو مشالتكيش الأرض نشيلك فوق دماغنا
ردت اعتماد سريعا
– لا ياستاذ قاسم بس فرصة سعيدة جدًا ممكن تنده ميرال علشان اسلم عليها
بعدما نادي قاسم علي ابنته بصوته القاسي الذي يرعب أواصلها حضرت مطأطأة الراأس
– نعم يا بابا
-تعالي ياحبيبتي اسلم عليكِ قبل مامشي
قالتها إعتماد بعجالة
ضمتها ميرال بشدة تشتم بها رائحة فقيدتها ، منذ فقدت أمها أثر أزمة قلبية لم يحنو أحد عليها سوي خالتها وكان محظور عليها المجيئ
نظر هيثم ليجد فتاة يافعة ممشوقة القوام بملامح مثيرة عينان كحبتان لؤلؤ تلتمعان بالخجل ، وانف مستقيم ينتفخ اسفله قليلا وثغر ذو شفاه منتفخة حمراء كحمرة وجنتيها ،جحظت عيناه من الإعجاب بتلك الجميلة ذات العيون البنية والبشرة البيضاء الصافية ، اخذه جمالهاا فهمس بأذني أمه
حل الليل واتي والدها يوميها بخبر زواجها من ذاك الشاب العريض ذو الجمال المتواضع
نهرت الفكرة من رأسها ورفضت عرض والدها وتلقت صفعة أدمت ثغرها
صباح اليوم التالي تأخر والدها عن الحضور فذهبت توقظه فوجدته بلا روح
قضت ثلاثة اشهر تبكي على فقدان والديها تمنت لو عاد للحياة وانصاعت لأوامره جما
عزمت امرها ووافقت علي زيجتها من هيثم إرضاءً لروح والدها
عادت للواقع تبكي بحسرة ليتها لم تفعل ليت الماضي يعود وتصلح ما نتج عنه طفلان يتيمان بحياة ابوهما
نادتها خالتها
– بت ياميرال بقالي ساعة بكلمك روحتِ فين
ابتسمت واكتفت بها
صدح صوت هاتفها مجددًا بأسم جديد
– الو
استنشق الهواء فور سماع نبرتها
– ازيك يا كوتش
تظاهرت بالتفاجأ من مهاتفته
– كابت أحمد حضرتك جبت رقمي منين
تحمحم وقال في خجل
– بياناتك كلها في الجيم يامدام
تعالت دقات قلبها حينما تذكرت اخر موقف جمعهما
استكمل أحمد حديثة والشوق يعصف بقلبه
– البقاء لله عرفت من الأكونت بتاعك أن صديقتك توفت واكيد دا سبب غيابك
اشتعل وقود عيناه وردت
– أيوة ربنا يرحمها
ساد الصمت دقيقة او بضع دقائق حتي بتره قائلًا
– الدنيا مبتقفش علي حد يامدام ميرال متفتكريش إني مش حاسس لا حاسس والله انا فقدت ابني ومراتي اللي مفرحتش معاهم غير سنتين بس تخيلي أني بعد الحادثة بشهرين كملت حياتي ثم طغت علي نبرته سخرية
– الناس فكراني نسيت او اصلا مفرقش معايا رغم أني كل يوم بليل بتخيل لو كانوا موجودين كانت حياتنا هتبقي ازاي ساجد كان هيبقي عنده تلت سنين ويقولي وحشتني يا بابا وسمر كانت هتستناني كل يوم زي عادتها تفتحلي الباب مبتسمة وتاخدني في حضنها وناكل مع بعض ونضحك سريري كان هيبقي دافي علشان هما جمبي……كل يوم بتخيل واعيط زي الطفل اليتيم اللي مش لاقي حد يطبطب عليه ولا يد دفيه. تنهد بصوت يبعث الأمل
عيشي لنفسك ولاهلك ولصحبتك بردو ادعيلها دايما علشان تنفعيها
هربت عَبرات من عينيها
– عندك حق
سألها في رجاء
– ممكن أطلب طلب منك ومتكسفنيش
– طبعا اتفضل
تكلم بصوت يفطر القلوب
– ممكن تدعي لسمر وساحد معاكِ وادعيلي ربنا يجمعني بيهم قريب
أغلق الهاتف فور سماعها رجاءه
شعُرت بإنهيار يعصف بها فحديثة لم يكن كأي حديث ، يالله كم ثابر وتحمل ومازال علي ذالك ، كان حالها احوج لسماع مثل هذا الثبات ، كفكفت دموعها ووقفت أمام المرآة تتطلع لنفسها.
في صبييحة اليوم التالي ارتدت ثياب مريحة واتجهت قاصدة” الجيم ” دخلت تبحث بعينها عنه ولكن لم تجده
– اهلا اهلا كابتن ميرال البقية في حياتك كابتن ااحمد قالي
قالتهاا امل تحاول مواساتها
ابتسمت ميرال قليلا ثم سألت عن احمد
اجابتها امل في تساؤل
– كابتن أحمد أول مرة ميجيش استني اتصل عليه
رفعت اامل الهاتف المحمول لتتصل بأحمد تساأله عن سبب غيابه المفاجئ إلا أنه اجابها بعدم حضوره اليوم متعلل بإحتياجه لأخذ راحة
التقطت ميرال الهاتف من امل بحركة سريعة وااخذت تحدثه
– الكابتن باعث الامل جاله أكتئاب مش ممكن وانا اللي جيت علشان تطلعني واتعلم من ياكوتش
غزت الفرحة قلبه
– مدام ميرال أنتِ جيتِ بجد
ميرال محمحة
– ايوة جيت ياكابتن ومستنياك متأخرش علياا
اغلقت الهاتف وبعد فترة وجيزة حضر وبدأوا تدريب اليوم تحت نظرات أحمد الاملة ، انتهت ميرال من التدريب وشرعت في الذهاب فستوقفها رنين هاتفها
– ازيك ياعامر
عامر والود يفترش نبرته
– الحمدلله ياميرال انا كنت نازل لو حابة ممكن نتقابل في اي كافية
انتابها الشعور بإحتياجها للتزه متذكرة صديقتها
– انا كماان في الشارع هقابلك في كافية ****
بعد دقائق كانت تجلس بصحبة زوج صديقتها
– ها تحبي تشربي إية
ابتسمت بهدوء
– شاي اخضر بلمون
رُفع حاجبه تلقائيًا وقال مستنكرا
– هو أنتِ بتعملي دايت ولا أية
اجابته بثقة تميل الي الغرور
– اكيد مش هسيب نفسي اكتر من كدا لان الست لما بتتخن بتفقد انوثتها وجمالها
وكأنه ضربت الجلاد بسوطه الخاص
نظر لها مفسرا موقفه الا انها اوقفته
– متتكلمش ياعامر انا سمعت واقتنعت بكلامك انا فعلا لازم اخس مش علشان حد علشان نفسي اناا وبس
اراد انحراف مجري الحديث فسألها في حيرة
– هترجعي لهيثم تاني
استنشقت الهواء بل سحبته كله وزفرته من فاهها
– هيثم دا اكبر غلطة غلطها كنت فاكرة اني لما ابويا مات وهو عاوزني اتجوزه يبقي لازم اتجوزه علشان ميغضبش عليا….. تخيل كل موقف كان بيفكرني بابويا فيه كنت بكره زيادة لو كنت متطلقتش كان زماني زي امي ميتة من وجع قلبي علشان راجل مستاهلش
جرحته كلماتها كما لو انها تتحدث عنه ، امسك يدها برفق
– عمري ماكنت اعرف ان هيحصل كل دا بسببي كنت بحبها اووووي يا ميرال نفسي ترجع واعتزرلها اوي سامحيني علشان هي تسامحني ارجوكِ
سحبت يدها وتحدثت
– أرجوك أنت تلزم حدودك شوية
كاد يبرر أفعاله لولا صوت رجولي يقول
– فخور بيكِ جدا انك معكتيش وبتشربِ شاي اخضر هتبقي انجاز حياتي كلها
ضغخت الدماء في عروق عامر وتأكلته الغيرة ونظر لميرال وسألها
– مين الاستاذ دا ياميرال
رفع احمد يده في كبرياء
– كابتن احمد مدرب ميرال وهبقي حاجات اكتر بعد كدا ثم ابتسم له ابتسامة غاضبة مختلطة بالتشفي
يتبع……
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول النوفيلا : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية غرام الوتين للكاتبة سمسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!