Uncategorized

رواية بترت أجنحتها الفصل الثالث 3 بقلم أسماء إيهاب

 رواية بترت أجنحتها الفصل الثالث 3 بقلم أسماء إيهاب
رواية بترت أجنحتها الفصل الثالث 3 بقلم أسماء إيهاب

رواية بترت أجنحتها الفصل الثالث 3 بقلم أسماء إيهاب

وضعت نورسين كوب الماء الفارغ اعلي وحدة الادراج بجوارها بعد ان تناولت فريال دواءها لـ تجلس جوارها علي الفراش تتنهد براحة و هي تسرد لها ما حدث صباح اليوم و ما كان حالها من مزيج من الخوف و القلق و الارتباك لـ تنظر اليها قائلة :
_ و الحمد لله فريد بيه عرف يخليه يمشي انا كانت روحي بتروح طول ما هو هنا 
ربتت فريال علي كتفها و هي تتحدث لها بهدوء حتي تهدهد منها قائلة :
_ الحمد لله يا حبيبتي متقلقيش طالما فريد اللي طلعله يبقي مش هيقرب من هنا تاني 
تهجم وجه نورسين بالخوف و الضيق و هي تفكر بما اخبرها العم مجدي عن ان المحامي الذي وكله لامرها قام برفع دعوة قضائية ضد منير بالخُلع و انها لابد ان تحضر الجلسة حين تتحدد لـ تنظر اليها نورسين بقلة حيلة و هي تخبرها قائلة : 
_ عارفة المشكلة في جلسة الخلع انا مش عارفة هيعمله فيا اية 
تنهدت فريال بحزن علي تلك الفتاه ثم اجابتها بحل لعلها توفق به :
_ اكيد مش هيسكته طب ينفع متروحيش 
استندت نورسين ظهرها علي ظهر الفراش الي جوار فريال و هي تقول بضيق من كل ما يدور حولها :
_ مرحش الجلسة ازاي مينفعش 
تنهدت فريال و هي تحرك رأسها يميناً و يساراً ثم نظرت الي نورسين محاولة التخفيف عنها فقد قررا ان يصبحون صديقتان مقربتان قائلة : 
_ هو انتي مش قولتيلي انك بتعرفي تغني 
ابتسمت نورسين بحزن و هي تتحدث بصوت مختنق اوشك علي البكاء : 
_ كان زمان يا فريال وقت ما كنت صغيرة كسروني بابا قالي اياكي اسمعك بتغني تاني و ماما بردو كذلك 
ثم زادت ابتسامتها اتساعاً و هي تقول بهدوء :
_ الا عمي الله يرحمه حبيبي كان دايما واقف جنبي و يقولي غني يا نور عايز اسمعك هو اللي وقف جنبي عشان ادخل تمريض بعد ما كان بابا عايز يقعدني في البيت و هو اللي صرف عليا و كان مستعد كمان يشوف اي حد يكتشف موهبتي بس سابني في اكتر وقت محتاجه فيه الله يرحمه و يغفرله 
مسحت فريال تلك الدموع الهاربة منها و ضمتها بحنان تربت علي كتفها تهدهدها قائلة : 
_ الله يرحمه يا حبيبتي اهدي انتي بس و ربنا هيفك كربك دا فوضي امرك لله و هو وحده هيدبر امرك 
تنفست نورسين بهدوء و هي تتمتم بالحمد لله عز و جل علي جميع نعمه لـ تبتعد عنها فريال قليلاً رافعة سبابتها امام وجهها و هي تقول بمرح :
_ بس اوعي تفتكري اني هسيبك من غير ما تغني اتفضلي بقي غني و سمعيني 
ضحكت نورسين بخفة علي قلب تلك الفتاه و طيبتها الغير معتادة هي على وجودها في حياتها تمنت من كل قلبها ان يشفيها الله و يعافيها مما تعانيه و التي بالتأكيد يؤثر علي نفسها و لا تريد اظهار ذلك امام احد ، تنهدت هي بهدوء و هي تغمض عينها و تبدأ بالغناء بصوت متألق فاق توقع فريال عن جمال صوتها كانت تشدو بصوت عذب بأحد اغاني العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ و اندمجت بشدة حتي تناست وجود فريال و علي صوتها بعض الشئ و هي تغني حتي انتهت من الاغنية و فتحت عينها الدامعة تأثراً بالأغنية لـ تري وجه فريال الذي يبدو عليه الصدمة و الذهول لـ تستوعب فريال انتهاء نورسين من غناءها حتي صفقت بيدها و هي تصيح بصوت عالي ممازحة :
_ عظمة علي عظمة يا ست 
ضحكت نورسين برقة و خجل لـ تتحدث اليها فريال بأعجاب بصوتها العذب الرقيق كـ صاحبته :
_ صوتك بجد تحفة و احساسك جميل .. تعرفي اني بحب الاغنيه دي اوي 
و عادت الأحداث و الثرثرة بينهم و بين بعضهم البعض حتي نطقت فريال مرة أخري بشئ جاء الي ذهنها للتو قائلة :
_ تعرفي ممكن يوم الجلسة اخلي فريد يكون معاكي و لو فريد عنده رحلة و هيسافر ممكن صاحبه عاصم 
هزت نورسين رأسها بنفي و هي تجيب فريال بعدم رغبتها في مضايقة اي منهم لكن مع اصرار فريال و الحاحها ان هذا لا يضايق اي من شقيقها او صديقه ان طلبت هي ذلك و في النهاية تنهد نورسين باستسلام لما تريده لـ تبتسم فريال بطيب قلب و هي تتسطح علي الفراش لـ تغفو قليلاً قبل موعد العشاء 
**********************************
وقف منير امام لطفي و هو ممسك بورقة يلوح بها امام عينه و هو غاضب و بشدة و ينتفض جسده من شدة عصبيته لـ يصرخ بـ لطفي بصوت عالي حاد قائلاً : 
_ انا بنتك ترفع عليا قضية خُلع انا تخلعني بعد ما لميتها و سترت عليها 
اتسعت اعين لطفي من فعلت ابنته التي كانت مطيعة ضعيفة منكسرة خاضعة لهم كيف لها ان تفعل ذلك الم تعد تخشاه او لم تعد تبالي بما سيفعله منير بعد ذلك ، امسك لطفي الورقة من يد منير و نظر بها و هو يقول بتوتر : 
_ مستحيل نورسين تعمل كدا لوحدها في حد واقف مع البت دي جامد مقوي قلبها 
لـ يصرخ منير بغضب مرة اخري و هو يطرق بكف يده علي الحائط جواره قائلاً بتهديد : 
_ انا مليش فيه حد و لا محدش انا عايز بنتك تحت رجلي قبل الجلسة و الا قسماً بالله هفضحك انت و بنتك و اللي انت خايف منه هيحصل يا لطفي 
جذب منه الورقة بحدة حتي كادت ان تتمزق ثم رمقه بنظرة متوعدة و الغضب يتأكلوا و خرج من المنزل لـ يجلس لطفي علي الاريكة خلفه يدفن وجهه بين يديه و هو يقول بحدة : 
_ منك لله يا نورسين هضيعي كل حاجة من ايدي 
ثم رفع رأسه يضرب بكف يده علي فخذه و هو يصك علي اسنانه بقوة قائلاً بصوت كـ فحيح الافاعي : 
_ بس و حياة امك لو حصل و ضاع كل حاجة هقطعك حتت و ارميكي للكلاب 
تطلع امامه بشر و حقد كبير علي ابنته و هو يعلم ان منير سـ يفعل ما هدد به و من الممكن ان يفضح امر كان يخبئه و يستغله لـ كسر ابنته و جعلها خاضعة لا تتجرأ علي اي فعل يغضبه و يعلم تمام العلم ان هناك احد خلف ثروتها المفاجأة و انه لن يكون سوا صديقه مجدي الذي كان يعترض دائماً علي زواج ابنته من منير و علي معاملته لابنته بعد ما تعرضت له احتدت عينه بغضب و هو يقسم داخله ان كان مجدي وراء ما يحدث سوف يلقنه درساً لن ينساه
**********************************
يجلس فريد بمطار الولايات المتحدة الأمريكية ينتظر رحلة العودة الي ارض الوطن يضع الهاتف علي اذنه و اليد الاخر يمرر اصابعها بخصلات شعره و هو يتحدث بهدوء قائلاً : 
_ لابد لي من العودة كيندي اريد ان اكون بجوار فريال 
تذمرت كيندي بالطرف الاخر و هي تصيح بضيق : 
_ من الواضح فريد انك لا تريد رؤيتها 
لـ تهمس مرة اخري بنبرة خافتة : 
_ الم تشتاق لي 
لـ يجيب فريد بعد تنهيدة عميقة :
_ بلا عزيزتي اشتقت اليكِ كثيراً لكن هناك الكثير من الاعمال لدي انتي تعلمين انني اهملت اعمال الشركة لمرض فريال فـ يجب عليكي ان تلتمسي لي العذر 
مرر يده علي وجهه بضيق و هو يتحدث بهدوء من جديد : 
_ اعدك انني سوف اتي اليكِ في اقرب وقت و اظل معاك اسبوعاً كاملاً 
وصل الي اذنه نبرتها الفرحة و هي تنطق بسعادة : 
_ حقاً فريد هل ستبقي في بيتي 
اجابها فريد بأعتراض علي ما تقول :
_ لا كيندي انتي تعلمين ان هذا غير ممكن سوف ابقي بفندق الي حين عودتي 
تنهدت كيندي بلا حيلة و هي تقول بهدوء : 
_ حسناً فريد كما تريد اريد الاطمئنان عليك حين عودتك 
_ الي اللقاء حبيبتي
اغلق الهاتف بعد ان ودعها ثم استعد لـ رحلته و عودته سريعاً الي المنزل حتي يطمئن علي شقيقته فهو الي الآن غير مطمئن لـ وجود تلك الممرضة بمنزله و احدهم يرغب في اذيتها يخشي ان يصيب شقيقته مكروه و هي الي جوارها و هو لا يعلم عنها شئ
**********************************
عاد فريد من رحلته و ذهب الي غرفته لـ يأخذ قسط من الراحة بعد ان اطمئن علي شقيقته و جلس يبادلها اطراف الحديث عن رحلته كما يفعل كل مرة استلقي علي الفراش بعد ان اغتسل و ابدل ثيابه يتنهد و هو يغمض عينه و لكنه تذكر داخل عقله مظهر نورسين حين دلف الي غرفة شقيقته تبدو انها في قمة خجلها لا يعلم لما حتي انها استأذنت بالخروج من الغرفة حتي تفسح له المجال للحديث مع شقيقته يبدو ان ردة فعلها نابعة من رؤيته لـ والدها و هو يعلم عنه الكثير تنهد مرة اخري و هو يلتف بجسد يتسطح علي جانبه الايمن و يستغرق بالنوم بشكل مريح لـ جسده المرهق …
بعد ان اخذ قسطاً وافراً من الراحة و نام نوماً عميقاً و لم يشعر بشئ استيقظ اخيراً بعد مرور الكثير من الساعات فتح عينه لـ يعتدل جالساً يمرر يده علي وجهه و رأسه و هذه عادة لديه ثم يخرج من الفراش متوجهاً نحو المرحاض لـ يغتسل و من ثم خرج و توجه نحو حقيبته يخرج منها عدة كتب انجليزية كثيرة الاوراق و يخرج الي حيث غرفة شقيقته لـ يقدم لها هديته ، طرق الباب عدة مرات لـ علمه بوجود نورسين بالداخل من اصوات الضحكات العالية الصادرة منها و من شقيقته التي و يا للعجب تعلقت بتلك الفتاه كثيراً و بسرعة كبيرة ، فتح الباب حين استمع الي اذن شقيقته بالدخول الي الغرفة اطل برأسه الي الداخل و علي ثغره ابتسامة هادئة تزيد من وسامته اللامتناهية بصورة فائقة الجمال و اخرج صوته الاجش ينطق بمرح : 
_ تسمحلي سمو الاميرة ادخل جناحها 
رفعت فريال رأسها بتعالي و هي تعدل من ياقة منامتها بتكبر قائلة : 
_ مفيش مانع اتفضل 
ضحكا سوياً في حين دخل هو الي الغرفة متوجهاً الي جوارها قبل رأسها بحنو و من ثم قدم لها مجموعة الكتب الموجودة بيده لـ تصرخ هي بفرحة عارمة و تلتقطها منه و تبدأ في تفحصها سريعاً ثم احتضنته قائلة بامتنان و سعادة : 
_ شكراً يا فريد انا من زمان عايز اقرأهم مش مصدقة بجد 
ابتسم هو اليها و هو يمرر يده علي خصلات شعره ، شعرت فريال بـ نورسين تتحرك من الغرفة الي الخارج بهدوء شديد لـ تقوم بالنداء عليها باستغراب متسائلة : 
_ نورسين راحة فين 
ابتلعت ريقها بـصعوبة و هي تنظر الي فريد بطرف عينها بالفعل تخجل من كونه منع عنها والدها و كأنها تتهرب من أحد المجرمين بل هو يعلم تمام العلم انه يجب القاءه بالسجن جراء تجارته بالمخدرات و هذا ما جعلها تخجل من كونها ابنه لـ تاجر مخدرات و بالطبع هو يصمت فعلا لاجل شقيقته اما بداخله يحتقرها كما اظهر ذلك باليوم الاول لها بمنزله لـ تحمحم و هي تقول بهدوء :
_ رايح اجيب العشا عشان الدوا يا فريال هانم 
زجرتها فريال بنظرة غاضبة لـ تتراجع نورسين و هي تقول : 
_ اسفة قصدي يا فريال 
هزت فريال رأسها بهدوء و هي تجيبها قائلة : 
_ طيب يا نورسين بس اعملي حسابك انك هتتعشي معايا 
هزت نورسين رأسها و اسرعت بالخروج من الغرفة و هي تتنفس الصعداء لـ ينظر فريد الي شقيقته بتساؤل قائلاً : 
_ هو في اية مالها كل ما تشوفني تبقي عايز تمشي من الاوضة و شكلها مكسوفة كدا لية
نظرت اليه فريال و هي تجيبه مفسرة الامر : 
_ مكسوفة من ابوها مكسوفة انك تكون عارف ان باباها تاجر مخدرات و تساعدها و هي بتقول انك ساعدتها و مشيت باباها عشاني و انها عارفة رأيك فيها من الكلام اللي قولتهولها قبل كدا 
همهم بتفهم و هو يعتدل بجوار شقيقته و هو يسألها بهدوء قائلاً : 
_ طب انتي مرتاحة معاها يعني دي احسن من اي واحدة جت هنا 
هزت فريال رأسها بايجاب و هي تجيبه بحماس كبير لاحظه هو عليها بالحديث عن نورسين : 
_ جداً يا فريد بجد دي انسانة طيبة اوي و قلبها ابيض و شافت كتير في حياتها و مش ذنبها ابداً ابوها اية او جوزها اية 
ما ان كاد يرد عليها الا انها التفتت تنظر اليه و هي تسأل بهدوء :
_ هو انا لو طلبت منك حاجة يا فريد تنفذها 
اجاب دون لحظة للتفكير : 
_ طبعاً يا حبيبتي انفذها 
حمحمت و هي تتحدث برفق و شئ من الرجاء بنبرة صوتها حزينة علي حال تلك الفتاه التي بعمر الزهور و التي تعلم ما تعرضت له في حياتها من قبل الجميع : 
_ نورسين رفعت قضية خُلع علي جوزها و المفروض في الخُلع انهم بيعمله جلسة تسوية منازعات يعني صلح كدا في الاول و كل الموضوع بياخد من تلت شهور لستة 
رأت الاستغراب علي وجه فريد متسائلاً عن ما شأنه بما تقول لـ تسرع هي قائلة بتوسل : 
_ انا عايزك تبقي معاها في كل خطوة من خطوات الخُلع دي عشان جوزها ميقدرش يعملها حاجة 
نظر اليها فريد و هو يجيبها باستغراب من طلب شقيقته : 
_ ايوة يا فريال بس انا مالي و بعدين انا عندي شغلي و سفر و انتي عارفة 
امسكت فريال يد شقيقها و هي تقول : 
_ عارفة بص لو انت موجود روح معاها لو مش موجود خلي عاصم يروح معاها
نظر الي وجه شقيقته و هي تمثل البراءة ككل مرة تقدر علي اخذ موافقته بأي شئ تريده تنهد بعد فترة من الصمت و التفكير و هو يتحدث الي شقيقته قائلاً : 
_ خلاص يا ستي موافق المهم انتي تبقي راضية 
قبلت وجنتي شقيقها بحب و هي تقول بمرح : 
_ و راضية عنك كمان 
دلفت الخادمة الي داخل غرفة فريال و هي تحمل صنية يوجد عليها وجبة العشاء و تقدمها الي فريال و هي تتحدث بهدوء قائلة : 
_ العشا يا فريال هانم و نورسين بتقول لحضرتك انها هتتعشي تحت عشان عايز تتكلم مع عم مجدي في حاجة مهمة 
خرجت الخادمة بعد ان هزت لها فريال رأسها بتفهم لـ يقف فريد و يقبل رأس شقيقته مغادراً الا انها اوقفته قائلة : 
_ اية يا فريد رايح فين مش هتاكل معايا 
_ لا يا حبيبتي مليش نفس دلوقتي بالهنا 
اجابها فريد قبل ان يخرج من غرفتها الي الاسفل وقف اسفل الدرج ينظر حوله لـ يجدها تمسك بأريكة صغيرة تسحبها بصعوبة تريد اخراجها من باب المنزل عقد حاجبيه باستغراب لما تفعل و تقدم منها يقف خلفها و هي تحاول مرة اخري جر الاريكة لـ يتحدث بتعجب قائلاً :
_ انتي بتعملي اية 
انتفض جسد نورسين بفزع بعد ان استمعت الي صوته الخشن فجأة يصدح من خلفها دون مقدمات التفتت و هي تضع يدها علي قلبها التي اضطربت دقاتها تتنفس بهدوء و هي تنظر اليه بارتباك هامسة :
_ انا كنت عايزة اخرج الشازلونج في الجنينة 
عقد ذراعيه امام صدره ينظر إليها بسكون لحظات قبل ان يسألها عن سبب ذلك بهجوم قائلاً : 
_ و عايزة تخرجيه برا لية عايزة تعملي قاعدة 
علمت ان ظنه بها انها تريد الاستمتاع بجو الحديقة الرائع و انها تريد ترك شقيقته وحدها لـ تشعر هي بالرفاهية لـ تهز رأسها بنفي و هي تبتلع غصة بحلقها قائلة بصوت خافت و قد شعرت بنيران تتسرب من صدرها الي معدتها : 
_ لا يا فريد بيه انا كنت عايزة اطلع الشازلونج برا و اطلب من حضرتك انك تشيل فريال هانم تجيبها في الجنينة عشان تشم هوا نضيف 
احتضنت النيران اعينه الخضراء لـ يحل السواد القاتم حول لونها الاخضر لـ تصبح مخيفة حتي انها تراجعت خطوة الي الخلف بخوف من مظهر عينه الغير مطمئنة بالمرة و بلحظة كان يقبض علي ذراعها بقسوة لـ يخرج منها تأوة متألم من شدة قبضته علي ذراعها لـ يزيد هو من قبضته و هو يصرخ بها بغضب و صوت جهوري : 
_ انتي عايزة تحسسي اختي انها عاجزة عايزة تحسسيها بالنقص 
اتسعت اعينها بصدمة من اتهامه الموجه لها بدون وجه حق لـ تهز رأسها بنفي سريعاً و ما ان همت بالحديث مدافعة عن نفسها امامه الا انه امسك بذراعها الاخر بنفس الشدة و اخذ يهزها بين يديه كـ دمية و هو يصرخ مرة أخري بانفعال : 
_ لو متعرفيش ازاي تتعملي بانسانية مع الناس اية اللي شغلك ممرضة و انتي متنتميش لأي ملاك رحمة بالمرة 
تساقطت دموعها رغماً عنها بألم شديد يغزو روحها قبل ذراعيها التي اصبحت تشعر بالتخدر بهم من شدة قبضته عليه لـ تصرخ صرخة مكتومة بألم شديد و هي تنظر اليه برجاء ان يترك ذراعيها هامسة بخفوت : 
_ ارجوك دراعي هيتكسر 
رمقها بشراسة قبل ان ينفض ذراعيها بعنف شديد لـ تدلك هي بكفي يدها ذراعيها أمام عينه و هي تبكي بألم متحدثة بضعف و صوت متحشرج اثر بكاءها : 
_ انا مكنش قصدي اللي حضرتك بتقوله دا انا كل اللي عايزاه اني افرحها بخروجها من الاوضة عشان تحس انها مش في سجن و دا هيحسن من نفسيتها 
رفعت رأسها إليه تنظر اليه بأعين تذرف الدموع بغزارة و هي تكبح شهقاتها بصدرها تنظر اليه بحزن عميق رأه هو بأعينها و علي ملامح وجهها قائلة : 
_ انا اسفة يا فريد بيه مكنتش اعرف ان دا هيضايق حضرتك بعد اذنك 
تحركت نحو الخارج الي الحديقة حتي تغرف بحزنها و بكاءها قبل ان تصعد الي فريال تشعر بالذل الآن ان كان لها اي احد تذهب اليه لـ صاحت بوجهه بكل ما داخلها من غضب من فعلته و تركت العمل هنا بكبرياء و لكن لا مكان للذهاب اليه و لا تريد ان تقتل علي يد اباها او زوجها البغيض لـ تذل نفسها لـ هذا المتعجرف بهذا الشكل المهين لـ كرامتها ، جلست علي الارض بالحديقة تدفن رأسها بين راحتي يدها باكية يخرج انينها بصوت خفيض في حين راقبها هو بندم لما فعل معها تنهد بضيق و هو يراها كيف جلست تبكي بزاوية بالحديقة منكمشة علي تفسها اغمض عينه بغضب من نفسه فهو لم يعامل احد اي كان بتلك الطريقة من قبل كيف ان يعامل تلك الفتاه اللاجئة اليه بضعف هكذا نهر نفسه و هو يمرر يده علي خصلات شعره يعيد المتمرد منها الي الخلف و يتقدم بتردد إليها يدفعه شعوره بالغضب علي نفسه و الشفقة علي تلك الفتاه التي لم تخطئ بشئ الا انها كانت تريد بعض من الوقت تعيشه شقيقته خارج قضبان غرفتها التي بمثابة سجن لها كما ذكرت نورسين …
شعرت بحركة الي جوارها و صوت تنحنح خشن يدل علي هوية صاحبه لـ تزيح دموعها سريعاً بكفي يدها قبل ان تلتفت اليه لـ تجده يجلس الي جوارها علي الارض ابعدت رأسها عنه ببطئ تنظر الي الاسفل لـ يتنحنح مرة اخري يأتي بصوته المتردد في الظهور قائلاً بلطف : 
_ ايدك وجعاكي 
ايمزح معاها تشعر ان ذراعيها قد انخلعا من مكانهم لـ تضغط علي جفنيها بصبر و هي تهز رأسها بنفي و لكنه يعلم أنها تكذب لاجل الاستمرار في العمل و الا تغادر المنزل و تتشرد هنا و هناك لـ يتنهد و هو يضغط علي كف يده قائلاً : 
_ انا مكنتش اقصد انا بس مش عايز احسس فريال بضعفها و قلة حيلتها و لا باعاقتها و عاجزها و كلامك عن انها حتي محتجاني انزلها تحت خلاني احس انها هتبقي زعلانة انها حتي مش قادرة تنزل من السرير 
هزت رأسها بتفهم و لكنها ما زالت غاضبة من فعلته و هذا لا يبرر ما فعله بالمرة تنظر الي الامام بجمود استشعره هو لـ يهب واقفاً علي قدميه ثم انحني قليلاً يمد يده اليها قائلاً بهدوء : 
_ قومي معايا 
نظرت الي يده الممدودة إليها بتعجب من تغير حاله الي حال اخر في لحظات لـ ترفع رأسها تنظر الي عينه قائلة بتردد : 
_ علي فين
ما ان انتهت من سؤالها البسيط له لـ تفجل حين امسك هو بكف يدها برفق يجذبها معه بهدوء لـ تقف علي قدميها امام لـ ينظر اليها و هو يتنهد قائلاً :
_ هنطلع الشازلونج برا و هطلع اجيب فريال بطريقة لطيفة خالص و انزلها نسهر في الجنينة 
اتسعت عينها بمظهر لطيف و هي تراه قد تغير رأيه عن اتهامه لها الباطل لـ تتناسي يده الممسكة بيدها و تنظر الي وجهه تمرر عينها علي تفاصيل وجهه الوسيم و قد ثبتت عينها علي عينه الجذابة و ظلت هكذا لحظات من الصمت اعتبره هو صدمة من ردة فعله و لكنه لم يكن سوا تأمل له بدقة شديدة لـ يسحب يده من يدها بهدوء و هو يتنحنح عندما اطاله النظر الي بعضهم البعض كثيراً قائلاً : 
_ اطلعي انتي لفريال كلميها كدا شوفيها هتضايق من حاجة زي دي و لا لا بس من غير ما تاخد بالها 
هزت نورسين رأسها بايجاب بعد ان نظرت الي الارض باحراج عما كانت بها حالتها منذ ثواني لـ تسرع بخطواتها نحو الداخل و منها الي غرفة فريال بالاعلي و هي تشعر بخفقات قلبها تزداد اضطراب و اطرافها التي اصابتها البرودة فجأة لـ تزفر بانزعاج من ذاتها و هي تسرع بخطواتها نحو الاعلي
يتبع ……
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى