Uncategorized

رواية هوس عاشق الفصل الثالث 3 بقلم فرح طارق

 رواية هوس عاشق الفصل الثالث 3 بقلم فرح طارق

رواية هوس عاشق الفصل الثالث 3 بقلم فرح طارق

رواية هوس عاشق الفصل الثالث 3 بقلم فرح طارق

يجلس بِمكتبه بِشرود، يُفكر بِعائلته وبِأخته تِلك التي تسير خلف زوجها المدعو بِعثمان كالعمياء، أرجع برأسه للخلف وهو شارد الذهن حتى قطع شروده صوت رنين هاتفه.
عرفت مكانها “
أردف بِها مالِك بلهفة وهو لازال لا يُصدق أذناه أحقًا عثر عليها..ولوهلة شعر بأن قلبه عاد ينبُض من جديد
رحل مالِك وهو على عجلة من أمره..ولم يعبأ لكلٍ من بشركته يتطلع لهُ بنظرات متعجبة من عجرفة خطواته تِلك وسُرعتها..
إتجه مالِك ناحية سيارته وهو يخبر السائق الخاص بِه بلهفة : إطلع على القاهرة يا حسين
-بالحراس..؟
— أيوة بالحراس
جلس مالِك بالسيارة وهو ينظر لِساعته ولأول مرة بِحياته يشعُر بأن الثواني تمُر وكأنها دهرًا، أيُعقل أن ذلك الشعور بسبب أنه وأخيرًا ستُعاد له حياته بعد ساعات فقط، أم تِلك هي طبيعة الثواني وهو لا يشعُر، فهو وأخيرًا سيُقابل معشوقته التي منذ حينما رآها لأول مرة وهي أسرته بِبرائتها وأوقعت قلبهُ أسيرًا لأعيُنها الرمادية..وكُل ذلِك حدث من مقابلة واحدة، نظرة واحدة، كلمة واحده نطقت بِها هي “ورد يا بيه..” ومُنذ حينها وهي تربعت فوق عرش قلبهُ..
………………..
كان يسير بجامعته بلا هوادة حتى توقف وهو يستمع لِتلك الهمهمات التي من البادى واضحًا أنها عليه هو..
بنت : نفسي أعرف ده ازاي هيكون دكتور، إزاي دخل طِب أصلًا.؟
ولد : يبنتي ده من عيلة الفيومي أكيد دخل بسبب إسم عيلته، بس إزاي بقى هيكشف على الناس بواسطة بردوا؟
تدخلت بنت أخرى بضحك : لا ودكتور أطفال يعني يجيله طفل عنده سخونيه يمشي عنده سخونية وصرع من شكل الدكتور
ضحكوا جميعم ولم يُبالي أحدًا منهم مِن ذاك الواقف الذي كلامهم كان بالنسبةٍ له كالسكين يطعن قلبه..
ذهب زياد سريعًا والدموع تتركز بمقليتاه ولم يلحظ تِلك العيون التي تبكي لأجله
جلس أسفل تِلك الشجرة وأطلق العنان لدموعه..
وقفت هي تنظر له بِشفقة على حاله لا تعلم لِم هي حزينة هكذا عليه
تقدمت منه وجلست جواره..أخذت تُحادثه بهدوء : معلش اللى زي دول ربنا بيكون واخد منهم أهم حاجه بيديها لأي إنسان واخد منهم حاجه ناس تانيه بيتكتب ليها الجنة بسببها وهي لين القلب…
نظر لِـذاك الصوت الأنثوي الذي يحادثه ونظر لها كالصنم، أتُحادثه هو تِلك لم ف هي جميلة حقًا بل جميلة جدًا لِم تُحادث ذاك المشوه كما يلقبه الجميع..
بينما حاولت هي أن تعرف ما يدور بعقله ف أردفت مُبتسمة وهي تمُد يدها لُمصافحته : سيليا
أجابها زياد ببلاهة وهو يمد يده لمصافحتها : زياد
سيليا : ف سنة كام..؟
زياد : آخر سنة
سيليا بمرح : يا بختك أنا لسة ف أولى…
أردف زياد بإبتسامة مجاملة لها : لا دا أنتِ معاكي ربنا بقى
سيليا : أه والله دا أنا كنت فاكرة الجامعة حاجه تانيه خالص، دي طلعت مملة أوي يا زياد
لا يعلم لِمَ خفق قلبه وبِشدة من نُطقها لإسمه وأردف قائلًا : مملة من أول سنة!!
سيليا : أسكت أسكت متفكرنيش أنها لسة فاضل ٣ سنين تاني
زياد : ليه إنتِ بتدرسي أي
سيليا بغرور مصطنع : فنون جميلة
زياد : وأي الي جابك هنا
سيليا : أشوف صاحبتي
صاحبتي دي بقي كانت دحيحة الدفعة وأنا كنت زيها بس أنا كان حلمي فنون جميلة لأن حاطة ف بالي هدف معين عاوزة أحققه
زياد : وأي بقى هدفك
أردفت سيليا وهي تشير بيدها لرسمة لوحه أمامها : أكون المصممة سيليا مهدي.
وأكملت بأمل : ويقولوا المصممة راحت المصممة جت وأقابل مصممين كبار بقى وأروح باريس ف عروض أزياء ويبقى عندي ناس كتييير بتشتغل معايا وناس أكتر بتتمنى تشتغل معايا، وافرح ماما بيا وتتشهر بسببي ويكون عندي ڤيلا بتاعتي أنا وبإسمي وحساب خاص بيا ف البنك لوحدي وماما متشتغلش وتتبهدل عشان تخليني أتعلم وتقعد ف البيت معايا نقعد أنا وهي بليل نتفرج على فيلم سوى واطلع أوضتي الي عشان اوصل ليها اطلع سلم لأن الڤيلا هتكون دورين..
نظر لها زياد بإبتسامة أخذ يتطلع لها ولبرائتها وبساطتها ف الحديث…
شهقت سيليا بخضة : يالهوي
زياد : في أي
سيليا وهي تقوم بلهفة من مجلسها : دا أنا عندي محاضرة، يلهوي سلام
ذهبت سيليا بعجلة وابتعدت عن زياد الذي يتطلع لها بصدمة وإبتسامة ترتسم على وجهه وانتبه لها وهي تُشير له بصوت عالٍ : هنتقابل تاني صح
أمأ لها زياد مُبتسمًا بمعنى نعم..
ظل يتطلع لها حتى إختفت من أمامه وسار هو مُبتسمًا ولأول مرة طوالت سنوات دراسته يرحل مُبتسمًا من تِلك الجامعة التي وكانت تُمثل بِنسبة خمسون بالمائة مِن تعاسته..
° ° °
دلفت إلى مكتبه بتردد ولكن حسمت أمرها بأن تدلف وتُحادثه ف هي بالأيام القادمة لا بُد لها من التعامل معهُ، أستظل تختبئ دائمًا..؟ لا ف لم يتفق معها مالِك على ذلك..
لينا بتوتر حاولت إخفائه : أستاذ زين
رفع زين أنظاره لها متعجبًا : أستاذ..
نطقها بِحُنق وكان ضيقه أكبر ف هي لم ترِد أن تدلُف إلا عِندما أخبرت سكرتيرته واخذت الإذن مِنه أولًا والآن تقول لهُ أستاذ..!
لينا ببراءة : أيوة إحنا هنا ف شغل مش ف البيت..ولا إي يا أستاذ زين
– تمام يا لينا فيه حاجه..”هتف بِها زين بِهدوء..”
– الملف ده محمد قالى لازم خالو يمضيه بس هو مش ف مكبته ف هدهولك أنت لأنك بتشوفه أكتر حد وأحنا محتاجين إمضته ضروري
لم يعبأ لكلٍ مما نطقت بِه وأردف لها متهكمًا : وإشمعنا محمد بتقوليها كده بدون ألقاب..!
رفعت لينا حاجبيها ببراءة وهي تُردف قائلة : هو إلي طلب كده..ع العموم الملف أهو إديه لخالو لأني لازم أمشي دلوقت عن إذنك..
كادت أن ترحل ولكن أوقفها صوت زين
– ليه لازم تمشي..؟
– قالها ثم نظر لِساعته وأكمل مُردفًا : على حد عِلمي ده وقت غ.ا
– – أه أصل محمد مستنيني نتغدى سوى
وقف زين سريعًا وأخذ يُلملم أشيائه وهو يخبرها : آه صح فكرتيني كنت لسة هجيلك أصلًا نتغدى سوى يلا بينا..
– بس محم
قاطعها زين بحدة قبل أن تُكمل كِلمتها : لينا قولت يلا
– حاضر
وقفت بِجانبه أمام المصعد وإبتسامة تظهر على شفتيها تحاول كبتها..
– بتضحكي على إي..
– أردف بِها زين بحنق
– لا ولا حاجه افتكرت موقف كده حصل معايا..
– ماشي إتفضلي إدخلي..
° ° °
وأخيرًا بعد ساعات شعر بِها مالِك وكأنها سنوات مرت وصل ألى المكان الذي أخبره بِه مُساعده الشخصي أن أسيرته متواجدة بِه تبيع تِلك الورود..
أشار لها مالِك بأن تأتي من خلف باب سيارته الذي لا يزال مُغلقًا.
بينما هي نظرت بِصدمة له ولهيئته التي اربكتها، لِما لما هو لما يقف أمامها أيعقل ان يبتاع منها بعض الورود..؟
كيف لشخص مثله ان يوقف ذاك الجيش من السيارات التي دائمًا تسير خلفه حتى يبتاع منها بعض الورود
مالِك بهدوء غامض : اركبي
نظرت له بخوف من تِلك النظرة التي لم تجد لها أي تفسير لماذا لما يقول إركبي!
نورسين بخوف : ليه
اندفع مالِك خارج سيارته بشموخ ووقف أمام تِلك الفتاة التي بدا واضحًا فرق الطول بينهم بينما تراجعت نورسين للخلف بخوف
مالِك ولازال يتحدث بذاك الهدوء وينظر لها تِلك النظرة الغامضة : “إركبي”
قالها وهو يشير إلى باب السيارة
نورسين بخوف : ل ليه ححضرتك
مالِك بتهكم : هخطفك مثلًا..؟
أكمل حديثه مُردفًا “إركبي وإنتِ تعرفي، بعدين مش هفضل واقف كده كتير” قال كلمته الأخيرة بسخرية وتهكم
نورسين : م مينفعش أركب
نظر مالِك لِتلك الفتاة التي ودائمًا بدون أدنى مجهود منها تقعه فِ شِباكها أكثر وتوقعه اسيرًا لِتلك البراءة
مالِك بهدوء مطمئن : نورسين، مش هخطفك أكيد ومش معقول هقول الي عاوزه وأنا واقف كده ف الشارع أظن شكلي هيبقي مش حلو وإنتِ متهيألي عارفة أنا مين
نظرت له نورسين حسنًا معه حق ف هي دائمًا تُشاهد صوره بالجرائد ف تعرفه حق المعرفة وكلامه علي حق
شعر مالِك بأنها أقتنعت بحديثه ف أمأ لها بهدوء وأشار لها لتركب بسيارته
ركبت نورسين السيارة وتفاجئت بمالِك يجلس بِجانبها ف وضعت باقة الورود التي تحملها فاصلًا بينهما بينما حاول مالِك كبت إبتسامته من تلك البريئة التي لو كانت أخري مكانها لقفزت فرحًا وركبت دون تردد معه
نورسين بإرتباك : ممكن حضرتك تقولي في إيه..؟
مالِك بغموض : لما نوصل هتعرفي
نظرت له نورسين وخوفها يزداد واخذت تفرك بكلتا يداها والخوف يتسرب لقلبها رويدًا رويدًا
لم يمر وقت بقليل حتي توقفت السيارة ونظرت نورسين الي السائق الذي فتح لها باب السيارة ومن ثم لمالِك الذي أمأ لها بهدوء
نظرت أمامها ف كانت أمام إحدى الڤلل التي لم ولن تتوقع أن تراها بحياتها
مالِك بهدوء : أدخلي يا نورسين
سار مالِك بخطوات ثابته ونورسين خلفه بخطوات مرتبكة خائفة
دلف مالِك ونورسين خلفه وتوجه لغرفة مكتبه
جلس مالِك علي ذلك المقعد المخصص له وأشار لنورسين بالجلوس أمامه
مالِك بهدوء : نورسين عبدالهادي عمرك ٢٠ سنة بنت يتيمة أهلك ماتوا ف حادثة وعمرك ٨ سنين واتربيتي ف ملجأ وحاليًا عايشة ف شقة إيجار ف القاهرة لوحدك بعد ما مشيتي من الشقة الي كنتِ فيها ف إسكندرية لما الإيجار اتكون عليكي وصاحب البيت رفع عليكي قضية ويا أما الحبس أو الدفع وانتِ مكنش معاكي وهربتي جيتي القاهرة وبتبيعي ورد صح ولا فيه معلومة ناقصة
نورسين بخوف : صح ب بس
مالِك وقد عرِف ما تنوي أن تقوله : أظن واحد زيي يوم ما أعرف حاجه عن حد سهل أوي إني أعرفها، بس مش ده موضوعنا يا نورسين
نورسين : وايه هو موضوعنا..؟
رجع مالِك للوراء وتنهد ثم عاد لوضعه مرة أخري : أكيد ملكيش أي مكان تروحيه وصاحب البيت رفع عليكي قضية والي هي يا الحبس يا الدفع
نورسين بحزن : أيوة
مالِك : وكنتِ هتعملي أي لو كان لقاكي هنا أو أي ظابط عرف أسمك..؟
نورسين بحزن : مش عارفه
مالِك بغموض : ولو قولتلك إني هديكي المبلغ ده وقصاده هجبلك شقة بإسمك ف أرقى مكان توافقي..؟
نورسين بإرتباك : إزاي يعني وليه..؟
مالِك بغموض : ليه أكيد هيبقى فيه مقابل يا نورسين
نورسين بخوف : وأي المقابل
مالِك بهدوء ونظرة اربكتها : تتجوزيني
نورسين بصدمة : أنا!!
مالِك : هو فيه غيرك هنا..؟
نورسين : ب بس وحضرتك هتتجوزني ليه!
مالِك بهدوء : عاوز وريث ليا، هتجوزك تجبيلي الوريث ده وهنطلق
نظرت له نورسين بصدمة مما يقول بينما أكمل مالِك حديثه : السنة هتعدي تكوني جبتيلي الوريث وهطلقك وتنسي إنك اتجوزتيني اصلًا وطبعًا هتنسي الطفل ده والمقابل هأمن حياتك كلها هجبلك شقة ف أرقي مكان أو ڤيلا لو تحبي كمان تفضلي ف الڤيلا دي ومستقبلك هيتأمن مدي الحياه، قولتي إيه..؟
صمتت نورسين ف هي لا تعرف ماذا تفعل ستسجن إن لم توافق علي ما يقوله حسنًا لِما لا توافق، هي دائمًا خاسرة، فلتربح شئ الآن
نورسين : موافقة
مالِك بهدوء : تمام جهزي نفسك كتب الكتاب هيكون النهاردة
نورسين : ماشي
° ° °
داليدا : وحشتني أوي
عثمان : وإنتِ كمان يا روحي، بس خلاص أنا هنزل مصر الأسبوع الي جاي
داليدا : نفسي أعرف ليه مخدتنيش معاك
عثمان : يا حبيبتي كنت حابب تصلحي علاقتك بولادك ف قولت أسافر لوحدي وانتِ تفضلي معاهم لوحدك يمكن علاقتكوا تتحسن شوية
أردفت داليدا بحنق : ولادي..ولادي اللي ماشيين ورا مالِك زي ضله
عثمان : معلش يا روحي إنتِ عارفة هما بيكرهوني إزاي وكلهم معتقدين إني السبب ف قتل المرحوم أبوهم، ف عشان كده كلهم ورا مالِك وسايبينك إنتِ
داليدا : خلاص يا عثمان هما اختاروا مالِك وأنا اختارت أكون معاك أنت وكل واحد فيهم دور على مصلحته وأنا كمان أشوف مصلحتي وأنا بحبك ومصلحتي إني أكون معاك لأني بحبك يا عثمان وأنت عارف
عثمان : وأنا كمان بحبك يا روحي..
أنا مضطر أقفل دلوقت وشوية وهكلمك
داليدا : ماشي يا حبيبي مع السلامه
أغلق معها وهو ينظر لِتلك المستلقية بأحضانه..
عثمان : أي يا روحي
– أي يا بيبي..
أقترب منها عثمان وأخذوا يفعلون ما حرمه الله…
° ° °
حل المساء وكانت تجلس في إنتظار أن ينتهي المأذون مما يقوله وهي تُحادث نفسها أيمكن أن يحدث وتكون زوجته لطالما كانت ترى صورته دائمًا بالجرائد وتذكرت تِلك المرة الوحيدة التي رأته بِها حينما إبتاع منها بعض الورود حينما كانت تقف سيارته بإحدى شارات المرور..
فاقت من شرودها على صوت المأذون وهو يُخبرها بأن تمضى تِلك الورقة التي يحملها بين يديه..
نظرت لِمالِك ولا تعرف لِما شعرت بِتلك الرجفة التي تسري بِـداخلها ونظرت لِتلك الورقة بتردد وصوتًا واحدًا بِداخلها “هل أنا على حق أم على خطأ..هل ما أفعله هو الصواب أم لا..”
نظر لها مالِك بِخوف داخله من ذاك التردد الذي بدا واضحً بجميع معالِم وجهها وأردف بهدوء عكس ما بِداخله : إمضي يا نورسين
فاقت نورسين مِما كان يدور بِداخلها وأمسكت بالقلم بِيد مُرتجفة ومضت سريعًا لا تعلم أتُعاند ذاك الصوت الذي يخبرها بِداخلها أن ترحل أم خوفًا من مالِك.؟
نعم تخاف منه ويزداد خوفها من تِلك النظرات التي لا تجد لها أي تفسير و هو دائمًا يُحدقها بِها..
زفر مالِك بإرتياح حينما مضت..
ورحل المأذون وسائق مالِك الخاص وإحدى رجاله اللذان تواجدوا ك شاهدان على زواجه…
وقفت مكانها بِتلك الغرفة التي أخبرها بأن تمكُث بِها وأخذت تفرُك بِكلتا يداها ف هو أخبرها بأنه سيأتي بعد وقت قليل..
دلف مالِك للغرفة وهو يتطلع لها بهدوء شديد ونظرات أخذت تتفصحها من رأسها لأسفل قدميها..وكانت نظرته تِلك تُربكها أكثر وأكثر…
أخذ يقترب منها بِبُطئ شديد وأمام كل خطوةٍ منه رجعت هي للوراء خطوتان حتى إصطدمت بِتلك الحائط التي لعنتها بِداخلها..
حاوطها مالِك بِكلتا يداه..
مالِك بهمس شديد وأنفاس لاهثة أربكتها : إنتِ عارفة سبب جوازنا صح..؟
هزت نورسين رأسها بتوتر
إنحنى مالِك برأسه وهو يختطف قبلته الاولى بشغف وعشق جارفان لطالما حلم بِتلك اللحظة دائمًا معها هي فقط مُنذ أن وقعت عيناه عليها..
كانت يده تلتف حول خصرها بتملك واليد الآخرى خلف رأسها يُقربها منه أكثر…
شعر بِها مالِك وهي تدفعه
إبتعد لثواني فقط تلتقط أنفاسها..وأخذها مرة أخرى بقبلة جديدة…وهو يأخُذها معه عالمه ويُغرقها بِبحور عِشقه…
بينما هي كانت بحالة لا يُرثى لها غير قادرة على الصمود أمام دوامة تِلك المشاعر وهي تشعر بأنه حقًا يُحطم كُل كيانها ويجعله تخضع لهُ..لم تجد أمامها سوى الإستسلام له ولعالمه الذي يأخذها معه بِه رويدًا رويدًا…
شهقت بخوف عِندما شعرت بيده التي أخذت تجول بِمعالم جسدها واخذت تدفعه بعيدًا عنها بيدان مرتعشتان…
إبتعد عنها مالِك وهو يحاول السيطرة على مشاعره وتِلك الرغبة التى أصبحت تجتاحه..
نظر لها وهو يراها ترتجف بخوف أمامه..
حسنًا لعن نفسه وبِشدة مما فعله ف آخر ما كان يتوقعه أن تخاف منه.. أخذ يلعن نفسه ويحاول الإقتراب بهدوء لتهدئتها
– نورسين ممكن تهدي..أنا آسف حقك عليا بس م..مش عارف أنا..
– لا يعلم ما يتفوه بِه شعر بأن الكلمات جفت بِحلقه..
– طيب أنا همشي من الأوضة دي انا قولت أنها هتكون بتاعتك وأنا هبات ف أوضة تانية ماشي ولو تحبي إقفلي الباب عليكي..
قال تِلك الكلمات بِمحاولة مِنه لتهدئتها بينما هزت نورسين رأسها بِخوف وتركها مالِك وذهب خارج الغرفة..
وقف بجانبها يريد أن يرى إن كانت ستغلق الباب أم لا، صدم حينما فعلت ذلِك حسنًا هو من قال لها ولكن كانت محاولةً لِتهدئتها لا اكثر من ذلك..
تمنى لو كان هدأ من روعها بِداخل أحضانه، لو كان هو أمانًا لها تحتمي بِه وليس مِنه..
حسنًا ولكن لن يدوم ذلك الحال طويلًا ستُحبني مِثلما أحبها سأجعلها تدرك حقًا ما فعلته بي حينما رأيتها للمرةِ الأولى
ذهب لِغُرفته وأمسك بِهاتفه وأخذ يُحادث صديقه المُقرب له.
مالِك: أنا إتجوزت
كيان بصدمة: نعم!!
تنهد مالِك وهو يخبره: لقيت نورسين يا كيان واتجوزنا
كيان بلهفة وفرحه لصديق عمره: بجد يا أبن اللعيبة اخيرًا يا عم، عملت أي بقى وبعدين بتكلمني المفروض تكون معاها، يلا أقفل
مالِك: أي أنت بلعت راديو! استنى أكمل
كيان : في أي؟
قص له مالِك عن إتفاقه معها بزواجه منها.
كيان : طب ليه عملت كده يا مالِك ما كنت تقولها سبب الجواز وبعدين أنت كده ظلمتها يا مالِك واستغليت نقطة أن هي محتاجه فعلًا مساعدتك وهي بنت مهما كانت ظروفها أكيد ليها أحلام وأنت حطمت كل ده.
مالِك: عارف يا كيان بس مينفعش، مينفعش إني أقولها إني بحبها حتى مينفعش إني اظهرها للكل، عشان كده مرجعناش إسكندرية وهسيبها ف القاهرة
كيان : وهتفضل دايمًا مخبيها كده!! وأنت قولت اتفقت معاها على سنة أفرض بعدها طلبت الطلاق
مالِك: لسة سنة هخليها تحبني
كيان : هتفرض عليها ولا أي أفرض هي بتحب حد أصلا أو عنيها كانت على حد
مالِك بغضب من تخيله لما قاله كيان : مستحيل ولو فعلًا هتفضل غصب عنها.
كيان : طب يا مالِك قولها إنك بتحبها
تنهد مالِك وهو يفكر بحديثه أحقًا معه حق كان عليه أن يخبرها من بادئ الأمر ويترك لها حرية الاختيار..ولكن حسنًا ماذا كان سيحدث أن لم تختار بأن تتزوجه..سيجعلها تحبه وأن لم يحدث يكفي أنها معه وأمامه وبين يداه.
بِقانون مالِك: رجُلًا مُحب غير رجُل عاشِقًا مهووسًا متيمًا، فإن أحبك رجُلًا عزيزتي سيفعل المُستحيل حتى تُحبينه وأن لم يحدُث سيدفن ذاك الحُب بِداخله، أما إن عشِقك رجُل سيفعل المستحيل حتى تكوني معه وله ومِلكه لن يهمه الأمر إن أحببتيه أم لا ف يكفي هوسه بِكي ووجودك معه وبين يداه، فإن أصبح وصار رجُل مهووسًا بِكي ف حِتمًا ستقعي له أسيرة بإرادة مِنكِ أو غصبًا عنكِ.
يتبع….
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية اختار القدر ان يجمعنا للكاتبة فاطمة علي مختار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!