روايات

رواية هل فزت بأيوب الفصل الثاني 2 بقلم روان صقر

رواية هل فزت بأيوب الفصل الثاني 2 بقلم روان صقر

رواية هل فزت بأيوب الجزء الثاني

رواية هل فزت بأيوب البارت الثاني

رواية هل فزت بأيوب الحلقة الثانية

“والله ياعمتو كان محمد زميلي ومريم ولارا أنا معرفش هو متعصب ليه”
وضحت لعمتو في التليفون وانا متعصبة من أفعال ابنها اللي طرد صحابي بـ قلة ذوق بـحجة إنه مينفعش ولد يقف معايا تحت بيتي اللي أنا عايشة فيه لوحدي، زفرت ببطئ وانا سمعاها بتهديني بـ قولها:.
“معلش يانور أيوب غشيم شوية بس علشان الناس بردو.”
رفعت حاجبي بغيظ من الجهه التاني لو ده سبب استاذ أيوب يبقى اقابلهم كل يوم في الشركة عادي دي حتى الشركة محذرني من تعاملي معاهم!
“ياعمتو ده مانعني أتكلم مع أي حد في الشركة ولو لقاني سايبة مكتبي بيقول كلام يسم البدن هو لازم يفهم إني مبقتش صغيرة على الاسلوب ده!”
اتكلمت بحدة غير مقصودة من طريقة التعامل اللي مبتتناسبش معايا، أنا طول عمري ليا حريتي واختياري بس لاجل المجتمع لازم احط عادات وتقاليد ملهاش لازمة!
“لأ صغيرة غصبًا عنك!”
سمعت صوته من الجهه التانية بيتكلم ببرود ولوهله اتجسد قدامي وهو قاعد بيملي عليا شروطه واحكامه وماسك في ايده ورق الشغل ومش مهتم لوقوفي قدامه، نفضت افكاري البلهاء من دماغي واتخذت وضع الاستفزاز ماهو أنا مش هخاف منه يعني!
“لأ مش صغيرة أنا كبيرة واعرف أكون مسؤولة عن نفسي كويس ياريت تخليك في حياتك وتسيبني أعيش حياتي براحتي!”
قفلت التليفون في وشه ودخلت اتوضيت وصليت العشاء على سجادة بابا، خلصت الصلاة ومسكت مصحف ماما اقرأ في شوية لعل الثواب يشملنا كلنا،
اتنهدت بحزن ونمت على السجادة بـ أمان وكأن درع الحماية متجسد هنا، وفي الحقيقة عدم وجودهم سايب فراغ كبير جوايا، فراغ مفيش حاجة قادرة تسده، لا أهل ولا صحاب يعوضوا مكان الأب والأم..ده حتى اخ مش موجود!
في الجهه التانية من الليل..
“أيوب براحة على نور شوية هي مش حمل إن حد يتقل عليها.”
كانت والدته قاعده تأنبه من ساعة ما نور قفلت معاها، وكأن أيوب قـ.تلهم قـ.تيل. لما مشىٰ صحابها من تحت بيتها،
هو في الحقيقة كانت طردة محترمة بس إيه الداعي لوجودهم في وقت زي ده؟
“من فضلك يا أمي أنا بعمل الصح!”
قامت من مكانها بغضب واضح على ملامحها وهي بتهدده بأنه ميزعلهاش، ابتسم أيوب بسخرية بعد ما خرجت برا اوضته، مسك اللاب وبدء يكمل شغله اللي اتقطع.
بعد وقت..
موبايله رن وده سببله تأفأف وضجر من يومه اللي مش ناوي يخلص، بص على الاسم ولم يكن سوىٰ إبن العم فتح الاسبيكر وساب الموبايل جنبه بلا اهتمام:.
“إيه ياعمنا مبتردش علينا ليه؟”
“كنت مشغول شوية يا زين خير؟”
ابتسم التاني بسخرية فـ لفظ شوية معناها مشغول اليوم كُله وكعادة ابن عمه مفيش حاجة هتهمه في الدنيا غير شغله..
“متردش على سؤالي بسؤال.”
اتكلم زين بوقاحة معهودة منه واللي اتعود عليها ايوب، استغفر ربه وقفل اللاب فـ واضح إن مفيهاش شغل النهاردة..
“زين متصدعنيش أنا تعبان ومحتاج اريح.”
ضحك زين ببرود:.
“وهتبقى محتاج متسمعش كلمة تانية بعد ما الحج يعرف إنك ضايقت نور.”
اتنهد أيوب بضيق فـ كفاية عليه اشغال الشركة وشغله الخاص بيه، بقى واجب عليه كمان يبرر افعاله اتجاهه نور ومحدش فاهم إنه خايف عليها وكأنها أخته وملزومه منه وهو مكنش هيحب يشوف اخته مصاحبة في يوم من الأيام شلة بايظه!
“اللي يغلط يقف عند حده يا زين!”
همهم زين بزهق من طريقة تعامله مع نور وكأنها لازم تمشي على الصراط المستقيم لمجرد إن اهلها ماتوا وفي الحقيقة هو شايف إن نور ليها مطلق الحرية تعمل اللي هي عايزاه، وكلهم واثقين في تربيتها!
“وانا مش شايف إنها غلطت يا أيوب دول صحابها وجايين يطمنوا عليها بطل تشوف الغلط بس!”
رمىٰ كلامه دفعه واحدة على أيوب اللي رفع حاجبه ببرود من طريقة التاني، هو عارف إن دماغه طايشة بس مش هيسيبه يأثر عليها في كل الاحوال.
“اطلع منها يا زين انا عارف الصح ليها.”
سخر منه زين المرة دي قبل ما يقفل التليفون في وشه:.
“لو كنت عارف الصح ليها مكنش زمانك قاعد في بيتك دلوقتي.”
اتفاجئ ايوب من كلامه اللي مش مفهوم بس مهتمش لشيء غير أنه قفل في وشه، اتوعدله هو ونور علشان يبطلوا يعملوا الحركة دي تاني، حط راسه على المخدة ونام.
بينما في مكان تاني للتقريب “قرية صعيدية الأصل.”
ابتسم زين بخبث بعد ما قفل مع أيوب وهو ساند ايده على السور وفي ايده سيجارته والموبايل قصاده، هتف لنفسه:.
“هنشوف اخرتها معاك إيه يابن إيهاب.”
بص قدامه لأبعد نقطة وهو بيفتكر اوراق الشجر اللي تخصه، لاحت على شفتاه ابتسامه واهيه راحت في ثواني لما رجع لعقله، طفىٰ سيجارته ودخل ينام فـ بكرة استقبال أولاد العم ولازم يجهز كل حاجة لجدُه.
في نفس القصر بس في اوضة معروف مين صاحبها واللي مكنش غير عبدالسلام مالك القصر وكبير القرية.
كان قاعد ماسك في ايده صورة ابنه ومراته، خانته عبراته وهو بيتلمس صورتهم ووسطهم نور طفلتهم الأولى، ابتسم بين دموعه:.
“وحشتوني أوي.”
كبير المقام، شديد الخشونة، رأيه سيف على رقبة الكبير قبل الصغير ولكن قلبُه؟
انقى من إنه ينسى حبايب عُمره وحتة منه!
في اليوم التاني.. في بيت نور أيوب عبدالسلام
“عايزه إيه يا رغد من على الصبح.”
اتأفأفت بضيق من مكالمة بنت عمتها الصباحية، دي لسة نايمة مبقالهاش اكتر من تسع ساعات ورغد بتحاول تصحيها علشان تستعد للسفر
“يابنتي قومي بقى يلا جدو بيجهز البيت لوصولكم.”
ضحكت من بين نعاسها على جنان جدها اللي بيستقبلهم كل مرة وكأنها عروسة مش حفيدته اللي بتجيله كل شهر!
“والله جدك ده حبيبي يعني مفيش منه نسخة على صغير اتجوزه؟”
ضحكت رغد بأستخفاف:.
“ماهو لأجل نور بس إنما باقي احفاده طُـز.”
قامت من على المخدة اخيرًا وجاوبتها بمكر:.
“غيري مني وولعي صعب جدًا تلمعي.”
استمعت لقفل الخط من الجهه التانية عرفت انها قدرت تستفز بنت عمتها بطريقتها، ضحكت بمرح فـ يبدو إن اليوم هيكون بدايته مبشرة.
قامت اتوضت وصلت وجهزت شنطة السفر، دخلت اوضة حبايبها اخدت اللي محتاجاه وخرجت للمطبخ تجهز كوباية القهوة..
وقفت على النار وهي سرحانة لأيام ما كانت مفتقدة نفسها،
نفسها القديمة اللي كانت متحاوطة بأمان، بصت لأبعد نقطة وهي بتفتكر مشاكسات ابوها لـ عائشة وقت تعبها،
خانتها عيونها من الصبح لما افتكرت انها كانت بتخاف تبين مشاعرها لمامتها خوفًا من اللحظة دي انها توريها قد إيه هي بتحبها وان حياتها مش هتكمل من غيرها فـ تضعف لما تروح منها..
فضلت سنين مخبية مشاعرها مش بتظهر منها إلا القليل ولما عرفت بتعب مامتها اغرقتها في بحور المشاعر اللي بتحسها ليها، فاض الدمع والفؤاد بيها وكانت كل يوم تنام على الأرض جنبها خوفًا من انها تصحى متلاقيهاش،
لحد ما صحيت وملقتهاش فعلًا.
فارت القهوة وفكرتها بـ إن تأخيرها في كل حاجة هيضيع منها كتير، مسحت دموعها والبوتجاز سوا وحاولت تبعد عنها نغزات قلبها اللي اتكاترت عليها..
“انتو وحشتوني أوي والحياة من غيركم صعبة.”
قالتها وهي واقفة قدام صورتهم في اوضتها، قفلت شنطتها وسابتها في الصالة علشان تجهز وهي مش ناسية إن جدها كلمها امبارح يقدم معاد وجودها عنده..
ابتسمت بهدوء لأنهم مش سايبنها لوحدها حتى أولاد عمها وعماتها معاها في كل مكان وبيكلموها كل يوم، لعل البعض يفتكرها شفقة ولكن جدها كل مرة بيقولها إن مفيش حد بيكره الضلمة!
نزلت للشركة بتاعة باباها وايهاب والكل كالعادة استقبلها ببسمة خفيفة، دخلت مكتبها واثار غيظها وجود ملفات على المكتب هتخليها تقعد لبليل تخلص فيهم، هل قالت إن اليوم بدايته مبشرة؟
إطلاقًا!
خرجت من مكتبها عكس الحالة اللي دخلت بيها ودخلت مكتب أيوب اللي كان فيه اجتماع خاص بيه، العيون التفت عليها وهي ابتسمت بإحراج خاصةً لما أيوب وجهلها نظرة حادة،
“استاذ أيوب ممكن دقيقة؟”
بص للعملاء اللي محدش فيهم اعترض بل بالعكس حبوا يشوفوا طريقتهم سوا في الشغل، بسبب الاشاعات اللي بتطلع عليهم كل فترة والتانية إن بينهم مشاكل ومنهم اللي بيقول مشاكلهم هتوقعهم في حبهم لبعض ولكن الحقيقة محدش يعرفها كاملة!
“خير يا نور؟”
اتكلم بنفاذ صبر فـ اول حاجة بتعصب أيوب إنه يخرج من الاجتماع علشان حاجة تافهه ولكن لأجل إن نور مش بيفرق معاها اتكلمت بحدة:.
“إيه كمية الملفات دي كلها انتَ عارف إني مسافرة كده هتقعدني لبليل!”
وكأنها لعبت بأوتار الاستفزاز عنده ابتسم ببرود فجأة وده خلاها تهلع من جنونه المفاجئ قرب منها ومازالت بسمة خفيفة جانبية تعتليه:.
“ده علشان تقفلي في وشي كويس، وكلمة كمان هخليكي تقعدي لبكرة وبراحتك بقى انتِ كدة كدة مسافرة معايا لان بابا هيسافر كمان ساعة وقايلي اجيبك معايا.”
سابها ورجع لاوضة الاجتماعات وهي ضربت الأرض بغيظ من بروده، مفيش عنده تسامح ابدًا لكل فعل رد فعل وهو ردود افعاله اسوء من أي حاجة، رجعت لمكتبها تاني واضطرت تنكب على الأوراق تخلصهم علشان محدش يقول إنها مهملة في شغل والدها!
في مكتب أيوب بعد ما انتهى الإجتماع، دخل إيهاب والده عليه بعد ما خبط لعلمه مدىٰ كرهه ابنه للعشوائية، اللي يقسم إن مفيش حد بيعامله بعشوائية غير المدللة بتاعة العيلة!
“خير يا بابا؟”
حط قدامه ملف وقاله بأنجاز:.
“دي ورق الصفقة اللي هتتم في قرية جدك راجعها مع نور النهاردة قبل ما تيجو علشان جدك هيكلم الناس وتتقابلوا بكرة تتكلموا في المفيد، ومن فضلك يا أيوب خليك عاقل مع نور ومضايقهاش.”
خرج من المكتب بعد ما أيوب مسك الملف يتفحصه، هو بالفعل راجع على الملف كتير وناقص يحط النقط على الحروف مع نور ولكن لما يخلص اللي وراه الاول.
بعد وقت اتحرك ناحية مكتب نور لقاها قاعدة مركزة في الورق وكانت في آخره ابتسم بـفخر سرعان ما اختفى، دخل مكتبها ورفعت هي رأسها لما حست بوجوده لأنه الوحيد اللي متاح ليه يدخل بالطريقة دي وكأن مكتبها حِكر ليه!
“خير يا استاذ أيوب جاي تحطلي كام صفقة جديدة أراجع عليها؟؟”
استفزته بـ تساؤولتها اللي هي السبب فيها، نور غلطت وكان لازم تتعاقب، لو الكل حن عليها لازم يبقى في جزء رابط شوية، ولكن الجزء ده مكانتش تتمناه يكون أيوب.
“تعالي هنا.”
شاور على الكنبة اللي في مكتبها، شمر اكمامه وفتح أول زُرار من قميصه واتجه لـ مكان القهوة عمل كوبايتين ورجعلها من تاني، لقاها حاطة ايديها على راسها بتفكير..
“بتفكري في إيه؟”
“ليه ورق صفقة نادر بكري فيه شرط جزائي المفروض إحنا اللي نتحمله مش شايف إن شرطهم ده فيه نية للغدر؟”
لمعت عينيه بمكر فهمته هي بعد ما مد ايده ليها بالقهوة، مسكتها وشكرته، قعد جنبها وفتح آخر صفقة في الملف وسط اندهاشها.:
“وشرطنا هنا إن اللي هيخل بشروط الصفقة عليه إنه يتحمل ضعف الشرط الجزائي، فكرك شرط زي ده هيعدي عليا كده؟”
ابتسمت بأعجاب لتفكيره ولانها مكانتش وصلت لآخر صفحة لسة أكدت على حديثه بفهم:.
“في الحالة دي لو هو مسلمش أول دفعة للأجانب ولعب بديله هيكون ده أول عقاب ليه، واحنا برا غدره صح؟”
“صح يانور.”
هتف بيها قبل ما يبدء يراجعلها اوراق صفقتهم الجديدة، وهي مستمعة بأنصات حتى لو أيوب مبيتعاملش معاها بطريقة لطيفة وبيتجاهل وجودها وهي بتضايق من ده إلا إن وقت الشغل هما الاتنين بيتحولوا لنسخة اسوء من اهاليهم في الشغل!
بعد وقت خلصوا مراجعة العقود وكل واحد فيهم غمض عينه بأرهاق فـ حتى لو أيوب كان مديها شغل كتير تشتغله فـ قصاده هو اشتغل الضعف علشان ميبقاش ظالمها.
“ممكن اسألك سؤال؟”
بصلها اخيرًا وامعن النظر في ارتباكها المبالغ فيه قصاده، اتنفست نور قبل ما تسأله بكل براءة صدمته..
“هو انتَ مبتحبنيش ليه يا أيوب؟”

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هل فزت بأيوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!