روايات

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط الجزء الخامس والعشرون

رواية وانقطعت الخيوط البارت الخامس والعشرون

رواية وانقطعت الخيوط الحلقة الخامسة والعشرون

كان مدكور يجلس بغرفة مأمور السجن الاحتياطى الذى تم ايداع سليمان به الى ان تنتهى التحقيقات ، ليدق احد الجنود الباب و يدخل ساحبا سليمان المكبل يديه معا بنفس القيد قائلا : المتهم سليمان الانصارى يا فندم
المأمور : فك له الكلبشات و انصرف يا عسكرى
و بعد ان انصرف الجندى ، نهض المأمور قائلا بكياسة : انا هسيبكم مع بعض شوية و هرجعلكم تانى
مدكور بامتنان : اتفضل يا افندم
كان سليمان طيلة الوقت ينظر الى مدكور بغل و ما ان انصرف المأمور حتى قال بحقد : بقى انت يا صرصار تبلغ عنى انا ، فاكر نفسك مين عشان تعمل راسك براسى و تتفق عليا مع شلة الحثالة اللى انت زيهم
مدكور بتؤدة : مش انا اللى صرصار يا سليمان ، الصراصير دى اللى بتستخبى فى الشقوق ، لكن انا عمرى ما استخبيت عشان عمرى ما عملت حاجة فى الضلمة و لا عمرى عملت حاجة اخاف منها زيك ، و شلة الحثالة اللى بتتريق عليها دى .. اظن ان انت اللى حفيت عشان توصل ودهم و تشتغل معاهم مش العكس
سليمان بحنق : جاى ليه يا مدكور .. جاى عشان تشمت فيا مش كده ، بس مش عاوزك تفرح اوى كده ، انا مش هفضل هنا كتير
مدكور : اشمت فيك ، طب هشمت فيك ليه ، اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين
سليمان بحقد : اومال جاى لحد عندى ليه
مدكور : لان عندى سؤال مهم عاوز اعرف اجابته منك با سليمان
سليمان بقلة صبر : و سؤال ايه ده بقى ان شاء الله ، و مين قال لك اصلا ان لو عندى اجابة لسؤالك ده انى هجاوبك عليه
مدكور : طب مش لما تعرف السؤال الاول
سليمان بصلف : قول اللى عندك و خلصنى
مدكور : ليه
سليمان بدهشة : هو ايه اللى ليه
مدكور : ليه عملت كده ، انت ماكنتش ناقص فلوس ابدا عشان توصل بيك انك تتاجر فى السل/اح ، و حتى لو كنت محتاج فلوس ، ايه .. ضميرك عمره ما انبك فى اى خطوة كنت بتخطيها ، كان بيجيلك نفس تأكل ازاى وانت عارف ان كل فلوسك حرام ، اكلك و لبسك و شربك و حياتك كلها حرام فى حرام ، ماكنتش بتندم على كل نقطة دم كانت بتنزل بسببك ، و كل روح كانت بتموت بسبب تجارتك ، ماكنتش بتغير على بنتك و هى من حضن ده لحضن ده و انت واقف تتفرج
سليمان بغضب : مالكش دعوة ببنتى ، انت مش طلقتها و خلصنا خلاص ، مالك بيها تانى
مدكور بسخرية : اللى يسمعك و انت بتتكلم يقول انك راجل حمش و بتغير على اهل بيتك ، رغم انك بالنسبة لها مش اكتر من قواد
سليمان بحنق : اخرس و امشى من هنا انا مش عاوز اشوف وشك
مدكور : صدقنى و لا انا كمان عاوز اشوفك ، بس الحقيقة لما زرت بنتك صعبت عليا انك كنت ابوها
لتبهت ملامح سليمان و يقول : انت روحت لها
مدكور : و لقيتها مش عارفة هى ضيعت عمرها ده كله عشان خاطر مين و ليه
نفسى اعرف كنت بتفكر فى ايه و انت بتخططط انك تستولى على المجموعة بتاعتى ، ايه ، كنت شايفنى ضعيف اوى كده و مش هقدر ادافع عن حاجتى للدرجة دى ، كنت متصور انى ممكن اسكت على حاجة زى دى لو قدرت تعملها
و غير كده ، ازاى خيالك المريض ده صور لك انى ممكن اشاركك فى تجارتك المشبوهة دى
بس تعرف .. لما قعدت افكر فى الكلام ده مالقيتش غير اجابة واحدة
سليمان بسخرية : و ايه بقى الاجابة دى يا فصيح زمانك
مدكور : انك بتغير منى يا سليمان ، بتغير من نضافتى و سمعتى بين الناس اللى انت ماقدرتش تعمل زيها ، و كان الحل بالنسبة لك ، انك بدل ما تحاول انك تنضف زيى ، قلت تلوثنى زيك بالظبط
سليمان بحقد : و لما انت عارف كل الكلام ده ، ليه كنت قابل انك تشتغل معايا السنين اللى فاتت دى كلها
مدكور : ما انكرش انى كنت بحاول اكسر سمك ، لكن اكتشفت ان كلام مراد من البداية كان صح ، و انى كان المفروض ابعد عنك من زماان ، لكن لما لقيتك عاوز تصيدنى ، قلت و ماله خلينا نلعب و نتسلى .. و ادينى انا اللى اصطادتك فى الاخر
سليمان بحدة : ماتفرحش اوى كده ، صدقنى قعادى هنا مش هيطول ، و كل اللى اشتركوا فى دخولى هنا هيدفعوا التمن غالى و غالى اوى كمان
مدكور : تبقى بتحلم ، المرة دى كل حاجة على مقاسك بالظبط و مش هتعرف تشيلها لحد تانى زى ما سبق و عملتها ، رغم ان حتى دى هتتحاسب عليها من اول و جديد ، و احب اقول لك ان بنتك اعترفت بكل حاجة
سليمان بحدة : غبية
مدكور : بالعكس ، هى فهمت ان خلاص ماممنوش فايدة ، و ياريت انت كمان تاخدها من قصيرها و تعترف .. لان خلاص الانكار مابقاش ينفع و لا هيشفع ، و كل شركاتك اتحجز عليها و هتتباع بالمزاد العلنى ، بس طبعا تم الاتفاق الضمنى بين كل الشركات ، ان انا و جاسر اللى هناخدهم ، شفت بقى.. كان نفسك تضم المجموعتين على بعض وعشان بس تعرف غلاوتك عندى ، ادينى حققت لك اللى كنت بتتمناه و ضمتهم بس تحت اسم العزيزى و علم الدين ، و اسم الانصارى ده خلاص كأنه لم يكن
ليهجم سليمان بشراسة على مدكور و هو يصرخ بهياج : ده انا اقت/لك قبل ما ده يحصل ، ليدخل الجندى المنوط بالحراسة مهرولا و يقيد سليمان ساحبا اياه بعيدا عن مدكور ليعيده الى محبسه مرة اخرى
أما مدكور فوقف ينظر الى سليمان بندية و قال بصوت عال حتى يسمعه سليمان اثناء ابتعاده بصحبة الحارس : المرة دى القاضية يا سليمان .. كش ملك .. الملك مات يا سليمان
……………….
بعد مرور خمسة اشهر بالقاهرة ، كانت رهف تجلس بالاتيلية الخاص بها بالزمالك و هى تشرف على تنفيذ احدى تصميماتها ، و توجه القائمين على التنفيذ الى التعديلات المطلوبة ، وبعد ان تأكدت من تنفيذ توجيهاتها ، توجهت الى مكتبها لتجد مراد جالسا بالداخل و هو يمسك بيده احد دفاتر الرسم الخاصة بها فتقول ببهجة : اهلا يا مراد .. ايه المفاجأة الحلوة دى ، انت هنا من امتى
لينهض مراد مستقبلا اياها بضمة هادئة و قبلة على رأسها و قال : من حوالى نص ساعة ، جيت لقيتك فى الورشة فمارضيتش اعطلك و جيت استناكى هنا
رهف : و يا ترى ايه سبب تشريفك ليا بالزيارة العظيمة دى
مراد : اعمل ايه .. وحشتينى ، و ما بقيتش عارف اتلم عليكى
رهف باعتذار : حقك عليا ، انا عارفة انى انشغلت عنك الفترة دى ، بس انت عارف الديفلية خلاص فاضل عليه ايام ، و بعدها ….
مراد بامتعاض : و بعدها هتسافرى على تركيا عشان الديفيلية اللى هناك
رهف بابتسامة لعوب و هى تعبث بازرار ملابسه : ما انت هتبقى معايا هناك ، مش انت وعدتنى انك مش هتسيبنى اسافر وابعد عنك ابدا
مراد بمرح : خدى بالك انتى بتخمى
رهف ضاحكة : يا عم ماتسيبنى اخم مرة ، مانت على طول بتخمنى و انا ما بتكلمش
مراد بحب ممزوجا بالاهتمام : انتى بتجهدى نفسك جامد الفترة دى و انا قلقان عليكى ، انتى خلاص على وش ولادة .. يعنى لازم ترتاحي
رهف : اكتر حاجة بسطانى انى هلحق اخلص كل ده ان شاء الله قبل الولادة ، عشان اولد بمزاج
مراد ضاحكا : و هى الولادة كمان فيها بمزاج و من غير مزاج
رهف : ااه طبعا اومال ايه ، لو انا مالحقتش اخلص كل التزاماتى قبل الولادة ، مش هعرف اركز فى اللى عاوزة اعمله و انا بولد
مراد : و هتعملى ايه بقى و انتى بتولدى مش فاهم
رهف بحب : اول حاجة هعملها انى هدعيلك
مراد و هو يركز بعينيها بابتسامة دافئة : و يا ترى بقى هتدعيلى بايه
رهف : ان ربنا يخليك تفضل تحبنى على طول و مايحرمنيش من حبك ابدا
مراد ضاحكا : انتى كده بتدعيلى و اللا بتدعى لنفسك
رهف بامتعاض : بدعيلنا احنا الاتنين
مراد : ازاى بقى
رهف بتوضيح : ماهو طبعا لما انت تفضل تحبنى انا كمان هفضل احبك
مراد : امممم … تبادل مصالح يعنى
رهف بمرح : يعنى
مراد : طب و هتعملى ايه كمان غير انك تدعيلى
رهف : هدعى لبابا و هدى و امينة و دادة زينب ، و هدعى كمان لولادنا ان ربنا يجعلهم صالحين و فالحين
مراد : بس انتى نسيتى حد مهم اوى فى دعواتك دى كلها
رهف بفضول : مين
مراد : انتى يا حبيبتى
رهف بحب : انا هبقى سعيدة و مبسوطة و بخير طول ما انتم كلكم حواليا و دايما بخير
و كان عرض الازياء الخاص برهف محط انظار العديد من صفوة المجتمع ، كما تحدثت عنه الكثير من المواقع الاليكترونية ، خاصة بعد النجاح الساحق الذى حققه ايضا العرض الذى اقيم بتركيا ايضا ، و الذى تصدرت صور رهف بسببه العديد من الصحف و المواقع الالكترونية بسببه
وبعد عودة رهف و مراد الى ارض الوطن مرة اخرى ، كان مدكور باستقبالهما بفيلا رهف و التى هرولت لاحضان ابيها باشتياق قائلة : بابا .. وحشتنى اوى
مدكور بتحذير : على مهلك بس بالراحة ، انتى ناسية انك شايلة جواكى فرد تانى من عيلة العزيزى و اللا ايه
لتقبله قائلة : فرد من عيلة العزيزى و احلى حاجة فيه انك هتبقى جده
مدكور ضاحكا : من يوم ما ما فردتى جناحاتك و قطعتى خيوطك و انتى بقيتى بكاشة كبيرة اوى يا بنت مدكور
رهف بحب : ماقلت لك قبل كده ان مهما الخيوط انفرطوا هفضل دايما لماهم بايديا ، انا عمرى ما اقدر استغنى عنك و لا عن توجيهاتك و خيوطك ابدا
ليضمها مدكور و يجلسها تحت جناحه قائلا بمرح ممزوج بالسعادة و الاهتمام فى آن واحد : طب تعالى احكيلى .. عملتى ايه فى الديفيلية بتاعك فى تركيا ، انا تابعت الاخبار على الميديا و عرفت انك هوستيهم هناك
رهف بسعادة : بجد يا بابا
مدكور : الا بجد ، انتى ما تابعتيش و اللا ايه
رهف : الحقيقة ماكانش فى اى وقت انى اتابع اى حاجة ، بس مراد كان بيتابع و بيحكيلى
مدكور : لاااا ، الكلام غير الفرجة ، انتى بعد ما تفوقى كده تقعدى تتفرجى بنفسك و تشوفى الكلام اللى اتقال على النجاح اللى حققتيه يا دكتورة
مراد بامتعاض : بقى كده برضة يا عمى ، بقى انا بعد ما صدقت انها فضيت لى عاوز تشغلهالى من تانى
مدكور ضاحكا : لا هو انت ناوى تقعدلها و ما تنزلش شغلك و اللا ايه
مراد برجاء و هو يرفع سبابته بجوار الابهام : يومين بس يا عمى ، ادينى اجازة يومين بس
مدكور باستنكار بامتعاض : مانت راجع من اجازة خمس ايام يا سى مراد و سايبنى محتاس لوحدى ، و مرمطت معايا انور طول الايام دى
مراد بامتعاض مماثل : و هى دى كانت اجازة ، انا كنت بقوم بمهام مدير اعمال الفاشونيستا رهف العزيزى
رهف : انا شامة ريحة تريقة فى كلامك يا سى مراد
مراد : و انا اقدر برضة ، بس نفسى اخد اجازة يومين نقضيهم مع بعض بعيد عن شغلى و شغلك
مدكور : خلاص يا سيدى ، خدلك يومين كمان زى بعضه على الاقل تقدر تبقى فى استقبال هدى
مراد ببهجة : هى هدى جاية
رهف ببعض القلق : ايوة ، قالتلى انها هتيجى عشان تحضر الولادة بتاعتى
مدكور و هو يضمها الى صدره بحنان : ان شاء الله هتقومى بالف سلامة .. ياللا يا حبيبتى اطلعى غيرى هدومك و اغسلى وشك كده عشان تفوقى شوية و انزلى ياللا عشان نتغدا ، على ما اصطاد مراد على السريع كده فى كام حاجة على ماتنزلى
لتقبل أباها و تتركه بصحبة مراد و تتجه الى الاعلى ، ليجلس مراد امام عمه قائلا بتساؤل : فى جديد و اللا ايه
مدكور بأسى : سليمان و تالا خدوا حكم بالاعدام
مراد بعملية شديدة : طب ما هو ده المتوقع يا عمى ، حضرتك ليه زعلان كده
مدكور : ما انكرش ان تالا صعبانة عليا ، و صعبان عليا شبابها و الطريقة اللى هتموت بيها ، وقت جلسة الحكم كانت فى دنيا تانية خالص ، طول الوقت باصة فى الارض و راسمة على وشها ابتسامة .. مافهمتش ان كانت مرارة و اللا سخرية
مراد : هو حضرتك حضرت جلسة الحكم
مدكور : غصب عنى ، ماقدرتش ما احضرش ، و ماتنساش انى شاهد اساسى فى القضية
مراد : تالا باعت نفسها للشيطان بارخص سعر و كان لازم تاخد جزائها يا عمى
مدكور : كان نفسى تفوق قبل فوات الاوان يا مراد ، بس للاسف كان الطبع غلاب
مراد : مافيش فى ايدنا اى حاجة نعملها غير اننا ندعيلها ان ربنا يسامحها و يعينها على حالها ، بس يا ترى سليمان كان عامل زيها كده
مدكور بسخرية : سليمان هيفضل طول عمره سليمان حتى و هو على طبلية عشماوى ، طول الوقت و هو فى القفص بقى عامل زى التور الهايج و عمال يتو/عد و يه/دد اكنه قاعد على مكتبه فى المجموعة
مراد : سيبك انت بقى من كل الكلام ده و قوللى
مدكور : اقولك ايه
مراد بمرح : ماتيجى ندور لك على عروسة حلوة كده تونسك
مدكور ضاحكا : تبنا الى الله
………………..
بعد مرور عشرة ايام باحدى المشافى .. كان الجميع يلتف حول رهف بغرفتها المخصصة لها بعد ان عادت الى الوعى و تعافت من اثار المخدر ، فكانت تجلس بين احضان زوجها و هى تحتضن طفلها الصغير للغاية و هى تنظر الي كل تفاصيله بعدم تصديق ، لتقول امينة بمرح : انتى يا بنتى هتفضلى ماسكة فى الولد و انتى عمالة تبحلقى فيه كده كتير ، ماتجيبى بقى اشيله شوية
رهف و هى تحتضن صغيرها بحب بالغ : اصله صغنن اوى يا امينة .. شايفة كفوفه جميلة و صغننة ازاى ، نفسى يفتح عينه عاوزة اشوفها ، عاوزاه يصحى كده عشان الاعبه
زينب ضاحكة : عاواه يصحى !! ، مستعجلة على ايه .. معلش بكرة تقولى يارب ينام شوية
لتصعد تميمة على الفراش بجوار مراد الذى كان يجلس و هو محتضن رهف و طفلهما معا و هو يراقبهما بسعادة بالغة و قالت برجاء : خالو .. هات النونو اشيله شوية
هدى : لسه التونو صغير اوى يا تيمو ، اصبرى حبيبتى لما يكبر شوية
تميمة باعتراض : لما يكبر هيبقى تقيل و مش هقدر اشيله ، لكن انا هقدر اشيله دلوقتى
امينة ضاحكة : و عهد الله البت دى عندها وجهة نظر ، معلش يا تيمو اصبرى شوية اما رهف تفرج عنه و كلنا هنشيله و مش هنديه لها تانى
لينهض مدكور و يتقدم من رهف و يقف امامها قائلا : مبارك ما جالكم يا اولاد ، ربنا يجعلهلكم ذرية صالحة
زينب بتمنى : و يجعله سند و عون يارب
ليمد مدكور يديه الى رهف ، لتضع مولودها بين يدى ابيها الذى قربه من وجهه و قبله بحنان بالغ و اخذ يتمتم بعدد من التكبيرات و الدعوات بأذنيه ثم مد يديه ليعيده مرة اخرى الى رهف ، ليجد ان امينة قد التقطته من يديه و هى تقول : من ايد لايد يكبر و يزيد ، ثم اشارت الى هدى و تميمة و قالت : تعالوا بسرعة يا عيال ملو عينيكم قبل ما رهف تاخده تانى ، ثم اشارت الى انور بمرح قائلة : تعالى اتعلم قبل ما اولد عشان تاخد خبرة
رهف : هتتعلموا فى ابنى يا امينة .. هو فار تجارب
امينة ضاحكة : طب ما انتى كمان هتتعلمى فيه ، و هيبقى لك فار تجارب ، ايه بقى اللى يخلينى اروح ادور على فار تانى ، هو فار واحد كفاية
زينب : ماقلتوش يا اولاد .. هتسموه ايه
مراد : عمى اللى يسميه
رهف : ايوة يا بابا ، حضرتك اختار له اسم
مدكور بابتسامة : يبقى محمود .. و ربنا يجعله محمود الخصال و السجايا
…………………….
مع مرور الشهور و الاعوام كان مراد يتعلم على يدى رهف كيفية الافصاح عن مكنونات نفسه ، و يتعلم ممن حوله كيفية مراعاة مشاعر الاخرين ، و كيفية الاهتمام بمكنونات الانفس .. تعلم كيف يحب و كيف له ان يبادل الحب بالحب
تعلم ان يضع مشاعر الاخرين فى حسبانه دائما دون تهميشهم مهما كانت الاسباب و الظروف
اما رهف فقد تعلمت كيف تستحوذ على كل خيوط حياتها بيدها و تديرها كيف تشاء وقتما تشاء و لكتها بفطرتها ايضا علمت متى تتركها بيد من يهتمون بأمرها و التى علمت قدرها بقلوبهم
و لقد تعلمت ايضا اهم درس بحياتها .. تعلمت فن الحوار و علمت متى و اين و كيف تديره حتى تبعد عن حياتها شبح الخرس الزوجى
تعلمت المواجهة دونما خوف او تردد
اما مدكور .. هذا الثعلب العجوز ، فقد استطاع بمساعدة مراد ان ينقل مجموعته الى المركز الاول فى مجالها دون منازع بمال لا يشوبه اى شبهة حرام قد تضج مضجعه ، و رفض رفضا باتا عرض مراد بان تعود الثروة كاملة باسمه مرة اخرى بحجة انها فى النهاية ستؤول إليهما وقتما يسترد الله وديعته
و مازال يحتفظ بكل خيوط اللعبة بين يديه ، و لكنه كعادته التى تعلمها قبل فوات الاوان .. ترك عقدتها بيد الاطراف الاخرى حتى لا تنقطع و تفرط اللعبة من بين يديه
🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀
توتة توتة خلصت الحدوتة
وانقطعت الخيوط .. عنوان روايتنا اللى الكل حاول يفهم انهى خيوط اللى اقصدها بالعنوان ده
خيوط التحكم من الاهل اللى لو من غير وعى و لا ادراك ممكن تضيع جيل كامل بمعتقد انهم مكروهين او مهمشين
ولادنا مش محتاجين خيوط نربطهم بيها .. ولادنا محتاجين حب من غير اسراف و تعليم الحلال من الحرام و نسيبهم يعتمدوا على نفسهم تحت عنينا و اشرافنا .. توجيه مش تحكم
خيوط الود اللى بين الازواج اللى ممكن تنقطع خيط ورا خيط من غير ماحد ياخد باله نتيجة اهمال طرف للتانى ، او عدم مراعاة مشاعر طرف للاخر
الخيوط اللى لو ما اتلحقتش و اتقطعت كلها .. ممكن البيت كله ينهار فى غمضة عين ، و ما ينفعش يرجع تانى ، لانه حتى لو رجع هيبقى مشوه الملامح و الجدران
خيوط الانقاذ ، او النصيحة المتوارية اللى ممكن نقدمها لبعض بطريق غير مباشر ، و اللى لما الطرف التانى بيرفضها مرة و را التانية ، صاحب الخيط ده هو اللى بيقطعه بنفسه
لما الغرور و العنجعية و الحقد بيتمكنوا من البنى آدم ، بيقطع كل السبل لانقاذه من غير ما ياخد باله من ده
و اخيرا و ليس باخر .. خيوط الحوار ، و دى اهم الخيوط اللى ممكن تبنى اى علاقة او تهدها
كل انسان بيبقى جواه حاجات كتير محتاج يعبر عنها باسلوبه و فكره و نظرته ، لو اللى قدامه ماساعدهوش على انه يعمل ده هيفضل طول عمره مكسور من جواه
لازم نتكلم مع بعض ، و نتبادل وجهات النظر ، على الاقل كل واحد فينا يعرف اللى قدامه دماغه فيها ايه بصراحة و بوضوح
لان دايما سوء الظن بيبجى من عدم الصراحة و عدم الحوار
لو كان مدكور صارح رهف من البداية بحبه و خوفه عليها كانت الدنيا بقت غير
لو كانت رهف من البداية لقت فرصتها انها تعبر عن اللى جواها اول باول لابوها و لمراد اكيد كانت الدنيا برضة هتبقى غير
مراد كان زيه زى كتير من الرجالة اللى للاسف الشديد بيبقوا شايفين ان زوجاتهم المفروض يبقوا ممنونين لمجرد انهم اتجوزوهم ، مابيبقوش حاسين انهم بيقتلوا روح زوجاتهم باهمالهم و ارائهم فيهم
اتكلموا .. اتناقشوا .. عبروا عن اللى جواكم .. فرغوا شحنات الصمت اللى جواكم.. صدقونى هتبقوا احسن و الدنيا كمان هتبقى احلى
اما بقى تالا و مدكور فدول للاسف موجودين بيننا و مفروضين علينا زى السرطان الخبيث اللى بينتشر بالاهمال و السكوت ، لكن دورنا اننا مانسمحلهمش يكبروا بزيادة ، و لو جاتلنا فرصة نغير الواقع للاحسن .. يبقى ليه لا
و زى ما فى خيوط ممكن تنقطع و خيوط لازم تنقطع ، فى كمان خيوط لازم نحافظ عليها و نقويها ، لما ربنا يرزقنا بصاحب جدع ، يحبنا فى الله باخلاص من غير اى مصالح ، احنا كمان لازم نحبه و نقوى الخيوط اللى بيننا و بينه لحد ماتبقى زى الوتد اللى ماتقدرش عليه ريح
امينة و هدى و انور رموز لشخصيات كتير جميلة موجودة فى حياتنا ، فى مننا قدر يشوفها و يلاقيها ، و فى مننا اللى مالوش نصيب فيها و بيدعى ربنا انه يرزقه بيها
ربنا يرزقنا جميعا صحبة الخير اللى تحبلنا الخير و تحبنا فى الله و لله ♥️
و فى الاخر و ليس بآخر شوية نصايح فى كبسولة على الماشى 😍😍
اوعاك تجرح عزيز وغالي وبعدين تقول له معلش ، اصل معلش بعد الجرح متنفعش..
اوعاك تقسي القلوب وبعدين تطلب حنية ، ما هي الحنية بعد القسي متطلبش..
اوعاك تشيل منك النفوس وبعدين تطلب صفا ، اصل النفوس عمرها ما هتصفي فياريت علي نفسك ما تضحكش..
اوعاك توجع روح وبعدين تطبطب عليها ، لان وجع الروح ألمه ميتوصفش..
اوعاك تغدر و تخون اللي وثق فيك ، وبعدين تطلب الأمان اصل اللي يغدر و يخون ميتأمنش..
سامحوني علي قسوة كلامي ومتزعلوش ، انا قصدي انصحكم اصل النصيحة بعد الغلط مبتفدش !!
سعدت بصحبتكم و بتمنى اكون قدرت انى اسعدكم
وانقطعت الخيوط .. بقلمى .. ميمى عوالى
بحبكم فى الله

تمت…

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وانقطعت الخيوط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى