Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم فاطمة أحمد

  رواية ملك للقاسي الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم فاطمة أحمد

و مانفع الحياة …. ان لم تكن انت داخلها !
انا اللي غيرت علاجك يا يارا …. غيرته لأنك طول الفترة ديه كنتي بتاخدي حبوب هلو*سة وهي سبب تخيلاتك و تهيؤاتك.
أحس بتجمدها و سكون جسدها بين ذراعيه فأخذ نفسا عميقا و تابع :
– الحبوب ديه هي اللي بتأ*ذيكي وانا غيرتها ب الأصلية بس ده مش هينفعك لأنك بقيتي مد*منة عليها …. و لازم تبدئي بالعلاج فورا !!!
صمت مريب دام ثوان … قبل ان تغمض عينيها و تفتحهما مجددا و كلماته المتداخلة تزيدها صداعا لكن رغم ذلك حاولت التركيز و العودة الى صوابها فتخيلاتها هذه باتت تؤثر حتى على سمعها و استيعابها …. لحظة ما التقطته أذناها قبل قليل هو مجرد تخيل أليس كذلك ؟
أطلقت يارا ضحكة مرتجفة و تمتمت كأنها تكلم نفسها :
– اا انا رجعت اتخيل و اسمع حاجات مش موجودة …. مش هتصدقني لو قولتلك انا اتوهمت ايه دلوقتي يا ادم.
بلل شفتيه ثم أجبرها على النظر لعينيه مباشرة وهو يهتف بصوت قوي :
– انتي مش بتتوهمي يا يارا …. بقولك الدوا اللي كنتي بتاخديه هو في الحقيقة حبوب هلو*سة بتخليكي مد*منة عليها و بتسببلك كل اللي بتعاني منه من فترة ، يارا انتي فاهماني سامعة انا بقول ايه ؟
هزها ادم برفق عندما لاحظ توهانها و شرودها نحو نقطة ما بدت وكأنها تعيش داخل قوقعة تملكت منها فجعلتها عاجزة عن التواصل مع العالم الخارجي ، ترنحها بين يديه الآن يؤكد له شيئا واحدا فقط وهو أن حالتها تقدمت و ازدادت سوءا في اليومين السابقين ولا يجب التأجيل أكثر والا سيفقدها !! 
ولكن الجمود لم يعد كذلك فجأة عندما انتفضت يارا و صرخت تبتعد عنه :
– انت اتجننت حبوب ايه اللي كنت باخدها فاكرني غبية عشان الكلام ده يعدي عليا وبعدين غيرت الدوا ليييه هااا غيرته ليه انت عايز ايه مني مش فاهمة  انا … انا ….
ضغطت يارا على رأسها و بدأت الرؤية عندها تتشوش اختل توازنها و كادت تسقط لكن ادم سارع بالإمساك بها وهو يردد بلوعة :
– خلاص اهدي … اهدي وانا هشرحلك كل حاجة …
_________________________
في الصعيد.
داخل قاعة واسعة تقبع بعيدا عن الأعين ، صدع صوت رصا*صة أطلقت في الهواء تلتها نبرة غليظة مهد*دة تصيح :
– خابر اياك الغلطة اللي عملها ولدك هتكلفك كام ؟ إني حذرتك جبل سابج و جولتلك لو رايد تدخله وسطينا يبجى تخليه يلتزم ب الجوانين وميخالفش الأوامر !
حادت عينا الأخير نحو ابنه عمر الذي يمسك به رجلين ذو بنية قوية و وجه إجرا*مي ثم قال بصوت توضح فيه الخوف وضوح الشمس :
– ولدي مجصدش يغلط يا باشا و إني بكفله و اوعدك ميتكررش تاني و السندات اللي ضيعهم هدفع لحضرتك ضعف مبلغها الأصلي بس سامحه يا جناب الباشا. 
نظر له بتعال و اقترب منه هامسا :
؛ احنا بنشتغل مع بعضينا بجالنا سنين و طول عمرك كنت وفي و ملتزم و إني ساعدتك مخصوص مشان تج*تل خيك و خفيت الأدلة و حميتك من الشرطة المالية لما جت تحقق في الشركة من كام شهر ، بس افضل فاكر يا ولد الشافعي ان الصداجة اللي بجالها سنين بتتمحى من الوجود بغلط صغير و ديه اول و اخر مرة أحذرك من الموضوع ده المرة الجاية لو ولدك عرضنا للخطر هخلي جث*ثكم جطع جطع فاهم اياك ! يلا انجلع من وشي مرايدش اشوف وشك اهنيه الفترة ديه. 
دفعه متعمدا اها*نته ثم أشار لرجاله بترك عمر الذي نال نصيبه من الضر*ب بسبب اخطا*ئه السابقة والتي كان يتجاهلها متعمدا لكن هذه المرة تجاوز الحد بتصرفاته ، تحرك و خرج الزعيم من القاعة ليتجه علي الى ابنه و يرفع يده و يصفعه صارخا :
– اني طول حياتي متذ*للش لحد و اترجيته مشان يعفو عنك حتى لما ادم خد الأسهم و هددنا فضلت واجف على رجليا و مبينتلوش إني خسرت انت مين يا عمر مشان اطلب السماح و اركع لبني ادم !
طالعه بنظرات غامضة قبل ان يشير له بعينيه ثم يقول بصوت مرتفع نسبيا :
– غلطة يا بوي و مهتتكررش تاني واصل.
خرج من القاعة بخطوات ثابتة و خلفه علي الذي تعجب لهدوء ابنه وعدم محاولته تبرير موقفه مثل العادة و نوعا ما شك في حدوث شيء لا يعرفه او لا يستطيع فهمه حاليا فقرر اتباع ولده ربما يحل اللغز.
وصل الإثنان الى السرايا ومنه الى غرفة عمر دخل الأخير و ردد بإبتسامة :
– جولي يا بوي ايه المشكلة ؟
انقبض وجه علي بحدة و أردف ممسكا تلابيب ثوبه :
– انت ناوي تجنني بتلعب معايا اياك فاكر كل مرة هجدر احميك انت خابر زين أهمية السندات اللي أمنتك عليهم و كلفتك توصلهم للعميل كيه ضيعتهم ؟
– إني مضيعتهمش يا بوي السندات لسه عندي و حاطهم في عينيا !< /div>

قالها بابتسامة واثقة وهو يزيح يداه عنه ليتراجع خطوة للخلف ثم يستدير مخرجا ملفا من درج خزانته ، وضع الملف في يد علي و تابع بسماجة :
– الملف اللي هينجلنا فوج موجود بين ايدينا يا بوي اتخيل تمنه هيكلفنا كام لما نجرر نبيعه.
اتسعت عينا الأخير و فغر فاه هامسا :
– الملف مضاعش منيك يا ولدي اومال جولت انك ضيعته و كنت هتسبب في مو*تك ليه ؟
ضحك عمر و هز كتفاه و لمعة الخبث لم تزل عنه بعد :
– الباشا مستحيل يجت*لنا دلوجت لأنه محتاجلنا احنا بنساعده في تمويل مشاريعه بالفلوس اللي بنخت*لسها من الشركة و اسم عيلة الشافعي و مشان اكده كنت مطمن من ناحيته و متأكد ان مهما خلى رجالته تضر*بني مهيجت*لنيش بس حيساومنا بمبلغ كبير  …. و المبلغ ده يا بوي ميساويش شي جدام المبلغ اللي حنحصل عليه لما نبيع الملف لأعدا*ؤه.
حدق علي فيه لثوان ثم ضحك بدهشة قائلا :
– انت مين ؟ لأول مرة يا عمر ظني ميخيبش فيك اني كنت خايف تودينا في دا*هية بس دماغك س*م و طلعت اذكى مني و بفضلك هنوجع الباشا ! مسح على رأسه بظفر ثم تجهمت ملامحه و همس متوعدا :
– اني استحملت الباشا كتير جوي مشان اخد مكانه و جه الوجت المناسب ليا حنبدأ نخطط لفشل مشاريعه و في الاخر الزعيم الكبير حيتخلى عنه ساعتها اني هاخد العرش منيه.
ناظره عمر بصمت ولم يعلق لكن الابتسامة التي على شفتيه وضحت ما يجب توضيحه ، هو لن يسمح لأحد بتولي منصب للزعيم غيره حتى وان كان المنافس والده نفسه سيظل الآن يتعاون معه لكن حين بلوغهما الدرجة العليا سيضرب الضر*بة القاضية و يتربع على الكرسي الذي سيحقق له مبتغاه !
_____________________
ولعل أكثر ما يخاف منه وقت الهدوء …. الهدوء نفسه !!
5 أيام مرت منذ إخبارها بحقيقة الأدوية التي كانت تستهلكها بمنتهى الأمان و الطمأنينة ، لم يقل لها ادم أن عمها هو من استبدل الحبوب بأخرى ضارة بغية جعلها تجن فيتخلى عنها زوجها و يحصل عليها عمر دون عناء وبعدها يسيطر على أموالها وكل هذا انتقا*ما منه ، بل أخبرها بأن جماعة معينة لطالما أرادت به سو*ءا هي من خططت لجعل امرأته مريضة فيتشتت ذهنه و يغيب تركيزه عن العمل وهي نفسها من أرادت الإيقاع بينهما منذ شهور ب اسم الخيا*نة ليفتعل جر*يمة و ي*سجن بسببها.
بدورها يارا صدقت الشطر الأول الخاص بالحكاية لكن الشطر الثاني لم يدخل عقلها فمن هؤلاء الأعدا*ء الذين يهتمون بتدمير حياة منافسهم الشخصية بدل إيقاعه في عمله و لماذا هي بالذات بينما يوجد أفراد آخرون في عائلته ، هي لن تصدق كلامه وهو يردد أن الأشخاص الذين فعلوا هذا لا يزالون مجهولين ف لدم لا يتكلم بخصوص شيء الا اذا كان يملك المعلومات الكاملة عنه و الآن يارا تعرف أنه يخفي عنها هوية ذلك الشخص عمدا لأسباب تجهلها لكن حتى هي لا تود معرفته حاليا ربما لأنها لا تريد الإصدام بحقيقته حالتها ووضع جنينها يرفضان التعرض لأي صدمة جديدة.
عانت يارا في الأيام الماضية كثيرا بسبب النو*بات التي تتعرض لها ورغم انها بدأت العلاج بالسر و بدون معرفة أحد لكن اختفاء المخدر من جسدها شكل لها صعوبة كبيرة ولولا وقوف ادم بجانبها ل جنت حتما !!
*** اليوم هو اليوم السادس منذ بداية العلاج ، تقف يارا امام المرآة تطالع شكلها الذي تحول 180 درجة و أصبح مزري بصورة مثيرة للشفقة بداية من لمعة عسليتيها المختفية و وجهها الذي بهت حتى وجنتاها المكتنزتين اللتان كانتا عشق ادم لم تصبحا كذلك بعدما خسرت وزنها بشكل ملحوظ و السواد الذي يحوم حول عينيها ثم ربطة شعرها العقيمة و أخيرا ملابسها المتشحة بالسواد ، طالعت صورتها في المرآة لدقائق عديدة و تساءلت ، من هذه ؟ هل هي نفسها يارا النشيطة و المرحة و المفعمة بالحياة التي لم تترك أي كدث سيء يؤثر على حياتها بل دائما كانت تتجلد بالصبر و الصلاة و ايمانها بأن كل شيء سيكون على ما يرام و ستتغير الأقراح الى أفراح عاجلا ام آجلا ، أين هي من كل هذا ؟ لماذا لم تعد تعرف نفسها لمَ تغيرت و تحولت الى امرأة بائسة تغلبت عليها هموم الحياة منذ متى فقدت رغبتها في أن تعيش أين يارا التي لطالما أحبت نفسها و العالم من حولها ؟!!!
شهقت بقوة عندما شعرت بذراعين قويتين يلتفان حول جسدها من الخلف ثم صورته وهو يحضنها و يقبل وجنتها بلوعة منعكسة على المرآة أمامها ، ابتسمت و سمعته يسألها بهدوء :
– انتي كنتي بتفكري ف ايه دخلت و ندهتلك اكتر من مرة بس مردتيش اوعى تكوني بتفكري في مقلب تعمليهولي ها.
ابتسمت يارا و التفتت له تحضن وجهها بين يديه و تهمس :
– انا كنت بفكر ف قد ايه ربنا كان كريم معايا و رزقني ب زوج زيك انا يا ادم لو فضلت اتخيل أربعين سنة قدام في شريك حياتي عمري ما كنت تقدر اتخيله بشكلك ، حبك ليا ووقوفك جمبب ف اصعب المواقف خلتني اعرف قد ايه انا محظوظة لأني متجوزة راجل زيك تعرف احيانا بقول لنفسي الحمد لله بابا ربنا يرحمه طلب منك تتجوزني و الحمد لله إني حبيتك لو رجع بيا الزمن لورا هختار اعيش معاك نفس الحياة بحلوها و مرها ، شكرا يا ادم لأنك موجود في حياتي !
يتبع…
لقراءة الفصل الثالث والأربعون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!