Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم فاطمة أحمد

  رواية ملك للقاسي الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم فاطمة أحمد

عناد
______________________
في إحدى محافظات الصعيد.
توقف عمر بسيارته امام أحد المباني و ترجل منها لينظر الى ذلك الرجل الذي يقف بشموخ و حوله رجاله المسلحي*ن ذو بنية ضخمة و يبدو على وجههم الإجر*ام و انعد*ام الرحمة ، تنحنح بثبات ورغم توتره من وجوده في هذا المكان بمفرده الا انه استطاع رسم الثقة على وجهه بحرافية و تقدم بضع خطوات قبل ان يتم تفتيشه من أحد الحراس و إطمئنانهم انه لا يحمل شيئا يضرهم.
نظر الرجل ذو القبعة السوداء له نظرة شاملة ثم غمغم برعونة :
– انت عمر الشافعي ؟
هز رأسه بإيجاب :
– ايوة يا باشا ، حضرتك اني عملت مجهود كبير مشان اوصلك و مبسوط جوي واني واجف جدام الباشا.
همهم بسماجة وقال :
– لما عرفت انك بتدور عليا و عايز توصلي استغربت ليه حفيد العمدة محتاجني و ايه الثقة ديه اللي تخليه يطلب اقابله شخصيا انا متأكد ان في سبب خلاك تجيبني من مكان بعيد بس اتمنى يكون قوي كفاية عشان مقتلكش خاصة انك بتشتغل عند عد*وي اللدود !
ظلت ملامح وجهه ثابتة وهو يجيبه مباشرة :
– عندي المستندات اللي جادرة توجع الزعيم و ترميه من سابع يما لسابع أرض الورج ده نجطة ضعفه ولو اديتهملك هينتهي !
رفع حاجبه بإستهجان ساخر :
– لا بجد وانت جايب الورق ده منين انا سمعت انك ضيعتهم و زعيمكم مرضيش يقت*لك لأنه لسه بيستفاد منكم في تمويل صفقاته ايه لحقت تلاقيهم و تجيبهملي ؟
– إني مضيعتهمش يا باشا عملت الخطة ديه مشان ميدورش عليهم تاني و خابر زين ان الزعيم هيجت*لني في اول فرصة تجيله مشان كده إني رايد ينتهي جبل ما يلحج يأ*ذيني.
تدل الرجل قبعته السو*داء التي تغطي نصف جبينه و تساءل بخشونة :
– و ايه اللي يخليك تخو*ن سيدك و تخا*طر بحياتك عشان تجبلي المستندات الخاصة فيه بمعنى تاني ايه اللي يخليني تصدق حسن نواياك وانك مش متفق معاه عشان توقعوني ؟ 
إبتسم بإصطناع ورد عليه :
– إني مليت من أوامره و مرايدش افضل خدام عنديه رايد مركزي يعلى و ابجى الذراع اليمين و ثانيا الزعيم مخابرش اللي بعمله من ورا ظهره حتى ابوي خدعته و اديته مستندات مزيفة مشان اشتت انتباهه وكل ده خططتله بصعوبة و خاطرت بحياتي و اتوجع الجاسوس اللي حضرتك حطيته وسطينا قالك على اللي حصل بينا و جد ايه الزعيم كان متوتر لما جولتله اني ضيعت الورج بتاعه.
– فين المستندات ديه ؟
– جبل ما اديهملك رايد توعدني تحطني تحت جناحك من النهارده و اكون يدك اليمين و تحميني من الزعيم التاني !
حرك رأسه بغلظة :
– لو الورق قدر يفيدني بوعدك هضمنلك الحماية مدى الحياة و تبقى مساعدي المخلص.
انتشت ملامح وجهه و استدار الى سيارته يخرج الملف المعني ، وضع في يد ” الباشا ” الذي بدأ يتفحصه بنظرة شاملة و سرعان ما ظهرت الدهشة مليا عليه وهو يردد :
– الورق ده هيخلص عليه و يحطه تحت رجلي انا مش مصدق اللي بين ايديا انت كنت فين لحد دلوقتي لو مظهرتش من البداية كنت هخليك تبقى مكان زعيمك …. تصرفك ده عجبني اوي و اتأكد يا عمر الشافعي ان حياتك هتتغير من النهارده و هتترفع لمركز محلمتش ابدا في انك تملكه…. بس لو فكرت تلعب بذيلك و تخو*ني زي ما خو*نت أبوك و زعيمك ف …
تىرك جملته معلقة لكن الآخر فهمها جيدا و اومأ بثقة :
– إني من اليوم راجلك المخلص يا باشا !
________________________
رن هاتفها للمرة الخامسة على التوالي معلنا اتصال صديقتها التي تطلبها لإنهاء تصميم الديكور الهندسي لأحد الشركات ، زفرت بإنزعاج متذكرة انها بدأت العمل منذ فترة لكي تنسى زوجها المزعوم و تعود الى الحياة بعدما ألقاها الحزن في المنزل لكن بالطبع آسر لم يغب عن ذاكرتها نهائيا ومع هذا تابعت محاولاتها الجاهدة لمتابعة حياتها …
حكت تقي عينيها و ألقت رأسها على الوسادة تتذكر أحداث آخر أسبوع و بالضبط ليلة خطوبتها المزيفة عندما اقتحم آسر المكان و أخذها معه …
Flash back
( توقف بالسيارة على جانب الطريق فنظرت له و صرخت بغضب :
– انت جايبني على فين رجعني بيتي و الا …
– اعتقد سمعتي أخوكي وهو بيديلي الإذن عشان اجيبك معايا اهدي شويا و خلينا نتكلم لازم نحل الموضوع ده نهائي و نخلص منه.
اعقب كلامه خروجه من السيارة لتتبعه الأخرى و تهاجمه بشراسة :
-:
– بطل تستفزني و تلعب دور الضحي*ة انت فاكر نفسك مين عشان تجي بيتي و وعملي فضي*حة بين الجيران ها فاكر نفسك مين ؟!
لوى ثغره بسخرية غاضبة :
–  الفض*يحة حصلت بسببك محدش قالك اتخطبي لواحد متجوز اتنين قبلك وانتي على ذمة راجل تاني غلطتي يا تقي و انا ماسك نفسي عليكي بالعافية متخلنيش افقد اعصابي و اروح ارفع عليكي قضية توديكي في دا*هية او اقتلك هنا ومحدش يعرف مكان جثت*ك فين. 
اتسعت عيناها بصدمة من تهديه الصريح و لوهلة خشت ان ينفذ كلامه و يقت*لها حقا ، ربما هو اول رجل في العالم يرى زوجته تعقد خطوبتها على شخص آخر لذلك هو غا*ضب و عيناه تنضحان بالشر هكذا ، إحتكت أسنانها ببعضها تصدر صريرا منفعلا و قالت :
– فاكرني هخاف منك يالا شكلك ناسي انا مين و اخويا يقدر يعمل فيك ايه لو فكرت تلمسني !
انفلتت من آسر ضحكة ساخرة ليزداد انفعال تقي مكملة :
– وبعدين انا مش معترفة بالجواز ده انت فجأة بتظهر و فجأة تختفي و ترجع تظهر فحياتي تاني و بردو ترجع تختفي انا مش مضطرة أعيش على أطلال واحد زيك جبان ومش بتاع مسؤولية و …. و خا*ين !!
أمسكها من كتفيها و هزها بعن*ف صارخا :
– انا مش خا*ين فاهمة مخنتكيش بعدت عنك و عملت اللي عملته عصب رولا لعبت لعبة عليا و وهمتني إني مبجيبش ولاد ف…. 
قاطعته تقي ببرود :
– قمت انت قولت لا انا مش هظلم مراتي معايا و هخليها تكرهني و تبعد بنفسها و تقطع علاقتها بيا هعمل نفسي سكير و بتاع بنات وكل يوم اسهر لوش الصبح و اخر حاجة اجيب حبيبتي القديمة و اقعدها فب اوضتنا عشان لما تقي تجي و تشوف المنظر الصادم ده تطلب الطلاق و ترجع على بيت اهلها و اكمل انا حياتي مع رولا الجميلة صح كده ؟
فتح فمه ليتكلم ويدافع عن نفسه أمام كلماتها الساخرة المتهمة لكنه لم يجد ما يقوله ف التزم الصمت و أخفض عيناه بخزي بينما انفجرت تقي و رفعت يديها في الهواء زاجرة :
– مين اداك الحق تقرر حياتي عني ؟ مين اللي سمحلك تكسر قلبي و تدمر ثقتي في نفسي بحجة انك تساعدني ؟ امتى انا قولتلك لو مكنتش بتخلف هسيبك ها يا آسر رد عليا ! احنا وعدنا بعض نعيش سوا ع الحلوة و المرة عص*يت ربنا و أهلي و هربت معاك لبلد تانية و اتجوزتك بس كل ده مشفعليش عندك حضرتك فاكر لما تقولي الحقيقة هسامحك و ارجع معاك زي الاول كأن محصلش حاجة.
اندفع آسر يخبرها بإستماتة :
– بس مخنتك*يش …. ايوة غلطت لما فكرت بالطريقة الغبية ديه غلطت لما اتخليت عنك بس انا اكتر واحد كنت عارف قد ايه انتي عايزة ولاد محبتش احطملك حلمك فأنك تبقي أم و اخترت الو*جع و بعدت عشان تعيشي مع واحد بيقدر يديلك أطفال بس …. في اليوم اللي شوفتيني فيه مع رولا و سقطتي ساعتها انصدمت و قولت ازاي كانت حامل وانا مش بخلف اتنر*فزت و دخلت اوضتك ف المشفى اسألك  ولما انتي قعدتي تصرخي و تطلبي الطلاق رميت عليكي اليمين من غير ما احسن.
سالت دموعها و سألته بصوت متحشرج :
– يعني شكيت فيا و افتكرت اني بخو*نك و الولد ده من واحد غيرك ؟
هز رأسه مسرعا و أجابها ملهفا :
– لا مشكيتش بس الصدمة كانت كبيرة عليا و معرفتش لازم اثق فمين ومن غضبي و عجزي طلقتك ولما هديت عملت التحاليل تاني و عرفت الحقيقة رجعتك لذمتي فورا و دورت عليكي كتير بس ملقيتكيش قلبت المدينة كلها و بردو مختفية …. عرفت انك اتصلتي بأهلك وقت كنت غايب و رجعتي مصر والله يا تقي سافرت وراكي و اتصلت ب اخوكي و وصلت لباب بيتك بس مروان شاف رولا معايا و رفض يخليني اتواصل معاكي شرحلي حالتك و قالي لو حاولت اكلمك هيقطعو علاقتهم بيكي وانا ….. انا مرضيتش ابعدك عن اهلك للمرة الثانية !!
إحمرت عيناه بفعل البكاء و شهق بلوعة حا*رقة :
– والله يا تقي انا محبيتش غيرك وجود رولا فحياتي كان عشان يعوض الوحدة اللي حسيت بيها بس منسيتكيش ولا لحظة كنت بشوف وشك فيها ولما عرفت الحقيقة كلها عملتلي مشاكل و قدرت احلها بالعافية و استنيت الوقت المناسب عشان اجي اشرحلك كل حاجة بس …. انصدمت النهارده لما عرفت انك هتتخطبي صدقيني كنت بجهز نفسي و بغير ديكور الشقة كلها عشان لما ترجعي معايا تلاقيها مختلفة انا منسيتكيش و متجاهلتش مشاعرك تقي انا بحبك !!
انتفضت ببكاء و أولته ظهرها وهي تغطي وجهها بكفيها ف احتضنها من الخلف و دفن رأسه في عنقها هامسا بصوت اختن*ق بالدمو*ع :
– سامحيني …. اديلي فرصة واحدة و بوعدك هصلح اللي اتكسر هرجع ثقتك فيا و ارجعلك ضحتك ارجوكي متسيبيش سنين تانية تضيع مننا انا بحبك و عارف انك كمان بتحبيني حطي ايدك في ايديا و اغفريلي الغلطة اللي عملتها في حقك عشان حبنا يا تقي ….. )
Back 
تنهدت بعمق وهي تتطلع لجدران الغرفة المشتركة مع زوجها ، بعد تلك الليلة عادت معه و رغم انه لم يقترب منها إلا انه لم يظهر ضيقه و قابل الأمر بصدر رحب معللا ان علاقتهما تحتاج وقتا لتتصلح.
افاقت من شرودها على صوت طرقعة أصابع أمام وجهها انتفضت بخفة متسائلة :
– آسر انت جيت امتى ؟
إبتسم بمرح وهو يربع قدميه على الفراش :
– من لما كنتي بتبصي على الدبلة ف ايدك قوليلي وصلتي لفين بقى.
رسمت ابتسامة خفيفة لم تصل لعينيها و ردت :
– كنت بفكر في التغيرات اللي حصلت ف اخر اسبوع.
اومأ بتفهم و أمسك يديها مقبلا اياهما بعمق :
– بوعدك يا حبيبتي علاقتنا ترجع زي الاول و احسن بصي انا غيرت من نفسي و بطلت تد*خين و خمر*ه و التزمت في الصلاة و ركزت في شغلي و الأهم من ده كله اني عرفت قيمتك اسمحيلي ادخل لقلبك تاني و اكسر الحاجز اللي بينا !
أخفضت تقي عينيها ولم تجبه فتنهد بصبر و أردف :
– هستناكي يا تقي هستنى الوقت اللي ترجعلي حبيبتي فيه و متأكد ان اليوم ده قريب بإذن الله هنرجع أحسن من الاول.
طالعته بنظرات ممتنة و تمتمت :
– شكرا.
رن هاتفها مجددا فضحك آسر يحاول تغيير مجرى الحوار :
– مين الرخم اللي بقاله ساعة بيرن عليكي ده اوعى يكون اخوكي ها.
انفلتت ضحكة صغيرة منها مرددة :
– ديه واحدة زميلتي في الشغل بتتصل عشان اروحلها و نكمل التصميم اللي بدأنا فيه من فترة.
توقعت ان يبدي اعتراضا لكن بالعكس نهض و هتف بنشاط :
– طيب يلا قومي جهزي نفسك عشان نفطر و اخدك في طريقي لمكان شغلك.
فتح رف خزانته و أخرج ملابسه و نظراتها المندهشة تلاحقه فزفر آسر بقلة صبر :
– هتفضلي باصة عليا كده كتير قومي عشان منتأخرش انا كمان عندي شغل النهارده !!
تنحنحت تقي و انتصبت واقفة :
– طيب طيب هلبس فورا متزوقش كده.
إبتسم و قبلها على غفلة منها و دخل الى الحمام بينما هي تتابعه بعينيها الحالمتان لحياة جديدة ….
________________________
غابت الشمس عن سماء الإسكندرية و إلتحفت بالسو*اد معلنة عن انتهاء اليوم بخيره و شره.
بقيت واقفة في شرفة غرفتها تراقب المنزل من الأعلى و عيناها معلقتان على البوابة الكبيرة تنتظر قدومه ، سعلت قليلا وهي تعيد الوشاح الثقيل على كتفيها و هتفت مغتاظة :
– يعني كده يا ادم بتتأخر قصدا لأنك عارف اني مبحبش اقعد لوحدي في البيت فاكر نفسك كده بتعاقبني و بتبتزني عشان اوافق على كلامك ماشي. 
تحفزت فجأة عند سماعها لصوت احتكاك العجلات في الأرض فأغلقت باب الشرفة و دلفت الى غرفتها ولم تلبث دقائق حتى سمعت صوت فتح الباب.
كتفت يديها بضيق و طالعته لينظر لها ادم ببرود :
– في ايه بتبصيلي كده ليه ؟
تفاجأت من رد فعله و قالت :
– احنا مكملناش كلامنا و لسه موصلناش ل إتفاق …. انا عايزة ارجع ع جامعتي وانت عايز تقعدني في البيت لازم نوصل لنقطة مشتركة عشان نعرف نتفاهم و لعلمك بقى مش هخضعلك و اوافق اضيع سنين حياتي من غير دراسة.
وضع ادم الهاتف و مفاتيح سيارته على الكوميدينو و ادخل يده بجيب بنطاله مستهزئا :
– ومين قالك هقعدك طول عمرك في البيت ؟ انا بقولك لحد ما تولدي و بنتنا تكبر شويا ساعتها تقدري تكملي كليتك اعتقد اني مطلبتش المستحيل.
هزت يارا رأسها بدهشة من جموده و هتفت بشيء من الانفعال :
– ادم خلينا نكون صريحين مع بعض قولي ايه السبب اللي يخليك تطلب مني الغي السنة ديه … بص انا عارفة كويس ان حججك بتاعت الصبح مش حقيقية ياريت تبطل غموضك و تشرحلي وجهة نظرك !
مرر يده على وجهه يزفر بسخط وهو يود تهشي*م رأس المرأة التي تقف أمامه بسبب عنادها الذي لا ينتهي ، انه يرفض خروجها من المنزل خو*فا من تعرضها لنو*بات أخرى وهو غير موجود معها إضافة لإمكانية تعرضها للأذ*ى من عمها مجددا لن يستغرب اذا أرسل لها شابا آخر يخيفها و يتحر*ش بها او لا سمح الله خطط ليعرضها الى حا*دث سيارة يخ*سرها فيه هي وطفلته و بعد معرفته بأن علي يتعامل مع رجال عصا*بات ازداد ر*عبه عليها لذلك هو يمنعها من الخروج هذه الفترة و متى يتم إلقاء القبض على عمه و إبنه ولا يريد إخبارها بما يفكر به لكي لا يكشف الأسرار و يرعبها …
افاق من تفكيره على صوت يارا :
– ااادم انا بكلمك متتجاهلنيش كده عشان بدأت ازهق.
تنفس بحدة و اقترب منها خطوة جعلتها تعود للخلف بسرعة :
– و انا قولتلك السنة ديه ملغية اقعدي في بيتك و اهتمي بنفسك و بالبيبي اللي فبطنك و كفاية كده اظن اي ست مكانها الطبيعي في بيت جوزها مش الجامعة ولا انتي بتفضلي دراستك على جوزك ؟
فتحت فمها لتصرخ به لكنها تراجعت في آخر لحظة و تنهدت محاولة الهدوء :
– مفيش حاجة بفضلها عليك و على بنتنا بس دراستي كمان مهمة ، ادم انا عمري ما هقبل اضيع سنة من حياتي عشان حضرتك مقتنع بفكرة الست ملهاش غير جوزها و مش عايز حد يشوف جسمي الملفت انا مستحيل اتخلى عن الجامعة و مش هرضخلك يا ادم يكون في علمك.
رغم انه خائف عليها إلا ان كلامها الواثق و المتحدي أشعل فتيلة العناد لديه فرفع حاجبه و انحنى عليها يهمس :
– وانا بوعدك كلامي اللي هيتنفذ و مادام خدت القرار مفيش حد يقدر يغيره ولو عايزة تستقوي ب جدك او أهلي موافق معنديش مشكلة اسأليهم ايه رايهم ف وجهة نظري و نشوف مين اللي معاه حق. 
– ده آخر كلام عندك ؟
– آخر كلام !
قالها بخشونة و استدار ليدخل الى الحمام لكنه توقف مستطردا :
– و اه ديه آخر مرة اشوفك واقفة ف البلكونة من غير طرحة على راسك ياريت مشوفش المنظر اللي شوفته وانا داخل.
اتسعت عيناها بذهول من كلامه و سرعان ما إشتد فكها بعصبية :
– اد*فني يا ادم اد*فني و اخن*قني عشان ترتاح ماشي !!
بعد نصف ساعة خرج ادم وهو يجفف شعره المبتل من الحمام القصير الذي أخذه ، نظر الى الساعة ثم عقد حاجبيه بضيق :
– معقول انا اتأخرت كل ده اكيد يارا خا*فت وهي قاعدة لوحدها مستنياني.
أكمل تنشيف شعره و نزل الى الأسفل ليجد يارا جالسة على طاولة الطعام و تسند جانب وجهها على كف يدها و تهز قدميها بعص*بية ، كتم إبتسامته و جلس الى جانبها يتحدث :
– عملتي ايه في غيابي ؟
رمقته بنظرة ساخرة و اجابته :
– مفيش لغيت مواعيدي مع صحبتي و كلمتها و قولتلها مش تقدر اجي النهارده و قضيت اليوم بطوله مستنياك تشرف بس حضرتك معندكش وقت ليا.
تجاهل ادم القسم الثاني من كلامها و ركز على أول ما قالته :
– مين صحبتك اللي كلمتيها ديه ؟ اوعى تكون نفسها اللي خرجتي معاها من كام شهر و اتأخرتي و ملقتيش مواصلات و ف الاخر هي مشيت و سابتك واقفة في الطريق لوحدك ؟
تفاجأت من تركيزه على رفيقتها ” فرح ” و تذكره لتفاصيل تلك الحا*دثة فقالت :
– ايوة هي ليه ؟
حدجها ادم بنظرات ضيقة مغمغما :
– البنت ديه انا مرتحتلهاش هبقى مبسوط لو متعاملتيش معاها تاني. 
فغرت فاها مدهوشة لكن حوادث اليوم كانت كافية حد التخمة لذلك لم تشأ ان تضيع جهدها في الكلام معه :
– أمرك يا حبيبي ايه رايك لو اتكرمت عليا و قولتلي اصاحب مين و مصاحبش مين وهو بالمرة استفيد من خبرتك.
تجاهل نبرتها التهكمية ووضع الشوكة من يده مردفا بجدية :
– انا فعلا هختارلك صحابك و اختارلك لبسك و اعلمك تتكلمي ازاي مع جوزك يا محترمة للاسف انا عندي شغل دلوقتي بس هفضالك قريبا متقلقيش.
انتصب واقفا و ذهب الى غرفة مكتبه غير مكترث بالنير*ان التي تشتعل داخل يارا … جزت على أسنانها متذكرة حديث صديقتها وكلامها عن عدم سماحها لزوجها بأن يلغي وجودها و يقرر ما يخصها فنهضت هي ايضا هامسة :
– انت اللي جبرتني يا ادم.
بعد ساعات.
انهى أعماله العالقة و دلك رقبته وهو ينظر الى الساعة … اصبحت الثانية عشر بعد منتصف الليل و مؤكد ان زوجته ذهبت في سبات عميق بعد أخذ دوائها ، زفر ادم بإرهاق و صعد بخطوات مثقلة الى غرفتهما لكن وجهه انقبض عند رؤية المكان فارغ حتى الحمام لا يوجد أحد به ….. اين ذهبت يارا ؟
خرج الى الشرفة و نزل الى المطبخ ولم يجدها ايضا فكر انها قد غض*بت لدرجة ذهابها لمنزل والده تشتكيه و كاد يخرج هو ايضا لولا أنه أبصر الضوء يصدر من غرفة في آخر الرواق ، قبض ادم على يديه و اتجه بخطوات سريعة الى الغرفة ليدخل صارخا :
– ممكن افهم انتي بتعملي ايه هنا ؟
انتفضت يارا من شكله و اعتدلت واقفة بتوتر حاولت اخفاءه :
– انا هنام هنا الليلة ديه و باقي الليالي لحد ما تحط عقلك في راسك و تفهم ان مينفعش تقرر عني.
رمقها من الأعلى للأسفل بإستنكار هاتفا :
– لا والله بتصرفك ده هتعلميني يعني ؟ تعالي يا يارا نطلع ننام قبل ما افقد اعصابي و اعمل حاجة اندم عليها بعدين انا مش مراهق ولا شاب صغير عشان استحمل دلعك ده و اسايرك امشي معايا.
أمسك يدها يسحبها لكن يارا أفلتتها و صر*خت بحدة :
– قولتلك انا مش هجي معاك لمكان و بكره هتصل بجدي يجي يشوف حل معاك لأنك بقيت لا تطاق يا ادم ومحدش قادر يستحملك !!
اندهش من هجو*مها العني*ف و تسارعت أنفاسه الغا*ضبة لكنه حاول قدر الإمكان السيطرة على نفسه و عدم الإ*نفعال على هذه الصغيرة الغبية الآن ، بلل شفتيه و غمغم بصلابة :
– بما اني لا أطاق ومحدش قادر يستحملني هقولك لآخر مرة تعالي معايا و بطلي تصرفات العيال ديه و الا هحققلك كلامك و اعمل حاجات تخليكي متقدريش تبصي في وشي.
انتبهت لكلماته الغامضة و حاولت تفسيرها لكنها لم تستطع فرفعت حاجبيها معا و هزت كتفها تردف بثقة :
– انا قررت انزل البلد بكره و اقعد اسبوع اريح نفسي لحد ما ترجع انت في قرارك يا ادم … و لحد ما يجي اليوم ده مش هنام معاك في نفس الاوضة ولا هسمحلك تشوف وشي !!
يتبع..
لقراءة الفصل السادس والأربعون : اضغط هنا

تعليق واحد

  1. مرحبًا ، أنا سعيد جدًا الآن لأنني حصلت اليوم على مبلغ قرضي بقيمة 60.000 دولار من هذه الشركة الجيدة بعد أن حاولت عدة شركات أخرى ولكن دون جدوى هنا رأيت إعلان شركة Joan Finance وقررت تجربته واتبعت جميع التعليمات. وهنا أنا سعيد اليوم ، يمكنك أيضًا الاتصال بهم إذا كنت بحاجة إلى قرض سريع ، فاتصل بهم الآن عبر هذا البريد الإلكتروني: ([email protected]) أو whatsapp: +919144909366

    شكرا

اترك رداً على Joanne Patrick إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى