Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل السادس والأربعون 46 بقلم فاطمة أحمد

  رواية ملك للقاسي الفصل السادس والأربعون 46 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل السادس والأربعون 46 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل السادس والأربعون 46 بقلم فاطمة أحمد

أمسك يدها يسحبها لكن يارا أفلتتها و صر*خت بحدة :
– قولتلك انا مش هجي معاك لمكان و بكره هتصل بجدي يجي يشوف حل معاك لأنك بقيت لا تطاق يا ادم ومحدش قادر يستحملك !!
اندهش من هجومها العني*ف و تسارعت أنفاسه الغاضبة لكنه حاول قدر الإمكان السيطرة على نفسه و عدم الإنفعال على هذه الصغيرة الغبية الآن ، بلل شفتيه و غمغم بصلابة :
– بما اني لا أطاق ومحدش قادر يستحملني هقولك لآخر مرة تعالي معايا و بطلي تصرفات العيال ديه و الا هحققلك كلامك و اعمل حاجات تخليكي متقدريش تبصي في وشي.
انتبهت لكلماته الغامضة و حاولت تفسيرها لكنها لم تستطع فرفعت حاجبيها معا و هزت كتفها تردف بثقة :
– انا قررت انزل البلد بكره و اقعد اسبوع اريح نفسي لحد ما ترجع انت في قرارك يا ادم … و لحد ما يجي اليوم ده مش هنام معاك في نفس الاوضة ولا هسمحلك تشوف وشي !!
لحظات صغيرة مرت لتجد يارا نفسها مستلقية على الفراش و ادم يجثم فوقها إثر دف*عه لها بقوة و إنحنائه عليها يك*بل يديها بقوة و يمنعها عن التحرك ، شهقت بهلع و طالعت تشنج*ات وجهه و فكه المحتد بغضب قبل ان يغمغم بغضب مكبوت :
– جتلك الجرأة منين عشان تكلميني كده ها اسبوع ايه اللي ناوية تتنيلي تغيبيه و متسيبنيش اشوف وشك انتي فاكرة نفسك مين فهميني ! شكلك نسيتي ادم بتاع زمان و حنيتي معاكي خلتك تفتكري اني اتغيرت وتقدري تسيطري عليا لا يا يارا فوقي و اعرفي انتي بتتعاملي مع مين دماغك الناشفة ديه انا كفيل اك*سرها متخلنيش اتغابى عليكي لأنك الوحيدة اللي هتند*مي.
كانت عيناه تنضحان بالقسو*ة و الجفا*ء اللذان عا*نت منهما كثيرا في بداية علاقتهما و الآن بعدما تعودت على حنانه و رقته معها هاهو يعود الى طبيعته ، قا*سي القلب و بليد المشاعر و صعب المراس يتحكم في مصائر الناس و يقرر عنهم دون اهتمام لحريتهم ، ها هو ينظر لها بذلك الغضب و يقبض على معصميها بشدة آ*لمتها و يز*جرها بكلماته المهد*دة إن ادم لم يتغير مثلما اعتقدت بل ما زال ذو طبيعة عني*فة متسلطة تجعله غيره يذ*عر و ينفر منه.
التمعت عينا يارا بالدمو*ع فأشاحت وجهها للجهة المعاكسة بعيدا عن تطليعاته و رفضت ان تتكلم فتظهر غصة البكا*ء في نبرتها بوضوح ، إنحنى عليها ادم اكثر و همس بالقرب من أذنها :
– انتي كلمتي حد من البلد ؟ انا بسألك ردي عليا !
هزت رأسها ببطئ نافية فتنهد بخشونة و نهض عنها بعدما لاحظ انه يضغط على يديها بقو*ة لان بعض الشي وهو يرى دمو**عها المحتجزة داخل مقلتيها وجهها المحمر من كثرة كتم البكا*ء فحمحم بهدوء :
– معلش مخدتش بالي اني شديت على ايديكي جامد بس …. انا بتنر*فز لما تحسسيني انك هتمشي و تسيبيني مبحبش اسمع منك الكلام ده و مبحبش انام من غيرك قومي خلينا نرجع لأوضتنا.
اعتدلت يارا جالسة و أردفت بحزم :
– وانا عايزة افضل لوحدي شويا مادام انت مش ناوي تحكيلي ع اللي في دماغك يبقى مفيش داعي لوجودك هنا. 
أطبق جفنيه يعتصرهما بقوة و يل*عن تحت أنفاسه محاولا قدر الإمكان أن يهدأ ولا يك*سر هذه الغرفة بما فيها ، بالتأكيد هو لا يريد إخافتها و إثارة رعبها منه سيعود الى نقطة الصفر اذا استسلم لغضبه الآن يجب عليه ان يهدأ و يتفهمها ليس من السهل إخبار أحدهم بضرورة تخليه عن دراسته لفترة من الزمن و دون سبب وجيه ادم يدرك كم أن يارا طالبة مجتهدة تعشق الدراسة بالطبع لن تتقبل رفضه لذهابها الى الجامعة ، هل عليه إخبارها ان هناك من يهد*د حياتها و حياة طفلتهما ؟ هل يخبرها انه يتعرض لمؤامرات عديدة و اعد*اؤه يسعون لأ*ذيته في عمله و عائلته و يخا*ف عليها من تعرضها للأ*ذى ؟
افاق من شروده على همساتها الخافتة :
– انت خا*يف من حاجة صح ؟ خا*يف لو طلعت برا البيت اتعرض للأ*ذى و متقدرش تحميني ؟
وضعت يدها على بطنها و شعرت بإحتباس أنفاسها وهي تكمل بخوف :
– الناس اللي … اللي خلتني مد*منة لسه بتحاول ت**ذيك ومش هتوقف غير لما ….. ادم حياتي و حياة بنتي في خطر وانت عايز تحمينا عشان كده رفضت اخرج ؟؟
راقب ملامحها تنكمش بذ*عر حقيقي و أناملها تتحسس بطنها ليهمهم بتريث :
– مفيش حاجة من الكلام ده لا حياتك ولا حياة بنتنا في خطر محدش بيقدر يقرب منكو طول مانا عايش …. خلينا نقفل السيرة ديه و نروح ننام.
فقدت هدوؤها المزعوم لتنهض و تصرخ :
– انا قولت مش هجي معاك ايه انت مبتفهمش ؟!
– ياااارااا !!
صا*ح وهو يرفع يده ليمسك ذراعها لكنها تراجعت للخلف تغطي وجهها بحركة تلقائية ليتسمر ادم مكانه متيقنا انها حسبته سيضربها ، و حقا لو لم يعد نفسه بأن لا يرفع يده عليها مجددا لكان فعلها منذ دخوله لهذه الغرفة !
ازاحت يارا كفيها ببطئ تتطلع فيه بمقلتين دا*معتين فأطلق سبا*ب لا*ذع و لكم الحائط بجانبه مزمجرا :
– لو فاكرة اني هقضي طول الليل اترجاكي تبقي غلطانة ان شاء الله عنك ما جيتي معايا ولو عايزة الصراحة انا اللي برفضك دلوقتي ومش عايزك تنامي معايا في اوضة واحدة.
شهقت بصد*مة من كلماته و انهمرت دمو*عها الصامتة وهي تتأ*لم لكرامتها المها*نة لكنها رفضت الإنصياع لذ*له ف أبعدت وجهها عنه قائلة :
– تمام احنا كده خالصين.
جز ادم على اسنانه و ركل الطاولة الخشبية الصغيرة متمتما بكلمات ساخطة لم تستطع يارا تبينها رغم وضوح ماهيتها جيدا ، غادر الأخير غرفتها بعدما أخذ هاتفها و تركها تطالع أثره في دهشة لتهمس أخيرا :
– تلفوني خده ليه دلوقتي مش كفاية عزلني عن العالم الخارجي عايزني مكلمش حد كمان ! ماشي يا ادم انا هسيب الليلة ديه تعدي و بكره اوريك ان ما وريتك نجوم الظهر مش هيبقى اسمي يارا.
________________________
في الدا*خلية.
كان جالسا يدرس آخر مستجدات القض*ية التي يعمل عليها حتى سمع طرق الباب ليدخل بعدها الضا*بط مروان متحدثا بعملية :
– ضابط ادهم انت طلبتني اجي مكتبك ضروري في جديد ؟
هز رأسه مشيرا له بالجلوس و أردف وهو يضع امامه الملف :
– احنا اتواصلنا مع مد*يرية الأ*من في الصعيد و هنتعاون مع بعض عشان نوقعهم و من شويا بعتولنا صور و وثائق تخص القض*ية ، العميل اللي دخلناه وسط المنظ*مة قال ان عمر الشافعي خرج عن طور أبوه و بيجهز لإ*نقلاب كبير عليه و على ز*عيمهم و سرق مستندات مهمة و باعها لمنافسينهم.
تفحص مروان الأوراق ليعقد حاجبيه مهمهما :
– يعني خطتنا نجحت و العميل قدر يسيطر على دماغ عمر و يخليه يقف ضد ابوه و زعيمهم ممتاز كل حاجة بتمشي زي ما رتبنا وعن قريب هنفكك الخل*ية الإجرا*مية و نقبض على الراس الكبيرة.
نظر له ادهم و هتف بجدية :
– و على مايجي الوقت ده مهمتنا نحمي العيلة سواء اللي في الصعيد او أهل ادم اللي هنا عشان وصلتلنا معلومات تأكد ان في ناس بتراقب تحركات كل فرد من عيلة الشافعي ادم كان ملاحظ ده من فترة و شكه زاد لما كنا قاعدين انا وهو فمكان معزول شويا وسمعنا صوت حركة قريب و طلب مني إتحرى ….
صمت يسترجع أنفاسه المسلوبة بسبب الإنفعال ليتابع مروان بحسابية :
– و انت اكتشفت انكو متراقبين يعني عايز تقول ان عيلة الشافعي في خط*ر وكل خطوة بتعملها ممكن تتأ*ذى فيها …. حتى انت و أهلك يا ضا*بط ادهم !!
زفر بخنق و عاد بظهره للخلف هاتفا في سخط :
– علي ط*معه خلاه ينسى ان عنده عيلة عرضهم للخط*ر و قت*ل اخوه و حاول يقت*ل ادم دلوقتي حتى ابنه عمر معرض لأنه يتقت*ل في اي لحظة ، ياريت مصممتش استلم القض*ية و انسحبت اول ما الجهات العليا رفضت دخولي على الاقل مكنتش هضطر استحمل وجود اتنين زي دول في حياتي.
– القض*ية مش فاضلها كتير عشان تتحل احنا قربنا اوي من هدفنا و عن قريب هيطلع قرار ب إلقاء القبض ع عمر و علي الشافعي ، احم انا شغلي خلص ولازم امشي يلا عن اذنك.
نهض مروان و أخذ الملف معه تاركا ادهم يطالع السقف بشرود ، أخرج هاتفه و طلب إحدى الأرقام منتظرا الرد.
بعد ثوان وصله صوت ابن عمه الغاضب :
– ايوة يا ادهم ؟
عقد حاجباه بغرابة :
– باين من صوتك انك مدايق في حاجة ؟
دلك ادم جبينه بإصبعيه السبابة و الإبهام قائلا بجفاء :
– لا مفيش انت بتتصل ليه عرفت معلومة جديدة ؟
هز ادهم رأسه بإيجاب كأنه يراه و رد :
– في ناس بتراقب خطواتك انت و كل فرد من عيلتك لازم تنتبه اكتر عشان ممكن يأ*ذوك احنا حطينا حراسة بس مع ذلك خلي بالك ، الوضع بقى س*يء حتى على عمر و أبوه دول متعاونين مع خلية إجرا*مية خط*يرة وممكن في اي لحظة يقت*لوهم.
همهم ادم بحدة :
– انا المهم عيلتي متتأ*ذاش غير كده  محدش بيهمني سواء عاشو ولا ما*تو مبيخصنيش !!
– رد عليا مالك انت مش طايق نفسك كده ليه متخا*نق مع مراتك ؟
سأله ادهم بجدية ليتأفف الآخر و يجيب :
– الدراسة قربت تبدا و يارا عايزة تسجل.
همهم بدهاء وهو يبتسم :
– وطبعا انت رفضت و قولتلها لأ انا مش عايزك تدرسي و هلغيلك السنة ديه وهي رفضت و اتخانقتو عشان كده صح ؟ هو بجد انت مستني منها تقبل ب الوضع ده و تقولك حاضر يا حبيبي مش هرجع ع الكلية المهم انت ترضى عني.
إستشعر ادم لهجته الساخرة فجز على أسنانه بغضب :
– اعمل ايه يعني حياة الكل في خط*ر و يارا اكتر واحدة اتأذت منه ايه عايزني اعمل من بنها و اقولها اخرجي و ادخلي براحتك الدنيا أمان عليكي ! وبعدين مش انت دخلت لارا بيتك و منعت عليها الخروج عشان تحميها مستغرب من تصرفي ليه دلوقتي ؟؟
كتم ضحكته بصعوبة ولولا خوفه من سماع شتا*ئم على لسان ابن عمه لكان قهقه بأعلى صوته ، تنحنح و هتف بنبرة هادئة :
– اولا لارا كانت المستهدفة الوحيدة ولو خرجت ربع دقيقة كانو هيقت*لوها فورا و اتوقع انت عارف اللي حصلها لما جربت تهرب مني ، ثانيا هي كانت فاهمة الوضع كويس يعني انا مخبيتش عليها بس انت مراتك مش مستهدفة محدش عايز يقتلها لا يارا متراقبة زي ما انتو كلكم متراقبين محدش عايز يأ*ذيها هي شخصيا تقدر نضمن سلامتها لو حطينا ليها حراسة ، و تاني حاجة هي مش فاهمة اللي بيحصل ولا عارفة السبب الحقيقي ورا رفضك خروجها من البيت مبتقدرش تقنعها بحجج غريبة وطبعا مينفعش تحكيلها الحقيقة عشان كده ….
صمت ولم يكمل جملته بينما ادم يدور حول نفسه و يشد خصلات شعره بإنفعال يفكر في كلامه بجدية حتى قال :
– انا تعبان و لازم اقفل دلوقتي يلا سلام.
– سلام.
اغلق الخط و رمى الهاتف على السرير بإهمال مرددا :
– مبقدرش اخاطر بحياتها مبقدرش حتى لو عيطت و صوتت و زعقت يومين وبتسكت المهم عندي سلامتها.
* في الصعيد.
داخل سرايا الشافعي.
كانت العائلة متجمعة في الصالون يتكلمون حول العمل تارة و أحاديث جانبية تارة أخرى حتى نطق سليم بخشونة :
– ولدي علي إني عايز تقرير المشروع اللي بتستثمروه ياريت بكره تبعتهولي.
استغرب من سؤاله حول مشروع قدمه له بنفسه لكنه لم يرد مجادلته فأومأ مجيبا :
– أمرك يا بوي ده حجك بكره اول ما الشمس تطلع هتلاجيه عنديك.
ههم بإستحسان و نظر الى عمر الجالس بإستكانة و قال :
– وانت يا حفيدي مش لازم تتجوز و تجيب عيال يملو علينا البيت مرايدناش نفرح بيك ولا ايه.
رفع رأسه مهمهما ببرود :
– و هو في حد مبيعوزش يتجوز و يعمل عيلة يا جدي.
ابتسم سليم بإستحسان :
– طب انت رايد بنت معينة شاورلنا علينا ولو لجيتها مناسبة هنطلبهالك ع الطول.
– إني مش رايد غير بنت عمي يارا يا حج.
شهقت زهرة بصدمة بينما نهض سليم صارخا :
– انت بتجول ايه اتجننت اياك يارا مين اللي عايز تتجوزها نسيت انها مرت ابن عمك و حبله ببنته انت بتخرف !!
وقف عمر أمامه و اشتعلت عيناه بحقد مردفا :
– بس إني اللي حبيتها الاول و نويت اتجوزها و ادم خط*فها مني ولو متجوزتهاش مهتجوزش غيرها ا….
لم يكمل كلامه بسبب الصفعة العن*يفة التي تلقاها من جده يتبعها صراخه :
– انت واعي لكلامك يا عر*ة الرجالة حاطط عينك على حرم أخوك و بكل عين وجحة بتجولها في وشي ايه محدش جادر عليك ولا ايه.
قبض على يده بشدة و احمر*ت عيناه بشكل مر*يب جعل والده يتيقن ان إبنه ليس بوعيه ومن الممكن ان يكون ث*ملا او مستهلكا مادة مخد*رة خاصة عندما صاح بأعلى صوته :
– ادم ادم ادم إني زهجت من تفضيله عليا هو مش اخويا إني بكرهه يا جدي لأنه خد مني كل اللي بحلم بيه و عمري مهعتبره واحد من عيلتي بالعكس إني شايفه عد*وي و يارا البنت الوحيدة اللي نويت اتجوزها برضايا بس كيه العادة انت سلمتها ليه و نسيت إني طلبتها من ابوها و منيك جبل منه ! 
تلقى صف*عة أخرى من سليم المنصدم من وقاحته و حلمه بالزواج من إمرأة إبن عمه ثم أمسكه من تلابيب ثوبه و زمجر بخشونة :
– إني هعمل نفسي مسمعتش كلامك ده واصل شيل الهبل ده من دماغك يا ولد علي و إلا جسما بالله هنسى انك حفيدي و اجت*لك بنفسي سامعني كفاياك عاد تخبيص و جلة جيمة ! امشي من وشي و متخلنيش اشوفك لحد ما تحط عجلك في راسك امشي !!
كتم صراخه داخله و طالع الموجودين دون إستثناء بغل و توعد ثم صعد الى غرفته و أخرج زجاجة الخ*مر من خزانته يتجرعها بشراهة ، ألقاها على الأرض و جلس على سريره هامسا :
– جسما بالله هنت*جم منكو و خلص عليكم واحد واحد يا عيلة الشافعي و اولهم انت يا ادم بس محتاج شوية وجت مشان اوصل للجمة ساعتها مهرحمش حد فيكو واصل ….. استنو عليا بس !! 
يتبع..
لقراءة الفصل السابع والأربعون : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!