Uncategorized

رواية أنا والمجنونة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

 رواية أنا والمجنونة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

التهديد والخطة
حديت إيــه اللي بتجوله ده يا دكتور… إزاي عايزني أوافج واحنا في الظروف دي..ها.
هتف بهذه الجملة الغاضبة الحاج اسماعيل لولده يحيى… انزعج ابنه قائلاً له بتردد: يا ابوي وليه مش موافج بس… العمدة وشاف حياته تاني…. يبجى خلاص كفاياك عاد.
حدق به غاضباً قائلاً بعصبية: واه ده انت شكلك اتجنيت في عجلك مش اكده… وواضح كمان انت بت عبدالرحيم هتنسيك أخوك والمصيبة اللي ورطنا فيها وسابنا.
تنهد يحيى بضيق هاتفاً به بحنق: يا ابوي أخوي خلاص مش هيرجع اهنه تاني، ولا هيرجع مرته وانتبه بس لشغله وحياته ومش بعيد كمان تلاجيه اتجوز تاني.
هب من مكانه بانفعال قائلاً له بغضب: مش بجولك اتجنيت في عجلك… وبت عبدالرحيم نستك الأصول… ونستك انك بتتحدت مع ابوك…. واللي بتتحدت عنيه ده كبيرنا اهنه.
شعر يحيى بالتوتر قائلاً بارتباك: يا ابوي أرجوك افهمني آني…. قاطعه بحده قائلاً باختصار: مفيش جواز غير لما أخوك يرجع مرته فاهم، وده آخر جولي وياك ويالا على اوضتك…
حدجه بنظرات ساخطة وخرج من أمامه وهو غاضباً من حديث والده.
أتت زوجته تهرول عندما استمعت لصوت زوجها العالي… قائلة له: مالك اكده ياحاج… متعصب ليه عاد؟
زفر بغضب قائلاً له: ولدك الدكتور اللي دلعتيه من صغره جال عايز يعمل فرحه جريب وعايز يتفج وياهم على اكده.
صمتت برهةً قائلة بحذر: وفيها إيه ياحاج ماهو مسيره هيتجوزها بردك في أي وجت.
رمقها بغضب قائلاً لها بنرفزة: شكل اكده بنت عبدالرحيم كلت بعجلكم كلاتكم حلاوة…
تنهدت بأسى قائلة له بحزن: الله يسامحك يا حاج منيش هرد عليك دلوك…. اقترب منها عاقد الحاجبين بسخط قائلاً لها بغضب: انتِ السبب في رباية الدكتور ولدك خلتيه أناني وناسي مصيبة طلاج أخوه.
شعرت زوجته بالألم لهذه الجملة المهينة لها وهي بمثل هذا العمر قائلة له بدفاع عن ولدها: بس يحيى ولدي مش أناني وإذا كان عايز يعمل فرح… فهو ده حجه… ولازم هيتجو… قاطعها بانفعال قائلاً بحزم: فاطمة… مفيش جواز دلوك وده جراري ومش هرجع فيه وكفاياك لغاية اكده… ويالا روحي نامي وهمليني لحالي… بدل ما أروح من الصبح وأخرب الجوازة دي.
دارت فاطمة دموعها وركضت من أمامه حزينه فهذه المرة الأولى الذي يفعل بها ذلك…. لهذا لن تلومه الآن وهو غاضب.
تمدد يحيى بغضب في فراشه… وأخذ يلوم شقيقه لما فعله وبسببه يعيش ما يعيشه الآن.
وخطرت في باله لما لا يتحدث معه ويبلغه بقرار والده… لكن جلال بنفسه محرم عليه الدخول إلى منزله من جديد بدون زوجته مرةً أخرى.
انتبه لهاتفه الذي يطلق رنينه المتواصل… فكانت مريم… تنهد بضيق ولم يرد عليها.. من الخوف أن يجرحها وهو غاضب هكذا… قلقت مريم عليه فابعثت له برسالة نصية قالت فيها بانزعاج: يحيى ليه مش راضي ترد عليه… وبقالك يومين متحدتش وياي.
حدق برسالتها بسخط متذكراً كلمات والده عنها… فلم يرد عليها مرةً أخرى.
تنهدت مريم بحزن قائلة لنفسها: يا ترى فيه إيه وليه مش بيحدتني ولا بشوفه… من ساعة نتيجة الدراسة ما ظهرت… وحاسة انه فيه حاجه واعرة جوي.
لم ينم يحيى طيلة الليل من كثرة التفكير بهذه المشكلة التي وقفت أمام حلمه من جديد بسبب طلاق شقيقه الكبير.
وكان لا يزال حائراً أيحدث شقيقه أم لا… ويستمع إلى كلمات وأوامر والده.
فتحت نوال الباب بسرعة وهي تبتسم لها قائلة بمزاح: أنا كنت لسه بقول لمهجة دلوقتي إنك جايه تطمني… ابتلعت باقي عبارتها داخل فمها بالرغم منها مصدومة… عندما وجدت عينان واسعتان، براقتان، ثاقبتان… تحدقان بها…!!!
تجمدت نوال في مكانها.. شاعرةً بأنه سيغشى عليها في الحال… بجانب شحوب وجهها… وهزت رأسها بعدم تصديق قائلة بهلع: لا..لا..لا… استحالة تكون انت تاني… استحالة أرجع للعذاب من تاني…ثم هرولت من أمامه هاربة.
زادت نظراته قتامة وغضب… شاعراً بأن بركان ثورته خلال الأشهر الماضية سينفجر في وجهها…. الآن غير عابئ بما سينتجه هذا الغضب العارم.
ركض وراءها ولحق بها… وأمسكها من ذراعها بعنف قائلاً لها بصوت هادر: بقى هيه دي طريقة مقابلتك لجوزك بعد كام شهر وهو دايخ عليكي… وتاعباه معاكِ يا ست هانم.
تحجرت عيناها على محياه الغاضب…ولم تستطع التفوه بأي حرف… شاعرة بأن كل نظرة منه تخترق قلبها وعقلها معاً… حاولت الإفلات والهرب منه للداخل…
لكنه استطرد قائلاً بصوتٍ مخيف: إيه مفكرة نفسك هتهربي مني بعد اللي قاسيته بسببك… إيه خلاص عقلك وزاكي وقالك اعملي اللي انتِ عايزاه ما هو سافر بقى… ليه كنتِ مفكرة إنك هتتجوزي كيس جوافة قدامك.
ابتلعت نوال ريقها بصعوبة وامتقع وجهها كثيراً قائلة له بصوت متحشرج: ابعد عني عايز مني ايه تاني… ها.
ضم شفتيه غاضباً قائلاً لها باختصار حاد: كلمة واحدة هقولها روحي إلبسي وأنا هستناكِ تحت في عربيتي.
وقبل أن ترد عليه نوال، كانت مهجة قد ظهرت بالقرب منه وهي ترى غضبه الغاشم هذا فقالت له بحده: انت مفكر نفسك مين علشان تعمل فيها كده.
ضيق عينيه وهو يحدق بها بغضب قائلاً لها: بقى انتِ بقى سعدية مش كده بردو ولا إيه… ارتبكت مهجة للحظات قصيرة قائلة بهدوء ظاهري: آه أنا سعدية وممكن بقى تتكلم بهدوء بدل الغرور اللي انت فيه ده.
ترك ذراع نوال قائلاً بصرامة: أنا طالما مغرور بقى… يبقى مش هرد عليكِ… وانتِ يا ست هانم… خمس دقايق ولو ملبستيش هطلع تاني هلبسك بنفسي.. مفهوم.
شاهدت مهجة ملامح نوال الخائفة فأمسكت بيدها كأنها تطمئنها وتحدته قائلة له بصرامة: نوال مش هتمشي معاك في أي مكان واتفضل اخرج بره بقى كده بالذوق بدل ما هتصرف معاك تصريف مش هيعجبك.
تطلع ياسين غاضباً إلى نوال التي وقفت خلف مهجة تتحامى بها قائلاً لنوال بتهديد: افتكري يا نوال… انك انتِ اللي ابتديتي معايا المرادي… فامتلوميش غير نفسك.
ألقى بكلماته الساخطة تلك ثم غادر المنزل بأكمله… إلتفتت مهجة إلى نوال التي تقف وراءها وجسدها يرتعد من الخوف وهي تتذكر كل شيء فعله بها.
فصرخت به مهجة بحدة وهي تمسكها وتهزها من كتفيها بقوة قائلة بسخط غاضب: نوال فوقي.. هوه مش هيقدر يعملك حاجه إيه الرعب اللي انتِ فيه ده… ده بيهددك بس مش أكتر.
حدقت بها بأعين حزينة تنهمر منها الدموع قائلة لها بقلب موجوع: تفتكري هوه جاي من سفره علشان يهددني بس ولا راجع ينتقم تاني من اللي عملته فيه.
تنهدت مهجة قائلة لها بغيظ: مش هيقدر يعمل معاكِ أي حاجه طول ما أنا موجودة…. ألقت نوال بنفسها بين ذراعي مهجة باكية قائلة بمرارة: أنا خايفة يا مهجة خايفة منه أوي انتِ متعرفيش ممكن جنانه وغضبه يعملوا فيه إيه.
عاد ياسين إلى المنزل غاضباً فاستقبلته والدته التي يبدو على وجهها القلق قائلة: ياسين قولي عملت إيه.
رمقها بنظرات حانقه قائلاً بحدة: ابقي اتصلي عليها واعرفي منها ده كويس عن اذنك.
ثم دخل إلى غرفته التي كانت تنام بها نوال من قبل وأغلق الباب خلفه بقوة…. صُدمت والدة ياسين من ردة فعله قائلة لنفسها بقلق: يا ترى عملت فيها المرادي.
قام ياسين بتبديل ثيابه قائلاً بتوعد: ماشي يا نوال…. بقى أنا مش هعرف اتكلم معاكِ كلمتين على بعض… بعد ما أسيب شغلي وانزل أجازة مخصوص وبالعافية علشانك… بس ماشي انتِ اللي بدأتِ الحرب وأنا أدها.
في صباح اليوم التالي وصل جلال إلى عمله ثم دخل إلى مكتبه… فوجد شقيقه بانتظاره… فاتسعت عينيه بصدمة قائلاً له بفزع: يحيى إنت اهنه… أبوي لا جدر الله جراره حاجه.
ابتسم ليطمئنه قائلاً بهدوء: متخافش يا اخوي… ابوي بخير، جلس أمامه على المقعد قائلاً له: أومال إيه المفاجأة دي والغير متوجعه منيك واصل.
فقال له بضيق: أبوي بعد ما كان زعلان منيك بس… بجى زعلان مني آني كمان.
تعجب جلال من حديث شقيقه قائلاً له بدهشة: وعلشان إيه مضايج منيك انت كمان، تنهد قائلاً بهدوء حذر: مرديش يوافج على فرحي إلا لما ترجع البلد .. وترجع مرتك لعصمتك من تاني.
هب جلال من مقعده كالذي لدغته حية قائلاً بحدة: آني مش جولت محدش يجبلي سيرتها تاني وان الموضوع ده جفلته من زمان جوي… وخلصنا منيه.
عقد يحيى حاجبيه بضيق قائلاً له بحذر: إذا كنت انت نسيت… أبوي مش ناسي واصل.
تأفف جلال شاعراً بانفعال كبير بسببها قائلاً له باختصار غاضب: آني مش عيل صغير علشان ابوي يجول اكده….ويجرر عني جرار أخدته من زمان وجفلته.
أومأ برأسه موافقاً قول شقيقه قائلاً له: ما آني جولتله اكده زعل مني… ومصمم على رأيه.
زفر بحرارة قائلاً له بجمود: خلاص سيبيلي آني موضوع فرحك ده حتى إذا متعملش جريب آني مش هسكت لغاية ما أنفذلك رغبتك.
تهللت أساريره قائلاً له: بجد يا أخوي… ياريت يبجى في أجرب وجت تتحدد وياه، تنهد قائلاً له بجدية: هحاول يا يحيى هحاول.
أتت مهجة من التمرين منهكة قليلاً فقالت لها نوال: تعالي اقعدي شكلك تعبان… فابتسمت بضعف قائلة: أصل النهاردة في التمرين نسيت نفسي وأنا بتمرن وكإني مش حامل.
انزعجت نوال قائلة بلوم: طب مش تحاسبي على نفسك يا مهجة الأول… أهم حاجه دلوقتي صحتك، وطلعي أي حاجه من مخك.
زفرت بتعب قائلة لها بحدة: مش هسيبه يتهنى يا نوال… وزي ما وعدته اني هنتقم فأنا هنتقم منه ولابني اللي لسه مجاش علشان يرمينا كده من غير أي ضمير.
تنهدت بضيق قائلة لها: طب بردو لازم تفكري في صحتك أهم حاجه… نظرت إليها قائلة بهدوء: هحاول متخافيش… صمتت مهجة برهةً ثم قالت لها بتساؤل: صحيح إوعي تكوني رحتي المحل.
زفرت بحرارة قائلة لها بارتباك: لأ مروحتش خفت أروح علشان خاطر ياسين… بس ممكن كده يومين وبعدين أروح.
فكرت مهجة قائلة لها: لأ متروحيش دلوقتي خالص غير لما نشوف هيعمل إيه.
ابتسمت نوال ابتسامة باهتة قائلة لها: أنا عارفاه كويس أكيد مش هيسكت… وماما كلمتني النهاردة انه رجع امبارح وكان متعصب جداً ومش طايق نفسه.
ضحكت مهجة قائلة لها: مش قولتلك يا نوال اصبري ولسه رمقتها بقلق قائلة لها: بس بردو خايفة ليتصرف بجنون زي كل مرة وأقوى.
أمسكت مهجة بيدها قائلة: متضعفيش قدامه أوي كده هوه مش معنى اللي بيعمله ده انه هياكلك يعني.
تنهدت باستسلام قائلة بشرود: لما أشوف يا مهجة ربنا يستر منه ومن تصرفاته بقى.
قال له والده بضيق: يابني إهدى مش كده مش كل حاجه تتعصب بطريقتك دي.. رمقه بيأس قائلاً بغيظ: يعني يا بابا حلو اللي عملوه معايا ده… أنا كان هاين عليه أكسر البيت عليهم هما الأتنين علشان يبقى يعجب الست هانم لولا مسكت أعصابي بالعافية.
حدق به والده قائلاً بتفكير: معلش استحمل شوية هانت انت لسه جاي يا دوب من يومين إديها فرصة… فقال له بغضب: أديها فرصة إزاي بس… وأنا سايب شغلي ومستقبلي كله علشانها وفي الآخر الست هانم رافضة تتكلم معايا نص كلمة.
فكر والده قليلاً قائلاً له بهدوء حذر: بردو الأمور تتاخد بالعقل مش بالعصبية اللي انت فيها دي…. وبصراحة اللي عملته فيها مكنش شوية يا ياسين.
حدجه بضيق غاضب قائلاً بحنق: بابا انت معايا ولا معاها…!! فقال له بنفاذ صبر: يابني أنتم الأتنين ولادي ومش هفرق بينكم بس الكلام معاها مش بالأسلوب ده… وأنا يا ياسين بنفسي هروحلها واتكلم معاها بكرة ان شاء الله.
اندهش ياسين قائلاً له باستغراب: وليه ميكنش النهاردة… هب والده من مقعده قائلاً له: تكون انت هديت لأنك اذا حصل وشفتها دلوقتي هتغلط أكيد أكتر من كده وهتتصرف غلط.
تأفف ياسين قائلاً له بحدة: انت عارف يابابا أنا هديها فرصة واحدة بس وان مجتش بالأدب أنا بقى هتصرف تصريف تاني وهتشوف في حياتها اللي عمرها ما شفته مني.
وقبل أن يتحدث والده تركه وغادر المنزل… رمق والده زوجته قائلاً لها بضيق: إياك تكوني ارتحتي دلوقتي انتِ ومرات ابنك ثم تركها وغادر المكان هو الآخر… ذاهباً إلى عمله.
تهاوت وراءها على المقعد قائلة لنفسها: ربنا يستر بقى من تصرفاتك يا ياسين يابني.
ثم أمسكت بهاتفها بسرعة وطلبت رقم نوال تبلغها بما حدث للتو أمامها… أجابتها نوال بمزيد من القلق عندما ابلغتها بما حدث.
قائلة بخوف: يعني هيعمل إيه تاني فتنهدت قائلة لها بارتباك: مش عارفه يابنتي أنا بجد لو شفتي منظره دلوقتي تقلقي وأنا أول مرة أشوفه كده.
ارتعش قلبها قائلة لها بحيرة: يعني دلوقتي أعمل إيه… فقالت لها بحذر: لازم تقابليه يا نوال وتتكلموا ده مهما كان جوزك بردو… ولازم تسمعيه مش هينفع كده…. ومتنسيش انه رجع من السفر علشانك… وأظن انك كده عملتي إللي انتِ كنتِ عايزاه ولو زاد عن كده أكيد هيقلب الموضوع للضد.
عاد جلال إلى فيلته في المساء… شادراً في كل ما حدث مع شقيقه قائلاً لنفسه بغضب: حتى وانا ببعدك بعيد عن حياتي بردك بتجيلي مصايب بسببك.
جلس يتناول عشاءه بالرغم منه… ثم جلس يتناول قهوته السادة، ليفكر ماذا سيفعل مع والده.
وخصوصاً بأن طلاقه سيقف حائلاً في طريق شقيقه الوحيد يحيى ولن يرضى أبداً بذلك… وخصوصاً بأن مجدي أبلغه بأخبار عن والده وبأنه يبحث ويسأل عنها في كل مكان.
صعد إلى حجرته بالأعلى… ووقف أمام غرفتها لعدة دقائق وهو يقبض بيده بقوة وعنف هامساً لنفسه: حتى وانتِ بعيد يا مجنونة انتِ مسببالي مصايب فوج راسي.
فتح باب غرفتها بتردد ثم أغلقه بسرعة ناهياً نفسه عنه مشاعره نحوها… هارباً إلى حجرته بسرعة.
أبلغت نوال بما دار بينها وبين والدة ياسين لمهجة فقالت لها بحيرةً وتساؤل: طب والحل… هتستسلمي.
زفرت بحرارة قائلة: مش عارفه يا مهجة أنا حيرانة أوي ومش عارفه اتصرف ازاي وانا عارفه كويس انه مش هيسكت وخصوصاً بعد تهديده ليه.
رمقتها مهجة بصمت لا تدري هي الأخرى ماذا عليها أن تفعل… نامت كلاهما وكل واحدة منهما تشعر بالمرارة داخل قلبها.
في اليوم التالي فوجئوا بمجىء والد ياسين بمفرده… قائلاً بهدوء: ممكن اتكلم معاكم شوية انتم الأتنين…. تنحت نوال عن الباب بارتباك لتتركه يدخل قائلة: اتفضل يا بابا.
جلس يحدق بهم هما الأثنان قائلاً لهم: أكيد انتم الأتنين حاسين باللي عايزة أقوله ومتأكدين كويس أنا هنا ليه دلوقتي مش كده.
تنهدت مهجة قائلة بهدوء: اتفضل يا عمي اتكلم براحتك…. تنهد قائلاً: طبعاً انتم الأتنين مش هغلطكم في تصرفكم مع ياسين ولا أنا جاي علشان ألوم عليكم… بل بالعكس أنا على مزاجي اللي حصل لغاية كده…. لكن دلوقتي لما الأمور هتبتدي تخرج عن سيطرتنا يبقى لازم فيه حل وبسرعة كمان…وبردو أنا خايف من تصرفاته العصبية… علشان نوال فهنا بقى قلت لازم مسكتش واتدخل وبنفسي المرة دي.
ارتعد قلب نوال بخوف وبدأ صدرها يضيق عليها من شدة فزعها من تصرفاته المهددة تلك هذه المرة…فقالت له نوال بتردد: طب عايزني أعمل إيه وأنا أعمله… ابتسم لها قائلاً لها: أنا هقولك تعملي إيه وصدقيني يابنتي مش هتندمي المرادي على التصرف الصح اللي هقولك عليه…. لكن هتندمي أكتر إذا منفذتيش اللي هقولك عليه.
تنقلت مهجة بينهما ببصرها الحائر بصمت ثم همست قائلة له بتحذير: اتفضل اتكلم بس أهم حاجه اللي هتقوله ما يبقاش فيه ظلم لنوال.
ابتسم قائلاً بهدوء: متقلقيش عليها… وأنا اذا ضايقها ابني أنا اللي هقفله وبنفسي هتدخل… ومش هساعده مرة تانية أوعدك بكل حرف قلته متقلقيش.
ترجل ياسين من سيارته في المساء عائداً من الخارج… ووقف أمام باب منزلهم في الطابق الثاني حائر هل يدخل أم يصعد إلى بيته بالأعلى… لكنه حزم أمره وصعد إلى منزله بالطابق الثالث.
فتح باب منزله بهدوء شارد… ثم دخل وأغلق الباب خلفه بضيق.. مسنداً ظهره إليه بحيرة من أمره… لكن حيرته ما لبثت أن تلاشت عندما تجمدت عيناه الواسعتان على آخر شيء توقعه.
قام من على مكتبه قائلاً لأحد رجاله: وبعدين يعني في اللي اسمه جلال المنياوي ده مش ساكت وكل مهمة بيكسبها ومش عارفين نتحرك بسببه.
حدق به الرجل بشرود: مش عارف بس لازم نتصرف قبليه ونشوف لنا حل معاه… يا إما نصفيه ونرتاح منه للأبد.
ضيق الرجل عينيه بشرود قائلاً له: طب وتفتكر الداخلية هتسكت بعدها وخصوصاً بعد ما تخسر واحد زيه ومن رجالتها بوضعه ده.
تنهد قائلاً له بتفكير: طب قدامك حل تاني غيره… ما احنا لازم نزيحه من طريقنا بأي شكل من الأشكال…. فقال له بتفكير: طب إيه رأيك نلبسه قضية من غير ما نصفيه.
فكر الرجل ملياً ثم قال له : مفتكرش انه ده الحل… وخصوصاً انه شريف جداً ومحدش هيصدقنا خالص والكل هيقف معاه.
زفر الرجل بحرارة قائلاً له بضيق: يبقى شكله كده مفيش غير اننا نصفيه ونرتاح منه بس ده لازم علشان يتعمله كده… يبقى لازم من خطة مُحكمة علشان منتكشفش بسهولة… فاهم.
اومأ الرجل برأسه بالموافقة قائلاً له: متقلقش سيب الموضوع ده عليه أنا… عاد الرجل إلى مقعده بأمل قائلاً له: تمام أي تطورات تجد لازم تبلغني بيها أول بأول.
فقال له: ان شاء الله عن إذنك أنا دلوقتي.
استيقظت مريم على صوت هاتفها فوجدته يحيى ففتحت عليه بلهفة فقال لها: ازيك يا مريم عاملة إيــه؟
فقالت له بعتاب: بجى اكده ما تردش عليه يا يحيى بجالك يومين… تنهد قائلاً بضيق: معلش آني كنت بس مخنوج شوية ومردتيش أحدتك وآني بالحالة دي.
فقالت له بانزعاج: ومخنوج من إيه… هوه آني عملت حاجه زعلتك…. تنهد قائلاً لها بهدوء ظاهري: لاه متفهمنيش اكده آني بس كنت مضايج شوية وبعد اكده آني كويس دلوك… وآديني أهوه بحدتك.
فقالت له بارتباك: ما آني جلجت عليك جوي يا يحيى… صمت قليلاً ثم قال لها: لاه متجلجيش آني بخير وهاجيلك بكرة إن شاء الله…. ونتحدتوا كتير جوي.
تهللت أساريرها قائلة له بسعادة: ميته اكده… ابتسم قائلاً بخبث: للدرجادي مستعجلة وعايزة تشوفيني.
خجلت من تسرعها هذا وصمتت فأردف قائلاً بمكر: يعني ما نطجتيش دلوك… طب إيه رأيك بجى منيش جاي غير لما تجاوبيني.
صمتت بحياء قائلة بخفوت: خلاص بجى وبعدهالك يا يحيى، فقال لها بعبث: بردو لازم تجاوبيني… فقالت له بخجل: أيوة عايزة أشوفك ها ارتحت اكده.
فقال لها بشوق: وآني لو عليه أجيلك دلوك… بس هصبر نفسي لغاية بكرة وهتلاجيني عنديكِ بعد ما آجي من الشغل بإذن الله.
ابتسمت بحياء وسعادة وهتفت في نفسها بعد انتهاء مكالمته معها قائلة: وآني هستناك يا جلب مريم.
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع والأربعون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حبيبة بالخطأ للكاتبة سهير علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!