Uncategorized

نوفيلا الحرمان الفصل الرابع 4 والأخير بقلم سهام العدل

 نوفيلا الحرمان الفصل الرابع 4 والأخير بقلم سهام العدل

نوفيلا الحرمان الفصل الرابع 4 والأخير بقلم سهام العدل

نوفيلا الحرمان الفصل الرابع 4 والأخير بقلم سهام العدل

◾ ثلاث ليالٍ منذ أن غادر بلال المنزل وأنا احترق كل ليلة… لا أعلم هل سيعود أم أنه مجرد وقت وسيتركني للأبد وأعيش حياتي وحيدة أدور في دائرة حرماني؟؟… ماذا فعلت في حياتي لأنال كل هذا العذاب؟؟؟… ليتني ماأحببته لكان الأمر حينها أقل قسوة…
-استيقظت على ضوء الشمس يسطع في عيني… تلملمت في فراشي وجلست… ففوجئت بشباك غرفتي مفتوحاً والشمس تملأ الغرفة… نهضت مفزوعة وأغلقته وخرجت أبحث عن أمي،،، وجدتها جالسة في الصالة تشاهد التلفاز…وقبل أن ألقى عليها تحية الصباح… سألتها ” هل أنتي من فتحتي شباك غرفتي ياأمي؟؟” 
– تعجبت وردت ” هل هنا أحد غيري يفتحه ياهبه؟.. ما المشكلة في ذلك؟” 
-أجبتها بحزن ” بلال لا يحب ذلك ياأمي… وإذا علم سيغضب كثيراً” 
-ردت أمي بتلقائية ” وكيف تعيشان ياابنتي بدون أن تزور الشمس منزلكم كل يوم؟” 
– جلست بجوارها أفرك جبهتي من الصداع الذي لازمني الفترة الأخيرة وأجبت بإرهاق” تزورنا ياأمي ولكن ليس كل يوم بل يوم إجازة بلال فقط وطلب مني ألا أفتح النوافذ في غيابه “
– تفحصتني أمي بنظرة لم أفهم مغزاها وقالت” هل تخافين منه ياهبه؟؟ “
-شردت فيه وقلت بحنين ” لا ياأمي… بلال لايخيفني ولكني لا أحب عصيانه”. 
-ابتسمت أمي ومسحت على كتفي قائلة  ” أحسنتِ ياابنتي… هل اشتقتِ إليه؟ “
-أجبتها بهيام ” جداً ياأمي… ومن لي غيره!!! “
– ابتسمت أمي وقالت ” إذن انهضي واغتسلي وصففي شعرك المبعثر هذا واستعدي لمقابلة زوجك عند عودته” 
– ابتسمت وسألتها بسعادة ” حقاً… هل بلال عائد ياأمي؟” 
-قالت مؤكدة ” حقاً ياابنتي،، اتصلت عليه اليوم وأخبرته أني عائدة إلى البلدة وقال أنه أيضاً عائد اليوم “
– سعادتي غلبت على حزني بذهاب أمي أو سؤالها عن سبب مغادرتها… فقمت مسرعة لاستعد لمقابلته بعد أيام مضت أهملت فيها نفسي وتدهورت صحتي… 
-مرت ساعات وذهبت أمي وجلست أنتظره بشوق جارف غير مبالية لما هو قادم أو ما سيكون… كل ما أفكر به هو أني اشتاقه واشتاق وجوده من حولي… قطع شرودي صوت مفتاحه الذي يدور في باب الشقة يفتحه… 
– تسارعت نبضات قلبي وابتلعت ريقي من فرط توتري ووقفت انتظر عبوره للداخل… رأيته يدخل من باب الشقة بكامل هيبته التي تبهرني دائماً وبيده حقيبة ورقية كبيرة… واقترب مني مبتسماً وأنا تعلو أنفاسي ومسح على شعري بحنان متسائلاً “كيف حالك يا هبه؟؟؟… هل أنتي بخير؟” 
-أومأت رأسي بالإيجاب مرات متتالية وأنا ابتسم ابتسامة حزينة… سعيدة بعودته وحزينة منه لتركي دون أن يرميني بكلمة تريحني أو تهدأ طوفان الأفكار في رأسي… 
-حاوطني بيده وأجلسني ” اجلسي ياهبه” 
-جلست وجلس أمامي ينظر لي بعيون ذابلة يقطعها الحرج كل لحظة… ابتلع ريقه وقال بتوتر ” هل رأيتِ ياهبه ماذا جلبت لك؟” ومد يده داخل الحقيبة الورقية مخرجاً علبة مستطيلة وقدمها لي قائلاً والتوتر ظاهر عليه   ” اشتريت لكِ هاتف محمول  تستطيعين  منـ….” 
-قاطعته قائلة بنبرة حزينة ” لا أريده يابلال… ولم يكن الهدف من حديثي لك أني أريد أي عالم آخر دونك… أريدك أنت… أنت عالمي يابلال…(سقطت دموعي ولم أبالي بها وأكملت) كم تمنيت لو كنت احتضنتني حينها وطمأنتني أنك بجواري ولكنك تركتني وذهبت وأنا بأمس الحاجة إليك “
– نهض وجلس على ركبتيه ورفع أنامله يمسح دموعي قائلاً” استحلفك بالله ياهبه لاتبكين… لا تزيدين همي ياإبنة عمي… أقسم لكِ أني ابتعدت عندما رأيت أن وجودي سبب عذابك ومرضك … ابتعدت حتى لا أزيد همك وأستطيع أن أقف أمامك وأجيبك عما سألتني فيه… أقسم لك ياهبه أني لم أرَ في حياتي أنقى وأطهر منك ولكن ذنبك أنك أتيتي حياتي وأنا منطفيء “
-تعجبت وسألته” وما الذي أطفأك وأنت مازلت في ريعان شبابك؟ “
– مسح على شعره بتوتر ونهض عائداً لكرسيه وقال بإنكسار” سأقص عليكي كل شيء ولكني أرجو منك مسامحتي (أومأت له موافقة فاستكمل) أنا ياهبه لم أكن شاباً مثل أقراني في سني… فترة مراهقتي وشبابي أخذتها على محمل الجد… كنت اهتم بدراستي وممارسة الرياضة فقط… حتى تخرجت وعملت في الشركة التي أنا بها الآن فهي مؤسسة كبيرة لها سيطها في الوطن العربي… في البداية كنت موظف بسيط حتى اجتهدت ونلت إعجاب رؤسائى في العمل حتى نلت ترقيات أكبر من سني… وحتى لا أطيل عليكي ذات يوم جاءتنا موظفة جديدة تقرب لأحد الرؤساء في العمل… أبهرت الجميع بجمالها الفتان ولكني لست ممن انظر على جمال المرأة… لم تبهرني في البداية حتى توددت إليّ في العمل وأصبحت تشاركني اهتماماتي ودون أن أشعر وجدت نفسي واقعاً في غرامها… وعلى الرغم من الاختلاف بيننا في العادات والتقاليد والأفكار أدمنت وجودها في حياتي وظننت أن الحب الذي جمعنا والأيام ستغير أفكارها… تزوجتها رغم رؤيتي الرفض في عيون عائلتي ولكن قلت الأيام ستداوي ذلك… ظننت حينها أنني امتلكت العالم ولا أنكر أنها بادلتني ذلك… ولكن بدأت العيوب تظهر تدريجياً،، أفكارها العقيمة ونظرتها العمياء للحرية على أنها الإنفتاح على العالم دون قيود أو موانع كان ينحر رجولتي شيئاً فشىء… حتى كدت أختنق،،، وبعد محاولات كل مرة كان الحب ينتصر ويسكن الجروح التي نشأت من سوء فكرها ولكنها كانت لاتطيب لأنها سرعان ماكانت تفتحها مرة أخرى”
– شعرت تجاهه بالشفقة الشديدة التي شعرتها من نبرة صوته المنكسرة وكنت اسمعه بإهتمام فبلال يفتح قلبه الذي ظننته سيظل غالقه للأبد ولكن فضولي قتلني فقاطعته سائلة” وكيف كان هذا الإنفتاح يابلال؟؟ “
– رد” في البداية لم تكن محجبة ولكن ارتدت الحجاب بعد الزواج بعد إصرار شديد مني ورغم ذلك كانت ترتدي على الحجاب مايظهر مفاتنها بشكل مبالغ فيه هذا إلى جانب مزاحها الغير مقيد مع الزملاء في العمل ولم تبالي لي رغم إخباري لها أكثر من مرة أن هذا يجرحني ويثير غضبي… ولكن ولادة باسل أضفت على حياتنا بعض السكينة حيث أنها انشغلت به في أول عام له وأنا أحببت ذلك وعادت الحياة بيننا كما كانت في بدايتها… حتى أخطأت في عملي خطأ كبير دون قصد مني حتى كدت أن أفقده وتم نقلي لمحافظة أخرى… توجب عليا تنفيذ القرار حتى لا أفقد عملي وكنت أغيب أسبوع أو اثنان أو ثلاث على حسب… وأعود أيام قليلة… تدهورت حالتي النفسية بشدة وبدلاً من أن تساندني وتشد من أزري كنت لا أجد منها سوي الشكوى والتذمر… ومرت الأيام حتى انتهت هذه الفترة العصيبة وعدت إلى عملي مرة أخرى… عندما علمت بذلك أردت مفاجأتها حتى أرى أثر سعادة الخبر في عينيها، فعدت دون إخبارها ولكن.. ولكن…. (اازداد توتره ورأيت العرق يتصبب جبينه وأظلمت عيناه… فازداد فضولي من حالته وسألته : ولكن ماذا يابلال) فاستكمل بارتباك : ولكن وجدتها تجلس في فراشي شبه عارية تحادث شاباً عبر الإنترنت مكالمة مرئية وضحكاتها المثيرة ترج الأركان… حتى… حتى أنها لم تشعر بعودتي ووقوفي على باب الغرفة… “
-حينها بدأ يمسك جبينه بتوتر مفرط فنهضت واقتربت منه وأمسكت بيده لكي اطمئنه أنني بجواره وأن هذا ماضٍ وزال فقلت له” لقد مر يابلال… انتهي”
– سلط عينيه على وجهي وقال بحزن ” لم ينتهِ ياهبه… لم ينتهِ”.
-شعرت أنه يريد يستكمل إخراج مافي جوفه… فجلست مرة أخرى وحثته بنظراتي أن يستأنف… فقال ” طلقتها دون أن أبالي لمحاولاتها وتوسلاتها لتصحيح فهمي كما قالت وانتهت بيننا الحياة على ذلك دون أن أخبر أحد بشيء فهي في النهاية أم ابنى… ولكنها قتلتني ياهبه… قتلت رجولتي… طعنت قلبي الذي عشقها طعنة لم يبرأ منها بل حولته لجسد دون روح… ومرت الأيام  والشهور حتى أصبحت عامين وأنا أمام الجميع نسيت الأمر ورغم إلحاح الجميع بإعادة التجربة والزواج مرة أخرى ولكني أصريت على الرفض … حتى طلب مني والدي أن أذهب معه إلى البلدة لزيارتكم وزيارة جدتي وبالفعل تم… حينها اقترحت علىّ جدتي الزواج منكِ…رفضت في البداية ولكني تنحيت عن ذلك عندما قالت طفلة بريئة يتيمة لم تخرج من بيتها منذ أن كانت طفلة… اعتبرها عجينة لينة وشكلها كما تريد… حينها بدأت أرى الأمر بشكل مختلف،، لأنه سيتم الأمر آجلاً أم عاجلاً وسأتزوج مرة أخرى… إذن لم أجد أمثل منكِ للزواج كما قالت جدتي… وبدأت اقتنع بما قالته وطلبتك للزواج “
– أبت دموعي أن تلزم مسكنها وفرت هاربة على وجنتي تتسابق… فقال بلال بصوت متأثر” سامحيني ياهبه و اسمعيني حتى النهاية “
-قلت بصوت باكٍ ” اسمعك”. 
– استكمل” تزوجتك وبدأت افعل عكس زيجتي الأولى،،، أغلقت على قلبي جميع الأقفال حتى لايقع مُدلهاً في حبك وبدأت أبعدك عن كل العالم الذي من الممكن أن يدمر حياتي مرة أخرى،،، كنت أتعمد أن اتحفظ معك في الحديث حتى لا أعبر عما بداخلي وتعتادي الكلام المعسول… ولكن حدث عكس ماأردته،،، فبرائتك التي كانت سبباً في زواجي منك هي من أوقعتني أسيراً في غرامك “
-تعجبت وقلت” غرامي أنا!! “
-أجابني  بتأكيد ” نعم يا هبه… غرامك أنتِ… منذ يوم زفافنا وأنا عشقتك… براءة عينيك… طفولة روحك التي تسكن إمرأة مكتملة الأنوثة… جذبتني ولكني كنت أنكر ذلك مراراً وتكراراً… كنت أهرب منك دائماً لأثبت لنفسي أنني أستطيع جمح عواطفي تجاهك… كنت أوليكِ ظهري كل ليلة بعد كل اجتماع بيننا حتى لاتلتقي الأعين واعترف لكِ بذنبي وتقصيري معك… ولكني كنت مضطرب  دائماً لا أنا أستطيع الإبتعاد في حَضْرَتِك ولا أستطيع الإقتراب بالشكل الصحيح… ولكني متيماً بكِ لأبعد الحدود ياهبه… أقسم لك بذلك… لا تعلمين مقدار سعادتي عندما كنت أراكِ تمرحين وتلعبين مع باسل… حينها كنت أطلب من الله أن يتوقف الزمن ولو قليلاً لتظلين مبتسمة وسعيدة هكذا… كم تمنيت حينها لو احتضنك وأخبركِ أنكِ أنتي الأخرى ابنتي وأقرب الناس إلى قلبي… لو تعلمين أنني كنت كل ليلة انتظر حتى اسمع انتظام أنفاسك حتى أتأكد أنكِ غرقتِ في نومك واعتدل أراقبك بالساعات حتى أشبع روحي برؤيتك… أقسم لكِ أنني أبعدتك عن العالم حتى لا أفقدك… كما يجب أن تعلمين أنني تمنيت طفل منكِ أكثر ماتمنيتِ أنتِ  ولكني كنت أريده ألا يأتي إلى هذه الدنيا حتى يتعافى أباه ويصبح إنساناً سوياً ويصلح أخطائه في حق أمه… وفي سفري الأخير قابلت باسل بالصدفة مع والدته وزوجها الجديد في أحد المطاعم،،، وعندما رأيتها شعرت بإشمئزاز شديد منها ومن هيئتها ولُمت نفسي أنكِ أنتي الجوهرة المصونة المخلصة تعيشين حياتك وحيدة محرومة من كل متاع الحياة وهي وأمثالها يفعلن ماشئن دون مبالاة لشيء كما أني أيضاً محروم من السعادة وهي بين يدي… حينها شعرت أن ظلمي بلغ أقصاه ويجب أن أعود بلال المحب وأعترف لكِ بكل شيء وأعوضك عما حُرمتي منه معي … ولكني عُدْتُ وجدتك ثائرة، فأردت أن ابتعد حتى استعد للقائك… وأنا الآن اجلس أمامك مستعد لأي عقاب يرضيكِ لتعفو عني وتظلين جواري لآخر أنفاسي “
– أخبأت وجهي بيدي وانسقتُ لنوبة بكاء حادة لما عشته في هذا… بلال يحبني كما أحببته وأكثر ولكنه حرمَ كلانا من هذا الحب… تركنا نعيش عاماً ملئ بالحرمان والجفاء والعطاء والحب بين أيدينا… 
– نهض وجلس على حافة مقعدي وضمني إلى صدره ومسح على شعري قائلاً بصوتِ باكِ “سامحيني ياهبه وامنحيني الفرصة لأعوضك كل ماحُرِمتِ منه… أنا مستعد أن أفعل المستحيل لأكفر عن خطأي في حقك وحق ابني التي تحمليه في رحمك” 
-توقفت عن البكاء فجأة ورفعت وجهي له متسائلة “ابنك؟؟ … في رحمي؟؟” 
-ابتسم بألم وقال “نعم… ابني… عندما فقدت الوعي منذ أيام جلبت طبيب صديق لي وشك في الحمل وأخذ منك عينة دم وأخبرني اليوم أنك حامل “
-ابتسمت بسعادة متسائلة ” حقاً يابلال؟؟ “
– أجابني بعيون عاشقة” حقاً ياقلب بلال” 
– جذبت وجهه وطبعت قبلة على خده وقلت بسعادة” أحبك يابلال” 
– جذبني وطبع قبلة هادئة على شفتي وقال” أعشقك ياهبة الله لي”
#تم_بحمد_الله
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببت قمراً للكاتبة مريم حسن

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!