روايات

رواية لن تجدني الفصل الخامس 5 بقلم دعاء الأنصاري

رواية لن تجدني الفصل الخامس 5 بقلم دعاء الأنصاري

رواية لن تجدني الجزء الخامس

رواية لن تجدني البارت الخامس

رواية لن تجدني الحلقة الخامسة

_بقا تخبي عني انا يا عبير! وانا اللي زي الهبلة بحكيلك كل حاجة ومبخبيش
قالتها آيه أخت عبير وبين قَسمات وجهها ظهر الحزن واللوم،ابتسمت عبير وبدلال قالت
_هو انا أقدر اخبي عنك حاجة…بس انا خوفت اقولك تقطميني بكلامك
_وخوفتي مني انا ومخوفتيش من ماما!
_يا آيه أفهميني …انا الموضوع كله كان تاعبني ،انا مش متعودة اعمل حاجة غلط ومبحبش اعمل كدة وقولت لماما لأني مكنتش قادرة اخبي أكتر من كدة واحساس الذنب بيطاردني! ده غير انك كنتى مشغولة في بيتك ومبتجيش تزورينا كتير
_واهى ماما عرفت حصل ايه بعدها؟ ولا حاجة.. أن ماما تعرف مش ده الحل
_اومال ايه الحل؟
_ان المحروس بتاعك يتقدم..ولا هو مش ناوي!!؟
ارتبكت عبير من سؤال أختها
_اكيد ناوي بس…. بصي
تململت بجوار اختها على الفراش وكأنها تتهيئ لسرد قصة طويلة

 

 

_هو الأخ الوحيد لـ٣بنات ووالده منفصل عن والدته من سنتين ولا هو بيعرف عنهم حاجة ولا هما كمان واخته مخطوبة من سنه تقريباً وقربت تتجوز وهو اللي شايل المسئولية فـ صعب انه يجي يتقدم وهو بيجهز أخته
قالت آيه في ضيق
_ها وبعدين!
_هى كلها كام شهر تكون اخته اتجوزت ويظبط نفسه ويجي يتقدم
صمتت آيه وسألت وكأنها يدوب أنتبهت
_هو عنده كام سنه وعرفتيه ازاي ده
ابتسمت عبير لسؤال أختها وبدأت تحكي في شعف
_بصي انا شوفت عصام أول مرة في eventتبع كليتي ومن أول ما شوفته و روحى حبته منكرش وقتها أن كل البنات كانوا عينهم عليه بسبب شكله الحلو ولبسه الشيك بس انا مكنتش شايفه ده
_يا شيخة!
قالتها آيه بنبرة ساخرة، اكملت عبير متجاهلة رد فعل أختها
_عارفة لما تشوفي حد من جواه؟ تشوفى قلبه ونقاء روحه؟ كنت حاسه إني اعرفه من زمان وكأننا متربين سوا
وقتها كان هو طالب ف رابعة ولكنه كان شغال مع شركة تسويق وتقديم كورسات لطلاب الجامعات فـ كان بيعلن عن فكرة الشركة وطبعاً انا كنت عارفة أن نص البنات إن مكانوش كلهم هيسجلوا ف الكورسات
_وانتِ سجلتى يا ناصحة!
_لأ..مسجلتش في الاول لأني مكنتش محتاجه كورس بس بعد ٣ شهور بالظبط طلبوا مننا ف الكلية كورس PR ف كنت مضطرة اسجل ف الشركة لأن اسعارهم مناسبة للطلبه ،بدأت قصتنا من هنا …لسبب مكنتش فاهماه وقتها كان هو بينكشنى علطول ،بيضايقني ساعات وكان جوايا سؤال مبيفارقش خيالي..هو ليه بيعمل كدة؟ يا ترى هو بيتعامل عادى وانا اللي متهيألي!؟
قاطعتها آيه وهى تضحك
_فوق يا موهوم يا ابن الموهومه
تعالت ضحكاتهم واكملت عبير

 

 

_لحد ما في آخر يوم ف الكورس وبعد ما خلصنا السيشن بتاعنا طلب منى استنى .. وفعلاً مشيوا كل اللى معايا وقعد قصادى و كان متوتر..عمري ما شوفته مهزوز ولا متوتر زي اللحظة دي
قالي وهو بيحاول يبان عادى قدامي
_”أنا اللى هقوله ميصحش وغلط وعارف ده بس جيت اقوله وكلى أمل انك تسمعيني وتفهميني صح”
_فيه اي يا كوتش؟
_انا من ساعة ما شوفتك اتشدتلك اوى، ملامحك مريحة بالنسبالي ونظرتك هادية ..حسيت كأن. اعرفك من زمان ومتهيألي لو قعدنا اتكلمنا هحكيلك كل حاجة عنى ومش هخبي مع انى معروف عنى مبحكيش لحد حاجة عن حياتي…عبير انا عمري ماكنت مُتسرع في اى حاجة في حياتي بس يمكن دى اكتر حاجة انا متأكدة منها حالياً
_هي ايه؟
_انك الانسانة اللى بدور عليها…انا مش ناوي غير على خير فاهماني؟
سرحت عبير والإبتسامة مرسومة على وشها البريئ وأكملت لأختها
_بس ومعرفش وقتها ازاي اديته مساحة انى اعرفه ويعرفني ..حكالى كتير وحكيتله وعرفنى ظروفه وكان ناوى يتقدم بس خطوبة اخته منعته لأن عريسها جاهز ف اضطر يأجل خطوبتنا لحد ما يجهز اخته
_يعني انتِ تعرفيه من قد ايه
_اقل من سنتين
امتلئ وجه آيه بالدهشة
_سنتين!! لا قليل خالص
آيه ،عبير..تعالوا ساعدونى يا بنات
قامت الأختين وبدأ حديثهم الشيق وهما بيساعدوا امهم
اجتمعوا كلهم على السفرة وكان ده آخر غداء قبل شهر رمضان ..قالت عبير بتلقائية
_طب ما اروح انادى على حنان ومرات عمى يجوا ياكلوا معانا
ابتسمت الأم وكأن الفكرة اعجبتها
_وماله …روحى ناديهم بسرعه
ظهر على وجه مروان الارتباك بمجرد ذكر اسم حنان…بعد لحظات جاءت عبير وعلى وجهها امارات الفرح وقالت وهى تنظر في وجوههم
_جايين

 

 

_طيب قومى هاتى اطباق زيادة و هتلاقي عندك طبق سلطة في التلاجة هاتيه معاكى
قامت عبير وعيونها تنظر لـمروان وكريم وهى تشعر انها ثقيلة على قلوبهم
مرت ايام ومروان على حاله مبيكلمهاش
بين الفينه والأخري الإنسان بيفضل تائه في الدنيا ،تختل موازينه ويؤلمه قلبه ويخذله الناس ويحس أن العالم كبير، أكبر من انه يقدر يعيش فيه،من انه يجد السكينه بين الناس والأشياء…ولكن الإحساس ده بيختفى بمجرد ما تُحيطه وجوه جميلة مليئة بالحب والحنان تطبطب عليه وتمنحه الدفئ والأمان بعد ما كان ماشي فى الدنيا والخوف ساكن جوه قلبه..العائلة! هى مجموعة الأفراد الصغيرة المختلفين في الطباع والأعمار وربما الأشكال ولكنهم جميعاً قادرين على أنهم يحسسوك بالإنتماء لهم ،مهما كان فيه بينكم خلاف
كان مروان سرحان في عيلته الصغيرة المجتمعه حوله ،والدته ومرات عمه بيتكلموا عن ذكرياتهم وعن قد ايه الدنيا كانت حلوة زمان رغم بساطتها وعبير وآيه وحنان بيتكلموا عن الميكب والفاشون وأن الـ سكرابات الطبيعية احلى بكتير من الجاهزة وعبير بحزن بتقول عن الغسول الغالى اللى وقع منها واتكسرت العلبة واتدلق كله ع الأرض وكريم وأكرم اللى بيتكلموا عن الكورة وكل واحد فيهم عايز يقصف جبهة التانى بأى شكل ويثبت أن الفريق بتاعه احسن من اى فريق تانى
كوبايات الشاى اللى متوزعه عليهم..اللى ماسكها في ايده وبيشرب منها كل شوية واللى خلصها واللى حاططها على الترابيزة …اصواتهم المتداخلة وابتساماتهم العبثية وحركاتهم العفوية الغير محسوب لها..حسست قلبه بدفئ وبشعور لطيف محسوش من زمان
قالت عبير بصوت عالى خلى الكل ينتبه بها
_عايزين نعلق زينة رمضان ولازم تساعدونا
_احمم…طب عن اذنكم انا ورايا مشوار
قالها كريم …ف ضحكت الأم وقالت عبير
_محدش فيكم هيتحرك من مكانه إلا لما نخلص تعليق الزينه
_انتوا كبرتوا ع الحاجات دى علفكرة!
ردت حنان على مروان
_الفرحة برمضان والتجهيز له من السُنه
اكتفى بإبتسامة صغيرة. ومردش وكأنه منع تفسه أنه يخوض نقاش بالتفاهه دى في وجهة نظره
قامت عبير وحنان كل. واحدة فيهم راحت تجيب الزينة من اوضتها وقام كريم يجيب السلم من السطوح وبدأوا يعلقوا الزينة فى مدخل العمارة وقدام شقتهم وشقة عمهم
كانت السعادة تغمرهم وحسوا انهم رجعوا أطفال وأستعادوا ذكرياتهم لما كانوا بيلعبوا سوا ولما كانوا بيعلقوا زينة رمضان زمان ..بعد ساعات قدروا يعلقوا الزينة…اقتربت حنان ووقفت وسطهم ومدت ايدها وقالت ببراءة
_وعد اننا مهما كبرنا هنعلق زينه رمضان مع بعض
ابتسموا جميعهم و حطت عبير أيدها على ايد حنان بحركة عفوية وقالت وصوتها كله فرحة
_وعد
حط اكرم ايده على ايد عبير وقال
_وعد

 

 

وهكذا كريم .. وفي اللحظة دي مروان كان خارج من الشقة وبص لهم وعقد حاجبيه
_انتوا بتعملوا ايه
قال كريم
_تعالى كدة
قرب مروان وبمجرد اقترابه مسك كريم ايد مروان وحطها على ايده
_ايه ده!
قال كريم
_احنا بنوعد بعض..ان مهما كبرنا هنعلق زينة رمضان مع بعض..قول انت كمان
_اي الهبل ده! انتوا مش عيال
_قولنا اظهار الفرحة برمضان مش هبل ومش حركات عيال
قالتها حنان بعصبية
ضحك مروان لعصبيتها وقال بهدوء
_ان شاء الله..لو ربنا احياني. لرمضان الجاى
وسحب ايده وسابهم ومشي وعلى وجهه ابتسامة سخرية منهم
على احدى المقاعد كان مروان يجلس ، اقتربت منه فتاة جميلة وبرفق تكلمت
_مروان؟
قام ونظر لها نظرة مطولة وابتسامة كبيرة على وجهه
_ازيك يا سارة

 

 

ثم التقت عيونه ببنته سيلا وحملها من سارة وهو يكرر “حبيبة بابا “قبلها قبلات متكررة هلى وجنتيها و رفعها بايديه وهو يلف بها وضحكاتها ملئت الدنيا
_كل سنة وانتم طيبين واشوفك انت وسيلا بخير دايما
_وانتِ طيبة يا سارة
جلس على المقعد وجلست سارة بجواره وكالعادة بدأ كلاهم يتحدث كأن شيء لم يكن وكأنهم لم ينفصلوا
موضوع ورا موضوع وضحكاتهم تتزايد وبدأ قلب مروان يخفق والسعادة تزحف إليه وبعد مرور ساعتين قامت سارة وحملت سيلا وهى تودعه
_استنى..
_ايه ده؟
ابتسم
_فانوس رمضان…
_بس يا مروا…
_ده لسيلا
ثم سكت ولكنه اكمل بتحدى
_وليكي برضو…انتِ ام بنتى
ابتسمت ومدت يدها واخدته
وقالت بهدوء
_شكراً وكل سنه وانت طيب
ابتسم وابتسمت….

 

 

تركته وهو يودعهم بعيونه والسعادة تملئ قلبه، كان يفكر..هل يرجع لسارة؟ هل ينسي كل اللى حصل ف الماضى ويحاول يبدأ معاها من جديد …هل يمنحها الفرصة دي؟
_ بس ليه!
سأل نفسه بصوت عال واجاب بسرعة
_عشان سيلا تستحق أنها تطلع في بيت طبيعي..ابوها وامها معاها
زالت الابتسامة عن شفتيه وبدأ التفكير يغزو عقله من جديد فنظر للسماء وتنهد وبقلبه دعا ربه أنه يُلهمه الصواب

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن تجدني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى