Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم فرح طارق

سقطت مغشية عليها ما إن سمعت خبر أن زوجها قد تعرض للإصابة بالرصاص.
في المشفى..”
ماجد : كلمتي مراته يا شروق؟
شروق بخوف : اتصلت بيها وأول ما قولتلها سمعت صوت حاجة اتهبدت ومردتش عليا.
زياد : أروح لها؟
ماجد : طبعًا روح شوف مرات أخوك، بس شوف المفتاح ف جيب الجاكيت الي كان لابسه جاسر، علشان لو فيها حاجة أدخل الشقة على طول، وخد صبا معاك تدخل هي بعدين أنت.
– حاضر يا بابا.
رحل زياد، وارتمت شروق بأحضان ماجد واردفت : أنا خايفة أوي يا ماجد، يا رب يكون كويس، هموت لو جراله حاجة.
ضمها ماجد لصدره واردف : محدش فيكم هيحصله حاجة، بعد الشر عنك وعنه يا قلب ماجد، جاسر هيكون كويس بإذن الله ويقوم بالسلامة.
تقدم قاسم ناحيته واردف : تفتكر فاروق ليه علاقة؟
نظر ماجد أمامه، واسودت بؤرة عيناه بشدة، واردف : أكيد هو، بس ورحمة أمي لـ هخليه يحس بلسعة نار الخط الي عداه علشان يطول حد من ولادي.
رفعت شروق رأسها إليه واردفت ببكاء : أنا مستعدة اروحله واترج..
قاطعها ماجد بغضب : تروحي وتترجي مين؟ كملي الكلمة عشان وربي اقص لسانك يا شروق الي بدأ يخرف على كبر ده، هو غلط ويشوف نتيجة غلطه معايا بس اطمن على أبني الي ف العمليات دلوقت.
حمحم قاسم واردف بنبرة متوترة : ع..عمي هو فيه حاجة حصلت.
نظرت لهُ ماجد بترقب واردف : إيه هي؟
– الي ضرب جاسر بالنار كان قصده أنا بس هو جه يزقني لما لمحه وجت فيه.
ضربت مروة على صدرها بقوة واردفت : يلهوي..
ماجد لقاسم : وأنت مش أبني يا قاسم؟ ف كل الحالات هو اذى حد من عيالي والي أنا منهم، ولو كانت الرصاصة جت فيك مكنتش هرحم فاروق بردوا، لأن عندي أنت وجاسر واحد يا قاسم.
طالعه قاسم بإمتنان، وابتعد عنهم جميعًا وجلس بإحدى الزواية بعدما راضى ضميره وبلغ عمه بأنه كان المقصود وليس جاسر، وإنه قد انصاب بسببه.
جلس على المقعد و وضع رأسه بين يديه وهو يفكر ما إن حدث شيئًا له؟ سيعِش طوال حياته وهو يرى زوجته وأطفاله يقتلانه من الداخل وهو يشعر بأن نظرتهم لهُ أنه هو من قتل والدهم، ماذا سيحدث لزوجته التي من الواضح إنها سقطت مغشية عليها ما إن سمعت خبر إصابته!!
تقدمت مروة نحوه وجلست بجانبه واردفت : متفضلش تأنب ف نفسك كدة يا قاسم!! ده قضاء وقدر ونصيبه اتكتب إنه يتصاب مش أنت.
قاسم : مش قادر يا أمي، مش قادر، تفكيري لو حصله حاجة بسببي إيه هيحصل لمراته وعياله؟ الطفل الي ف بطن مراته ذنبه إيه لو اتولد من غير أبوه!! قاسم يتربى من غير أب!! مراته هتكون أرملة وكلوا بسببي، لو مكنش وقف قصادي وخد الرصاصة بدالي..
قاطعته مروة : كان هيحصله حاجة تانيه هتنتهي بيه ف نفس أوضة العمليات وكنا هنقف نفس الوقفة، ليه؟ لأن مكتوبله كدة، وبعدين ادعي يقوم بالسلامة لمراته وعياله، مش تفضل تأنب نفسك وأنت ملكش ذنب يا قاسم!! 
نظر الإثنان أمامهم على صوت هشام : مروة معاها حق يا قاسم، ادعي يقوم بالسلامة وإن شاء الله هيكون كويس.
قاسم بدموع : مش عارف، مش قادر مفكرش، شكله وهو سايح ف دمه بين ايديا وبيوصيني على مراته و ولاده مخلي قلبي يطلع نار من جواه.
احتضنه هشام واردف محاولًا للتخفيف على إبنه : قاسم بيعيط؟ دا أنت كنت بتوقع الدنيا ف بعض لدرجة إننا قولنا معندكش ريحة الدم! بتعيط؟ جاسر لما يقوم بالسلامة لازم بعدها نجسد المشهد ده ف التاريخ إن طلع عندك دم وبتعيط يا قاسم.
ابتسم قاسم بحزن، وهو يدعي من قلبه أن يشفي الله صديقه ويحفظه لهُ.
على الجانب الآخر..
أسر : يا حبيبتي بطلي عياط!!
ليان ببكاء : مش قادرة، خايفة اخسره يا أسر هموت بعديه والله، مكنش ليا حد اقربلي منه، كنت بحسه بابا أكتر من بابا نفسه، كان حنين أوي عليا يا أسر.
ضمها أسر لصدره واردف بحنو : يا حبيبتي هيقوم بالسلامة، وهيفضل معاكِ طول العمر.
– يا رب يا أسر، يا رب ميحصلوش حاجة، والله هموت وراه.
– بسسس بعد الشر عنك وعنه يا حبيبتي.
ليان ببكاء : مراته أغم عليها اول ما عرفت، وصبا وزياد راحولها، صعبانة عليا أوي هي وابنها.
– معلش يا حبيبتي، هي بتحبه أوي ومستحملتش تسمع الخبر ده عن جوزها وأبو عيالها، وإن شاء الله اخوكِ هيقوم ليهم بالسلامة.
اردفت وهي داخل أحضانه ولازالت تبكي : يا رب.
في شقة شيري..”
وصل زياد وصبا، ودلفت صبا للشقة اولا وشهقت بفزع حينما وجدت شيري فاقدة للوعي، وصرخت بإسم زياد..
دلف زياد بفزع، وحاول افاقة شيري وهو وصبا، ومرت دقائق وفاقت واردفت ببكاء حينما رأت زياد : زياد أرجوك قولي إن جاسر كويس، بالله عليك قول إنه مقلب.
زياد بحزن : هو ف العمليات دلوقت، قومي معايا نروح المستشفى.
صبا : إزاي هتروح المستشفى؟ خليها هنا وأحنا معاها لحد ما جاسر يخرج من العمليات ونطمن عليه!
نهضت شيري واردفت بغضب : يعني هسيب جوزي لوحده ف المستشفى بين الحياه والموت وأنا هفضل ف البيت مستنية خبره مثلا!!
زفرت صبا بضيق واردفت : اوكي البسي وروحي معانا.
دلفت شيري للغرفة حتى ترتدي ثيابها والتف زياد لصبا واردف : في أيه يا صبا؟
صبا بغضب : مشوفتش أول ما فاقت مسكت إيدك إزاي؟ وزياد ونبي قولي إنه مقلب!!
زياد بصدمة : انتِ بتقولي إيه!! صبا دي مرات أخويا!! ثانيًا دي أغم عليها أول ما سمعت الخبر!!
زفرت صبا بضيق واردفت : ماشي يا زياد، أنا هنزل استناك ف العربية تحت.
نزلت صبا ونظر زياد إثرها بدهشة كبيرة، فاق منها على صوت شيري الباكي : يلا يا زياد.
التف لها زياد واردف : قاسم فين؟
– المربية قاعدة معاه.
– ماشي يلا.
بعد وقت في المشفى، دلفت شيري وجرت مسرعة ناحية شروق اردفت ببكاء : طمنيني عليه يا ماما..
شروق : لسة ف العمليات مخرجش.
ماجد : اقعدي يا شيري.
امأت لهُ شيري وجلست على المقعد وأخذت تنظر للساعة بكل ثانية تمُر، حتى مر على الجميع ثلاث ساعات..
خرج الطبيب من غرفة العمليات، وذهب الجميع نحوه مسرعًا..
شيري ببكاء : طمني عليه، هو كويس؟ 
الطبيب بعملية : الحمدلله، الرصاصة خرجت بصعوبة لأنها كانت جمب عضلة القلب، بس الحمدلله إنها مجتش ف القلب، وهيتجهز ويخرج غرفة العناية وهيقعد 48 ساعة تحت الملاحظة من غير ما حد يشوفه.
شيري بلهفة : يعني هو كويس صح؟
– مقدرش أقولك، إحنا دلوقت خرجنا الرصاصة بس، وهو لسة فاقد وعيه، بعد 48 ساعة هنقدر نعرف الأضرار الي صابته، وكمان فيه احتمالية يكون دخل ف غيبوبة، والوقت ده لو مفاقش بعده ف ده الي هيحدد الأضرار بالظبط لأنه الأضرار بتظهر بعد الوقت ده.
رجعت للوراء وجلست على المقعد، ودموعها باتت تنهمر بغزارة، لم تعد قدميها قادرة على حِملها، ماذا إن حدث لهُ شيئًا وهو لازال مجروحًا منها؟ لازال قلبهُ لم يُجبر بعد من جرحها إليه!! لازال يتألم منها بعد! لقد ألقت وعدًا على حالها أن تصلح ما بينهم ويكفي جرحه منها الذي استمر لشهرًا كاملًا، لقد كانت تجهز لحفلة عيد ميلاده، حفلة صغيرة بينهم قررت أن تحاول بِها تعديل الأمور بينهم..
تذكرت حينما هاتفتها شروق، وكانت هي بدأت بتزيين الغرفة للتجهيز بالاحتفال معه، ولكنها لم تلحق حتى أن تتأسف له.
في الدوار..”
نزلت الدرج بعدما أخبرتها الخادمة أن كيان قد جاء من سفره، وكانت تنزل بلهفة حتى وقفت زوجة عمها بطريقها واردفت بسخرية : رايحة تشوفيه! تحسي أنه طفش منك بعد جوازكم باسبوعين.
نظرت لها فريدة بغضب، ولم تجيبها واكملت نزول الدرج حتى تستقبل كيانها.
دلف كيان للدوار وجرت فريدة نحوه مسرعة واردف بإبتسامة : حمدلله على سلامتك.
أمسك بيدها وقبلهما واردف : الله يسلمك يا قلب كيان.
خجلت فريدة وهي تنظر حولها، فقد كان جدها واقفًا و أم زوجها..” وحاولت سحب يدها ولكنه تشبث بها ودلف للداخل وهو يمسك بيدها بعدما ألقى التحية على الجميع.
استأذن الجميع بالصعود لغرفته للراحة قليلًا، وصعد هو وفريدة ودلفوا للغرفة..
التفت لهُ فريدة واردفت وهي تعقد ذراعيها : كل ده غياب؟ بقالك شهر غايب عني!!
اقترب كيان واردف : حقك عليا، بس..
قاطعته فريدة بغضب : بس إيه؟ 
ثم أكملت بدموع : ومرات عمك قالت إنك طفشت مني من بعد أسبوعين جواز.
تقدم منها بصدمة من تفكيرها، واردف وهو يحتضن وجهها ويمسح دموعها : أنا يا قلب كيان؟ بذمتك بالاسبوعين الي قضيتهم معاكِ هطفش بعدهم!! دا أنا كنت بفكر أقدم استقالتي علشان مبعدش عنك تاني وانتِ تقوليلي طفشت منك! 
فريدة بدموع : هي قالت كدة.
قبل شفتيها التي ابتلت بدموعها برقة واردف : وأنا مالي بيها يا قلب كيان؟ روح قلبي عارفة إنه غصب عني ولولا إنها مهمة مينفعش غيري يطلعها كان زماني بعت أي حد غيري وأنا كنت فضلت معاها، ويكفي إنها عارفة كدة ومليش دعوة بأي حد تاني.
– ماشي يا كيان.
كيان بإبتسامة : بقى ده استقبالك ليا بعد شهر غياب عنك؟ 
ضحكت بخجل واقتربت منه بخجل شديد وقبلته قبلة سريعة على شفتيه وابتعدت سريعًا بخجل..
ضحك كيان على خجلها واردف : بترحبي بابن أختك ولا أيه يا روحي؟
حاوط خصرها وقربها منه، وقبلها بشوق.
في المساء نزل الإثنان للأسفل لتناول العشاء مع العائلة، واردف كيان ما إن جلس : أمال عمي فين؟ .
جمال : مسافر القاهرة بقاله شهر لشغل هناك بيخلصه تبع الشركة بتاعته.
امأ كيان بتفهم، ونظر لزوجة عمه واردف : أنا كنت عاوز اعرفكم أني مسافر أنا وفريدة شهر عسل.
سعلت زوجة عمه، واردف جمال بفرحة : ماشي يا كيان، هتسافروا فين؟
– لسة هشوف فريدة حابة تسافر فين الاول.
زينب : ربنا يهنيكم ويسعدكم يا حبيبي.
كيان بإبتسامة : يا رب يا ست الكل.
انتهى الجميع من تناول العشاء وسط صدمة فريدة بما اردفه كيان، ف هو لم يخبرها بذاك الأمر من قبل، وفرحة جمال بعلاقة كيان وفريدة ببعضهم، ف هو يشعر بأن ضميره الذي كان يؤنبه على ما حدث مع أمها، بت يخلص ضميره بتعامله مع فريدة وتعويضها، وسعادة زينب كـ أي أم لسعادة أبنها، وحقد صفية، ولا مُبالاة ابنتها بما يحدث من حولها.
نهض كيان للذهاب لغرفة جده بعدما أخبره بأنه يريده بأمرٍ ما..
في الغرفة نهض بغضب بعدما أخبره جده بما حدث مع زوجته..
جمال بهدوء : أقعد يا كيان ونكمل كلامنا.
ضرب كيان بيده على المكتب واردف : اقعد ونتكلم؟ واحد جه لمراتي اوضتها وتقولي اقعد ونتكلم؟ وصفية دي ورحمة أبويا لـ هعرفها إن فريدة خط أحمر واعرفها إيه ممكن يحصلها لو فكرت تقرب من مراتي.
جمال : هتعمل ايه يا كيان؟
كيان : هو أنا مقولتش ليك إن الخط الاحمر الي حوالين مراتي ده سيوف ؟ سيوف لازم علشان تعدي واحد منهم يبقى تتعور بيهم ويتغرقوا دم من دمها.
نظر لهُ جمال بقلق واردف : متندمنيش إني قولتلك يا كيان.
– كنت هعرف من مراتي.
– مستحيل كانت تقولك، كانت هتخاف.
نظر لهُ كيان بثقة : يبقى لسة متعرفش علاقتي بفريدة عاملة إزاي.
– طيب فكر كويس و فـ مراتك أول واحدة قبل ما تعمل أي حاجة.
– متقلقش يا جدي، أنا عارف هعمل ايه وامتى وازاي وفين، كل حاجة حاسبها بحسابها.
– وعمك؟ مش مرتاح لقعدته ف القاهرة لوحده.
رجع كيان برأسه للوراء واردف : تفتكر صفية ممكن اعمل ايه لما تعرف إنه متجوز عليها؟ لا ومخلف كمان!! 
– دي مش بعيد تقتل مراته وعياله وتقتله معاهم.
– عالعموم ده ميهمنيش الي يهمني الشركة الي عاملها ف القاهرة والشغل الي أسسه لنفسه ف القاهرة أنا مش مرتاح ليه.
تنهد جمال واردف : ولا أنا يا كيان، بس مش عارف أعمل إيه، أو بمعنى تاني خايف ادور وراه.
كيان بغموض : هدور أنا متقلقش، هدور وراه بنفسي.
– كيان، لو فيه أي حاجة عرفتها ده عمك، بلاش تدخل البوليس.
– حاضر.
– اوعدني يا كيان.
تنهد كيان واردف : أوعدك يا جدي لو حصل أي حاجة وعرفت أي حاجة هاجي ابلغك بيها قبل ما اتصرف.
أبتسم جمال واردف : كدة اطمنت يا كيان، هتسافر امتى مع مراتك؟ 
– هظبط شوية أمور وهسافر.
– ماشي يا كيان.
في مكان آخر..
جلس على رُكبتيه أمام المصنع الخاص بِه، ونظر لهُ وهو يشتعل بأكمله، بكل ما يحمله بداخله من بضائع يبلغ ثمنها ملايين.
التف وراه حينما استمع لصوت ماجد الساخر : اللسعة وجعتك يا فاروق؟ 
نهض فاروق من مكانه ونظر لهُ بشر واردف : هتندم يا ماجد صدقني هتندم.
نظر ماجد ليده واردف : اتلسعت ف إيدك بالنار صح؟ أصلي كنت حريص أوي إنك تكون جوة وتتلسع، فاكر لما قولتلك أنا محاوط ولادي بـ خطوط من نار؟ أهو أنت عديت خط منهم ودي كانت النتيجة، مصنع فيه بضاعة بملايين بيتحرق بالنار دي، وخليتك تدوق الحرق بتاعها بيكون عامل إزاي، وكل خطوة هتفكر تخطيها من الخطوط دي هيكون قصادها حرقك يا فاروق.
اقترب منه بضع خطوات واردف : وهقولهالك تاني وافكرك بيها، عيلتي حواليهم خطوط من نار حاميها بيهم، كل خط هتفكر تعديه هتتحرق من ناره الي قايدة علشان حمايتهم يا فاروق.
تركه مكانه واتجه ناحية سيارته وصعد بداخلها، وادار محركها وذهب من المكان بأكمله.
في شقة أحمد وسجى..”
– مين يا سجى؟
صرخ بها أحمد، حينما صدح صوت جرس الباب وفتحته سجى..
لم يستمع لرد، وخرج من الغرفة وذهب ليرى من بنفسه..
وقف مكانه بصدمة وهو يرى والدة سجى تقف على باب الشقة، وسجى تقف أمامها تناظرها فقط.
ابتسم أحمد بسخرية واردف : حماتي! اهلا بيكِ نورتي والله.
ابتسمت لهُ بتصنع واردفت : بنورك يا أحمد، مش هتدخلوني ولا إيه؟
– طبعًا اتفضلي، وسعي يا سجى لحماتي تدخل.
لم تجيبه سجى ف تقدم هو نحوها وازاحها بخفة، وأمسك بيدها و شعر ببرودتها ما إن لامسها، واردف : اتفضلي 
دلفت شاهيندا وجلست على الأريكة بغرفة الجلوس، وهمس أحمد بأذن سجى : مالك يا سجى؟
– مليش.
إجابته بنبرة جامدة وتركت يده واتجهت ناحية والدتها واردفت : عاوزة إيه؟ جيتِ ليه؟
شاهيندا بخبث : اخص عليكِ يا سجى! دلوقت عاوزة إيه؟ يعني لما تحتاجيني ببقى أمك ولما خلاص ميبقاش ليا عازة يبقى مليش لازمة وعاوزة إيه!
نظر أحمد لسجى ومن ثم لشاهيندا واردف : قصدك إيه؟
– ولا حاجة يا حبيبي، أنا بس اضايقت شوية من كلمتها.
سجى بنبرة جامدة : بردو مجاوبتيش على سؤالي!
إجابتها بخبث : جاية اطمن على بنتي مع جوزها بعد ما رجعتله بعد ٦ سنين! جاية أشوفه بيعاملها حلو وبيسعدها ولا اخدها اخبيها تاني.
سجى بصراخ : اطلعي برة، متجيش هنا تاني.
أحمد : سجى!! 
نهضت شاهيندا واردفت : سجى إيه بقى، يظهر إنها نسيت الخير الي عملته فيها لـ ٦ سنين، أنا ماشية سلام.
ألقت بقنابلها عليهم وتركتهم ورحلت من الشقة، والتف أحمد لسجى واردف : تقصد إيه؟ عاوز افهم معنى كل حرف نطقته، ومتقوليش مش قصدها حاجة يا سجى علشان مش أمك الي تتكلم كلمة واحدة مش بيكون قصدها بيها حاجة.
سجى ببكاء وصراخ : معرفش معرفش حاجة.
أحمد : لأ تعرفي، قصدها إيه؟
جلست و وضعت رأسها بين يديها واردفت : قصدها إن هي الي ساعدتني اختفي من قصادك، وكانت بتعرفني محاولاتك وأنت بتدور عليا وكل ما كنت بتلاقيني ف مكان كانت بتساعدني أهرب منه.
رجع للوراء واردف : تهربي!! للدرجة كنت كابوس بالنسبالك بتهربي منه؟ كنت وَحش بالنسبة ليكِ بتهربي منه؟
نهضت سجى واتجهت ناحيته وامسكت يده واردفت بلهفة : أحمد أرجوك، أنت قولت هتحاول تنسى، و..وكمان أنا حامل!
أبتسم أحمد بسخرية واردف بحزن : حامل!! 
قبض على ذراعيها واردف بغضب : مش عارف إزاي كنت غبي لدرجة أني مفكرتش إن دي خطة منك انتِ وأمك إنك تحملي وآل كدة بتربُطيني بيكِ تاني!
أغمضت عينيها بألم واردفت : أرجوك لأ، أنا بس كلمتها وقولتلها تساعدني اصالحك وهي قالتلي لو حملت الأمور هتتصلح بينا.
ترك ذراعيها وصرخ بها بغضب واردف : بردوا أمك، أمك..كل مصيبة بتكون هي وراها، هي وبس، كان لازم اعرف انها الي ورا وجودك هنا تاني، و ورا إنك تختفي، كان لازم افهم بس أنا غبي، غبي أوي، غبي واعمى لدرجة إنك رجعتي تضحكِ عليا تاني!
سجى ببكاء : مضحكتش عليك، أنا كنت بحاول اتعلق بأي حاجة تخليك معايا وترجع علاقتنا تاني ببعض يا أحمد.
– واتعلقتي خلاص وبقيتِ حامل؟ طفل جديد هتظلميه معاكِ بسبب غباوتك وانانيتك؟ 
نظرت لهُ واردفت ببكاء : أنا مش أنانية ولا غبية، أنا بس بحبك يا أحمد، بحبك وبحاول أعمل أي حاجة علشان تسامحني وأرجع حبك من تاني، لكن مش أنانية، أو أنانية بأني عاوزاك تحبني تاني زي الاول.
– وفين حبك ده من ٦ سنين؟
– قولتلك كان غصب عني يا أحمد.
أبتسم بحزن واردف : غصب عنك؟ ماشي يا سجى وأنا غصب عني مش قادر انسى.
مسحت دموعها واردفت : يبقى نتطلق.
أحمد بنبرة حادة : ولادي هيكونوا معايا.
– بترُدهالي؟
– ده حقي مش برد حاجة، وقولتلك قبل كدة وهقولك دلوقت حابة تفضلي علشان بنتك ماشي مش عاوزة هتطلعي من هنا بس من غيرها يا سجى، ولو هتطلعي ف انتِ هتفضلي لحد ما تولدي بعدين تسبيلي أبني وتطلعي لوحدك.
اقتربت منه وظلت تضربه على صدره واردفت ببكاء : حرام عليك يا أحمد، ليه كدة؟
أمسك بيدها واردف بغضب : حرام عليا!! ومش حرام عليا الي انتِ عملتيه فيا؟
– وندمت، عملت وندمت ورجعتلك وبطلب غُفرانك ليا.
ترك يدها، وترك الشقة بأكملها وخرج وصفع الباب خلفه بحدة رجت على إثرها أرجاء المكان..
بينما جلست هي على الأرض تبكي بشدة على ما توصلت إليه معه..
مـر اليومان عليهم، وشيري ظلت بالمشفى ترفُض الذهاب لشقتها وترك جاسر وحده..
جاءت الممرضة لتوقظ شيري واردفت : مدام شيري الدكتور عاوز حضرتك.
نهضت شيري من مكانها وهي تتمنى أن يخبرها بأن جاسر قد فاق الآن..
دلفت لمكتب الطبيب واردفت : جاسر كويس؟
الطبيب بأسف :, اتفضلي اقعدي طيب..
جلست شيري ونظرت لهُ بتوجس، واردف الطبيب : للأسف مفاقش، هو دخل ف غيبوبة.
شعرت بإرتخاء جسدها واردفت : هيفوق امتى طيب؟
– مقدرش أحدد الله اعلم، ممكن يوم، ساعات، شهر أكتر، ادعيله بس.
انهمرت دموعها بغزارة ونهضت من مكانها وجسدها بأكمله يرتجف.
خرجت من الغرفة و وجدت شروق وماجد قد جاءوا..
شروق بلهفة : قالك إيه؟
شيري وهي تنظر أمامها واردف بنبرة غير مستوعبة ما يحدث حولها : دخل ف غيبوبة.
أغمض ماجد عيناه ف هذا آخر ما كان ينتظر حدوثه، وأمسك شيري بلهفة التي كانت ستقع ارضًا.
ماجد : شيري انتِ لازم تروحي بيتك علشان إبنك مينفعش تسبيه كدة، وكل يوم تعالي شوفيه.
انهمرت دموعها بغزارة واردفت بلا وعي : هو مسابنيش خالص أنا هسيبه؟ اتحمل مني كتير أوي، سنين عاشهم معايا ف وجع كبير أنا السبب فيه، سنين نهاهُم بأنه وداني مستشفى اتعالج وفضل جمبي لحد ما خفيت، فضل ٣ شهور وكل يوم كان تعبه بيظهر أكتر عليه، وأنا رديت ليه كل ده بتعب أكبر وحُزن وكسرة ليه..
نظرت لماجد واردفت : كنت هصالحه اليوم الي أضرب فيه بالنار، كان عيد ميلاده كنت هعمله عيد ميلاد، واصالحه بس ملحقتش.
احتضنها ماجد واردف بدموع : هيقوم بالسلامة وتحتفلوا تاني سوى، عيد ميلاده وعيد جوازكم وعيد ميلاد قاسم كمان، هتحتفلوا كتير وكل واحد فيكم هيعوض التاني عن كل الي شافه.
نظرت لهُ واردفت بدموع : هو عوضني، عوضني كتير أوي، طول الوقت كان بيحاول يعوضني، الشهر الي فات من بعد ما حاولت انتحر برغم زعله مني بس كان بيعوضني فيه، كنت بشوف ف عيونه حُزنه الي أنا السبب فيه بس متكلمش، مكنش راضي يتكلم علشان متعبش تاني وأنا حامل، مُتخيل؟ 
هوت دموع ماجد على حديثها وضمها لاحضانه واردف : هيقوم بالسلامة وانتِ عوضيه، وصالحيه وهتعيشوا مع بعض أحلى حياه.
اغمضت عينيها وهي تبكي بشدة، بينما كانت تقف شروق تستمع لحديثها وهي تشعر بأن قلبها يعتصر ألمًا مع كل كلمة تردفها عن حُزن و وجع أبنها الذي لم تُلاحظه هي..
بينما ضم ماجد شيري بألم، وهو الآخر يُفكر بإبنه، ضلعهُ الثابت الذي سانده بِكُل شئ، كان رفيقًا لهُ واخًا وليس إبن فقط، كان أول من سمع منه كلمة أبي، أول من أعطاه الشعور بالأُبوة، أول من أعطاه إحساس الأب المسئول، هو من كان يعيش بداخل اغشاء أمه ولكنه عاش معهم مراحل كثيرة من الالم والحزن والجرح والانكسار، مراحل انتهت بالفرح فقط لقدومه لتلك الحياة، إبنه الذي لم يحمل همهُ يومًا، بل هو من كان يحمل هم أبيه بِكل شئ..
أغمض عينيه والدموع تنهمر منهما وهو يتمنى أن يشفي الله إبنه..
يتبع…
لقراءة الفصل السادس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى