روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الثلاثون 30 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الثلاثون 30 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء الثلاثون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت الثلاثون

أولاد الجبالي الجزء الثالث
أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة الثلاثون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
يقول المتنبى عن الشرف
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى
حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ
يُؤذي القَليلُ مِنَ اللّئَامِ بطَبْعِهِ
مَنْ لا يَقِلّ كَمَا يَقِلّ وَيَلْؤمُ
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ
………
تفاجئت سلسبيل بصدمة هدت كل حصونها وهو حديث كوثر عن ما كانت لا تدركه وهو حديث العمال عنها بالسوء والطعن فى شرفها .
وختمت كوثر كلامها اللاذع بقولها : لو منك كنت أهج من إهنه بعد اللى عيجولوه عنيكِ ومجعدش ثانية واحدة .
فظهرت الصدمة على وجه سلسبيل واصفر وجهها ولمعت الدموع في عينيها وقالت بتلعثم ؛ انااااااا عيكلموا عنى أكده ، ليه ؟
_ ده انا طول عمرى صاينة نفسى وماشية چمب الحيط وعكلم بحدود وعمرى ما أطلعت لحد بنظرة أكده ولا أكده
فحرام والله اللى عتجوليه ده يا كوثر ، حرام .
فحركت كوثر شفتيها باستهجان واستطردت : أنتِ عتعمليهم عليه يا بت !
ده انا عجناكِ وفهماكِ كويس ، من يومك باصه لفوق وعايزة تخربى بيته أنتِ وياخدك على مراته وتعيشى العز والهنا بدالها ..
فتشنجت ملامح سلسبيل وصرخت فى وجهها بقهر : حرام عليكِ والله اللى عتجوليه ده ، عشان أنتِ خابرة انى مش أكده خالص يا كوثر .
ولو حد فيه الصفات العفشة دى ، يبقى أنتِ مش أنا .
فعنفتها كوثر بقولها : انا برده يا جليلة الرباية ، هو انا اللى سيرتى بجت على كل لسان .
أنتِ للدرچاتى مش مستحية من نفسك ، ثم إشارات إلى أخرى بقولها : تعالى يا رباب أحضرينا .
فجاءت رباب على الفور فسئلتها : إيه يا كوثر فيه إيه ؟
كوثر : جوليلى يا بت سمعتى ايه بودنك دى واحنا داخلين الصبح المصنع على البت سلسبيل .
فطالعتها رباب بمكر وضحكت ضحكة شيطانية مردفة : سمعتهم عيتلامزوا على الجطة المغمضة سلسبيل ويجولوا عتعيط بحرقة دم عشان عتعشق جابر وعتجيله لما يكون لحاله بالليل .
فانسابت دموع سلسبيل على وجنتيها وتلون وجهها بالحمرة من شدة الغضب ولم تشعر بنفسها الا وقد ركضت للخارج تبكى ولمحها جاد فاتعجب من حالها ، فحاول اللحاق بها ليسئلها عن ما حدث ولكنه لم يستطيع .
فعاد إلى المصنع وقص ما حدث إلى جابر ، فضيق عينيه متألما من أجلها واستطرد : خير يارب .
روح يا جابر لبيتهم وشوفها ملها لتكون تعبانة ولا حاجة وكلمنى أشيع لها دكتور .
جاد : ماشى يا اخوى ، حاضر .
هسرع أنا وأشوف فيها ايه ؟
أما كوثر ورباب فأخذوا يضحكون حتى لمعت عينهم بالدموع .
فاستطردت كوثر : برافوا عليكِ يا بت يا رباب ، عرفتى تسبكى الدور جوى ، وفهمتينى عايز أجولك ايه من غير ما أكلم .
فضربت رباب على صدرها بمرح مردفة : تربيتك يا كوثر .
ويكش أكده تكونى اتهديتى بعد ما خلصتى منها ، عشان تنولى المراد وتوصلى للبيه أنتِ .
فتنهدت كوثر بحرارة مردفة : ااااه يا بت ، مُنى عينى والله بس هو يحس بيه وياخد باله منى .
_عشان هو معيحسش صراحة ولا بيشوف حصاده ، مهما أحاول ألفت نظره ولا أروحله المكتب أدلع عليه بكلمتين عشان يحن .
كان يصدرلى الوش الخشب ويرد عليه من غير نفس ويجول : لولا إنى خابر إنك محتاچة الشغل أهنه يا كوثر ،كنت طردتك عشان اللى عتعمليه ده عيب وجلة حيا .
فاحترمى نفسى وصونيها عن أكده ، واعرفى انى لا يمكن أفكر فى حد غير مرتى أبدا .
فضربتها رباب فى كتفها قائلة : ومدام هو أكده يا مضروبة ، عملتى الفيلم ده ليه ؟
_مهو مدام مش بيبصلك ولا حاسس بيكِ ، مش عيبص لـ سلسبيل دى خالص عشان مش شايف غير مرته .
ضيقت كوثر عينيها وشهقت مردفة : ما أنتِ هبلة ومش خابرة اللى حوصل .
رباب حوصل ايه وانا مش خابراه ؟
كوثر : اللى حوصل انى سمعت من وحدة عتشتغل عنديهم فى الجصر أنه خلاص طلق مرته ومعدش عايزها .
يعنى دلوك بقا الخال فاضى وعايز اللى يشغله .
فصاحت رباب : معجول أكده طلق مرته ، ده كان روحه فيها .
كوثر : يختى جت بركة عشان يشوف إللى عتحبه وأولى بيه وييبصلى بجا عشان يريحنى من الشجا اللى أنا فيه .
وعشان أكده خوفت إنه يبص لسلسبيل المسهوكة دى ، عشان تشبهه أكده طيبة وقريبة من ربنا وعتخدم أخوه جاد .
فجوات لازم أبعدها عن طريقه عشان ميشوفش غيرى وبس .
فضحكت رباب : يخربيتك ده عقل شيطان ولا ايه !
كوثر : لا عقل وحدة نفسها تستريح وتشوف الهنا زى باقى خلق الله .
بس مش عارفة أعمل ايه عشان دماغه تلين ليه ويحبنى ؟
رباب : ما أنتِ لسه جايلة اهو أن سلسبيل شبهه، فاعملى زييها وطى صوتك ووسعى لبسك وافضلى جولى قال الله وقال الرسول جدامه وراعى أخوه اكيد هيبصلك بنظرة تانية .
فاتسعت عين كوثر مرددة بسعادة : عفارم عليكِ يا بت يا رباب ، هو ده
*******
ظل براء يجافيه النوم بسبب حزنه والتفكير فى مستقبله الذى ضاع فى لمح البصر حتى أشرق عليه الصباح.
ليخرج من شروده على صوت رنين هاتفه ، ليجد المتصل هو حسام فاهتز وجدانه بعد أن شعر أن بالأمر شىء فأجابه سريعا : حسام إيه لقيت حل لموضوعى ، البنت أعترفت ؟
أشفق عليه حسام فحدثه بحزن : ياريت يا براء بس للأسف محصلش.
والغريب كمان أن وكيل النيابة بلغنى أنه هيفرج عنها لعدم كفاية الأدلة .
فضحك براء باستهزاء : لعدم كفاية أدلة إزاى يا محترم واحنا مقبوض علينا متلبسين غير الصور .
حسام بغضب : مهو ده اللى هيجننى يا براء ، وحسيت أن البت دى وراها ناس تقال وممكن يكونوا إشتروا ضمير وكيل النيابة بالفلوس عشان يخرجها كده رغم وضوح الأدلة .
أخرج براء زفيرا حارا مردفا بغصة مريرة : صوح كل حاچة دلوك للأسف بتشتريها بالفلوس حتى ضماير الناس .
حسام : للأسف ، ربنا معاك يا براء ويظهر الحق عشان تقدر ترجع صورتك الطيبة تانى قدام الناس .
براء : يارب يا حسام ومتشكر جدا لشعورك ، بس جولى هى دلوك البنت فى النيابة ولا خلاص طلعت .
حسام : أظن لسه بتستعد لإجراءات الخروج .
فسارع براء بقوله : طيب عن إذنك دلوك يا حسام عشان مستعچل .
ليغلق معه الخط ويقف سريعا ليبدل ملابسه ويغادر إلى مديرية الأمن لينتظر تلك التى أطاحت بمستقبله هباءا حتى يتبعها ويراقبها فى كل مكان تلجىء إليه ، لعله يعلم ما تخفيه ويكون فيه دليل برائته .
وبالفعل أسرع إليها ولم تمر لحظات حتى وجدها تخرج من مديرية الأمن لتقف قليلا وتستنشق الهواء ، هواء الحرية مجددا والإبتسامة على ثغرها .
ثم أخرجت هاتفها لتتصل بأحدهم ولكنه لم يسمعها لبعده عنها .
_ الوووو إزيك يا فيرى ، انا لسه خارجة اهو .
فريد : بخير ، أديكى أطمنتى اهو إنى قد كلمتى وطلعتى منها زى الشعرة من العجينة .
نيلى بفرحة : اه يا سكر ، بس فين باقى المبلغ عايزة اروشن شوية من نفسى وأسافر أريح اعصابى حبتين .
فضحك فريد : عيونى ، تعالى بس أنتِ عندى وأنا أشوف اللى يريحك وأعمله .
فضحكت بمكر : لا كده اللى يريحنى اكيد تزود المبلغ .
فريد : اللى تؤمر بيه يا جميل .
ثم حدث نفسه : اظن كده أحسن عشان أعرف أبعد عن مرام شوية ، عشان شافت نفسها زيادة عن اللزوم .
لتجيبه مرام : تمام يا فيرى ، هسيبك دلوقتى ، عشان محتاجة أروح اخد شاور عشان جتتى اللى عفنـ.ت من أرف السجن ،وأنام شوية وأجيلك بالليل .
فريد : وانا فى الإنتظار يا قمر .
ثم أغلقت معه الخط للتتوجه نحو سكنها وبراء من ورائها بالمرصاد ، حيث أقسم أنه لن يتركها حتى يعلم الحقيقة .
فاتبعها حتى وصلت إلى مكان سكنها وتوجهت للأعلى ، وعندما ولجت ، ذهب براء ليسئل حارس العقار عنها مقابل بعض المال .
الحارس : ست نيلى ، دى ست لا مؤاخـ.ذة يا باشا ، سيبك منها عشان أنت شكلك محترم .
وهى ساكنة فى الدور الرابع ، وعايشة لوحدها وهى ديما كده تخرج بالليل وتيجى وش الصبح .
_ الله يستر على ولايانا يا باشا .
فحدث براء نفسه : يعنى أمة لا اله الا الله ، عارفاها إلا الحكومة ، الصبر من عندك يارب ..
ليشكره براء على النصيحة ويعود بأدراجه للخارج ليفكر قليلا فيما يجب عليه فعله .
ثم انتبه براء لوجود كافيتريا أمام تلك البناية ، فقرر أن يجلس عليها ليراقب ظهورها مجددا ويعلم أين تذهب لعله يعلم ما تخفيه ويكون ذلك دليل برائته
*******
بخطوات ثقيلة داخل الردهة سار باسم متجها إلى غرفة ملك ، وصدره يعلو ويهبط ويزفر بضيق خوفا على مشاعرها عند اخذ ريحانة منها لـ عزة .
حتى وصل إلى الباب فحاول التنفس ببطىء ووضع يده على المقبض بيد مرتجفة ثم أداره بصعوبة ودلف للداخل فوجدها تضم صغيرته إلى صدرها وترضعها بحنان وحب لا مثيل له .
فانقبض قلبه وحدث نفسه : يارب ، كيف بس أجولها هاخد منك البنت لأمها وكفاية عليكِ أكده معاها .
_ وانا شايف انها بجت جطعة من روحها ويستحيل تفرط بيها بالساهل .
ثم رأى ابتسامتها عند رؤيته ، تلك الإبتسامة التى وحدها تحطم حصون قلبه وتجعله أمامها ضعيف لا يستطيع تحمل حزنها .
ملك بلهفة : حمد لله على السلامة يا حبيبى ، كيفك وكيف براء چه معاك ؟
ثم مدت ذراعها له لكى يأتى إليها وهمست : تعال يا حبيبى ، عشان أتوحشتك جوى ومش جادرة أجوم عشان ريحانة عترضع .
_ تعال شوف أكده ريحانة كبرت شوية صوح وبجت قمر .
فابتسم باسم رغم الحزن عليها وسار إليها وقال بحب وعشق متيم : وانتِ كمان وحشتينى جوى يا ملك .
ثم انتهزها فرصة واستطرد :
وفرصة إهى عزة چت تاخد بتها اللى مضيقة علينا حالنا دى ومش مخليانى عارف أچعد معاكِ على راحتى .
قال باسم كلمته تلك ثم تفاجىء بملك تدفعه ليبتعد عنها . وشددت من إحتضان الصغيرة مردفة وقد تجمعت الدموع فى عينيها :
_ أنت عايز تاخد بتى منى يا باسم !
أغمض باسم عينيه بألم ولكنه حاول الثبات ليواجهها بالحقيقة التى تناستها هى فقال : ريحانة بت عزة يا ملك وهى دلوك عايزاها وده حقها .
فأرجوكِ متصعبيش عليه الأمر اكتر من أكده .
لتبدء ملك فى البكاء بهيسترية وهى تضم ريحانة بخوف من أن تفتقدها .
فحاول باسم أن يهدىء من روعها قليلا وذكرها بالله قائلا : أهدى يا حبيبتى ، وده قدر ومقسوم واصبرى وجولى يارب .
فهدئت ملك نوعا ما وابتعدت عنه قائلة : يارب .
ثم أستطردت بنحيب : أيوه عزة أمها ، وانا يدوب مرت ابوها بس بردك أعتبر أمها بالرضاعة يعنى أكيد ليه حق فيها ، صوح يا باسم ؟
اومأ لها برأسه : ايوه طبعا .
ولكى يطمئنها ويهدىء من روعها قال بتوضيح : لعلمك أنتِ اللى عتربيها وتجعدى معاها اكتر من عزة ،عارفة ليه ؟
اتسعت عين ملك متسائلة بلهفة : كيف ده ؟
ابتسم باسم بقوله : عشان أنا من السبوع الچى هفتح المستوصف الخيرى وهشتغل فيه انا وعزة وبالشغل ده مش هتكون فاضية تراعى ريحانة وساعتها عتسبهالك عن طيب خاطر .
فانفرجت أسارير ملك مردفة بفرحة : بچد يا باسم !
فابتسم لها مؤكدا : بچد يا عيون باسم .
لتتطالع الصغيرة بحنو ثم قبلتها وهمست لها : على عيونى يا حبيبتى بس أمك ريداكِ ، روحى ليها بس انا جلبى حاسس انك عترچعى لصدرى تانى لانى خابرة انك مش عترتاحى وتنامى غير على صدرى انا وبس .
لترفعها بعد ذلك بيد مرتجفة إلى باسم مردفة بحزن : سمى الله يا باسم وخد ريحانة بس عينيك عليها متسبهاش ولو بكت هاتها طوالى انا بس اللى أعرف كيف اسكتها .
فحمل عنها باسم البنت ثم طمئنها : حاضر يا ملك متقلقيش .
ثم التفت ليغادر بها وعندما فتح باب الغرفة صاحت ملك : استنى يا باسم .
لتسرع إليه تقبل ريحانة وتدثرها جيدا مردفة : خلى بالك عاد الا تستهوى .
ابتسم لها باسم واومأ برأسه ثم خرج بها ،فانسابت دموع ملك على وجنتيها متمتمة : عتوحشينى يا ريحانة يا جلب أمك .
دلف باسم إلى عزة يحمل ريحانة ، فصاحت عزة بلهفة : بنتى ريحانة ، وحشتينى يا عمرى .
فناولها لها باسم فأخذتها تقبلها فى كل إنش من جسدها ولمعت عينيها بالدموع ثم أشارت إلى باسم : البنت چميلة جوى يا باسم وفيها منك كتير .
باسم : بالعكس دى شبهك جوى .
فابتسمت عزة مردفة بخجل : يبجا أكيد أنت عتحبنى يا باسم .
صوح يا باسم ؟
باسم بحرج : اكيد أنتِ غالية عندى يا عزة ، ودلوك اكتر كمان عشان بجيتى ام بنتى .
تهلل وجه عزة لكلمات باسم التى أثلجت صدرها فضمت ريحانة لصدرها بقوة ، فبكت الصغيرة .
فدللتها عزة قائلة: حبيبة أمها جعانة اكيد ، حاضر يا جلبى هرضعك دلوك .
لتخرج بعد ذلك صدرها لترضعها ووضعته فى فم الصغيرة ولكن ريحانة ظلت تبكى .
فحزنت عزة : ليه يا جلبى عتبكى إرضعى يا عين أمك .
ولكن ما استمرار إصرار عزة لإرضاعها زاد بكاء الصغيرة .
فتدخل باسم : يمكن مش شبعانة من لبنك خفيف يا عزة عشان النزيف اللى حصولك واكده .
شوفى أكده صدرك عينجط لبن ولا چف .
فضغطت عزة على صدرها لتفاجىء إنه جاف ، فبكت : يا حبة عينى عليكِ يا بتى ، طيب أعمل ايه دلوك وهى جعانة .
واعمل ايه فى نفسى عشان ينزل اللبن .
فانتهزها فرصة باسم وقال : متتعبيش نفسك ، أكده هى عترضع من ملك .
هاتيها اودلها ترضعها وتچبهالك لما تنام .
فصاحت عزة بقهر : كيف ملك ترضعها وهى محملتش ولا ولدت زييى وانا اللى امها يا باسم .
باسم بحرج : انا خابر يا عزة ، بس عشان اللى حوصلك ، ملك خافت عليها من اللبن الصناعى واخدت برشاييم هتنزل اللبن ورضعتها .
عزة : بجا أكده ، طيب هتلى البراشيم دى كمان وانا أولى ببتى يا باسم .
باسم بمرواغة : يعنى عتتعبى نفسك عشان كام يوم ، شدى حيلك بس أنت عشان أنا مستنيكِ عشان تديرى معايا المستوصف .
فلو أخدتِ دلوك حاچة عشان تنزل اللبن ساعتها صدرك عيشد عليكِ وهيتقل عشان ريحانة مش معاكِ وهتتعبى جوى .
فعشان إكده خلي موضوع الرضاعة ده لملك وريحى نفسك أنتِ ، عشان أنا محتاجك فى الشغل يا عزة .
إستحسنت عزة كلام باسم ،فابتسمت مردفة : بچد يا باسم ، هتخلينى أدير المستوصف مش مجردة دكتورة وخلاص .
باسم : ايوه طبعا .
فمدت عزة يديها بالصغبرة مردفة :خلاص خدها لملك ترضعها عاد ، وانا هريح جتتى شوى ، عشان مش جادرة عايزة أنام .
فابتسم باسم بمكر : بس أكده عيونى ، نامى وريحى يا ام ريحانة يا قمر .
فابتسمت له عزة بسعادة ، وغادر هوا سريعا الى ملك بالصغيرة ، لتعود لحضنها من جديد .
لتحضنها بلهفة وتقبلها بحب مردفة : كنت خابرة إنك مش عتجدرى تبعدى عن حضن أمك يا ريحانتى السكر .
******
مرت بانة على غرفة نهلة ومحمود فتطرق لأذنها ضحكاتهم وتسامرهم مع بعضهما البعض .
محمود بلهفة : تعبتينى يا نهلتى ، خلاص مش قادر ألف وراكِ اكتر من كده ، حيلى أتهد وأنا محتاجك جمبى واعرف أقولك كلمتين .
فضحكت نهلة بدلال : عايز تقول إيه عاد ؟
ولا اقولك استنى لما نرچع بيتنا أحسن .
محمود : لا أنا مبسوط هنا ، على الأقل بشوفك وأقعد معاكِ على راحتى لكن هناك أمى بتكبس على نفسنا وتاخدك ليها .
فتعالى يلا نقعد شوية واقولك قد إيه أنا بحبك يا نهلتى .
لتشير له نهلة بيديها مرددة بمرح : موافقة يا حب بس لو عرفت تمسكنى الأول .
فصك محمود على أسنانه بغيظ مرددا : كده يا نهلة ،طيب ماشى
وعندما رأت نهلة عينيه تنذر بالشر ، فركضت وأخذت تطلق الضحكات وهو من ورائها حتى استطاع الإمساك بها .
ثم طالعها بحب قائلا : كده يا غلبوية , انا هعلمك الأدب عشان متعمليش كده تانى .
استمعت بانة لحديثهما وضحكاتهم تلك فأكلت الغيرة قلبها وتحول لون وجهها للون الأحمر من كثرة الغضب .
بانة بغيظ وحقد : بجا الخدامة دى ، تعيش فى كل الدلع والحب ده كله ، وانا أعيش لحالى ومحدش معبرنى ولا بيسئل عليه .
ماشى يا نهلة والله منا سيباكِ ، ووشك الچميل ده اللى بسببه الرچالة عتچرى وراكِ ويحبوكِ أكده ، انا هشو.هّولك عشان محدش يقدر يبص فى خلجتك تانى .
*******
استمع عمران لطرق الباب فذهب مسرعا ليرى من على الباب وعندما فتح وجد جاد فابتسم ورحب به قائلا :
_ اهلا يا جاد يا خوى .
فابتسم له جاد : كيفك يا عمران ؟
عمران : بخير الحمد لله ، تعال يا جاد چوه والله أنت چيت فى وقتك ، عشان أنا كنت زهقان ومصدجت لجيتك .
جاد : ليه أكده ؟
عمران : مضايق عشان سلسبيل أختى ، مش خابر مالها ، عماله تبكى من ساعة ما رچعت من المصنع .
ورجعت بدرى كمان معرفش ليه ؟
جاد بقلق : ما انا چى عشان أكده ، انا نضرتها خارجة تبكى وعتجرى معرفش ليه .
فقلقت عليها ألا تكون تعبانة ولا حاچة ، حتى اخوى جابر موصينى لو لجيتها تعبانة هتصل بيه يشيع ليها حكيم .
جاد بإمتنان : تشكر يا واد الأصول .
وتعال أدخل لها يمكن تعرف فيها ايه عشان أنا حولت معاها كتير ومش راضية تكلم .
فولج جاد للداخل وحمم بحرج : دستور .
أنتِ چوه يا سلسبيل ؟
سمعت صوته سلسبيل فاعتدلت فى جلستها سريعا ووضعت حجابها بإحكام ثم أزالت دموعها .
واردفت بصوت حزين : ايوه يا جاد .
تعال انت وعمران .
فهل ستحدثهم بما حدث أم ستخفى الأمر عليهم .
*********
فعل زرارة كما أملى عليه حمدى ووضع قليل من سـ.م الزرنيخ فى وجبة دسمة ثم توجه بها إلى قسم الشرطة لزيارة جاسر .
ولكنه تفاجىء عندما ولج للمركز وطلب زيارته بقول العسكرى:
جاسر حمدان ريحنا من خلجته السودة و اتحول للنيابة فى المديرية ومن بعدها عيشرف السجن چمب أبوه عاد عقبال ما ياخد حكم ، ما هو ما شابه أباه فما ظلم .
يلا أهو يونسه ، ثم زفر بضيق متابعا : عيلة ما يعلم بها الا ربنا .
شياطين ربنا بأحدهم ونستريح منهم ومن الأشكال اللى زييهم .
فابتلع زرارة لعابه بخوف من دعوته عليه .
ثم لاحظ نظرة العسكرى إلى ما فى يده وقد رفع أنفه لأعلى متلذذا بتلك الرائحة اللذيذة .
ثم تابع بإنتشاء : ايه اللى فى يدك ده ؟
وكل صوح ريحته حلوة جوى !!
وأكيد كنت جايبه لجاسر اللى ما يتسمى .
بس والله خسارة فيه ،وأنا وزمايلى أولى بيه.
هاااته ، هاته يا عم .
ومد العسكرى يده لياخذه .
فتمتم جاسر : يا نصيبتى ، هسم الحكومة ذات نفسيها .
أكده ضعت يا واد يا زرارة .
ثم جحظت عين زرارة وارتجف جسده مردفة ببلاهة : ايه ..
لااااا ؟
فما سيحدث ؟
….
نختم بدعاء جميل ❤️
“اللهُم ابسط علينآ من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهُم إنّي أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول بالدنيا والآخرة ❤️ “

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى