Uncategorized

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الرابع 4 بقلم نورهان نادر

 رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الرابع 4 بقلم نورهان نادر

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الرابع 4 بقلم نورهان نادر

رواية تحت مسمى الخطيئة البارت الرابع 4 بقلم نورهان نادر

الـسـاعـة الـتـاسـعـة مـسـاءاً بـتـوقـيـت مِـصـر …
بـعـدمـا انـهـي جـمـيـع أعـمـالـه الـخـاصـة ، وجـد قـدمـيـه تـأخـذه إلـيـهـا ، إلـي ذكـريـات مـضـي عـلـيـهـا سـنـواتٍ بـدونـهـا ؛ إلـي الـمـكـان الـوحـيـد الـذي جـمـعـهـمـا تـحـت سـقـف واحـد ، اغـمـض عـيـنـيـه بـألـمِ غـيـر قـادر عـلـى تـخـطـي ذلـك الـبـاب الـذي يـليـه ذكـريـات لا تُـمـحـي ؛ ‏لأول مـرة يـشـعـر انـه يـريـد الـخـروج مـن حـيـاتـه، دون عـودة، أن يـعـود غـريـبـًا عـلـى كـل مـن يـراهـم مـقـربـيـن لـه ، أن يـكـفّ عـن حـب الأشـيـاء مـن حـولـه بـكـل هـذا الإفـراط، يـريـد ان يـنـجـو مـن كـل هـذا، مـن نـفـسـه وسـخـطـه وحـزنـه ، يـكـاد يـُقـسـم لـلـمـرة الألـفِ أنـه لـم يـعـشـق سـواهـا ، كـانـت عُـنـوان الـحـب واسـمـي مـعـانـي الـرُقـي والإخـلاص ، دخـل إلـي مـنـزلـهـم الـخـاص الـذي جـمـعـهـمـا مـعـاً لأكـثـر مـن عـامـيـن ؛ نـظـر إلـي اركـان الـشـقـة بـإبـتـسـامـة حـزيـنـة ، لـم يـتـغـيـر اى شـئ سـوي انـهـا لـم و لـن تـكـن مـعـه كـمـا كـانـت مـن قـبـل ، إحـسـاس مـؤلـم أن تـكـن انـت الـمـحـقـق فـى جـريـمـة قـتـل إمـرأة احـبـتـهـا ؛ أو الـمـعـنـي الادق هـي مـن اسـتـطـاعـت أن تُـعـلـمـك مـعـنـي الـحـُب ..!!
كـانـت صـورتـهـا عـالـقـة بـذاكـرتـه وهـي تُـخـبـره بُـكـل ضـعـفٍ بألا يـتـخـلـي عـنـهـا حـيـنـمـا أخـبـرهـا بـضـرورة انـفـصـالـهـم ، لـقـائـهـم الأخـيـر والـفـاصـل فـى حـيـاتـهـم الـبـائـسـة ، إلـى أى عـصـر نـحـن نـنـتـمـي؛ نـعـيـش بـلا حـُب وأصـبـح حـدوثـه مـن الـمـُعـجـزات ، انـتـهـي زمـنِ لـن نـسـتـطـع إعـادتـه ولا تـِكـراره مُـجـددا ..!
ألـقـي “امـجـد” بـجـسـده عـلـى الأريـكـة مـُتـمـتـمـاً بـإنـهـيـار :-
-سـاااامـحـيـنـي يـا “سـوزان” …!
.….…….…..…..………..…
وكـأن لـديـنـا مـوعـد مـع الـشـقـاء دائـمـا ، بـدمـوع مـتـهـاودة وأعـيـن مـُنـتـفـخـة ظـلـت تـبـكـي بـصـمـت ؛ جـالـسـة عـلـى كُـرسـي الـطـائـرة بـعـد أن اخـبـرتـهـم الـمـُضـيـفـة بـربـط الأحـزمـة اسـتـعـدادا لـلـهبـوط ، وكـأنـهـا تـنـتـظـر انـتـهـاء رحـلـتـهـا مـع الـحـيـاة ، تـتـمـنـي لـو تـُغـمـض عـيـنـيـهـا وتـرحـل إلًيـهـا ، إلـى مـكـان خـالـي مـن الأحـزان ، مـكـانِ رحـل إلـيـه اشـخـاصـاً كـانـوا بـمـثـابـة الـحـيـاة لـنـا ؛ لـم نـسـتـطـع الـسـيـر بـدونـهـم ولا تـخـطـي رحـيـلـهـم ، بـأيـدٍ مـُرتـعـشـة اسـتـطـاعـت أن تُـغـلـق ذلـك الـحـزام الأمـن مـُغـلـقـة مـعـه عـيـنـيـهـا بـألـم شـديـد يـكـاد يـقـتـل رأسـهـا خـاصـةً بـعـد انـتـهـاء مـفـعـول الـمـُهـدأ الـذي اعـطـتـه لـهـا الـمـُضـيـفـة ، ودون أن تـنـتـبـه لـحـالـتـهـا نـطـقـت بـإسـمـه فـقـط دونـاً عـن بـاقـي الـخـَلـق قـائـلـة بـوجـع :-
-أكــــــــــــــرم …!!
.….……….……….….….…
كـان جـالـسـاً عـلـى الأريـكـة بـتـعـبٍ خـاصـةً بـعـد انـتـهـاء اول يـوم عـمـل لـه فـى تـلـك الـمـشـفـي الـمُـدمـرة لـلـنـفـسـيـة كـمـا لـقـبـهـا ؛ يـُطـالـع ذلـك الـمـلـف الـخـاص بـحـالـتـه الأولـى فـى الـمـصـحـة قـائـلا بـصـوت مـُرتـفـع :-
الأسـم :- روسـيـل مـحـمـود رفـعـت
الـسـن :- 36 سـنـة
تـاريـخ انـضـمـامـهـا لـلـمـصـحـة الـنـفـسـيـة :- 1/2/1994 “مـُنـذ عُـمـر الـعـشـر سـنـوات”
تـشـخـيـص حـالـتـهـا : صـدمـة نـفـسـيـة أدت إلـى فُـقـدانـهـا لـلـنـطـق وعـدم إحـسـاسـهـا بـمـا يُـحـيـط حـولـهـا ..!
مـُنـذ ان كـانـت فـى الـعـاشـرة مـن عُـمـرهـا ، تـعـرضـت هـي ووالـديـهـا
إلـى حـادث مـروري ادي إلـى فُـراقـهـمـا الـحـيـاة ، رفـضـت عـائـلـة الأب والأم اسـتـلام الـفـتـاة ؛ فـوضـعـت تـحـت إشـراف الـدولـة بـإحـدي مـلاجـئ الأيـتـام ، بـعـد مـرور أكـثـر مـن شـهـريـن عـلـى وجـودهـا بـالـمـلـجـأ ، جـاءت أسـرة مـكـونـة مـن زوج وزوجـة لـتـبـنـيـهـا أو الـتـكـفـل بـرعـايـتـهـا كـمـا يـقـولـون ، وانـتـهـت جـمـيـع الإجـراءات الـلازمـة لـرعـايـتـهـا حـتـي اتـي ذلـك الـيـوم بـعـد مـرور عـدة أشـهـر اخـري بـإجـادتـهـا كـجـثـة هـامـدة غـارقـة فـى دمـائـهـا بـجـوار دار الأيـتـام الـخـاص بـهـا ؛ مـا لا يـسـتـطـع أحـد تـفـسـيـره هـو اخـتـفـاء المـلـف الـخـاص بـعـائـلـتـهـا الـمـتـبـنـيـة ، وانـتـهـي مـسـيـرهـا إلـى تـلـك الـمـصـحـة الـنـفـسـيـة بـعـد أن اقـر تـقـريـر الـطـب الـشـرعـي بـحـدوث حـالـة الإغـتـصـاب وإنـجـابـهـا أيـضـاً رغـم وضـعـهـا الـغـيـر مـُسـتـقـر …!!
أغـلـق ” يـوسـف” ذلـك الـمـلـف الـخـاص بـهـا بـهـدوء مـُردداً بـهـدوء :-
-يـا تـري حـِكـايـتـك إيـه يـا “روسـيـل” ..!!!!
….……..…….….….….…….…
يـجـلـس كـلـيـهـمـا فـى تـلـك الـغـرفـة ذات الـظـلام الـدامـس يـنـبـعـث ضـوء ضـئـيـل مـن انـعـكـاس الـقـمـر عـبـر الـشـرفـة ، يُـدخـن أحـدهـمـا الـسـجـائـر بـشـرارة حـتـى امـتـلأت الـغـرفـة بـالـدخـان الـمـنـبـعـث مـنـهـا ؛ بـيـنـمـا الٱخـر يـطـرق عـلـى الـمـكـتـب عـدة دقـات مـتـتـالـيـة قـائـلاً بـهـدوء مُـريـب :-
-انـا عـايـز افـهـم دلـوقـتـى اشـمـعـنـى الإتـنـيـن دول بـالـذات الـلـى اخـتـارتـهـم ، مـش خـايـف يـوصـلـوا لأدلـة إدانـة ضـدنـا ..!!!
رد الٱخـر عـلـيـه بـلا مـُبـالاة :-
-ده لـو كُـنـا فـعـلا احـنـا الـلـى قـتـلـنـاهـا ، انـت عـارف ان فـيـه نـاس مـهـمـة فـى الـبـلـد رقـبـتـهـم كـانـت تـحـت رحـمـة “سـوزان” ومـن مـصـلـحـتـهـم يـقـتـلـوهـا ، “اكـرم” و”امـجـد” هـيـقـدروا يـوصـلـوا لـلـقـاتـل الـلـى انـا واثـق أنـه هـيـكـون مـعـاه الـمُـذكـرات بـتـاعـت “سـوزان” وإلا …!
-وإلا إيــــــه …!؟
نـهـض الـطـرف الآخـر بـنـشـاط مُـطـفـئـاً سـيـجـارتـه الـخـاصـة ، يـسـتـنـد بـيـديـه عـلـى سـطـح الـمـكـتـب هـاتـفـاً بـلـؤم :-
-وإلا بـقـى “سـوزان” مـخـرجـتـش بـالـمـُذكـرات دى بـره مـصـر مـن أصـلـه ، ويـكـون سـبـب مـوتـهـا بـدافـع الـسـرقـة مـثــــلا ..!!!
يـــــــــــتــــبـــــــــــع…
لقراءة البارت الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى