روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل السابع عشر 17 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل السابع عشر 17 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الجزء السابع عشر

رواية أصفاد الصعيد البارت السابع عشر

رواية أصفاد الصعيد
رواية أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الحلقة السابعة عشر

ظلت فيروز ساكنه وهي تضم ساقيها الي صدرها علي إحدى المقاعد الخشبيه في الشرفه تنظر بملامح باهته للسماء وهي تدعو بأن لا يصدق حساها في صمت..
تذكرت حديثه معاها بأن تنتبه لنفسها عند غيابه وعدم وجوده ولكن لم تقوي علي قول بأنها لن تستطيع الصمود بدونه فهي لم يعد بجانبها أحد …
اغلقت مُقلتيها وهي تحاول تهدئه نفسها ولكنها فُزعت عقب تلك الصرخات الأتيه من الاسفل ..
حاولت فيروز التماسك لتتجه ناحيه باب الغرفه وهي تُزيل دموعها المتساقطه باطراف اصابعها ..
قامت بفتحه في وهن وهي تردد في داخلها مُردده: يارب احميه يارب ..
اشتدت الاصوات بالاسفل لتسرع بالهبوط وهي تضع حجابها الفضفاض ..
لتجد نرمين تجلس علي احد المقاعد وصوت نحيبها يشتد وبجانبها ريم تحاول تهدئتها ولكن هي الاخرى دموعها تتساقط بكثره..
مالت فيروز للأمام اتجاه نرمين ثم جثت علي ركبتيها لتقترب منها قائله في تردد بينما فؤادها تشتد ضرباته من إجابتها: حصل اي؟..
تحدثت نرمين بين نحيبها قائله : رحيم ..ولدى ..
تمردت دموعها لتتساقط بكثره علي وجنتيها وها قد صدق حِساها..
انتبهت لصوت حسام الآتي من خلفها وهو ينبه احدي الرجال بزياده الحرس حول القصر وتجهيز غرفه الضيوف لقدوم الطبيب والمعدات الخاصه به..
أسرعت فيروز اتجاه حسام وهي تتحدث قائلة: فين رحيم يا حسام حصله اي..؟
تعلقت عينيه بتلك الجالسه بشرود بجانب والدتها لعله يستطيع طمأنتها والحديث معاها ..
انتبه لنفسه ليعيد انظاره صوب فيروز ليتحدث قائلاً: رحيم اضرب بالنار وذكريا وحضره الظابط جايبينه علي هنا ..
شعرت فيروز بأن قدميها أصبحت ثقيله الآن لم تقوى علي تحريكها من مكانها ..
نظرت له وهي تجاهد لمنع عَبراتها من السقوط لتتحدث قائلة: جاي علي هنا ليه.. المفروض يروح اي مستشفي عشان يطلعوا الرصاصه..
استكمل حسام حديثه قائلاً: اللي عرفته أنه هو اللي طلب كدا وأنه مش عاوز يروح مستشفيات ..
أخذت شهيقاً ثم أخرجته وهي تجاهد لمنع بكائها الآن لتتحدث قائلة: وهما سمعوا كلامه ليه ؟!.. مين هيقدر يعالجه هنا ومفيش معدات ومين ضربه وهو كان فين اصلا ؟..
انتبه حسام علي قرب ريم من فيروز ووقوفها بجانبها ..
نظر للجهه الأخري وهو يستكمل حديثه قائلاً: متقلقيش يا فيروز احنا بعتنا لاحسن الدكاتره وزمانه علي وصول أما هو كان فين فسأليه لما يكون احسن.. وبالنسبه مين اللي عمل كدا فهنجيبه هنجيبه هيروح من الهواريه فين..
تحدثت فيروز بهدوء متصنع قائلة: هيجي امته محدش قالك حاجه ..
_ خمس دقائق وهتلاقيهم هنا ..

تركته واتجهت ل نرمين الجالسه في وهن وهي تردد بأن يحفظ الله والدها ودموعها تتساقط تلقائيا..
اقترب حسام من تلك الواقفه في وهن واضح علي ملامح وجهها.. لم يستطيع منع نفسه من بث الاطمئنان لها ، فمهما فعلت ستظل صغيره فؤاده لن يستطيع أن يقسو عليها ..
قاطع صمتها حديثه قائلاً: اطمني يا ريم هيرجع وهيبقي كويس وزى الفل ..
إجابته ريم بنبرآت خافته مُردده : خايفه عليه اوى يا حسام .. احنا ملناش غير رحيم..
استكمل حسام حديثه قائلاً بهدوء: اطمني يا بت عمي كلنا هنا جانبكوا.. وهو يومين وهتلاقيه بقي زى الحصان ..
قاطع حديثهم دخول رحيم الجاثي علي ذكريا الذي يتمسك به بقوي حتي لا يسقط منه ف رحيم صاحب بنيان ضخم ليس بهين..
تفاجأت فيروز بملابسه الملطخه بالدماء وانفاسه الذي تجاهد للخروج وكأنها تريد التوقف عن الحرب الذي تخوضها .. لم تقوي علي الاقتراب منه لتظل واقفه مكانها تتابعه في صمت ومُخليتها ترسم صور والدتها ووالدها..
اقتربت نرمين من رحيم وهي تجهش في البكاء ..
جاهد رحيم لخروج الكلام من حلقه ليتحدث أخيراً قائلاً: انا كويس يا امي متقلقيش ..

نظر لتلك الواقفه أمامه ونظراتها الخائفه تخترقه في صمت..
كان يجاهد لأخذ أنفاسه ولكن لم يستطيع الصمود أكثر من ذلك ليسقط علي الارض مغشي عليه بعد صراع طويل يقوده مع آلامه..
تعالت صرخات كلا من ريم ونرمين لتقترب فيروز سريعاً وفؤادها علي وشك التوقف ..
ولكن انتبهت لحسام وهو يقترب منهم ليطمنهم بأن النبض مازال متواجد ..
ليأتي الطيب سريعاً ليقوم بواجبه وإنقاذ ما يجب إنقاذه ..
***********************
استيقظت فرح من غفوتها الذي طالت لساعات طويلة..شعرت بتلك الآلام الذي تهاجم فؤادها ،حاولت الصمود لتعتدل في جلستها وهي تهم من الخروج من فِراشها ..
انتبهت لذلك الجالس علي المقعد بجانبهاوملامح الحزن علي وجهه بينما النوم يلاعب جفونه ..
اقتربت من جدها سليم وهي تضع يدها علي يده مُردده : جدو يا جدو ..
فُزع سليم من مكانه ليردد اسمها بصوتِ عالِ : فرح .. فرح ..
استيقظ وليد النائم علي المقعد أمام حُجرتها .. ليهم بالدخول دون استئذان اثر صوت سليم الذي يشبه الصرخات ..
نظرت له فرح في تهجم وهي تبدل ملامح وجهها في غضب قائلة في حنق: انت اي اللي دخلك هنا يا بني آدم انت، وازاي تدخل كدا من غير استئذان اي الهمجيه دى ..
اقترب منها سليم وهو يحتضنها ، ليُربت علي شعرها في حنان بالغ ..
بينما نظراتها متعلقه بذلك الواقف امامها بجمود..
أغمضت عينيها وهي ترسم البسمه علي ثغرها قائلة: انا بقيت كويسه يا جدو متقلقش ..
لتوجه حديثها مره اخري ل وليد مُردده : وانت مردتش اي دخلك هنا كدا ..

اوقف حديثها سليم قائلاً: عيب كدا يا فرح دا وليد هو اللي انقذك ولولا وجوده كان زماني خسرتك يا بتي ورفض يسبني لوحدى ليجرا حاجه ..
شعرت بالحزن اثر حديثها اللاذع الموجه له ..
اقتربت منه وهي تنظر للاسفل مردده في خجل : اسفه .. وشكرا ليك يا وليد ..
ابتسم علي خجلها الواضح أمامه ولأول مره يري ملامحها الهادئه وبراتها الذي تُغلف بلسانها الغليظ ..
انتبه لنظرات سليم الموجه له لينتبه لنفسه قائلاً في مشاكسه: اهم حاجه انك بخير يا استاذه فرح .. بس حتي و أنتِ تعبانه لسانك لسه طويل ليه !؟..
نظرت له وهي تضيق ما بين جبينها قائلة في هجوم : تصدق انت تستاهل كل كلمه قولتها ومش شكرا كمان ولا اسفه واتفضل اخرج برا الاوضه بتاعتي يلا ..
تبدلت ملامحه للصدمه لتتوسع مُقلتيه اثر تغيرها المفاجئ ألم تكن بريئه وتعتذر منه الآن وتشكره أيضاً..
وجه حديثه لسليم الذي يتابع حديثهم في صمت قائلاً: انت لازم تشوفلها شيخ مش دكتور.. دى شكلها ملبوسه لا يمكن لسانها دا طبيعي ..
كادت أن تقتله الآن بعد تفوه بتلك الكلمات الذي زادت غضبها .. لتتناسي مرضها لتتحدث قائلة: الملبوسه دى تبقي انت مش انا يا بابا واتفضل اخرج من اوضتي بدل ما اولع فيك يا وليد ..
انطلقت ضحكات سليم الذي مازال يتابع حديثهم في صمت ..
اقتربت منه فرح في برائه قائلة: انت بتتضحك عليا يا جدو بدل ما تطلع المسدس وتضربه ونخلص منه ..
ازدات ضحكات سليم.. بينما علي الجانب الآخر مازال وليد تستحوذ عليه الصدمه من تلوينها المفاجئ فهي أحياناً بريئه واحيانا اخري وحش مفترس ..
تدخل سليم قائلاً: تعال معايا يا وليد معايا المكتب تحت نتكلم في الشغل ..
ليتركها ويهبط للاسفل ولكن ما يخاف منه سليم ها قد حدث بالفعل..
**************************
في الجناح الخاص ب كرم ..
استيقظ كرم ليجدها مازالت في سبات عميق ،ابتسم كرم هو ينظر إليها في حنو ليطبع قبله علي جبينها قائلاً بنبرآت خافته : أنتِ اجمل حاجه انا فزت بيها يا وداد .. عارف اني مكنتش متواجد معاكي في حزنك والاذيه اللي اتعرضتي ليها بس وعد مني اني هعوضك عن دا كله وهخليكي ملكه متوجه في قلبي وعلي راسي كمان ..
ابتعد كرم عنها بعد انتهائه من حديثه ليتركها تنام كما تشاء..
شعر بالدقات المتتالية علي الباب .. قفز سريعاً من مكانه حتي لا تستيقظ وداد ..
بينما اشتعلت وجنتي وداد اثر حديثه ، فهي كانت مستيقظه أثناء حديثه ..
شعرت بدقات فؤادها المتتالية التي تقرع مثل الطبول لتحمد ربها بأنه لم يلاحظ استيقظها ..
هبط للاسفل ليري ماذا حدث في غفوته لتقص عليه والداته كل ما حدث مع رحيم وذهاب والده وشقيقه إليه فور معرفتهم بالأمر ..
شعر كرم بالحزن لعد إخباره ليردد قائلاً: ليه مقولتليش ساعتها ..
اقتربت منه والداته قائلة: مكنش ينفع يا ولدى وعروستك كانت هتقعد مع مين ..
صعد للأعلي بسرعه ليبدل ملابسه ويهم بالذهاب لصديق طفولته لمعرفه ما الأمر واخذ الحق في من تجرأ وقام بأذيه كبير الهواريه..
وجدها تجلس علي الفراش وهي تبتسم في الاشي أمامها ..
اقترب كرم منها قائلاً: صباح الخير يا حبيبتي ..
تبادلت معه الابتسامه لتجيبه بنبرآت خافته : صباح النور ..
استكمل كرم حديثه قائلاً: انا رايح لحد سرايا رحيم وراجع علي طول او لحد ما اشوف حصل اي..
ضاق ما بين جبينها قائلة: ليه هو حصل اي؟
_ رحيم اضرب بالرصاص ..
كان يحدثها وهو يرتدى ملابسه في عجله من أمره ..
قاطعته وداد في خوف قائلة: اضرب ازاى بالرصاص .. طب اجي معاك عشان فيروز وريم ..
التقط كرم مفاتيحه ومتعلقاته الخاصه به ..
ليوجه حديثه إليها قائلاً: ..بلاش تيجي معايا دلوقت لحد ما اشوف اي اللي حصل ووصل الأمور لكدا ..
ليتركها ويهبط للاسفل مسرعاً..
بينما هي تتمتم داعيا ربها بأن يحفظه من اي شر ..
*****************************
في الجناح الخاص ب رحيم ..
كانت تجلس فيروز بجانبه بينما دموعها تتساقط على وجنتيها ..تذكرت حديث الطيب حول حالته ولكن الاصابه كانت قريبه من القلب بدرجه متفاوتة وكل ما يخيف الآن هل سيتعرض لغيبوبه اثر الدماء الذي سالت منه أو ستترك تأثير يعاني منه ام لا .. ولكن للاجابه علي ذلك السؤال يأتي بعد أن يفيق ..
لتصر فيروز علي البقاء معه رخم تحزير الطيب لها ولكن لن تستطيع الابتعاد عنه في ذلك الوقت .. لتسمح لها نرمين للبقاء معه وتجلس هي وريم بالخارج ..
اقتربت لترى تلك الاجهزه من حوله وتلك الخراطيم معلقه في يديه وقلبه ..
جلست بالمقعد بجانب فراشه لتتعلق يديها بيده لتجاهد في ازاله دموعها لتتحدث بنبرآت خافته مُردده: متسبنيش يا رحيم لو سمحت انا ماليش غيرك .. انا خسرت كل حاجه في حياتي ومش مستعده اخسرك يا رحيم .. لازم تقوم وطمني ..
لم تقوي علي استكمال حديثها لتنهمر دموعها دون توقف وكيف تتوقف دموعها ومازال الوجع يسكن دقات فؤادها لا مفر …
جلست أسفل الفراش الخاص به وهي تجهش بالبكاء لتمر أمامها ذكري والدتها ووالدها و ذكرياتها معه..
بعد مده لا تعلمها أزالت فيروز عَبراتها وهي تهم لأداء فرضها والدعاء له بالنجاه وهي علي يقين بأن دعائها سيستجاب…
القلب صارَ من الفراق عليلاَ
والجسمُ منى لا يزالُ نَحيلا
بفراقِ من تركَ الفؤادَ مولَّها
سقماً حزيناً هائماً وعليلا
يا راحلاً عقلي خلافُك راحلٌ
لا شك حقّاً مُذْ نويت رحيلا
يا ظاعناً قد ضاعَ عقلي والحجا
لا زلتَ بعدك هائماً مشغولا

*******************
_ ازاى لسه مماتش لدلوقت.. وانت يا غبي مضربتش الطلقه في قلبه ليه عشان اخلص منه ..
قاطعه الصوت الاخر قائلاً: اول مره تخيب طلقتي بس هفضل وراه لحد ما انهيه خالص متقلقش يا بيه ..
_ لا المهمه دى محدش هيقوم بيها واصل غيري لازم اخلص من رحيم الهواري وسليم النجعاوي سوا سبق ووقعتهم في بعض وجه الوقت اني اخلص منهم خالص ..
لتنطلق ضحكاته اثر تخيلاته المريضه ..
**************

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصفاد الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى