Uncategorized

نوفيلا وانهمرت دموع الورد الفصل الرابع 4 بقلم بتول علي

                                          نوفيلا وانهمرت دموع الورد الفصل الرابع  4  بقلم بتول علي

 نوفيلا وانهمرت دموع الورد الفصل الرابع  4  بقلم بتول علي

  نوفيلا وانهمرت دموع الورد الفصل الرابع  4  بقلم بتول علي

 خرجت
نعمات من البيت بعدما أعطت لفداء الرسالة التي كتبتها بخط يدها باسم ورد
ثم استقلت توكتوك مر من أمامها فسألها السائق وهو يدير المحرك:

-“أوصلك على فين يا ست نعمات؟”

أجابته نعمات وهي تعطيه الأجرة:

-“وديني على بيت وفاء أختي”.

تحرك السائق واستمر في القيادة حتى وصل إلى منزل وفاء شقيقة نعمات.

طرقت نعمات باب منزل شقيقتها التي فتحت لها على الفور وقالت:

-“إيه اللي أخرك كده يا نعمات؟! ، المفروض كنتِ تيجي بدري عشان تلحقي تروحي مع ماما القسم وتعملوا المحضر”.

أخرجت نعمات علبة الذهب من حقيبتها وزفرت بضيق وهي تجلس على الأريكة:

-“اتأخرت بسبب فداء اللي صحيت بدري وكانت هتكشف خطتنا”.

أخذت وفاء علبة الذهب وتوجهت إلى غرفتها وخبأت العلبة جيدا ثم عادت مجددا إلى الصالة حيث تنتظرها نعمات.

قدمت وفاء كأس عصير لنعمات قائلة باستياء فهي لم تعد تحتمل تدليل والدتها لمنذر وكأنها لا تمتلك أولاد غيره:

-“من
يوم ما وعينا على الدنيا واحنا مش بنشوف غير مصايب أخوكِ منذر ، أنا عمري
ما شوفت منه حاجة عدلة أبدا ، على طول بيعمل كوارث ومشاكل وأمك بتلزمنا
أننا نتصرف ونداري على بلاويه”.

تمتمت نعمات بنزق مؤيدة حديث شقيقتها:

-“عندك
حق يا وفاء ، أمك مش بتهتم غير بمنذر وبس وأي حد تاني مش مهم عندها ،
تصدقي بالله لو مكنتش سمعتنا هتنضر من موضوع قتل منذر لورد والله العظيم
كنت غفلته وروحت بلغت عنه وسيبته يتقبض عليه ويتشنق ويغور في ستين داهية
وأهو على الأقل نرتاح منه ومن قرفه”.

هتفت وفاء بنبرة حاقدة لا تختلف عن نبرة نعمات التي تود التخلص من منذر:

-“مين
سمعك يا حبيبتي ، أنا أصلا وافقت أساعده بعد ما أمك كلمتني امبارح بالليل
وفهمتني الحوار عشان عارفة كويس أن جوزي الندل هيطلقني لو منذر اتقبض
عليه”.

-“طيب أنا هستأذن عشان ألحق أروح القسم مع أمك ، سلام يا حبيبتي”.

قالتها نعمات ونهضت من مكانها واحتضنت وفاء التي همست بنبرة حانية وهي تربت على كتفي شقيقتها:

-“مع السلامة يا قلبي ، ابقي اتصلي طمنيني لما تخرجي من القسم”.

ابتسمت نعمات وقالت:

-“حاضر يا وفاء ، هديك رنة أول ما أخلص في القسم وأنتِ تبقي تتصلي بيا عشان أنا مش بشحن رصيد”.

تساءلت وفاء باستغراب:

-“طيب أنتِ هترني عليا إزاي وخطك مفيش فيه رصيد؟”

تعالت ضحكات نعمات وانفرج فمها بشدة وكأنها حمار ينهق:

-“يا بنت أنتِ ناسية أن أنا خطي أورنج يعني أقدر أرن مرتين في اليوم ببلاش”.

-“خلاص ماشي يا نعمات ابقي اديني رنة وأنا هبقى أتصل بيكِ”.

نطقت وفاء تلك الجملة بسخط لم تنتبه له نعمات التي حملت حقيبتها ورحلت ، أغلقت وفاء الباب خلف شقيقتها وهتفت بتبرم:

-“هتفضلي طول عمرك بخيلة ونتنة يا نعمات ، معاكِ فلوس كتير ومستخسرة تشحني رصيد لخطك ، حاجة تنقط صحيح”.

دلفت وفاء بسرعة إلى الغرفة وأخرجت علبة الذهب من الخزانة وأخذت تنظر إلى القطع الذهبية بجشع ثم حسمت أمرها وهي تقول:

-“الدهب ده أنا مستحيل أسيبه يضيع من إيدي ، لازم أفكر وأعمل المستحيل عشان العلبة دي تفضل معايا ومترجعش لماما مهما حصل”.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

ذهبت نعمات برفقة والدتها إلى قسم الشرطة وحررت محضرا ادعت به أن ورد سرقتهم وهربت مع عشيقها.

اتفق
منذر مع أصدقائه الذين أشاعوا بين الناس أقاويل كاذبة يؤكد بها كل واحد
منهم أنه رأى ورد وهي تلتقي وتتسكع مع رجل غريب عن المنطقة.

مر
يومين وأصبحت سيرة ورد تحاك على ألسنة الناس وقد خاض الكثير في عرضها
وشرفها دون دليل أو برهان ونسوا توعد الله تعالى في كتابه العزيز لمن يتحدث
بالسوء عن المحصنات دون أن يكون لديه بينة واضحة كوضوح الشمس وسط السماء
في وقت الظهيرة.

-“لا حول ولا قوة إلا بالله ، أنا مش مصدق أن ورد ممكن تكون فعلا سرقت الدهب وهربت مع راجل تاني”.

قالها
الحاج فتحي لابنه مصطفى وهو يضرب كفيه فهو لا يزال غير قادرا على استيعاب
تلك الإشاعات التي يرددها الناس على ألسنتهم بخصوص فضيحة ورد.

سمعت تلك الجملة سامية التي دلفت إلى محل البقالة وهتفت بضيق انتابها بسبب تعاطف الحاج فتحي مع زوجة ابنها:

-“ومش مصدق ليه يا حاج فتحي ، قصدك بقى أن احنا كدابين وبنتبلى عليها وبنقول كلام محصلش؟!”

تدخل مصطفى في الحوار قائلا بلطف حتى لا ترفع سامية صوتها الذي يشبه زمجرة الرعد أثناء هطول الأمطار:

-“العفو يا أم منذر محدش قال عليكم كده ، الموضوع وما فيه أن بابا اتفاجئ زي كل الناس أن ورد يطلع منها تصرف زي ده”.

تمتمت سامية بامتغاض:

-“هي
الدنيا كده يا مصطفى ، في ناس يبان على وشهم البراءة والسماحة والطيبة
وبيطلعوا في الأخر مية من تحت تبن ، أنا ياما حذرت منذر منها وقولت ليه
يفتح عينه كويس ويخلي باله من تصرفاتها بس هو كان بيكبر دماغه ومش بيعبرني
ولا بيهتم بالكلام اللي بقوله وكأن ورد كانت عاملة ليه سحر تسيطر بيه على
ابني وتخليه ميفكرش أبدا في أي حاجة غيرها”.

تظاهر مصطفى بأنه اقتنع بحديثها بينما كان يسخر بداخله من الكلمات التي ألقتها سامية.

اشترت سامية الطلبات التي تلزمها ثم غادرت فزفر الحاج فتحي باستياء هاتفا بتهكم:

-“كتك نيلة وأنتِ ولية أرشانة ، بتقول أن ورد كانت عاملة سحر لمنذر وهو كان كل يوم بيصبحها بعلقة وبيمسيها بعلقة”.

ضحك مصطفى بشدة قائلا بلهجة ساخرة على حديث سامية الغير مقنع:

-“لا
وكمان بتقول أن منذر كان بيطنش كلامها وبيمشي ورا ورد في كل حاجة ، دي
ولية فعلا أعوذ بالله منها ومن بنتها نعمات عاملين زي جوز الحوش ، لو ورد
فعلا طفشت زي ما هما بيقولوا فيبقى بصراحة عندها حق ؛ لأن مفيش حد يقدر
يستحمل العيشة مع العالم الرخمة دي”.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

وصل قاسم إلى المستشفى ودلف إلى غرفة إياد دون أن يستأذن وهتف بغضب من استهتار أخيه:

-“وبعدين معاك يا إياد ، أنت بقالك يومين قاعد في المستشفى وكل ده عشان واحدة غريبة منعرفهاش ولا نعرف حاجة عن أصلها وفصلها”.

ترك إياد ما في يده وانتصب في جلسته وهو يردف بتبرير:

-“يا
قاسم أرجوك افهمني ، البنت لسة مفاقتش لحد دلوقتي وحالتها محتاجة متابعة
عشان نضمن أن ميحصلهاش مضاعفات وكمان ممكن الموضوع يوصل ل…”

وقبل
أن ينهي إياد جملته وجد أخيه ينطق بخشونته المعهودة فهو لا يطيق رؤية وجه
تلك الفتاة التي تتماثل ملامحها مع ملامح زوجته الراحلة:

-“واحنا
مالنا بيها ، في دكاترة كتير هنا ويقدروا يتابعوا حالتها ، أنت دورك انتهى
معاها ومش معنى أنها صعبانة عليك تفضل قاعد هنا في المستشفى 24 ساعة”.

قطع جدالهما الحاد دخول الممرضة التي وجهت حديثها لإياد قائلة بلهفة:

-“البنت اللي كانت في غيبوبة فاقت دلوقتي يا كتور إياد”.

تحرك
إياد خلف الممرضة تاركا خلفه قاسم الذي سوف يصاب بجلطة من طيبة أخية
الزائدة عن حدها ، لحق قاسم بشقيقه ووصل إلى غرفة ورد التي كانت تنظر حولها
باستغراب وكأنها طفلة تائهة داخل غابة موحشة.

اقترب منها إياد وسألها بلطف:

-“أنتِ كويسة؟”

رمقته ورد ببلاهة وقالت:

-“أنت مين وإيه اللي جابني هنا؟!”

ابتسم إياد معرفا عن نفسه:

-“أنا
أبقى دكتور إياد لقيتك من يومين مرمية قريب من الطريق اللي أنا كنت سايق
عليه وحالتك كانت صعبة جدا بس الحمد لله لحقناك وأنقذنا حياتك ، ياريت
تقولي اسمك وتدينا رقم تليفون حد من أهلك عشان نتصل عليهم ؛ لأنهم زمانهم
دلوقتي قلقانين عليكِ”.

حكَّت ورد جبينها تحاول تذكر أي شيء عن نفسها ولكنها فشلت فهبطت دموعها وصاحت بانهيار:

-“أنا مش عارفة ولا قادرة أفتكر أي حاجة ، حتى اسمي مش فكراه”.

ضرب قاسم جبهته بعصبية وقال:

-“مش فاكرة حاجة!! أهو ده اللي كان ناقص ، هو اليوم أصلا باين من أوله”.

شعرت ورد بالخوف من نظرات قاسم الغاضبة المصوبة نحوها فانكمشت على نفسها وأخفضت رأسها حتى تهرب من حصار عيني قاسم.

نظر
إياد بحدة إلى شقيقه الذي يتعمد إخافة ورد التي تم نقلها لاحقا إلى غرفة
الفحص والأشعة حتى يعرفوا مدى الضرر الذي لحق بدماغها بسبب الحادث الذي
تعرضت له.

انقضى النهار وأسدل الليل ستاره وظهرت نتائج الفحوصات التي تم إجراؤها لورد فهتف الطبيب المختص بلهجة عملية وهو ينظر إلى إياد:

-“للأسف
الحادثة أثرت عليها بشكل سلبي جدا وواضح كده أنها اتعرضت لأزمات كتير ؛
لأن فقدان الذاكرة اللي عندها في الغالب بسبب أزمة نفسية هي مرت بيها وكأن
عقلها بيحاول يهرب من ذكريات صعبة هي عاشتها قبل كده”.

خرج الطبيب من الغرفة بعدما شرح حالة ورد أمام إياد فهتف قاسم بضيق وهو يضع كفه أسفل صدغه:

-“ناوي تتصرف معاها إزاي دلوقتي يا إياد؟ ، أكيد أنت مش ناوي تخليها قاعدة في المستشفى”.

أطرق إياد رأسه بحيرة وقال:

-“عندك حق يا قاسم ، أنا لازم أشوف حل للمشكلة دي”.

ابتسم
قاسم بارتياح بعدما ظن أن أخيه سوف يتخلص من تلك الفتاة التي يشعر نحوها
بعدم الارتياح ولكن اختفت ابتسامته فجأة وانفرج فمه بشدة بعدما هتف إياد
بجدية:

-“احنا هناخدها البيت ونقعدها مع ماما لحد ما حالتها تتحسن وتبقى كويسة”.

سأله قاسم ببلاهة وكأنه لم يستوعب الحديث:

-“بيت مين اللي هناخدها فيه؟!”

ابتسم إياد وهو يجيبه بثقة:

-“بيتنا طبعا ، هو عندنا بيت غيره عشان أتكلم عليه”.

ابتلع
إياد ريقه برعب بعدما وقف قاسم أمامه ورمقه بنظرات نارية لا تبشر بالخير
فهو يدرك جيدا أن قاسم لا يطيق تلك الفتاة التي وجدها بسبب وجهها الذي يشبه
محبوبته الراحلة.

يتبع ….

لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا 

                                                          لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!