Uncategorized

رواية نيران ظلمه الفصل الرابع 4 بقلم هدير نور

 رواية نيران ظلمه الفصل الرابع 4 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل الرابع 4 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل الرابع 4 بقلم هدير نور

بعد مرور اسبوعين….
كانت حياء تقف امام خزانه ملابسها تحاول اختيار شئ مناسب ترتديه اثناء عقد القران …لكنها لم تستطع العثور علي اي شئ مناسب  فقد كانت معظم ملابسها لا زالت بمنزل والدها …ِ
فمنذ تلك الليله وقد قرر عز الدين ان تعيش في منزل عمها حتي موعد عقد القران..رافضاً ان تغيب عن نظره خلال تلك المدة القصيرة فقد جعل الامر اشبه لسجن لها فقد قام بمنعها من الخروج من المنزل نهائياً…كما اخذ هاتفها منها متحججاً بانه سوف يأتي لها باخر جديد مانعاً اياها من التواصل مع اي من اصدقائها ..لكنها تعلم بانه لا يرغب بجعلها تتواصل مع اى من الرجال التي يعتقد بانها تتحدث معهم … تنهدت حياء بغضب فور تذكرها لافعاله تلك فهو لم يكتفي بذلك  فقد قام بتجاهلها تماماً وكأنها غير موجودة فكل تعليماته و أوامره تصلها من خلال نهي او والدته كما انه لم يكتفي بمنعها من الخروج من المنزل بلا وصل به الامر الي منعها من الخروج من غرفتها وهي لم تعترض علي ذلك فهي لم تكن تريد الاختلاط بمن بالمنزل فجميعهم يحدقونها بنظرات حاقدة نافرة خاصةً ابنة خالته تالا فببعض الاحيان يخيل لها عقلها بانها سوف تنقض عليها في اي لحظة وتقتلها…
زفرت حياء باحباط وهي تبتعد عن الخزانه قائله بغضب
=يولع كتب الكتاب علي صاحبه انا هقرف نفسي ليه…
لتصرخ بغضب عندما سمعت طرقاً علي باب غرفتها
=ادددخل…
دخلت الي الغرفة نهي وهي تبتسم قائلة
=ايه يا بنتي ….الباب كان هيقع من صوتك يخربيتك
ابتسمت لها حياء قائلة بمرح
=ياستي اهو يبقي طلعت القرف اللي جوايا في حاجه بدل ما انفجر
اقتربت منها نهي تجلس بجوارها علي الفراش قائلة وهي تعقد حاجبيها
=قرف ايه بس …مالك؟!
هتفت حياء بحدة
=مالي ايه يا نهي… انتي بتسأليني مالي ..؟!
لتكمل بسخرية لاذعة
=لا ابداً حاجه بسيطة خالص يمكن يكون اني هتجوز النهاردة من واحد بكرهه…. واحد فاكرني دايره علي حل شعري وانه بيضحي و بيقدم خدمه للبشريه بجوازه مني
لتكمل تصرخ بانفعال وهي تفرقع اصابعها في الهواء
=اهااا استني او يمكن يكون ان الست اللي انا المفروض اكون بنتها والمفروض برضو اني اكون اغلي حاجه عندها…فضحتني
لتكمل وهي تبدأ بالبكاء
=فضحتني يا نهي …فضحتني وبالكدب
اقتربت منها نهي علي الفور تجذبها بين ذراعيها تحتضنها وهي تهمس لها
=خلاص علشان خاطري يا حياء
انا والله عارفه كل اللي انتي فيه وحاسه بيكي ..والله  ربنا هيظهر حقيقتك وهايجي اليوم اللي  تضحكي فيه علي كل اللي حصل ده
لتبعدها عنها وهي تهتف بمرح في محاولة منها لتغير الموضوع متناولة احد الحقائب من جوارها
=امسحي دموعك دي بقي وشوووفي انا جيبالك ايه
مسحت حياء دموعها بكف يدها قائله بهمس وهي تنظر الي الحقيبه بعينين تلتمع بامل
=جيبالي ايه …شيكولاته ؟!
ضحكت نهي بصخب قائلة بمرح
=يعني متخيلة ان كل. الشنطه دي شيكولاته …
لتكمل بتسائل وهي تعقد حاجبيها
=انتي نفسك في الشيكولاتة ولا ايه..؟!
ِاجابتها حياء وهي تهز رأسها بلهفة 
=اها والله يا نهي من يوم الليله السودا دي وانا مكلتهاش وانتي عارفه انا مدمنه عليها
هتفت نهي باستنكار وهي تضربها بخفه علي كتفها
=ومقولتليش ليه كنت جبتلك
طيب قومي قيسي الفستان وانا ثواني و هروح اجيبلك…
رفعت حياء الحقيبه تتأملها
=فستان ايه اللي انتي جيباه…؟!
اجابتها نهي وهي تغمز لها بعينيها 
=اشترتلك فستان لكتب الكتاب
اومال يعني كنت هتلبسي ايه ..
لتكمل وهي تخرج الفستان من تغليفته
=ايييه رأيك بقي في ذوقي؟!
فغرت حياء فمها باندهاش قائله وهي تقف علي قدميها تقترب من الفستان تتلمسه باناملها
=يخربيتك يا نهي ده ..ده رووعه
اجابتها نهي بثقة وهي تعدل شعرها بغرور
=طبعاً لازم يكون روعه مش انا اللي مختراه …وطبعاً انتي لازم تبقي زي القمر وتخليهم يموتوا من غيظهم كمان
همست حياء وهي تجلس مرة اخري علي الفراش باحباط
=لا يا نهي مش هينفع البسه ..
هتفت نهي بحدة وهي تجذبها من يدها باصرار لكي تقف علي قدميها
= لا هتلبسيه يا حياء وهتبقي زي القمر مش كفايه حرموكي من انك يتعملك فرح محترم و تلبسي فستان زي كل البنات
لتكمل وهي تضع الفستان بين يدي حياء
=يلا قومي قسيه …وانا هروح  اجبلك الشيكولاته اللي نفسك فيها
واجي..
لتصيح وهي تغادر الغرفة غامزة لها بفرح
=5 دقايق وهكووون جيبالك كل الشيكولاته اللي في المحلات متقلقيش…
ظلت حياء واقفة بمكانها عدة لحظات تنظر الي الفستان الذي بين يديها بتردد لكنها في نهاية الامر استسلمت وقامت بارتداءه…
وقفت امام المرأه تتأمل ذاتها بانبهار فقد كان الفستان رائع للغاية كما لو كان قد صمم لها خصيصاً فقد كان باللون الابيض ..قصير ذات طبقات متعدده قصير يظهر جمال قداميها راسماً قوامها  الخلاب..
قامت بفك شعرها لينسدل علي الفور كشلال من الذهب فوق ظهرها ابتسمت حياء بخجل وهي تتأمل ذاتها..
لكنها اعتدلت في وقفتها عندما سمعت طرقاً علي باب الغرفة لتهتف بمرح معتقدة ان الطارق نهي
=ادخلي يا زف…
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما رأت تالا تدخل الي الغرفة بخطوات بطيئة والتي سرعان ما اشتعلت عينيها بالغضب فور رؤيتها لمظهر حياء بالفستان الذي ترتديه اخذت تتأملها بحقد قائلة
=ايييه  اللي انتي لابساه ده…؟!
اجابتها حياء ببرود وهي تشير الي الفستان الذي ترتديه
=هكون ايه يعني يا تالا..فستان
هتفت تالا بغل وعينيها تشتعلان بحقد
=فستان……؟! 
لتكمل وهي تقترب منها بخطوات سريعة غاضبة تصيح وقد اسود وجهها من شدة الغضب
=ده مش اي فستان…ده فستان ابيض ؟!
لتكمل بشراسة وهي تجز علي اسنانها وعينيها تلتمع بحقد تنكز بيدها فوق كتف حياء بضربات قوية متتالية
=بقي واحدة رخيصة زيك تتجوز واحد عز الدين ازاي …لا ومن بجاحتك لابسه فستان ابيض ولا كأنهم مسكوا واحد معاكي في الاوضه
صاحت حياء بغضب وهي تمسك بيدها التي تنكزها بها مبعدة اياها عنها بحدة
=انتي واحده مجنونة وقليلة الادب …انا لا وسخه ولا رخيصة…الرخيص والوسخ ده يبقي انتي
صاحت تالا بهسترية وهي تتناول كوب العصير الموضوع علي الطاولة التي بجوارها تلقي بمحتوياته فوق فستان حياء  
=علي جثتي تلبسي الفستان ده
صرخت حياء فور انسكاب العصير عليها تنظر بذعر نحو الفستان الذي اصبح ملطخ بالعصير
=انتي بتعملي ايه ..انتي اتجننتي
هجمت عليها تالا تجذبها من شعرها وهي تصرخ بغضب
=اوعي تفتكري انك كده خلاص خدتيه.. مش هسبهولك ولا هخاليكي تتهني به يوم واحد
اخذت حياء تصرخ محاولة ابعادها عنها لكن كانت الاخري تتمسك بشعرها بشدة لتشعر حياء بان شعرها اوشك علي الخروج بين يدي تلك المجنونه…لكن جاءت نجدتها عندما انفتح باب الغرفة بقوة انتفضت تالا بذعر عند سماعها صوت عز الدين يهتف بشراسه وغضب
=ايه اللي انتي بتعمليه ده….سيبيها
تركت تالا  شعر حياء من بين يديها علي الفور وقد شحب وجهها بشده  تتمتم بتوتر وهي تبتعد عنها
=ااانن.انت.. فاهم غلط يا عز
صاح عز الدين وهو يجز علي اسنانه بحده
=فاهم غلط …وشعرها اللي كان هيطلع في ايدك ده ايه ..فاهمه برضو غلط
هتفت تالا وهي تتصنع البكاء امامه
=هي اللي بدأت الاول ….
لتكمل وهي تمتم بارتباك
=انا ..انا كنت جايه اباركلها وكانت  جايبه لها كوباية عصير معايا وانا بدهالها وقعت مني غصب عني علي فستانها ..فضلت هي تزعق وتشتم فيا وضربتني وكانت……
صاحت حياء تقاطعها وقد اشتعلت عينيها بالغضب
=انتي انسانه كدابة و مريضة
هتفت تالا وهي لازالت تتصنع البكاء
=شوفت…شوفت يا عز صدقتن…..ِ
صاح بها بغضب وهو يشير بيده نحو باب الغرفه
=ولا كلمه زياده اطلعي برا ……
همهمت تالا بارتباك وقد اتسعت عينيها بصدمه
=بس يا عز صدق……
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها عز الدين بنظرة حادة غاضبة اخرستها علي الفور لتمتم بتوتر وهي تبتلع لعابها بصعوبه 
=حح..حاضر….
التفت عز الدين الي حياء فور مغادرة تالا الغرفة ليجدها واقفة بوجه متجمد تحدقة بنظرات غاضبة لكنه تجاهلها قائلاً ببرود
=عملتلها ايه خلتيها تخرج عن شعورها وتعمل فيكي كده  ؟!
وقفت حياء تنظر اليه بعينين متسعه بصدمة عده لحظات  محاولة استيعاب كلماته تلك لكنها همهمت بصوت منخفض غير مصدق
= انا..!! عملتلها ايه…ا؟!
حاولت مقاومه نوبه من الضحك  المتصاعده بداخلها لكنها فشلت في مقاومتها لتبدأ تضحك بصخب   وهستريه حتي ادمعت عينيها  احاطت يدها بمعدتها التي بدأت تألمها من كثرة الضحك… بينما كان عز الدين واقفاً يتابع حالتها تلك بهدوء وهو يرمقها بنظرات باردة كالصعيق..
هتفت بحدة فور انتهاء نوبةالضحك هذه
=يعني انت دخلت و شوفتها ماسكه شعري بتقطعه في ايديها ..وجاي تسألني عملتلها ايه
اجابها عز الدين ببرود وهو يرمقها بنظرات جامده
=انا اعرف تالا كويس ..متعملش اللي عملته ده الا لو انتي عملتلها حاجه خلتها تخرج عن شعورها
صاحت حياء بغضب وهي تشير الي الفستان الذي ترتديه
=هي اللي دخلت و رمت العصير علي الفستان علشان تبوظهولي وكانت قاصده ده
اخذ عز الدين يتابع بعينيه يدها وهي تشير الي ما ترتديه منتبهاً الي ً جسدها الغض في ذاك الفستان الذي كانت ترتديه اخذ يتأملها ممراً عينيه عليها فقد كان الفستان يظهر جمال قوامها الخلاب لكنه كان قصير للغايه مما كشف عن جمال ساقيها ضربت الحرارة جسده علي الفور واخذت انفاسه تتعالي بشدة لكن سرعان ما حاول السيطرة علي ذاته والقاء هذه المشاعر بعيداً.. مذكراً ذاته بانها لا يجب عليها ارتداء مثل تلك الملابس العاريه بعد الان فما كانت ترتديه سابقاً لا يمكنها ان ارتداءه بعد ان اصبحت زوجته وتحمل اسمه..
تنحنح قائلاً بصوت اجش من قوة المشاعر التي عصفت به
=كويس انه باظ..انتي اصلاً مينفعش تلبسي فستان زي ده
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك…
فها هو الاخر يري انها لا يمكنها ارتداء اللون الابيض كبنت خالته اخفضت رأسها بألم وقد هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها..اخذت ترفرف عينيها بقوه في محاولة منه لابعاد تلك الدموع التي تحرق عينيها قبل ان تنسكب علي وجهها وتفضح امرها اخذت تتنفس ببطئ محاولة السيطرة علي ذاتها لتنجح في نهايه الامر برفع رأسها والنظر في عينيه بوجه متجمد خالي من المشاعر وهي تجيبه ببرود
=عندك حق …..
لتكمل وهي تتحرك ناحية طاولة الزينة تختطف من فوقها المقص
=انا مينفعش فعلاً البس فستان زي ده
لتشرع بتمزيق الفستان بالمقص الذي ترتديه بهستريه تخرج به كل الألام التي تعرضت اليها منذ تلك الليله المشؤمة كان عز الدين  واقفاً متجمداً بمكانه يراقب فعلتها تلك باعين ذاهله قبل ان يندفع نحوها جاذباً المقص من بين بديها وهو يصيح بغضب
= ايه الجنان اللي انتي بتعمليه ده … الهبل ده مش وقته خالص..
ليكمل بحده وهو يلقي بالمقص علي ارضية الغرفة بغضب
=المأذون مستني تحت..تغيري القرف اللي انتي لابساه ده وتنزلي …
ليكمل وهو يغادر الغرفة بخطوات غاضبة وهو يحاول السيطره علي نفسه قبل ان يندفع نحوها وجذبها بين ذراعيه وتهدئتها فقد كانت يبدو عليها الانهيار
=10دقايق والقيكي قدامي تحت
فااااهمه..ِ..
انفجرت حياء في البكاء فور مغادرته تجلس فوق الفراش بتثاقل وهي تشعر بألم حاد يمزق قلبها …..
دخلت نهي الغرفة وهي تهتف بمرح
=جبتلك بقي شوية انواع شيك…..
لكنها قاطعت جملتها فور رؤيتها لحاله حياء تلك القت ما بيدها علي الارض وهي تسرع نحو حياء تهتف بذعر
=مالك يا حياء بتعيطي ليه
لتكمل فور انتبهها لفستانها الممزق =ايه اللي عمل كده في فستانك كده .. ؟!
اخذت حياء تقص عليها كل ما حدث منذ مغادرتها اياها لتصيح نهي وهي تقف علي قدميها بغضب
=والله لأربيها الحيزبونه ام غل دي واكون جيبها من شعرها
همست حياء وهي تجذبها من يدها تجلسها مكانها مرة اخري
=لا يا نهي علشان خاطري متعمليش لنفسك مشاكل انا عارفه سالم جوزك صعب قد ايه
لتكمل وهي تمسح وجهها بكف يدها
=تالا دي انا هعرف اخد حقي منها ازاي ….اما بقي عز بيه فبما انه شايف اني مينفعش البس فستان ابيض ..يبقي يستحمل بقي اللي هعمله..
انتفضت تالا من فوق الفراش واقفة بفزع عندما انفتح باب غرفتها بقوة ليدخل عز الدين الي الغرفة وهو يهتف بشراسه
=اقسم بالله يا تالا….لو اللي عملتيه ده اتكرر تاني لهكون محيكى من علي وش الدنيا
تمتمت تالا بذعر وهي تفرك يدها ببعضها البعض
=هي ..هي اللي بهدلتني يا عز وانا مقدرتش امس…
اشار بيده يقاطعها وهو يزمجر بغضب
=حتي لو كانت عملت فيكي ايه…ايدك متتمدش عليها
ليكمل بحده وعينيه تشتعل بالغضب
=حياء من النهارده هتكون مراتي
يعني شايله اسمي ومتخلقش لسه اللي يمد ايده علي مرات عز الدين المسيري فاهمه
همست تالا بصوت منخفض والغيرة تنهش بقلبها فور سماعها كلماته تلك
=خلاص …يا عز المرة الجايه هبقي اخليها تديني بالجزمة وهسكت
لتكمل بضعف وهي تتصنع البكاء
=انا…انا عارفه اني مش مهمه عندك وان علشان ماليش حد………..
قاطعها عز الدين بصرامه متجاهلاً كلماتها تلك يرمقها ببرود
=عملت فيكي حاجه تيجي تعرفيني وانا وقتها هتصرف معها …غير كده مالكيش عندي اي حاجه
ليكمل بحده وهو يغادر الغرفة بخطوات غاضبة
=مش هكرر كلامي تاني
واللي عملتيه ده لو اتكرر تاني متلوميش الا نفسك
انتفضت في مكانها بذعر فور خروجه وغلقه للباب بقوة صاخبة…
قامت حياء بنزع الفستان الذي اصبح قطعه قماش ممزقه باليه و ارتدت بنطال وقميص اسودان قررت النزول بهم فبما ان الابيض لا يليق بها اذا فلتجعل الاسود يليق سمعت طرقاً منخفض علي باب الغرفه اذن للطارق بالدخول
دخل والدها الي الغرفه و وقف امامها بوجه متوتر قائلاً بارتبك
=حياءِ..انا حبيت اعرفك ان انا وماما بعد كتب الكتاب هنرجع علي بيتنا
شحب وجه حياء بشده عند سماعها كلماته تلك اقترب منها والدها عندما وجدها لم تصدر اي رد فعل علي كلماته تلك
=مش هتقولي حاجه يا حبيبتي ؟!
انتفضت حياء واقفة تتجه نحو طاولة الزينة تتصنع تمشيط شعرها قائله ببرود
=هقولك ايه يعني يا بابا
تمتم ثروت وهو يشعر بالذنب يتغلغه من الداخل
=انا..انا مش عايزك تقلقي احنا هنزورك اكيد كل فترة..يعني مش هنسيبك
هزت حياء رأسها بهدوء وهي لاتزال تتصنع تمشيط شعرها لكنها تفاجأت عندما وجدته اقترب منها وضمها بين ذراعيه بحنان قائلاً بضعف وهو يزيد من احتضانه لها
=هتوحشيني يا حبيبتي من اليوم اللي اتولدتي فيه و عمرك ما غبتي عن عيني يوم واحد
شعرت بالدموع الحارقة تتصاعد بعينيها حاولت الضغط علي شفتيها بقوة ترفرف برموشها المبتلة في محاولة منها لكبت دموعها تلك فهي ترغب بان تغرق بحضن والدها تطلب منه ان يحميها من كل ما يجري حولها لكنها تعلم بانه غير قادر علي حمايتها او فعل اي شئ لها
تمتمت بصوت مرتجف ضعيغ
=وانت كمان هتوحشني يا بابا
ِابتعد عنها ثروت يتأملها عدة لحظات والحزن يغرق وجهه قبل ان يربت بحنان فوق راسها
=يلا يا حبيبتي هسيبك تكملي لبسك علشان المأذون مستني تحت
اومأت له حياء براسها  تتابع خروجه من الغرفة وهي تشعر بان الضغط الذي قبض علي صدرها يهدد بسحق قلبها.
كان الجميع جالسون بغرفة الاستقبال بانتظار نزول حياء لعقد القران …
ظل عز الدين جالساً بمكانه وهو يشعر بالغضب يشتعل بداخله فقد تأخرت كثيراً وكأنها تعانده فقد مر اكثر من نصف ساعه منذ ان كان بغرفتها ولم تنزل حتي الان برغم تحذيره لها بعدم التأخر انتفض واقفاً وهو يزفر بضيق ينوي الصعود والاتيان بها..لكنه توقف بمكانه متجمداً عندما رأها تدخل الغرفة وهي ترتدي بنطال وقميص اسودان اللون اقل ما يمكن ان يقال عليهم انهم لائقين لحضور عزاء وليس عقد قران لكنه ابتسم بسخريه بداخله علي فعلتها هذه
هتفت احد اقرباء والدته باستنكار
=اييه اللي انتي لابساه ده يا حياء ده كتب كتابك يا بنتي مش ميتم
تمتمت ناريمان والدة حياء بارتباك في محاولة منها لتبرير الامر
=ما انتي عارفه الظروف يا فوزيه بعدين حياء حبيبتي متأثره جدا بمرض جدتها
تمتمت فوزيه باستنكار
=بس برضو مهماً ك……
لكن هتف عز الدين بنفاذ صبر يقاطعها حتي يخرس الجميع
=مش يلا نبدأ ولا ايه يا مولانا
ليصمت الجميع علي الفور منتبهين نحو المأذون الشرعي…
ظلت حياء جالسة تتابع اجراءت عقد القران غير مباليه بمن حولها فجميعهم يحدقون بها وكأنها كائن فضائي قد سقط بينهم وذلك بسبب الملابس التي ترتديها ابتسمت حياء بخبث فور تذكرها لملامح عز الدين المنصدمه فور رؤيته لها …
افاقت من شرودها علي طلب المأذون منها التوقيع علي اوراق الزواج وفور توقيعها انطلقت الزغاريط من اقاربها مأكدة علي انها اصبحت زوجة عز الدين وتحت رحمته….
اقترب منها عز الدين ببطئ ممسكاً بيدها بين يديه امام الجميع هامساً لها في اذنها 
=كويس انك لابسه اسود و عارفة انها جنازتك مش جوازتك
اقتربت منه هي الاخري تهمس له وهي تبتسم مستفزة اياه
=وجنازتك انت كمان ان شاء الله
استدار اليها يبتسم ببرود وهو يهز رأسه بسخريه بادلته ابتسامته تلك ليظن من يراهم من بعيد انهم يتهامسون عن عشقهم
بعد عقد القران…
دخل كلاً من حياء وعز الدين الي الجناح المخصص لهم بالقصر..
وقفت حياء بمنتصف الغرفة بجسد متجمد لا تدري ما الذي يجب عليها فعله…بينما تجاوزها عز الدين متجاهلاً اياها يتجه نحو غرفة الحمام يغلق الباب خلفه بصخب
ظلت حياء بمكانها وعينيها مسلطة علي الفراش الذي كان يتوسط الغرفة برعب فهي لا يمكنها ان تتخيل ما يمكن ان يحدث بينهم فهي حتي هذه اللحظة لا تصدق بانها تزوجت واصبحت ملكاً لشخص مثل عز الدين خرجت من شرودها متجهه نحو خزانة الملابس تبحث عن شئ يمكنها ارتداءه للنوم ..لكن عندما فتحت الخزانه شعرت بالدماء تنسحب من داخلها فكل الملابس التي كانت تحتل الخزانة غير لائقة بالمرة فمعظمهم عاري والبعض الاخر شفاف للغاية يظهر اكثر مما يخفي تنهدت حياء بضيق وهي ترفع يدها تضغط بها فوق رأسها بتعب لكنها انتفضت بمكانها فور سماعها صوت عز الدين الساخر يأتي من خلفها مباشرة
=خير مين اللي مات ؟!
التفت تنظر اليه تحاول فهم ما يقصده لكنها وقفت متجمده بمكانها باعين متسعه وهي تشعر بالدماء تندفع الي وجهها فور رؤيتها له واقفاً عاري الصدر لا يرتدي سوا شورت قصير اسود تنحنحت حياء تدير وجهها سريعاً مبعده عينيها عنه تمتمت بصوت مرتعش وهي تخفض رأسها بخجل
=أاص..اصل.. مش لاقيه حاجه البسها…
لتكمل جملتها وهي تتجه نحو باب الغرفة وهي لازالت مخفضة رأسها 
=اأنا…هروح اجيب حاجه البسها من اوضتي و……..
لكنها اطلقت صرخة فازعه عندما شعرت بذراعي عز الدين تجذبها الي الخلف حتي اصطدم ظهرها بصدره العاري ادارها نحوه حتي اصبح وجهها يواجهه احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحو جسده بقوة بينما اخذت حياء تقاومه محاولة الابتعاد عنه لكنه شدد من ذراعيه  حولها قائلاً
=ليه هي القمصان اللي اشترتها معجبتكيش ؟!
رفعت حياء رأسها تنظر اليه بصدمه وهي تتمتم بصوت مرتجف
=هو..هو انتي اللي اشتريت الحاجات دي
اخفض رأسه هاسماً في اذنها بصوت دافئ 
=مش مراتي ولازم ادلعك…ايه هتتكسفي مني…..
ليكمل وهو يخفض رأسه يلثم عنقها بشفتيه برقة
=بعدين انتي مش هتحتاجي لأي حاجه تلبسيها…احنا هنقلع مش هنلبس
شعرت حياء بكامل جسدها يرتجف فور ملامسة شفتيه لعنقها وكأن هناك كهرباء تسري في كامل جسدها..لكنها حاولت دفعه بقبضتها قائله بارتباك
=اانن..انت ..بتعمل ايه …ابعد عني
زاد عز الدين من احتضانه لها وهو يشعر بكامل جسده يشتعل فور ملامسة جسده لجسدها الغض  لتضرب الحرارة جسده علي الفور وكأن هناك حمم من النيران تسري داخل عروقه اخذت انفاسه تتعالي بقوة لكنه سرعان ما زفر ببطئ محاولاً التحكم في مشاعره التي تعصف به مذكراً ذاته بان ما فعله الان ليس الا لتخويفها فقطِ..
انتفض مبعداً اياها عنه بقوة حتي كادت ان تقع علي الارض لكنها تمالكت نفسها
هتف بانفاس متقاطعة حادةن وهو يراقبها باعين ثاقبة
=اطمني …مش ناوي ألمسك…….
ليكمل بازداراء وهو يرمقها بنظرات نافره
=مش عز الدين المسيري اللي يلمس واحده رخيصه زيك
شعرت حياء بالنيران تشتعل في صدرها فور سماعها كلماته تلك لترفع يدها تحاول صفعه علي وجهه لكنه امسك بيدها قبل ان تصل اليه يلويها خلف ظهرها بقوه وهو يهتف بغضب وقد
اشتعل كبركان ثائر من الغضب
متجاهلاً صرخة الالم الحادة التي صدرت عنها
=ايدك دي لو اترفعت تاني عليا…
ليكمل بشراسة وهو يزيد من لويه لذراعها
=انا هقطعهالك ….
ليكمل وهو يدفعها بعيداً عنه مما جعلها تسقط فوق الفراش بقوة
=فااااهمه
ظلت حياء دافنه رأسها بالفراش عدة لحظات تحاول مقاومة دموعها التي اوشكت علي الانفجار وجسدها باكمله كان يرتجف بشده لكنها انتفضت جالسة بذعر عندما شعرت به يستلقي فوق الفراش وهو يهتف بغضب
=اتفضلي ابعدي عن السرير علشان هنام..
ابتعدت حياء عن الفراش بحركات متعثرة وهي تتمتم بصوت منخفض
=طيب وانا هنام فين..؟!
اجابها ببرود وهو يجذب غطاء الفراش فوق جسده
=مش شغلتي..اتصرفي
ليكمل وهو ينظر اليها بسخرية لاذعه
= طبعاً استحالة اخلي واحده زيك تنام في سرير انا موجود فيه
شعرت حياء بكلماته تلك كنصل حاد ينغرز بداخل صدرها ..ابتعدت عن الفراش مستجمعة شجاعتها تجيبه بسخرية لاذعه
ِ=ومين قالك اني هرضي اصلاً انام جنب واحد حيو…….
لكنه قاطعها بصوت حاد
=بقولك ايه ياريت تخرسي قبل ما تلبخي في الكلام وتخليني اضطر اقوم واعلمك الادب اصل بصراحه تعبان وعايز انام
وقفت حياء تنظر اليه باعين متسعه   تمتمت قائله بعدم تصديق
=انت بجد انسان مش طبيعي…  
حاولت كتم باقي الشتائم التي ترغب بالقاءها في وجهه لكنها تعلم بانه لن يرحمها لو فعلتها كما انها لم يعد لديها طاقة لمجادلته اكثر من ذلك لذلك استسلمت في نهايه الامر وابتعدت عنه تبحث في الغرفة عن مكان يمكنها النوم به لكنها لم تجد شئ فلسوء حظها الغرفة لم يكن بها  ارايكه يمكنها الاستلقاء عليها وكل ما كان بها مجرد مقاعد عريقه وغير مريحة بالمرة لكنها تنهدت باستستلام وتوجهت نحوها تجذبها بجانب بعضها البعض جاعله منها فراش حتي وان كان غير مريح بالمره لكنه افضل من اللاشئ استلقت عليه لكنها شعرت بان وضعية نومها هذه غير مريحه  لعنقها وظهرها لكن لم يكن باليد حيلة وسرعان ما استولي عليها تعب اليوم باكمله مما جعلها تستغرق علي الفور في نوم عميق….
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية خطأ أفقدني عذريتي للكاتبة سمسمة سيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى