Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الخمسون 50 بقلم فاطمة أحمد

  رواية ملك للقاسي الفصل الخمسون 50 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الخمسون 50 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الخمسون 50 بقلم فاطمة أحمد

صمت ساد إلا من أنفاسها العالية و المتسارعة و زفراته الثقيلة قبل ان يردد بخشونة :
– انا رجعت سجلتك في الكلية و اول ما تولدي بنتي بتقدري تعملي اللي عايزاه تدرسي متدرسيش تخرجي من البيت في نص الليل و تعندي و تكدبي و تتكلمي مع اي شخص مليش دعوة انا بحررك من قيودي.
طالعته يارا بصدمة و شعرت بالدنيا تدور بها لكنها تحاملت على نفسها و تمتمت بصوت متقطع :
– يعني ….. يعني ايه ؟
أغمض ادم عيناه مجاهدا ليقاوم نفسه ولا يحضنها ثم مد يده الى جانبه ووضع أوراق أمامها قائلا :
– بما انك كنتي بتقولي عليا مست*بد و ظا*لم و مت*ملك و مريض قررت ارحمك و امنحك حريتك … انا مضيت خدي انتي كمان امضي على ورق الطلاق و يبقى كده خلصنا !! 
أطلقت ضحكة خفيفة اختطلت بدمو*عها مرددة بعدما وقفت :
– طلاق ؟ انت بتهزر هو كل ما تعمل حا*دث الاقيك مديلي ورق الطلاق ؟؟
لم تتحرك قسمات وجهه وهو ينظر اليها بل بدى ساكنا غير متأثر بإنفعالها فأدركت الأخيرة انه جدي في كلامه لذلك اقتربت منه قائلة بتريث :
– بص انا عارفة انك متأثر بمو*ت جدي و متنرفز لأني خرجت من البيت من غير ما اخد اذنك بس اللي حصل مش بسببي مش انا اللي حاولت اضرك انت والعيلة ومش انا اللي عملت الجرا*يم ديه كلها عشان تعا*قبني بالطريقة ديه !! ادم انا بحبك وانت عارف و تصرفاتي احيانا بتبقى مش مقبولة بس كان صعب عليا الاقيك بتمنعني من الدراسة مرة واحدة كده من دون سبب مقنع اتخيل نفسك مكاني و رد عليا لو حد حطك تحت الأمر الواقع و قالك ممنوع تعمل ده و ده ولما تسأله عن السبب يتهرب هتعمل ايه ساعتها ؟ ادم انت كنت كويس و قلبت عليا فجأة و مرضتش تقولي ع السبب اللي مخليك تمنعني من الخروج سألتك لو في حد مهد*دك قولتلي لأ انتي مش محتاجة تدرسي اقعدي في البيت و اهتمي بجوزك و بنتك حاولت معاك اكتر من مرة بس دايما كنت بترفض تسمعني انت الغلطان في النقطة ديه على فكرة بغض النظر عن غلطي انا كمان بس حتى انت مش معصوم.
لم يجبها و اعتقدت يارا للحظات أنه أصبح أبكم لا يتفاعل معها فتمتمت :
– انت ساكت ليه ؟ ايه اللي حصلك ليه بقيت هادي بالشكل ده ادم قولي في ايه ؟ انا لسه عارفة ان بابا ما*ت مقت*ول و عمي هو اللي قت*له استنيتك تصحى عشان اتسند عليك بس …. بس حالتك ديه و كلامك … انت من امتى بتقدر تبعد عني ده حتى كنت بترفض ننام في اوض منفصلة و بتغير عليا من الهوا ازاي قررت تتخلى عني بالبساطة ديه ؟؟
– اطلعي برا.
همس بها ادم في خفوت وهو يسند رأسه للخلف ثم تابع بعد صمت دام ثانتين :
– و متنسيش تمضي على الورق و تخلصي مني ….. و اخلص انا عشان تعبت من محاولاتي في اني اخليكي تثقي فيا و متعصيش كلامي.
أغمضت يارا عينيها تزفر بقوة ثم فتحتهما متشدقة بنبرة قوية :
– انا مش همضي على اي حاجة سامعني !
انحنت تأخذ الأوراق ثم رفعتها في وجهه تمزقها بتحد واضح :
– الورق ده بله و اشرب مايته انا مش هطلق مش انت اللي بتقرر مصير علاقتنا و لو كنت انا في الاول بقعد و اعيط و ازعل و اقول هسيبه زي ماهو عايز فدلوقتي انا اتغيرت …. انت جوزي يا ادم ومش هتخلى عنك طول عمري زي ماانت متخلتش عني طول الفترة ديه ، حتى لو طلبت بنفسك مش هنفذ كلامك و اعلى ما فخيلك اركبه !!!
رفع حاجبيه بدهشة شابها الإستهزاء لكنها تجاهلت نظراته و أكملت :
– هستناك ترجع لوعيك لأن واضح الضربة أثرت على دماغك بس صدقني انا مش س*يئة لدرجة اسيبك في اكتر وقت محتاجني فيه و زي ما انت اتمسكت بيا من شهور لما أصريت عليك تطلقني هتمسك بيك انا كمان.
قاومت دمو*عها لكي لا تنزل ثم غادرت و استندت على الباب تبكي بصمت مرير ، حتى هو يلومها مثل الجميع و يعتبرها المتسببة الأكبر في حا*دثه بالفعل انه حق لكنها ليست السبب الفعلي هي فقط اخطأت في التصرف و غادرت المنزل لكنها لم تتوقع ان يتأذ*ذى ، ولو علمت ما سيحدث له لكانت حبست نفسها بنفسها عن العالم الخارجي فهي تفضل الس*جن على أ*ذيته !!
لماذا لا أحد هنا يستوعب أنها اكثر الخاسرين لقد علمت ان من اعتبرته أباها الثاني هو الذي قت*ل والدها و أرسل شابا يتحر*ش بها و جعلها مد*منة على حبوب مهلو*سة و هد*د حياتها و حياة طفلتها و حاول قت*ل زوجها ! ادم الذي توقعت رؤية مواساته لها ككل مرة ها هو يتخلى عنها و يقول بكل بساطة أنه اخطأ عندما أحب فتاة أصغر منه …. هل أصبح حبها غلطة الآن هل فرق السن يشكل حاجزا لهذه الدرجة ؟ أم أنها هي من جعلت هذا الزواج مستحيلا ؟ لقد قال ادم انها ليست الزوجة المناسبة التي تستطيع حمل مسؤولية بيت كامل و لذلك سيتركها ، لكنها لن تسمح له هي تعتبر نفسها لها الحق فيه ولن تتخلى عنه حتى لو طلب بنفسه ، لن تدع الآخرين يتخذون قرارات تخص حياتها مثلما فعلوا سابقا حتى ادم لن تدعه يتحكم في علاقتهما و يرسم مصيرها !!
كفكفت دموعها بيديها و قبل ان تغادر سمعته يناديها ، تنفست بعمق ثم فتحت الباب و دخلت :
– نعم ؟
طالعها ادم بهدوء وكم أراد احتضانها و شم رائحتها لكنه ببساطة لم يستطع ، تنحنح هاتفا بجدية :
– بكره ع الساعة 10 عندك ميعاد مع الدكتور بتاعك هتعملي آخر تحليل عشان نتأكد من ان المخد*ر اختفى من جسمك نهائيا يعني تحليل واحد مش كفاية ليكي لازم تعملي تاني.
عقدت يارا حاجبيها بإستغراب :
– و انت عارف مين التفاصيل ديه اساسا كنت جاية اقولك اني عملت تحليل من قبل و قالولي المخد*ر قل بنسبة كبيرة انت عرفت منين ؟
رد عليها بصلابة :
– اتصلت بالدكتور عادل الصبح و سألته عن العلاج كان بيمشي ازاي في الفترة اللي غبت فيها و قالي انك مداومة على الدوا و عملتي التحاليل و عندك معاه ميعاد تاني ، لو مرهقة ومش قادرة تروحي ف انا هخلي المخبر يبعت موظف ياخد عينة من د*مك و لما النتيجة تظهر هيقولنا عليها يعني علشان متتعبيش اكتر.
-متقلقش انا مش هتعب نفسي.
رمقته بحزن و قالت :
– مش هتعب نفسي ولا هتعب بنتي ولا اتعبك اطمن… عن اذنك.
– رايحة فين ؟
أجابته يارا بهدوء :
– راجعة ع البيت … انا جيتلك وانا فاكرة اني هشوف حبيبي اللي بقالي زمان مشتاقة لحضنه و مسكة ايده بس اتفاجأت بحد تاني خالص … وجودي هنا مبقاش ليه لازمة.
رمقته بخيبة أمل و خرجت تاركة ادم يطالع أثرها في جمود يحمل بين طياته وجعا لم يتخيل يوما أنه سيعيشه ، لا يصدق للآن أنه اختار بنفسه التخلي عنها و الإبتعاد عن كل ما يخصها ، اختار تحريرها و تحرير قلبه من قيود حبها التي لم تجلب له إلا المعانا*ة والضعف، لكن هل سيستطيع بالفعل الإنفصال ؟ ادم يعلم جيدا ان يارا لم تكن لتوافق على الطلاق لكن ماذا لو كانت وقعت حقا ماذا لو اقتنعت في الأيام القادمة و قبلت الطلاق هل سينتهي كل شيء بينهما هل سيرتاح حقا لو ابتعد عنها وعن مشاكلها و تصرفاتها الخالية من المسؤولية أم أنه قد تعود عليها و قبلها بكل عيوبها ؟ ها هي مزقت أوراق الطلاق اذا كيف سيعيشان في الأيام القادمة هل يصر على قراره أم يتراجع و يسامحها كل مرة ؟
________________________
صباح اليوم التالي.
استيقظت يارا بعد ليلة قضتها ت*بكي محتضنة ملابس زوجها الذي فجأة قرر ان ينفصل و يتخلى عنها نهضت جالسة و رتبت نفسها ثم اغتسلت و ارتدت ملابسها و غادرت غرفة ادم القديمة في منزل عمها فهي منذ حادثه أصر عليها ابراهيم ان تبقى معهم لأنه لن يطمئن عليها وهي بمفردها ، نزلت للأسفل ووجدت الجميع جالسا على طاولة الإفطار ف ابتسمت بخفوت :
– صباح الخير.
جلست معهم و بدأت تتناول طعامها بصمت حتى نطقت زهرة :
– رايحة على فين اكده يا حفيدتي ؟
– رايحة المشفى اشوف ادم و اعمل التحاليل وبعدين ع الكلية.
قالتها بهدوء فحمحم ابراهيم متمتما :
– بلاش تروحي ل ادم هو قالي مخليكيش انتي و رهف تجم تاني كده كده هيطلع قريبا يعني وجودك معاه كل يوم ملوش لازمة.
أجفلت لوهلة وهي تبتلع الطعام بصعوبة ثم أمسكت كأس الماء بيد مرتجفة و ترجعت منه قليلا دون تعليق على كلامه ، من الواضح ان ادم يريد حرمانها من أبسط حقوقها في الإطمئنان على صحته يعتقد انه يستطيع إغضابها و جعلها تستسلم له لكنها لن ترضى ولن تدعه ينال مراده أبدا.
إستأذنت منهم و غادرت للمشفى لكي تسحب عينة من دمها و تجري لها آخر تحليل ثم اتجهت الى الجامعة ، دخلت الى المدرج بملامح واهنة و روح فارغة و جلست في آخر الصف تتابع محاضرة الدكتور و عند انتهائها شعرت بأحداهن تضع يدها على كتفها ف استدارت اليها :
– فرح انتي جيتي.
ابتسمت لها وهي تحضنها بخفة :
– مصدقتش لما قولتيلي امبارح انك هترجعي تجي الكلية مبسوطة اني شوفتك.
ابتسمت بصفاء ثم قالت :
– معندناش محاضرات دلوقتي تعالي نقعد في مكان هادي ونتكلم براحتنا.
اتجهتا للكافيه التابع للكلية و جلستا لتباشر فرح بالحديث و تحاول سحب الكلام منها :
– احكيلي اخبارك و جوزك عامل ايه اكيد الكل فرحان لأنه خف و كل حاجة اتحسنت و اولهم انتي صح.
زاغت بعينيها بعيدا عنها و أردفت :
– أكيد فرحانة لأنه صحي و بدأ يخف بس …. بس مش كل حاجة اتحسنت ادم مدايق مني جدا لأني طلعت اليوم اياه من غير إذنه ومش راضي يكلمني احم طبعا معاه حق مكنش ينفع اعمل التصرفات ديه و مسمعش كلامه.
اندفعت فرح مهاجمة :
– بس جوزك منعك من دراستك و اتحكم بيكي و بقى ياخد قرارات تخص حياتك من غير ما يرجعلك هو الغلطان مش انتي ولو انا مكانك ااا ….
رمقتها يارا بعبوس لكنها لم تعلق فهي بالطبع لن تحكي لها التفاصيل و سبب منعها من مغادرة المنزل ورغم هذا رددت بعقلانية :
– انا من كل قلبي بتمنى متبقيش مكاني ابدا صدقيني.
هزت فرح رأسها ثم سألتها بتردد :
– يعني مش زعلانة مني عشان حرضتك على جوزك و أقنعتك متسمعيش كلامه و تخرجي معايا في وقت متأخر ؟
صمتت قليلا لتجيبها بعد ثوان :
– و ازعل منك ليه ؟ انتي مجبرتنيش على حاجة اللي عملته كان بإرادة تامة مني وانا … انا دلوقتي بدفع التمن و احم ممكن في الاخر ننفصل انا و ادم محدش عارف.
قضبت حاجبيها ترمقها بغرابة و تحدث نفسها هل هذه الفتاة ساذجة لدرجة أن لا تلاحظ ما تحاول هي فعله أم أنها ذو قلب طيب يجعلها تتعامل بأريحية مع الجميع ولا تغضب من محاولاتهم الدائمة لجعلها تتصرف بتهور ؟
 حسنا فرح دائما كانت تشعر بالغيرة من يارا اعتقدت طوال حياتها ان هذه الفتاة أخذت أكثر مما تستحق ثراء و رفاهية عائلة تحبها و زوج مثالي يخاف عليها حتى عندما أحبت طالبا يدرس معهما تجاهلها معتبرا اياها صديقة و أعجب بيارا ، انه محمد مجدي الفتى الوسيم المرح يمازح هذه و يعاكس تلك لكنه لم ينظر لها يوما ، كان يقول أنه يعتبرها صديقة و الفتاة الوحيدة التي يكن لها مشاعر نقية لقد رأته ذلك اليوم عندما ظل قرابة الساعة في المدرج يتأمل يارا بإعجاب واضح و عندما اصطدمت به تجاهلته اما محمد فعاكسها و لسوء حظه رآه زوج رفيقتها و استطاع تحويله لكلية أخرى بفضل نفوذه و سلطته …
و هذا ما زاد كرهها بداخلها لكن رغم ما سعت له طويلا رغم محاولاتها لتحريض الفتاة البلهاء ضد زوجها و اقناعها بالابتعاد عن استبداده الا انها حقا لم تتمنى يوما أن يتعرض حبيبها لحا*دث أليم و يدخل المستشفى هي ليست سيئة لتلك الدرجة تكن حق*دا و حس*دا خفيان ليارا نعم لكن لم يصل الموضوع لدرجة المو*ت و اذا لم يمت ادم هل ستفرح حقا لو إنفصلا عن بعض وهي تعلم تمام العلم كم أن يارا تحب زوجها ولا تستطيع العيش بدونه !!!
***** بعد ساعات غادرت فرح الجامعة و اتجهت الى منزل أحدهم وصلت في فترة وجيزة و طرقت الباب لتفتح لها امرأة كبيرة في السن سرعان ما ابتسمت عندما رأتها :
– فرح اهلا بيكي اتفضلي.
دلفت و تمتمت بإرتباك :
– اهلا يا طنط … انا جبت المحاضرات لمحمد هو فين ؟
ردت عليها بحزن :
– هيكون فين يا بنتي قاعد في اوضته لا بيقدر يمشي ولا يروح لأي مكان…. ادخليله وانا هعملك شاي.
ابتسمت بإصطناع و طرقت غرفة الطالب الذي لطالما أحبته ولم يحبها …. محمد مجدي الذي أصبح عاجزا عن المشي بعد حادثه و يائس من الحياة لا يرى طعما للسعادة ….
دخلت فنظر لها بهدوء :
– فرح.
تنحنحت و جلست مقابلا له وبعد صمت أثار تعجبه نطقت :
– انت كويس عامل ايه ؟ 
رفع يداه يشير الى نفسه :
– زي ماانتي شايفاني. 
هزت رأسها بآلية ثم هتفت :
– انت عارف انا كنت قاعدة مع مين من شويا ؟
أنكر محمد وقد بدأ يتوجس لقسمات وجهها التي لم ترحه فتابعت فرح :
– كنت قاعدة مع يارا الشافعي …. البنت اللي انت كنت معجب بيها من اول ماشوفتها في الكلية و كلمتها و بسبب جوزها اتفصلت و اتحولت لجامعة تانية.
لاحظت شحوب وجهه و ازدراد ريقه بصعوبة ليتمتم :
– فاكرها ايوة … مالها اعتقد انتي مكنتيش بتطيقيها قعدتي معاها ليه.
ضحكت بإستهزاء و أجابت :
– لا انت فاتك كتير ده انا بقيت صاحبتها المقربة و بتحكيلي كل حاجة عن حياتها بس قولي الاول انت حبيت يارا فعلا ؟
غمغم محمد في ثبات :
– لا محبتهاش هي بس كانت عجباني كشكل و ملامح و نسب بس معنديش شجاعة عشان احب بنت عيلة كبيرة اساسا يارا كانت مخطوبة لإبن عمها من وقت طويل انا معنديش مكان في حياتها بس انتي بتسألي ليه ؟
قطع كلامه دخول والدته تعطيهم الشاي و بعد خروجها نظرت فرح الى محمد مردفة بشماتة نوعا ما :
– اصلها متخانقة مع جوزها خناقة كبيرة و ممكن يطلقها.
انتفض الأخير بدهشة :
– يطلقها ؟ هو مش ادم الشافعي عمل حا*دث و بقاله شهر داخل في غيبو*بة ديه اخباره مالية الجرايد و السوشيال ميديا امتى لحق يفوق و يتخانقو و ازاي اصلا ده مكنش بيطيق حد يقرب منها و على طول حاطط حراسة عليها عايزة تقنعيني دلوقتي انه ممكن يتخلى عنها وبعدين انتي مبسوطة ليه مش فاهم ؟
ضحكت فرح بخفوت و مقلتاها تذرفان الدمو*ع الحا*رقة التي تعكس الأ*لم المختبئ خلف ضحكتها ثم ردت ببساطة :
– لأني انا سبب من الأسباب اللي هتخليهم يطلقو ، انا اللي حرضت يارا على جوزها و عملت بينهم مشاكل استغليت عفويتها الزايدة و خليتها تحكيلي على مشاكلهم و وزيتها عليه لحد ما زهق منها و قرر يطلقها. 
– انتي بتقولي ايه عملتي ايه و ليه مش فاهم ؟!
حكت له فرح ما فعلته منذ أقنعت يارا بالصداقة المزيفة بداية من أخذها معها بعد خروجهما من الجامعة قبل شهور و جعلها تتأخر لمنتصف الليل ثم إقناعها بإخفاء خبر حملها طوال بقائها في منزل جدها و تحريضها على زوجها و الشرح لها كم أنه مستبد يسعى لقمع حريتها و شخصيتها و اللهو مع غيرها في الخارج بعد جعلها خادمة له و مربية لأطفاله و أخيرا إصرارها لتخرج معها ذلك اليوم دون أخذ إذن الأخير لكي يعلم انه لا يستطيع التحكم بها.
طوال حديثها كانت دمو”عها تنزل إستحقا*را لنفسها و على ما آلت إليه بسبب حق*دها و حسدها بينما محمد يحدجها بنظرات مصدومة متفاجئة و مستنكرة فعلتها حتى نطق :
– استغليتي واحدة اعتبرتك صاحبتها و مليتي دماغها بكلام فاضي و رسمتي دور الصديقة وانتي بتكر*هيها ليه ده كله يارا عملتلك ايه عشان تخدعيها بالشكل ده انتي …. انتي من امتى بقيتي سيئة و بتعملي خطط و مكايد فهميني يا فرح لما هي مأ*ذتكيش هوبتي ناحيتها ليه ؟
صاحت بصبر نافذ وهي تقف :
– عشانك انت ! عشان كنت بلاحظ نظرات اعجابك ليها و كلامك عليها دايما رغم انك مبتعرفش اسمها حتى مراقبتك ليها و على طول بتجيب سيرتها البنت ديه حلوة البنت ديه مؤدبة و محترمة و يابخته اللي هيتجوزها لحد ما وقفت معاها تكلمها وهي رفضتك و جوزها شافك ….. بسببها انا اتعذ*بت بحبي ليك و كرهتها لأنها افضل مني و بسبب ادم الشافعي انت اتفصلت من الجامعة و هو اللي خلى رجالته يضر*بوك صح انا عارفة كويس انه السبب في الحا*دث بتاعك و قعدتك شهرين في المشفى وانت جسمك كله مكسر انا حبيت انتق*ملك و ارجع حقك لأني بحبك و ممكن … ممكن انت تحبني بعد ما تعرف اللي عملته علشانك.
بدت له وهي تتكلم كأنها مر*يضة او مختلة هاربة من المصح العقلي أو حتى تمزح و ما يحدث الآن هو مجرد مقلب منها ، عن أي انتقام تتحدث هذه الفتاة و أي حب يجعلها تلعب بحياة غيرها و تستهزئ بمشاعرهم ؟ لقد كان هو يفعل مثلها في الماضي يجيد اللعب بمشاعر غيره و يستمتع بكسرها لكن كان ذلك بدافع النقص الذي شعر به دائما و ليس بسبب الحب و الآن هو تغير بعدما تعرض لحادث أليم كان سيفقد حياته على إثره لولا الله أولا ثم ادم الشافعي الذي تحمل تكاليف علاجه صحيح انه فعل هذا لكي يستطيع معرفة من حرضه ليتحرش بزوجته لكن على الأقل لم يوقف العلاج عند معرفة أوضاعهم المادية و دبر عملا لوالدته لكي تعيل به نفسها و إبنها.
لكن الآن فرح تردد بثقة ان ادم هو السبب في حالته و أرادت إنفصاله عن زوجته لكي تؤلمهما مثلما تألمت هي … أي حب أو أي هوس يجعلها تمثل دور الصداقة على إحداهن خاصة على فتاة ببراءة يارا ؟
أخفض رأسه بإرهاق ثم أردف :
– انتي غلطانة ادم الشافعي مش هو المسؤول عن الحادث بتاعي بالعكس هو خلى رجالته يودوني المشفى و اتكفل بمصاريف علاجي و ساعد إمي لولاه مكنتيش هتلاقيني قدامك و بتنفس حتى ….. انتي مش عارفة اللي حصل بالضبط ولا انا عملت ايه خلاني اوصل للمرحلة ديه اصلا.
انتبهت لتلميحاته فتوقفت عن البكاء و سألته بصوت متحشرج :
– قصدك ايه انت عملت ايه خلاك توصل للمرحلة ديه ؟
اغمض محمد عيناه بخزي يجبر الحروف على الخروج من لسانه :
– اللي اتسبب في الحادث بتاعي هما ناس انا اتعاونت معاهم عشان … عشان يأذو ادم الشافعي و حبو يخلصو مني عشان يلزقوها فيه …. يعني ادم الشافعي مش هو اللي حاول يقتلني لا بالعكس عالجني عشان اعترفله مين بعتني ليه.
شعرت فرح وكأنه ينطق طلاسم غير مفهومة ولا معنى لديها فقالت بتوجس :
– بردو مش فاهمة … ااا انت عملت ايه بالضبط ؟
أخذ نفسا عميقا وبدأ يسرد على أفعاله و اتفاقه مع رجلين لتفرقة الزوجين و إدخاله يارا لسيارته إجبارا عنها و تكليف أحدهم بتصويرهم صورا بأوضاع تجعل ادم يعتقد أنهما على علاقة ، ثم اصطدام سيارة كبيرة به بعد هروبه من الأخير الذي اكتشف لعبته و أقسم على القضاء عليه و كل ما فعله كان لأجل الانتقام أولا ثم الأموال التي اغدقها به ذلك الرجل و ولده.
عند انتهائه رفع رأسه بتردد ليجد فرح جالسة بوهن تطالع الفراغ بأعين متسعة و دموعها تنزل شلالا ، متجمدة لا يسمع الى صوت أنفاسه المتثاقلة و مقلتيها تزوغان بعشوائية و لوهلة اعتقد الآخر انها ستفقد وعيها لذلك هتف بحذر :
– انتي سمعاني ؟ 
– ازاي بتعمل كده.
همست بها وهي تشعر بالغشاوة تتجمع حول مقلتيها و الإتزان يغادرها فيصيبها الإرتجاف في كل أضلاعها و تضربها سكينة الخيبة في قلبها فتدميه ، حركت وجهها نحوه و همست بتقطع :
– ازاي تعمل في بنت كده عشان … عشان الفلوس انت … انت ازاي كده انا كنت مخدوعة فيك ازاي ؟
انتصبت واقفة تصرخ بحدة :
– انا بسبب حبي ليك عملت حاجات بقرف بيها من نفسي حبيت انتقملك و اردلك حقك رغم ان عمرك ما بادلتني شعوري و في الاخر تطلع انت الشيطان اللي فرق يين اتنين و اتحرش ببنت عشان الفلوس !!
هتف محمد يدافع عن نفسه :
– انا عملتها في لحظة طيش و عشان نفسي بس انتي مبتقليش عني انتي رسمتي دور الصديقة و خططتي و خدعتي وكله عشان ترضي غرورك دورتي على الأضعف و حبيتي تنتقمي منه بس السحر اتقلب عليكي و لقيتي انتي الظالمة الكبيرة …. انتي مبتختلفيش عني يا فرح احنا الاتنين زي بعض بس الدوافع هي اللي بتختلف.
قهقهت بسخرية على نفسها و ردت عليه وهي تحرك يديها في الهواء :
– معاك حق انا مبختلفش عنك لا أنا أسوء بكتير و بستاهل …. بستاهل اللي بيحصل فيا انا طول الوقت ده افتكرتك مظلوم و اتجاهلت انك واحد نسونجي بيدور على المشاكل و مستعد يعمل اي حاجة عشان مصلحته بس خلاص رجعت لعقلي و هصلح اللي عملته.
مسحت عبراتها ورفعت اصبعها في وجهه بتحذير :
– ديه اخر مرة اشوفك فيها اوعى تفكر تقابلني تاني حتى لو طلبت منك بنفسي ، من اللحظة ديه امسى انك بتعرف واحدة اسمها فرح متعتبرنيش لا صديقة ولا حبيبة ولا اخت حتى ، انا مش عايزة منك حاجة ياريت اي حاجة كانت بيننا زمان تعتبرها منتهية و اللي حصل هنا من شويا يموت هنا على الأقل احترم رغبتي و متخليش حد يعرف باللي قولتهولك.
حملت حقيبة يدها و غادرت عرفته بروح محطمة و ضمير معذَّب و يبقى هو يطالع أثرها في شرود ، ليسدل الستار عن قصة لم تبدأ بعد لكنها انتهت بأسوء الأشكال ….
_______________________
بعد مرور أسبوع.
كانت واقفة في شرفة الغرفة تناظر السماء التي ودعت ضوء النهار و على وشك إستقبال الليل معلنا نهاية اليوم ، تنهدت باسمة في شرود ، كم تحب مطالعة الشمس وهي تغرب و لطالما جلست معه في صغرها داخل شرفة غرفته يحدثها عن الفلك و النجوم و يشرح لها اسماءهم بجدية وهي تتابعه بإنتباه و عندما يتعسر عليها فهم شيء توقفه قائلة ” مفهمتش يا ابيه ممكن تعيد تاني ” ، فيبتسم و يعيد لها بصبر حتى يتأخر الوقت و يأتي والدها ليأخذها الى منزلهما ، لقد كان حينها لطيفا رغم غضبه أحيانا لكنه لم يحزنها قط آخر لقاء ودي بينهما كان يوم كاءت اليه في منتصف الليل ووجدته يدخن في شرفة غرفته طلبت منه إطفاء السيجارة ثم سألته عن ان كان الأموات يتحولون لنجوم حقا أم انها خرافة …. ووقتها أجابها بأن الأموات يذهبون الى الله لكن ذكرياتهم الجميلة تبقى في قلوب احبائهم …
تتذكر يارا انه بعد هذا اللقاء سافر الى امريكا لإكمال تعليمه وبعد عودته تغير و انقلب حاله أصبح عنيفا قاسيا يصرخ عليها و يوبخها و يتهمها بالإنحلال و يحذرها من التأثير على شقيقته أبعدها عنه و تجاهلها كأنه ترك شخصيته الحقيقية في امريكا و جاء بأخرى …. وقتها كرهته و نفرت منه و أصبحت تتهرب من الأماكن التي يتواجد بها و مع ذلك لم يتركها و شأنها و ظل يقسو عليها و يشاجرها حتى جاء اليوم الذي عرفت فيه أنها وقعت على قسيمة الزواج منه منذ حوالي 3 سنوات ، تغير حالها بعدها و تغيرت مشاعرها و أفكارها و الآن ها هي تقف في نقطة الصفر مجددا ، ها هي ترى ادم يبتعد عنها و يتجاهلها غير آبه بدموعها كأنه لم يحبها يوما لقد غادر المستشفى منذ يومان و أصرت والدته على البقاء معهما في نفس المنزل حتى يتعافى كليا و من حينها لم يكلمها الا قليلا حتى عند النوم يوليها ظهره بعدما كان يدمن حضنها ، لم يفتح موضوع الطلاق معها مجددا لكن تصرفاته تؤكد لها أنه يختبر صبرها و يرى ان كانت ستتمسك به او لا و هي بالطبع لن تفشل في الاختبار و ستدعه يعلم ان قرارات حياتهما من حقها المشاركة بها و إتخاذها بنفسها و الطلاق أمر مستبعد تماما بالنسبة لها …..
خرجت من قوقعة تفكيرها على صوت باب يصفق بعنف انتفضت يارا و استدارت خلفها لتجد ادم يقف عند الشرفة يرمقها بنظرات حادة أخافتها و الشرر يتطاير منه.
حمحمت و رددت بصوت ثابت :
– انت رجعت حمد لله على سلامتك … في ايه بتبصلي كده ليه ؟
في اللحظة الموالية كانت تتأوه بألم عندما امسك ذراعها بقوة و أدخلها للغرفة مرددا في سخط :
– يعني انتي عمرك ما هتتعلمي ولا تسمعي *** الكلام اللي بقولهولك صح.
تعجبت من تصرفه وقالت وهي تحاول نزع يده عنها :
– انا مش فاهمة انت بتقول ايه وبعدين سيب ايدي بتوجعني.
إبتسم ادم بشر و جذبها اليه يهمس :
– وانتي من امتى بتفهمي غير اللي بيمشي في دماغك انا كام مرة بقول متقفيش في البلكونه ولو وقفتي حطي طرحة على شعرك بس لا يارا هتسمع الكلام ازاي لابسة فستان لحد ركبها و منزلة شعرها على كتافها و ماشية معاها حلاوة اهه ولا عاملة حساب لحد.
تفاجأت منه و للتو لاحظت انها لا تزال بالمنامة القصيرة و قد نزعت الغطاء من على رأسها بعدما تأكدت ان لا أحد يوجد في الحديقة التي تطل عليها ، أغمضت عينيها تلعن نفسها ثم أجابت محاولة التفسير :
: – انا قلت بلاش احط طرحة بما ان مفيش حد هيجي في الساعة ديه و لو جه اكيد هاخد بالي و ادخل بسرعة.
ضحك ادم بإستهزاء ويده تضغط على ذراعها اكثر :
– ايوة علشان كده خدتي بالك مني لما دخلت صح يا ترى كنتي بتفكري في ايه يخليكي تنسي نفسك و تقفي ساعة في البلكونة تستعرضي جسمك و بطنك و متاخديش بالك مني ردي عليا.
التزمت يارا الصمت ولم تجبه فأفلتها و وضع يديه على رأسه زافرا بعصبية :
– كده كتير والله كده كتير وانا مبقتش مستحمل.
جزت على اسنانها و صاحت بإنفعال :
– مبقتش مستحمل ايه بالضبط ؟  تصرفاتي ولا مش طايقني انا كلي على بعضي ؟
تجاهل الرد عليها و كاد يخرج لكنها ركضت اتجاهه رغم صعوبة تحركها و أمسكته هاتفة بصوت مختنق :
– قولي انت مش مستحمل ايه بالضبط ؟
– خلاص اسكتي.
همهم بها ادم وهو يتهرب من النظر اليها لكنها امسكت وجهه برقة تخالف يدها المرتعشة و وجهته نحوها هامسة :
– انت بجد عايز تطلقني يا ادم ؟ عايز علاقتنا تنتهي ؟ عايز زوجة واعية و مثالية و مبتعملش مشاكل و بتسمع كلامك ؟ طيب وانا ، انا مين اللي هيحبني بعدك عايزني اتجوز حد تاني في سني و اعيش معاه ؟
شاهدت يارا تغير ملامحه و تخضب وجهه باللون الأحمر الذي اتتقل لعيناه و أصبحتا داميتان ولوهلة اعتقدت أنهما ستنفجران ، جذبها من مؤخرة عنقها حتى كاد يلتصق أنفه الحاد بأنفها من شدة تقاربها و همس بنيران استعرت قلبه فلونته بطلاء القسوة :
– تتجوزي مين يالا انتي اتجننتي ؟ 
رغم خوفها من إنفلات أعصابه هذا إلا انها ابتسمت ببرود مجيبة :
– اومال حضرتك فاكر لو اطلقنا هكمل حياتي عايشة على ذكراك ؟ انا لسه صغيرة و جميلة و غنية و ميت حد يتمناني مش انت بس لا في كتير بيتمنو اشارة واحدة مني و منهم …..
– اخرسي !!
صرخ بها ادم بقوة كادت تصم أذنيها و تابع وهو يهزها ثائرا متجاهلا تأوهاتها المتألمة :
– مين ال**** اللي بيتجرأ يبصلك ده انا هموته سامعة اقسم بالله هقتل اي حد يفكر يقرب منك انتي بتاعتي يا يارا بتاعتي انا لوحدي و حتى لو انفصلنا …. حتى لو انفصلنا ه … اااه …
تأوه بعنف وهو يضع يده على رأسه فخبتت شهقات يارا و سألته بترقب خائف :
– ادم في ايه مالك ؟ 
أولاها ظهره وهو يمسد على رأسه الذي لا يزال متأثرا من الضربة العنيفة التي تلقاها منذ شهر تندلع فيه أقسى أنواع الألم اذا انفعل زيادة عن اللزوم ، شحبت ملامح الأخرى و اقتربت منه تهتف بفزع :
– ادم قولي انت حاسس ب ايه دماغك بتوجعك ؟
أبعد يدها عنه بفظاظة صائحا :
– ابعدي عني انا مش محتاجك !!
لم تكترث له و قفزت تخرج علاجه الذي وصفه له الطبيب و أخذته له مع كأس ماء مرددة :
– خد اشرب الدوا.
كاد ادم يعترض بعناد لكنها قاطعته :
– ارجوك متتجاهلش صحتك لأي سبب انا اكتر واحدة عارفة الشعور اللي بتحس بيه دلوقتي و مدى الألم اللي في دماغك متعندش معايا و خد علاجك ! 
زفر بخنق و شرب الدواء وبعد لحظات هدأت آلامه و استكان ، تنفس بعمق و همهم :
– متقلقيش بقيت كويس خلاص …. اهدي.
قالها وهو يتأمل ملامحها المذعورة ثم ابتعد خطوة عنها مغمغما بصرامة :
– انا طالع دلوقتي اوعى ارجع و اشوفك واقفة في البلكونة تاني ولو حبيتي تنزلي تحت البسي حاجة طويلة وواسعة.
– رايح فين انت لسه داخل ؟
تجاهل الرد عليها و غادر فتأففت يارا متمتمة :
– ايه اللي وصلنا للمرحلة ديه يا ادم.
________________________
– يا بشمهندس القضية كبيرة و بتاخد وقت صعب انفذ اللي حضرتك بتقولي عليه في وقت قصير !
نطق بها المحامي صلاح بتوتر حذر فضرب ادم سطح المكتب بقبضة يده صارخا :
– صعب ايه جرايمهم كتيرة و الدلائل متوفرة صوت و صورة و مستندات عايز ايه اكتر من ده عشان تعمل اللي انا عايزه ؟ 
– اسمعني يا بشمهندس ااا…
قاطعه ادم برعونة :
– مش هسمع حاجة انا عايز علي و عمر الشافعي ياخدو اعدام في اول محاكمة ليهم و اعتقد ده مش صعب لأن الكل عارف بجرايمهم ! 
تنهد المحامي صلاح بتريث ليقول :
– هعمل اللي بقدر عليه.
نفى بحزم وهو يقترب منه :
– اعمل اللي انا بقولك عليه عايزهم يتعدمو في اقرب وقت و بعتقد الفلوس اللي بتاخدها من عندي لازم تخليك تنفذ أوامري مهما كان التمن صح !
جاهد لكي لا يظهر ضيقه من كلامه فأومأ بموافقة :
– متقلقش يا بشمهندس هعمل اي حاجة عشان قرار الاعدام يطلع ، عن اذن حضرتك.
أشار له بيده للخروج ثم نظر الى مازن مردفا :
– انت بتبصلي كده ليه ؟
ابتسم بخفة يجيبه :
– مستغرب ازاي كتلة برود زيك بقت تتنرفز بسرعة كده من اقل حاجة ، يابني انا زمان ريقي كان بينشف عشان اعصبك شويا وانت ولا هنا بس من لما اتجوزت ماشاء الله مفيش شتيمة مقولتهاش و كل دقيقة صوتك يعلى …. هو الجواز بيحول البني ادم للدرجة ديه ؟
جاهد لكي لا يضحك وقال :
– على سيرة الجواز انت هتعمل فرحك امتى بقالك شهر ونص كاتب كتابك على البنت انت ناوي تسيبها معلقة كده ولا ايه ؟
زفر مازن بحدة مجيبا :
– يا سيدي اخوها مروان مش راضي نعمل فرح و اوديها بيتي غير لما يتأكد من اني انسان كويس استاهل اتجوز اخته على اساس انه مبيعرفنيش من قبل لا و بيقولي هطلع اخوي رتاج بأحسن جهاز يا اخ انا عندي فيلا كاملة مكملة مش محتاج جهاز عايز البنت وبس بردو لأ معند ومنشف دماغه لحد ما قربت اخطفها…. بس المهم ان الفرح هيتعمل في حدود الشهرين دول انا اقنعت مروان بالعافية اصلا.
همهم بإيجاب ولم يعلق فسأله مازن بدون مراوغة :
– انت بجد عايزهم يتعدمو يا ادم ؟ 
رفع رأسه بحدة :
– ايوة عايزهم يتعدمو دول عملو جر*ايم كتيرة و قت*لو عمي و حاولو يقتلوني ولو كان في عقوبة اكبر من الاعدام كنت عملن اللي اقدر عليه عشان ياخدوها !
– مش قصدي بس يعني جدتك زهرة جوزها لسه متوفي و عندها ولدين متوفيين عمو احمد و بابات ادهم هتستحمل يموتلها ولد كمان وبالطريقة ديه ؟
اشتعلت عيناه بالغضب و كاد يتكلم لكن قاطعه رنين هاتفه و كان ادهم فأجاب :
– نعم ؟
ثوان و تغيرت ملامحه للصدمة فاغرا فاهه و عيناه اتسعتا دون استيعاب لما يسمعه ….. وضع الهاتف من يده فتوجس مازن قائلا :
– في ايه ادهم قالك ايه ؟
مرر يده على ذقنه بدهشة ليهمس أخيرا :
– عمر انت*حر !
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي والخمسون : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى