Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الفصل الخامس 5 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الفصل الخامس 5 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الفصل الخامس 5 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الفصل الخامس 5 بقلم فرح طارق

مرت الأيام على الجميع وعلاقة شروق وماجد تتحسن عن ذي قبل، و هشام لازال لا يعرف من هو المجهول الذي يتبعه..
في صباح يومٍ جديد تحديدًا في المزرعة..
يجلس هشام بمكتبه وينهمك ببعض الأعمال حتى قاطعه رنين هاتفه.
– ألو
– سادس صفقة تخسر بسببك يا هشام
هشام بتوتر : يا باشا صدقني أنا معرفش مين الي بيعمل كده.
– الصفقات دي بتتم من طرفك ومن رجالتك
هشام : ورجلتي اضمنهم برقبتي صدقني، ومعرفش مين الي بيعمل كده وبيبلغ ف آخر كل صفقة بتم..
– يعني عايز تعرفني إن ف 6 صفقات كل مرة البوليس يوصل اول ما إنت بتمشي وده كده مش تبعك؟
هشام وعرقه بدأ يتصبب بخوف : والله لأ يا باشا..
ثم أكمل بصوتٍ متوتر : ط..طب مش يمكن حد من عندك؟
– والي من عندي هيطلعك إنت ف كل مرة ليه؟ كل الأدلة مش بتدل غير على شئ واحد، وهو إنت الي ورا كل صفقة بتبوظ.
بدأ جسده كله يعرق بخوف بينما أكمل المُتصل بِه : بتلعب ف عداد عُمرك يا هشام، حذرناك من اللعب معانا وإنت شكلك محتاج تعرف إحنا مين كويس أوي.
هشام بلهفة وخوف : والله لأ يا باشا أنا عارف إنتوا مين كويس أوي، ومقدرش ألعب معاكوا، دا أنا تعبت عقبال ما بقيت منكوا هلعب دلوقت؟ آخر فرصة بس و أنا هحاول أعرف مين الي بيعمل كده..بي آخر فرصة.
– آخر فرصة ليك بس هتكون مع قرصة ودن صغيرة مننا عشان تعرف إحنا مين كويس..
أردف بكلماته وأغلق الهاتف، بينما نظر لهُ هشام بتوتر وخوف شديد وأردف : ما أنا كنت ماشي كويس وكل حاجة ماشية عدل، إيه الي حصل دلوقت؟ 
ثم أكمل بتصميم : لازم أعرف مين بيعمل كده..
في الدوار..
تحديدًا غرفة هويدا وعتمان.
هويدا : أنا عاوزة أعرف يا عتمان ليه عملت كده؟
عتمان : مش هتبطلي تسألي السؤال ده؟
هويدا بصميم : لأ مش هبطل، أه أنا عارفة غادة وحبها للمال ولـاللي يكون معاه أكتر، بس ماجد كان بيحبها وأنك جيت ف يوم وليلة قولت شروق لماجد وكمان إنت كنت عارف فرق السن الي بينهم قد إيه وعارف شروق هتتعب إزاي مع إبني.
تنهد عتمان وأردف : ده رغبة أخويا الله يرحمه ومأمني إن شروق تكون لماجد، أخويا مات يومها كان شروق عُمرها شهور وماجد 12 سنة وهو كان شايف فرق السن وهو الي وصى بكده
هويدا : وماجد عارف؟
عتمان : عارفته، لما جه آخر مرة البلد عرفته يا هويدا
Flash back..
في مكتب عتمان..
عتمان : أقعد ما ماجد..
جلس ماجد أمام عتمان بينما تنهد عتمان وبدأ حديثه بتساؤل : إيه أخبارك إنت ومراتك؟
ماجد : اتفقنا على الطلاق
عتمان بصدمة : بتقول أيه!
ماجد : زي ما سمعت يا أبويا، اتفقنا على الطلاق، الجواز حصل لا برغبتي و لا برغبتها هي كمان، و لا أنا بحبها و ولا هي بتحبني، وأنت اصريت نتجوز وأنا عملت الي إنت عاوزه، وفترة وهنطلق أنا وشروق وهي طلبت مني تعيش ف القاهرة وأنا وافقت حتى بعد طلاقنا وهتكمل تعليمها هناك.
عتمان : إنت عارف ليه عملت كده؟ ودي من البداية مكنتش رغبتي إنك تتجوز شروق، دي رغبة حد تاني إلي لو إنت عارفتها ف إنت بنفسك الي هتقولي هكمل أنا وشروق.
ماجد بعدم فهم : مش فاهم، رغبة إيه و رغبة مين؟
عتمان : أبوك الله يرحمه يا ماجد، فيه وصية هو سايبها بس أمني معرفش حد بيها غير أما شروق تتم الـ18 سنة
ماجد : وايه الوصية دي؟ ومعرفتنيش ليه أنا إبنه
عتمان : إنك تتجوز شروق، دي وصيته، شروق تتم الـ18 وإنت تتجوزها، ولما لقيت أمك كبرت ف دماغك وإنت صغير إن غادة ليك وإنت كبرت على كده مقدرتش أقولك لأ يا ماجد، بس لما شروق تمت الـ18 قولتلك تتجوزها وفرضت عليك ده لأنك مكنتش هتيجي غير بكده، وصدقني مكنش عندي أي إستعداد أقولك وصية أبوك بس لما قولتلي على أنك نويت تطلقها ف مقداميش حل غير أني أقولك.
ماجد : واشمعنا شروق؟
عتمان : أبوك أدرى الناس بجوز عمتك، وعمتك ماتت وهي بتولد شروق..ومفيش شهور وكان أبو شروق متجوز واحدة تانية بحجة إنها تربي شروق، أبوك بعدها حس إنه خلاص أيامه بدأت تنتهي وكان حاسس بالذنب تجاه شروق وخصوصًا إنه عارف أبوها هيتعبها معاه إزاي لما تكبر، والي اتجوزها دي عمرها ما كانت هتبقى أم لشروق فعلًا، وده الي حصل، عشان كده ملقاش قدامه حل غير إنه يحطها ف حمايتك ويجبرك تتجوزها أول ما هي تتم الـ18
ماجد بغضب : كنت قولي، كنت هقدر احميها من غير ما اتجوزها
عتمان : وتقدر تقولي ليه معملتش كده؟ وإنت كنت شايف شروق كل يوم بتيجي معيطة من مرات أبوها؟ 
صمت لثوانٍ وأكمل حديثه : اسمعني يا ماجد، شروق تعبت أوي يا إبني فحياتها مع أبوها ومع مراته ومتفتكرش إنها بجوازها منك راحة ليها، ده ظُلم اكبر ليها وأنا عارف كده، أبوك نفسه كان عارف إنه بيظلمها بس هو خاف من بُطش ابوها وخصوصًا أنها بنت مش ولد..
صمت ينظر لملامح ماجد التي احتدت بينما أكمل : بس ماشي يا ماجد، شكلك بردوا مش حابب تكمل معاها، وأنا عندي حل تاني.
ماجد بسخرية : وايه هو؟
عتمان : طلقها ماشي، وبعد 3 شهور هجوزها لحسن، حسن ابننا واتربى وسطنا واتقدم ليها كتير بس أنا كنت برفض بسبب أبوك، إنما دلوقت غير.. إنت أهو مش عايزها وهو هيسافر إسكندرية هيشتغل هناك، وإنت طلق شروق ويتجوزها هو وياخدها إسكندرية معاه..
ماجد بغضب : إنت بتعرض عليا عريس لمراتي؟
عتمان ببراءة : مش إنت الي قولت هتطلقها يا ماجد؟*
ماجد وهو ينهض بغضب : قولت، بس مقولتش هجوزها لغيري
عتمان : وإنت عاوزها تطلق وتفضل مُطلقة طول العمر، لأ يا ماجد مسيرها تتجوز.
جلس ماجد مرة أخرى وأردف بغضب : ماشي وأنا هنفذ وصية أبويا الله يرحمه، وطلاق لشروق مش هطلق وجوازنا هيستمر..
ثم أكمل : وحسن الزفت ده كلمك أمتى؟ وهي مراتي؟
عتمان بتسرع : لأ، من قبلها بس أنا الي فكرت فيه دلوقت
ماجد : ماشي يا حاج، أنا خارج عن أذنك
عتمان : استنى يا ماجد
– نعم
– شروق تعبت كتير يا إبني، حاول تبدأ حياتك معاها وصدقني إنت الي هترتاح، شروق غلبانة ومش هتتعبك على طول حاضر ونعم، بس ده مش معناه أنك تظلمها معاك أنا بقولك كده عشان أقولك تبقى لين وحنين معاها ومتجيش عليها يا ماجد، شروق عكس غادة ف كل شئ، غادة ممكن توصل إنها تبجح معاك لو حست إنك هتظلمها ولو واحد ف المِية، إنما شروق هتسكت مش هتنطق ف متجيش عليها ولا على سكوتها ده يا ماجد، واتقي ربنا فيها.
– حاضر يا حاج
عتمان بإبتسامة : وأنا واثق إنك هتعمل بكلامي، لأنك زي أبوك ف كل حاجه يا ماجد، وعارف إنك مش هتظلم شروق، وهتحاول تعوضها عن الي عاشته ف حياتها وعانته مع أبوها ومراته.
ماجد : أوعدك هحاول
Back..
عتمان : ده الي حصل يا هويدا
هويدا بحزن : وليه مقولتليش؟
عتمان وهو يقبل رأسها : حقك عليا
هويدا : كنت قولي يا عتمان على الأقل كنت أبقى عارفة وكمان شروق كده
عتمان بمُقاطعة : متقلقيش على شروق، إبنك دلوقت هو مواعدني مواعد أبوه قبل مني و وعد بينه وبين ربنا قبلنا كلنا أنه هيراعي ربنا فيها، واطمني دلوقت على شروق.
هويدا بإبتسامة : ماشي يا عتمان، ربنا يخليك لينا 
عتمان بإبتسامة : ويخليكوا ليا..
في مكان آخر تحديدًا ڤيلا ماجد..
فاق من شروده بالماضي وسبب السماح لنفسه إعطاء فرصة لهُ قبل أن يعطيها لشروق لبدء معًا بحياة جديدة..
تنهد ونظر لها وجدها لازالت نائمة بين أحضانه، أبتسم لها وقبل جبنيها بحنو ونهض من جانبها ببطء وهدوء خوفًا من استيقاظها، ودلف للمرحاض وأخذ شاورًا دافئًا وخرج مرة أخرى صلى فرضه وذهب لعمله..
في الشركة..
دلف لمكتبه، وسكرتيره الخاص خلفه..
ماجد : إيه مواعيد النهاردة؟ الغي أي حاجة هتكون بعد الساعة 4
عقد عمرو سكرتيره حاجبيه بدهشة وأردف : مش هينفع، فيه إجتماع مهم مع الوفد الي جاي من برة الساعة 2 وهيخلص بعد 4
ماجد : تمام هيخلص أمتى بالظبط؟
عمرو : الساعة 5
ماجد : تمام يا عمرو، احجزلي ف مطعم *** للعشا مع المدام
عمرو بإبتسامة : حاضر
ماجد وهو يعقد حاجبيه بتساؤل : بتضحك على إيه؟
عمرو وهو يحاول كبت ضحكته : مبضحكش
ماجد بحدة : عمرو
ضحك عمرو بشدة عقب كلمة ماجد بينما زفر ماجد بضيق وأردف : ممكن أفهم بتضحك على إيه؟
عمرو : عاوز تلغي المواعيد، وكمان عشا رومانسي؟
ماجد : مقولتش عشا رومانسي
عمرو : عشان المطعم ده بالذات الجو فيه بيكون رومانسي جدًا ف إنت مش محتاج تقول عايزه رومانسي
ماجد : وده الي ضحكك يعني؟
عمرو : اتغيرت خالص خالص يعني
ماجد : عشان العشا يبقى اتغيرت وبعدين..
قاطعه عمرو قائلا : مش العشا بس، كتير اتغير، وأولهم شايف حضرتك بتكلمني إزاي؟ أنا لو كنت بكلمك كده عادي من كام أسبوع كان زماني مطرود من الشغل، وثانيًا بقيت هادي أوي ف تعاملك معانا وحتى مع أقل موظف ف الشركة، وبتيجي تصبح علينا واحد واحد بمزاج أكتر م الرايق و الهادي.
ماجد وهو يعقد حاجبيه : وده مضايقك ف شئ؟
عمرو : لأ بالعكس، وربنا يفرح حضرتك دايمًا ويريح بالك على طول وتفضل دايمًا رايق كده
ثم أكمل وهو يغمز لهُ : ويبارك لـاللي روقك علينا
أبتسم له ماجد وأردف : شكرًا يا عمرو
عمرو : عن أذنك يا باشا
خرج عمرو من المكتب بينما رجع ماجد للخلف يفكر بحديثه، هو على حق تمامًا..شروق أضافت نكهة خاصة بحياته، بالأول كان شخصًا جاد بكل أعماله، يعيش بالقاهرة وحيدًا ويذهب للبلد لرؤية غادة فقط وذلك كان يكون بعد الحاح شديد منها عليه أن يذهب..
لا يدري ما حدث معه ولكنه تحول كل شئ بحياته منذ أن تزوج بها، تحول من شخص جاد بكل شئ ليس بحياته سوى العمل فقط، لشخصًا آخر هناك أشياء أخرى أصبحت بحياته غير العمل فقط..
ينشغل باله بشروق بشكلٍ مستمر، يشغل فكره كيف ينتهي من عمله ويعود للمنزل حتى يجلس معها اطول وقت ممكن..
أضافت الهدوء لكل شئ بحياته، ولِما لا ف هي هادئة جدًا معهُ، تفكيرها هادئ، حديثها هادئ، عكس غادة التي كانت تُعانده بكل شئ يفعله ويقوله بالرغم من أنه يكون دائمًا على حق ولكنها كانت تُعانده حتى لو كان شيئًا لمصلحتها هي..
قاطع تفكيره وشروده صوت رنين هاتفه، الذي علم من المُتصل دون أن ينظُر إليه..
أجاب بإبتسامة : صباح الخير
شروق : صباح النور
– لسة صاحية؟
– أها وبطمن عليك
أبتسم ماجد وأردف : الحمدلله بقيت كويس دلوقت.
إبتسمت بخجل وأردف : فطرت؟
– تؤ تؤ لسة، مستني تصحي ونفطر سوى.
شروق بإبتسامة : ماشي، أنا صحيت أهو وهاخد شاور الأول وهصلي وهفطر على طول.
ماجد : ماشي يا روحي 
– مع السلامة
ماجد بإبتسامة : مع السلامة.
أغلق معهُ وهي يشعُر بالسعادة باتت تغمُر قلبه..
إنه لشعورًا رائعًا أن تشعر إنك أول كل شئ بحياة أحدًا ما، أن تشعر أن هناك شخصًا يومه يبدأ بِك أو بمكالمةٍ منك وينتهي أيضًا بنفس ذات الشئ..”
أبتسم وهو يشعُر بالسعادة وبنفس الوقت بالدهشة من نفسه وما يحدث معه فور أن تحادثهُ..
بينما على الجانب الآخر نهضت من فراشها واستعدت لبدء يومها..
مساءًا..
كانت تجلس بغرفتها على الفراش تنتظر مجئ ماجد، ترتدي ذاك الفستان الذي هداها إياه وأخبرها بإرتدائه..
نهضت من على الفراش بتوتر فور دلوف ماجد، بينما وقف هو يتطلع إليها بإعجاب شديد وانبهار من جمالها الذي بات يأثره..
ماجد بهمس : لو أعرف إنه هيكون بالشكل ده مكنتش اختارته.
شروق بتوتر : بتقول أيه؟
ماجد : بقول غيري الفستان
شروق بحزن : ليه؟
استدارت بِه حول نفسها بحركة عشوائية منها وأخبرته بتساؤل : وحش؟
ماجد : للأسف حلو
شروق بعدم فهم : أمال حلو هغيره ليه؟
ماجد وهو يقترب منها : عشان حلو
– إنت مبقتش مفهوم بجد يا ماجد
– إنتِ الي حلوة أوي يا قلب ماجد
احمرت وجنتاها فور نطقه الصريح لها، بينما أكمل : حلوة أوي يا شروق، إنتِ حلوة أوي..
شروق بخجل : إنت هتوديني فين؟
ماجد : هنروح نتعشى برة
شروق بحماس : بجد الله، يلا بينا
إبتسم ماجد لفرحتها وأردف وهو يمسك بيدها : يلا
بعد وقت كان يجلسان بإحدى المطاعم الفاخرة المُطلة على النيل..
شروق وهي تنظر للبحر حولها : المكان تحفه 
ماجد بإبتسامة: مبسوطة؟
شروق بفرحة عارمة : مبسوطة بس؟ دا أنا هطير من كتر الامبساط.
أبتسم لها ماجد بحنو وشرع الإثنان بتناول الطعام..
بعد وقت انتهوا من تناول العشاء وجلست شروق بسكون تام بينما كان ينظر لها ماجد فقط مما اخجلها ذلك..
ماجد : إنتِ جميلة أوي يا شروق، مش كـشكل بس، روحك جميلة وشكلك، كلك على بعضك جميل، فيكِ شئ حلو غير حياتي، فيكِ حاجة من يوم ما بقيتِ مراتي وخليتني تايه مش عارف أنا فيا إيه أو حاسس بإيه، كابرت مع نفسي وقولت لأ مش معقول من أولها هحبك مثلا وفضلت أكابر مع نفسي و قُصاد ما أنا بكابر كنت بتشد ليكِ أكتر واكتر زي ما تكوني سحر وكل ما بقرب منك بيصيبني أكتر. 
صمت لثوانٍ وأكمل : عارف إنك مستغربة كل حاجة بتحصل، بس دي الحقيقة يا شروق، أنا من يوم ما شوفت شروق مراتي وأنا حياتي كلها اتقلبت مش أنا بس..
تنهد وأكمل حديثه : أنا جيبتك هنا وقولت نتكلم أنا وإنتِ مع بعض ف جو هادي وتقوليلي إيه الي جواكِ وايه الي إنتِ حساه، وايه الي محتاجاه، أنا محتاج أعرف كل ده يا شروق، محتاج أعرف إيه ف قلبك وايه ف عقلك، محتاج أعرف إذا كنتِ فعلًا مظلومة ف جوازك مني ولا مبسوطة زي ما قولتي من شوية، محتاج أعرف يا شروق زي ما أنا هعرفك دلوقت..
شروق : وبالنسبالك إنت ؟
ماجد بعدم فهم : أنا إيه؟
شروق : وبالنسبة ليك إنت إيه؟ أنا بردوا عاوزة أعرف حاجات كتير أوي، عاوزة أعرف إزاي جيت ف يوم وليلة قولت إنك بتحبني، إزاي قدرت تنسى غادة..
أه أنا مراتك دلوقت وهي مرات أخوك بس إجابتك مقتنعتش بيها يا ماجد، الي إنت قولته ده فكرت فيه ف عقلك، طب وقلبك؟ بردوا بيقول نفس كلامك؟ ولا هو لسة بيحب غادة وعقلك بس الي مخليك معايا كده؟ أنا كمان محتاجة أعرف إيه ف قلبك، محتاجة أفهم، غادة على طول كانت بتفضل تقولي على قصة الحب العظيمة الي بينكوا، إيه حصل عشان تتهد كده ف يوم وليلة؟
– حاضر يا شروق، هفهمك…
بس عاوزك تشيلي من دماغك كلام غادة الي كنت حكياه ليكِ عن قصة حُبنا لأن ده غلط..
عقدت حاجبيها بينما أكمل هو : أيوة غلط، أنا وغادة كنا بنحب بعض معاكِ ف دي واتفقنا نتجوز، وبعدين أنا سافرت بنيت حياتي ف القاهرة وكنت باجي كل فترة البلد وده عشان أشوف أمي وأرجع تاني القاهرة، حياتي كلها كانت شغل ف شغل وبس، غادة محبتهاش يا شروق، غادة أنا كبرت وبنيت حياتي على أساس أنها هتكون الزوجة المناسبة ليا، الزوجة الي هتعيش مع أمي وأنا هشوف شغلي وأنا مطمن إنها معاها، كنت شايفها زوجة مناسبة ليا ومناسبة إنها تكون شريكة حياتي، إنما حب..ف لأ محبتش، أنا قلبي كان ملغي طول الـ30 سنة الي عشتهم ف حياتي، حتى أنا نفسي كنت باجي أفكر أنا بحب غادة؟ وكنت برد على نفسي ب لأ بس مش مهم المهم إنها مناسبة وخلاص، كنت شايف حياتي هي شغل وبس ولازم اتجوز ويكونلي عيال يشيلوا إسمي وغادة الي شوفتها كده وده الي كان مهم عندي.
صمت لثوانٍ ونظر لها وعيناه باتت تلتمع بلهفة وأمسك بيدها وأكمل حديثه : بس لما اتجوزتك إنتِ يا شروق يومها لما دخلت الاوضة، من أول ما دخلت بابها وأنا قلبي دق، كنت حاسس بتوتر وأنا مش عارف تفسير الي أنا فيه كان إيه؟ دخلت وأنا بقول مش هقربلك مستحيل يحصل كده وأننا هيفضل جوازنا على ورق وبس، لكن شوفتك كل كلامي اتمحى من دماغي، وكنت بكلمك وأنا عقلي بيقول كلمة و قلبي بيقول كلمة والإتنين كانوا عكس بعض، لحقت نفسي يومها وبعدت عنك، بس يوم عن يوم كان شعوري بيكبر ناحيتك وأنا شايفك قدامي، شايف قدامي إنسانة قلبي مبيبطلش دق أول ما يشوفها وميت إحساس بيهاجم فيه، وكل ما تقربي أكتر إحساسي بيكبر ناحيتك، قولت اديكِ فرصة إنك تتقبليني كـزوج بعد ما أنا قررت بيني وبين نفسي إني خلاص مش هطلقك، أنا كبير كفاية إني أقدر أميز الي أنا فيه إيه وليه بحس كده ودا عشان أنا بحبك، واعترفت بكده ليكِ ف وقت أنا حتى استغربت قلته، بس ليه كنت أتأخر ف إني أقولك بحبك وأنا حاسس ومتأكد من إني بحبك؟ أنتِ مراتي وأنا بحبك ف ليه ابعدك عني يا شروق؟ إنتِ مستغربة سرعة الي حصل بس أنا لأ يا شروق..ودلوقت عاوز أعرف الي جواكِ إنتِ إيه؟
تاهت بين كلماته، لا تعرف بما تُجيبه حقًا، قلبها ينبُض بشدة أثر كلماته لها واعترافه بحبها من أول يوم أصبحت فيه زوجته، لا تدري مش شعورها ولكنها سعيدة، سعيدة بأنها الوحيدة بقلبه وبحياته الآن، سعيدة لانه قطع شعورها الحزين بأن غادة لازالت بقلبه وأن ما يفعله فقط من عقله وأنه يحبها هي الآن.
شروق : م..مش عارفة 
ماجد بلهفة : طيب فرحانة؟ زعلانة من جوازنا؟ ده الي أنا عاوزه يا شروق، عاوز أعرف مبسوطة ولا لأ، أنا ظالمك بأننا هنكمل جوازنا ولا لأ؟
شروق بخجل وهي تبعد يدها من بين يديه : لأ..م..مبسوطة
ضم يدها ليده أكثر بفرحة عارمة وعيناه تلتمع من حبه لها وأردف بعشق : بحبك.
إبتسمت لهُ بخجل وقطع لحظتهم رنين هاتفه..
ماجد : ماما
أمسك بالهاتف بعدما نطق إسمها بدهشة وأجاب : ألو
هويدا ببكاء وصراخ : أبوك انضرب بالنار يا ماجد..
يتبع..
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية دموعها ملاذي للكاتبة مريم حسني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!