روايات

رواية جبروت الفصل التاسع 9 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل التاسع 9 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء التاسع

رواية جبروت البارت التاسع

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة التاسعة

مكتئـب؟.. تشـعر أن الكـون بأجمعـه ضـدك؟.. هـل انـت ذلـك المبتـأس؟..
دع أمـرك للـه وإن كنـت عاصي لا تطيعـه.. وإن كنـت لا تصلـي وإن كنـت تُذنــب.. فقــط ســلم أمــرك للــه..
عــادت إلى القلعــة الحصينــة.. عــادت إلى حصـن قاسـم رسلان.. فقـط مـا تتمنـاه الان فـراش ترقـد عليـه فقدماهـا لم تعـد تحملاها.. لا تريـد لقـاء أحـد الان ، ليـس وهـي بهـذا الكـم مـن التعـب الجسـدي.. ولكـن الحـظ ليـس بصفهـا الان ، فهـي قـد أتـت في موعـد العشـاء .
ريتال بجمود: سلام عليكم.
لتسمع تمتمات بالرد: وعليكم السلام.
آدم: وأخيرا القمر شرف الدار جيتي في وقتك العشا جاهز.
ريتال وهي تتجه إلى الاعلى: لا أنا أكلت وهطلع انام …….
قاسم: أنا مأذنتش ليكي تطلعي.
ألتفتت إليه وقد أخفت تعبها جيدا واحاطت نفسها بهالتها الجامدة
ريتال: نعم قاسم بيه.
قاسم: اقعدي اتعشي علشان عايز اتكلم معاكي بعد ما تاكلي.
ريتـال: أنـا الحمـد للـه أكلـت مـع دكتـور جـاك بعـد مـا خلصنـا اخـر عمليـه النهـاردة وأكيـد رجالـة حضرتك الـي ملازمني في كل خطـوة اعطـوك علـم بكــدة وبخصــوص الكلام على مــا حضرتك تتعــشى أكــون أنــا اغتســلت وغـيرت هدومـي، بس تخلص استدعيني، تسمحلي اطلع ولا في حاجة تاني؟
قاسم دون ان ينظر لها: اطلعي.
داخل مكتب قاسم رسلان:
يجلـس قاسـم وامامـه جسـار يدعـي عـدم اللامبالاة و آدم ينظـر إلى ريتـال بأبتسـامة مرحبـة
ريتال: افندم.
قاسـم: اتفضلـي اقعـدي ( والتفـت لجسـار وأدم ) تمام نفـذوا الـي اتفقنـا عليـه وابوكـم هيكـون موجـود علشـان الامضـاء على الصفقـة.
أدم وجسار: تمام.
ريتــال بأرهاق : إذا حضرتك هتقــول حاجــة مهمــه اتفضــل قولهــا لاني عايــزة انــام ولازم اصحــى بــدري.
قاسـم: وايـه الفـرق مـا انتـي كل يـوم بتخرجـي قبـل مـا نصحـى احنـا وتيجي تنامـي وكأنـك عايشـة لوحـدك في اوتيل.
ريتال ببرود: امممم دا الموضوع يعني؟
قاسـم: لاء الموضـوع حكايـة العريـس الـي كلمتـك عنـه كلموني تـاني وهينزل مصر وييجـي هنا علشـان يشـوفك.
ريتال ببرود: والمطلوب؟
قاســم بغيــظ مــن برودهــا: انــا ببلغــك علشــان لمـا يوصــل تقعــدي معــاه وتشـوفي هـو مناسـب ليـكي ولا هيكـون مـش مـن مستواكي يـا دكتـورة. ( مشــددا على كلماتــه الاخيرة )
ريتال ببرود أشد: طيب، في حاجة تاني؟
قاسـم: لا حـول ولا قـوة الا باللـه لا مافيـش اتفضلـي وياريـت بـلاش موضـوع انـك تقـضي طـول اليـوم في المستشـفيات ده ، انتـي عايشـة مـع بـشر.
ريتـال: وكمـان في بـشر بحاجتـي وبحاجـة وقتـي يمكن ربنـا يجعلنـي سـبب في أنهـم يعيشـوا عـن اذنـك.
وخرجت كما دخلت دون ان تبالي بأي شئ
في محافظة الشرقية – منزل سالم شاهين
توقـف بـدر بسـيارته بعـد أن اصر ان يوصـل ليله و مـروان يوصـل زينـة إلى منزلها
بدر: كان نفسي الطريق مايخلصش.
ردت عليه بمرح تحاول به كسر خجلها : مـا انـا فعلا حسـيت ان الطريـق مـش هيخلـص لانـك بتسـوق ببـطء شـديد.
بدر: امممم افهم من كدة انك زهقتي يعني؟
ليله بخجل: ماقولتش كدة.
بدر: طيب قولي حاجة بلي ريقي بأي كلمة.
ليله: اقول ايه بس؟
بدر: قولي حاسة بأيه وانتي معايا شيفاني بعينيكي ازاي ؟
ليله بخجل شديد زاد جمالها: بليز يا بدر ماتكسفنيش.
بـدر: احـلى بـدر سـمعتها في حياتي أنـا بعشـقك يـا ليله ، عمـري مـا اتخليـت أحــب واحــدة بالشــكل ده، حاســس انــك مولــودة علشــاني، أنــا لا عــارف اشــتغل ولا اعمــل أي حاجــة بســببك طــول الوقــت بفكــر فيـكـي انتــي وفي اليـوم الـلي هقـدر أعبرلك فيـه عـن مشـاعري.
ليله بخجل شديد: تعبر اكتر من كدة على فكرة حاسة قلبي هيقف.
بدر: سلامة قلبك يا قلبي.
ليله: بـدر لـو سـمحت واقفتنـا بالعربيـة دي غلـط لـو حـد شـافنا هيقـول بيعملـوا ايـه.
بـدر: ماحـدش يقـدر يقـول أي حاجـة ولا يجيـب سيـرتك بكلمـة ، انتـي خلاص اتكتبتـي على اسـم بـدر الشرقاوي.
ليله: لا لسه ما اتكتبتش على اسمك أنا اسمي ليله سالم شاهين.
بدر: ليله سالم شاهين حبيبة بدر حسين الشرقاوي وقريبا حرمه المصون.
أم مـروان: بسـم اللـه ماشـاء اللـه جمليـة يـا حبيبتـي و رقيقـة زيـك ربنـا يوفقلكـم يـارب.
بدر: اللهم امين كتري من الدعوات دي اوي.
سالم: أن شاء الله هيوفقكم جميعا.
أم مروان: يارب ويسترها من العين يارب.
ليله: خلاص يا ماما في ايه!!!.
أم مــروان: اســكتي يــا بنتــي انتــوا أربــع عرسان والعـيـن عليكــم هتبقــى شــديدة، وقلبــي على قــد مــا فرحــان بيكــوا على قــد مــا قلقانــة وخافيــة عليكــوا.
سالم: سلميها لله يا حجة خديجة وافرحي ربك هو الحارس.
لردت عليه زوجته: ونعم بالله.
بدر: طيب استأذن أنا.
سالم: ما انت قاعد يا بني هتمشي ليه.
بدر: ورانا حاجات كتير والحاج عايزني في موضوع ضروري.
سالم: لا يبقى واجب تروحله بسرعة.
أم مروان: طيب اتفضل يا حبيبي الشبكة اهي خدها معاك.
بدر: وليه خليها هنا.
أم مـروان: لاء الاصـول أنهـا تبقـى عندكـم لحـد مـا الحجـة أم بـدر تجيبهـا بنفسـها واحنـا منخالفـش الاصـول ابـدا.
بـدر: طيـب خـلاص الـي تشـوفيه ، ليله ممكـن توصلينـي لـبرة عايـز اقولـك حاجـة بعـد اذن عني سالم .
سـالم: اتفضـل وصليـه يـا ليله لحـد البـاب. ( وضغـط على حـروف كلمـة البـاب )
ليله: حاضر يا بابا.
بعيدا عن الانظار أمام الباب الداخلي للمنزل
ليله: خير يا بدر عاوز ايه ؟.
بدر: اسف بس ماقدرش أمشي بدونها هموت لو ما اخدتهاش.
ليله بأستغراب: هي ايه د…..
قاطعهـا وهـو يدفعهـا على الحائـط خلفهـا وضغـط بجسـده على جسـدها وبلحظـة كانـت شـفتيها بـين شـفتيه في قُبلـة عاصفـة أودع بهـا كل مشـاعره التـي تُجيـش بداخلـه .
أما هي فقد تفاجئت كثيرا ومن هول المفاجئة لم تستطع فعل شئ ، عندمـا أدركـت مــا يفعـل واسـتوعبت الموقـف رفعـت يديهـا عـلى صـدره وحاولــت مقاومتــه ودفعــه بعيــدا عنهــا ولكن تلك الحركة زادته اشتعالا ً ً وجنون فوق جنونه .
أمسك يديها بيديه وضغط عليها حتى تشابكت أنامله مع أناملها … مقاومتها لا شئ مقابل جنون مشاعره … مقاومتها معدومة مقابل لهيب عشقه لها .
أخذت ترفص بقدميها وتحرك رأسها حتى يبتعد وبعـد دقائـق دامـت فيهـم تلـك القبلـة الملتهبـة ابتعـد عنهـا وهـو يشـعر بنـيران تشـتعل بجسـده أكثـر وأكـثر
ترك شفتيها ولكنه أسند جبهته فوق جبهتها
بدر بصوت متحشرج من فيض مشاعره: آه يا ليله.
رفـع رأسـه لـكي ينظـر إليهـا فقـد اشـتاق إلى بحـور عينيهـا ولكـن فـزع مـن تلـك الدمـوع المتسـاقطة منهـا و نظـرة اللـوم والعتـاب الممزوجـة بدموعهـا
بدر بتوتر: ليله انااا……
ولكــن هــي لم تــدع لــه فرصــة ليكمــل تربيــره ودخلــت مسرعــة إلى المنــزل وهــي تزيل دموعهــا بضهــر يديهــا كالاطفــال ودون أن تنظــر إلى والديهــا أسرعت إلى الاعلى حتــى لا يلاحظ حالتهــا
ليله: انا طالعة يا بابا.
أم مروان بأستغراب: مش هتستني مروان علشان نتعلشى .
ليله وهـي تسـتمر بصعودهـا إلى الاعلى: لا يـا مامـا أكلنـا كتيـر واحنـا بـرة تصبحـوا على خـير.
أم مروان: مالها دي متسربعة على ايه.
سالم: سيبيها يا حجة بنتك خلاص بقى عندها خصوصيات لازم نحترمها .
أما بدر فوضع يديه فوق جبهته وهو يلوم نفسه على تسرعه معها ثم نظر إلى الارض والتقط العلبة التي سقطت منه عند اقترابه منها وأثناء خروجه قابل مروان و ودعه
وبمجرد أن أسـتقر في مقعـد القيـادة بسـيارته ألتقـط هاتفـه وحـاول مهاتفتها أكـثر مـن مـرة ولكـن لم يحصـل على اي رد واضطـر إلى الرحيل وهـو مضطرب ومتوتـر مـن رد فعلهـا على مـا حدث
قصر قاسم رسلان:
الجناح الخاص بجسار وزوجته:
ليليان بصـوت عـالي أشـبه بالصراخ: أنـا زهقـت و تعبـت ومليـت مـن الحياة دي ، عايـزة احـس اني متجـوزة وعايشـة حيـاة طبيعيـة زي باقـي النـاس، كل يـوم اقـول بكـرة هيتغـير ، بكـرة حياتنـا هتتصلـح بكـرة بكـرة لكـن بكـرة دا مابيجيـش انـت مـش بتتغـير.
جسار: ومين قالك اني هتغير من يوم ما اتجوزنا وقولتلك دي حياتنا.
ليليان: وهـي دي حيـاة؟ كل واحـد في اوضـة بينـام فيهـا، بتلمسـني بمواعيد وبشـوفك بمواعيد ، متجوزيـن بقالنـا سـنين عمـرك قولتـلي بحبـك؟ حتـى في لحظاتنــا الخاصــة عمــرك قولتهــا؟ دا موظفينــك في الشركة بيشــوفوك اكـتـر منـي ، انـت بتسـمي دي حيـاة، أنـا مـش عايـزة أعيـش كـدة أنـا عايـزة أعيـش زي باقـي النـاس.
جسـار ببـرود: مالكيـش دعـوة بباقـي النـاس واتعـودي على شـكل حياتـك كـدة ، لأنهـا هتفضـل كـدة ومـش هتتغـير.
ليليان بحـزن شـديد ممـزوج بالغضـب: وأنـا مـش قـادرة أعيـش كـدة ،افهـم بقـى ، بقولـك مليـت أنـا بشـوف صحبـاتي في النـادي مـع أزواجهـم مبسـوطين
ومتفاهمــين وبيشــاركوا بعــض كل حاجــة أنــا أقــل منهــم في ايــه علشــان تكـون حياتي بالشـكل ده.
جسار بجمود: أنا مابغصبتكيش على حاجة دي طريقتي ودا اسلوبي.
للييان بترقب : قصدك ايه؟
جســار: قصــدي انــك تــرضي بالحيــاة الــلي مــش عجبــاكي دي والـلـي فجــأة بقيتــي تتمــردي عليهــا يــا أمــا تســيبيها.
ليليان بعصبيـة : اه ماتخليـك صريح وتقـول البـاب يفوت جمـل قـول انـك بتعمـل كل ده لأنـك مابتحبنيـش ولانـك عايـز تطلقنـي لكـن عايزني أنـا الـلي اقولـك طلقنـي، صـح؟
جسار ببرود أشد: انا كلامي واضح مش محتاج تفسير .
ليليان: حـرام عليـك بقالنـا سـنين مـع بعـض حاولـت كتـير ارضيـك واغيـرك، حتـى لنـا لاحظـت انـك اتخنقـت بقيـت اشـغل نفـسي بـأي حاجـة علشـان ما اضغطـش عليـك ، بـس انـا تعبـت أنـا محتاجـة حاجـات كتـير اوي يـا جسـار، محتجالـك انـت.
جسار: وأنا معاكي لكن بالطريقة اللي احبها وتعيشي بأسلوبي أنا.
وتركهـا كـما هـي واتجـه إلى عملـه وكأنـه لم يحـدث شـئ ، لـم يبـالي بدمـوع الحـسرة التـي تذرفهـا عينيهـا لم يبـالي بٱلام قلبهـا
وهـي ابتسـمت بسـخرية على فشـلها في محاولـة جديـدة لجـذب تعاطفـه تجاههـا ، أدركـت جيـدا أنهـا لم تحصـل على قلبـه أو جعلـه يحبهـا كما تحبـه فــأرادت تعاطفــه ، آى مشــاعر منــه تجاههــا قــد ترضيهــا حتــى لــو كانــت عطـف وشـفقة على حالهـا
في حاجات تتحس ومتتقلش
وان جيت اطلبها انا مقدرش
ولو انت عملتها بعد ما انا اطلبها يبقى مينفعش
في حاجات تتحس ومتتقالش
توجع في القلب ومبتبانش
وافضل علطول تعبانه مابين طب اقولك ولا مقولكش
مقدرش اقولك غّير كل طريقة حبك ليا
او غييير عليا ولا فاجأني في مرة وهاتلي هدية
املا عنيا واعمل حاجه انا مش عارفاها
مقدرش اقولك حلي الدنيا في عيني وغّير فيا
لو مهما كنت قريب مني وكنت قريب ليا
مقدرش اقولك شكل حياتنا اللي انا عايزاها
اعرف لوحدك شكل حياتنا اللي انا عايزاها
اوقات بيبان انى سكت وهديت ورضيت واستسلمت
مش معنى كده انك علطول تحسبني اني اتعودت
وساعات بتحس اني زهقت مع اني بخبي اني تعبت
متوصلنيش ياحبيبي اقول ده ياريتني اتكلمت
مقدرش اقولك غّير كل طريقة حبك ليا
او غير عليا ولا فاجأني في مرة وهاتلي هدية
املى عنيا واعمل حاجه انا مش عارفاها
مقدرش اقولك حلي الدنيا ف عيني وغّير فيا
لو مهما كنت قريب مني وكنت قريب ليا
مقدرش اقولك شكل حياتنا اللي اانا عايزاها
اعرف لوحدك شكل حياتنا اللى انا عايزاها…..
تبــاً لــك أيهــا القلــب عشــقت جاحــداً عشــقت إنســان صلــب ليــس لديــه أدنى شــعور ، أنا ارتضيت بالقليل ولكن حتى القليل لم يعطه لي
ولا ادري هل ّ العيب به أم بي أنا
خـرج مـن جناحـه وأثنـاء ذلـك رآهـا تخـرج مـن غرفتهـا، رأى مـن اسـتحوذت على قلبـه رأى مـن ملكـت الفـؤاد والوجـدان، كيف لـه أن يحـب وقلبـه لم يعـد ملكـه، كيف لـه أن ينسـاها وخيالهـا يحاوطـه بـكل مـكان ، حتـى على تلـك الوسـادة الخاليـة بجانبـه أثنـاء نومـه، بسرعة الـبرق كان أمامهـا يعـترض طريقها
ريتال ببرود: ممكن توسع علشان ما اتأخرش على ميعادي.
جسـار بعنـف ونيـران الجحيـم بعينيـه: انتـي ملـكي فاهمـة وحتـى لـو مـش فاهمـة حطيهـا قاعـدة في دماغـك إذا ماكنتيـش ليـا مـش هتكوني لغيري الـلي يفكـر يقـرب منـك همحيـه مـن الدنيـا العريـس اللـي جـاي ده ترفضيـه وتنسـي الموضـوع ده نهـائي .
ريتـال بسـخرية: انـت متعاطـي حاجـة على الصبـح ولا فيـك ايـه شـكلك غيـر متـوازن كليـاً ( واضافـت بقـوة وصلابة بعـد ان احتـدت نظراتهـا ) أنـا مـش ملـك مخلـوق يابـن رسـلان فـوق لنفسـك بـدل مـا أنـا افوقـك لكـن وقتهـا هتنـدم أوي وهخليـك تعـض صوابعـك نـدم.
جسـار بعشـق: مـش هنـدم زي ندمـي على اني ضيعـت اجمـل سـنين كنـا ممكـن نعيشـها سـوا ، مـش هنـدم أد مابنـدم على اللحظـة الـي قولتلـك فيهـا اني اخـوكي الكبـير أنـا بمـوت في كل لحظـة لمـا بفتكـر غبائي وقتهـا لكـن مـش هضيعـك مـن ايـدي ،انتـي ليـا مهـا طـال الزمـان واوعـي تنـسي كلامي ده.
ريتــال بجمــود: اطمــن أنــا مابنســاش حاجــة ابــدا ( واضافــت بنظــرة ذات معنـى ) ابـدا يـا حفيـد قاسـم رسلان عمـري مابنسـى مهـا عـدت سـنين عليـا.
كمـا تـرك الاخيرة بحسرتهـا تركتـه هـي بحسرتـه، كمـا تركهـا تموت بحزنهـا تركتـه يموت بغيرته وندمـه.
في بيت سالم شاهين:
الجميــع على قــدم وســاق منــذ الصبــاح، فاليــوم زيــارة نســاء عائلــة الشرقاوي لكـي يقدمـوا الهدايـا لزوجـة ابنهـم المسـتقبلية، اجتمعـت نسـاء عائلـة شـاهين أيضـا بالمنـزل يقومـون بإعـداد أصنـاف وأصنـاف مـن الطعـام والـشـراب والحلويــات، أمــا ليله فألتزمــت غرفتهــا ولــم تخــرج منهــا ابــدا وتركت هاتفها مفصول بسبب عدم توقف اتصالات بدر منذ امس.
أتى الموعـد المحـدد للزيـارة وأصبـح كل شـئ جاهـز لاسـتقبالهم اسـتقبلتهم أم مـروان وباقـي نسـاء العائلـة بترحيب شـديد ونزلـت ليله ايضـا ورحبـت بهـم ولكـن لم تروقهـا نظـرات حماتهـا وشـقيقتها ابـدا وبعد أن تناولوا الغداء وجلسوا .
أم بــدر: اتفضلــي شــبكتك يــا عروســة قولــت اســلمهالك بأيــدي لحــد يــوم الفــرح يبقــى بــدر يلبسهالك بأيــده.
ليله بأبتسامة مجاملة جاهدت لجعلها حقيقية : شكرا لحضرتك.
أم بدر: افتحيها وشوفيها.
ليله: ما أنا مالحقتش انسى شكلها من امبارح.
ردت عليها بأصرار : لا افتحيها.
فتحت العلبة التي بيديها ولكنها لم تجد ما اختارته أمس
ليله وقد تلاشت ابتسامتها: بس مش دي اللي انا اختارتها.
أم بـدر: وهـو اللـي انتـي اختارتيـه ده يتسـمى شـبكة دي متليقش بمقام عيلـة الشرقاوي ابـدا.
ليله باستغرب: بس انا نقيت حاجة حلوة وشيك ورقيقة.
أم بدر: لا الحاجات دي ماتليقش بمقامنا.
أم مــروان محاولــة تهــدأت الوضــع: يــا اختــي الحاجــات دي كانــت على ايامنــا زمان ، دلوقتــي كل حاجــة اتغيــرت.
ام بدر: ولاد الاصول مايتغيروش مهما اتغيرت الايام يا ام مروان.
ليله : قصد حضرتك ايه ممكن توضحي كلامك .
زوجـة عـم ليله ( ام محمـود ) : ماقصدهـاش حاجـة يـا ليله الحجـة كمـان ذوقهـا حلـو و نقاوتهـا جمليـة.
ليله: أنا ماقولتش حاجة في زوقها ، بسأل عن الحاجة اللي انا اخترتها و بزوقي علشان ألبسها .
أم بــدر بـبـرود وقــد ارتســمت تعابـيـر الاشــمئزاز على ملامحها: هتلاقيهم عنــدك وســط الهدايــا في اي شــنطة.
اشـتعلت ليله مـن تصرفات تلـك المـرأة ولكـن حذرتهـا والدتهـا بعينيهـا مـن ان تتحدث
ليله بأســلوب لبــق: احنــا ولاد أصــول اوي حضرتك ونعرفهــا كويــس ، دا بالنسـبة للأصول الـلي مابتتغـيرش أمـا الشـبكة فلـو كنتـي الـي جايبـاه ده مــن ضمــن الهدايا فمقبولــة فالهدايــا الا تــرد والرســول قــال تهــادوا تحابــوا ، أمــا لــو شــبكة فأنــا آســفة مــش عايــزة غـيـر الشــبكة الـلي اخترتها بنفـسي وأظـن الشـبكة دي مـن حقـي ومـن اختيـاري والاصـول كمـان بتقـول كـدة.
أم بدر: قصدك أنها مش عجباكي؟
لـتـرد الحجــة خديجــة موضحــة موقــف ابنتهــا : مقالتــش كــدة يــا ام بــدر بتقولــك أنهــا قابلــة هدايــاكي وإن الشــبكة الــي اختارتهــا عجباهــا انتــي تعبتــي نفســك و جيبتي زيادة .
صمتــت أم بــدر وهــي تشــتعل غيظــاً مــن حديــث ليله و ردهــا بتلــك الطريقـة ولكنهـا لم تشـأ أن تتحـدث حتـى لا يعلـم زوجهـا وابنهـا بما فعلـت .
انتهــت الزيــارة وســط أجــواء متوتــرة بــين العائلتـيـن ومــا ان خرجــوا مــن بـاب المنـزل حتـى اقتربت ليله مـن والدتهـا، وتحدثـت بـكل هـدوء وكأنهـا تقـول صبـاح الخير ..
ليله بهـدوء و بصـوت خافـت: أنـا مـش عايـزة الجـوازة دي وابعتيلهـم هداياهـم علشـان تحصلهـم.
وصعدت إلى غرفتها دون أن تضيف كلمة زيادة …
@@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى