روايات

رواية ملكت قلب المتحجر الفصل الخامس 5 بقلم سلمى عاطف

 رواية ملكت قلب المتحجر الفصل الخامس 5 بقلم سلمى عاطف

رواية ملكت قلب المتحجر الجزء الخامس

رواية ملكت قلب المتحجر البارت الخامس

رواية ملكت قلب المتحجر الحلقة الخامسة

ص’ر خات تش’ق الهدوء ونير’ ‘ان آه’ات تغزو روحهمها ، إبتسامة تش’ ق وجوه مس’لوبين الرحم’ ة، نظرات ش’امته لرؤية هذا الض’ عف.

كانت أروى تتل’وى بين أيديهم وهم تحاول الفرار وتترج’اهم ان يبتعدوا عنها ولكن لا جدوى …

تحرك مالك بهيستريا وهو يص’رخ بهم بأن يتركوها وشأنها

_ حالتك دي بس كفيلة تسعدني اوي بس هبقي سعيد أكثر لما أكس’ رك وانت بتشوف زوجتك بتض’يع منك وانت مش قادر تعمل حاجه نفس اللي عملته فيا زمان لما دخلت إبني الس’جن نهايت’ك قربت

كان هذا صوت صابر الذي كان ينظر لمالك ببسمة شا’ ‘مته لرؤيته بهذه الحالة

الوقت يمر عليهم كالدهر هو يجاهد لينقذها من هؤلاد الأوغ’اد وهي صراخ’ تها المتر’ ‘جيه تعلو ببكاء ليبتعدوا عنها ويرح’موها

جسى أحدهم فوقها ومد يديه ناويًا تم’ زيق ثيابها ….. حركت رأسها بهيستريا وهي تص’رخ بروح مم’ زقة :

_ لا ابعد عني لا

 

 

حرك مالك يديه بكل طاقته يحاول أن يحل وثاقه حتى نجح وقام كالبر” كان الذي يوشك على الإنف’جار واتجه ناحيتهم بش’ ر ولكن صابر رفع عليه المس’دس ناحيته وقال

_ لو اتحركت هتودع بنتك خليك مكانك ومتتحركش خطوه

تسمر مكانه يحرك نظره على زوجته التي تص’ ارع وتس’تنجد به وابنته التي تبكي من الخ’ وف وتص’رخ بإسمه ياله من اختبار صعب …

ثواني مرت بدقات قلب موشكة على التوقف… حتى جاءت النجاة من عند الله حيث ملئت أفراد الشرطه المكان فجأه وحاوطوا المكان وأمسكوا رجال صابر

_ سلم نفسك ياصابر مفيش مجال للهروب

نظر حوله بخ’وف وإصفر وجهه ولم يكد يستوعب نفسه حتى وجد نفسه مكبل من شرطيين ويأخذونه لسيارة الشرطة

كان صابر يصر’ ‘خ بجنون وهو يحاول أن يتحرر من الشرطيين ويذهب ليقتل مالك :

_ انت فاكر انك كده كسبت يامالك انا مش هسي’ بك فاهم مش هسي’بك

بينما مالك كان لا يهتم لأي شيء ففور رؤيته للشرطه ركض سريعًا ناحية زوجته التي تحاكي الموتى وماأن رأته حتى إرتمت في أحضانه وبكت بق’هر بينما هو إحتضنها بشده وكأنه يود أن يخفيها عن هذا العالم القاسى

مسد على رأسها بحنو وهو يهمس لها بكلمات مطمئنه :

اهدي انا جمبك متخافيش كان كابو’ ‘س وعدى كل حاجة هتكون بخير متخافي’ ش هشش انا معاكِ

رفع مالك نظره وجد صغيرته تجلس بجانب أروى تبكي بخو’ ف فنظر لها بإطمئنان وفتح زراعه الآخر :

_ تعالي ياحبيبة بابا متخافي’ ش

 

 

 

ذهبت الصغيره ناحيته وارتمت في أحضانه هي الأخرى تتشبث به بقوه وهي تقول كلمات غير مفهومة

ضمهم لقلبه بقوه وظلوا هكذا لفتره حتى هدأو قليلًا

_ انا عايزه امشي من هنا يامالك مشيني

كانت هذه كلمات أروى الراجية والتى يتخللها التعلثم من الخ’ وف الذي تلبسها بسبب الجح’ يم الذي كاد أن يح’رقها..

حرك مالك رأسه بموافقة وأسندها لتقوم ولكنها لم تقدر الوقوف على أرجلها فحملها وتقائيًا إحتضنت يديها رقبته بشدة وأسندت رأسها على كتفه وأغمصت عينيها بأمان

نظر لها مالك قليلًا ثم سار وورائه صغيرته التي تمسك رداء ثوبه من الخلف وتسير معه بإطمئنان وكأن قطعة القماش هذه هي مأمنها…

خرج مالك واتجه لسيارته ثم فتح الباب الخلفي ووضع أروى بهدوء ثم صعدت إبنته بجانبها ووضعت رأسها على أرجلها وأخذت تمسد على رأسها بحنان

قبل أن يصعيد مالك وقف مع صديقه يشكره كثيرًا

_ شكرا بجد ياسامي انت أنقذت حياتي النهارده

_متقولش كده ده شغلي خود بالك من نفسك ياصاحبي…. خود بالك منها وادي لمستقبلك فرصه

ربط على كتفه بهدوء ورسم إبتسامه هادئة على وجهه :

_ربنا يسعدك يارب… سلام ياصاحبي اشوفك في ظروف احسن

 

 

ودعه سامي وظل مالك مكانه يفكر في كلماته حتى أفاق على صوت إبنته التي تناديه للرحيل فإستجاب لها وصعد للسياره والقى نظرة سريعة على أروى ليطمئن عليها ومازالت كلمات سامى تعصف بعقله زفر أنفاسه محاولةً لتهدئة نفسه ثم أدرا السيارة وطوال الطريق لم تتركها نظراته المسترقه.

على الناحية الأخرى

_ البقاء لله

صرخ’ت رضوى به :

_ انت بتقول اي ماما كويسه ماما قومي ياماما

ضرب’ ت زوجة أخيها صدرها وأخذت في تولول:

_عين وصابتنا الله يرحمك ياحماتي

نظرت لها رضوى بش’ر وانف’جرت بها :

_ اخرسى ماما محصلهاش حاجة سكت مراتك يامازن

_ازاي حصل كده يادكتور هي كانت كويسة

كان هذا صوت مازن المتسائل

_ حصل اضطراب مفاجئ في القلب وعدم انتظام ضرباته ادي للم’وت المفاجئ البقاء لله ربنا يصبركم…

بعد مرور خمس ساعات كان منزل رضوى مليء بالنساء الذين يواسونها وهي تجلس لاحول بها ولاقوة أصبحت وحيدة كليًا الآن رغم معاملة والدتها لها ولكن هي امها بالتأكيد كانت ترى ماهو صالح لها عنها لم تكون صداقات طيلة حياتها كانت والدتها هي محور كل شيء والدها ما’ت وهي في مرحلة الإعداية لم تكد تشعر بحنانة وأخيها لم يكن قريب منها أبدًا ليعوضها فهو كان شاب جامعي طائش يصادق أصدقاء سوء وكانت حياته كلها عبارة عن لعب حتى أنه كان يترك المنزل لوقت كبير ولا يرونه تكاد تكون مواقفهم ومحادثتهم مع بعضهم معدومة مرت سنوات الجامعة ولم يتغير كما هو يخرج ويعود لهم أينما يشاء كانت والداته هي الداعم الوحيد بهذا المنزل، بعد فتره قرر الزواج ومن أجل المبجلة أصبح يعمل من هنا لهناك حتى يوافق أهلها عليه وتم زواجهم ولكنها لم توافق بالعيش معهم ووافق على كلامها وجعلها تسكن وحدها وذلك بسماعدة والدتهم فهو مدللها وفرحتها الأولى وماأغظم هذه الفرحة من يوم زواجه لا تراه الا اذا تأزمت أموره وجاء ليطلب المال من والدته و بالطبع لا ترفض لم يزرف دمعة واحده عليها وكأنها لم تكن بحياته من الأساس وهذه التي تجلس بجانبها تولول بطريقه تجعل الغضب يش’تعل في قلبها وتود لو تمسكها وتضرب رأسها بالحائط حتى تصمت عن هذا المشهد المثير للشفقة…

 

 

 

أسندت رأسها للحائط وأغمصت عينيها الممتلئه بالدموع وعقلها يدور حول نفسه في نقطه سوداء يبحث عن يد تسحب قلبها اليتيم لبستان من الزهور وينتشلها من صوت الهدوء الذي يتلاطم مع قلبها فقط ماتريده الآن هو أن تشعر بالأمان وسط كل هذا الخراب الذي يعصف بروحها

ابتسمت بسخرية حينما تمنت ان لو تكون أروى بجانبها الآن كيف وهي كانت ألمها لسنوات وتتمنى أن تداوي ألمها هي تستحق هذه الوحدة لقد كانت سيئة ولكن هناك الخير أيضًا هي فقط تريد يد تمتد لها لتنتشلها من هذا وتُصلخ أخطاء الماضي ولكن هل لندبات الماضي أن تُزال….

عاد مالك إلى المنزل وهو يحمل أروى وخلفة إبنته وحمد ربه أن والده لم يعد بعد من عمله

ترجل بإتجاه غرفتهم ثم دخل واقترب من الفراش ووضعها برفق وظل بجانبها لفترة يتأملها حتى أفاق على صوت إبنيته المتسائل :

_ هي ماما هتبقى كويسة صح يابابا والناس الوحشين دول معدوش هياخدونا

رسم بسمه بسيطه على شفيته ثم قربها من أحضانه وقبل أعلى رأسها وربت برفق عليه :

_أيوه ياقلبي متخافيش انسى كل ده انا جمبك

ظل هكذا لوقت يربت على رأسها بحنان حتى غفت بأحضانه كالحمل الوديع

قبل حبينها بحب ثم حملها متجهًا لغرفتها ليُنيمها في سريرها…

بعد خمس دقائق عاد للغرفة وجلس بجانب أروى ونظر لوجهها الشاحب بأل’م ثم قال بصوت يجاهد ألا يبكي :

_ أنا أسف اني عرضتك لدا أسف

اقترب منها وقبل حبينها بعمق ثم تسطح بجانبها ولم يقاوم شعوره في أخذها و دفنها في أحضانة

هناك شعور يغزو روحه لأول مره يشعر به ومع من لمن كان يعتبرها قريبته وأخته فقط هناك لص خفى يغمر ذلك الذي يخفق بداخله ويقاومة بكل طاقته

كانو أصدقاء الطفولة حتى الشباب وكانو قريبين دائما من بعضهم والجميع كانو يقولون أنهم لبعضهم ولكن كان يرفض مايقولون دائمًا حتى أثبت لهم أنهم خطأ ووقع بحب زوجته من النظره الأولى وتزوجها فورًا ومن هنا بدأ أن يبتعدوا تدريجيًا حتى أصبحوا كالأغراب ولكن هذا الشعور الذي ينتابه لأول مره يجربه ماهذا الذي يحدث…

أغمض عينيه ليريح عقلة وينعم بالدفئ الذي يدغدغ خلايا قلبه وهى فى أحضانه

فى اليوم التالى

تململت أروى في نومتها وتحرك رأسها بهيستريا ووجها يتصبب عرقًا وتص’رخ بكلمة لا

هرع مالك من مكانة بف’ رغ وهي يحاول إفاقتها حتى قامت فجأه وهي تمد يديها في الهواء صارخ’ة:

_ لا لا

 

 

أخذها مالك في أحضانه سريعًا وظل يربت على رأسها لتهدأ

_بس اهدي انا هنا مفيش حاجة هششش خلاص كله هيبقى بخير انا جمبك

ظلت هكذا لفتره وجيزة ولم يقف لسانه عن الكلمات المطمئنه لها

استكانت في احضانه وهدأت ثم أدركت أنها تحتل أحضانه فرفعت رأسها تنظر له في خجل واكتسى خديها الحمرة جعلتها لطيفة كثيرًا

حركت جسدها ببطئ فى محاولة منها حتى تحرر حصن يديه بينما هو أبى ذلك وإقترب منها وقبل جبهتها بعمق ثم قال بأسف :

_أنا أسف سامحيني مش هسمح ان يحصل كده تاني بإذن الله مش هسمح تتعرضي لدا تانى

ازداد توترها من قربه وصوته الذي قشعر بدنها ولمسته التى هزت عرش قلبها فكان الصمت هو الخيار الأمثل لها

ابتسم على خجلها من يراها الآن لا يراها منذ بضع سنوات حينما كانت تقول له هيا بنا لنلعب الغميضه ومن يفوز يجلب الحلوي واذا خسرت كان المنزل يهتز من صراخاهما..

رفع رأسها الذي تنكسه أرضًا ثم قال :

_انا أسف إنى مقدرتش أحميكي منهم وكنتي هتضيعي مني أسف بسببى وبسبب شغلي كل اللي حواليا فى خط”ر دايمًا

نظرت له بعيون ملتمعه بالدموع حينما هاج’م عقلها ماحدث مجددًا:

_ مين الراجل ده يامالك واي علاقته بيك وليه عايز ينتقم منك

ابتلع مالك الغصه التي احتلت حلقة ثم أخذ نفسًا عميق ليبدأ حديثه :

 

 

_الراجل ده ابنه كان ممسوك في قض’ ية اغت’ صاب وانا كنت ماسك قض’ ية المت’همه ابوه حاول كتير انه يرش’ يني عشان اسيب القضية لكن انا رفضت وفضلت اشتغل على القضيه بعد محاولات مستميته انه يطلعه منها بعلاقته لكن منفعتهوش الادله كلها كانت ضده واتح’ كم عليه بـ (15 سنة) الواد متح’ملش وم’ات في الس’جن صابر حط الحق عليا في موت ابنه لقيته جايلى مكتبى وجاي يقت’ لني لكن الأمن اتصرف يومها بعدها بفترة محطات الفضائيات كلها أعلنت إفلاس رجل الأعمال صابر دويدار وبعدها اختفى ومر ست سنين على الموضوع ده وكنت مفكر انه خلاص الحكاية خلصت لحد ماظهر امبارح وكان هياخد روحي لكن الحمد الله قدر ولطف قبل مااجي المكان رنيت على سامي صاحبي وحكيت ليه كل حاجه والحمد الله وصل في الوقت المناسب كابوس وانتهى

امسك وجهها بين راحتيه واردف بصوت حانى:

انسى كل اللي حصل المهم انك بخير وربنا نجانا

احست بدفئ غريب يغمرها ودقات قلبها تتسارع في الداخل ونظرته تقذقها في بئر عميق لاتدري أين نهايته ولكنها تشعر فيه بالأمان…

أفاقوا علي صوت طرقات الباب قدفشفته بعيدًا عنها بخجل وهرعت إلى الباب تفتحه بينما هو زينت ابتسامة جميلة شفتيه ترغمه على الإقتراب اكثر حينما يرى لطافتها هذه.

فتحت الباب وجدت الصغيره أمامها فحملتها سريعًا بين أحضانها بسعادة ودلفت للداخل تجلس بها على الأريكه التي تحتل إحدى زوايا الغرفة

 

 

_ ماما انتي كويسه متخافيش انا جمبك

اردفت الصغيرة بهذة الكلمات وهي تربت على ظهرها بلطف.

ابعدتها عنها ثم قبلت خدها بقوه:

_انا كويسة طول ماانتي جمبي ياروحي

_طب يلا بقا عشان انا جعانه اوي وجدو لسه مجاش شكله سهران في المستشفى زي عادته

اردفت أروى بإبتسامة:

_بس كده أحلى فطار لأحلى لؤلؤتى

_على طول نسيتني اول ماشوفتي ماما وبابا فين

اردف مالك بهذه الكلمات معاتبًا ابنته بمزاج

نزلت الطفله من على أرجلها وركضت لوالدها تندس في أحضانه وقالت بكلمات خطفت قلبه:

_ بابا في قلبى على طول

شدد على أحضانها أكثر ثم قال :

_ يسلملي اللي لسانه بينقط سكر

ابعدها عنه ثم قال لها بهدوء:

_اسمعي يالؤلؤتى اللي حصل امبارح ده مش عايزين جدو يعرفه عشان ميزعلش ويعيط على لؤلؤه

حركت الطفله رأسها سريعًا وقالت ببراءة:

_لالا مش هقول حاجة مش عايزه ازعل جدو

قبل خدها ثم قام من مكانه حاملًا لها ويتجه للخارج:

_بنتي اللي قلبها دهب يلا بقا عشان نفطر فطار ملوكى من ايد ماما

 

 

ابتسمت اروي عليهم بحب وسعد قلبها من كلمات مالك وقامت تتبعه وعلى وجهها ابتسامة هائمة…

_ اسمع يامازن اتصرف امك ماتت يعني البيت ده من حقك الراجل بتاع الشقه طردنا عشان مدفعناش إيجار اربع شهور وانت اطردت من شغلك يعني هنشحت انت تبيع البيت عشان نقدر نعيش انت ليك حق فيه زيك زي المحروسه اختك فتتصرف تقنعها تمضي على عقد البيع المهم تعوض الجوازه اللي اتفشلكت دي وكانت هتساعدنا فقر انت وأختك انت تكرشها من هنا عشان نعرف نعيش ياخويا انت تزور امضتها عشان نخلص بسرعة ولو معملتش كده انا همشي من وشك ومعتش هتشوفي تاني فاهم

قالت كلماتها الأخيرة بصراخ ثم تركته يفكر فيما قالته غافلين عن تلك التي استمعت لكل شيء والصدمه تنهش وجهها وقلبها تشعر ان هنا أشو” اك تُغرس به

اقتربت من أخاها وقالت بصوت موجوع :

_هتتخلي عني يامازن هترميني في الشارع انا.. انا كنت مستنيه الأمان منك بعد موت ماما بس انت انت كمان عايز تتخلى عني وتدوس عليا هو انا سيئة للدرجة عشان كلكم تسبوني بالله عليك يامازن متسبنيش متعملش فيا كده انا محتجاك جمبى

رق قلب أخيها لرؤيتها هكذا ولأول مره يأخذها فى احضانه

أمسكت به بشده وعلى صوت شهقاتها :

_ متسبنيش يامازن انا موج’وعه متكس’ رنيش بتخليك عنى محدش بيحبني انا مش كويسه انا مش كويسه محدش بيحبني

ربت على ظهرها وبدأ في البكاء هو الآخر :

_ لا لا متقوليش كده كل حاجه هتتصلح اهدي ياحبيبتي انا اسف أسف انا مكنتش قد المسئولية وكل حياتي غلط بس صدقيني هصلح كل ده هنعيش انا وانتِ مع بعض وهعوضك عن كل أل’م شوفتيه مش هسيبك انا اسف شامحينى…

 

 

مرت الأيام والشهور وكلما يمر الوقت يزداد اقتراب مالك وأروى وتتحسن علاقتهم ويُنبت الحب بقلب مالك تجاهها اكثر وأكثر ولكنه يهرب منه وهى مازال قلبها يشهد علي حبه في كل نبضة اما عن حياة رضوى فلقد تغير مازن كثيرًا وأصبح معها دائمًا واقتربوا من بعضهم بشكل كبير ووفقه الله لعمل جديد وأصبح يجاهد ليرضي ربه ويعوض أخته عن كل ماعانته اما عن زوجته فطلبت الطلاق منه ونعتته بكلمات جرحته فوجد أن طرقهم أصابها شقوق وشُوهت فتم طلاقهم وكل منهم ذهب لحاله ومن يومها وهو لا يهتم الا بأخته أما عنها فلقد تغيرت كثيرًا أصبحت اجتماعية وتكون صداقات تتعامل بلطف مع من حولها كل ليلة تدعوا الله أن يسامحها على أخطائها ولم تمر ليلة الا وهي تدعو لوالدتها بالرحمة والآن تأخذ خطوة أهم من سيجعل قلبها يطمئن وتسامح نفسها كليًا هى ان تغفر لها أروى…. أما عن ذلك العاشق فتعالو معى لنرى ماذا فعلت به الأيام هو الآخر

صباح يوم الجمعه كانت شقة رضوى مقلوبة رأسًا على عقب لتنظفها

حملت السجادة بتعب ثم اتجهت للشرفة لتضعها في الشمس وهي تسب ذلك العريس المجهول الذي سيأتى َبالامس والذي أصر أخيها على أن تقابله ولا ترفض مثل كل مره دون أن تراه

مرت ساعتين حتى وقعت على الاريكه بتعب تصرخ من أل’م ظهرها:

_أه حسبي الله ونعم الوكيل حسبى الله فيك وفي ضيوفك يامازن

قامت من مكانها ودلفت لغرفتها ثم ارتمت على الفراش تحتضنه وبعدها غفت ولم تشعر بشيء بعدها…

بالأمس

افاقت رضويى على هزات قويه :

انتي يابت ياغيبويه الساعه بقت سبعه الراجل زمانه جاي

حركت رأسها للجهة الأخرى ووضعت الوسادة على رأسها :

_ خود الباب وراك ياض انا عايزه انام مش عايزه اقابل حد انا

وضع يديه في خصره وضيق عينيه بشر :

_ طيب براحتك أنتِ اللي جبتيه لنفسك

فاجئها حينما حملها واتجه بها ناحية المرحاض ناويا وضعها تحت المياه فصرخت به بترجي:

_لالا خلاص والله هجهر نفسي وهفوق اهو بالله عليك الميا ساقعه والدينا تلج

 

 

 

أنزلها وهو يبتسم بإنتصار :

عفونا عنك عشر دقايق والاقيكي جاهزة يلا

القى كلماته ثم تركها وظلت هي تتمتم بكلمات غاضبه وحانقه من هذا المبجل سوف تريه حينما تراه

مر الوقت وجاء العريس وخرجت له برفقة مازن وصدمت حينما وجدته سالم … جلست بجانب أخيها وحركت نظرها بعيدًا عنه

نظف مازن حلقه ثم قال :

_ سالم كلمنى من يومين وطلب ايدك منى والحقيقه هو احترام وأخلاق والحارة كلها عارفه انه أصيل من جهتي أنا موافق لكن ده اختيارك إنتِ هسيبكم عشر دقايق

تركهم مازن ومر دقيقتين ومازال الهدوء هو المسيطر على الوضع

التقط سالم أنفاسه وحاول ان يهدأ ضربات قلبه التي يعلو دقاتها في حضرتها وتفقد سيطرتها :

_انا طبعا مش هعرف عن نفسي احنا ولاد منطقة واحده كل اللي عايز اقوله حاليًا إنك زي الكنز اللي كنت بدور عليه في الصحراء ولقيته بس وقف في طريقي عقبات قبل مااوصل ليه عشان يبقى اللي جواه ملكي وده في ايدك أنتي لما ربنا يريد بإذنه يجمعني بيكِ في الحلال هكون امتلكت اللي جواه وبقي قطعه من قلبى

 

 

 

نظرت له بخجل وبلاهه في آن واحد هل يقول الغاز أم غزل ام ماذا يفعل لكن كلماته جعلت قلبها ينتفض وشعور بالسعادة يغمرها

ظلت صامته قليلًا حتى قالت له :

_ هصلي إستخارة وقراري هيوصلك مع أخويا.

قالت كلماتها ثم تركته تركض لغرفته تحاول السيطرة على ضربات قلبها وتلك الابتسامة التي احتلت شفتيها فجأه

بالخارج كان يجلس معه مازن

_ ان شاء الله ربنا هيجبر بخاطرك ياسالم انا هبقي مرتاح بما اسلمك اختي انا متأكد انك هتحافظ عليها

ابتسم له سالم :

_ان شاء الله يامازن طيب عن اذنك مستني ردها على احر من الجمر

ودعه مازن وهو يطمئنه ثم اتجه لغرفة اخته ودق الباب فسمحت له بالدخول

_ممكن اخد من وقتك شويه

_ اه طبعا يامازن اتفضل

اتجه ناحيتها وجلس بجانبها ينظر لها بحنان :

_ اول مره النهارده احس اني مسئول بعد سنين في مشاعر جوايا مش قادر اعبر عنها حاسس اني عايز أعيط وحاسس بغيره ان سالم هياخدك منى

_ هو انا لسه وافقت

 

 

 

احتضنته بقوه وقالت :

_ انا هفضل قاعده جمبك ومش هسيبك انا مش موافقة

_متقوليش كده سعادتك تهميني سالم هو الوحيد اللي هيخافظ عليكِ وهيسعدك متضيعهوش من ايدك

قبل جبينها بحنان ثم ابتعد عنها وريت على خدها برفق :

_ ربنا يسعدك ياحبيبتي

قال كلماته وقام من مكانه متجهًا للخارج وظلت هي تفكر في كلماته حتى غلبها النعاس ونامت..

كانت أروى واقفه امام نافذة غرفتها تتأمل السماء بإبتسامة صافية حتى فوجئت بمالك يقف بجانبها يلقى عليها نظرات جعلتها تخجل وجاءت لتهرب منه ولكنه لم يسمح لها وأمسك يديها وقربها منه :

_ بحبك ياأروى مشاعر كتير بتخليني تايه لما تكوني قريبه مني قلبي بيدق بسرعة حاجات كتير طيبتك وروحك الحلوه كل حاجه فيكِ أجبرتني إني أقع أسير لحبك

فقط دقات قلبها هي التي تتحدث الآن ليس هناك مجال لأي حديث يكفي عينيها التي تجيش بعشقه

تلاحمت الأعين في رحلة عشق لا نهاية لها والقلوب ترابطت وحاوط ضوء القمر عليهم بأسواره لتشهد هذه الليلة على تفتح أزهار جديدة وفوز القلوب مع حرب الماضى واحتلال أبواب جديده تسمى بحور العشاق….

مر شهر على هذه الأحداث وحدث به أشياء كثيره فلقد وافقت رضوى على سالم وتم عقد قرانهم بعد إقناع كبير منه بدأو يقربون أكثر وبدأ الحب يعزو قلب رضوى تجاه سالم فهو مواقفه معها أجبرتها على إحترامه قبل حبها له يسعى دائما في عمله، يصلى ويعمل كل ما بوسعه ليرضي ربه وغدًا وأخيراً سيتحقق أمنيته سيجمع الله بينه وبين من ملكت قلبه بعد تعب دموع كثيره وتعب أنهك قلبه العاشق لها…

أما أروى ومالك فهولاء هامو في عالمهم ويوما عن يوم ازداد الرابط بينهم أكثر…

وقفت رضوى امام شقة أروى تتأهب لمقابلتها فغدًا مهم بالنسبة لها وتتمنى ان تكون بجانبها

طرقت الباب وانتظرت قليلًا حتى انفتح الباب ووجدت أروى أمامها

_ازيك ياأروى

تعجبت أروى من مجيئ رضوى :

_ رضوي إزيك إتفضلى

دلفت رضوى للداخل ثم جلست وجلست أمامها أروى وقالت بتساؤل:

_ تشربى اي

 

 

حركت رضوى رأسها برفض :

ولا حاجة انا كنت جايه أعتذرلك على كل حاجه عملتها فيكِ زمان انا عارفه اني كنت قاسيه بس ده غصب عني والله دايما ماما كانت بتقارنى بيك اتولد شعور الك’ره جويا غصب عنى انا عارفه ان ده ميشفعليش بس انا حقيقي أسفه بجد ندمانه من كل قلبى

ابتلعت تلك الغصه يم تحدثت بألم :

_انا أسفه بجد انا عارفه اني جرحتك كتير وماما كانت بتعاملك وحش بس بس سامحيها عشان هي دلوقتي بين ايدين ربنا

صُدمت مما قالت هل ماتت عمتها حزنت كثيرًا عليها وتلقائيًا ذهبت بإتجاه رضوى واختضنتها :

_ ربنا يرحمها انسى يا ضوى كلنا بنغلط المهم نتعلم منه ونتغير سيبك من الماضي خلينا نفتح صفحة جديدة

نظرت لها رضوى بإمتنان وقالت :

_ مش عارفه اقولك اي بجد ريحتيني أوي انا بجد أس

قاطعتها أروى :

_احنا هنعيد الشريط تاني ماخلاص يابت الله

ضحكت أروى ثم مسحت دموعها وقالت :

_ حيث كده بقا انا جايز اعزمك على فرحي اللي هو بكرة ومحتاجه اختي تكون جمبي

اتسعت ابتسامة أروي ثم أخذت تزغرد بفرح

_مبروك مبروك ياألف نهار ابيض ياولاد مبروك يا دودو مبروك

__________________

 

 

 

في اليوم التالي كان الوضع كالتالي الزينة تملأ الحاره وبعض الشباب تجهز جلسة العروسان وكل شيء يُقام على قدم وساق

إما بالأعلى

كانت رضوي يتملكها التوتر وكل دقيقه تسأل أروى عن شكلها :

_ يعني شكلي حلو يااروي بجد

زفرت أروى بضيق :

_يابت هضربك والله قمر والواد هيخطفك ويمشي وهيسيب الليله اللي تحت دي تضرب تقلب

ابتسمت رضوى بخجل وقالت بغضب مصطنع:

_ احترمي نفسك ياأروى

قالت أروى بمكر:

_ الله هو انا قولت حاجه

كادت رضوى ان تجيبها ولكنها صمتت حينما وجدت أخيها يدلف حتى يأخذها

اقترب منها واحتضنها بقوه :

مبروك ياقلبى ربنا يسعدك يارب

ابتعد عنها وشبك يديها في يديه وترجل بها لأسفل وأروى ورائهم تزغرد بفرحه.

فور رؤيته لها توقف عقله عن كل شيء وعينيه وكأنها عميت عن كل شيء إلا هى… اقترب منها كالمغيب وأخذها من يد أخيها وقبل رأسها بعمق وهمس لها :

_ أخيرًا.. ربنا يباركلى فيكِ وأقدر اسعدك بحبك ياياقوتى..

 

 

 

أخذها من يدها وجلسوا وبدأ أصوات الاغاني تصدح والشباب يرقصون وتتقاذف عليهم التهاني من الجميع..

أما على جانب آخر

_ مش هنبطل نحلو بقا

نظرت له بحب وقالت :

_ عيونك اللي حلوه عشان كده شايفني حلوه

قربها منه بحنان:

عيوني مابتشوفش غيرك ياعمري

ابتسمت له بحب وتمنت من الله التوفيق في حياتهم

انقضت الليله بفرحة عارمة واجتمعت القلوب بعد عذاب طال..

دلفت رضوي الي الشقه بخجل وخلفها سالم

_ خشي الأوضه دي غيرى براحتك وانا هخش أوضة الأطفال

أومأت له ثم اتجهت للغرفه وولجت للداخل ثم جلست بتوتر وظلت هكذا لفتره حتى دلف سالم للغرفة فقامت هي بتوتر وفركت اصابعها:

_انا

اقترب منها وامسك وجهها بحنان ثم قال :

_ الخوف اللي شايفه في عيونك ده بيق’تلني انا عمري ماهأذيكِ انا ماصدقت انك تبقى معايا في كل سجده كنت بدعي تكونى من نصيبي مريت بتعب كبير لحد ماوصلت لليوم ده بس هو يستاهل كل التعب ده كفايه انى ابص في عيونك اللي بتخليني مغيب عن اللي حواليا بحبك يارضوى من كل قلبي بحبك بشكر ربنا كتير إنه رزقني هديه كبيره زيك

 

 

 

أدمعت عينيها من كلماته ونظرت له بعشق دفين وقالت :

_ وانا كمان بحبك انت اللي كنزي وياقوتي ياسالم انت النجوم اللي زينت حياتي في عز الظلمه اللي كلتها انت جبر وهديه من ربنا كبيره اوي الحمد الله

دفنها في احضانه وبكي وهو يحمد الله كثيرًا

_ يلا نصلي

أومأت له وذهبت لتتوضأ .

بعد وقت أنهوا صلاتهم وقال دعاء الزواج ثم نظر ناحيتها بعشق ققامت هي سريعًا لتهرب من نظراته التي تضع قلبها فى قفص لا يوجد غيره فقط هو من يحرره

قام وأمسك يدها واقترب منها يرتوي من مائها العذب وغاصا في بحور عشقهم، كُتبت قصة أخرى لعشاق جدد تحت ضوء القمر وأسدل العشق أستاره عليهم ….

بعد مرور ثلاث سنوات

_ يلا ياأروى جهزي السفرة المغرب قرب يأذن وزمان رضوي وسالم ومازن وميار في الطريق

_ خلاص خلصت اهوه ثواني

رن جرس الباب فذهب مالك ليفتح

_ اهلا هلا اتفضلوا

احتضنه سالم وضرب على ظهره :

كل سنه وانت طيب يامالك رمضان كريم

ربت هو الآخر على ظهره :

_ وانت بخير يارب

احتضنه مازن هو الآخر وهنأه

دلف الاثنين وسلموا على سليمان وجلسوا مع بعضهم بينما ذهبت ميار ورضوي ليساعدن أروى في تجهيز الإفطار

 

 

 

ضرب مدفع الإفطار وعم الأذان الأرجاء واجتمع الجيمع على المائده يقولون دعاء الصيام ثم باشروا بك’سر صيامهم

انتهوا من طعا ثم قام مالك من مكانه يقول:

_ كل سنه وأنتم بخير ياجماعه ومتجمعين دايمًا على الخير بمناسبة اني اشتريت كاميرا فلازم اول صوره عليها تبقى جمعتنا يلا

قام الجميع بحماس ووقف كل ثنائي بجانب بعضهم بعضهم وكان الاب في منتصفهم

جهز مالك الكاميرا ثم ذهب ووقف بجانب زوجته وأمامه تقف طفلته

_ يلا ياجماعه 3,2,1

رفع الجميع أيديهم لأعلى وقالو بصوت عالي :

_النهاية

التقطت الصوره تسرد الكثير من الحكايات قصص لا يمكن وصفها بكلمات ولكنك ستشعر بها حتمًا…

في آخر الكتاب أخطو آخر سطورى وأقول لقد ملكت قلب المتحجر.

تمت بحمد الله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملكت قلب المتحجر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى