Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل السادس 6 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل السادس 6 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل السادس 6 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل السادس 6 بقلم سهام العدل

◾ أبي أنت نبراسي الذي يضيء دربي… أنت في الأرض الربيع وفي الينبوع ماء.. أنت لي نور وضياء… لو بيدي لأعطيتك عافيتي وماتألمت لحظة… لا أمان إلا في وجودك ياأبي… لاتتركني لقسوة الحياة بدونك… كلمات خطتها وسيلة في ورقة زينت كل حرف بدموعها…
◾ أصرت وسيلة على البقاء هذه الليلة مع والدها، بعدما ضغطت على وائل أن يأخذ أمه ويعود للمنزل بسبب إصابتها بنزلة برد شديدة… ألقت الدفتر الذي بيدها جانباً.. وأمسكت يد والدها الراقد ومستغرق في النوم بسبب الحبوب المنومة الذي أخذها من شدة الألم… ظلت تنظر له وتبكي بحرقة شديدة… هو غداً سيخضع للجراحة،، لا تعلم هل ستراه بعد ذلك أم لا… مجرد الفكرة تقتلها… ظلت تنظر له وتبكي بحرقة شديدة حتى غفاها النوم.
◾ دخل مروان الغرفة بعد أن طرق الباب عدة مرات ولم يستجب أحد… وجدها ممسكة بيد أبيها ومنطوية عليه… اقترب منها وجد آثار الدموع على عينيها المنتفخة من آثار البكاء… أدار بصره جانباً وجد الدفتر أخذه وقرأ كلماتها… شعر بالشفقة عليها، فهو يعلم جيداً أن احتمال نجاح الجراحة ضعيف وهو في مرحلة متأخرة من المرض.
???? هزها بهدوء: وسيلة.
???? انتبهت وسيلة متفاجئة : هاااا… مروان!
???? مروان بشفقة : أيوة نايمة ليه كده؟
???? وسيلة بحزن : مفيش… كنت بكلم بابا ونمت.
???? مروان مطمئناً : ادعيله وهيبقي كويس… بس عايزك قوية زي ماأنتي.
???? وسيلة : إن شاء الله… بس كنت عايزاك في حاجة.
???? مروان : اتفضلي.
???? وسيلة : ممكن نخرج من الأوضة عشان بابا ميقلقش.
???? مروان : أوك.. اتفضلي (وخرجا أمام الغرفة)
????وسيلة : أنا نزلت أشوف حساب المستشفى لقيته خالص.
????مروان : أيوة وبعدين.
???? وسيلة : عايزة أعرف مين دفعه عشان ياخد فلوسه.
???? مروان : أوك نتكلم بعدين في الموضوع ده (وهمَّ بالذهاب أمسكته وسيلة من ذراعه)
????وسيلة : استنى. (ثم انتبهت أنها ممسكة ذراعه فتركته متحرجة)
????مروان : ياوسيلة ارتاحي دلوقتى وهنتكلم في الموضوع ده بعدين.
???? نظرت له وسيلة بإعجاب وامتنان.
???? مروان بإبتسامة : تصبحي على خير.
◾ نظر لها غير مصدق أنها هي… هي فتاة تشبهها.. بالطبع ليست هي ميان صاحبة الوجه المضيئ والعيون المتوهجة… اقترب أكثر من الأريكة التي تجلس عليها بجانب وسيلة في الطرقة الطويلة التي تنتهي بغرفة العمليات التي يمكث فيها العم وجدي منذ أكثر من ساعتين… ولكن عندما اقترب وجدها هي بالفعل… هي ميان ولكن بروح منطفأة فقدت مايزيد عن العشر كيلو جرامات في أقل من شهرين… لم يراها منذ اليوم المشؤوم.. ولكنه ليس سعيدا برؤيتها على هذه الحالة زابلة والحزن يكسو ملامحها… يتعجب من كمية الحب التي تحمله لهذا المفقود… ولكنه لم يكن جزءًا من عشقه لها.. اقترب وناداها : ميان.
???? انتبهت ميان له : أدهم… إزيك.
???? أدهم بإبتسامة : كويس الحمد لله… عاملة إيه إنتي؟
???? ميان بحزن : كويسة.
???? أدهم بحزن : مش واضح.
???? ميان بحزن : الحمد لله كويسة.
???? أدهم بإبتسامة حزينة : أنا سعيد إني شوفتك.
???? ميان بإمتنان: شكرأ ياأدهم.
???? أدهم يتوجه بنظره لوسيلة الممسكة بالمصحف تقرأ منه لعل الله ينجي والدها : عمي وجدي مفيش أخبار عنه.
???? ميان بتخوف : لا أبدا بقاله ساعتين ومروان جوه مع الدكتور المختص ومحدش بيطمنا.
???? أدهم وهو يلتفت حوله: إن شاء الله خير… امال فين وائل وطنط وداد؟
???? ميان : وائل أخد طنط وداد ودخلها جوه الأوضة أعصابها منهارة وماما فريال وعمتو جميلة معاهم.
???? أدهم : طب بعد إذنك هدخل اطمن عليهم.
???? ميان : اتفضل.
◾ وقف يرتدي الزي الخاص بغرفة الجراحة… مطأطيء رأسه يستند على الجدار.. لايعلم ماذا عساه أن يفعل… مرت عليه حالات كثيرة وقد أخبر أهلها أن المريض فارق الحياة.. ولكن هذه المرة هي الأصعب.. كيف سينظر في وجوه أهله ويخبرهم بهذه الفاجعة وهو نفسه تتقطع أنياط قلبه من الحزن… يتعجب من تعلقه الشديد بعمه في الفترة الأخيرة وهو كانت علاقته به عابرة كالجميع فقط يحترمه ويبجله ولكن عندما اقترب منه في هذه الفترة تعلق به بشدة وكأنه تعلق به ليؤلمه لكل هذا الحد… والآن هو ليس لديه القدرة على مواجهتهم… تمني أن يستطيع أن ينقذه بشتى الطرق ولكن إرادة الله فوق الجميع.
◾ خرج مروان يلملم أذيال الخيبة لينعي لهم الخبر المفجع… عندما رآه الجميع هرولوا إليه… سألته وسيلة بلهفة: مروان طمني بابا عامل إيه؟
???? ميان بقلق: مروان طمننا.
???? مروان وهو متلعثم : البقاء لله… عمي في ذمة الله.
???? نظرت له وسيلة بصدمة وصرخت : باباااااااااااا.
=لم تعي شئ إلا وهي تفتح عينيها بصعوبة وتجد نفسها مستلقية على سرير أبيض وترى حولها الكثير من الوجوه المشوشة.. تحاول تذكر ماسبق ولكنها تتمنى أن يكون كابوساً.. حاولت أن تضغط على عينيها لترى ميان تجلس بجوارها ممسكة بيدها وتبكي ومروان بجانبها يناديها : وسيلة.. (نظرت له ولم تتحدث) وسيلة انتي سمعاني.
???? وسيلة بإعياء : بابا… بابا يامروان.
???? مروان : وسيلة لا اعتراض على قضاء الله وأنتي قوية… قومي اقفى على رجلك… والدتك محتاجاكِ.
???? ميان من بين دموعها : وسيلة انتي مصدر قوتنا.. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا… شدي حيلك ياحبيبتي.
???? وسيلة ودموعها تسبق كلماتها: وائل فين وماما.
???? مروان بحزن : بيجهزوا إجراءات الدفن.
◾ أصعب قُبلة تلك التي تضعها على جبين عزيز عليك قبل أن تواريه التراب، وأصعب أنواع الأحضان هو ذلك الحضن الأخير الذي يجمع بين جسدين لكن فيهما روح واحدة… أيام عديدة مرت وتبدل حال الجميع… المهدى منذ وفاة ابنه وهو في حالة مزرية صحته تسوء… وداد تلازم الفراش وفريال رغم حرقة الفقدان التي تعيشها بسبب موت أخيها ولكنها لاتفارقها لحظة… وسيلة انطفأ نور نبراسها وعم الظلام على حياتها،، فقدت حياتها بهجتها … وائل حاله من حال وسيلة ولكنه صامد أمام الجميع.
= مروان تشهد عليه أسرته بتبدل أحواله… الحزن واضح عليه كالبقية ولكنه دائماً شارد الذهن ومشتت التفكير… خرج من غرفته ملبياً دعوة والده على الإفطار… صباح الخير يابابا… صباح الخير يامعاذ.
???? معاذ وهو يتناول قطعة الخبز من على طاولة الطعام : صباح الخير يا مروان
???? ممدوح: صباح الخير يا مروان… اقعد يابني افطر.
???? جلس مروان : فين ماما وميان.
???? معاذ بحزن : ماما وميان طلعوا شقة عمك وجدي الله يرحمه.
???? مروان بتساؤل : وهما عاملين إيه دلوقتي؟
???? ممدوح بقهر : ربنا يصبرهم يابني… موته كسرنا كلنا.
???? مروان : ومحدش اطمن على جدي.
???? ممدوح بحزن : عمتك جميلة قاعدة معاه… بس خايف عليه أوي يامروان.
???? مروان : جدي كويس يابابا مفيش عنده مشكلة صحية الحمد لله غير الضغط.. بس حالته النفسية اللي منعكسة على صحته.
???? ممدوح : دا هو في دنيا تانية من يوم اللي حصل… ابقى بص عليه يامروان.
???? مروان : حاضر يابابا هغير هدومي وانزله.
???? معاذ وهو يمسح يده ببعض المناديل الورقية الموجودة على الطاولة : أنا نازل.. مش عايزين حاجة.
???? ممدوح : لسه بدري يابني… نازل بدري ليه كده.
???? معاذ : هاخد وائل في سكتي عشان مايروحش لوحده وهو شغله بدري عني.
???? مروان بحزن : خلي بالك منهم يامعاذ… عمك الله يرحمه كان موصيني عليهم.
◾ في إحدى الأماكن العامة وفي جانب خاص….
???? جيهان : لو تعرف انا عملت ايه عشان اعرف اجي مش هتصدقتي.
????…. : أنا عارف اني مجرد مااطلب اشوفك هتيجي فورا.. وهو أنا بعشقك من قليل.
???? جيهان : حبيبي كلها أيام والدراسة هتبدأ وهعرف اشوفك براحتي.
????….. : أنا نفسي ميفوتش لحظة غير وأنتي معايا.
???? جيهان : بس أنا ضميري بيوجعني عشان بقابلك هنا من ورا ماما وخايفة حد يشوفنا مرة وتعرف وقتها انا ممكن اموت فيها.
????…… : هانت ياحبيبتي كلها كام شهر وهآجي اطلبك للجواز.
???? جيهان : ياااااااه… ده يوم المنى يوم ماتيجى تتقدم لي.
◾قررت وسيلة التغلب على حزنها لأنها كلما نظرت لحال والدتها ينتابها الهلع والخوف من فقدها هي الأخرى…
???? فريال بتعجب: أنتي ياوسيلة اللي بتجهزي الغدا… يابنتي سيبي كل حاجه وانا هعمل انا.
???? وسيلة : وهو ينفع ياماما فريال انا ابقى قاعدة وانتي تعملي.
???? فريال بحزن : مش مشكلة ياحبيبتي.. اعمل انا على ماتتخطو الفترة دي
???? وسيلة بحزن: حزننا واحد ياماما… والحزن ده خلاص هيفضل محفور جوانا طول العمر…ومع ذلك لازم نتخطاه عشان نقدر نكمل.
???? نادي معاذ من بعيد : ماما فريال.. ماما فريال.
???? نادته فريال : ادخل يامعاذ… تعالي ياحبيبي. (دخل معاذ ووضعت وسيلة حجابها على رأسها)
???? معاذ بحزن: إزيك يا وسيلة عاملة ايه.
???? وسيلة بإبتسامة واهنة : الحمد لله… هو وائل جه؟
???? معاذ : أدهم هيعدي عليه يجيبه لان انا النهاردة شغلي كان نص يوم.
????فريال : بعد إذنكم ياشباب اما اروح لوداد (وتركتهم وغادرت)
???? وسيلة بحزن: متشكرة يامعاذ… أنا مش عارفة اشكرك باي طريقة على وقفتك معانا (ونظرت للارض)
???? معاذ : في اخت تشكر اخوها.. انتوا اخواتي ياوسيلة.
???? رفعت وسيلة بصرها إليه : بتتكلم جد.
???? معاذ وهو يكشف أغطية الأواني على الموقد : هتفضل ترغي وانا هموت من الجوع… اخلصي يابنتي خليني اتغدى امي مطبختش.
???? وسيلة بهمة: حاضر دقايق والاكل هيكون عندك.
◾ في شقة المهدى وخاصة في غرفته تجلس جميلة وبيدها طبقاً فيه بعض الحساء.
???? جميلة بتأنيب : ينفع كده يابابا.. هتفضل على الحال ده لامتى.
???? المهدى بصوت مُنهك : سيبيني ياجميلة مليش نفس.
???? جميلة بحزن : بابا احنا محتاجينك وانت صحتك في النازل.
???? المهدى بقهر : ياريتني روحت مكانه… على الأقل هو لسه شاب اما انا خلاص.
???? جميلة والدموع تملأ عينيها : يابابا حرام الكلام ده… ربنا استرد أمانته وهو ارتاح من العذاب والمرض اللي كان عايشه.
???? المهدى : أنتوا السبب خبيتوا عليا مرضه ومعرفتش الا في آخر لحظة.
???? جميلة : خوفنا عليك يابابا.
???? المهدى بدموع: ماأنا ملحقتش اشبع منه.
???? جميلة بعينين دامعتين: اهدي يابابا عشان خاطري… أنا مش مستحملة اشوفك كده.
???? رن جرس الباب نادت جميلة بصوت عالي : جوري… جوري افتحي الباب.
???? بعد دقيقة دخل مروان متسائلاً : عامل ايه ياجدو النهاردة.
???? جميلة :كل يوم بيسوء يامروان… ولا بياكل ولا بياخد علاجه.
???? مروان : طب لو سمحتي ياعمو ممكن تسيبنا لوحدنا شوية.
???? جميلة : طبعا ياحبيبي… تعالي اقعد مكاني… ونهضت وخرجت وأغلقت الباب.
???? جلس مروان بجانب جده ومال عليه : أنا ياجدو مش محتاج اكلمك لأنك اللي علمتنا كلنا أصول الدين والقرآن والصبر على البلاء… يبقى ليه عامل في نفسك كده.
???? المهدى بحزن : بكرة اما يبقى عندك ضنا هتعرف انه أغلى حاجه في الدنيا.
???? مروان : من حقك تزعل بس متدمرش نفسك… البيت كله همه زايد بسبب رقدتك دي… أنت المفروض تشد حيلك وتصبر طنط وداد ووسيلة ووائل.
???? المهدى بدموع : الله يرحمك يابني كان متعلق بعياله أوي… كان بيحلم هيعملهم ايه يوم فرحهم… كان بيتمني يشيل أولادهم.
???? مروان : وعياله محتاجينك ياجدي.
???? المهدى وهو يتسند جالسا ونهض يساعده مروان : وانا هعيش عشانهم.
???? مروان بتشجيع: أيوة كده اتغدى واقوي عشانهم.
???? المهدى : مروان ياحبيبي عايز منك خدمة.
???? مروان: أؤمر ياجدي.
???? المهدى : تتجوز وسيلة بنت عمك.
يتبع..
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى