روايات

رواية قاع البير الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل

رواية قاع البير الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل

رواية قاع البير الجزء الرابع

رواية قاع البير البارت الرابع

رواية قاع البير الحلقة الرابعة

كنت بسمع لشيماء وأنا مش قادر أفهم ايه المقصود بالظبط من كلامها، لكن حاولت اقنع نفسي بأن اللى بيحصل معايا واللى هى فيه بسبب تأثير الصدمة وعلشان كده قررت انى مضغطش عليها اكتر:
– ماشي يا شيماء يا بنتي، انا عارف ان انتى نفسيتك تعبانة اوى ومقدر ده علشان كده مش هطول عليكي دلوقتى لكن لينا كلام تاني مع بعض.
شيماء بهدوء:
– تصبح على خير يا عمي.
زكريا بأستغراب من حالها:
– وانتى من اهله، يلا يا ضياء.
شيماء:
– لاء يا عمي خلي ضياء معايا.
الكلمة صدمتني، أه انا بعتبرها بنتي واخت ولادي لكن فى الاول والاخر ده واد وهي بنت ولو احنا مش عارفين ربنا ولا متنورين كنا قولنا البنات فى سنها بتتجوز، ازاى اسيب ابني اللى يحل لها ينام معاها فى اوضة واحدة؟
– ازاي يعني اخليه معاكي يا شيماء؟ قصدك تسهروا سوا يعني تتسايروا انتى وهو وغادة وكريم؟
شيماء:
– لاء يا عمي، خليه يبات فى اوضتي الليلة دى.
زكريا بأقتضاب:
– لا يابت اخويا، انا اه مراعي اللى حصل وتأثيره لكن مش هتحصل اسيب الواد يبات فى اوضة بت البنوت لواحدهم، ده انا مش بخليه ينام مع اخته فى اوضة واحدة، عيب يا بنتي مش اصول.
شيماء بنظرة تحذير:
– خليه يا عمي، ليه محدش منكم عايز يسمع كلامي؟
زكريا:
– يسمع كلامك فى ايه يابت انتى؟ الواد شنبه خط فى وشه، وانتي عروسة يا حبيبتي ميصحش تفضلوا فى اوضة واحدة.
شيماء:

 

 

– متخافش يا عمي، مش هيحصل حاجة تخاف منها، لكن هنا أمان له عن برة.
زكريا بأستغراب:
– يعني هنا أمان له، وبرة هيغرق مثلا؟ وبعدين ماهو احنا كلنا برة، لو خايفة ابعت غادة تنام معاكي.
شيماء بلهجة حازمة:
– هو انت مش فكرت تجوزني كريم يا عمي؟
زكريا اتصدم من السؤال:
– ايه!؟ انتى جيبتي الكلام ده منين يا شيماء؟ وبعدين هو ده وقته الكلام ده؟ نامي يابنتي الله يهديكي وبعد العزا نقعدوا مع بعض ونتكلموا فى اللى جاي واللى فات كمان.
شيماء:
– ماشي يا عمي، بس بلاش تطول هنا علشان لو عايز تحافظ على اللى باقي، وخلي بالك مش هينفع اقول حاجة غير كده، لو مسمعتش كلامي زيهم صدقني هتحصلهم.
زكريا بذهول:
– لاحول ولا قوة الا بالله، قوم يا ضياء سيب بت عمك ترتاح النهار له عنين، نبقى نتكلم فى اللى بتقوليه ده.
شيماء بتحذير:
– طيب بلاش تسيب ضياء فى الاوضة اللى هينام فيها كريم، ورحمة اخوك ياعمي كفايا كريم.
كنت مش فاهم هى بتقول ايه ولا ليه، بس منكرش ان كلامها قلقنى ودخل الخوف جوايا، خصوصا صوت اخويا اللى قاللي خلى بالك من شيماء، والصوت اللى فى المدافن كمان، ده مكانش وصاية عليها، لالالا ده أكيد كان تحذير، لكن ليه؟ مالها البت؟ ايه اللى صايبها يخليها تتصرف بالطريقة الغريبة دى؟
كل دى واكتر حاجات بتدور فى دماغي لكن قاطعت شيماء شرودي بصوتها الهادي:
– اتفضل يا عمي اخرج أنا هنام.
خدت ابني من ايديه وطلعت بيه برة، انا حاسس ان ضياءابني برضه مش على طبيعته لكن بحاول برضو اقول لنفسي اللى اتشاف مش سهل، والمنظر اللى شاف عمه فيه انا يا كبير لو مش وجعى على اخويا اكبر من خوفى كان زمان قلبي وقف من الخوف من منظره، لكن بنت اخويا هى اللى فيها حاجة مش مفهومة.
أم كريم:
– مالك يا زكريا طالع وشك متلون كده ليه؟
زكريا بشرود:
– مش عارف يا ام كريم، من ساعة ما وصلت وحاسس ان اللى حصل هنا مش حاجة عادية.

 

 

ام كريم:
– عادية ايه ياخويا بس؟ ربنا يكفينا شر النار، من أمتى النار حاجة بسيطة دى اكلت اربع بني ادمين زى الورد، لاحول ولا قوة الا بالله، طمني شيماء عاملة ايه؟
زكريا:
– البت فى دنيا تانية خالص، شكلها هتتجنن يا ام كريم، مش عارف ااهون عليها مصيبة زى دي ازاى؟
غادة:
– وديها لدكتور يا بابا، الصدمة دى اكيد هتأثر عليها نفسيا جدا ولازم تتعالج من البداية، علشان ممكن توصل للأكتئاب او الجنان، ومش بعيد تحاول تنتحر كمان.
كريم:
– كلام غادة صح يا بابا، لازم نحاول بسرعة نساعدها تتعافى من الصدمة دى.
بصيت لكريم ابني بتركيز ورن فى ودني كلامها.
كريم:
– مالك يابابا. بتبص ليا كده ليه؟
زكريا:
– نتيجتك امتى يا كريم؟
كريم بأستغراب لأن الوقت مش مناسب لسؤال زى ده:
– لسه يابابا، اسبوعين تلاتة كده ان شاء الله.
زكريا:
– ناجح يابني ان شاء الله، طمني بس انا لسه عارف دلوقتى ان انت اللى وقعت جوة فى الاوضة، عامل ايه دلوقتى؟ حقك عليا يابني انا عقلي مش فيا خالص.
كريم:
– لا يا بابا متقلقش انا كويس، بس المنظر كان صعب.
زكريا:
– قلبك خفيف يا كريم، الخوف يسقطك من طولك؟
كريم:
– لاء والله يابابا مش الخوف، بس حزنى على انى اشوف عمي بالشكل ده هو اللى خلاني مش قادر اصلب طولي.
زكريا وعنيه رغرغت بالدموع:
– كسر ضهري بفراقه.
غادة:

 

 

– الموضوع صعب اووووى، انا مش قادرة اتخيل مناظرهم، شيماء بتقولي وليد كان عضم من غير لح ولا جلد، اعصابي تعبت من الوصف.
زكريا بأستغراب:
– هي شيماء شافتهم بالحالة اللى كانوا فيها بعد الحريقة؟
ام كريم:
– الوصف اللى بتوصفه يقول انها شافتهم ياخويا، ربنا يبرد قلبها.
زكريا بحزن:
– علشان كده البت بتخرف، لا حول ولا قوة الا بالله، يلا ربنا يصبرنا ويقوينا على الفراق، ناموا بقى ارتاحوا علشان هتلاقى الناس بكرة مالية البيت.
ام كريم:
– احنا هننام كلنا هنا ياخويا فى المندرة، الاوض جوة تدخلها جسمك يتلبش ويتقل سامحني.
زكريا:
– ناموا ما كان ما انتم عايزين، أنا هقعد اقرأ قرأن شوية وبعدين انام.
فعلا مراتي وولادى فرشوا على الارض وناموا، انا عارف ان البيت بالريحة اللى فيه وحتى الرهبة اللى مالياه من كل ناحية مينفعش خالص ان حد يقضي الليلة فيه، لكن قلبي كان مش مطاوعني ان البيت يفضى ويتقفل بالسرعة دى بعد فراق اخويا وولاده، كنت بقنع نفسي انى جاى اجازة زى كل مرة ونازل ضيف على بيت اخويا، لحد ما بمشى كنت مش بقعد غير عنده، بعمل زيارات للبلد كلها بسب رجع لبيته اللى كان دايما مفتوح للكبير والصغير، ببص لعيالى اللى راحوا فى النوم من التعب مش عارف ليه حسيت بالخوف عليهم، مش عارف كلام شيماء هو اللى خوفني، ولا اللى حصل فجأة مع اخويا ومراته وعياله هو اللى مخوفني، بنت وولد زى الورد لسه بيفتحوا عنيهم على الدنيا يضيعوا فى غمضة عين ويموتوا الموتة البشعة دى، اخويا ومراته اللى كانوا زى البلسم عملوا ايه فى حياتهم علشان نهايتهم تكون بالعذاب ده؟
بس ياترى ايه حكاية القاع ده؟ فى ايه حصل معاهم؟
محسيتش بنفسي غير وانا قايم من مكاني ورايح على اوضة اخويا، مش عارف ليه عملت كده، مجرد ما فتحت باب اوضته حسيت ان جسمي تقل بشكل رهيب، انا عارف ان اللى بيموت موتة صعبة زى دى روحه مش بتكون مرتاحة، زى ما انا عارف من زمان ان الميت بتكون روحه فى المكان لحد الاربعين، ما بالكم بقى ده مش روح واحدة دول اربع ارواح، دخلت خطوتين من عتبة الباب ومش عارف الباب اتقفل ازاى ورايا، لقيته اتهبد فجأة مع ان ولا فيه هوا ولا فيه حد جه جنبه علشان يتقفل

 

 

بالشكل ده، قلبي اتنفض بس دخلت الاوضة، بصيت على المكان اللى كان فيه اخويا نايم متكفن لقيت نفسي بتكلم وكأنه قدامي:
– ايه اللى حصل يا ولد ابوي؟
– جرى ايه فى المكان ده انا معارفهوش؟
– أنا عارف انك حواليا.. دلني على اللى جرالكم.
هتقولوا عليا اتجننت انا كمان؟ بس ده مش جنان، انا قلبي بيأكدلي ان اللى حصل مش قضاء وقدر، اصل حالة شيماء وفكرة ان البيت كله يولع واوضتها هى بالشكل ده دى حاجة عجيبة، ان البنت تفضل تتكلم بالالغاز دي ده دليل على حاجة حصلت وهى مشعايزة تقولها بصراحة، لكن لازم اعرفها، اه مش هضغط عليها انها تتكلم، لكن لازم ادور، ولازم اوصل للقاع اللى اتقال عليه…واثناء تفكيرى فى كل ده حسيت بدفا وسخونية رهيبة حواليا، اه مفيش حد ولا انا شايف حد لكن حاسس بالسخونية، بقيت بتلفت حواليا وأنا بتمنى اشوف اخويا قصادي لكن محصلش، بس سمعت صوته، رن فى ودني زى الطبل وهو بيقولي:
– أبعد عن هنا يا زكريا، عالج بنتي وابعدها هى كمان.
زكريا بمشاعر متلغبطة من انه سامع صوت اخوه اللى بيتمنى ميفارقهوش، ومن خوفه من اللى حاسس بيه:
– اعالجها من ايه طيب؟ فى ايه حصل علشان عايزني ابعد عنه؟
أنور:
– النار يا زكريا، النار طلعت من جوفه، النار اللى مسكت فينا كان بسبب اننا مسمعناش كلامها، اسمع اللى بتقوله وابعدوا عن هنا، بس بلاش تسيبهالهم، خلي بالك منها وخلي بالك عليها، وابعدها عن هنا لو قدرت.
زكريا بيلف حوالين نفسه مش قادر يحدد مصدر الصوت جاى من اى اتجاه، حاسس ان الصوت خارج من جدران الاوضة كلها، لكن مش شايف حد:
– انا هاخدها معايا اسكندرية يا خويا متخافش عليها، هجوزها كريم علشان ميبقاش حرام عليا قعدتها فى وسط عيالي، اطمن ابني داخل الجامعة وهينزل يشتغل، ومش هخليه يدخل عليها غير لما هي ترضى بنفسها.
بمجرد ما اتقال الكلام ده اتحولت السخونية والدفا اللى كنت حاسس بيهم لبرد وكأني قاعد بين جبال ثلج وصوت اخويا مطلعش مرة تانية، بقيت زى المجنون لا عارف رده ايه على اللى قولته، ولا عارف ايه اللى كان يقصده، حاسس انى فعلا

 

 

بتجن من اول ليلة، اللى بيحصل حواليا ده يجن ومش مفهوم، ومحدش هيعرف يجيبلي ناهية القصة دى غير شيماء اللى برضو مش عارف اطلع منها بحاجة، النوم فضل طاير من عيني، طلعت من الاوضة من خوفي منها مش علشان عايز اطلع، فضلت قاعد على الكنبة لحد ما سمعت صوت اذان الفجر، اتوضيت وصليت وأنا بسلم بعد الصلاة, لمحت اللى خلاني اصرخ من الرعب زى الحريم، شوفت وليد ابن اخويا واقف على شمالي بيبص ليا بعنيه وكأنه بيستنجد بيا، والنار قايدة فى جسمه لدرجة ان جلده بيسيح قدامي على الارض، صرخت من الخوف، حسيت ان النار اللى ماسكة فى ابن اخويا وبتعذبه دى واستنجاده بيا وعجزى عن انى اساعده كأن النار دى ماسكة فيا انا وبتوجعني انا، الغريب ان صرختى محدش من عيالي سمعها، لكن بصوت واطي سمعت باب اوضة شيماء بيتفتح، وهى طالعة وماشية على اطراف صوابعها وبتشاورلي، كانت لسه صدمة المنظر اللى شوفته لحظات واختفى من قدامي مسيطرة عليا، لكن هى فضلت واقفة فى مكانها وبتشاورلي اقوم اروح ناحيتها، فعلا حاولت امسك نفسي مينفعش البنت تشوف عمها ضعيف كده وخايف، هحميها ازاى من الدنيا لو انا مرعوب ومهزوز كده بالطريقة اللى انا فيها دى؟
قومت من مكاني وانا حاسس ان ركبي بترتعش ومش شايلاني، لكن قدامها حاولت امثل انى ماسك نفسي، مشيت قدامى بالراحة ودخلت اوضتها، ودخلت وراها، قعدت على الارض وشاورتلي اقعد من غير ما تتكلم، جيت اقعد على طرف السرير لقيتها اتكلمت بصوت مبحوح:

 

 

– اقعد على الارض.
أتخضيت من صوتها، ولقيت نفسي بقعد على الارض من غير مناقشة.
زكريا برعب:
– انتي فيكي ايه يا شيماء؟ رسيني على الحكاية من اولها.
شيماء بنفسة بحة الصوت:
– أنا مش شيماء، انا اللى حرقت اخوك واولاده ومراته، انا اللى هعذبك انت كمان لو فكرت تنجدها مني.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قاع البير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!