روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الجزء السابع عشر

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني البارت السابع عشر

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة السابعة عشر

……….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
إن الإنسان يمكنه أن يعيش دونا أبا وأما ولكنه لا يستطيع ذلك إلا برحمة الله .
………..
أسرعت بانة خلف زوجها سريعا ، تلوم نفسها على تفوهت به وقد أثار غضبه .
فولجت فوجدته على فراشه يستند برأسه على ذراعه التى وضعها خلف رأسه ، ويبدو عليه الحزن .
فزفرت بضيق واقتربت منه ترسم على وجهها ابتسامة صفراء ، فوضعت يدها على فخذه مداعبة له بقولها …ايه يا شيخ جابر ، مالك بجيت روحك فى منخيرك أكده وهتزربن بسرعة .
انا مجصديش حاچة خالص من كلامى ، وانت اصلا فين والبت دى فين ، انت سيدى وتاج راسى ولو لقيت الدنيا كلها مش هلاجى زيك يا نور عينى .
قربت جابر على يديها بحنو مردفا …وانا كمان يا جلب جابر .
فابتسمت بانة بقولها ..يعنى مش زعلان منى .
جابر برفق …لا انا مزعلش منيكى ابدا يا بانة وأنتِ خابرة ده زين ، بالعكس أنا زعلان عليكى .
اندهشت بانة مرددة …كيف ده ؟
جابر…لإنك لسه هتنوزنى الناس بمقامهم ونسبهم مش بأخلاقهم ، كلنا عباد الله يا بانة .

 

وزى مقال حبيبنا النبى صلى عليه ..لا فرق بين أعجمى وعربى إلا بالتقوى .
ولما واحد من الصحابة قال لسيدنا بلال رضى الله عنه ( يا ابن السوداء ) زعل النبى وقاله انت أمرؤا فيك من الجاهلية .
عرفتى ليه انا زعلان عليكى عشان النبى اكيد زعلان منك .
فحركت رأسها بحزن مردفة …لاااا الا النبى ، لا معدتش أكررها تانى يا جابر ، أوعدك .
فابتسم جابر لطفلته التى يحبها ، فاحتضنها بحب ، فابتسمت بسعادة واغمضت عينيها لأن حضنه هو أمانا لها والصدر الحنون التى تلقى عليه كل ما يشغلها أو يحزنها .
…………
تقابل منصور مع حمدان فى الزنزانة الخاصة ب المساجين .
سخر حمدان عند ولوج منصور إليه ، فوقف مردفا بشماتة ….نورت السچن يا منصور بيه ، ثم نظر لمن حوله مردفا بتهكم …تعظيم سلام الباشا الكبير يا جدعان .
فاستشاط غضبا منصور عندما رآه واسرع للفتك به وأمسكه من تلابيب قميصه مردفا ..انت إهنه يا خاين العيش والملح .
أكده تبعنى يا حمدان يا واد عمى ، وانا اللى كنت عملك صاحبى واخوى وخيرى كان مغرقك من ساسك لراسك .
تبعنى وتقول على كل حاچة .
فابتسم حمدان بغل مردفا …امال كنت عايزنى أشيل الليلة لوحدى عاد ، وانت تنعم بره على راحتك .
لا كلنا فى الهوا سوا يا واد عمى .
منصور …لا انا مش خسيس زيك يا حمدان ، كنت عجوملك احسن محامى وكنت هخرچك منها زى الشعرة من العچين .
بس انا بعت بدرى وودتنا كلنا فى داهية ملهاش مهرب .
ليه أكده بس يا حمدان ، ده احنا كنا دفيننه سوا ، ليه الغدر ده !
فأغمض حمدان عينيه متألما بقوله …انا اللى غدرت بيك بردك يا واد عمى .
ثم قام برفسه ليبتعد عنه منصور ، ثم انقض عليه مرة أخرى يخنقه بيديه مردفا بغصة مريرة …انت اللى غدرت بيه من زمان جوى يا ممدوح ، يوم ما چيت واتعديت على مرتى ومن الصدمة عقلها خف وأتچنت ، واتچوزت انا المصيبة فهيمة اللى موتتها مرتى .

 

ومات انا جلبى فى اليوم اللى مطلعش ليه شمس اللى وفقت اشتغل معاك فيه ودنست شرفى ودنست عيشتى بعد ما كنت بكلها بالحلال .
أزرق وجه منصور وكاد أن يختنق ولكن السجناء تجمعوا على حمدان ودفعوه عنه قبل أن تخرج روحه .
فقال أحدهم …بعد يدك عنه ، هو انت ناجص جرايم ، تكتل حد اهنه فى السجن كمان عشان يحطوك فى زنزانة لحالك تكلم نفسك ومش بعيد تچن كمان .
فبكى حمدان … ياريت أچن عشان انسى كل اللى عملته فى نفسى ، وارتاح .
أما منصور فحاول التقاط أنفاسه بصعوبة وانزوى بعد ذلك فى أحد الأركان يعيد على ذاكرته طفولته الصعبة وشبابه مرورا بنهلة التى أخذ يردد بأسمها ويبكى حتى نام .
…….
بينما كانت نهلة تنظف أمام المنزل بمكنسة صغيرة وتنحنى ظهرها ، رأت أمامها قدمين رجل بنفس الحذاء التى تعودت تراه ، فهو حذاء ميرى ، فدق قلبها بشدة هامسة ….محمود .
ثم رفعت رأسها لتراه أمامها بطالته الرجولية الفارهة التى طالما عشقتها ولم تقدر ولو للحظة واحدة أن تنساه .
تنهد محمود بعشق قبل أن يحدثها بقوله …عاملة ايه يا نهلة ؟
طبعا كان نفسى أقول كلمة تانية لكن مش هقدر دلوقتى .
تخشبت نهلة فى مكانها وحاولت التحدث بجدية مردفة….ولا دلوقتى ولا بعدين يا باشا .
ويا ترى ايه سبب زيارتك دى ؟

 

فزفر محمود بضيق وتحدث بعصبية ….نهلة ، أكلمى عدل لو سمحتى .
وأوعى تصدقى انى مصدق طريقة كلامك الجديدة دى معايا
حرام عليكى يا نهلة ، متصوريش انا كان حالتى عاملة ازاى اليومين اللى فاتوا ، لما تصورت لحظة انى فعلا مش فى بالك .
بس رجع قلبى طمنى وقال إنه عمره ما ضحك عليه وإنه حاسس ان اللى فى قلبك هو اللى فى قلبى يا نهلة .
فلمهوش لزوم الدور اللى أنتِ رسماه ده مش لايق عليكى .
أخرجت نهلة من جوفها نارا كفيلة بحرق ما حولها ولكنها لم تأبى الاستسلام لأنها تعلم عواقب الأمر فقالت بجدية مصطنعة …لا قلبك خدعك المرة دى يا باشا .
وانا اللى فى قلبى على لسانى ، وانت موهوم مش اكتر .
فروح دور على غيرى ، انا منفعكش انا ست مجوزة ويلا امشى بسرعة عشان محدش يشوفك واقف معايا ويلسن عليا بكلمتين .
انفعل محمود بقوله …قولت هتطلقى منه يا نهلة وقريب جدا ، فارجوكِ بلاش حجج .
نهلة …ومين قالك انى عايزة أطلق ؟
اتسعت عين محمود مردفا بإندهاش …يعنى ايه ؟
امال عايزة تكونى على عصمة واحد قتال قتلة وهيتحكم عليه بالأعدام .
انتِ يتخرفى تقولى ايه ؟
نهلة …..ايوه ، ما هو يا باشا عندنا الوحدة الأرملة بيحترموها عن المطلقة .
عشان كده أحسن انى أنتظر يتكل على الله واكون أرملة افضل من انى أطلق وتبجا بردك سيرتى على كل لسان.
فزفر محمود بضيق مردفا …لا ده تفكير عقيم .
وانا مش هقدر انتظر كتير لان الموضوع ببطولة فى المحكمة وبعده استئناف وشغلانة ، فممكن يقعد سنة عقبال ما يتنفذ الحكم .
نهلة …يقعد زى ما يقعد يا باشا انا مش مستعجلة .

 

فهدر محمود بصوت عالى افزعها …نهلة .
نهلة بغصة مريرة …شرفت وأنست يا باشا .
تملك الحزن قلب محمود رغم إحساسه أنها تبادله نفس الشعور ولا يعلم سر تحولها لهذه الدرجة فردد …يعنى برده مصممة على موقفك يا نهلة .
نهلة …ايوه ، وياريت تنسانى يا باشا وتدور على بنت الحلال اللى تناسبك .
أطال محمود النظر إليها بحزن شديد ولكن قلبه العاشق أبى أن يستسلم فردد …بصى يا نهلة انا هسيبك دلوقتى يا بنت الناس ، بس صدقينى هرجع ومش هستسلم ابدا للى بتقوليه ده .
عشان حاسس أنه من ورا قلبك ، ومش بس كده ده انا همشى فى محاكمة الزفت القطران منصور أو ممدوح ده عشان يعجلوا بالاعدام أو يكشف اديله طلقة انا أنهى حياته واخلص وتبقى سيادة الأرملة هانم زى ما أنتِ عايزة ، المهم أوصلك يا قمر .
ثم غمزها والتفت ليغادر سريعا قبل أن يسمع ردها على حديثه .
أندهشت نهلة من حديثه وتمسكه بها رغم ما قالته له ، فلاحت ابتسامة على ثغرها ووضعت يدها على قلبها لعله يهدىء قليلا .
……….
مر بعض الوقت
سافر بالفعل بها باسم مع عزة إلى المدينة لتكون بعيد عن الأنظار وصاحبها إلى عيادة دكتورة نسا لتتطمئن على الجنين .
الدكتورة …حضرتك دلوقتى فى الشهر السادس والجنين فى وضع كويس جدا ولو أستمر على كده ، احتمال تولدى طبيعى بإذن الله .
ثم ابتسمت مرددة …بس هو شقى جدا وبيتحرك كتير فى السونار .
ها ناوية تسميه ايه ؟
فطالعت عزة باسم بحب مردفة ..هسميه باسم .
فسدد باسم النظر إليها بتعابير جامدة ، فلم تعرف منها ، اهو راضى ام غاضب ..

 

الدكتورة ….اسم حلو اوى ، ربنا يجعله سبب سعادة ليكم .
ليعود بعد ذلك باسم مع عزة إلى شقتهم التى استأجرها لها ..
حمحم باسم بحرج …عزة معلش انا مضطر أرجع للبلد ،وهسيبك هنا ، بس فى اى وقت حسيتى بإى تعب كلمينى وهتلاقينى عندك على طول ..
سرت قشعريرة فى جسد عزة وامسكت بيديه تترجاه بقولها…هتهملنى وتمشى يا باسم ، لا مش هقدر على إكده ، أرجوك خليك معايا ، انا خلاص أتعودت عليك جانبى ، حتى لو مبتكلمنيش وياما اتحملت نظراتك اللى كلها اتهام وعتاب .
واتحملت كمان كلامك عن الإنسانة اللى بتحبها وشوفتك فى عينيك الفرحة لما وفقت على الجواز منه .
ثم انهمرت عزة فى الدموع بغزارة وبمرارة مرددة بنحيب …كل ده استحملته ومستعدة أستحمل اكتر غير انك تبعد عنى يا باسم ويعدى يوم من غير ما أشوفك وابص لعينيك رغم قسوتها وهى بتبصلى .
إتسعت عين باسم وهو يطالعها بحيرة عند كل كلمة تتفوه بها وحدث نفسه …ياااه يا عزة كل ده فى قلبك ، وبجد حبتينى كده ، رغم معاملتى ليكى الصعبة ، بس انا ذنبى ايه يا بنت الناس ، انا كمان قلبى مش ملكى ومش هيرتاح غير لما اتجوز ملك ، وصراحة انا تعبت وحاسس وجودك فى حياتى غلط ولازم بجد أبعد عنك عشان الأمر ميطورش اكتر من كده وتنسينى .
خرج باسم من شروده وظهر على وجه الغضب مردفا بجدية …أنتِ زودتيها أوى يا عزة ، وكده مش هينفع ولو فاكرة أن بكلامك ده ممكن أحن ليكى وأهمل ملك تبجى بتحلمى ، ده لا يمكن ولولا وعدى ليكى انى مش هسيبك عشان تربى ابنك ،كنت جولتلك دلوك كل واحد من سكة .
فصرخت عزة …لا أرجوووك يا باسم .
فتنهد باسم بعدم إرتياح مردفا ….يبجا مش عايز اسمع منيكى الكلام الفارغ ده تانى ،وأرضى بنصيبك اللى أنتِ عملتيه بنفسك .
ودلوك انا ماشى ، فعيشى حياتك وذكرى عشان الماجستير عشان تنسى أى حاچة تانية ملهاش عازة.
ليغادر بعدها باسم إلى البلدة ويتركها تأن من البكاء
عزة …مكنتش خابرة ان غلطة واحدة عتخلينى اندم العمر كله أكده وهفضل ادفع تمنها لغاية ما أموت .
اااااااه يا وجع جلبى .
حاسه انى مش هستحمل بعدك يا باسم وممكن اموت فيها

 

رحمتك بيه يارب وبجلبى .
لتعاود البكاء حتى نامت والدموع على وجنتيها .
لترى فى أحلامها شابة جميلة تقترب منها وتمسح دموعها بحنو ثم ابتسمت مرددة….بزيادكى دموع يا عزة ، وجولى يارب.
وهو قادر يريح جلبك ومتعرفيش ربنا شيلك إيه .
فأخذت تردد عزة ….يارب ، يارب .
…………
فى غيابات السجن كانت تجلس قمر فى أحد أركانه لا تتكلم مع أحد وتنزوى على نفسها ، ولا تفتر عن البكاء وتنعى حالها .
شوفتى يا قمر نتيجة أفعالك ، شوفتى أن الجمال مش كل حاچة ، كنتى فاكرة انك عشان حلوة هتقدرى تاخدى كل اللى عايزاه بإشارة منك فلوس وحب وهنا .
بس لقيت نفسى مخدتش غير الوجع وجلة القيمة ، لما اللى حبيته طلع بيستغلنى زى ما انا استغليت براء بالظبط .
يااااه على الوجع وانا اللى جولت هعيش كيف الأميرة ، دلوك بتمنى الزمن يرجع بيه واعيش كيف ملك وأستنى نصيبى بالحلال ولو حتى أوضة فوق السطح ولقمة بملح بس اغمزها وانا فرحانة وحاسه بالأمان .
مش بالذل والخيانة واخرتها سجن لحالى وهفضل طول عمرى أجنى اللى عملته فى نفسى ،يارتنى كنت سمعت كلامك يا ملك .
أدينى خسرت كل حاچة ، حتى الندم مبجاش ينفع .
لاحظت بكاؤها سجينة معها ، تُدعى هالة دخلت السجن ظلما بسبب أخيها حتى لا تطالب بميراثها منه ، فلفق لها قضية مخدرات بعد أن وضع فى حقيبتها تلك المواد المخدرة دون أن تعلم ثم بلغ عنها ليقبضوا عليها فى الطريق .
فتم الحكم عليها خمس سنوات ظلما ولسان حالها يردد حسبنا الله ونعم الوكيل.
فأقتربت منها هالة وربتت على كتفها بحنو مردفة …بزيادة دموع يا بنت الناس ، صدجينى لو كانت بتنفع كنت عجولك ، عشان أنا جربتها كتير ملجتش ليها عازة ، فسلمت أمرى لله .
عشان كده سلمى أمرك لله يا أختى وجولى يارب .
فنظرت قمر للأعلى…يارب ، يارب .
ثم نظرت إليها مرددة بندم …بس تفتكرى هيسامحنى عشان أنا ذنبى كبير جوى جوى .
ابتسمت هالة مردفة …ربنا بيسامح كل ذنب كبير او صغير الا الشرك بالله .
فوحدى الله أكده ،يا …؟

 

قمر …إسمى قمر .
هالة …عاشت الأسامى يا قمر ، بس صوح ده اسم على مسمى .
فحركت شفتيها قمر بإستياء مرددة …خلاص مبجاش يفرحنى الكلام ده بالعكس بعد اللى حوصل تتمنين انى اكون وحشة ومحدش يبص فى خلجتى أحسن من اللى انا فيه دلوك .
هالة …وبعدهالك يا بنت الناس ، مش يمكن كل اللى حصولك ده خير وأنتِ مش شايفاه.
قمر ببلاهة ….خير كيف ، انا بجولك عملت بلاوى متلتلة .
هالة …منا خابرة بس اهو أخدتى عقابك فى الدنيا وده أرحم من انك تاخديه فى الأخرة ، وربنا فتحلك بابه عشان تتوبى يعنى بيحبك .
فصدمت قمر …ربنا بيحبنى ، كيف ، ده انا عملت وعملت وعصيت ربنا كتير جوى .
هالة ..خابرة ، بس طول ما أنتِ ندمتى وجولتى يارب ونويتى التوبة ، ده من نفسك عشان فيه ناس هتعمل الذنب ومكلمة عادى من غير متندم ويكونوا على سوء خاتمة والعياذ بالله.
لكن بدال ندمانة يبقى ربنا بيحبك وهو اللى نداكى عشان تجيله وأنتِ مكسورة أكده وتجولى سامحنى يارب ، فيتوب عليكى وده اللى حوصل مع الصحابة اللى ذكروا فى سورة التوبة فى قوله تعالى ( ثم تاب الله عليهم ليتوبوا ) .
وكمان حديث رسول الله 🌺: لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم براحلته التي عليها طعامه وشرابه فأضلها في أرض فلاة، فاضطجع قد أيس منها، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة على رأسه فلما رآها أخذ بخطامها وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح .
فبكت قمر ….رحمتك يا حبيبى ، وانا عاهدك انى عمرى ما هعمل أكده تانى لغاية ما ترضى عنى .
ثم تابعت بقولها …أنتِ كلامك حلو جوى ، زى واحد أكده عرفته شكله طيب وغلبان جوى ، بس ياريت كنت عرفته فى ظروف احسن من أكده أو بقلب غير جلبى ده .

 

ابتسمت هالة بقولها …والله لو ليكى نصيب فيه ربنا اكيد هيجمعوا بيكى .
فضربت قمر على صدرها مرددة ..معقول ده !
بس تصورى هو جال عستناكى بس انا مصدجتش كيف واحد زيه عارف اللى انا عملته كله ويقبل على نفسه إكده .
هالة …ده أكيد بيحبك جوى يا قمر ، لأن اللى بيحب بيغفر كل حاجة للإنسان اللى بيحبه ومش بيشوف فيه غير الحلو بس .
فشردت قمر به وما قاله لها عندما حدثته أنها لا تريد الخروج من السجن حتى لا يعايرها أحد بما فعلت .
فطمئنها أن هناك من يحبها رغم كل شىء
قمر بإندهاش …فين ده ؟
مسالم مبتسما …عتخلصى أنتِ مدتك وعتطلعى عتلاجيه جدامك .
قطعت هالة شرودها …القمر سرح فى ايه ؟
اكيد اللى جولتى عليه صوح ؟
وانا حاسه أنه هيكون هدية من ربنا ليكى بعد المحنة دى .
ما هو كل محنة جواها منحة إلهية .
قمر …سبحان المدبر .
هالة …ايوه سبحانه ، اديكى عندك انا هو ، مكنتش واصل أحب المذكرة وديما كنت أسقط أسقط وأجولهم انا مش عايزة علام وعايزة أجوز ومردتش أكمل فى الثانوى مع أن كان فضلى سنة واحدة بس وأدخل الچامعة .

 

بس سبحان الله لما دخلت السچن ظلم ولجيت نفسى لوحدى وموريش حاچة ، حاچة إلهى أكده جلتلى ايه رئيك يا بت يا هالة لو تكملى علام وتاخدى الثانوية العامة ومش بعيد تدخلى كلية كمان .
قوم ايه بجا فعلا كلمت إدارة السجن وجابولى كل الكتب اللى محتاچها وذكرت لما طلع عينى وامتحنت اهنه تحت الحراسة وسبحان الله نچحت وچبت مجموع وكمان قررت أدخل كلية الحقوق عشان أدافع عن كل مظلوم كيفى أكده .
قمر …. ماشاء الله عليكى يا هالة ، ربنا يديكى كل اللى عتتمنيه .
……………
محفوظ مدافعا عن إلهام …سبيها ياما حرام عليكى ، بزيادة اللى هى فيه .
صباح …ايوه ما انت خلاص رضيت بالخاينة دى اللى فرطت فى شرفها عشان الفلوس اكيد وخابرة انك عتحبها وعترضى تچوزها .
وكده بجيت بقرون يا محفوظ بعد ما كنت سيد الرچالة .
محفوظ بإنفعال …حرام عليكى ياما ، وإيوه عحبها وخابر أنها غصب عنيها اللى حوصل رغم كل اللى عملته معاها وزعلى وكلامى اللى يسم البدن عشان مش جادر أصدق اللى حوصل وان فرحتى انكسرت بالشكل ده .
بس خلاص ياما اللى حوصل حوصل ومهما عملت مش هيغير اللى حوصل .
فهمليها وهملينى وبيكفى النار اللى جايدة فى جلبى انا وهى .
اللى يعالم ميتى هتتطفى .
لتبتسم إلهام رغم الألم الذى تشعر به لإنها ايقنت أن حبها فى قلب محفوظ كما هو لم يتغير .
…………..

 

وجاء اليوم الموعود وهو محاكمة منصور الجبالى أو ممدوح مع حمدان وحمدى وبعضا من أتباعه .
وأصرت زهيرة أن تحضر تلك المحاكمة لتتشفى فى ممدوح عند النطق بالحكم عليه ..
براء …ما بلاش يا ست الكل ، أنتِ تعبانة ، وخلينى انا أحضر وباسم ولما نرچع عجولك كل اللى حوصل .
فزمجرت زهيرة بغضب مردفة …لا يمكن أبدا ، رجلى جبل رجلكم ، ده اليوم ده كنت مستنياه من سنين طويلة بفارغ الصبر .
يااااه اخيرا جلبى ناره هتبرد لما يحكموا عليه بالإعدام ، وأبوك كمان ينام مرتاح فى قبره .
فتنهد براء ….رحمة الله عليك يا ابوى.
ماشى يا ست الكل يلا بينا .
ليحمحم باسم بحرج …بجولك ايه يا براء ، متخليك انت كمان يا خوى وانا هاخد أمى ومتخفش عليها دى أمى بردك .
فطالعه براء بشك …والله خابر أنها امك بردك يا دكتور حتى بالأمارة إن أسمها زهيرة كيف أمى ..
فابتسم باسم بحرج ، فهدر براء فى وجهه …مش عايزنى أروح ليه يا دكتور ؟
باسم …عشان خايف عليك يا خوى تتهور لما تشوف قمر عاد ؟
فتلون وجه براء بغضب جحيمى مردفا ….حاسس فعلا انى لما أشوفها هطبق على زمارة رقبتها لغاية ما تموت فى يدى الخاينة دى .
باسم …لااااا لااااا يا خوى أرجوك ، خليك اهنه ، مش عشانها ، عشانك انت منقدرش نخسرك .

 

ثم دمعت عين باسم …انت دلوك فى مجام ابونا ومحتجينك .
ليضمه براء بحب إلى صدره هامسا…وانا عشان خاطر إكده ، همسك اعصابى فوق ما تتخيل وكفاية ذل السجن اللى عتشوفه ولو انها كمان تستاهل الإعدام .
باسم …ربنا يكملك بعقلك يا خوى.
ليحاوطها كلا من باسم وبراء ، ويذهبوا بها إلى المحكمة .
أما بانة فلم تستطيع الذهاب مردفة ببكاء…مجدرش أروح اشوفه أكده حتى لو خابرة أنه مش ابوى بس يعز عليه وربنا يسامحه أنه حرمنا من أبوى الله يرحمه ، فجلست وجلست معها زاد .
أما نهلة فقد علمت موعد المحاكمة من محمود عندما أتصل بها قبل موعدها بيوم مردفا بسعادة …واخيرا بكرة يا نهلة هتخلصى من منصور وباذن الله مش هيكون فيه فرصة للإستنئاف وهيكون حكم نهائى ويتتنفذ بأسرع وقت وكده تكونى أرملة زى ما أنتِ عايزة .
وضعت نهلة يدها على قلبها الذى خفق بشدة …ياااه اخيرا يا منصور هشوفك مكسور ومذلول وأمر ربنا هينفذ فيك .
واخيرا هترتاح ناهد فى قبرها ، ياه يا فرحة جلبى .
فتهد محمود على الطرف الثانى مردفا …عقبال فرحة قلبى انا كمان .
فأغلقت نهلة الخط فى وجهه بعد أن لاحت ابتسامة زينت ثغرها ولكن سرعان ما تلاشت عندما تذكرت كلام عطيات لا .
فقررت أن تنهى ذلك الأمر قريبا .
أما هو فابتسم …مسير الجميل يحن .
وعندما جاء الموعد أمسكت يد والدها مردفة …يلا بينا يا ابوى على المحكمة عشان جلبك يبرد على ناهد وتقدر بعدها تنام وانت مطمن .
ليأتى رد أبيها …ياااه يا بتى ، كل ده كنتِ شيلاه فى جلبك وساكتة وانا اللى كنت فاكر انك اتچوزتيه عشان تعيشى مرتاحة .
فانهمرت دموع نهلة مردفة بنحيب …أعيش مرتاحة ، لا بوى انا عمرى ما همنى الفلوس لانى خابرة أنها متعملش بنى آدم ، انا اجوزته عشان اخد بتارى منيه وحصل بس مكنتش خابرة ان كل ده هيحصلى ، بس قدر ولطف والحمد لله ربنا هيجازيه بمعرفته .

 

ثم توجهت إلى المحكمة بصحبة والداها .
وكان محمود فى انتظار قدومها بفارغ الصبر ، ليشبع عينيه العطشة لرؤيتها .
ولكن ما أن وصلت وتقابلت أعينهم حتى اخفضتها مجددا وتقدمت مع والدها ولم تتيح له فرصة للتحدث .
ثم جلست تترقب بدء الجلسة ورؤية منصور ذليلا وراء قضبان القفص.
ووتسلل أيضا إلى المحكمة شخصا آخر ، كان ينتظر مثلهم ذلك اليوم بفارغ الصبر .
ولكنه لم يكن لينتظر حكم المحكمة بل أراد تنفيذ هو حكمه بنفسه بعد أن أخفى سلاحه بين طيات ملابسه .
منتظرا اللحظة الحاسمة ؟
فمن هو ؟
وماذا سيحدث فى تلك الملحمة أقصد المحاكمة ؟
وللحكاية بقية.
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم ارزقنى راحة البال والشفاء وصلاح ولادى وحسن الخاتمة ..
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى