روايات

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الثامن عشر 18 بقلم مي علاء

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الثامن عشر 18 بقلم مي علاء

رواية وسقطت بين يدي شيطان الجزء الثامن عشر

رواية وسقطت بين يدي شيطان البارت الثامن عشر

رواية وسقطت بين يدي شيطان الحلقة الثامنة عشر

تشعر بدقات قلبه التي اضطربت فجأة بسبب شعوره إتجاهها و شعوره من هذا الحنان الذي يتدفق من هذا الحضن .. الحضن الذي ذكره بحنان والدته ، هي ذكرته به.
كور قبضته بقوة و هو جامد في مكانه ، كانت عينيه تظهر مدى اثر ذلك الحضن عليه ..فأغمضهما بقوة و فتحهما فتحولت نظراته للجمود ، وضع كفيه على ذراعيها بقوة و ابعدها عنه بهدوء ، فنظرت له من بين دموعها بينما بادلها بنظراته المظلمة و هو يقول بهدوء اصطنعه امام نفسه ، رغم بعثرة مشاعره بداخله
– غيرتي رأيك فجأة! .. مش انتي بنفسك اللي طلبتي حريتك مني
اخفضت رأسها بينما اكمل
– أنا بدوري بنفذلك طلبك
مسحت دموعها و رفعت رأسها و نظرت له وقالت بصوتها المتحجرج من البكاء
– من امتى و انت بتنفذلي اي طلب بطلبه منك ؟
– انتي عمرك ما طلبتي مني قبل كدة عشان تقولي من امتى
تنهدت و قالت
– ماشي .. انا دلوقتي بسحب كلامي ، انا مش عايزه حريتي منك
– و انا عايز ادهالك
قالها ببرود و هو يضع يديه في جيوب بنطاله بعد ان ترك ذراعيها ، فقالت بتعمد بعد ان توقفت عن البكاء
– لية عايز تمشيني؟ … خايف لتحبني؟!
تجمدت ملامح وجهه لوهله قبل ان يبتسم بسخرية ، في حين اكملت
– انت خايف لتقع في حبي ، لكونك شيطان الحب عندك شيء ملغي
– انتي قلتيها .. ملغي
قال الأخيرة ببطئ و جمود ، فإبتسمت و قالت
– بس بالنسبالي الحب شيء متاح
ساد الصمت لدقائق و هم يتبادلوا النظرات ،
تعمقت في النظر اليه حتى شعرت بتلك النظرة التي يحاول يخفيها .. نظرة جزع و اضطراب ، فشعرت ببعض من السعادة .. فهي تأثر به و لو حتى لدرجة صغيرة .
– الصراحة .. في مشاعر جوايا ليك ، انت
قالتها بخفوت و هي تنظر له بنظرات حانية ، كانت تشعر بالتردد من قول تلك الكلمات فهي مازالت في صراع بسبب مشاعرها المتخبطة .
– انتي مش اول واحده و لا اخر واحده تقولي الكلمتين دول
قالها ببرود ممزوج بنبرة متهكمة ، مما سبب لها الذهول .. الضيق .. الغيرة ، فهي تعلم ما يقصده ب”اول واحده” .. انه يقصد عشيقاته الذين سبقوها ، خلصت نفسها من مشاعرها تلك و هي تقول بثقة اتقنتها
– برضوا .. انا غير
نظر لها بتمعن متفحصا جسدها و مفاتنه من رأسها حتى اخمص قدميها و هو يقول بخبث
– غير! .. من اي ناحية بقى!؟
نظرت له بشراسة ممزوجة بالضيق و هي تقول بتلقائية
– مش بالجسم و لا بالشكل على فكرة
– ماشي
قالها بلامبالاة و هو يتخطاها ، فألتفتت بسرعة و قالت
– ما تيجي نتفق على اتفاق
توقف و نظر لها من فوق كتفه وهو يلويها ظهره ، فأكملت
– انا هفضل عايشه هنا معاك و…
قاطعها قبل ان تكمل جملتها ب
– لا
– هو انا كملت لسه ؟!
– رافض اي إتفاق معاكي
بعد ان انهى جملته نظر امامه و خطى خطوتين فقط حيث اوقفته مرة آخرى بقولها الهادئ الخبيث
– ماشي ، براحتك .. متبقاش تيجي و تلومني على تصرفاتي بقى
لم يهتم بقولها حيث سار بإتجاة الباب و غادر بهدوء ، فجلست هي على طرف السرير و مالت قليلا حيث اسندت مرفقيها على فخذيها و وضعت وجهها بين كفيها و هي تتنهد .
………………………………………………….
وقف جلال امام المرآة و هو يعدل بدلته و من ثم امسك بزجاجة العطر و وضع منها على بدلته الرمادية و اعادها مكانها و نظر لنفسه في المرآة برضا و ثقة ، و من ثم التفت و غادر جناحه .. و قصره .
كان ينظر من خلف زجاج نافذة السيارة و هو شارد في حين كان يحدث نفسه
– النهاردة الفرصة الأخيرة ليا ، انا خسرت كتير قدام الشيطان و المرة دي لو خسرت .. هنسحب عشان مخسرش اللي باقيلي ، و هرجع ريحانة ليا .. و هكتفي باللي معايا
………………………………………………….
توقفت سيارة الشيطان ، فترجل السائق سريعا و التف حول السيارة حتى توقف امام الباب الخلفي و فتحه لسيده ، ترجل الشيطان بهدوء من السيارة و نظر امامه بجمود من خلف نظراته الأنيقة و خطى خطواته الواثقة لداخل الساحة حتى وصل لمنتصفها ، فجلس في مقعده الرئيسي و وضع قدم على آخرى .
………………………………………………….
دخلت زهرة لجناح الشيطان بعد ان طرقت على الباب ، تقدمت من ريحانة التي مازالت جالسه على طرف السرير حتى توقفت امامها و هي تنظر لها و تقول
– انسه ريحانة
ابعدت ريحانة كفيها من على وجهها و نظرت لزهرة التي اكملت
– مش هتروحي الساحة؟
ظلت ريحانة تنظر لها بعدم إنتباه ، فأعادت زهرة قولها بصوت مرتفع قليلا فأنتبهت ريحانة و قالت ببعض من التشتت
– مش عارفه
– طيب انا هروح ، تيجي معايا؟
نظرت لها ريحانة بتفكير و من ثم قالت و هي تنهض
– ماشي ، هاجي .. بس هغير لبسي
– ماشي ، هستناكي تحت
اومأت ريحانة برأسها و إتجهت للخزانة في حين التفتت زهرة و غادرت الجناح
،،،،،،،،،
بعد مرور خمسة عشر دقيقة
انتهت ريحانة من ارتداء ملابسها و من ثم نزلت للطابق الرئيسي حيث كانت زهرة تنتظرها هناك
– يلا؟
قالتها ريحانة لزهرة التي اومأت برأسها و سارت لخارج القصر و ريحانة بجانبها .
………………………………………………….
جميع اللاعبين -السدة- جالسين في مقاعدهم ماعدا جلال ، فهو لم يصل بعد ، فنظر الشيطان للاعبين بجمود و قال
– هنبدأ
فرد عليه احد الاعبين
– هنبدأ بدون السيد جلال !
– ايوة
قالها الشيطان و هو ينظر لذلك الاعب بطرف عينيه .
– مين قال انكم هتلعبوا بدوني !
قالها جلال و هو يقف على بعد اربعة امتار منهم ، فألتفت اللاعبين لينظرون له ماعدا الشيطان ، تقدم جلال منهم و جلس في مقعده و هو يلقي التحية عليهم
بدأت اللعبة ، تم توزيع ” الشدة ” و اخرج كل شخص منهم مبلغا كبيرا من المال و وضعة على الطاولة و بدء كل شخص في رمي النرد ” طاولة الزهر ” في دوره .
،،،،،،،،،،
وصل كلا من زهرة و ريحانة امام الساحة فدخلوها و صعدوا السلالم المؤدية لمقاعد المتفرجين ، جلسوا في المقاعد الأقرب للساحة بعد عناء ، مررت ريحانة نظراتها بين الاعبين حتى توقفت عند جلال الذي فور رؤيتها له شعرت بالبغض و النفور ، فأبعدت نظراتها عنه فوقعت نظراتها على الشيطان الذي كان يلعب بهدوء و ثقة و ظلت تتابعه بهدوء .
فجأة تعالى صوت المتفرجين بحماس فقد خسر ثلاث لاعبين .. فتبقى جلال و الشيطان و لاعب آخر ، فتابعوا اللعب .. فلم تكمل عشر دقائق حتى خسر الاعب الآخر فتبقى جلال و الشيطان .. فقط
– كالعادة .. انا و انت في النهاية
قالها جلال بهدوء و هو ينظر للشيطان بنظرات متحدية ، بينما كانت نظرات الشيطان باردة و هو يرد بثقة
– و كالعادة النهاية محسومة
– معتقدش
قالها جلال ببعض من الثقة و هو يضع الكثير من المال على الطاولة ، فإبتسم الشيطان إبتسامة جانبية ساخرة و لم يرد ، حيث اكتفى باللعب .
كانت ريحانة تتابع ما يحدث بإهتمام و انفاس مضطربة لإنتظارها إعلان فوز .. الشيطان ، نعم هي تريده ان يفوز امام جلال .. فهي تعلم مدى كرة جلال لخسارته خاصا امام الشيطان ، ستعتبر هذا إنتقام منها له بما انها لن تستطيع ان تنتقم منه لما فعله معها .
قد حان ان يكشف كلا من الشيطان و جلال عن اوراقه ، فتعالت اصوات اهل القرية للحظة الختام …. و عم الصمت فجأة ، نعم لقد خسر جلال .. كالعادة ، و فاز الشيطان .
نهض جلال بضيق و غضب في حين نهض الشيطان بهدوء و ببطئ و هو يبتسم بطريقة مستفزة ، تقدم من جلال و وقف امامه و قال بطريقة مستفزة اغاظت جلال
– متزعلش .. دي مش اول مرة تخسر
كور جلال قبضته بحنق و غيظ و هو يأخذ نفسا عميا ليقول بعدها بهدوء اصتنعه
– مبروك عليك الفوز
اومأ الشيطان برأسه و مازالت إبتسامته المستفزة مرسومة على شفتيه ، التفت الأخير و سار و ما لبث ان توقف عندما قال جلال
– تعالى نتفق على اتفاق
نظر له الشيطان من فوق كتفه وهو يلويه ظهره ، فقال جلال بدون مقدمات
– اية رأيك نرجع .. اخوات
ألتفت الشيطان بجسده و نظر لجلال بجمود و قال
– لية جاي دلوقتي عشان تطلب اننا نرجع اخوات؟
تنهد جلال و قال
– عشان عارف اني دايما هفضل اخسر قدامك ، فأنا مش عايز اخسر اكتر من كدة
– قصدك عشان عرفت انك ضعيف قدامي
قالها الشيطان بنبرة قاسية بعض الشيء ، فتحمل جلال غضبة و غيظة حيث لم يرد في حين اكمل الشيطان
– بس لا .. انا و انت عمرنا ما كنا اخوات و لا هنكون
– يعني…
قاطعة الشيطان ب
– يعني انا رافض إتفاقك دة
انهى جملته و التفت ببرود و قبل ان يخطو خطوة واحدة قال
– كويس انك اتسحبت بنفسك ، كدة سهلتلي امور كتير
و من ثم خطى خطواته لبوابة الساحة ، بينما كانت ريحانة تتابع ما يدور بينهم بلهفة ، فهي تريد ان تعرف عن ماذا يتحدثون؟ ، نهضت ريحانة و خلفها زهرة و من ثم نزلوا السلالم بصعوبة بسبب الأجواء المزدحمة.. فالناس يستعدون للمغادرة ، توقفت ريحانة عند البوابة ، فسألتها زهرة
– وقفتي لية؟
– مستنياه
– مين؟ .. السيد جلال!
قالت الأخيرة بإستنكار ، فألتفتت و نظرت لها ريحانة بهدوء و قالت
– لا طبعا .. مستنيه الشيطان
هزت زهرة رأسها و هي ترمق ريحانة بنظرات غريبة ، فسألتها ريحانة
– مالك؟ .. بتبصيلي كدة لية؟
– انتي لية الأيام دي غريبة؟
– نعم!.. غريبة ازاي؟
قالتها ريحانة بعدم فهم ، فقالت زهرة
– مش عارفه بس حاسة ب….
قاطعها صوت الحراس الذين يبعدون الناس عن البوابة ليمر سيدهم ، فأتى احدى الحراس امام ريحانة و دفعها بدون قصد فسقطت على الأرض فتأوهت ، فأسرعت زهرة و جثت على كبتيها و سألتها بلهفة
– انتي كويسة؟
نظرت لها ريحانة و من ثم نظرت للحارس الذي لاواهم ظهره و كأنه لم يفعل شيء ، و هتفت بغضب
– انت اتعميت؟ .. مش شايفني
التفت لها الحارس برأسه و نظر لها ببرود و قال بطريقة مستفزة
– لا
– نعم!
قالتها بذهول من رده ، فنظر لها بعدم إكتراث قبل ان يلتفت برأسه وينظر امامه ، فظلت تنظر له بذهول حتى ادركت ما قاله و تجاهله لها فشعرت بالغضب ، فنهضت بمساعدة زهرة التي بدأت في تنظيف ملابس ريحانة من التراب بينما هتفت ريحانة به بغضب و صوت مرتفع
– انت قليل الذوق و مش محترم
التفت لها الحارس مرة آخرى ببرود و لم يرد بينما اكملت
– بدل ما تبصلي لازم تتأسف ل..
قاطعها بإستخفاف
– اتأسفلك !
– ايوة تتأسفلي و ت….
قاطعها صوت تعرفه جيدا
– في اية؟
كان الشيطان هو صاحب هذا القول ، قالها و هو ينظر للحارس قبل ان ينقل نظراته لها ، فأخفض الحارس رأسه بإحترام و قال
– مفيش حاجة يا سيدنا
– يعني اية مفيش حاجة !
قالتها بحدة و هي تبعد خصلات شعرها من على وجهها في حين كانت تنقل نظراتها له و هي تقول بإنفعال
– الحارس بتاع حضرتك وقعني و المفروض لما حد يوقع حد يساعده على الأقل او يتأسفله بس حراسك يا ما شاء الله .. زيك ، باردين و متكبرين ….
كان ينظر لها و هو شارد بها و بكل حركة تفعلها من إنفعالها ، كانت هيئتها بالنسبة له ساحرة فقد كانت خصلات شعرها المجعد متناثرة على وجهها بتمرد و التراب الذي يزين وجنتيها بسبب اناملها التي وضعتها على وجنتيها لتزيل خصلاتها ، ايقظته من شروده عندما قالت بحدة
– هو انا مش بكلمك!
نظر لها بهدوء و قال لريحانة
– مين اللي قالك تيجي الساحة؟ .. استأذنتيني؟!
– دة اللي هامك !
– ايوة .. ردي
– انا كنت عايزه اجي فجيت
نظر لها بترقب و من ثم نقل نظراته لزهرة و من ثم للحارس و قال للأخير بهدوء مخيف
– حسابك معايا بعدين
و من ثم مد ذراعه و امسك بريحانة من رسغها و جذبها له و هو يقول
– تعالي
و من ثم سار بها للسيارة تحت انظار سكان اهل القرية و زهرة و جلال الذي يتابع ما يحدث من بعيد بحنق و غيرة .
اصعدها السيارة و صعد بجانبها بهدوء و من ثم امر السائق بالتحرك .. ففعل ، كانت ريحانة تحدق به بدون سبب فرأها من المرآة الداخلية ، فقال بهدوء و هو ينظر امامه
– عاجبك!
انتبهت لقوله و نظرت له و قالت ببلاهه
– نعم!
نظر لها بطرف عينيه ببرود و قال
– بتبصيلي من اول ما دخلنا العربية
بلعت ريقها و قالت بكذب
– لا مكنتش ببصلك بس كنت سرحانة شوية
نقل نظراته امامه بجمود و لم يرد ، و ساد الصمت لبرهه قبل ان تقطعة بإنفعالها المفاجئ
– انت لية مخدليش حقي ، يعني حارسك وقعني و اسلوبه كان بارد .. زيك ” قالتها بهمس و اكملت ” و قليل الذوق و الأحترام .. دة حتى مقالش اسف ، هو انت بتعملهم مبادئك و بتعديهم بطباعك و لا اية!
ألتفت برأسه و نظر لها بحدة و قال
– قصدك اية؟
– مقصديش
قالتها بطريقة مستفزة و هي تنقل نظراتها امامها ببرود ، بينما ظل الشيطان ينظر لها بنظرات غريبة و من ثم مد ذراعه و وضع كفه على وجنتها ، فنظرت له بطرف عينيها و من ثم اعدلت وجهها لتصبح مقابلة له و قالت بإضطراب
– بتعمل اية؟
لم يجيبها حيث بدأ في تمرير اناملها على وجنتها ليمسح ذلك التراب ، فنظرت لكفه الموضوع على وجنتها و رفعت يدها و امسكت بذراعه لتبعدها ، فقال بصرامة
– استني
ازال التراب فأصبح وجهها نظيف ، فنظر لها و قال بهدوء و هو مازال يتلمس وجنتيها
– التراب كان مالي وشك فمسحتهولك
نظرت له بتعمق قبل ان تومأ برأسها و تقول بخفوت و بعض من الخجل
– ماشي .. شكرا
ابعد كفه من على وجنتيها و وضعه بجانبه في حين التفت و نظر امامة و قال بهدوء و صعوبة بعض الشيء
– العفو
إبتسمت ريحانة و هي تنظر له بنظرات حانية ، و من ثم ابعدت نظراتها عنه و نظرت من خلف زجاج النافذة و هي تتنهد بهدوء .
………………………………………………….
بعد مرور ساعات
بعد ان وصل جلال لقصره ، إتجه لمكتبه و دخله و هو يتأرجح بخطواته ، القى بجسده على الأريكة بإهمال فتأوه ، اعاد رأسه للخلف و هو يخرج انفاسه الخشنة من بين شفتيه ، مد كفه و امسك بزجاجة الخمر الموضوعة على الطاولة الصغيرة و فتحها و بدأ في الشرب بطريقة مقززة عشوائية ، و فجأة اصبح يضحك كالمجنون و هو يتمتم ب
– انا ضعيف .. قال انا ضعيف ، دة انا اقوى منه و من امثاله
مسح جبينه بظهر كفه و تمتم بآخر
– ريحانة .. انا هرجعك ، انا قوي مش ضعيف .. انا هقدر ارجعك ليا بقوتي
شرب زجاجة الخمر بأكملها بأقل من خمسة دقائق ، فألقاها على الأرض بإهمال بعد ان ادرك انه شربها كلها و من ثم اعتدل لوضع الجلوس و هو يحدث نفسه بصوت عالي
– ريحانة ليا .. هو ازاي يمسكها كدة! ، لا و قدام عنيا ، و هي … هي مقاومتش
بلع ريقة و نهض و إتجه لمكتبه في حين كان يكمل
– انا قلتلها قبل ما ابعتهالوا انها ليا .. فاكر ، ايوة انا فاكر ، بس…
لم يكمل جملته حيث جلس على كرسي مكتبه و بدأ في فتح ادراج المكتب و هو يبحث عن شيء ما خطر في خاطره فجأة
– هو فين .. فين؟ ، انا فاكر اني حطيته هنا
ظل يبحث عن الشيء و لكنه لم يجده فنهض بحدة و قال بعدم تصديق
– ورقه جوازي انا و ريحانة ، اختفت!
بعد ان انهى جملته التف حول مكتبه بخطواته المتأرجحة و خرج من مكتبه و إتجه للسلم و صعده و اثناء صعوده تعثر و سقط ، لم يتأذى و لكنه فقد الوعي .
………………………………………………….
في جناح الشيطان ،،
تحت ضوء القمر الخافت ، كانت ريحانة مستلقية على السرير .. بجانبه ، كانت تحدق به بشرود فقد كانت تفكر في انها .. كيف ستتصرف معه! ، هي قد فكرت بأكثر من شيء لفعله و لكن كل ما فكرت فيه و خططت له يحتاج الكثير من الجرأة و القوة ، و هذا سيكون صعب عليها بعض الشيء ولكنها ستحاول ، تنهدت و هي تبعد نظراتها عنه في حين ذلك السؤال الذي يحيرها من بداية اليوم مازال يطرح نفسه ، و السؤال هو .. هل هي تفعل ذلك لشعورها بالشفقة عليه ام لمشاعرها التي تكنها له؟! ، لا تستطيع تحديد إجابة محددة و لكنها تيقن ان ما تفعله بدافع جانبها الإنساني و من ثم مشاعرها .. و القليل من الشفقة او عدمها ، اعادت نظراتها له و ههمست له
– هعمل كل اللي هقدر عليه عشان اغيرك و ارجعك لبيجاد ، انا عايزه انسيك كل ماضيك ، عايزه اعوضك عن القسوة اللي شفتها في طفولتك ، انا هعوضك صدقني ، بس اديني الفرصة .. اصل انا عارفه انك مش هتسمحلي اني اقرب منك عشان اعوضك بس ” صمتت لبرهه قبل ان تبتسم بهدوء و تكمل بعزم ” انا هقرب منك و هخلي مشاعرك ناحيتي تغيرك من غير ما تحس .
بعد ان انهت جملتها اقتربت منه و دفنت وجهها في عنقه لتشم رائحته التي تعشقها .. فتنهدت براحة و إستمتاع قبل ان تطبق جفونها لتنام .
………………………………………………….
أشرقت شمس يوم جديد
فتح الشيطان عينيه بإنزعاج على اثر اناملها التي تمررها على ذقنه
– صباح الخير
قالتها بهدوء و هي تنظر له بنظرات ساحرة ، ابعد كفها من على وجهه بحدة و اعتدل ، في حين اكملت بصوت ناعم
– مالك ؟
نظر لها بطرف عينيه قبل ان يمسح وجهه بكفيه ، فقالت
– انت مش بترد عليا لية؟ .. عموما ، يلا قوم اغسل وشك عشان ننزل نفطر .. سوا
ابعد كفيه من على وجهه و نظر له بعيون ضيقة فقالت
– مالك؟
– انتي اللي مالك؟
– انا كويسة اهو
– بتخطتي لأية؟
قالها و هو يراقبها بنظراته ، فأبتسمت ببراءة و قالت بخفوت
– مش بخطط لحاجة
هز رأسه و قال بإستخفاف
– صدقت
انهى جملته و نهض و إتجه للخزانة فأسرعت و سبقته حيث فتحت الخزانة و اخرجت ملابس له و من ثم التفتت فوجدته يقف مقابلا لها ، فقالت برقة
– البس دة
تجاهلها و مد ذراعه من جانبها لداخل الضلفة ، فنظرت له بخبث و قالت بطريقة طفولية و هي تبرز شفتيها بشكل طفولي
– مش هتلبس دة يعني ؟!
نظر لها من فوق و من ثم قام بحركة سريعة حيث جذبها له من خصرها مما افزعها في البداية ، و قال
– عايزه توصلي ل اية يا … ريحانة!
بلعت ريقها بصوت و من ثم قالت بصوت متلعثم قليلا
– مش عايزه حاجة
و من ثم صمتت لبرهه قبل ان تقول بثبات
– اه عايزه .. البس دة
و رفعت ذراعها الممسكة بملابسه ، فنظر للأخير و التقطه من قبضتها و تركها و إتجه للحمام ، فإبتسمت هي بإنتصار و قالت بصوت مرتفع
– شكرا
لم يرد حيث صفق الباب بحدة ، فضحكت .
………………………………………………….
فتح جلال عينيه بتثاقل و تعب ،و مرر نظراته الزائغة حوله و من ثم اعتدل لوضع الجلوس بصعوبة و وضع يده على رأسه و اصبح يدلكها بقسوة بسبب الصداع
– يا اللي برة
هتف بها بصوت مرتفع ، فدخلت احدى الخادمات سريعا ، فقال بحدة
– اعملولي قهوة .. بسرعة
اومأت الخادمة برأسها و غادرت سريعا لتنفذ ما طلبه .
………………………………………………….
في غرفة الطعام ،،
كان جالس الشيطان في مقعده الدائم و هي ايضا ، فأقتربت الخادمة لتقدم الطعام ، فنهضت ريحانة فجأة و اخذت من الخادمة الطعام و قالت لها
– انا هقدمله الأكل .. امشي انتي
نظر الشيطان لريحانة بطرف عينيه و من ثم للخادمة التي كانت تنظر له بحيرة ، فأومأ لها برأسه… فغادرت ، في حين بدأت ريحانة في تقديم الطعام و اثناء تقديمها امسك برسغها بقوة فنظرت له بألم فرفع نظراته لها و قال
– تصرفاتك مش عجباني
– انا! … لية؟
– حاسس ان….
قاطعته بمزاح
– حاسس مش متأكد
رمقها بحدة فصمتت ، فتركها و اخذ منها الطبق و وضعه على الطاولة فأتت ان تقول شيء ولكنه سبقها بقوله الصارم
– اقعدي و كلي ، و مش عايز اسمع صوتك
جلست في مقعدها و هي تنظر له بضيق ، بينما بدأ هو في تناول طعامه ، فتنهدت و بدأت هي ايضا في تناول طعامها .
،،،،،،،،
بعد ان انهى الشيطان تناول طعامه نهض ، فنهضت هي ايضا فنظر لها بطرف عينيه بنفاذ صبر قبل ان يسير لخارج غرفة الطعام و هي خلفه ، دخل مكتبه فدخلت خلفه و سبقته و جلست على احدى الكراسي ، فتوقف و نظر لها بحدة و قال بنفاذ صبر
– اخرجي .. انا مش فاضيلك
– عايزه اركب الحصان بتاعك .. تعالى ركبني
قالتها بعد ان تجاهلت قوله و هذا اغضبه ، فأقترب منها و امسك بذراعها و انهضها و سار بها لإتجاة الباب و هو يقول
– صدقيني لو فضلتي على اسلوبك الجديد بتاع النهاردة دة هتندمي
– هتندمني ازاي؟
قالتها بطريقة استفزته ، فتوقف و التفت و نظر لها بقسوة و اتى ان يرد و لكنها سبقته
– اها انا عارفه ، لهتضربني لهتقرب مني غصب … المهم ” اكملت برجاء ” عايزه اركب الحصان ، خدني و ركبهولي
– قلتلك مش فاضي .. و غير كدة مش كنتي بتخافي منه؟
– كان زمان .. دلوقتي مبقتش اخاف ، دلوقتي بحبه
قالت الأخيرة بطريقة غريبة ، لم يهتم كثيرا ، حيث التفت و وضع كفه على قبضته و برمه و اخرجها و اتى ان يغلق الباب و لكنها وضعت قدمها و قالت برجاء
– يلا بقى .. عايزه اركبه
– قلتلك مش فاضي
– هما عشر دقايق .. يلا
– قلت لا ، و ابعدي رجلك و إلا هقفلك عليها
– مش هبعدها
قالتها بعناد ، فهز رأسه ببرود و قال
– براحتك
و اتى ان يغلق الباب و لكنه توقف عندما هتفت برجاء طفولي
– بيجاد .. يلا بقى
نظر لها بضجر قبل ان يتقدم منها و يمسكها من ذراعها و يتجه بها لحديقة القصر و هو يقول
– شكل ايام الطفولة وحشتك عشان كدة قلبتي طفلة فجأة
– خلاص مش عايزه اروح في حتة
قالتها بضيق و هي توقفه ، فألتفت و نظر لها و قال بهدوء
– احسن
و ترك ذراعها و تخطاها ، فأسرعت و امسكت يده و قالت
– بهزر ، يلا نروح
انهت جملتها و سحبته خلفها و هي تشعر بالإستمتاع لما تفعله .
………………………………………………….
جلس جلال على كرسي مكتبه و فور جلوسه طرق احدهم الباب فأذن للطارق بالدخول
– السيد عز الدين برة
– دخله
دخل عز الدين لمكتب جلال و جلس في احدى المقعدين المقابلين لجلال ، فقال الأخير بنبرة ساخرة
– السيد عز الدين جايلي بنفسه عشان يشوفني!
– اه جايلك بنفسي ، بس اكيد مش عشان اشوفك ، عايز الورق يا جلال
– اهاا عشان الورق ، ماشي
فتح جلال احدى ادراج مكتبه و اخرج منها ملف و من ثم قدمه له ، فمد عز الدين يده ليأخذه ولكن جلال سحب الملف له و قال بإستخفاف
– هو انا هدهولك كدة بدون ما تديني اللي اتفقنا عليه!
– اللي اتفقنا عليه معايا
إبتسم جلال إبتسامة جانبية و قال
– طيب سلم و إستلم
نظر له عز الدين بإستحقار قبل ان يخرج صندون صغير من حقيبته و يضعه امام جلال ، كان الأخير يتابعه بنظرات مترقبة
– اهو العقد .. يلا هات الملف
قالها عز الدين بجمود ، فمد جلال يده و اخذ الصندوق و فتحه فلمعت عينيه بالجشع ، فقال عز الدين
– هات الملف .. يلا
نظر له جلال و من ثم اعطاه الملف ، فأخذه عز الدين و تأكد من ان هذا الورق هو الذي يريده و بعد ان تأكد نهض و قال
– كدة خلصنا انا و انت ، سلام
لم ينتظر رد جلال حيث التفت بعد ان التقط حقيبته و غادر ، بينما كان جلال يخرج العقد من الصندوق و يتأمله ، و فجأة بدأ يحدث نفسه
– هنقذ قراري بما ان العقد بقى معايا دلوقتي ، بس في الأول هرجع ريحانة و بعدها هنهي كل حاجة على خير .
………………………………………………….
اخرج الشيطان جواده الأسود من الأسطبل و إتجه به لها ، فتراجعت للخلف بتلقائية و هي تهتف
– اوقف
رفع الشيطان حاجبه بإستغراب في حين لم يتوقف ، فقالت
– متقربهوش اوي مني ، عشان لسه بخاف منه
– مش قلتي انك بتحبيه و انك مش بتخافي ؟
– اه بحبه بس بخاف منه شوية ، شوية مش اوي
توقف و قال بهدوء
– طيب تعالي
– لية؟
– تعالي
قالها بصرامة ، فخضعت له و تقدمت منه حتى توقفت بجانبه و نظرت له ، فمد يده و امسك بكفها و قربه من رأس الجواد
– لا
قالتها و هي تحاول سحب يدها ، ولكنه ضغط على كفها وهو ينظر لها بحدة ، فبلعت ريقها و هي ترى كفها يقترب من رأس الجواد حتى لمسته ، فأرتجف جسدها بخفة في البداية و قد شعر الشيطان بذلك فقال
– لو عايزه تبقي صاحبته لازم تعامليه بحنان و هدوء و بدون خوف
نظرت له ، فأكمل و هو يلف ذراعه حول خصرها ليجذبها و يوقفها امامه و ظهرها يقابل صدره
– جربي تكوني صحبته .. يلا
نظرت له من فوق كتفها و من ثم نظرت للجواد و بلعت ريقها مرة آخرى و هي تمرر كفها على صفحة رقبته بيد مرتجفه نوعا ما ، فوضع الشيطان كفه فوق كفها فنظرت له بطرف عينيها ، بينما قال
– حاولي تخلي ايدك ثابته ، يعني مترتجفيش
– مش بأيدي
نظر لها ، فأكملت
– انا كدة من صغري لما بخاف او بتوتر ايدي بترتجف لوحدها
بعد ان انهت جملتها ابعدت كفها و قالت بحماس
– يلا نركبه
التفتت بسرعة فأصطدمت بخفة في صدر الشيطان ، فنظر لها و ابتعد قليلا بينما دلكت هي جبينها و هي تسير بخطوات بطيئة لإتجاه جسد الجواد و توقفت امامه و اتت ان ترفع قدمها لتضعها على الركاب و لكنها وجدت احدهم يرفعها من خصرها فجأة، فشهقت بفزع و نظرت له من فوق كتفها و قالت
– خضتني
– اركبي .. خلصي
قالها بهدوء ، فرمقته بضيق قبل ان تعتلي الجواد
– هتسبني لوحدي؟
قالتها بعد ان رأته يتقدم و يمسك باللجام ، فقال
– لا
– طيب اركب
نظر لها بطرف عينيه و تجاهلها حيث بدأ في السير فسار الجواد ، فخافت و قالت و هي تمسك الجواد من شعر رقبته بدون قصد
– هقع
ترك الشيطان اللجام و توقف و نظر لها و إبتسم بينما بادلته نظراته بنظراتها الفزعة و هي تقول
– والله هقع .. وقفه
قبضت على شعر الجواد اكثر بسبب خوفها فتعالى صوت صهيل الجواد و هو يرتفع بجسده ، فصرخت بفزع قبل ان تسقط على الأرض ، فاسرع الشيطان بعد ان رأى سقوطها و جثى على ركبتيه و وضع كفه اسفل رقبتها و قال بقلق
– انتي كويسة؟
اخرجت تأوهات تظهر فيها المها و هي تفتح عينيها ببطئ و تتمتم
– طهري
قالتها و بعدها اصبحت تبكي بألم ، فأسرع و مرر احدى ذراعه اسفل ظهرها و الآخرى اسفل فخذيها و حملها بحذر ، فتأوهات اكثر ، فنظر لها بقلق ظاهر و سار بها لإتجاة القصر ، و اثناء سيره قالت من بين بكائها
– كل دة بسببك ، ااه طهري
بلع ريقة و قال بأسف
– اسف
نظرت له من بين دموعها فلمحت نظراته النادمة ، فإبتسمت بتعب و هي تسند رأسها على صدره فسمعت دقات قلبه المضطربة .
………………………………………………….
امسكت عايدة بهاتفها و ضغطت على عدة ارقام و من ثم وضعته على اذنها و هي تنتظر رد الطرف الأخر
– الو
قالتها بعد ان رد الطرف الأخر و الذي كان .. جلال
– نعم يا عايدة
– نعم يا عايدة! .. مفيش ازيك و لا حاجة
– لا
– طيب تصدق انا غلطانه لأني فكرت اتصل بيك و اسأل عليك
– ايوى .. أنتي غلطانة
كورت قبضتها بغضب و غيظ ، بينما اكمل
– سلام
– استنى
– نعم
– كنت عايزه اسألك عن حاجة
– اية؟
– امتى هتاخد ريحانة من هنا؟
– ريحانة! … لية بتسألي؟
– عشان انا شاكه في حاجة
– بخصوص؟
– بخصوصها هي و الشيطان
– مالهم ؟
– انا حاسه ان الشيطان حبها ، و هي كمان
قهقه جلال بعد سماع قولها و قال بإستخفاف
– ريحانة تحب الشيطان؟ … أنتي اتهبلتي صح؟ ، بصي .. أحب اقولك ان احساسك غلط
– لا مش غلط
قالتها بحدة و اكملت
– انا معايا ادله كتير و اولها تصرفاتهم ، عموما .. انا حبيت اقولك عشان تلحق نفسك
تغيرت ملامح جلال للغضب و القسوة و هو يقول بحزم
– انا مش هسمح بحاجة زي دي تحصل ، انا هرجع ريحانة النهاردة
– ايوة .. رجعها ليك
………………………………………………….
وضعها على السرير برفق و من ثم نظر لها و قال
– هجبلك الحكيم
– لا .. مش مستاهله
قالتها بتعب ، و اكملت
– ناديلي زهرة
اومأ برأسه و نهض و إتجه للباب و فتحه و امر الحارس بأن يجلب له زهرة ، فأومأ الحارس برأسه و غادر ليجلب زهرة ، و بعد دقائق عاد الحارس و طرق على باب الجناح ، ففتح الشيطان فقال الحارس
– زهرة مش موجودة
– يعني اية مش موجودة؟
قالها الشيطان بحدة ، فأخفض الحارس رأسه و قال
– لما سألتهم عليها قالولي انهم بعتوها تجيب حاجات للقصر
التفت الشيطان و اغلق الباب في وجه الحارس بغضب و إتجة للسرير و توقف امامه و قال
– زهرة مش موجودة
نظرت له و قالت
– ممكن طلب
اومأ برأسه ، فقالت
– ساعدني ، عايزه اقعد
اقترب منها و جلس على طرف السرير و ساعدها لتجلس ، فنظرت له و قالت
– شكرا
و من ثم مالت قليلا و هي تمد يدها للدرج فأمسك ذراعها و قال
– عايزه اية؟
– علبة الإسعافات ، فيها كريم للكدمات و لوجع الطهر ، قبل كدة شفته
اومأ برأسه و فتح الدرج و اخرج منه صندوق الإسعافات الأولية و اعطاها اياه ، ففتحتها و اخرجت عبوة الكريم الخاص للكدمات و من ثم وضعته بجانبها و بدأت في رفع سترتها و ما لبثت ان انزلتها سريعا عندما ادركت انه معها ، فرفعت نظراتها له و قالت
– ممكن تخرج
– لا
قالها بهدوء قبل ان ينهض ليقترب و يجلس خلفها ، و من ثم مد يده و اخذ العبوة من امامها فقالت بتساؤل
– هتعمل اية؟
– هدهنلك
قالها و هو يرفع سترتها من الخلف ، فشهقت بفزع و قالت بخجل و إحراج
– لا .. انا هعمل لنفسي
– مش هتعرفي
– هعرف
قالتها و هي تبعد يده ، فأعاد يده مرة آخرى و قال بصوت دافئ ليطمأنها
– متخفيش .. مش هعملك حاجة
نظرت له من فوق كتفها وهي تلويه ظهرها ، في حين بدأ هو في رفع سترتها من الخلف بأحدى يديه ، و باليد الأخرى فتح العبوة ، نظر لنصف ظهرها العاري و الذي كان لونه يميل للزرقة بسبب اثر سقوطها ، فشعر بالذنب فهو من تركها و تسبب لها بهذا ، تنهد بهدوء قبل ان يضع انامله المغطاة بالكريم على ظهرها ، فتسارعت انفاسها و هي تشعر بأنامله تتحرك على ظهرها ، اغمضت عينيها بقوة لتتحمل الألم و الرغبة!
………………………………………………….
بعد ان انهى جلال مكالمته مع عايدة ، نهض و اصبح يجوب الغرفة ذهابا و ايابا و هو يفكر في قول عايدة الذي جعله يستشيط من الغضب ، كيف لريحانة ان تحب الشيطان ؟ كيف و هي تعلم انها ملكه .. ملكه وحده ، هو لن يقبل بأن يشاركه احدا بها . توقف امام مكتبه و اخذ هاتفه و اتصل بوالد زهرة ، فرد الأخير
– الو يا سيد جلال
– تعلالي حالا
– انا تعبان يا سيدنا ومش….
– قلت تعالى
قالها بحدة ، فتمتم الآخر
– ماشي يا سيدنا ، جي
– خمس دقايق و تبقى هنا
قالها جلال امرا قبل ان ينهي المكالمة و يتجه للأريكة و يجلس عليها .
………………………………………………….
ارتدى والد زهرة ملابسه و اتى ان يخرج من منزله و لكن اوقفته زوجته بقولها
– رايح فين يا حج؟
التفت و نظر لها و قال
– رايح للسيد جلال
– ازاي هتروحله و انت لسه تعبان ! ، كلمه و قله انك تعبان
– قلتله اني تعبان بس مهتمش و اتعصب و اصر اني اروحله
– دة راجل معندهوش قلب
قالتها زوجته بحزن ، فتنهد الآخر و قال
– انا همشي بقى عشان قالي متأخرش
– يارب يخلصنا منه و من جبروته قريب
نظر لها زوجها و قال و هو يبتسم بأمل
– هيحصل
و من ثم غادر
………………………………………………….
بعد مرور خمسة عشر دقيقة ،،
داخل مكتب جلال ،،
– اتأخرت عشر دقايق
قالها جلال بغضب ، فرد والد زهرة
– الطريق يا سيدنا
رمقة جلال بغضب و قال
– المهم .. قولي اية اللي حصل في غيابي
– معرفش
– نعم؟ .. يعني اية متعرفش
– كنت تعبان وم…
– و بنتك فين؟ .. مقالتلكش حاجة
– لا
ضرب جلال المكتب بقبضته و من ثم تنفس بعمق و هو يحاول إمتصاص غضبه ، و قال بتوعد
– حسابك معايا بعدين ، بس دلوقتي في حاجة عايزها منك
نظر له الآخر ، فأكمل جلال بهدوء
– انا ههرب ريحانة .. النهاردة
– تهربها؟!
– ايوة .. ههربها من قصر الشيطان و هرجعها ليا ، المهم … قول لبنتك توصل لريحانة ، اني النهاردة ههربها من قصر الشيطان ، فتجهز نفسها
– حاضر يا سيدنا ، هقولها ، بس ازاي هتهربها؟
– هقولك …..
………………………………………………….
عادت زهرة للقصر و هي تحمل الكثير من الأشياء ، وضعت تلك الأشياء على الأرض و هي تلعث و من ثم نادت على احدى الحراس ليحمل الأشياء ، فأتى احدهم و حملهم ، بينما سارت هي و نزلت السلالم و إتجهت للمطبخ
– جبتي الحاجات يا زهرة؟
قالتها رئيسة الخدم ، فأومأت زهرة برأسها و قالت من بين انفاسها اللاهثة
– ايوة
– المشوار متعب
– جدا
قالتها زهرة و هي تمسح وجهها من العرق ، فقالت رئيسة الخدم
– روحي اوضتك و ارتاحيلك شوية
أومأت زهرة برأسه و نهضت و خرجت من المطبخ و إتجهت لغرفتها و دخلتها .
………………………………………………….
موعد الغداء ،،،
بدأت الخادمة في تقديم الطعام لسيدها الذي كان جالس بمفردة ، انتهت من تقديم الطعام و تراجعت للخلف ، فأمسك الشيطان بالملعقة و بدأ في تحريك الطعام بدون ان يأكل منه ، فقد كان شاردا بها و بما حدث اليوم ، هو يشعر بالحيرة من مشاعره برغم ادراكه بها
– حاسب
قالتها ريحانة و هي تمسك يده الذي كاد ان يضع في الحساء الساخن ، فرفع نظراته لها بإستغراب و قال
– نزلتي ازاي؟
– برجليا
قالتها بمزاح و هي تسير من خلفه لتجلس في مقعدها ، فحدق بها و قال
– طهرك مش واجعك ؟
قالها بلهفة ظاهرة في عينيه و هذا اسعدها ، فإبتسمت وقالت
– واجعني بس الوجع ممكن اقدر استحمله
اومأ برأسه و تغيرت ملامحه للجمود و هو ينظر لطعامه و يبدأ في تناوله ، بينما ظلت تتأمله لدقائق قبل ان تقول بحزن مصتنع
– كنت هتاكل بدوني!
نظر لها بطرف عينيه و قال بصرامة
– بلاش ترجعي و تعملي تصرفاتك بتاعت الصبح
ضحكت بخفة و قالت بطبيعتها
– ماشي ، بس جاوب على سؤالي
– اه
– اية اللي اه ؟!
قالتها بإستنكار و اكملت بطريقة مضحكة
– يعني انت مش بتستفدن… لا قصدي مش بتفقدني .. لا قصدي تسف…
نظر لها و قال و هو يبتسم بصدق
– اسمها هتفتقدني
إبتسمت و قالت
– ايوة دي ، هكمل بقى .. مش هتفتقدني لما مكلش معاك؟
– لا
– لية؟
– عايز اكل
– ما تاكل هو انا مسكاك !
قالتها بلامبالاة مصتنعة ، فنظر له بطرف عينيه و اكمل تناول طعامه بدون ان يرد عليها .
– والله انت عسل
قالتها فجأة و بدون سبب ، فرفع رأسه و نظر لها ، فضحكت و بدأت في تناول طعامها .
………………………………………………….
بدأ الليل يسدل ستائره
دخلت زهرة لجناح الشيطان بعد ان استأذنت و تقدمت من ريحانة التي كانت جالسه على الأريكة و قالت
– انسه ريحانة
نظرت لها ريحانة و قالت
– زهرة .. كنتي فين الصبح؟
– كنت بشتري شوية حاجات للقصر و بعد ما رجعت ارتحتلي شوية
– امم ، ماشي
– انسه ريحانة
– امم
– في حاجة عايزه اقولهالك
– قولي
– السيد جلال
توترت ريحانة بعد سماع اسمه ، فقالت ببطئ
– ماله؟
– هيهربك النهاردة فجهزي نفسك
– لا .. انا مش عايزه اهرب معاه .. مش عايزه ارجعله
– ماشي ، على كدة قوليله على قرارك
– اقوله؟
– ايوة .. عشان انا مش هقدر اقوله انك مش موافقه انك تهربي معاه ، عموما … هو هيستناكي قدام القصر بس من ورا ، فروحيله
– ازاي هروحله؟ .. في حراس و…
قاطعتها زهرة ب
– السيد جلال هيتصرف بالحراس اللي بيحرسوا القصر من ورا
صمتت ريحانة و هي تفكر و من ثم قالت
– ماشي .. بس تعالي معايا
اومأت زهرة برأسها و قالت
– انا كدة كدة كنت هاجي معاكي ، عموما انا هروح اكمل شغلي
– ماشي
نهضت زهرة و قالت
– عن اذنك
– استني
نظرت لها زهرة ، فقالت ريحانة
– الشيطان مرجعش لسه؟
– لسه
اومأت ريحانة برأسه ، بينما غادرت زهرة
………………………………………………….
مساءا
سارت بخطواتها الخفيفة الحذرة من بين ذلك الظلام لخارج الجناح و سارت في الممر و هي تنظر حولها بترقب ، توقفت امام السلم و خلعت حذائها و امسكته و من ثم نزلت على السلم بهدوء و على اطراف اصابع قدميها ، وصلت للطابق الرئيسي و توقفت و هي تنظر حولها في حين حدثت نفسها
– فين زهرة؟ .. قالتلي انها هتستناني هنا
سارت بخطوات بطيئة في الممر الذي يؤدي إلى الباب الخلفي للقصر
– رايحة فين؟
سقط حذائها من يديها و هي تلتفت ببطئ و حذر
– رايحة ل جلال!
إتسعت مقل

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسقطت بين يدي شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!