روايات

رواية قانون آيتن الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الجزء الحادي والعشرون

رواية قانون آيتن البارت الحادي والعشرون

رواية قانون آيتن الحلقة الحادية والعشرون

-بلاش يا ايتن..عاوزة تتجوزيه اتجوزيه عشان انتي اللي عاوزاه مش عشان مصالح تانية
ردت ايتن بدهشة :
-عشان اطلع انانية في الاخر
خديجة بنبرة ساخطة:
-وانتي كده ايه؟؟ طبيعية مثلا… يا ايتن صدقيني حمزة ده مش سهل … ده جواز انتي متخيلة !!
_________
دلفت إلى مكتب حمزة..عندما سمحت لها السكرتيرة ..وجدته واضعا قدمه على الأخرى..
قائلا ببرود:
-خير!! عايزة تقولي حاجة؟
تعجبت من طريقته معها، لا يعيرها اي اهتمام ولا حتي ينظر إلى وجهها، لتقول بثبات:
-انا موافقة
سألها بجمود:
-مش مركز معلش؟؟ موافقة على ايه
ايتن بغضب:

 

-نعم..انت هتستعبط؟؟
وأخيرا تنازل لينهض من جلسته ليقف بشموخ مواجها لها، قائلا بحدة :
– استعبط؟؟ لسانك ده لو متعدلش انا هعدلهولك على فكرة
ايتن بشراسة:
-محدش يقدر يعدله
همت لتغادر فوجدته يمسك بمعصمها بقوة تألمت بسببها، وخرجت منها آهة ألم تجاهلها هو و زاد من شدته
كانت على وشك الرحيل ، فوجدته ممسكًا بمعصمها بقوة ، وكانت تتألم بسببه، تجاهلها وزاد من حدته.
ليهتف بنبرة جمدتها:
-واضح انك لسه متعرفيش حمزة كويس
اجابته بغرور وثقة مبالغة:
-مايهمنيش ومش عايزة اعرف
اقترب منها وهو يرفع ذقنها له:
-بلاش انا عشان انتي مش قدي
رمقته بحدة:
-هخاف كده يعني؟؟
تركها يدها تمامًا عندما شعر بألمها، سحبها من خصرها بشغف حتى ارتطمت بصدره بقوة، ليأخذ قبلة مم شفتيها .. قبلة لأول مرة بينهم .. قبلة لطيفة صغيرة خطفها في ثوان .. وكانت يدها تحاول إزالته عنها .. ثم تركها فجأة وكأنه قد استيقظ.
كانت ستنفجر من الغضب في أي لحظة .. وكانت خديها حمراء للغاية .. اندفعت نحوه ورفعت يدها دون وعي لتهبط على أحد خديه بصفعة .. لكن الرياح لا تأتي كما تشتهي السفن.. لذا فهو أمسك بيدها قبل أن تهبط على خده
ليقول بحدة وهو يترك يدها بعنف:

 

-لو اتكررت تاني هتزعلي مني..وبعدين مش فاهم مالك يعني؟
احمر خديها فقالت له بأنفاس متقطعة:
-انت ازاي تتجرأ وتعمل كده !
قهقه بضحكته الجذابة، قائلا بمكر :
– على فكرة بقى دي متتحسبش بوسة اصلا
جزت على أسنانها بغيظ وغضب..بينما قلبها يخفق بعنف:
-وقح..و سافل
تماسك بصعوبة من نوبة الضحك..ليتحدث ببراءة:
-الله…مش انتي اللي عملتيلي فيها وحش..و حذرتك مني
ثم أردف برسمية:
-تعالي نتكلم بجد بقي..اجي اقابل مامتك امتي؟؟
ابتلعت ريقها بارتباك :
-عشان تخطبني؟
قال حمزة بمرح:
-لا طبعا…لسه هخطبك؟..

 

-نعم؟
-احنا نكتب الكتاب على طول
ليردف بتبرير :
-انا مش لسه هستنى خطوبة..كده كده احنا عارفين بعض مش لسة هنتعرف ولا ايه!
_______
في المساء
في منزل حمزة
نظر لوالدته قائلا بابتسامة :
-ماما انا هتجوز
صاحت امه باستغراب:
-تتجوز؟؟انت بتتكلم بجد
ضحك حمزة بسخرية:
-أيوة فيها ايه يعني..انتي مش عاوزة تفرحي بيا
اماني بصدمة:
-لا طبعا عاوزة..بس كنت فاكراك يعني هتطول
هز كتفيه باستنكار:
– لا عادي..اهو حصل بقي
اماني بسرعة:
-الف مبروك يا نور عيني..اخيرا هفرح بيك..مين دي بقي وانا أعرفها ولا لا
– ايتن … اسألي منة عليها بقت صاحبتها أوي الفترة اللي فاتت
__________

 

بعد تحديد موعد الزفاف بعدة أيام
في منزل ايتن
قال حمزة باستغراب:
-اومال انتي مش عازمة حد..غير الناس اللي في الاوتيل بس..مفيش صحاب ليكي تاني ؟
هزت رأسها بنفي:
-مفيش صحاب غير خديجة و وئام و منة الفترة الأخيرة
-غيرهم مفيش؟
-لا مفيش
هتف حمزة بمشاكسة:
-ليه يعني..مبتصاحبيش حد تاني؟
فقدت اعصابها وصرخت فيه بحدة:
-وانت مالك..انا كده مبحبش ادخل أي صاحبة حياتي..انا حرة
حمزة بهدوء مفاجئ:
-خلاص اهدي..انا كنت بسالك عشان الدعوات اللي هنعملها وطنط قالتلي مفيش حد تبعك غير اللي انا عارفهم..و شوية من جيرانك
ايتن بلا مبالاة:
-اعمل اللي انت عايزه عادي..انا اصلا مكنتش عايزة فرح
اجابها بتبرير:
-ولا انا عادي..انا مش فارق معايا..بس مش عايزك تحسي انك اقل من اي بنت
ايتن بابتسامة باهتة:
-اه..شكرا
رمقها بغيظ:

 

-شكرا على ايه انتي هتبقي مراتي..مفيش بينا شكر ولا حاجة
فقرر ان يعرض عليها معرفة والدها ليشهد علي زواجها، ليتفاجيء بها تهتف بقسوة:
-لا طبعا..مستحيل..ده لو حياتي واقفة عليه عمري ما اكلمه..ده بالذات لا
حمزة بهدوء:
-يا ايتن..ده مجرد بس انك هتكلميه..عشان شرعا لازم حد يبقي وكيلك..عموما خلاص ممكن نشوف اخوكي حتى أو أي حد من قرايبك
هزت رأسها بعنف :
-قرايب بابا لا..هيعرف مكاني وانا مستحيل أشوفه مش عايزاه
حمزة بتوجس:
-طيب وقرايب مامتك
ايتن بتذمر:
-ماما مالهاش غير اخت واحدة و دي عايشة برة مصر في دبي وللأسف لما كلمتهم جوزها قالي مش هيقدر يرجع عشان يوم وكده وشغله..
هز رأسه بتفهم:
-طيب خلاص ممكن نشوف أي حد
-يبقي نكتب الكتاب عند مأذون وخلاص..مش عايزة اشوف نظرة شفقة من حد
هتف بحدة:
-عند مأذون وخلاص ليه..ما نكتبه قدام الناس في الفرح..هو انتي اقل من حد مثلا؟
ثم أردف بثقة :
-طيب بجد مينفعش حتي انا اكلم باباكي وصدقيني محدش هيقدر يجي جمبك وانتي معايا
صاحت بغضب:
-مش ابويا..انا معنديش اب
زمجر بخشونة:

 

-ايتن بلاش قسوتك دي
ردت عليه بغضب اكثر:
-قسوة؟؟؟انت تعرف يعني ايه اب؟؟؟
لم تجد منه رد لتسأله بعصبية:
-ما ترد!!
اجابها بنفاذ صبر:
-يعني السند والضهر والأمان..حتي لو الاب قاسي وجوده بيفرق و وسط قسوته مهما كان بيظهر حنيته
قاطعته وهي تصرخ بعنف:
-اديك قولت يعني السند والضهر والأمان..ولما كل دول ميتوفروش في الاب يبقي يستاهل يكون اب؟؟
-مهما كان يا ايتن..
صرخت بجنون:
-تعرف ايه انت عشان تتكلم وتدافع عنه..تعرف ان طفلة عمرها 7 سنين اتضربت ضرب بغباء عشان رجعت من المدرسة مغيرتش هدومها؟؟؟ تعرف أنها مرة حطت روج عادي زي اي بنت صغيرة لقيت حاجة قدامها جربتها..تسمع الفاظ قذرة وكلام زفت لمجرد انها لعبت بالروج..طب تعرف انها كانت شغالة زي الخدامة عند مراته التانية وفي رمضان وهي صايمة في عز الحر..غصب عنها نامت نص ساعة واتاخرت عشان تجهز الاكل..مع ان اللي في سنها بيلعبوا لسة اتضربت..تعرف انه حرقلها كل لعبها وعرايسها لمجرد أنها بس رجعت متأخرة من المدرسة 5 دقايق
تحولت عينيه لكتلة من السواد..سواد يجعله اشد قسوة عما كان
لتردف هي بغضب:
-تحب بقي اكلمك عن السند..لما مراته راحت المدرسة تسالهم علي سبب تأخيري وقالتلهم معلش اصل هي مش كويسة قالولها لا كان عليها حصة بس اتمدت 10 دقايق وكل صحابي بعدوا عني و البنات المستفزين في المدرسة بيتكلموا عني..ولما روحتله عشان يصلح اللي مراته قالته عني..عارف ابويا و سندي عمل ايه..قالي طب ما انتي كده فعلا
ثم ضحكت بسخرية، وعيناها العسلية تلمع بالدموع المتحجرة :

 

-هقولك بقي الأمان كان ايه الأمان لما ابن عم مراته جابلي حاجات من السوبر ماركت وكنت فرحانة ان فيه حد مهتم بيا وحاسس بكل اللي بيحصلي..فرحت اوي وتاني يوم قالي اجيبلك تاني بس بشرط..قولتله ايه وانا باكل البسكويت والمصاصات..لقيته خدهم منه وقرب مني وشدني جامد وكان عايز يبوسني حاول بس معرفش..خوفت منه وصرخت..طفلة عندها 7 سنين ايه شده فيها !! ازاي؟؟ ايه المغري في طفلة..و هو كان عنده 25 سنة..لقيته كتم نفسي وقالي لو اتنفستي هقول انك انتي اللي قولتيلي عايز ابوسك، وانتي عارفة عيب تبوسي حد وباباكي هيضربك، وكدا كدا ده بيني وبينك وهجيبلك حلويات وحاجات كتير، مكنتش فاهمة بس كنت حاسة ان في حاجة غلط .. صوته و تهديده ليا فهمت أنه في حاجة غلط غلط فكرته عايز يضربني زيهم مش بس عايز يبوسني..دوست بالشوز بتاعتي جامد بكل غل على رجله وكان فيه فازة حدفتها عليه وهربت منه..وانا بموت من الخوف روحت اشتكي للي اسمه ابويا..مصدقنيش وقالي هسال ابوه..راح باباه عشان ميطلعش شكل ابنه وحش قاله دي عيلة صغيرة هتلاقيها كانت بتحلم..قولتله ده كداب..قاله الصراحة هي اللي قربت مني وكانت عايزاني اجيبلها حلويات عشان أقرب منها وانا رفضت..صرخت وحلفت انه محصلش قالولي دي كدابة ولما رفضت راحت كاسرة عليا الفازة..لقيت باباه اتهجم عليا يضربني وانا باعيط وبابا قاله عادي كسر دماغها..عايزة تبوسيه عشان يجيبلك حاجات من السوبر ماركت يا سافلة ولقيته بيضربني هو كمان
التقت عيناها الدامعتان .. لم يشعر بنفسه في ذلك الوقت إلا عندما شدها بين ذراعيه .. ليشعر بجسدها يرتجف بين ذراعيه .. ثم مرر يديه على رأسها بهدوء عندما سمعها تتنهد بشدة. ، لتكمل حديثها الأخير:
-فضلت احلفله انه محصلش ومعملتش كده..طب ازاي وانا اللي كسرت الفازة عليه..جريت منهم ودخلت اوضتي وقفلت بالمفتاح لقيته كسر الباب ونزل فوقي ضرب وضرب زي المساجين كدا..وشد شعر بكل قسوة من غير اي رحمة..لحد ما اخويا جه يدافع عني كالعادة وضرب اخويا مكاني جريت منهم وسيبت لهم البيت وروحت عند ماما..فضلت سهرانة لحد الصبح وانا مرعوبة..بس يومها فضلت باصة للسما وانا بشتكيله دموعي بتنزل مني وانا باصة للسما وحاسة ان ربنا فاهمني..لحد ما الليلة عدت علي خير..و لما ماما عرفت اللي حصل ده..قالت خلاص هتطلق وروحنا الفيوم
جلسا بهدوء عدة دقائق مرت .. ثم شعر بجمودها بين ذراعيه قبل أن تنفجر من مكانها مثل عاصفة تقف أمامه ولهيب في عينيها ، لتقول بحدة:
-انت ازاي تقرب مني كده

 

وقف في مواجهتها .. اقترب منها في محاولة لتهدئتها .. حتى ضربته بعنف على صدره بكفيها .. ليبتعد بضع خطوات.
هز رأسه بتفهم، قائلا بنبرة حانية:
-ايتن اهدي..خلاص مفيش حاجة…باباكي مبقاش موجود معاكي ومش هيجي …
رمقته بخوف:
– سيبني لوحدي دلوقتي
– خلاص اهدي .. انا هتكلم مع مامتك في حاجة وهمشي
________________
في المساء
في منزل حمزة
تمتمت والدته بحزن:
-يا عيني يا بنتي..صعبانة عليا اوي يا حبيبي خطيبتك..مالهاش حد هيبقى وكيلها..ولا حتى راضية تخلي حد من قرايبها يجي
قاطعها حمزة بحزم:
-خلاص بقي يا ماما..هي حرة عادي
لتهتف بابتسامة :
-ربنا يسعدكم يا حبيبي..ويعوضها
____________
قبل الزفاف بيوم
في شقة ايتن
هتفت ايتن بعصبية :
– الهير دريسر..على طول قافلة موبايلها ومبتردش عليا..ولما برن علي المساعدة بتاعتها بتقولي قوليلي انا وهبقي ابلغها
همست امها باطمئنان:
-طيب يابنتي اكيد عارفين شغلهم متخافيش يا حبيبتي
-ما ترد وخلاص

 

فادية بشرود:
-طب جربتي تكلمي حمزة
هزت رأسها بضيق:
-حمزة ماله بس بالحاجات دي
امها بنبرة حانية:
-يا حبيبتي اهدي بس كده..انتي بقيتي متوترة اوي اليومين دول
عانقت والدتها بقوة..بينما ترقرت عينيها بالدموع:
-خايفة يا ماما ومش متخيلة ان انا هسيبك
مسحت فادية علي ظهر ابنتها بحنان:
-دي سنة الحياة..والحمد لله ربنا كرمك بواحد انا واثقة أنه هيشيلك في عينيه
زفرت ايتن بضيق :
-ماما بلاش الثقة الزايدة دي في الناس
-لا يا بنتي..حمزة ابن ناس..وعايز يرضيكي رغم خناقاتكم الكتيرة مع بعض بس مش بتهوني عليه
_____________
جاء يوم الزفاف..وبالتحديد في الجناح المخصص لتجهيز ايتن في فندق القاعة
ابتسمت منة بمرح..عندما دلف حمزة إلى الغرفة:
-يا عريس..ومش اي عريس بقي..اللي مجنن البنات قلبه حن واختار احلي البنات “تونا”
ايتن باعتراض من داخل غرفتها :
-مجنن البنات؟
قهقه حمزة باستفزاز:
-عندك شك ولا ايه
قاطعته منة بسرعة:

 

-لا معلش يا تونة..ده انا نص صحابي خاصموني بسبب ان حمزة هيتجوز فجأة..وكانوا حاطين عينيهم عليه
صاحت ايتن بزهق:
-هو انت هتفضل قاعد عندك؟عاوزة اطلع اكمل
حمزة بجدية:
-لا عاوز اشوف الفستان الأول
خرجت من الغرفة؛ قائلة :
-اهو شوفته..اتفضل بقي برة
اتسعت عيناه بصدمة، قائلا بغضب:
-وحياة امك؟؟ ده فستان الفرح؟؟
ابتلعت ريقها من نبرة صوته، قائلة بثبات:
-أيوة ماله مش فاهمة..مش قولتلي هاتيه مقفول..وسمعت الكلام اهو مقفول ومحتشم
هتف بنبرة ساخطة:
-محتشم؟؟ ده صدرك نصه باين
وضعت يديها علي صدرها، قائلة بحدة:
-احترم نفسك.! عشان شفاف يعني شوية..هو نظامه كده..وبعدين خلاص 3 ساعات وهيعدوا
اقترب منها بغضب اكثر وهي تتراجع للخلف:
-هو ايه اللي 3 ساعات وهيعدوا..انتي هتتجوزي راجل مش كيس جوافة..انا مينفعش معايا النظام ده..ونبهت عليكي وقولتيلي متقلقش الفستان مقفول
هزت كتفيها بلا مبالاة :
-خلاص الفرح كمان 3 ساعات..انت عايز ايه دلوقتي!
منة بصوت عال:
-يا جماعة اهدوا مش كده

 

تنهد بنفاذ صبر، قائلا لخديجة:
-فيه حاجة ممكن تتلبس تحته وفي نفس الوقت متبوظش شكله..ويبقى عادي مش شفاف
هزت رأسها بإيجاب :
-اه فيه طبعا
ابتسم بانتصار:
-قوليلي اسمه ايه ومقاسها..وانا هبعت اجيبه
نظرت لها ايتن بغضب:
-بتبيعيني يا خديجة
____________
بعد مرور ساعة
دلفت فتاة من المساعدين إلى غرفة ايتن..قبل بدأ المكياج
-حضرتك فيه ضيوف عايزين يقابلوكي
ايتن باستغراب :
-ضيوف..ضيوف مين؟؟
هزت كتفيها باستنكار:
-معرفش يا فندم..بيقولوا انهم تبع جوز حضرتك
-طيب دخليهم
خرجت الفتاة وبعد دقائق دلفت مرة اخرى ومعها الضيوف وما ان وقعت عينا ايتن عليهم حتى صعقت تماما..كانت مذهولة مما تراه..أصدقاء طفولتها الثلاثة أمامها..التي لم تراهم منذ خمس سنوات..وبدون مقدمات ارتمت في أحضان اول فتاة
-خوخة..وحشتيني بجد
رمقتها الاخري بضيق :
-يا سلام ياختي..خلود بس اللي كانت وحشاكي
ايتن بنبرة سعيدة وهي تعانقها:
-وانتي كمان يا دنيا..طبعا..وانتي يا مي بجد انا مش مصدقة انتوا عرفتوا توصلولي ازاي

 

تمتمت مي بدهشة وهي تنزعها من احضان دنيا لترتمي باحضانها وهي تقول باشتياق:
-والله ولا احنا..بقالنا 5 سنين نفسنا نشوفك..لحد ما خطيبك جالنا الفيوم..و دور علينا واحدة واحدة..و طلع عينه والله على ما اقنع اهلنا نحضر فرحك
جحظت عيناها بصدمة:
-بجد حمزة عمل كده..طب عرفكم ازاي؟؟ أو وصل ازاي
خلود بابتسامة:
-من مامتك..عرف ان احنا صحابك القدام..قبل ما تسيبوا الفيوم..وعارف ان انتي مينفعش تروحي..فقرر يعملهالك مفاجأة وعشان ميحسسكيش ان انتي لوحدك في فرحك ومش معاكي حد
هتفت دنيا بمزاح:
-يا تونا ده انا ابويا كان بيرفض أروح فرح بيني وبينه شارعين..حمزة كان هيتشلقبله قرد عشان يوافق وفضل يقنعهم وجاب مامت كل واحدة فينا وحجزلنا في اوتيل
ايتن بنبرة سعيدة :
-دي احلى مفاجأة بجد اتعملتلي
مي بحزن:
-انتي وحشتينا بجد..منه لله اللي كان السبب أننا منشوفكيش تاني
دمعت عيناها من سعادتها:
-كنت خايفة ارجعلكم..يعرف مكاني وانا موبايلي القديم ضاع وقتها ومعرفتش اوصلكم
صاحت دنيا بضيق:
-ما بلاش السيرة المقرفة دي خلينا ننبسط يا بنات
__________

 

كانت جالسة امام المرآة..ارتجفت توترا عندما انتهت مصففة الشعر من تجهيزها، لتقول بانبهار:
-ماشاء الله عليكي..زي القمر
ايتن بامتنان:
-ميرسي اوي
دلف المصور ليلتقط بعض الصور قبل ان تخرج، ليقول بابتسامة:
-هنصور فيديو صغير كده قبل السيشن
هزت رأسها باعتراض، فقاطعتها منة :
-لا طبعا ده اهم حاجة لازم تتعمل..يلا قومي واقفي وضهرك لحمزة
صاحت ايتن بنبرة ساخرة:
-ايه شغل العيال ده
هتفت إحدى أصدقائها بسرعة:
-بقولك ايه اسمعي الكلام بقي..حد ينادي حمزة وانت شوف شغلك و ابدأ صور
نهضت رغماً عنها ووقفت وظهرها إليه ، كما أمرها المصور ليبدأ في تسجيل تلك اللحظة .. سمعت صوت فتح الباب ، وابتلعت ريقها عندما أحست به يقترب منها .. كان واقفاً بكل ثقة يضع يديه في جيب سرواله الأسود .. عانى قليلاً لتلتفت إليه .. ليسحبها من خصرها حتى تميل نحوه .. ثم لامس يديها وهو يقبلها بلطف .. نظرت إليه بتمعن .. البدلة السوداء التي احتضنت جسده الرياضي وقميصه الأبيض وربطة العنق جعلته وسيمًا للغاية .. كان وسيمًا في كامل أناقته .. تم تصفيف شعره الداكن إلى الأعلى .. لحيته الجذابة .. بدا وكأنه من المشاهير، ابتسم بشكل جذاب وكشف عن غمازتيه الذي تعمقتا أكثر بسبب ابتسامته العريضة .. فابتسمت له مرتجفة وهو يلمس ذقنها.. أخذ نفسا عميقا ولم يستطع الزفير ، حيث تجمدت أنفاسه بمجرد أن رآها .. بدت ناعمة .. خجولة .. ساحرة .. وأيضا شرسة .. كانت مثل الملاك في ثوبها الأبيض بأكمام من اللؤلؤ شفافة بعض الشيء .. نظر إلى فستانها الذي كان يحتوي على تطريزات منقوشة بأكمام من الدانتيل والستان واللؤلؤ المضيء.. تركت شعرها الأسود الطويل في تسريحة شعر جميلة وجعلته مموجاً، وتاجاً مثل تاج أميرة فوق شعرها .. وطرحة زفاف طويلة تتدفق على الأرض من خلفها، وزينت خبيرة التجميل وجهها بلمسات ساحرة
ليهمس أخيرا برقة:

 

-ايه القمر ده بس..انا بقترح نلغي الفرح..و نروح بيتنا
خبطته على صدره بخفة:
-اتلم
ثم قبل جبينها..لينظر لها بعينين غارقتين في هيامها بعينين لا تري غير جمالها..
اختطف قبلة سريعة ورقيقة من شفتيها استمرت بضع ثوان، ابتعد وتهامس أمام شفتيها بإعجاب:
-بونبوناية
ارتبكت قليلاً .. وحاولت التماسك، فكل لحظة تم تسجيلها بالكاميرا .. فلا مجال للشجار الآن.
بينما كان يبتسم كطفل ، وكأنه ذهب مع والده إلى متجر حلاوى ليجد الكثير من الحلاوى المتشابهة .. وأخيراً حصل على حلوى واحدة مميزة لتكون له أن تحمل اسمه .. لقد بدت حقًا مثل حلوى لذيذة ، بطعم كان ساحرًا ، لقد استحوذت على عقله وربما قلبه كذلك
لم يكذب حين قال لها “بونبوناية” فهي من داخلها وكأنها تشبه الحلوى اللطيفة, على عكس الغلاف الخارجي الذي تغلف نفسها به
أخيرًا عانقها بإحكام .. وأطلق تنهيدة الصعداء .. لعلها لم تدرك سحرها عليه ، لكنه أحس بها في تلك اللحظة .. ففصل عناقه ، ورفع وجهها لينظر إلى هذين العينين الخضراويتين . .. لتبتسم بخجل على عكس عادتها .. وتضع يدها في يده متجهة إلى صالة الزفاف.
شهقت فادية بفرحة عندما رأت ابنتها بفستان الزفاف فقالت وهي تعانقها:
-مبروك يا نور عيني..زي القمر يا حبيبتي
______________
كانت حفلة الزفاف في احدى افخم القاعات .. كان هناك الكثير من الضيوف.. بينما القاعة تتزين بشكل راقي.. والطاولات الأنيقة المزينة بالورود التي اضافت للمكان بريقا جاذبا
بدأت مراسم كتب الكتاب
تنهدت و كأن رصاصة من الألم اخترقت قلبها فحبست دمعة تود أن تخرج لتتنهد بحزن قائلة بنبرة منكسرة لنفسها:
-ليه خليتني في يوم زي ده احتاج لحد غيرك
أغمضت عيناها بحزن، فحمزة احضر امام المسجد بمنطقتها ليصبح وكيلها
ليسألها المأذون فجأة:
-مين وكيلك يا عروسة

-انا
التفت لتحدق بصدمة، إلى ذاك الصوت الرجولي الخشن..لم تكن تتوقع ما رآته ابدا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قانون آيتن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى