Uncategorized

رواية أسيرة النسر الفصل السادس 6 بقلم سامية صابر

 رواية أسيرة النسر الفصل السادس 6 بقلم سامية صابر

رواية أسيرة النسر الفصل السادس 6 بقلم سامية صابر

رواية أسيرة النسر الفصل السادس 6 بقلم سامية صابر

“يا مَن هواهُ اعزهُ وذلّني”…
___
جلست رنا في غُرفتها تبكي بقهر علي وفاة ملك ف كانت ابنة عمها وصديقتها في الوقت نفسه، وأن تُفارِقها ليس بشيء جيّد ، رن هاتفها برقم غريب ردت وهي تُحاول ان يبدو صوتها طبيعي سألها أحدهم قائلا
=انتِ رنا هانم ؟
=ايوة انا.. مين معايا؟
=حضرتك خطيبك عمل حادثة بس ممعهوش حد واتنقل للمُستشفى، ف ياريت لو تيجي أو حد من اهله ييجي..
صمتت رنا بصدمة ونهضت بخوف وقلق قائلة
=ايه…!! عمل حادثة طيب هو كويس طيب ؟؟
=دخل أوضة العمليات ارجو من حضرتك التواجد…
قالت رنا بحالة تشتُت وهي تنظُر حولها بحيرة
=طيب طيب انا جاية ابعتلي العنوان ف رسالة لو سمحت وانا هحاول اجي ف أسرع وقت .
أقفلت الهاتف ووضعت الحِجاب علي رأسها بعجلة كبيرة وخرجت من غُرفتها ومن الفيلا بأكملها ولم يأتِ من المقابر، ف اضطرت هي للخروج بدون تفكير واستقلت سيارة سفر من الموقف لتنقلها إلى القاهرة الطريق طويل بالفعل ولكِن ليس لديها حل آخر… ونست ما فعلهُ تماماً معها .. الخوف علي مَن نُحب يكون الدافع الأول لهم حتي ف اشّد اوقات الحُزِن.
____
انطلقت الرُصاصة للأعلي لتخترق السقف، وكان أدهم قد امسك يد زين ولحق بهِ ،أطاح بهِ زين بعيدًا قائلا بغضب
=ابعد عني يا أدهم سيبني اقتلها واخُد حق ملك…
=انت شكلك اتجننت يا زين ،انت مصدوم وغضبان ومش عارف تفكر وانا مُتفهم كُل ده لازم تهدى علشان تعرف تتصرف ومتعملش حاجة غلط بأحتمال كبير تكون البنت دي مالهاش اي ذنب ف موت ملك وهتستفاد ايه من موتها بقنابل يعني وهي باين عليها متعرفش حاجة خالص… مش هتبقي مُجرم علي اخر الزمن..
قال بغضب وعجز بنفس الوقت
=مفيش غيرها ف المكان ده هي اللي قتلتها اكيد.. وتقتلها ليه وتحرمني منها ليه…
=ما انت كُنت بتعاملها زي العبيد دلوقتي عايزاها .. صحيح مِش بنعرف قيمة الشيء الا لما يروح مِننا… اهدى فيه بنت معايا هتقولك معلومات يمكن تفيدك جدًا… مُمكن تهدى ؟
رمق زين فيروز بأعيُن غاضِبة، لكِنهُ تنفس بهدوء وبالفعل ليس عليهِ سوى التفكير بمنطقية اكثر ، حتي يأتِ حق ملك دون إهدار…
نهض بعجز الي الخارج اتبعهُ أدهم واقفل الباب علي فيروز التي تنفست بغضب وهي تتراجع للخلف قائلة
=مكنش ناقصني غير الغبي ده كمان..
دلفوا الي الغرفة الأخرى ومعهم إيناس جلس زين علي مكتبهُ بعجز يتنفس بألم قائلا
=مش عارف افكر ولا عارف اعمل ايه.. مِش مستوعب انها ماتت انا علي امل يكون حلم واصحي، ووقتها هاخُدها فِ حُضني وانسي اي زعل بينا أو امل.. لو اعرف انِ مفيش فُرصة اشوفها تاني وانها آخر لحظاتنا سوا كُنت اتخليت عن الزعل ورجعنا لبعض واستمتعت بآخر لحظة ،بس الموت خطفها مني زي ما مُمكن يخطف مننا ناس كتير اوى غالية علينا من غير ما نحس…
ربط أدهم علي كتف زين قائلا
=لو بتحبها بجد لازم تبقي قوى وتجيب حقها بس بطريقة صح ما ضيّعش نفسك.. خليها ترتاح ف قبرها ومتبقاش قلقانه عليك متتعبهاش حتي ف موتها.
رمقهُ زين قائلا
=عندك حق يا أدهم… انا بس مصدوم ومش عارف المفروض اعمل ايه…
=اسمع صاحبتها إيناس هتقولك كلام مهم بس ارجو منك التفهم..
قالها وغادر الغرفة يترُك إيناس تحكي بترُدد ل زين ما حدث كامٍلاً ،في حين رن هاتف ادهم ف اجاب قائلا ل لارا
=مش فاضيلك يا لارا دلوقتي نتكلم بعدين…
=اسمعني يا ادهم فيه حاجات زين لازم يعرفها ضرورى…
=حاجات ايه دي؟؟
=مش هينفع اقولك ،اديهولي هقوله .. او هو فين وانا اجي.
=مش هينفع يا لارا، لو حاجة مُهمة قوليلي انا مع زين هبلغه…
=طيب اسمعني كويس اللي هقوله…
روت لهُ لارا ما راتهُ وماسمعته اتبعت كلامها قائلة
=وهبعتلك الصورة دلوقتي علي الواتساب بس لازم تقول زين علشان يعرف حقيقة الحرباية دي .
ضرب أدهم مُقدمه رأسه بغضب قائلا
=اه يا ولاد الكلب .. بقا لعبوا لعبة علينا كٌلنا.. وهما السبب ف موت ملك كمان دى ليلة ابوهم سوداء.. اقفلي دلوقتي وحاولي متبينيش حاجة لحد وخلي بالك من نفسك ومن العائلة كويس يا لارا يمكن ياذوكوا بحاجة لحد ما اقول ل زين وبعدين نشوف هنعمل ايه…
=طيب خلي بالك من زين..
=طيب طيب ،متعرفيش رنا عامله ايه دلوقتي برن عليها تليفونها مقفول؟
=كانت ف اوضتها تلاقيها نامت.. ايه خايف عليها ياخويا ؟ خِلصنا من ملك دخلنا ف رنا..؟؟
=اقفلي يا لارا ربنا ياخدك…
اقفل الهاتف بسرعة ودلف إلى الداخل بسرعة على صوت صراخ زين علي إيناس التي تبكي بخوف ،قال بغضب شديد
=ازاى تعملي كده… ازااي انتوا ايه شياطين تحبي اعمل فيكي إللى عملتيه فيها انتِ دمرتي حياتها انتِ وابن ال**
امسكهُ أدهم قائلا
=اهدى يا زين اهدى…
قال زين بعيون دامِعة
=انا ضربتها موتها من الضرب ،وحبستها ف مكان ضلمة وهي خايفة يا أدهم.. وخليتها خدامة وكمان اتجوزت عليها وعذبتها، وهو اغتصبها لا وكمان اجبرها متقوليش حاجة والا هيقتلني .. كانت خايفة وانا زي الاهبل عملت فيها ايي… انا هتجنن هتجنن…
قال أدهم بحُزن
=وانت هتعرف منين يا زين.. اللي حصل حصل.
=يستحيل اسامح نفسي يا أدهم يستحيل…
قال بغضب
=وابن ال* قاعد ف بيتي ومعاها اكيد ضايقها ولا عملها حاجة ده انا هقتله …
قال أدهم بقلق
=لسه فيه اكثر من كده…
رمقهُ زين بغضب، ف شرح لهُ أدهم ما قالتهُ لارا، ضرب بقدمه المكتب قائلا
=انا غبي .. انا يضحك عليا كٌل ده… كُل اللي همني الانتقام من ملك… ومفهمتش اى حاجة حواليا تاني ،انا غبي الكُل ضحك عليا وانا الغبي الوحيد اللي هنا… بس لازم اخُد حقي منهم …!
يجب علي الإنسان الا يُركز علي شيء واحد فقط، وينتبهُ لكُل شيء حولهُ الي العدو والصديق ايضًا والصديق اولاً حتي لا يُنخدع، ويبقي هُو الغبي في طريق طويل…
ولكِن غضب زين مُبرر، جميعنا نغضب عند شيء يخُص ما احببناه…
____
دلف الحاج محمود وزوجتهُ الي والدة ملك التي تجلس علي فراش ابنتها وتمسك ملابسها وتبكي فقد ماتت فلذة كبدها…
قالت والدة زين وهي تربُط علي كتفها
=كفاية عياط يا حاجة.. ملك ماتت وراحت للي خلقها والاولي اننا ندعيلها بالرحمة …
=بنتي ماتت ظُلم ومنه لله اللي قتلها يموت زيها ويشوف اللي هي شافته ،بنتي اتعذبت دُنيا واخرى يا حاجة …
=وربنا ما بيسبش حق المظلوم ابدًا مسيرهُ ينتقم من اللي قتلها وبنفس الطريقة وأكثر، ادعي ربك وادعي ل ملك هي محتاجة الدعوة .. ربنا يرحمها ويثبتها عند السؤال…
رفعت والدتها يديها تدعو لأبنتها، لا يجوز علي الميت الا الرحمة.. رحمكِ الله يا ملك وجعلكِ ملاك فِ الجنة ورحم الله امواتنا واموات المُسلمين …”
___
باريس _ فرنسا .
فِ إحدى الفيلل الخاصة بأكبر رجال الأعمال فِ فرنسا ،ظلت تأتِ إيسال ذِهابًا وايابًا، قائلة بقلق وخوف
=لم تتحدث معي حتي الآن…
قال زوجها الرجُل المصرى الاصل بينما هي فرنسية
=إيسال رجاءً ارتاحي ،إنها تعمل..
=أنت من جعلت تلك الفكرة في رأسها ،انا لا ارُيد أن تعمل ابنتي وخصوصًا ف دولتك…
=انها مصرية مثلي، والعرق الشرقي ف دمها للكفاح دعيها لُطفًا…
=اخشي عليها ،إن أصابها شيء ستكون انت السبب…
__
دلف زين الي الفيلا بهدوء وثبات عاد زين القديم الهادِيء وليس العصبي الغبي مع انها فترة عصيبة يمُر الجميع احيانًا بها…
وكانت معهُ فيروز بعدما تداوت جروحها وارتدت ملابس جديدة نوعًا ما قال لها بنبرة آمرهَ
=ارتاحي انتِ يا فيروز ف مكان الخدم ومِن بُكرا ابدأي شُغلك…
هزت رأسها بهدوء ودلفت الي غُرفة الخدم بينما صعدت زين الي الأعلي حيثُ غُرفتهُ مع هايدى ما ان دلف استقبلتهُ قائلة
=زين.. انا اسفه أوى علي اللي حصل.. ملك ماتت ربنا يرحمها…
قال لها بطبيعية
=الله يرحمها كُلنا هنموت…
=إنت مِش زعلان عليها؟
=زعلان بس كُلنا هنموت، وبعدين دي خانتني عايزاني اعيط علي واحدة خانتنى، انا عُمرى ما سامحت حد خاني، وإللي يفكر يخدعني هقتله..
رمقتهُ بتوتر وهزت رأسها في حين هو استلقي على الفراش ف اتبعتهُ هي بقلق…
صعد أدهم الي غُرفة رنا ظل يدُق الباب ولكن لا رد، فتحهُ بهدوء حذر لم يراها في الغُرفة ،انعقد حاحبيهِ بقلق فتح الهاتف وظل يتصل بها ولكن لا رد ،زاد خوفهُ عليها ولكِنها بعثت رسالة لهُ واخيرًا..
=ادهم.. انا خرجت من غير ما اقول لحد وكان لازم اخرُج علشان عامِر عمل حادثة ولازم ابقي جنبهُ…
ضغط أدهم بغضب وضيق علي الهاتف وارسل لها رسالة قائلا
=انتِ مجنونة يا رنا مكنش ينفع تروحي لوحدك انتِ فين هجيلك…!
ولكِنها لمَ تُجيب ،جلس علي فراشها ولم يعلم ما عليهِ فعله الآن.. حتي اخذهُ الوقت وغفي على فراشها من الإرهاق والألم…
___
ما حدث قبل قليل…
قال زين وهو يستعيد قوتهُ
=انتِ مش هتمشي يا إيناس هتفضلي معانا علشان شهادتك تنفع ف المحكمة وتقولي انه اعتدى علي ملك وكمان هددها…
هزت رأسها ببكاء فقال لأدهم
=وديها الأوضة وتعالى يا ادهم، ونبه الحرس يخلوا بالهم.
=طيب وهتعمل ايه مع البنت اللي جوا؟
صمت بعض الشيء ثُم قال
=هاتها معاك لازم اتكلم معاها…
بالفعل عاد ادهم بعد قليل اودع إيناس ف الغرفة واني بفيروز التي كانت تمشي بصعوبة من اثر الجروح التي ملأت جسدها، نظرت ل زين بهدوء تام
فقال لها بتساؤل
=كُنتِ بتعملي ايه هناك ف المكان اللي ملك فيه؟
ابتلعت فيروز ريقها وبدأت في سردها حدث من الأول، وزين يستمع لها ثُم قال بغضب
=كُنت حاسس انه وراء الموضوع ،كُل ده لأجل الصفقات ينعل الصفقات اللي تخليه يعمل كده وياخُد مني حبيبتي…
تابع بقوة
=انا هوريك… انا عارف اني كُنت هقتلك بس اللي ماتت مِش حد عادي دي حبيبتي، ورغم كده اخطائي لا تُغفر بس عايز منك طلب صُغير، ينفع تساعديني لآخر مرة؟
رمقتهُ فيروز بصمت بعض الشيء ثُم قالت
=وهستفاد ايه ما هو كده هيطرُدني من شغلي بسبب اني كُنت هساعدك..
=وعد اول ما الموضوع يخلص، هعينك ف طقم الخدم بتاعي ، ها قولتي ايه ؟؟
=ماشي موافقة عايز مني ايه؟
=هتشتغلي عندى ف طقم الخدم من دلوقتي، وهقولهم كده وانك محتاجة شُغل عادي ،بس شُغلك الأساسي حاليًا هتراقبي هايدي وجمال.. وتجيبلي اخبارهم اول بأول..
=مين دول كمان؟
=مراتي وعشيقها الوسخ.
=هاا؟
=مش وقت دهشة دلوقتي، لازم تسمعيني وبعدين اندهشي.
=طيب!
الآن.
في صباح يوم جديد، نهض زين يرتدى ملابسهُ الانيقة بهدوء رمقتهُ هايدى وهي تُفتح عينيها بإرهاق قائلة
=انت خارج يا زين؟
=عندى اجتماع مُهم لازم اخرُج…
=طيب كُنت عايزه اطلب منك اخرُج النهاردة انا وجمال هنلف البلد عندى فضول اوى ليها يا بيبي..
=كان نفسي اخرجك انا بس شُغلي بقا هخلص واوديكِ الاماكن إللى عايزاها ،ف روحي دلوقتي مع جمال…
هزت رأسها وهي تنهض تُقبله، ابتسم لها زين مُصنطعًا ثُم غادر بغضب، لا يُمكنك الوثوق بأحد أصدقائك قد يكونوا الد أعدائك وانت لا تعلم ..!!
___
هبطت رنا من السيارة الي المُستشفي الموجودة في الرسالة ودلفت إليها بهدوء ثُم الي الرواق الكبير ولكنهُ فاضي من البشر، ظلت تمشي بهدوء وقلق فلأول مرة تأتِ للقاهرة بمٌفردها، ولكِن ظهر أحدهم مِن العدم ووضع منديل علي أنفها لتقع بين يديهِ فاقدة الوعي وضعها علي كُرسي بعجل، وغطاها ورحل بها وهُو يرتدى ملابس الطبيب ويبدو أن الموضوع بأكملهُ
فخ.
___
يا جماعه الخير ملك ماتت واللهِ مش هترجع تاني، دي رواية واقعية اللي هيموت مش هيرجع دي الحقيقة بجد ولسه فيه ناس تاني بتحبوهم هيموتوا، وده للأسف مُحزن بس هما ماتوا فعلاً…. اللي بيقول زين غبي مش لازم يبقي الرجُل الخارق عادى يتخدع واى حد يتخدع، وحق ملك هييجي مش لازم اقول..
يتبع..
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حطام عشق للكاتبة سارة علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!