روايات

رواية آسر الحياة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء الثاني والعشرون

رواية آسر الحياة البارت الثاني والعشرون

رواية آسر الحياة
رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة الثانية والعشرون

استيقظت حياة في وقت متأخر من الليل ووجدت نفسها بين احضان اسر ولكنها تفاجأت بأن اسر حرارته مرتفعة للغاية نهضت من مكانها واحضرت كمادات مياة باردة وجلست بجانبه حتي تقوم بعمل كمادات له حتي تنخفض حرارته وبعد مرور وقت طويل انخفضت حرارته قليلاً وشعرت بالاطمئنان عليه بعض والشئ وبينما هي تتأمل ملامحه وتمرر يدها علي شعرها ووجهه وعلي فجأة فتح اسر عيناه وامسك بيدها وهتف قائلاً :- بتعملي ايه !
شهقت حياة برعب وهي تقول :- خضيتني حرام عليك .
اسر بخبث :- مقولتيش برضه كنتي بتعملي ايه !
حياة بتوتر :- مش بعمل حاجة وبعدين سيب ايدي مينفعش كدة .
اسر بلؤم :- هو ايه اللي مينفعش كدة انتي بقيتي مراتي خلاص ومن حقي اعمل اللي انا عايزه .
خجلت حياة من تلميحه واشاحت بنظراتها بعيداً عنه بينما هو لاحظ هذا الاحمرار الذي طغي علي وجهها فأدرك انه اخجلها فهتف قائلاً بأصرار :- ها كنتي بتعملي ايه بقا !
نظرت له حياة بخجل وتوتر وهتفت قائلة :- مكنتش بعمل حاجة قولتلك .
اسر وهو يعتدل ف جلسته وهتف بخبث :- يعني مش هتقولي كنتي بتعملي ايه برضه طب ايه رأيك تقولي براحة وبمزاجك احسن وانتي عارفة الباقي بقا .
نظرت له حياة بقلق وهي لاتعلم ماذا يقصد فوجدته يقترب منها بنظرة خبث تعلمها جيداً فهتفت قائلة بسرعة :- خلاص خلاص هقول اهوو .
اسر :- هاا كنتي بتعملي ايه !
حياة بتوتر :- كنت بعملك كمادات مياة ساقعة عشان حرارتك كانت عالية وبعد ماخلصت كنت بشوف حرارتك نزلت ولا لا عشان كدة كنت حاطة ايدي عليك .
اسر باستغراب :- كل دة حصل وانا مش حاسس بحاجة !
حياة بهدوء :- ايوة انا فضلت اصحي فيك بس انت مكنتش حاسس بحاجة خالص .
اسر بخبث :- ممممم وانتي عملتي كمادات ليا وانا نايم وفضلتي صاحية جمبي .
حياة بخجل وتوتر :- اة عادي يعني امال اسيبك تموت ولا ايه .
اسر بذهول :- اموت !! الملافظ سعد ياحجة .
حياة وهي تحاول ان تداري خجلها :- امال اقولك ايه ماكلنا هنموت هو حد فينا هيفضل فيها يعني .
اسر بتأفف وضيق :- ششششششش اسكتي خالص ياحياة ماتجيبي شوية تراب وتدفنيني تحتيهم احسن ياختي .
حياة بابتسامة باردة :- لا بعد الشر عليك طبعاً .
اسر بخبث :- خايفة عليا ولا ايه !
حياة بنفس ابتسامتها :- لا خايفة ع الشقة تتوسخ م التراب اكيد .
اسر بغيظ :- قومي ياحياة من هنا مش طايق اشوف وشك .
ضحكت حياة ضحكة طفولية جذابة وجميلة جعلته يبتسم هو الاخر ويشرد ف ملامحها وهو يقول :- ايه اللي نيمك برة كدة !
حياة بهدوء :- مش عارفة انا شغلت التليفزيون وكنت زهقانة من القاعدة لوحدي وبعدها محستش بحاجة غير لما صحيت ولاقيت نفسي هنا .. انت اللي شيلتني وجيبتني هنا صح !
اسر بابتسامة بسيطة :- ايوة انا اكيد يعني مش بتمشي وانتي نايمة ولا جبت راجل تاني يشيلك .
ابتسمت له حياة بخجل ووجه احمر كحبات الفراولة بينما هتف اسر قائلاً بهدوء :- متشكر علي الكمادات وعلي قعدتك جمبي الوقت دة كله .
حياة بابتسامة جميلة :- متقولش كدة مفيش شكر بينا .
ابتسم لها اسر ابتسامة واسعة وشعر انه يتناسي العالم بجوارها تمني حقاً ان تدوم بينهم تلك اللحظات الهادئة ولكن ماباليد حيلة ماذا يفعل ياالله بينما هتفت حياة قائلة :- انت مكلتش قبل ماتنام !
اسر بنفي :- لا مكلتش جيت من برة خدت دش ونمت علي طول .
حياة بهدوء :- انا عملت اكل النهاردة معرفش هيعجبك ولا لا .
اسر بهدوء :- اكيد هيعجبني وبعدين انتي مكلتيش ولا ايه !
حياة بنفي :- لا انا مش بعرف اكل لوحدي ومكنتش اعرف انت جاي امتي .
اسر بجدية :- انا مليش مواعيد في شغلي ابقي كلي انتي ولو انا جيت بدري ناكل سوا .
حياة بابتسامة :- طيب ماشي انا هقوم احضر اكل بقا عشان ناكل .
نهضت حياة وخرجت من الغرفة لكي تعد لهم الطعام بينما اسر ظل يتابع ظلها حتي اختفت من امامه وهو يتذكر مرحها ومزاحها معه وهو يتذكر ابتسامتها له لماذا يجب ان تكون خائنة ماذنبه هو حتي يقع دائماً بطريقه الخائنات ماذا فعل بحياته حتي يتألم هكذا ويري هذا العذاب متي ستهدأ حياته متي ستصبح حياة طبيعية كباقي البشر تنهد تنهيدة طويلة تنم علي مابصدره من ضيق وخنقة وهو مازال يفكر ف حياته في تلك الاثناء دلفت حياة الي الغرفة وهي تقول :- اسر انا جهزت الاكل يلا عشان تاكل .
افاق اسر من شروده علي صوت حياة فنظر لها بصمت واومئ برأسه ونهض وخرج من الغرفة دون ان يوجه لها كلمة او نظرة حتي فاستغربت حياة كثيراً من مظهره ومالذي حدث له حتي يصبح صامت هكذا خرجت خلفه وجلسوا سوياً علي طاولة السفرة وبينما هم يتناولون طعامهم هتفت حياة قائلة باستغراب :- هو في حاجة !
اسر بتساؤل :- حاجة زي ايه ؟
حياة بتعجب :- مش عارفة انا بسألك .
اسر باستغراب :- وبتسألي ليه يعني السؤال دة !
حياة بجدية :- اصلك فجأة بقيت ساكت كدة وسرحان فقولت يمكن حد كلمك وقالك حاجة تضايقك .
اسر ببرود :- لا مفيش حاجة حصلت ومعنديش حاجة ارغي فيها .
حياة بخفوت :- طيب .
نظرت حياة ف طبقها وتناولوا طعامهم بصمت وبعد قليل نهض اسر وحياة ودلفوا الي غرفتهم واستلقي اسر علي الفراش واعطي حياة ظهره ولم يتحدث معها بكلمة بينما حياة استغربت تماماً من تلك المعاملة ولكنها نامت ايضاً دون ان تتفوه بكلمه …
******************************************
في ڤيلا عابدين :-
اشرقت شمس صباح يوم جديد استيقظ عابدين من نومه وارتدي ملابسه وقرر ان يهاتف چيرمين حتي يؤكد عليها موعدهم في النادي اليوم ف چيرمين ف هذا الوقت علي اتم استعداد ان تنتقم من اسر بسبب زواجه وهو يتبع مبدأ ” اطرق علي الحديد وهو ساخن ” وهذا ماسيفعله الان امسك هاتفه وطلب رقمها ولم تجيب عليه ف البداية ف أعاد الاتصال حتي اجابته قائلة بتأفف :- الو ايوة ياراشد ف ايه .
عابدين بسماجة :- ايه ياچيچي لسة مصحتيش ولا ايه !
چيرمين بملل :- لا لسة نايمة ف حاجة .
عابدين بحزن مصطنع :- ايه دة انتي نسيتي معادنا ولا ايه !
چيرمين بتأفف :- سوري ياراشد مش هقدر اجي خليها يوم تاني .
عابدين بلهفة :- لا مش هينفع .
چيرمين باستغراب :- ليه مش هينفع !
عابدين بتوتر ولكنه اخفاه ببراعة :- لا عشان مشوفتكيش من يومين وحشتيني ياچيچي .
چيرمين بملل :- طيب اوكي ساعة كدة وهقابلك ف النادي .
عابدين بخبث :- هستناكي ياقلبي متتأخريش عليا بقا .
ثم اغلق معها الهاتف علي وعد باللقاء في النادي اليوم فهو لن يدع تلك الفرصة تمر هباءاً يجب ان يستغل نقطة الحقد والغيرة بداخل چيرمين حتي يستطيع ان يبدأ لعبة انتقامه من اسر امسك عابدين الهاتف ثم اتصل علي مسعد واتاه الرد ف اقل من ثانية فهتف قائلاً :- الو ايوة يامسعد .. اسمعني كويس انا مش عايزك بعد ماتوصل الظرف اللي معاك تجيلي ع الڤيلا .. لا متجيش كلمني ف التليفون وبلغني انت عملت ايه .. تمام سلام .
ثم اغلق معه الهاتف وقرر ان يستعد حتي يذهب للنادي ليقابل چيرمين هناك خرج من منزله واستقل سيارته وذهب باتجاه النادي مبكراً قبل ان تأتي وهذا لشئ ما برأسه سينفذه انتظرها ف المكان المعتاد ان يتقابلا به وبعد ساعة اتت چيرمين رأها وهي قادمة من بعيد ظل ينظر اليها ويتمعن بتفاصيلها من اسفل نظارته الشمسية حتي وصلت اليه والقت عليه التحية قائلة :- علي ياراشد .
راشد بابتسامة لئيمة :- هاي عليكي ياقمر ثم اضاف بحزن مصطنع :- كدة برضه ياچيچي حرماني منك ومش عاوزة كمان تيجي عشان اشوفك .
چيرمين بابتسامة مصطنعة :- سوري ياراشد بس كنت مشغولة الفترة اللي فاتت دي .
راشد بابتسامة خبيثة :- ولا يهمك ياقلبي المهم متبقيش تختفي كدة تاني .
ابتسمت له چيرمين ببرود قائلة :- اوكي ياراشد .
نظر لها راشد ل دقيقة ثم اردف بحزن مصطنع يشوبه الخبث :- بس انا زعلان منك برضه ياچيچي .
چيرمين باستغراب :- زعلان من ايه تاني !
راشد بنفس النبرة :- عشان يبقا فرح ابن خالك الظابط دة ومتعرفنيش هو احنا مش المفروض صحاب ولا ايه .
چيرمين بصدمة :- نعم !! انت عرفت ازاي !!
راشد ببراءة مصطنعة :- هو ايه اللي عرفت ازاي وهي دي حاجة تستخبي يعني وبعدين ياستي عرفت من شوية بنات كانوا قاعدين هنا من شوية قبل ماتيجي كانوا ببتكلموا عن الموضوع دة وصوتهم كان عالي وطبعا عرفت من الاسامي ودة اللي لفت نظري وعرفت قصدهم مين .
ظلت تنظر له چيرمين بصدمة وهي لا تستوعب هل انتشر الخبر بهذه السرعة ماموقفها الان امام اصدقائها واصدقاء والدتها فالكل كان يعلم ان چيرمين ستنخطب لاسر ياالهي ماذا ستقول لكل هؤلاء البشر بالطبع سيقولون انه فضل عليها تلك الفتاة الريفية مامنظرها امامهم الان بالطبع موقفها ف غاية الاحراج ماذا ستفعل …
هتف راشد قائلاً بصوت مرتفع قليلاً حتي يخرجها من شرودها :- هااااي چيرمين روحتي فين وسرحتي ف ايه !
نظرت له چيرمين بانتباه وهي تقول :- سوري ياراشد معزمتكش لاني مروحتش اصلا .
راشد بدهشة مصطنعة :- مروحتيش فرح ابن خالك !
چيرمين بضيق :- محدش من العيلة راح اصلا .
راشد باستغراب :- ليه محدش راح الفرح !
چيرمين بكذب :- محدش من العيلة موافي علي الجوازة دي اصلاً دي واحدة منعرفلهاش اصل من فصل معرفش اسر راح جابلنا البنت اللي مش من مستوانا دي ازاي !
عابدين بتعجب مصطنع :- وازاي واحد زي ابن خالك دة يوقع واقعة زي دي !
چيرمين بضيق :- دي واحدة بيئة ضحكت عليه ومفهماه ان مفيش زيها في الدنيا وهي اصلاً طمعانة في فلوسه وفي مركزه اكيد مكنتش تحلم بجوازة زي دي طول حياتها لا هي ولا اهلها .
راشد بلؤم :- دة انتي شكلك شايلة ومضايقة منها اوي .
چيرمين بغرور وتكبر :- انا مش واحدة زي دي اللي تضايقني انا بس مضايقة من اسم العيلة ومستواها اللي هيبقوا ف الارض بسبب جوازة زي دي .
راشد بخبث :- تؤتؤ متقوليش كدة ياچيچي انا ميرضنيش زعل جميلة الجميلات انا عندي حل يخلصك منها .
چيرمين باستغراب وبعض اللهفة :- بجد ازاي !
راشد بلهجة خبيثة شرسة :- اقولك ازاي .
******************************************عودة الي منزل اسر :-
استيقظ اسر مبكراً نظر بجانبه ولم يجد حياة نائمة بمكانها فاعتدل بجلسته سريعاً وهو يتسائل اين هي لا يعلم لماذا راوده هذا الشعور بانها هربت فهو بالطبع لم يثق بها ولم ينتبه اسر انه تركها يوماً كامل بالمنزل ولم تتحرك خارجه قفز من مكانه بسرعة ونادي عليها بصوت جهوري :- حياااااة .. حيييياااةة .
لم تجاوبه فتحرك الي الخارج وهو يكرر ندائه ولم تعطيه رد ايضاً فجن جنون اسر اكثر وثارت ثائرته خرج من الغرفة كالمجنون وهو ينادي باسمها :- حيااااة .. حيياااة روحتي فين .
بحث عنها في جميع ارجاء المنزل ولم يجد لها اثراً وقف اسر في منتصف منزله وقد ادرك انها قد رحلت بالفعل شعر بان انفاسه تضيق عليه ولم يستطع التنفس جيداً ظل يفكر هل حقاً قد رحلت وتركته وحيداً ماذا فعل لها الان حتي تتركه وترحل هل كانت تتخذه حجة حتي تهرب من سيطرة اهلها وبعد ان اخذها من بينهم ورحل بها من البلد تركته ورحلت هي هل انخدع بها وببرائتها لقد كان علي وشك تصديقها والوثوق بها والبدء معها من جديد هل هربت مع عبدالله هل هذا يعني ان حديث عبدالله صحيح هل انخدع مرة ثانية لماذا يجب عليه ان يعيش حياة مؤلمة دوماً ماذا فعل بحياته حتي يعيش بكل هذا الوجع متي سيرتاح ياالله شعر بان جدران المنزل تنطبق عليه وتخنق انفاسه وهو يتخيل انها رحلت وتركته ولن يراها مجدداً ماذا سيفعل الان وبينما هو سارح بزحمة افكاره وتخيلاته وذكريات ماضيه المؤلمة استمع الي صوت مفتاح يدور ف مقبض الباب نظر باتجاه الباب وجدها تفتحه وتدخل الي المنزل وهي ترتدي الاسدال الخاص بالصلاة ولم تنظر تجاهه حتي الان بينما هو ينظر لها بصدمة وذهول ويحاول ان يستوعب ماذا يحدث نظرت له وعندما وقعت عيناها عليه ابتسمت ابتسامة جميلة واقتربت منه وهي تقول :- ايه دة انت صحيت امتي !
وفي تلك اللحظة وعلي فجأة رفع يده الي اعلي وهوي علي وجهها بصفعة دوي صوتها ف ارجاء المكان صفعة قوية وعنيفة جعلتها تقع ارضاً ثم رفعت انظارها اليه بصدمة وذهول ولكن هو لم يكتفي بتلك الصفعة بل هجم عليها وامسكها من شعرها وهو يقول بصوت جهوري عنيف هز ارجاء المكان :- مهربتيش ليه ولا رجعتي ف كلامك ياست حياة .
صرخت حياة وهي تقول بألم من شدة الوجع الذي عصف بها من صفعته وامساكه لشعرها بتلك الطريقة :- انت بتقول ايه انا مش فاهمة اهرب ايه .
اسر وهو ممسك بها من شعرها بعنف ويهزها بين يديه كزجاجة الماء :- كنتي عاوزة تهربي مني ياحياة كنتي واخداني سلم عشان اجيبك من البلد لحد هنا وبعد كدة تهربي براحتك .
ثم هوي بصفعة اخري علي وجهها جعلتها تبكي وهي تقول :- حرام عليك انا مش كدة ومعملتش حاجة من دي .
كاد ان يلقي عليها المزيد من كلماته السامة وصفعاته المؤلمة ولكنه استمع الي صوت جرس الباب يرن فقربها منه ونطق بصوت اشبه بفحيح الافاعي :- هشوف مين ع الباب ووغلاوة امي ياحياة لهندمك علي الساعة اللي فكرتي تهربي مني فيها وتستغفليني .
ثم القاها من يده وكأنها جرثومة حتي وقعت علي الارض وهي تبكي وتحاول ان تكتم شهقات بكائها بينما اتجه اسر حتي يفتح باب المنزل فوجد امامه زوجة الحارس الخاص بالبناية فهتف قائلاً بتساؤل :- ايوة خير !
السيدة بوجه بشوش :- صباح الخير ياباشا لامؤاخذة يعني ممكن تندهلي الست حياة .
استغرب اسر من معرفة تلك السيدة بحياة فهو لم يعرفها علي احد بالبناية حتي انه يوم ان اتي بها الي هنا لم يري الحارس وزوجته اذا كيف عرفت حياة افاق من شروده وهتف قائلاً باستغراب :- وانتي عايزاها ف ايه !
السيدة بتلقائية :- اصل الست حياة كانت نزلتلي من شوية عشان تبعتني اجيبلها شوية طلبات للبيت بس انا البت بنتي كانت تعبانة شوية والست حياة ربنا يسترها فضلت جمبها وعملتلها شربة اعشاب وبعدها انا سيبتهم تحت وروحت اجيب الطلبات ولما رجعت لقيت جوزي جيه وبيقولي ان الست حياو طلعت اول ماهو جيه فانا طالعة عشان اديها الطلبات واشكرها علي اللي عملته مع بنتي .
وظلت تدعوا لها كثيراً بينما اسر لم يستمع الي كل ماقالته بعد ذلك وظل ينظر لها بعدم استيعاب مالذي قالته تلك السيدة هل حياة حقاً بريئة ولم تكن تنوي الهرب منه شعر بسعادة لم يشعر بها منذ زمن عندما ادرك انها لم تكن تريد الهرب ولكن تذكر فجأة مافعله معها منذ قليل وصدم من نفسه كيف فعل معها هذا وماهذا العنف الذي تعامل به معها ولكنه لم يكن يشعر بنفسه كان يشعر بالخوف الشديد لانه لن يراها مجدداً ولا يعلم كيف تناول تلك الاغراض من زوجة الحارس او كيف رحلت او ماذا اخبرها عن حياة ولكنه فور رحيلها اغلق الباب مسرعاً والتفت ولكنه لم يجدها بمكانها علي الارض وضع مابيده علي طاولة السفرة وتحرك مسرعاً باتجاه الغرفة ودلف الي الداخل ووجدها قد خلعت الاسدال وترتدي احدي البيچامات الكرتونية الخاصة بها ومتكورة علي نفسها في منتصف الفراش وتأخذ وضع الجنين وتبكي وتشهق بعنف استمع الي شهقات بكائها وشعر بالحزن عليها فهو حقاً قد ظلمها ولم يعطي لها فرصة حتي تشرح له هي بالتأكيد الان تكرهه وبشدة ومن الممكن ان تطلب الرحيل حقاً نفض عن رأسه تلك الفكرة فهو لن يسمح لها بالرحيل وتركه مطلقاً حياة له وملكه منذ اليوم الاول الذي رأها به ولن يتركها ترحل ابداً اقترب منها ببطء وهي مازالت تبكي وقف بجانب الفراش وهتف بندم قائلاً :- حياة .. حياة انا ..
قاطع استرساله لحديثه صوت بكائها وشهقاتها العالية ولم يستطع ان يتحمل اكثر من ذلك فتمدد بجانبها علي الفراش سريعاً وحاوطها بذراعيه وقربها منه حتي اصبح ظهرها ملاصق لصدره واحتضنها بشدة بينما هي ظلت تعافر معه حتي تبعده عنها ولكنه هتف بصرامة بسيطة حتي لا يجعلها تخاف منه قائلاً :- حياة انا مش هبعد عنك وقولتلك قبل كدة متعافريش معايا وتقاوميني عشان متجننيش عليكي اكتر وهتشوفي مني رد فعل مش هيعجبك وقتها .
ظلت تقاومه لمدة دقيقة ثم توقفت عن المقاومة وسكنت تماماً عندما فكرت ف حديثه ف هي قد ادركت انها لن تستطيع ان تنتصر عليه من الناحية الجسدية لذلك اثرت الصمت وسكنت بين يديه فهي تشعر بكل جسدها يؤلمها بسبب ماحدث وفعله بها بينما هو شعر بآلمها فظل يربت علي جسدها وظهرها صعوداً وهبوطاً برفق وحنان ثم هتف قائلاً بصوت خافت رقيق يغلفه الندم :- لما صحيت ملقتكيش جمبي اتجننت وبعدها قومت وفضلت ادوار عليكي ف الشقة كلها وانادي باسمك زي العيل اللي بينادي علي مامته بس مردتيش عليا وقتها انا اتجننت اكتر وحسيت الدنيا كلها بتسود ف وشي لما اتخيلت اني مش هشوفك تاني ولما لقيتك بتفتحي الباب وداخله عليا فرحت بس بعدها معرفش ايه اللي حصلي ومحستش بنفسي او باللي بعمله .
طبع عدة قبلات علي شعرها ووجهها ورقبتها برفق ورقة بالغة ثم هتف قائلاً بحنان :- انا اسف ياحياة غصب عني صدقيني مش بكون ف وعي انا عارف انك بتكرهيني بس سامحيني المرادي بس انا اسف .
بينما حياة كانت تستمع له وتبكي ولا تعلم هل تبكي علي ماحدث لها ام تبكي علي حاله وتلك المعاناة التي يعانيها اسر حقاً يتألم به آلم وجرح كبير ولا تعلم كيف تداويه او كيف تجعله يثق بها فهو حتي لم يعطيها فرصة حتي تجعله يثق بها التفتت له واصبحت مستلقية علي ظهرها بين يديه ونظرت له بأعين باكية بينما هو ظل ينظر لها بلهفة وهو يلتهم تفاصيل وجهها الرقيق ولكن لهفته تحولت الي ذهول عندما رأي اثار اصابعه مطبوعة علي وجهها وتلك الكدمة علي وجنتها ياالهي كيف فعل بها ذلك شعر بالندم اكثر وكاد ان يتكلم حتي يعتذر لها مجدداً فقاطعته قائلة بصوت رقيق ضعيف :- انا مش بكرهك انا بكره تضرفاتك معايا وعنفك اللي بتعاملني بيه ونظراتك ليا من اول شوفتني فيه معرفش انا عملتلك ايه لكل دة .
نظر لها اسر بندم اكبر وهتف قائلاً :- غصب عني مش بأرادتي كل اللي بيحصل دة صدقيني .
حياة بحنان وهي تحاول ان تجعله يتحدث حتي يخفف من آلمه قليلاً :- طب قولي مالك وايه اللي مخليك كدة يمكن اخفف عنك شوية .
نظر لها اسر بوجع وحزن وكأنه يخبرها بنظراته انه حقاً يتألم ولكنه لا يستطيع ان يبوح بما في داخله …
تنهد اسر بوجع وهتف قائلاً :- متاخديش ف بالك كأني مقولتش حاجة .
ثم نظر لها بنظرات حانية وهو يهتف :- المهم انتي مسمحاني ع اللي عملته فيكي .
نظرت له حياة بصمت وعلي فجأة تعلقت برقبته واحتضنته بشدة وكأنها شعرت بمدي معاناته ووجعه فأرادت ان تخفف عنه ولم تشعر بنفسها وهي تحتضنه وتقربه منها الي هذا الحد هي فقط ارادت ان تطمئنه انها لن ترحل وتتركه ولكن دون حديث بينما هو صدم في البداية من حركتها المفاجأة ولكنه لم يلبث حتي احتضنها بشدة وقوة وهو يحاول ان يزرعها بين اضلعه ودفن وجهه في رقبتها وظل يستنشق عبيرها الاخاذ شعر بانه يرغب ان يظل بين احضانها هكذا ويبكي ويتوقف العالم بعد ذلك من حولهم ظل يشدد من احتضانها ويقبلها قبلات رقيقة علي شعرها ورقبتها حتي شعر بها مسترخية بين يديه فبعدها عنه قليلاً وجدها غافية بين احضانه وذهبت في ثبات عميق ابتسم بحنان علي طفولتها ثم اقترب منها وطبع قبلة رقيقة ولكنها عميقة علي شفتيها الوردية ثم ابتعد عنها وطبع قبلة علي جبهتها واخرجها من بين احضانه ودثرها جيداً بالفراش ونهض من جانبها حتي يستعد للذهاب الي عمله وبعد اقل من نصف ساعة كان اسر قد انتهي من ارتداء ملابسه واستعد للذهاب الي عمله نظر الي حياة وهي مازالت غافية فمن الواضح انها عاشقة للنوم اقترب منها ثم طبع قبلة رقيقة علي وجنتها وترك بجانبها شئ ما علي الفراش ورحل الي عمله وبينما وهو في طريقه الي العمل رأي شئ امامه لم يكن يتوقع ان يراه فهتف قائلاً بذهول :- مسسسعععدد .
كاد ان يترجل من سيارته ويذهب باتجاهه ولكنه رأه يستقل سيارته ويرحل عن المكان بعد ان كان يقف ما شخصاً ما واعطاه شئ ما ورحل سريعاً واستقل سيارته ورحل بينما اسر ادار سيارته وذهب خلفه وهو يشعر بوجود سبب ما قوي لظهور مسعد تلك الفترة تحديداً ظل يسير خلفه دون ان يشعر به مسعد ولكن بزحمة شوارع القاهرة اضاعه من امامه ولم يري سيارته تسير بين السيارات ترجل اسر من سياراته بغضب وظل ينظر حوله وهو يلعن هذا الحظ الذي جعله يضيع مسعد من بيد بيديه عاد الي سيارته مجدداً وهو يفكر لماذا ظهر مسعد فهو يعلم انه يعيش في محافظة اخري ولم يستطع ان يعثر عليه اذا مجيئة الي القاهرة وظهوره تلك الفترة تحديداً خلفه شئ ما اتجه اسر الي عمله وهو يفكر مالذي سيحدث الايام القادمة فهو لا يستبشر خير ….
بينما علي الطرف الاخر استيقظت حياة بعد وقت ليس بقصير وهي تشعر ببعض الالم بجسدها تذكرت ماحدث قبل ان تغفو وابتسمت وهي تتذكر كيف كان يعتذر لها ويحتضنها نظرت حولها حتي تبحث عنه فلم تجده ولكنها وجدت بجانبها ورقة مطوية اعتدلت بجلستها وامسكت بالورقة وفتحتها وارتسمت علي وجهها ابتسامة واسعة وجميلة فقد كان مكتوب بها ” صحي النوم والله ماكنت اعرف ان حضني فيه منوم عشان ف ثواني الاقيكي نمتي بس متشكر عشان اول مرة احس انك فعلاً مش كرهاني واسف ع اللي حصل مني ياحياة ”
ابتسمت حياة بحنان وقررت انها لن تترك اسر وترحل وستبدأ معه من جديد فهو يحتاج ان يشعر بالامان معها وان يثق بها وبنفسه اولاً وهذا ماستفعله …..
******************************************
في منزل جاسم :-
بعد مرور ثلاث ايام وهو اليوم الاخير بعزاء والد ندي كان اسر وجاسم جالسان بصالة المنزل حتي قطع صمتهم اسر وهو يقول بتساؤل :- ازاي حصل كل دة ومتتصلش بيا ف وقتها ؟
جاسم بتعب فهو لم ينم تلك الايام الماضية ولم تغفل عيناه عندي ندي لحظة فهتف قائلاً :- ملحقتش اعمل اي حاجة ومكنتش عارف افكر وقتها خالص .
اسر باستغراب :- انا مفهمتش حاجة خالص من اللي قولتهالي في التليفون ايه اللي حصل بالظبط !
جاسم بهدوء :- اية اتصلت بيا وقالتلي تعالي معايا بيت ندي عشان نتطمن عليها لانها مجتش الجامعة ومش بترود ع التليفون روحنا وهناك لقينا عربية الاسعاف شايلة الراجل بس انا شوفت شكله كان باين عليه خلصان روحنا المستشفي وهناك عرفنا الخبر ومن وقتها وندي انهارت واغمي عليها وكل ماتفوق تصوت وتصرخ وعايشة ع المهدئات كدة .
اسر بحزن :- واضح انها كانت متعلقة بيه اوي ربنا يرحمه .
جاسم بتأكيد :- فعلاً مكنش ليها غيره حتي مرات ابوها دي اية بتقولي ان مكنتش العلاقة بينها وبين ندي كويسة .
اسر باستغراب :- مرات ابوها هي لها مرات اب امال ليه مسمعتش سيرتها ولا ظهرت لحد دلوقتي !
جاسم باستغراب :- مش عارف والله يااسر دة حتي اية جابت سيرتها مرتين وفكل مرة ندي اول ماتسمع سيرتها تصرخ وتعيط وتقول متجبوش سيرتها ف بطلنا نسألها .
اسر بتساؤل :- تفتكر الست دي ليها علاقة باللي حصل لوالد ندي ؟
جاسم بحيرة :- انا شاكك ف كدة برضه بس مش عارف افكر حالياً وكمان خصوصاً ان الدكتور قال انه اتعرض لانفعال قوي عمله ازمة قلبية ادت لوفاته ف وقتها .
اسر بجدية :- طب ماندوار ورا الموضوع دة وبلاش نسكت لان واضح ان في حاجة مريبة .
جاسم بجدية :- ان شاءالله هعمل كدة بس مستني افوق شوية من اللي حواليا دة ولو موصلتش لحاجة وقتها هستني ندي لما تفوق وتقدر تحكي .
اسر باستغراب :- هي هتفضل قاعدة معاكم هنا ولا ايه !
جاسم بانفعال مفاجئ :- اة طبعاً انا مش هسيبها تروح تقعد ف شقة تانية لوحدها .
اسر بصدمة :- ايه يابني في ايه انت انفعلت كدة ليه دة مجرد سؤال .
نظر جاسم الي الارض ولم يجيبه بينما نظر له اسر بتفحص ثم سأله بخبث :- انت بتحبها !
نظر له جاسم بصدمة ثم تحولت نظراته لتوتر ولم يجيبه فهتف اسر قائلاً بضحك :- طب لما انت بتحبها كدة يابني مقولتلهاش من بدري ليه .
جاسم بتنهيدة :- مكنتش متأكد من مشاعري انا حبيتها ومتأكدتش اني بحبها بجد غير بعد اللي حصل دة .
اسر بابتسامة :- بأذن الله بكرة كل حاجة هتبقا كويسة ويجي وقت مناسب وتقولها فيه .
جاسم بابتسامة :- ان شاءالله .
بينما في الداخل كانت ندي نائمة لا تشعر بشئ من حولها واية وحياة بجانبها وعلي ملامحهم يبدو حزن عميق فهتفت اية قائلة بحزن :- صعبانة عليا اوي ياحياة انا حاسة بيها جداً انا صحيح بابا وماما ماتوا وانا صغيرة اوي وجاسم مش محسسني بحاجة بس برضه ساعات كتير بحس اني مفتقداهم اوي ونفسي يكونوا معايا .
احتضنتها حياة وهي تحاول الا تبكي وهتفت قائلة :- اهدي يااية ومتعيطيش كدة ان شاءالله ربنا هيعوضها بحاجات حلوة تنسيها وتصبرها بس احنا مينفعش نبين قدامها اننا ضعاف عشان تقوي بينا احنا اصحابها واقرب ناس ليها دلوقتي .
ابتعدت عنها اية قليلاً ثم مسحت دموعها وهي تقول :- معاكي حق ياحياة احنا بقينا اقرب ناس ليها تخيلي ياحياة مرات باباها مسألتش ولا تعرف عنها حاجة ومختفية لحد دلوقتي .
حياة باستغراب :- نعم دة ازاي دة هي مش عايشة معاهم ف نفس البيت ولا ايه !!
اية بتنهيدة :- دة المفروض بس محدش يعرف عنها حاجة خالص ولا شافها من يومها .
حياة بتوجس :- ربنا يستر لان انا مش مرتاحة للي بيحصل دة ولا للست دي .
اية بحزن :- وانا برضه ربنا يستر ثم نظرت الي حياو وابتسمت قائلة :- المهم قوليلي انتي عاملة ايه مبسوطة مع اسر !
حياة بفرحة وابتسامة :- مبسوطة اوي يااية الحمدالله .
اية بحب :- كنت قلقانة عليكي اوي ياحياة الفترة بتاعت الفرح دي كان شكلك مش مبسوطة خالص .
حياة بحنان وهي تتذكر مواقف اسر معها :- الوضع اختلف كتير عن الاول ياحياة كان ف حاجات كتير مش فهماها ولا عارفاها المهم اني مبسوطة اوي دلوقتي .
اية برقة :- الحمدالله ياحبيبتي .
استمعوا الي صوت طرق خفيف علي الباب فنهضوا من مكانهم ووجدوا اسر وجاسم واقفان بالخارج ينتظروهم فهتف جاسم قائلاً بلهفة :- هاا لسة مصحيتش لحد دلوقتي !
اية بحزن :- لا مصحيتش خالص كانها بتهرب من اللي حصل بالنوم .
حياة بجدية :- الفترة دي النوم احسن ليها .
اومئ لها جاسم ولم يتحدث بينما هتف اسر قائلاً :- يلا ياحياة عشان نمشي .
نظرت له حياة وابتسمت ثم اقتربت منه ووقفت بجانبها ولم يلبث هو حتي اقترب منها وامسك بيدها وكأنه بهذه الحركة يطمئن نفسه بانها بجانبها ولم ترحل بينما هي شعرت براحة تغمرها من تلك الحركة فهو دائماً يفعلها حتي اذا كانوا بالمنزل يشاهدون التلفاز او يتحدثون سوياً بامر ما وهي سعيدة بتلك الحركة كثيراً ودعهم اسر وحياة ورحلوا الي منزلهم بينما اخبرت اية جاسم بانها ستذهب الي النوم فأخبرها جاسم بانه ايضاً سينام دلف الي غرفته واخذ حماماً حتي يهدئ من اعصابه ويسترخي وبعد ان ارتدي ملابس البيت خرج من الغرفة وهو ينوي التوجه الي المطبخ حتي يتناول بعض الماء وفور ان اقترب من المطبخ توقفت انفاسه وهبط قلبه بين قدميه وشعر بنبضاته تتوقف واتسعت عيناه برعب وهو يري ……………..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى