روايات

رواية رد قلبي الفصل الثالث 3 بقلم دنيا سعيد فوزي

رواية رد قلبي الفصل الثالث 3 بقلم دنيا سعيد فوزي

رواية رد قلبي الجزء الثالث

رواية رد قلبي البارت الثالث

رد قلبي
رد قلبي

رواية رد قلبي الحلقة الثالثة

_ أنت!!!!!
قالتهالي وملامح وشها مصعوقة مش بس مصدومة، اللي متعرفهوش إني كنت زيها أول ما شوفت الملف بتاعها.
جاوبتها ووشي مرسوم عليه إبتسامة مقدرتش أخبيها: عُمر إسمي عُمر.
كملت كلامي بقلة حيلة وكأني مجبور على أمري: طلعالي في البخت بقا أعمل إيه!
سندت راسي على الكرسي ورجعت بذاكرتي لشهرين ورا، قبل شهرين بالظبط الشركة بتاعنا بدأت تكبر والفرع بقا اتنين، ساعتها فرحت جداً إن ربنا مخذلنيش وتعبي وتعب مراد مرحش هدر، اللي كان مفرحني أكتر إن كل واحد فينا مسك فرع؛ لأن أوقات كتير كنت بفقد أعصابي وبتلككله عشان أوجعه وأهينه، لو كان فضل قدامي أكتر كنت هخسره بدون شك.
بدأت أنزل إعلانات إني محتاج مُترجم، لإن الفرع اللي أنا مسكته فرع دولي وفرع مراد محلي.
النهاردة وأنا داخل مكتبي وقفتني “نرمين” السكرتيرة بتاعي وبلغتني إن في إقبال كبير على الإعلان بتاعنا.
_ بشمهندس عُمر.
= خير يا نرمين؟
_ العروض كتير أوي وبصراحة مش ملاحقة رد عليهم والملفات بتاعهم كتيرة جداً و…
وفي نص كلامها وقع ملف عند رجلي، كانت هتنزل تجيبه شاورتلها بإيدي إن أنا اللي هجيبه، نزلت جبته وقدمته ليها بس لفت نظري الإسم وصورة البنت اللي على الملف، بعد ما مشيت خطوتين رجعتهم تاني وطلبت منها الملف، فتحت الملف ولقيت صورتها قدامي كنت عايز أضحك..أضحك بجد على كم الصدف الغير مخطط ليها دي، بس لقيت “نرمين” عينها في الملف أكتر مني.
رجعت أتكلم بجدية: نرمين تسحبي العروض حالاً من كل الابلكيشنات، والباقي خلاص تقوليلهم Good luck، الملف اللي في إيدي دا هترني على صاحبته وتعرفيها إنها أتقبلت…سمعاني؟
مهتمتش أعرف رد “نرمين” سبتها ومشيت ووشي مرسوم عليه إبتسامة معرفش إيه سببها، دخلت المكتب وقفلت الباب الإبتسامة اتحولت لضحكة والضحكة بقت ضحكات وحقيقي مش عارف إيه السبب لكل الفرح اللي أنا عاملة دا، بس في صوت جوايا بيقول “هنعوضها عن اللي شافته”.
نرمين عرّفتني إنها كلمتها وإن “دنيا” خلاص على وصول، كنت قاعد على الكرسي وكأني منتظر ليلة العيد ومش قادر أستنى أكتر أنا عايزها دلوقتي… من كتر ما أنا مش مصدق إني هشوفها للمرة الرابعة على التوالي كنت عمال ألف حوالين نفسي، شوية أقوم وبعدين أرجع أقعد تاني، أفتح الموبيل شوية وبعدها أقفله ولا كأني ورايا شغل، لدرجة إن كان في قلم على المكتب مسكته وفضلت ألعب فيه، محستش بنفسي غير وأنا بزعق:
_ لا مهو مش معقول أنا بقيت فراك كده أمتى!!!! وهي مجتش لحد دلوقتي ليه؟؟
بصيت لإيدي لقيتها عماله تضغط على القلم بصورة للإرادية مزعجة، رميت القلم وكملت كلامي بنفس العصبية الغير مبررة دي: وإيه دا هااا إيه دا!!!!! أي صداع وخلاص.
الموبيل الأرضي رن أخدت نفس عميق قبل ما أرد وبعدها جاوبت بعملية: أيوا يا نرمين؟
_ المترجمة وصلت يا بشمهندس.
= بجد وربنا!!!
_ نعم؟
= قصدي بجد يعني جت بسرعة، هتدخليها امتى؟
حطيت إيدي على السماعة بحاول أستوعب السؤال اللي سألته، يعني إيه هتدخليها امتى!!! دا أنا المدير هنا!
_ دخليها يا نرمين دخليها.
حاولت أصلح العك اللي أنا هببته، ولحد الأن مش عارف ليه مصمم أبقى مراهق بعد ما عرفت إني وجودها في حياتي هيبقى شئ يومي، رغم إني متكلمتش معاها كلمتين يوحدوا ربنا حتى.
كنت قاعد مستعد لدخولها وضربات قلبي قررت تتدخل، حسيت في ساسبنس كده ملوش أي لازمة، تراني اتنشن!
سمعت صوت خبطات على الباب، حانت اللحظة الحاسمة…كان عندي حماس أشوف رد فعلها لما تشوفني، عدلت قعدتي وسمحتلها تدخل….كانت لابسة فورمال…حقيقي كنت مبسوط بالتغيير ومقدرتش أتخطى إني أدعى على “مراد” إنه قرر في يوم يدفن بنت زي دي في يوم من الأيام.
رفعت وشها ليا ولسه هتخطى خطوة لقيتها اتصدمت وخدت وهله تستوعب وجودي، لحد ما عرفتها بنفسي.
_ هتفضلي واقفة عندك كتير؟
ردت عليا بنبرة تايهه: ها…؟
حاولت مبتسمش وكملت كلامي بكل جدية: لا سَرَحان في الشغل من الأول كده ميعجبنيش.
رددت كلمتي وهي بتضم حواجبها على بعض: شغل!!!
جاوبتها وأنا بخرج العقد من درج المكتب: أكيد إلا إذا…كان ليكِ رأي تاني.
حسيت بترددها وأنا قاعد مكاني، مكنتش عايزها ترفض…جوايا رجاء بيقولها “وافقي…أرجوكِ وافقي”
حطيت العقد والقلم على المكتب، وشاورتلها تقعد على الكرسي وبعدها سندت ضهري بكل ثقة وجوايا ذبذبة خفيفة خايفة من رفضها.
لقيتها اتقدمت وقعدت على الكرسي، ساعتها ابتسامتي عرفت طريقها لشفايفي وثقتي زادت أكتر.
بصت على الورقة وسألتني بهدوء: دي إيه؟
_ دي ورقة بتنسبك للشركة بتاعنا، ورقة تعيينك هنا…تقدري تقرأيها على مهلك خالص.
= مفيش مشكلة.
مسكت القلم ومضت بدون ما تقرأ بند واحد من بنود العقد!! لسه كنت هعلق على تصرفها لقيت “لارا” أختي داخله عليا المكتب، تلقائي لقيت عيني جت على “دنيا” واحساسها لما تشوف البنت اللي خطيبها سابها عشان يتجوزها.
_ عمورييي
قالتها ببهجة وهي جاية تحضني ولأول مرة مكنش مبسوط بدخولها عليا، ببص على “دنيا” لقيتها رفعت راسها تشوف مين اللي دخلت المكتب وفجأة اتلجمت مكانها، لرابع مرة على التوالي قلبي يتوجع عشانها.
كنت هخرج “دنيا” برا بس “لارا” مدنيش فرصة وصدمتني وصدمت “دنيا” معايا.
_ أنا حامل.
كانت مبسوطة أوي وهي بتقولها، بس في واحدة على النقيض صوت تكسير قلبها وصلي، غمضت عينيها جامد وضغطت على شنطتها بإيديها زي اللي بتاخد الدعم من كائن ضعيف.
_ عُمر بقولك أنا حامل إيه اللي واخد عقلك!!! أنت مش فرحان لأختك ولا إيه؟؟
فوقت على هز “لارا” لكتفي زي الغرقان جاهدت نفسي عشان ابتسم: هااا لا يحبيبتي مبسوط طبعاً…أكيد مبسوط يعني هبقى خالو طبيعي أبقى مبسوط.
حضنتها وعيني على “دُنيا” اللي الدموية اتسحبت من وشها، حسيتها لو قامت هتقع من طولها تاني.
_ أنا لسه مقولتلوش حاجة مش مصدقة إني هبقى أم، أنا بحبه اوي يا عُمر أوي بجد، ساعات بقعد مع نفسي وأفكر في البنت اللي سابته، بقول قد إيه هي غبية وبعدين برجع أقول لا أنا عايزة أشكرها.
_ سابته!!!
رددتها “دُنيا” بصوت مسموع، “لارا” بصتلها وكأنها بتقولها “أنتِ مين؟”
_ عُمر أنت….
باب المكتب اتفتح ودخل منه “مراد” والعيون كلها اتوجهت ليه، عيونه كانت على وشك إنها تخرج من مكانها بسبب تجمع “دنيا” و “لارا” في نفس المكان، سمعته وهو بيقول “أحييييييه”
“دُنيا” واثق ومتأكد إنها هتحتاج تتعالج بعد ما تخرج من هنا رجعت لنقطة الصفر لا مُحال، بس لقيت عكس كده، لقيتها قامت وراحت لمراد تحت عيون “لارا” المستغربة من تصرفها.
حسيت عيون “مراد” كانت بتترجي “دنيا” إنها متقولش حاجة، زي ما حسيت إن “دنيا” معندهاش النية دي.
_ تخيل يا مراد مراتك بتقول إن خطيبتك الأولى هي اللي سابتك!!
قالتها “دنيا” بنبرة مهتزة، محبتش أتدخل رغم إني واثق إن “لارا” هتتوجع بس لابد إن “مراد” يشوف نتيجة أفعاله وياخد جزاته.
_ أنتِ مين وبتعملي إيه هنا وعايزة إيه من جوزي؟؟
“لارا” راحت وقفت قدام “دنيا” كل دا و”عمر” واقف متصلب ومصدوم وأنا واقف قدام المكتب وعيني عليهم كلهم، الأوضة كانت مليانة شحنات أبعد ما يكون عن كونها كويسة.
جاوبتها “دنيا” ببسمة قهر: أنا؟؟ تحب أقول أنا مين ولا تقول أنت يا أستاذ مراد؟
“لارا” بصت ل “مراد” وسألته: مين دي يا مراد؟؟
ساعتها بصلي يستنجد بيا بعدت عيني عنه وعملت إني مش شايفه، لازم يواجه لازم يتعلم إن الحكاية مش هينفع تمشي زي ما هو راسم، وإنه مينفعش يبقى مبسوط وغيره تعبان بسببه، مينفعش يبقى سعيد وهو سايب وراه قلب مكسور.
مسح دقنه وقال: دي…دي كانت خطيبتي ال…القديمة.
: اللي أنت سيبتها.
قالتها “دنيا” بصوت عالي ونبرة تكاد تكون هتبكي، تابعت كلامها: اللي أنت كنت واخدها فار تجارب، اللي جيتلها وقولتلها إديني فرصة يمكن أعجبك وأول ما ضمنت الفرصة، سبتها ومشيت ولا كأنها دخلت حياتك أصلاااااا!!!، خطيبتك اللي…اللي بعد شهرين بالظبط من هجرانك ليها روحت اتجوزت وعيشت حياتك…
مسحت دموعها وحاولت تاخد نفسها، كملت جملتها بعياط أكتر: عيشت حياتك ومقولتليش أعيش حياتي أنا كمان إزاي!!! منك لله يا مراد..منك لله.
مشيت ومبقاش في غيري أنا ولارا وهو، ودلوقتي جه دور “لارا” في العتاب.
وقفت قدامه وسألته بذهول: مراد هو…هو كلامه دا صح؟؟؟
“مراد” مسح راسه بكف إيده، مكنش عنده القدرة إنه يواجه “لارا” سحبت إيده وزعقت: رد علياااااا، أنت اللي سبتها؟؟ أنت…أنت اللي وجعتها أوي كده؟؟
كنت واثق إن “لارا” مترضاش بالظلم وإنها هتقف في صف “دُنيا” طول عمرها طيبة وللأسف وقعت في إيد شخص زبالة.
_ لارا اسمعيني أنا…أنا…
= أنت كداااب…كداب يا مراد، أنت فاكر كسر القلوب سهل كده!!! طب عملت كده ليه من الأول لما مكنتش عايزها، ليه توصل بني أدمه للمرحلة دي؟؟ لمرحلة إنها تدعي عليك بقلب مقهور أوي كده؟
“مراد” كان عامل زي الطالب المذنب، باصص في الأرض ومش عارف يتكلم ولا يبرر، صعب عليا؟ يمكن صعب عليا، بس مش قد البنت اللي خرجت من هنا من شوية، كنت فخور ب “لارا” رغم حبها لمراد إلا أنها مكنتش أنانية وحطت نفسها مكان “دُنيا”.
_ أنا في بيت أهلي يا مراد ومش عايزاك ولا عايزة أشوفك.
“لارا” مشيت وهو حاول يمسكها: لارا أرجوكِ…
زَعَقت في وشه بكل عصبية: ابعدي ايدك عنييي!!
رفع إيده عنها وسابها، بصلي وقتها وهموم الدنيا كلها أتجمعت في وشه، كان نفسي أروح أواسيه بس مقدرتش فضلت واقف مكان عمال أبصله وخلاص بدون أي رد فعل، سابني ومشي ومبقاش في المكتب غيري، مبقتش عارف أروح ورا مين فيهم وأواسي مين؟؟؟
____________________
_ يارتني ما روحت.
جملة الندم اللي بقولها بعد كل خطوة باخدها في حياتي “يارتني ما وافقت، يارتني ما خرجت، يارتني ما روحت” مشيت كالعادة تايهه في شوارع معرفش عنها أي حاجة غير إنها شوارع جديدة بتشهد على هزايمي، كل ما كانت دمعة تتكون في عيني ألحقها قبل ما تنزل على خدي، شعور الهزيمة دا شعور بشع، خذلان من شخص بتحبه شعور أبشع.
رفعت راسي للسما ومعرفتش أقول إيه غير كلمة واحدة: يارب.
موبايلي رن من أكتر شخصية محتاجة دعمها “رؤية” صحبتي، فتحت لقيتها بتقول بكل حماس: البشمترجمة معايا؟
_ رؤية.
قولتلها بنبرة ممزوجة بعياطي وخنقتي، جاوبتني بلهفة: مالك يا دنيا؟؟ حصل إيه؟؟؟
_ أنا…أنا رجعت لنقطة الصفر، لا لا أنا..أنا بقيت في السوالب دلوقتي الحالة تطورت يا رؤية.
قولتلها وأنا بضحك…بضحك بهستيريا ودموعي مازالت نازلة بدون توقف، يااه على الكوميديا السودة اللي أنا بعيشها دي.
قالتلي بنبرة قلقانة عليا: أنتِ فين يا دنيا.
بصيت حواليا حاولت أتعرف على أي حاجة معرفتش: والله ما أعرف يا رؤية بس أنا راحة الكورنيش.
___________________
أخترت إني أروح ورا صاحبي للأسف اخترته هو، ركبت العربية ورنيت عليه كتير مردش عليا، روحتله البيت ورنيت الجرس، استنيت شوية لحد ما فتح، بصلي كتير ودخل تاني بدون رد، دخلت وقفلت الباب ورايا، قلعت جاكت البدلة وروحت المطبخ عملتلي كوباية قهوة وطلعت قعدت جمبه.
بصلي بجمب عينه وسألني: أنت بتعمل إيه هنا؟
اتنهدت وحكيت دقني وبعدها جاوبته: كانت مشكلتي معاك إنك عايش حياتك وسايب وراك حساب متقفلش لسه.
_ ودلوقتي أتقفل؟
= معنديش فكرة بس كل اللي أعرفه إن الحقيقة بانت وكل واحد قال اللي عنده، وأختي عرفت الحقيقة القرار دلوقتي في إيدها.
دفن راسه في إيده وقال بدون مقدمات: أمي مريضة قلب يا عمر، في يوم شافت دنيا معرفش إزاي وأمتى معنديش تفاصيل كل اللي أعرفه إنها حبتها واتعاملت معاها كذا مرة وعارفة أهلها، جتلي في يوم وقالتلي عايزاك تتجوزها وعايزاها معايا، كانت بتقولهالي بصيغة أمر واقع لازم أقبل بيه، رفضت وقولتلها لا أنا في واحدة بحبها ومختارها من زمان شريكة حياتي، اتضايقت وشديت معاها في الكلام وسبت البيت ومشيت، بعدها بساعة ساعتين كده مش فاكر بالظبط، جاتلي مكالمة إن أمي في مركز القلب وحالتها صعبة، أبويا قالي لو حصلها حاجة ذنبها في رقبتك، خوفت.
بصلي بعيون حمرا كانت فيها لامعه تقريبا كانت…دموع!
كمل كلامه وقال: خوفت أخسر أمي قولت خلاص هراضيها، هخطب البنت اللي قالتلي عليها شهر شهرين كده وبعدين خلاص كل واحد يروح لحاله.
_ وليه مكتفيش بشهرين زي ما قولت وكملت لسنة كاملة.
= مكنش في سبب، البنت كانت جميلة أوي مفيهاش غلطة، لحد ما خلاص بدأت أحس إنها هتتعود عليا، بدأت أنسحب لحد ما سبتها.
مش عارف ليه اتضايقت لما مدحها قدامي، من ساعة ما شوفت البنت دي وأنا في حاجات كتير أوي مبقتش عارفها.
_ أنت زبالة يا مراد.
= عارف بس والله غصب عني.
_ عذر أقبح من ذنب، أنت عالجت الغلط بغلط أكبر.
= والله كنت هحكيلها بس هي مدتنيش فرصة، قلعت الدبلة وحطتها قدامي وسابتني ومشت.
_ بنت ناس.
= أهي بنت الناس دي هي السبب في خراب بيتي والوحدة اللي أنا فيها دلوقتي.
رفعت حاجبي وبصيتله بغضب: هي السبب!!!!!!!!
_ تمام أنا السبب..طب قولي أعمل إيه؟
= أنت عايز إيه؟
بص لكوباية القهوة بتاعي وقال: أنا عايز كوباية قهوة من اللي أنت بتشربها دي، أنت معملتليش ليه؟
بصيتله كتير وكذلك هو وبعدها قعدنا نضحك سوا، ضربته في كتفه وبعدين حضنته: رغم إني مش طايقك يا مراد حقيقي بس للأسف مليش غيرك ومقدرش أخسرك.
ضمني ليه أكتر وقال: والله العظيم أنا ولا حاجة من غيرك يا عُمر، دلني ومتسبنيش..غلطان؟ عرفني غلطي يسيدي بس متسبنيش تايه كده.
خبطت على ضهره وقولتله: رجع مراتك يا مراد.
بصلي وقالي : طب ودنيا؟
قومت لبست چاكت بدلتي وقولتله بإبتسامة: لا دنيا دي سيبها عليا.
رجعت بصيتله وسألته بشك: أنت بتحب مراتك صح؟
جاوبني بثقة: أكيد وإلا مكنتش عملت كل دا عشان أوصلها.
حسيت إني ارتحت لما سمعت جوابه، اتنهدت وقولتله براحة: يبقى تسيبلي دُنيا.
حرك رأسه كتير، رفعت كوباية القهوة وشربت منها قبل ما أمشي، فتحت الباب عشان أخرج بس برضو حسيته لسه محتاج حافز عشان يقدر يواصل وميبقاش ضعيف كده.
لفيت راسي وقولتله: صحيح..
_ ها؟
قولتله بغمزة: هتبقى بابا قريب.
رفع رأسه وبصلي وقال بفرحه: إيه؟؟؟؟؟
كملت قبل ما أقفل الباب وأخرج: اعتقد دا حافز قوي إنك ترجع مراتك.
_______________________
روحت البيت عندي وطلعت على أوضة “لارا” لقيتها قاعدة على سريرها ساكته مش بتتكلم، باصة في الفراغ ونظرات عينيها ضايعة.
فاقت على صوت خبطي على الباب، بصتلي وابتسمت بسمة ضعيفة، دخلت حضنتها لقيتها بتقولي: أنا كويسة يا عُمر.
خرجتها من حضني وسألتها وعيوني بتتحرك على كل ملامح وشها عشان أتأكد من صدق كلامها لقيتها بتقول بصدق: صدقني كويسة أنا بس حبيت أدي مراد درس إن لكل غلط عقاب وعقابه إني أبعد عنه.
_ خالص؟
جاوبتني بسرعة: لا طبعاً
ضحكت بيأس على دلقتها السودة دي، ودعيت جوايا ربنا يرزقني بواحدة زيها مدلوقة كده وأول حرف من إسمها “دُنيا”.
_ وأنا اللي كنت جاي أقولك هطلقك منه وأجيب المأذون نفض الليلة.
قولت اختبرها لقيتها بتقول بلهفة: لا لا طلاق إيه دا أنا مصدقت.
_ يا بنتي أنا أخوكي الكبير مش دادة أنا!!! مفيش أي رهبة مني خالص كده! طب مثلي إنك مكسوفة حتى أي حاجة بس متقوليهاش في وشي كده.
ضحكت وقالتلي: أنت أخويا وصاحبي وحبيبي الأول كمان بس هو جوزي وحبيبي الأبدي وواثقة إنه مش هتسيبني، هو غلط آه أنا معاك، بس إحنا منقدرش نغير اللي حصل خلاص، أنا أقدر أواسي البنت وأعوضها لأني حاسة بيها بس مقدرش أسيب مراد يا عُمر.
_ لا سيبك من البنت دي خالص، وخفي محن شوية هااا خفي واصطبحي ع الصبح، نكدتوا عليا أنتِ وجوزك وأنا كنت رايق ومزاجي عنب ياللي منكوا لله.
سبتها ومشيت وقفتني بسؤالها: استنى بس رايح فين؟
إبتسمت وقولت: عندي معاد على الكورنيش.
_ معاد إيه؟؟؟
= ببيع مناديل هناك.
_ مناديل! مناديل إيه مش فاهمه حاجة!
= مش مهم ادعيلي بس الحق المعاد.
_____________________
وصلت الكورنيش لقيتها هناك كنت متوقع بس للأسف فرحتي مكملتش، لقيت معاها واحدة وبعدها عرفت إن هي نفس البنت اللي كانت معاها لما كنا في الفرح، فضلت في العربية أتنفس بصوت عالي وبعدها أحاول أهدي نفسي واستغفر.
عدى نص ساعة والبنت لسه قاعدة وكل شوية تحضن فيها كأنها بتواسيها.
_ ما خلاص بقا سبيها وأمشي دا أنتِ رغاية أوي!!!!!!
البنت جالها مكالمة وقامت تمشي، كنت حاسس إني عايز أزغرط، حكيت إيدي في بعض وقولت: استعنا ع الشقا بالله.
نزلت من العربية وأنا مجهز العقد ومعاه علبة المناديل نظراً لأي حالة طارئة، مكنتش مجهز أي كلام ولا أي حاجة ولا حتى عارف أنا رايح أعمل إيه.
لقيت نفسي بقول:
_ فسحة وخروج في أوقات العمل!!! متعرفيش إن دي فيها خصم؟ لا ومن أول يوم كمان!!! إهمال إهمال يعني مفيش كلام.
بصتلي بذهول وكأنها بتقولي “أنت طلعت من أنهي داهيه”.
_ أنت بتعمل إيه هنا؟؟
مقالتش داهيه، أنا قولت بنت ناس برضو.
قدمتلها العقد وقولت وأنا بقعد وبربع إيدي لصدري: البند التالت في الصفحة التالته هتلاقيه بيقول لو حصل أي إنحراف عن الشغل أو أي إنشغال في أوقات العمل هيتم خصم ٢٠ في المية من المرتب.
_ ومين قالك إني هكمل شغل في الشركة دي أصلاً!
= نعم!!!! حد قالك إن إحنا كنا بنلعب ولا إيه؟؟
_ زي ما اعتبرتني إشتغلت اعتبرني قدمت استقالتي.
= بقا كده؟؟
_ هو كده بالظبط.
قومت وقفلت زرار البدلة وأنا بقول: تمام اللي تشوفيه بم إنك اختارتي كده يبقى تحطي في حساب الشركة ١٠٠٠٠٠ جنية النهاردة.
قامت وقفت قدامي وبان فرق الطول اللي بينا كانت كتكوتة قصاد كائن زيي وقالت بتمرد: ودا من إيه؟؟؟؟
= من العقد اللي في إيدك.
_ دا غش طمع.
= مش مشكلتي إنك مقرأتيش البنود يا هانم، استقالة قبل ٦ شهور قصادها مبلغ مادي.
عيونها ضاقت وفضلت تبصلي بغيظ وأنا عيوني كانت ثابته وفيها تحدي قولت جوايا ” يا أنا يا أنتِ يا دنيا”
سحبت منها الملف وقولتلها قبل ما أمشي: قبل ١٢ بالليل لو المبلغ موصلش هضطر أتصرف قانوني.
سبتها ومشيت وأنا واثق ومتأكد إنها هتوقفني، المبلغ صعب حد يدربه في يوم خصوصاً إني عرفت إنها من عيلة متوسطة يعني الكفة بتاعي هي الربحانة.
وصلت عند العربية ولسه مفيش رد منها، خلفت توقعاتي!!!!!
ركبت العربية وبصيص الأمل اللي جوايا قل، لسه هتحرك لقيتها بتخبط على شباك العربية، وبم إني عامل إزاي العربية اللي برا ميقدرش يشوف اللي جوا، ضحكت وخبط الدركسيون وبعدين رجعت للجدية تاني وأنا بفتح الإزاز.
_ خير؟؟؟
قالتلي بنبرة طفلة مغصوبة على أمرها: موافقة.
وبعدين قالتلي بتحدي: بس أفتكر إن أنت اللي رجعتني مترجعش تزعل.
_ نعم!!!!!!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رد قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى