Uncategorized

رواية راهنت عليك الفصل السابع 7 بقلم عبير فاروق

 رواية راهنت عليك الفصل السابع 7 بقلم عبير فاروق

رواية راهنت عليك الفصل السابع 7 بقلم عبير فاروق

رواية راهنت عليك الفصل السابع 7 بقلم عبير فاروق

نزلوا خلاص قدام البوكس???? والناس كلها ملمومه وبتسأل ليه وعشان ايه ..؟ ومنهم اللي يضرب كف على كف، ومنهم الشامت، ومنهم الحزين وهى ولا دريانه باللي حواليها، 
هدهد متدمره كلياً مش سامعه أي صوت حواليها غير كلام دياب، حطها تحت اختيار او بمعنى أصح تهديد يا اما تتحبس وتروح في كلبوش وتقضي سنين عمرها بين جدران السجن يا اما توافق وتبقى ليه لوحده وبرده تضيع عمرها بين ايدين دياب. 
فجأة الدنيا لفت بيها وحست إنها بتغيب عن الوعي، سمعت صويت كتير من نسوان الحارة، وفي ثواني الحال انقلب فؤني تحتاني والناس هجم عليهم وحوطوا البوكس بالعساكر، خناقه كبيير والكل بيضرب في بعض ولا حد عارف مين معاه ولا مين عليه؟ 
العساكر بتحوش في الناس، ودياب مكلبش في هدهد جامد ويدخلها البوكس، وفي وسط المعمعة حد جه من وراه وضربه علي رأسه بتلقائيه ساب ايدها، ولسه بيلف يشوفوا مين حد تاني كهربه بصاعق وقع في الأرض، وهدهد مش عارفه ايه اللي بيحصل لقت حد شدها من بين الناس وطي رأسها وجرى بيها في الزحمة، هدهد دموعها ماليه وشها بتبص للأيد اللي شدتها وبتجري معها لقتها فاطمه، فرحت وتبتت عليها اوى فاطمه أول مره تشوف هدهد بالضعف ده، ابتسمت تطمنها بس هدهد حست أنها مش لوحدها، وكملوا جرى لحد ما بعدو عن الشارع خالص، وقفوا نفسهم مقطوع ويخدوه بصعوبة، فاطمه ماسكه بطنها بألم وتنهج،هدهد بصتلها باستغراب وقالت :
– ان..انتي عملتي كده ازاي لوحدك، كده هتروحي في دهيه بسببي؟ !! 
-متشغليش بالك بيا، أنا هتصرف المهم انتي وبعدين أنا مش لوحدي، ماهر ضربه، وبيچا كهربه، وأهل الحارة غلوشو علينا. 
– كل ده عملتوا عشاني؟! 
(افتكرت عبده وأمها) .. يالهوى عبده وعزيزه لازم أرجع اشوفهم. 
فاطمه مسكت ايدها بسرعه:
– ترجعي فين؟ ده أحنا عملنا اللالي عشان نهربك، ترجعي برجلك تاني انتي حماره يابت ! 
هدهد بدموع
– أمي يابطة وعبده وقع من طوله، الكلب دياب ضربه. 
– اجمدي كده ومتشليش همهم، أنا معاهم، الحقي انتي اهربي لحد منشوفلك حل، دياب لو طالك مش هيرحمك ده نيته وسخه، ونابه أزرق بسرعه لنلقاهم فوق راسنا يا هدهد. 
هدهد طلعت فونها من جبها:
– خلاص هكلمهم أطمن عليهم. 
فاطمه شهقة وشده ألفون منها
– يانصبتي هتولديني هيعرفوا مكانك من ده ياغبيه. 
فاطمه طلعت الشريحة وكسرتها والفون رمته وسط زباله في الشارع، هدهد من كتر الضغط عليها مش عارفه تفكر: 
– عرفتي ازاي؟ طب اعمل ايه؟ 
فاطمه بأفأفه:
– أنا بشوفهم يعملوا كده في المسلسلات، بصي اتصلي عليا حافظه رقمي؟ (هزت رأسها، فاطمه أخدتها في حضنها ) يلا بسرعه ربنا معاكي.
____________________ 
نرجع للحارة .. 
الخناقة لسه شغاله والعساكر مش عارفين تسيطر عليها، واحد منهم بيفوق دياب فتح عيونه حاسس جسمه كله متخدر، بدأ يركز وهو بيهس هدهد ..هدهد.. 
بيجا. ماهر استخبوا بعد ما ولعوها مع أهل الحارة، فاطمه رجعت شافت دياب زي الطور الهائج استخبت في بيت وهو دور عليها مش لقيها من الناس، بقى في حاله هياج طلع السلاح ضرب طلقتين في الهوا، الكل اتكوم على الأرض وهو واقف في النص، لف حولين نفسه كذا مره زي المجنون صرخ بعلو صوته بأسمها هدددددهدددددد….، احساس بخساره لا قبله ولا بعده، كانت بين ايده زي ورقه اليانصيب الريحانة في لمح البصر تختفي فص ملح وداب، 
دماغه بدأت تشتغل وعرف ان كل اللي حصل كان مقصود .
دياب لعسكري:
– خد هنا بيتخنقوا ليه دول..؟ 
العسكري: معرفش يا أمين اللي بيقول أم فلان كبت مايه على غسيل أم علان، واللي بيقول ابن مين ضرب معزه مين خلاها تعرج وكلام كتير مش عارف ايه السبب. 
دياب بص في وشوشهم بكل غضب:
– ااااه يا حارة غجر، قايمين خناقه على شويه مايه ومعزه، عشان تهربوها مني، يلا يا عسكري أنت وهو لملي رجاله بنسوان كل اللي هنا، أنا هخليكوا تقولو أنا مرى. 
__________________________
عند آمر في الشركة بقاله كام ساعه بيقابل في بنات أشكال والوان، ومفيش حد عجبه بيأفأف، دخل آسر عليه شايف وضعه ومش عجبه الورطة اللي حط نفسه فيها، عايز يساعده بس مش بأيده شيء مش واثق ان هدهد توافق حتى لو ده حصل هل هو هيقتنع بـيها ولا هيكون رد فعله ايه..؟ 
– لسه لاقيها برضو ..؟؟ 
– زي ما يكون طالب شيء مستحيل وجوده، او من كوكب تاني. 
آسر خطرت فى باله فكره :
– ما هو صح كده شيء مستحيل واللي عايز حاجه بيسعلها. 
– واسعلها أزاي بقي يا سابق عصرك واوانك..؟؟ 
آسر بخبث ساخر:
– يعنى مش لازم هي اللي تجيلك، انزل من على عرشك يا أمير ودور على تفاحتك بنفسك.
آمر رفع حاجبه:
– ده اللي هو أزاي يا وزير ..؟؟ 
– بدل مانت قاعد فى التكيف، وعلى قلبك مراوح كده أنزل لف فى الشوارع دور على اللي أنت عايزه، مش يجيلك لحد عندك..؟؟ 
آمر باستهزاء:
– ناقص تقولي امسك ميكروفون، واركب نص نقل وقول بنت لله يا ولاد الحلال.
– وليه لاء..!!! 
– ااااه وتيجي واحده شحاته تمثل علينا البراءة لحد ما توصل وتدينا على قفانا فى الاخر، أنت بينك اتهبلت. 
آسر بغضب:
-خلاص خليك كده راكب برج غرورك العالي، وتبص للناس من فوق حاشر تجربه تافهة حصلت لك بين عنيك، لما هتفوق تلاقي نفسك فى الكوشة ومكلبشاك صافى وسط واقع مهبب، هااا ساعتها تعمل ايه بغروك ده…؟ 
آمر بعنف:
– وانت فاكر حتى لو ده حصل أن واحده زي صافى تهز شعره منى، او انى ضعيف واقبل إنها تبقى على ذمتي مثلاً، ده أنا اخليها تكره اليوم اللي عينها لمحتني فيه. 
– طب وكلمتك والتحدي اللي كان قدام الناس دي، وصورتك واسمك اللي الإعلام ما يصدق تبقى لبانه فى بقهم، وخد عندك بقى منشتات فى الجريد و المجلات؛ كذبه أبريل زواج آمر سلامة من صافي الكومي، الفنان آمر سلامة يخدع ابنه رجل أعمال بعد وعده بالزواج، وبلا بلا بلا وهري كتير ولا له أي لازمه.
آمر بعصبيه:
– أنت عايز توصل لاخر كلامك ده..؟؟ 
– لا اخر ولا أول يأبن عمي، خليك فاكر أنى حذرتك، وانى مش أتفرج عليك وأنت بتغرق نفسك بأيدك. 
آسر خرج وساب آمر وسط دوامه ماضي مألم، ومستقبل أبشع، كلامه ليه مش نقول فوقه خالص بس نقدر نقول بنسبه كبيره اخده و وصله على حافه الهاوية زي مهو حاسس، آسر ركب عربيته ومتعصب وعمال يتصل على هدهد عايز يحاول تاني اقنعها بس يوصله رد واحد؛ ان الرقم المطلوب لا يمكنه استقبال ردك حاليا ربما يكون مغلق او خارج نطاق الخدمة،شتم ولعن كل شركات المحمول.
__________________________
فى الحارة…
دياب من غضبه لم أهل الحى كلها، ستات برجاله ويبوص زي التعلب نظره شر وغدر فى كل حته، لمح بيچا مستخبى ملامحه كلها اتحولت عليه وشاور للعساكر وهو بيجز على اسنانه :
– هاتولى الكلب ده بسرعه. 
بيچا شافه اتخض ونزل عليه صفار الموت وطلع يجرى ويصرخ، عاااا هيكلنى ياماااه، العساكر مسكوه وجروه على البوكس. 
دياب بشر مسكه من قفاه؛ 
-هدهد فين يلا ..؟ 
بيچا بخوف:
– مـ…مـعـ..رفش أنا ماشفتهاش.
دياب ضربه قلم كفاه على الارض:
– امال كنت مستخبى لييييييه ..؟؟؟؟ 
بيچا قام لما أهل الحارة زعقوا، وكل واحد قال حرام ده ظلم زي ما يكون قوى رد بشيء من العنف مخلوط بخوف  من قلم تاني فى استقباله:
– كنت بتفرج ايه هي الفرجة حرمت عليا؟ 
دياب اخده ورماه فى البوكس :
– أنا بقى هفرجك على حق سيما يالااا و3D كمان، يعنى فى قلب الحدث لاااا ده أنا أقعدك على الحدث نفسه.
بيچا بتلقائيه مسك منطقه القاعدة عنده وصرخ جامد:
– لااااا القاعدة لااااااااا القاعدة لاااااااااا.
ماهر استخبه كويس، واول ما مشيوا جري على مكان  فاطمه يطمن عليها، واخدها وطلعوا عند عزيزه يطمنوها، 
لقوها لسه فى مكانها، وعبده دمه سايح على جبينه، وراسه فى حضنها وصوتها راح من كتر والعياط والنواح ومسهمه فى دنيا تانية،اول ماشافتها فاطمه صرخت:
– يالهوى ايه اللي حصل عم عبده؟ خالتي فوقي يا عزيزه، شيل معايا يا ماهر نلحق الراجل. 
– يا حول الله، خليكى جنبهم هنزل أجيب حد ينقله معايا بسرعه.
فاطمه بضربات خفيفة على خد عزيزه:
– بسرعه يا ماهر، خالتي عزيزه ابوس ايدك فوقى كده !! 
عزيزه بخفوت:
-بنتي .. عبده … هدهد راحت.. عبده راح.
فاطمه بتحاول تطمنها :
– اطمني يا خالتي هدهد فى امان، وعم عبده انلحقوا بأذن الله. 
عزيزه بدأت تعيط انتبهت على كلامها، ومسكت ايده بسرعه وخوف:
– بجد يا بطه هدهد فى امان بجد، طمينني بابت..؟ 
فاطمه طبطبت عليها بصوت واطي 
– هششش والله بخير ولسه سيباها من شويه؛ بعد ما هربنا من ايد الكلب دياب.
عزيزه شقت الفرحة قلبها لمجرد بس إنها بعيد عن ايد دياب، هي عارفه النوعية دي من الرجالة شافت الشر فى عينه، وهو بيبصلها وأنها لو تحت ايده هيعمل فيها أي شيء يخطر او ما يخطرش على عقل بشر، وانتبهت على عبده اللي لسه راقد على رجلها. 
عزيزه بدموع: 
– الحمدلله ربنا يسترك يابنت قلبي، ويبعد عنك ولاد الحرام، يالهوووى عبده، عبده فوق يا رب الراجل والبت يروحوا منى فى ساعه واحده. 
– اهدى يا خالتي، ماهر جاي وهنخده على أي مستشفى ونلحقه. 
حست بأيد عبده تضغط على ايدها ويتنفس بصعوبة. 
– عبده .. قوم يا خويا، قوم والنبي ما توجع قلبي عليك كفاية وجع واحد عليا.
عبده بدأ يكح ويتكلم متقطع؛عشان يطمنها، ويطمن هو على هدهد، وصل ماهر ومعاه راجل بتاكسي سندوا عبده واخده على أقرب مستشفى. 
__________________________ 
نروح لي هدهد… 
 خرجت من الحي بتاعهم خالص، وبقت تهرول في الشوارع مش عارفه هي فين، ولا هي في انهي منطقه كل الكان في دماغه كلمه، (فاطمه اجري يا هدى ليمسكوكي) طب يمسكني لييه ايه اللي حصل عملت ايه في دنيتي عشان يحصل معي كل ده؟ جريت، وجريت وجيت لحد ما تعبت وانقطع نفسها رن فى سمعها صوت أذان دخلت  في زاويه في الشارع لا تعرف اسم ولا تعرف عنوان الدنيا سوده في وشها سودا. 
دخلت على الميضه اتوضت، وطلعت جناح السيدات ما كنش فيه غير ست كبيره واحده شكلها كده هي المسؤولة عن نظافة المسجد بتاع السيدات الإمام قام عشان ينبه الموجودين للصلاه، واقفت بين ايد ربها وروحها بتنزف، قدام رب العالمين فى سجودها، وبتسألة بدموع ليه، ليه أنا، ايه الذنب اللي عملته في دنيتي يا رب مش معترضة بس افهم ..؟ أنا عمري ما عملت حاجه تغضبك، أنا بعترف أنى بعيده ومش مواظبة على الصلاة، بس أنا عارفه أنك على طول معايا (( ترتجف وتبكى بشده )) بخاف …. بخاف من الحرام والغلط والله يا رب رفضت أسمع كلام أمي؛ فى الرقص عشان خايفه منك وخفت، وعمري ما مشيت فى البطال خوف منك، بعت عن أي شغل مع الرجالة عشان بس محدش يلمسني خوف منك، وبس لبست توب الرجالة وعشت زيهم بشنب عشان أبعد أي ايد ولسان عنى؛ بردوا خوف منك ومن عقابك، أنا مش حمل نار أخرتك يا رب، أعمل ايه تاني لا حمل عقاب الدنيا يا رب خدني عندك وريحنى.
قامت من سجودها وبدأ فى اخر ركعه  ودمعها سيول لغايه ما خلصت الصلاة، وقعدت تشكي ربنا كتير، لحد مالفت انتبها صوت الست الكبيرة، وهي بتقرأ قرآن بصوتها عند الاية  ((  وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ(43) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)  )) 
ترددت كتير فى ذهنها ولحد ما فهمت منها كام كلمه، بس لسه جواها أسئلة ملها أجابات، ولسه قاعده قربت منها الست وطبطبت عليها ربعت جنبها هدهد بصت عليها كان وشها نور زي البدر، هزت راسها بمعنى نعم افتكرتها عايزه منها حاجه متعرفش ان هي محتاجها. 
الست ابتسمت لها وبدأت تكلمها:
– مالك يا بنتي حالك مكركب ليه..؟؟ 
هدهد بدموع:
– حالي! تعبت من حالي زي ماأنتي شايفه. 
– حالك حال كل الناس بس الابتلاء مختلف، استغفرا يا بنتي ربك بيدي لعباده البلاء على قد درجه الصبر، وكل واحد شايف نفسه انه عنده هم كبيير، وناسي ان رب الكون أكبر. 
– ونعم بالله، بس خلاص ماعد عندي قوة ولا صبر. 
الست بوش بشوش:
-يا بنتي استهدى بالله أكيد الكرب والضيقه اللي انتي فيها ليها حل، وأكيد ربك له حكمه فى كده، سيدنا ايوب النبي صبر على مرض ١٨سنه وفى عمر ال٨٠ زوجته  بتقوله ادعو ربك يعفي عنك، قال لها استحي انه يدعو ربه لان سنين مرضه أقل من عمره وهو بكامل صحته، واهو نبي وصبر واحتسب عند ربنا. 
ارمى حملك على صاحب الأمر وهو المعين، وقولي يا رب. 
هدهد بابتسامه مرهقه:
-ياااارب .. ياااارب.. ممكن تخديني فى حضنك. 
الست على ملامحها الرضا، واخدتها فى حضنها، وهدهد ما صدقت تلقي كتف تعيط عليه.
انهارت كل الأسئلة مبقاش فيه اجابات، ربنا ما بيظلم حد ربنا يختبرنا بيشوف وتحملنا بيشوف صابرين على كل اختبار فى الدنيا.
هدهد فى نفسها:
-فهمت.. فهمت..!! ربنا عايز ايه فهمت رسالته هو ليه بيحصلى كده في دنيتي، شايلى حاجه احسن أكيد،  وغمضت عيونها واستسلمت لنومها. 
((بس لسه زي ما احنا عارفين طبيعة البشر كلمه ليه وعشان ايه هي محور السؤال ومحور حياتنا ومحور سؤال له أجبأت كتير بس اللى يفهم الرسايل ))) 
قامت هدهد مخضوضة على ايد بتصحيها لقت راجل من المسجد بيصحيها. 
– قومي يا ست، ياحول الله. 
– انا فين..؟ 
– نايمه فى المسجد، انتي تايهه يابنتى ولا حكايتك ايه..؟؟؟ 
هدهد افتكرت:
– كان فى ست هنا معايا. 
– ست..!! ما فيش ستات دخلت ولا خرجت هنا، انا قاعد تحت من اذان الظهر شوفتك دخلتي، العصر وبقينا بعد العشاء ولا خرجتي، وأنا عايز اقفل واروح. 
هدهد تاهت افكرها ومش عارفه ترد. 
– انتي تعبانة يابنتى.. طب جعانه ولا عايزه فلوس..؟ 
– لا لا لا تشكر ياعم الحج مستوره الحمد لله، أنا بس كنت بلف طول النهار وغفلت، سلام عليكم. 
الراجل رد السلام وهو بيضرب كف على كف:
-وعليكم السلام، يتوب علينا ربنا. 
___________________________
اول ما خرجت دورت على أقرب كشك تتصل منه تطمن على أمها وعبده، ومن لخبطتها، افكرها مش فاكره اخر رقمين مش قدمها حل غير أنها تجرب كل الارقام.
وفى نفس الوقت عبده راقد على سرير فى استقبال مستشفي حكومي، لسه بيعلجوه، وعزيزه قاعده جانبه مربعه على السرير وفاطمة وجهت كلامها لجوزها :
– امشي أنت يا ماهر؛ الواد فى الكشك طول النهار لوحده ياعالم حصله إيه؟ وابقى جس النبض كده من بعيد، شوف الواد بيچا جراله ايه..؟ 
– طب ماشي وانتوا لو حصل حاجه اتصلى عليا اجلكم هوا، تأمريني بحاجه يخاله عزيزه..؟ 
– تشكر يا بني ما يأمر عليك ظالم، ولا مفتري ابداً، وبالمرة الله لا يسيئك شوف كده لتكون هدهد رجعت ولا مسكوها ولا أي خبر عنها…؟ 
فاطمه بانفعال ايدها على بطنها وضهرها:
– تفي من بوقك  يا خالتي، حرام عليكي هتولدينى وأنا فى اخر السابع الله يسامحك روح يا ماهر روح. 
عزيزه بدموع:
– عايزه أطمن على البت يا بطه، ولا الراجل أهو من ساعه ما جبناه خيطوله نفوخوه، وقالوا تحليل واشاعه وابصر ايه، وهو نايم ولا دارى بالدنيا والدكتور زي ما يكون فص ملح وداب. 
عبده فاق:
– ياوليه اسكتى شويه، لا مريحه وأنا صاحي ولا نايم، هدهد فين…؟؟ 
عزيزه بفرحه:
-عبده أنت صحيت الحمدلله، يارب عقبال هدهد ما طمن عليها يارب.
– حمدلله على السلامة ياراجل ياطيب، بركه أنك بخير، الصبر يا خالتي ان شاء الله نطمن على عم عبده ويحلها ربنا. 
فاطمه فى سرها، كملها بالستر يارب، انتي فين ياهدهد؟! 
وفى ثانيه رن فون فاطمه برقم  غريب، بصت للرقم بعدم اهتمام، عزيزه بتبص لها عشان ترد عندها صدع. 
– سيبك منه تلاقي رقم غلط وحد عايز يستظرف. 
بس فى لحظه افتكرت إنها ممكن تكون هدهد، ردت بسرعه. 
– الوووو ايوه مين هدهد.. ؟
– ايوه يا بطه أنا هدهد امـ… 
قاطع كلمه صرخة عزيزه وشد الفون من يد فاطمه وردت اسمها بارتجافه:
– شهد بنتي أنتي فين يا قلب امك؟ طمنيني عليكى تعبانة، بردانة جعانه ردى عليا يابت قلبي هيقف ..؟؟!؛!!! 
هدهد بسعادة لسماع صوتها:
– اديني فرصه أرد ياقلب شهد، طمنيني عبده عامل ايه؟ وأنتي حد اذاكى ردى عليا بالله عليكى الأول؟ 
عزيزه بتهنيده ودموع:
– أنا كويسة، وعبده اخد غرزتين وزى القطط بسبع أرواح المهم انتي يا شهد ..؟؟ 
هدهد عيونها اتملت بالدموع:
– يااااه يا زيزه ما بتقوليش شهد إلا وأنتي راضيه عنى، ايوه ياما بالله عليكى خليكى راضيه عنى وادعيلى كتييير أوى محتاجه لها اوى. 
– قلبي وربي راضي عنك ليوم الدين، انتي فكرك طول مانا بناكف فيكي ليل نهار ولا بزعق ولا برفع الشبشب عليكى مش ببقي راضيه عنك، ده دعواتي بتبقي سبقى خطوتك فى كل مره ولا بهدى ولا برتاح غير لما ترجعي لحضني يابنت عمرى وشبابي، الدنيا من غيرك ولا تسوى انتي فهمه…!! 
هدهد مبتسمه:
– بقي كده يازيزه، كل ده شيلا فى قلبك وسكته ومتقولهوش غير وأنا مش جنبك، طب بذمتك احضن مين أنا دلوقتي عمود النور ..هههه. 
عزيزه مبتسمه بتمسح دمعها:
-انتي فين وهتعملى ايه..؟ 
– متخفيش عليا يازيزه بنتك بـ١٠٠ راجل. 
سمعت صوت عبده وهو بيتخانق عزيزه عشان يكلمها. 
عبده صوت وهن:
– هاتى بقى، الووو هدهد انتي فين يابنتى وعامله ايه..؟؟ 
– سلامتك ياعوبد، قطع ايده وحياتك عندي لجبلك حقك، واخليه يقول أنا مره، بس صبرك عليا أطلع من اللى انا فيه والحساب يجمع.
– أنا مش عايز حق ولا باطل، أنا عايزك انتي وبس. 
تتنهد هدهد بوجع، وبحب ترد:
– هرجعلك ياعبده، مش هتخلص منى بسرعه هرجعلك. 
قاطعت اللحظات المليئة عطف وشجن، فاطمه واخده الفون عشان تكلمها: 
– استنوا بقى قبل ما الخط يقطع، بت أنتي فين دلوقتي ولقيتي موكنه (مكان) تدارى فيها ولا لسه سواح..؟ 
– لسه سواح، بس ربك يسهل ممكن اروح عند بت معرفه كده ابيت عندها، مع إنها شمال، واكيد تلاقيها بتعط فى حته بس هتصرف ما تقلقيش. 
– طب اوعى تنسي وابقي طنيني تاني. 
– مش هوصيكى يابطه على عزيزه وعبده، سلام يا أجدع بت فى مصر. 
– فى عيوني ياهدهد، سلام يا أرجل بت فى الدنيا. 
– افتلى ليه يابطه لسه مشبعتش منها؟
– سبيها يا خالتي وتكلمنا تاني، ادعلها بس ربنا يسترها معاها.
عزيزه و عبده و بطه رفعوا ايدهم للسماء ودعلها من قلبهم. 
___________________________
عند هدهد لسه واقفه فى الكُشك وتفتكر رقم البت (سنيه…الشهيرة بـ سوسو عرب) وعشان هو رقم مميز وارقامه متشابهة طلبته على طول. 
فى غرفه فندق  اضاءتها خافته، واغنيه شعبيه بصوت عالي، وبنت لابسه من غير هدوم متحزمه وبترقيص على اغنيه (سوق البنات)  وقاعد قصدها راجل طويل عريض سمين من هيئته شكله من بلد عربي، ويتمايل معها وفى ايده كاس خمر وهى اخر دلع، ومع كل مقطع من الأغنية بتخلع قطعه من هدمها لحد ما الأغنية خلصت وهدمها كمان، 
الراجل اخدها وقعوا سوا على السرير وهى بتضحك بخلاعة، وهو مش مديها فرصه بيبسها فى انحاء جسمها.
سمعت رنين الفون بتعها وتحاول تجيبه مش طيلاه،اخيرا مسكته وردت سوسو عرب:
– ههههههيي، اوعى كده استنى شويه الموبيل بيرن، لاء لاء لاء بغييير، هههههههههييي ااااه اصطبر يا طويل العمر حبه لتكون مصلحه كده ولا كده ما تقطعش رزقي. 
– مصلحه ايش هيدي، وأنتئ معي والله ما تركك ثلاث ليالي بنهارهم حتى تقولي ارحمنى يا طويل العمر احبيچ وايت، وراح اعطيجى بالدولار كمان. 
– هههههههييي احبيچ وايت وبرشى وبزاف وبكل اللغات، بس بحبح ايدك شويه، استنى ازحلقوا وافضالك. 
_هدهد لسه بترن واول ما ردت عليها. 
– الوووو، اااه استنى يا راجل براحه، أنا سوسو عرب، تخصص الخليج العربي بواخر فنادق شقق سهرات خاصه،  مين معايا؟! 
هدهد مبحلقه فى السماعة:
-سنيه معايا؟ 
– أنا هي …!! أنتي تعرفي الإسم ده منين يا اوخه..؟ استنى يخربيتك طور ! 
– يخربيتك من سنيه لي سوسو عرب، وكمان عندك سجل عمل الله يحرقك أنا هدهد ياسوسو. 
– هدهد أنتي فين يابت؟ اااه .. اااه ما بحبش كده هم بيأكلوك ايه..؟ 
– بت انتي بعملي ايه ..؟؟ 
– أنا اثناء ساعات العمل الرسمية ههههههيي. 
– يحرقك يا شيخه، المهم كنت عايزه ابيت عندك يومين كده. 
سوسو عرب: 
– ماكنش يتعز ياهدهد، أنا ناو فى شغل لي تلات أيام متواصله اعتبريها اعاره ههيهيهيهييي كلميني بعدهم، وسلام بقي احسن انقطع نفسي من الكلام والشغل، لا لا لا مش كده يا راجل أنت غشيم ولا ايه؟ 
هدهد قفلت الفون وهى محبطه، كان عندها أمل فى سنيه، لكن هتاخد ايه من واحده شمال زيها، بتفكر فى أي حد تاني لكن للأسف ملهاش صحاب غير بطه، ولا معارف ولا أي حد فاقت على صوت صاحب الكُشك بيطالبها بحق المكالمات، طلعت الفلوس وادتهاله وهى تايهه وبتفكر ومشيت كام خطوه لقيته ينادى عليها تاني وهى مش سامعه جري وراها ووقفها . 
– فى ايه لسه عايز فلوس. 
صاحب الكُشك: لاء خدى ده كان فوسط الفلوس. 
هدهد بتبوص فى ايدها لقت كارت آسر؛ اللي ادهلها ساعه مقابلتهم ماشيه مسهمه مش عارفه هتروح فين واخرة طريقها أيه؟ الوقت عدى بقينا نص الليل وهى لسه قاعده على الرصيف فى الشارع، والكارت فى ايدها، وبتسال نفسها معقوله ممكن يكون اللى حصلها ده عشان توافق على عرض آسر !! معقول دي حكمه ربنا اللي الست قالت لي عليها؟ أنا مش عارفه أفكر، ولا أتصرف دبرني يا صاحب التدابير يارب. 
___________________________
فى ڤيلا آمر…. 
قاعد ماسك فنجان قهوة شكله سرحان بقاله فترة، دخل آسر سلم عليه مردش بص له تأنى وهز كتفه. 
– ايه رحت لحد فين؟ قهوتك تلجت. 
– أنت جيت…؟ ! 
– لاء لسه، مالك كده مش على بعضك؟
– ما فيش، العربية والبودى جارد جاهزين ..؟؟ 
– كله تمام وفى انتظارك،خلى بالك دي اخر حفله الشهر ده، أنا اعتذرت عن الباقي. 
– ليه عملت كده..؟؟!!! 
– انت عارف ليه ما فيش داعي نفتح الموضوع تانى حاليا، يالا الكل مستني. 
خرج آمر فى شيء من الصمت، هو فعلا عارف ما فيش داعي للسؤال، وصلوا الحفلة فى جوى مليء بالضجة والزحام لي كتييير من المعجبين والفان ومحبي أغاني (آمر سلامه). 
اخد الميك وطلع لجمهوره بكل ثقه وسبات  وبدأ يغنى وفرقه من البنات والشباب بترقص وراه. 
آسر واقف فى الكواليس، ومعاه بنت جميله وعيونها  ملونه (آسر يعشق العيون الملونة، واكترهم الخضرة) من بنات الفرقة مسكها فى اخر لحظه قبل ما تطلع معاهم اخدها على جنب يوشوشها، بيغازل فيها بيقرب من شفايقها واخدها فى بوسه طويله، فونه بيرن وهو مش سامع من صوت الحفلة حاسس رنة ورى رنة والفون يتهز فى جيبه، فصل البوسة من كتر الهزه، طلع الفون بزهق لقى رقم بدون اسم، البنت لسه مغمضة عيونها من اثر سحر شفايفه، رفع حاجب ابتسم بجانب فمه قرب عليها يكمل، الفون رن تاني، فصله ولسه بيلمس شفايف البنت الفون رن تاني. 
– ميين الغتت ده، الووو ميين؟ مش سامع عالي صوتك. 
……../ استاذ آسر …. انا يا استاذ….!! 
– استنى مش سامع. 
( طلع بره يتكلم) ايوه أنا آسر انتي مين…؟ 
– أنا هدهد يا آسر باشا.
آسر بصدمه:
– هدهد … انتي هدهد..!!!! 
يتبع..
لقراءة الفصل الثامن : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشق ياسين للكاتبة سمسمة سيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!