روايات

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الجزء الحادي والعشرون

رواية ومقبل على الصعيد البارت الحادي والعشرون

رواية ومقبل على الصعيد الحلقة الحادية والعشرون

بعد تردد وتفكير سأله مصطفى بشك
_ هى ماما مجاتش معاك ليه؟
احتار منصور هل يخبره ويحزنهم في تلك المناسبة أم ينتظر حتى انتهاء الزفاف
فقال بثبات
_ رفضت تيجي لأنها مش موافقة على الجوازة دي.
كما توقع مصطفى فلم يمهله منصور للتفكير في هذا الأمر فسأله
_ معرفتش من أختك ليه سابت البيت وجات بالشكل ده؟
علم أنه لا يريد التطرق في ذلك الأمر ورد بمغزى
_ عملت كدة لما يئست أنكم تسمحولها تجي وبعدين هى مرحتش عند حد غريب دول أهلنا.
حمحم منصور بإحراج عندما لاحظ تلميحات ابنه
_ مش وقته الكلام ده تعالى نشوف أختك وبعدين ننزل مع الرجالة تحت.
أومأ مصطفى ونهضوا خارجين من الغرفة ثم توجهوا إلى غرفة سارة و طرقوا الباب لتفتح ليلى بعد قليل، وعندما رأت منصور بجوار مصطفى علمت حينها بهويته فقالت بإقتضاب
_ أهلًا ياعمي حمد لله على السلامة
رد منصور بابتسامة
_ أهلًا يادكتورة ليلى عاملة أيه؟
ابتسمت بمجاملة
_ الحمد لله كويسة
أشارت له بالدخول
_ أتفضل
خرجت ليلى بعد ولوجهم كي تتركهم معًا قليلًا
دخل منصور ليجد سارة واقفة تنظر إليه نظرة يملؤها العتاب
أما هو فكان يود تعنيفها على فعلتها تلك وذهابها دون علمه لكن عندما لاحظ جمودها ونظرت العتاب التي ترمقه بها جعله يشك في الأمر وأنها ربما علمت شيئًا من الحقيقة
إذا فعلية أن يكون هادئ فتحدث بلين
_ مبروك ياسارة
حاولت الابتسام لكنها لم تستطع فأجابت بثبوت
_ الله يبارك فيك
اهتزت نظراته وقد أيقن بأنها قد علمت الحقيقة فتحدث بإضطراب
_ انا مش هعاتبك دلوقت واسيبك تفرحي بس أكيد هيكون لينا كلام مع بعض.
لم تندهش لعدم وجود والدتها لكنها سألته بفضول
_ هى ماما مجتش معاك؟
زم شفتيه بأسف
_ انتي عارفه مامتك مش بتحب حياة الصعيد وعشان كدة زعلت لما انتي سيبتيها وجيتي هنا
وخصوصاً إنك حتى مفكرتيش تكلميها،
أومأت بصمت ليزداد يقينه ثم تعلل قائلاً
_ طيب أنا هنزل واسيبك تكملي لبس
تقدم منها وقبل رأسها ثم خرج من الغرفة ويتركها تنظر في أثره بدموع لم تستطيع كبتها
عادت ليلى إليها فور خروجه لتجدها تبكي بإنهيار
تقدمت منها مسرعة لتحتضنها وتسألها بقلق
_ مالك ياسارة في أيه
تشبثت سارة بها وقد تلاشى ثباتها عند تلك النقطة فقد كانت على أمل مجيئها وقد خذلتها ورفضت المجيئ
ربتت ليلى على ظهرها وقد علمت سبب بكاءها وتحدثت بتعاطف
_ أهدي ياسارة أكيد في ظروف منعتها.
ابعدتها عنها قليلًا كي تقول بجدية
_ سارة الليلة حنتك وبتكون مرة في العمر بلاش تضيعها في العياط والحزن
أومأت سارة بصمت ثم
مسحت دموعها براحة يدها مما جعل ليلى تنهرها بغيظ
_ كدة بوظتي اللي انا عملته، نعيد من تاني
❈-❈-❈
في منزل عاصم
انتهت زينة من ارتداء ثيابها وخرجت من الغرفة لتجد والدتها تنتظرها في الخارج فنهرتها قائلة
_ كل ده بتلبسي عمتك اكدة هتزعل اننا أخرنا عليها
كانت سعادتها لا توصف وهى تطلق لمشاعرها المكبوتة بداخلها العنان، فلم يعد هناك عائقًا يفصل بينهم الآن فقالت بفرحة
_ عمتي مفيش حاچة في الدنيا تزعلها منينا
تحدثت ياسمين بغيظ
_ طيب يالا يافالحة لاحسن اخوكي برة شوية كمان وهيسيبنا ويمشي
❈-❈-❈
طرقت زينة غرفة ليلى بعد أن أخبرتها وسيلة بتواجدهم في غرفتها
فتحت ليلى الباب لتجد زينة أمامها رحبت بها بحفاوة وقد اندهشت من السعادة التي تظهر عليها فلم تتخيل حتى مجيئها
_ تعالي أعرفك على العروسة
دلفت زينة لتنبهر وهى ترى سارة بكل ذلك الجمال
_ ماشاء الله اللهم بارك، ليه حج جاسر يعچل بچوازكم، طالعة كيف البدر
ابتسمت سارة بمجاملة وقالت ببسمة
_ شكرًا لذوقك
أكدت ليلى
_ فعلًا ياسارة انتي طالعة زي القمر، أنا واثقة إن جاسر لو شافك مـش هينام الليلة.
ضحكت معهم لكن داخلها يأن ألمًا على نصيبها من تلك الدنيا
قدمتها ليلى
_ دي زينة بنت خالي وأختي التانية
ابتسمت سارة بود وهي تصافحها
_ أهلاً وسهلاً
ردت زينة بصدق
_ اهلًا بيكي وسطينا جاسر ولد عمتي راچل صُح ويستاهل كل خير، وانتي شاكلك طيبة وبنت حلال وانتو الاتنين تستاهلوا بعض.
أومأت بصمت ليزداد شعور الخزي بداخلها، هو حقًا رجلًا يستحق كل خير لكن هى ليست ذلك الخير، بل معضلة فرضت عليها ويقبلها هو مرغمًا.
❈-❈-❈
كانت وسيلة تقف في المطبخ تساعد العاملات عندما نداها جمال، خرجت مسرعة إليها ليخبرها
_ المأذون جاه، البنات خلصوا ولا لسة
ردت وسيلة بفرحة
_ هطلع أشوفهم دلوجت، مبروك يابو جاسر
غمز لها بعينيه وهو يقول بمكر
_ المباركة دي فوج مش أهنه جدام الخلج لإن ردها مينفعش جدامهم.
ضحكت وسيلة بخفوت وقالت بيأس منه
_ ماشي يا أبو العريس هو اني بجدر أجولك لا على حاچة.
ضحك جمال ورد بمزاح
_ لما نشوف
خرج جمال وصعدت وسيلة إليهم وفور دخولها ابتسمت بسعادة غامرة وهى ترى سارة بكل ذلك الجمال
_ بسم الله ماشاء الله طالعة كيف الجمر.
ضحكوا جميعهم لتندهش وسيلة
_ بتضحكوا على ايه؟
أجابت زينة
_ أصل كل اللي يشوفها يجول الكلمتين دول.
تطلعت إليها لتقول بحب
_ ليهم حج، هى أصلًا زينة من غير حاچة واصل
خجلت سارة من مدحهم لتأخذها وسيلة في أحضانها بحب
_ يارب يفرح قلبك يابنتي ويسعدك انتي وجاسر
طرق الباب وقامت ليلى بفتحة لتجد والدها الذي ما إن رآها أمامه حتى قال بحب
_ عجبالك ياليلى
قبلته ليلى بحب
_ ربنا يخليك لينا.
ارتدت سارة الشال على كتفيها عندما علمت بدخوله وفور رؤيتها تقدم منها يقبل رأسها وقال بسعادة
_ مبروك يابنتي
ردت بخجل
_ الله يبارك فيك ياعمي
قام بتقديم القسيمة لها وأمسكت القلم بيد مرتعشة وقامت بالإمضاء لتتعالى الزغاريد ويصل صداها إلى جاسر الذي يحاول مسح آثار البصمة عن أصبعه بقلب حائر
أصبحت زوجته قولًا وكانت لقبله فعلًا
نظر لمنصور الذي يتلقى التهنئة ممن حوله
ولا أحد منهم يعلم بما يعانيه هو.
كُتب عليه هو ووالده أن يتحملوا أخطاء منصور حتى في أبناءه
عاد والده ليسلم الأوراق إلى المأذون ليوثق شهادة العذاب الي حكم به عليه
أراد في تلك اللحظة تحطيم كل شئٍ من حوله لكنه كبت تلك الرغبة بداخله وتظاهر بالابتسام كي لا يلاحظ أحد ذلك الصراع الذي يثور بداخله.
نزلت سارة إلى الأسفل وهى ترى السعادة في أعين الجميع
جدتها التي ظلت ترقيها بقلق من أعين الحاضرين ووسيلة التي عوضتها عن غياب والدتها وليلى التي وجودها هون عليها الكثير
لن ترحل بعيدًا عنهم وستظل تحتضن بهم حتى لو قرر هو عكس ذلك…
❈-❈-❈
تذكرت وسيلة الشبكة التي ابتاعها جاسر أمس عندما طلب منه والده شراءها وأخبره أن يقدمها هدية لها في ذلك اليوم.
أرادت أن يرى جاسر كل هذا الجمال
فاقتربت من ليلى تحدثها بمكر
_ اني هطلع أجيب الشبكة وأنادي لجاسر يلبسها وانتي داري الشال اللي لفحتيها بيه ده، خلينا نلحلحه شوية.
ضحكت ليلى وقالت
_ مطلعتيش سهلة واصل ياحاچة وسيلة
وكزتها وسيلة بحدة
_ اتحشمي يابت وروحي زي مـ جلتلك
عادت ليلى إلى سارة التي أندمجت مع الموجودين وفضولهم الذي لا يرحم
تقدمت لتأخذ الشال من عليها وهى تقول ببراءة زائفة
_ الجو حار آوى انتي طيقاه إزاي؟
تمسكت سارة به وهي تقول
_ مينفعش ياليلى ممكن حد يدخل فجأة.
طمئنتها ليلى بخبث
_ لأ متقلقيش محدش بيدخل عند الحريم إلا بإذن.
أخذت الشال وغمزت لزينة التي فهمت مبتغاها فتعثرت بزيف كي تسكب كوب العصير الذي تحمله بيدها عليه وكان الشال باللون الأبيض فطبع العصير عليه ليصتبغ بلون العصير ثم قالت باعتذار مصطنع
_ اني آسفه مكنش جصدي
حزنت سارة عليه لأنه الوحيد الذي يتماشى مع الثوب وقالت ليلى بهدوء
_ حصل خير انا هخلي سعدية تغسله بسرعة وتكوية.
تحدثت زينة مسرعة
_ خليكي انتي معاها وانى هوديه لسعدية..
أخرجت وسيلة العلبة من الخزانة ونزلت للأسفل
وبعثت لجاسر الذي جاء يسألها بقلق
_ خير ياأمي في حاچة؟
أجابت وسيلة بابتسامة عريضة
_ خير ياولدي متجلجش بس تعالى لبس عروستك الشبكة
تجهم وجهه وقال برفض
_ ايه اللي بتجوليه ده يااماي، هدخل كيف عند الحريم واعمل اللي بتجولي عليه ده.
اغتاظت وسيلة من امتعاضه وقالت بأمر
_ انتي زودتها جوي، ادخل اعمل اللي جلتلك عليه
عارض جاسر
_ جلتلك….
قاطعته وسيلة بحدة
_ ولا كلمة هتفضل كاسر بخاطرها لحد ميتي، دي خلاص بجت مرتك.
زفر بضيق ورد بصبر نافذ
_ طيب اتفضلي وسعيلي الطريج
سار خلفها حتى اقترب منها لكن ما إن رآها حتى تسمر مكانه عندما وقعت عيناه عليها ليراها بكل ذلك الجمال الذي لم يحلم به مطلقًا
وذلك الثوب الذي كشف عن فتنتها بطريقة تخطف الأنفاس
خصلاتها التي تتناغم برقة مع حركاتها التلقائية
وابتسامتها التي يراها لأول مرة جعلت قلبه يدق بعنف
وعنقها المرمري مع اكتافها التي تدل على تناسق عودها الذي التف الثوب حوله بشكل لا يرحم أما شفتيها التي اصطبغت بذلك اللون القاني جعلته ينتفض في وقفته.
يبدوا أنها لم تعلم بمجيئه إذ اتسعت عينيها ذهولًا إثر رؤيته لها
أخذ شهيقًا قوية فيبدوا أنه نسى أن يتنفس إلا عندما شعر بحاجته للهواء
حمحم بإحراج ليخفض عينيه عن ذلك الجمال الآخذ
وترحمه وسيلة من ذلك الإحراج
_ جاسر چاي عشان يلبسك الشبكة
إزدرأت ريقها بصعوبة وهي تتهرب من نظراته ليتقدم منها جاسر وهو لا يستطيع مقاومة ذلك السحر الذي رشق في قلبه منذ أن رآها
تقابلت الأعين التي أخفت ببراعة اشتياقًا بعتابٍ قاسٍ لا يبالي بما حوله
وكأن تعويذة ألقت عليهم لتفصلهم عن من حولهم ويبدأ كل واحدًا منهم نجواه
هى تناچي ذلك القدر الذي جعلها تقف أمامه وتشعر بدقات قلبها الذي تسلل العشق إليه رويدًا رويدًا دون أن تدري
وتلعن حظها العثر الذي جعلها تقف امام من أحبته بخزي وإنكسار
أما هو فقد كانت نظراته إليها تحمل عتاب لمس قلبها
لماذا اتيتي وأسقطي ذلك القلب الذي كان يخشى عليه من الهوى
أتيتي بعينيكي التي أصاب سهمها قلبه الذي حافظ عليه من عذاب العشق لتدميه بعشق قاسٍ لا يرحم
عاد لواقعه على يد والدته وهى تنبه
_ جاسر خد ياولدي لبس عروستك
رمش بعينيه وحمحم بإحراج وهو يأخذ منها الخاتم وينظر إليها منتظر منها رفع يدها كي يضعه في إصبعها
بتردد وريبة مدت يدها ليده لتتلامس وينتفض كلاهما إثر تلك المشاعر التي تخفق القلوب ليزدرء ريقه وهو يحاول التماسك أمامها
وتبدلت الأدوار لتأخذ هى خاتمة بيد مرتعشة وقامت بوضعه في إصبعه وعينيه تلتهم ملامحها دون إرادة منه
تعالت الزغاريد من حولهم لكنهم لم ينتبهوا لشئ
وها قد جاء الأصعب من كل ذلك
ذلك الطوق الذي سيجعله يلمس عنقها الذي جعل يده تهتز ما أن لامسه وهو يغلق الطوق
مما جعله أمرٍ شاق عليه وجعله يتعرق بشدة
اقترب أكثر كي يستطيع غلقه لتخترق أنفه عطرها الآخذ وخصلاتها التي حجبت الرؤية عنه وبدون وعي منه أبعد شعرها عن عنقها فيظهر أمامه بإغراء قاتل مما جعل تنفسه يزداد صعوبة فيرفض متابعة ذلك ويرحم نفسه من ذلك العذاب تاركًا الأمر في يد اخته ويلوذ بالفرار
مما جعل وسيلة تبتسم بمكر وتكمل الباقي هى وليلى.
❈-❈-❈
وفي القاهرة
كانت سمر مستلقية على فراش والدها تبكي بألم
على كل شئ
فقد ذاقت من نفس الكأس الذي تذوقه غيرها
حُرمت من أولادها كما حرمته من أهله
حُرمت من حضور زفاف ابنتها كما حرمتهم من حضور زفاف ابنهم
أُخذت بغدر ممن علمته الغدر فتجد نفسها وحيدة
منبوذة من الجميع
كانت تود السفر إليها والبقاء معها لكن لن تستطيع النظر في وجهه بعد ما فعله بها
فـهذا ما جنته يداها وعليها أن ترضى بما قسم لها.
شعرت بحنين جارف للوقوف بين يدي الله والتضرع إليه كي يهدئ من نيران قلبها
❈-❈-❈
كان حازم يقف على أعتاب المنزل يتلهف شوقًا لرؤيتها فقد رآها تدلف المنزل لكنه لم يستطيع التحدث معها لوجود والدتها معها
تقدم منه معتز الذي يعلم كل شيء من البداية فقال بمكر
_ تدفع كام و اخليك تشوفها وتحددتها كمان.
تحدث حازم بلهفه
_ اللي تطلبه بس كيف؟
أجاب ببساطة وهو يعد من ياقة جلبابه
_ مليكش صالح استناني انت بس عند الباب الوراني واني چايلك
سأله بتوجس
_ هتعمل ايه؟
رد بثقة
_ جلتلك مليكش صالح انت
وتركه وغادر
ولم يمضي الكثير حتى وجدها تخرج بطلتها التي تخطف أنفاسه منذ صغرهم من الباب الخلفي للمنزل تتلفت حولها وتتساءل
_ هو راح فين؟
بلهفة وشوق ناداها حازم
_ زينة
نظرت زينة إلى مصدر الصوت كي تتأكد من صحة ما سمعت فتجده حقًا أمامها، حاولت الثبات والتحكم في مشاعرها التي عادت تطلق لها العنان
_ حازم!
تلفتت حولها
_ معتز جالي إن عمر عايزني
حمحم بإحراج وهو يقول
_ بصراحة مش عمر اللي عايزك، أني اللي بعتلك عشان رايد اتحدت معاكي في كلمتين
اهزت نظراتها وقد دق قلبها كالطبول وهم بالتحدث لكنها منعته قائله
_ متجولش حاچة ياحازم اني خابره زين اللي رايد تجوله بس صدجني مينفعش
أندهش حازم و سألها بقلق
_ ليه مينفعش، لو كنتي فاكرة إني ممكن …
قاطعته مرة أخرى
_ لاننا لسه جدامنا طريق طويل، تلات سنين دراسة ومينفعش نتزوچ احنا بندرس، ياريت نأچل كلام في الموضوع ده لحد ما تعدي اول سنتين في الدراسة وبعدها ممكن تطلبني مع خالك.
اقتنع برأيها لكنه يخشى ضياعها منه مرة أخرى
_ بس اني خايف لتضيعي مني مرة تانية المرة دي مش هتحمل.
ابتسمت زينة وهى تطمئنه
_ متجلجش محدش هيچبرني على حاچة مش رايدها
تلفتت حولها بقلق وقالت
_ اني ارچع لحد يوعلنا وقبل أن يتحدث أسرعت بالولوج إلى الداخل.
❈-❈-❈
انتهى الحفل وتجمعوا على طاولة العشاء وأصرت جليلة أن تجلس سارة بجوار جاسر وهى جلست بجوار ولدها الذي مهما فعل سيظل قلبها ودارها مفتوحًا له، وهذا حال الوالدين
أما عمران فقد شعر أخيرًا بأكتمال عائلته وهو يترأس تلك الطاولة التي شملت كل عائلته
أما جمال فكان يصب كامل اهتمامه لأخيه ويضع الطعام أمامه باهتمام بالغ
مما جعل جاسر وجهه يتجهم وهو ينظر إلى والده بضيق
أما سارة فمازالت تتذكر نظراته لها لمساته لبشرتها دون قصدٍ منه أنفاسه التي كادت تحرق عنقها وهو يطوقه بهذا الطوق الذي مازال ملتفًا حول عنقها
أما هو فقد كان ينظر إليها بجانب عينيه بين الحين والآخر كي يتأكد من وضع الشال حول كتفيها، لكن تلك المرة وجده متزحز قليلًا مما جعل الغيرة تأخذ منحنى آخر وهو ينظر إلى أعين الجميع من حولهم فعاد ينظر إليها قائلًا بأمر
_ ياريت تطلع تغيري الفستان ده.
انتبهت إليهم جليلة وقالت باستغراب
_ مـ تسيبها ياولدي لما تخلص وكلها، هو في حد غريب وسطينا؟
أكد حازم قائلاً بمزاح
_ أني ومعتز يا چدتي بس متجلجش أحنا خلصنا وكل وجايمين خليها براحتها
ارتبكت سارة ومنعتهم بإصرار وهي تنهض من مقعدها
_ لأ خليكم أنا أصلًا شبعت
لم يتقبل منصور رضوخها له بهذا الشكل مما جعله يرفض ذلك ويقول بانفعال
_ انا مش شايف يعني أن الموضوع ميستاهلش أنها تقوم من على الأكل عشانه، وزي ما قالت أمي مفيش حد غريب.
لم يعد جاسر يستطيع التحكم في أعصابه أكثر من ذلك فقال بحدة
_وأني شايف ان دي حاجة بيني وبين مراتي محدش ليه صالح بيها.
صاح به منصور
_ يعني أيه الكلام ده؟ أنت هتتحكم فيها من دلوقت.
أجاب جاسر باحتدام
_ دي عمرها مـ كانت تحكمات أني راچل صعيدي ودمي حامي وبخاف على أهل بيتي وزي مـ انت شايف تربية جمال لابسة الحچاب جدامنا كلنا وزي ما بتجول مفيش حد غريب
أنفعل منصور من تلميحه وقال بغضب
_ أنت زودتها أوي
وقف جمال حائلًا بينهما وقال بلهجة حادة لا تقبل نقاش
_ أهدوا ياچماعة مينفعش أكدة
نظر إلى جاسر وتحدث بأمر
_ وانت ياجاسر اطلع على اوضتك دلوجت
كان جاسر يشتعل غضبًا بداخله لكنه لم يريد التقليل من شأن والده كما فعل هو من قبل ونظر إلى سارة التي ترتعد خوفًا وتركها ودلف غرفته
قالت جليلة بقلق
_ دي عين وصابتنا اغزوا الشيطان وبلاش تكبروا الموضوع
نظرت إلى ليلى وأردفت
_ وانتي ياليلى خدي بنت عمك واطلعي اوضتكم انتوا كمان
اخذتها ليلى وصعدوا إلى غرفتهم وحينها تحدث عمران بفتور
_ في أيه يامنصور أني شايف إن جاسر مغلطش مرته وبيغير عليها أيه المشكلة؟
تحدث منصور برفض
_ دي مش غيرة ده تحكم وانا مقبلش أن أى حد يجرحها او يضايقها بكلمة
ضرب عمران بعصاه الأرض وقال بحنق
_ تجصد مين بحد ده يامنصور؟
شعر منصور بحماقة قوله وتحدث باعتذار
_ مقصدش يا حاج أنا اقصد جاسر اللي بدأ يتحكم فيها من أول يوم.
رغم الاستياء الشديد الذي شعر به جمال إلا إنه تحدث بحيادية
_ جاسر مش بيتحكم فيها هي بس مسألة غيرة، ودي حاچة تسعدها، الواحدة بتفرح لما چوزها يغير عليها حتى لو من أبوها
وبنتك هى بنتنا ومعزتها من معزت ليلى واللي مجبلوش على بنتي مجبلوش عليها
أطمن يامنصور بنتك وسط أهلها
ايد مصطفى رأي عمه قائلًا
_ فعلًا يابابا أنا شايف إن جاسر مغلطتش مراته ومن حقه يغير عليها، ممكن يكون التعبير خانه شوية بس بس هو ميقصدش حاجة في المدة البسيطة اللي قعدتها معاه اقدر اقولك إن ده اللي أسيب أختي معاه وانا مطمن
هز عمران رأسه برضى عندما تحدث مصطفى برجاحة عقل
وقال بأمر
_ جاسر ومرته محدش يتدخل بيناتهم إلا إذا لزم الأمر او طلبوا هما إننا ندخل غير كدة محدش ليه صالح بيهم

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!