روايات

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء الثاني والعشرون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت الثاني والعشرون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة الثانية والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
البارت 22
كيف لا أحبك وإنت لو غبت عني قليلا مت شوقا إليك
اقترب حبيبي لأخبرك إنك سعادة لقلبي.. وبدون وجودك أصبح جسدي بلا حياة
فمنذ أن رأيتك أرتجف قلبي بل كياني
فلو أنا غناك فأنت حياتي
فلقد كسرت صمتي واشعلت شموعي لأضيئ ظلامي
❈-❈-❈
فاقت غنى من نومها وجدت نفسها محاطة بذراعيه وتغفو على صدره.. نظرت لوجهه الذي لأول مرة يكون بهذا القرب منها
رمشت بعينيها عدة مرات.. تحاول تجميع شتات نفسها من أنفاسه التي تحاوطها.. رفعت عيناها تنظر لخصلاته المتمردة على جبينه.. رفعت يدها بحب تزيحها للخلف ومازالت على وضعيتها.. أحس بها ورغم ذلك تركها تفعل ماتريده.. رغم دقاته العنيفة التي اُصيبت قفصه الصدري من حركتها العفوية..
لأول مرة يقربها بهذه الطريقة.. لأول مرة تتلامس شفتيها بجبينه وهي تغمض عيناها
ابتسمت روحه من فعلتها هذه.. اتكأت على ذراعيها وظلت تبصره بحب وتتذكر من أول لقاء جمع بينهما
أخفضت رأسها تقّبله على خدّيه عندما شعرت بإكتمال روحها له.. ولكن فجأة أصابت ذاكرتها عندما تذكرت حديثه بزواجه من غيرها
لقد خانها وكتب غيرها على اسمه.. هزت رأسها رافضة كل مايخيله عقلها لها.. لكمته فجأة بصدره
-بيجاد فوق واصحى إيه اللي نيمك جنبي
استغرب صراخها وتحولها بهذه الطريقة
فهى منذ لحظات كانت تبثه بقبلاتها الخلابة التي سرقت أنفاسه مماجعلته غير قادرا على التنفس
اعتدل يرجع خصلاته للخلف ويمسح على وجهه عله يخرج من حصارها الذي وقع به
– مساء الفل حبيبي بتصرخي ليه هو النظر لا مؤاخذ سافر وسابك جثة بلسان قدامي
استيقظت روحها الثائرة بداخلها ما إن استمعت لحديثه.. اتجهت تجلس أمامه وتلكمه بصدره
– لا ياحبيبي شيفاك كويس ونظري ستة على ستة.. لكن قدامي واحد بارد لازم يفقدني أعصابي
رفع حاجبه بسخرية قاصدا استفزازها
– حبيبي.. وبارد يتجمعوا إزاي ياحبي هو انتِ عندك انفصام شخصية
-“بيجااااد”صرخت بها مما جعلته يقفز من مكانه
– يخربيتك وداني.. صرعتيني، اومال لو مش عيانة كنتي اكلتيني
افتكرت مرضها.. ابصرت إليه بدموع متلألئة بالدموع
– فيك تبعد عن المريضة.. عندك بنات كتير حتى اللي جوزتها من ورايا
هنا صاحت وصرخت من أعماق قلبها
– معقول أنا اللي كنت بقول مستحيل إنك تفكر انك.. اقترب يضمها لأحضانه وهو يتحدث بهدوء رغم حزنه الكامن بداخله
– والله غصب عني.. ضم وجهها بين راحتيه ونظر لمقلتيها
“غنى أنا مش بحبك بس.. أنا بعشقك.. يعني حبك بيجري في دمي ومستحيل أفكر إني أخونك حتى مجرد التفكير بواحدة.. انسدلت دموعها على خديها
دنى يقبلها متشربا دموعها وهو يردف
– إنتِ أغلى عندي من الدنيا ومافيها.. لو طلبتي روحي مستحيل أتخلى عنك.. لامس خديها بأنامله يزيل دموعها
– معقول بعد السنين دي كلها أروح افكر بغيرك
حملها ضاممها كليا بأحضانه كطفل رضيع
يمسد على خصلاتها
– مافكرتيش ليه بعد السنين دي كلها مافكرتش أرتبط ولا اتجوز مع اني دخلت التلاتين
وضعت رأسها بصدره تستمع لهدوء كلاماته التى اخترقت صدرها بحنان
– علشان حبك السرمدي محفور جوايا.. حبك موشوم بقلبي زي السحر الأسود
اعتدلت تنظر لبنيته بذهول
– أنا عشق إسود يابيجاد
حبس أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب بجسده يتحكم في سيل مشاعره المكبوتة بداخله جهاتها
– اقترب واضعا رأسه بعنقها يستنشقها كمدمن حان وقت جرعته.. وأردف بأنفاسا ساخنة تضرب عنقها بالكامل
– لما تخليني من طفل عشر سنين متعلق بيبي مش شايف غيرها.. والبيبي كبرت وكبر الشاب يرسم طموحه معها على إنها
حبيبته مع إن عقله رافض الفكرة.. احلام وردية رسمها لنفسه… فجأة تحولت الأحلام الوردية إلى كابوس،.. وعيشت بدون ماابني حتى سورها.. حاولت وحاولت إني ابني حياة بس مقدرتش والله ماقدرت والشاب كبر وحبك بيكر اكتر وأكتر كأنك معاية مبتفارقنيش
اعتدل ينظر لرمديتها
– تفتكري بعد مالاقيكي السنين دي كلها هروح أخونك… وأنا روحي فيكي
ضم ثغرها بقبلة متوهجة عندما وجد سكونها وعيونها التي تخصه بعشقها.. للحظات يقبلها كأنها دار نعيم لديه لم يستطع البعد عنها… تجاوبت بقبلته وعانقته حتى توقف الزمن بلحظاتهما
فصل قُبّلته عندما احتاج لتنفسهما… كانت تضغط على صدرها حتى تقو على ملأ رئتيها بالأكسجين
ضمها يربط على صدرها متأسفا… عندما وجد تغير لونها للأختناق
– آسف حبيبي محستش بنفسي.. وضعت رأسها بصدره بعدما استعادت نفسها
ظلت للحظات صامتة ثم رفعت بصرها إليه
-سمعاك يابيجاد.. عايزاك تبرد قلبي وتقولي ليه روحت اتجوزت بعد جوازنا… ومتقولش قبل ماتعرفني، الورقة اللي وصلتني إنك كتبت عليها بعد جوازنا.. ومش بس كدا.. بعد ماجت المزرعة واخدتها وفضلت قافل على نفسك اسبوع مش عايز تكلمني فيهم
عند عز ورُبى
رجع عز بعد قضاء ليلة مع مالكة الروح والقلب… دلف بسيارته الى حي الألفي
وجد والده عائدا من منزل عمه
ترجل من السيارة بجواره رُبى… تقدم صهيب منهما يقبل رُبى على جبينها
– حمدالله على سلامتك ياعمو
ضمته بحب أبوي
– الله يسلم حضرتك عمو الغالي
طالعهما بنظراتهما
– يارب تكون السهرة حلوة واتبسطوا
وضع عز يديه يضم رُبى من أكتافها مردفا
– تفتكر يابابا هتكون إزاي وانت مكتمل كمال الروح والجسد
ابتسم له صهيب مُقبّلا جبينه
– ربنا يسعدكم حبايب قلبي ودايما السعادة منورة طريقكم..ثم استرسل كلامه
– روح لعمك مستنيك…وأنا عايز أخد رُبى تتغدى معايا النهاردة..وحشتني بنتي الصغيرة كبرت وبقت مرات ابني
ابتسمت بخجل لعمها واردفت بهمسا
– ربنا يخليك لينا ياعمو
ضم راحتيها بين يديه متجها لمنزله..
– متتأخرش شوف عمك عايزك ليه
أومأ عز برأسه متجها لعمه
كان جالسا بمكتبه يتابع بعض أعماله… دلف عز بعد السماح له
– صباح الخير عمو حبيبي… وحشني والله ياغالي
نظر اليه جواد بابتسامة سخرية
– حد قالك عمك بريالة يلآ وبينضحك عليه
قبل كتفه وهو يقهقه على جواد الذي دائما يفهمه
– مين بس اللي قال كدا… دا حضرتك وحش الداخلية فيه حد يعرف يضحك عليه
اتكأ جواد على المقعد يقيمه بنظراته الصقرية..
ضيق عز نظراته وأردف متسائلا
– هو التي شيرت عاجب حضرتك… ممكن أبعت اجيب لك واحد ولونه أجمل من دا
القى عليه القلم.. مردفا
– والبنطلون وحياتك ياحيلتها، عايزهم دلوقتي.. اصلهم عجبني وبصراحة مش هقدر استنى لحد ماتبعت تجيب غيرهم… فيلا اخلعهم حالا
انتصب عز بوقفته وهو يقهقه عليه مردفا
بين ضحكاته
– يلهوي ويرضيك ياعمو اكشف عورتي قدام حضرتك… لقد نفذ صبر جواد من بروده المستفز… نهض مسرع يقبض على كتفه وهو يتحدث بفظاظة
– لا ياحبيب ابوك متخافش هعرف استرك
نهض عز وهو مازال يضحك بقوة على كلاماته
– وماله ياعمو.. انت ومالك لأبيك.. وأنا بقول أنا وتي شيرتي لعمو ميغلاش عليك
قهقه جواد عليه
– اتعلمت اللماضة دي كلها منين يلآ
رفع حاجبيه كالأطفال وتحدث
– من الزمن وحياتك ياعمو… أصل الزمن دا قاسي أوي
ضمه جواد لأحضانه ومازال يقهقه عليه
– بتفكرني بأبوك ياعز… كان دايما بياخد كل حاجه بهزار.. رغم ساعات وجعه بيكون بيأن دم جواه
أومأ عز برأسه متذكرا بعض أحاديث والده
– ربنا يديلكم طول العمر
بهدوء ظاهري ونبرة عميقة اتجه للمقعد وتحدث
– عز رُبى في كلية طب.. وطبعا الطب عايز تعب ومذاكرة وابحاث إلخ.. عايزك تكون نقطة قوة في حياتها مش نقطة ضعف أبدا حبيبي
أكمل حديثه بإستفاضة
– حبيبي بلاش الخروجات الكتيرة اللي ملهاش لازمة… وكمان خف ياعز عليها.. عارف إنك بتحبها بس بالمعقول مش طالع نازل حب ياحبيبي.. روحت تسهر.. تمام تسهر وترجع مش ترجعلى تاني اليوم الساعة تلاتة العصر… دا كدا قضيت شهر عسل مش سهرة يابني
أشار بسبابته على نفسه
– ايه دا.. حضرتك بتبص في الكام ساعة اللي قضناهم برة.. لا مستنتش منك كدا ياعمو بدل ماتقولي ألف مبروك بالرفاء والبنين
اشار جواد للباب وتحدث
– إمشي يلآ اطلع برة… دقيقة كمان وهعلقك مكان النجفة دي
اسرع عز للباب وهو يضحك على عمه ولكنه توقف عند باب غرفة المكتب متحدثا
– حاضر ياعمو.. من غير ماتقول، عمري ماأكون سبب فشل لرُبى بأي حاجة.. بالعكس هكون دايما داعم.. وسند في أوقاتها الصعبة.. حضرتك جاي توصيني على روحي.. هو فيه حد عايز الوجع لروحه
❈-❈-❈
عند أوس
عاد إلى منزله ووجه لوحة فنيه يغمره الغضب ونظرات رغم إنها حزينه إلا أنها قاتمة لحد الجحيم… قابله عز وهو مازال يضحك على مداعبة عمه.. واصطدم به..
صرخ أوس بوجهه
– ايه مش تفتح.. وتاخد بالك
قطب عز جبينه مستغرب حالته التي رآها به.. حاول الهدوء وأمسك يديه ومازالت ملامحه هادئة
– مالك ياأوس؟ حصل إيه يخليك تتمادى معايا كدا
نفض أوس يديه بسرعه واغتاظ من هدوئه الذي اعتبره استفزاز له وتحدث بصوتا مرتفع
– مش فاهم يعني إيه اتمادى معاك دي… ليه هو أنا جيت جنب حضرة المهندس العظيم..
أوس… صاح بها جواد الذي خرج عندما استمع لصياح ولده… اقترب حتى وصل لوقوفهم
– اعتذر لابن عمك
جحظت عين أوس وهو ينظر لوالده وتحدث بصوتا جعله هادئا بقدر المستطاع
– أنا مغلطش حضرتك.. هو، قاطعه عز وهو ينظر بصدمة لأوس واتجه لعمه
– اوس عنده حق ياعمو.. أنا اللي المفروض اعتذرله لاني مكنتش واخد بالي
دقق جواد النظر بعين ولده وأردف
– انا قولت اعتذر لابن عمك من امتى الكبير بيتنازل على كرامته للصغير
– لا ياعمو حضرتك أنا.. لم يدعه يكمل حديثه عندما أشار بسبابته
– اسكت لما أنا أتكلم ماتتكلمش… ثم رفع نظره لولده
نظر أوس لعز
– آسف ياعز.. معلش كنت غضبان فغضبي جه فيك
ربت عز على كتفه متحدثا
– مفيش اعتذار بين الاخوات يلآ.. عمو بس اللي مكبر الدنيا شوية
تحرك جواد وتحدث
– أوس مستنيك في المكتب
تحرك عز خطوتين للأمام ثم رجع ينظر لمقلتيه
– الغضب بيوصلنا لنتيجة وحشة أوي.. اسأل مجرب.. متخليش غضبك يتحكم فيك، ممكن تخسر حاجات صعب إنها ترجع
قالها ثم تحرك مغادرا فيلا عمه
عند ريان ونغم
استيقظ ريان ينظر لتلك التي تقبع بأحضانه..يتذكر ليلته الجامحة معها بالأمس..رسم ابتسامة على ثغره عندما تذكر عشقه وجنته الخالدة بأحضانه
سحب نفسا عميقا..متلذذا بحياته السعيدة بجانب حبيبته وأبنائه..مسد على خصلاتهاثم انثنى يطبع قُبّله على خديها وهو يهمس لها
– صباح العشق يانغمتي..ياله حبيبي افتحي غابة الزيتون علشان ابدأ يومي بالسعادة
ببطئ فتحت عيناها مبتسمة
– صباح الخير حبيبي.. صحيت من بدري
لمس خديه بإصبعه وهو يهمس
– لا لسة صاحي.. فوقي علشان ناخد دوش وننزل نفطر مع بعض.. عملك بروجرم بيرفكت.. اتمنى يعجبك
اعتدلت تضع نفسها بالكامل بأحضانه تحاوطه بذراعيها
– ريان أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك ولا لحظة
ضمها بأحضانه وهو يمسد على خصلاتها
-وريان بيعشق نغمته اللي بقت تنساه وكل همها دلوقتي العيال
خرجت من أحضانه سريعا تنظر حولها تبحث عن هاتفها
– هو فين….؟ ضيق عيناه متسائلا
– هو ايه ياحبي دا
جذبت مأزرها أمام عيونه لتقوم بإرتدائه ثم نهضت من فوق الفراش تبحث عن هاتفها… تذكرت إنه مازال بحقيبة يديها.. اتجهت سريعا تخرجه وهي تنظر لزوجها الذي يرمقها بنظرات الحيرة
– اهو التليفون.. عايزة اطمن على الولاد
زفر بإختناق وتحدث
– وأنا اللي مفكر إنك نسيت كل حاجة ومفيش غيري اللي على البال
جلست بجواره تلكمه بذراعه
– ولادنا حبيبي أهم من حياتنا نفسها..امبارح مالك وحمزة قالوا هينزلوا النادي هنا..وانا الصراحة مبحبش نوادي القاهرة دي
ضمها مردفا
– بالعكس حبيبي نوادي القاهرة ممتازة وأنا مقدم لهم بأرقى النوادي..مش معقول هرمي عيالي في أي مكان يانغم
قبّلت خديه مبتسمة وهي تقوم بالأتصال
– عارفة حبيبي..برضو لازم اطمن عليهم خصوصا إن عمر اخد مراته وسافر شرم..متنساش حمزة شقي ومالك مابيقدرش عليه وبيعشق السباحة..ممكن ينزل ويرفض يخرج منها
أومأ برأسه هو يمسد على خصلاتهاويقبّل جبينها
– ربنا يخليكي لينا ياحبي..ظل لحظات ينتظر اولاده بالرد عليها ولكن دون إيجاب
امسك هاتفه وقام الأتصال على ابنته التي كانت تجلس بحديقة منزلهما تبكي على ماوصل بها الحال مع من أول مادق لها قلبها..امسكت الهاتف بعدما استمعت لرنينه
اخذت نفسا وطردته بهدوء متحدثة
– ايوة يابابي..
ارتجف قلبه وأصابه الهلع من صوتها الباكي الذي استشعره ورغم ذلك حاول الهدوء حتى لا يقلق زوجته
– حبيبة بابي..عاملة إيه وفين وأخواتك فين
ابتلعت حزنها وحاولت الهدوء متخذة نفسا واردفت بصوتا جعلته متزنا إلى حد ما
– كويسين.. حمزة فوق لسة نايم ومالك راح النادي علشان تدريبه… نهض ريان من فوق مخدعه وهو ينظر لزوجته بابتسامة رسمها باتقان متجها للنافذة عندما علم إنها لم تستطع الخروج بتلك الثياب
– مالك ياياسو.. أنت معيطة
شهقت شهقة بوجع وانهارت عندما سألها والدها… كانت تنتظر احدا حتى تخرج صرخاتها.. ورغم مااصابها ردت بصوتا جاهدت أن يكون متزنا
– بابي أنا كويسة.. يمكن علشان زهقانة شوية
أغمض عيناه بحزنا عندما شعر بكذب ابنته
– تمام يابابي ساعتين وهنكون عندك وهنخرج نسهر كلنا برة… وهتصل بأوس كمان يسهر معانا
لفت إنتباهها جملته الأخيرة مما جعلها تبتسم تلقائيا.. رغم ما فعله إلا أنها اشتاقت إليه ولكن تبا لك ايها القلب المسيطر
لابد لك من انتزاعه بقوة
زفرت بهدوء واجابت والدها
– تمام يابابا هستناكوا
❈-❈-❈
عند باسم وحياة
– حملها من داخل السيارة متجها بغرفته ووضعها فوق الفراش… ينظر لهيئتها المبعثرة من ثياب غير مهندمة وساقيها التي جُرحت بسبب سقوطها أثناء هروبها
اختنق صدره بشدة وأصبح صدره كبركان أوشك على الإنفجا،… امتص غضبه ونيرانه بداخله ثم أردف بهدوء ظاهري
– ممكن أعرف إيه اللي عملتيه دا… كنتي عايزة تهربي.. رفع ذقنها عندما وجد نظراتها مصوبة للأسفل دون حديث
– حياة مبترديش ليه… ليه عايزة تهربي بعد اللي حصل بينا
قاطعته عندما وضعت يديها على اذنيها وصرخت بصوتا مرتفع ظنا إنه سيذلها بتسليم نفسها له وأصبحت زوجته قولا وفعلا
– مش عايزة اشوفك ولا أسمع صوتك.. بكرهك ياباسم ربنا ياخدك… دمرت حياتي.. انا بكرهههههههك… قالتها بصوت صم أذنيه
وثبت من فوق الفراش وهي تدفعه بكل مايقابلها.. هقتلك والله العظيم لاقتلك وأخلص منك.. بكرهك.. ظلت تصرخ وتدفع كل مايقابلها.. حتى شقت ثيابها وبدأت تنهش بجسدها بأظافرها
– بكره جسمي علشان لمستني.. بكره ضعفي قدامك… بكره قلبي اللي بيدقلك… ليه دون عن الرجالة دي كلها ماحبش غير واحد من أشباه الرجال…
قام بصفعها بشدة حتى ترنح جسدها وأمسك خصلاتها بين يديه مردفا بصوتا كفحيح
– أنا بحاول أكون صبور معاكي… لكن فكرتي إن دا ضعف مني يبقى شكلك معرفتنيش… آه ممكن أكون بضعف قدامك لكن مش الضعف اللي يخليني أدوس على رجولتي… وبدال جسمك دا بتكرهيه عشان لمسته فأنا عايزك تكرهيه اكتر وأكتر…
شعور مقيت يجعل دقاته تتقاذف بين ضلوعه من عشقها الذي تسرب بداخله و
قلبه الذي بدأ يتمادى عليه وذلذل كيانه بحضرتها… بينما شعورها بالنفور من نفسها.. وقلبها الذي لعنته من ذبذبات تسرى بكامل جسدها من إقترابه
دفعته عندما وجدت بنظراته رغبة كاملة بها.. ظلت تدفعه ورغم دفعها له تتمنى اقترابه.. ياالله مالذي وصلتُ إليه من ذلك الوجع الذي اقترفته من حبه
دفعته بضعف… إشعلت قلبه بعاصفة غضب أوشكت ان تقضي على رجولته بنفورها منه
أظلمت عيناه وهو يهمس لها عندما انتابه شعور خسارتها
– إنتِ مراتي وهتفضلي مراتي لحد ماأموت سمعاني.. وإياكي أسمعك تقولي كلمة بكرهك دي تاني.. لاني عارف مدى حبك ليا
رفع يديه يحاوط جسدها… كان يراقب تخبطها وثباتها ونوفرها الواهن بعينيان حزينة لما اوصله إليه… اقترب
يهمس بكلماته العاشفة لها مع حركات يديه التي أذابتها في بعض الأحيان… ظنت إنها مجرد كلمات فقط ولا تعلم أن كل كلمة خرجت من أعماق قلبه الدامي
– بس أنا معنتش بحبك ياباسم كرهتك بجد وكرهت اليوم اللي قابلتك فيه.. ولو تمنيت حاجة بتمنى انك تنتهي للأبد.. قالتها لتخرج من حصاره
دفعها بقوة على الفراش وهو يقتص لنفسه وسيطر عليها عندما طفح الكيل به وشعر بنيران تكويه مع تصميمها بالابتعاد عنه اقترب وهو يهمس متناسيا كل شيئا
– ماهي امنيتك دي موت ليا ياروحي.. اقترب يقبلها بعنف ويهاجم ثورتها عليه
.. لم يستمع سوى كلماتها التي تنفره بشدة… تساقطت دموعه رغما عنه وهو يشتعل بنيران جسده بما اسقطته بغيبات الجب وأصبح عشقها يتمادى بقلبه بل سيطر عليه… هذه التي كانت خطة لأنتقامة ولكن وقع هو بانتقام قلبها منه بكل جبروت
ظل لدقائق رغم إنه يعاقبها ولكن شعور مختلف لديه… لا يعلم ماذا يفعل أيعاقبها بعد ماقالته أم يتثنى ذاك ويستمتع بلحظاته معها وكالعادة سيطر القلب ونفر العقل بشدة ليذهب بها لجنته بعدما شعر بتأنيب ضميره على مافعله بها
كانت مازالت تدفعه بكل قوتها ولكن كيف لقوة أنثى أن تكافح جبروت عاشق تجمعت حياته حولها فقط.. ولا يغيب عن قلبه عشقها المتغلغل بداخله.. فاذا تحكم العقل للحظات.. فالقلب المتحكم لساعات
تلاشت قوتها بالكامل أمام قوة عشقه أمامها التي مارأتها إلا أنه سيطرة له بكل جبروت ولا تعلم انه يرسمها بدقاته
عند جاسر
اتجه مع قولت الأمن بعد إغلاق هاتفه.. وقامت قوات الشرطة البواسل بإقتحام عدة أوكار لبعض المجرمين… إلى أن وصلوا لأهم مكانا وهو مكان إستلام شحنة تلك السموم…
حاصرت قوات الشرطة البواسل المكان بالكامل… كان هناك كبار المسؤلين عن تسليم تلك السموم… تسلل بعض قوات الأمن حتى يفتح الطريق لتصل باقي القوات للمكان المنشود… اقتحم جاسر وبعض فريقه بقيادة الرائد المسؤل عنهم عثمان وتحدث بصوتا قوي
“سلموا انفسكم المكان كله محاصر” قالها عثمان بعد هجوم قوات الشرطة ولكن كيف لتجار تلك السموم الصمود… تبادل إطلاق النار بينهما حتى خرّ كثيرا من جانب الفريقين صريعا… استشهد العديد من الأمن… وأصيب عثمان بطلق ناري بكتفه… بسب قوة وشراسة أعداء الدين والاتجار بعقول الشباب.. فالغلبة كانت لهم في بعض الأحيان… اتجه جاسر بفريقه وانهال عليهم رشقا برصاصتهم ورغم قوتهم إلا أنه تزحزج بعض الوقت بسبب سقوط كثيرا من قواته.. اتجه عثمان بفريقه مع جاسر الذي تخلص بجانبه بالكامل واخيرا وصلت قوات الشرطة للمكان المطلوب ولكن تسرّع جاسر وعدم تقبله بوضع الهدوء بعدما فقد كثيرا من عناصر الشرطة..اطلق احدهما رصاصته الغادرة حتى انتصفت بصدره…صرخ به عثمان عندماوجده لم يستمع لتعليماته…واقترب محاوطه بالكامل حتى ينقذه وصل عثمان لمكان تسليم السموم… وتم حرز الفساد والفسدة.. ولكن اصيب جاسر إصابة بالغة
مما صاح عثمان الاتصال بسيارة الأسعاف
عند جواد وحازم
جلس حازم ينظر بمقت غاضبا لولده بعد ثورانه على جنى
– إيه اللي عملته دا يامحترم… عايز مبرر للي عملته
جلس بوجه يكسوه الحزن والوجع لا يعلم ماذا فعل
نظر لوالده بآسف ..
– معرفش إزاي عملت كدا.. بس هي اللي اضطرتني لكدا يابابا.. حاولت أكون هادي لكن هي استفزتني
وضع خديه على راحتيه وناظره متسائلا
– ليه؟ ضيق عيناه متسائلا
– يعني إيه مش فاهم حضرتك
نصب حازم عوده واقترب يجلس أمام ولده… دنى برأسه منه وأردف
– عايز من جنى إيه ياجواد… ليه بتقرب منها وانت قلبك مع غيرها
– معرفش.. صرخ بها ونظر بتيه كالمشتت
– والله يابابا معرف أنا عايز إيه… كل الحكاية مش عايز حد يقرب منها.. ماعرفش ازاي رفعت ايدي عليها لما قالتلي انها بتحب واحد وهتتخطبله
أطبق على جفنيه بعنف
– حسيت بالخيانة يابابا.. مقدرتش اسمعها بتتكلم عن راجل تاني قدامي،.. أنا معرفش، اتجننت ولا ايه… لو سألتني
– عايز مين بالضبط.. ربى ولا جنى.. هقولك معرفش… حقيقي معرفش،
كان واقفا على الباب ولكنه شعر كأن أحدهما اغرقه بدلو من الماء المغلي بيوما مكتظ بالحرارة ليجعل جسده يغلي من النيران… عندما استمع لحديث جواد الذي شقه لنصفين
❈-❈-❈
عند جواد
دلفت غزل إليه بعد يوم مرهق بالمشفى
مساء الخير حبيبي
نهض يضمها لأحضانه
– حمدالله على السلامة ياقلبي.. اتأخرتي ليه كدا
اغمضت عيناها تضمه بقوة.. تستنشق رائحته التي تنسيها تعب يومها
جلس على اللاريكة وهي مازالت بأحضانه.. ثم قام بفك حجابها وتحرير خصلاتها
– احكيلي إيه اللي حصل معاكي مخليكي مرهقة كدا
– مفيش غير عمليات.. أنا بقيت أتعب أوي من آلالام الناس وخصوصا الأطفال
جمع خصلاتها جانبا ومازال يمسد عليها ثم أردف بهدوء
– تعرفي بتاخدي ثواب أد إيه من دعوات الناس ياغزل.. عارف إن آلالام الناس بتوجع القلب… لكن متنسيش إن دي رسالة لازم تتميها على أكمل وجه.. كفاية لما ترجعي بيتك ودعواتهم مصحباكي.. وتحس إنك بتعملي حاجة مش مجرد بتفيدي لا دا بتخففي آلالام ومش أي ألم كمان
خرجت من أحضانه تقبله على خديه ثم قالت:
-حبيبي اللي دايما بيحفزني وبيديني دافع إني أكمل
رفع حاجبه بسخرية مضيقا عيناه
– بتراضي ربى ولا إيه ياست غزل.. أنا جوزك ياقلبي
قهقهت عليه ثم أردفت من بين ضحكاتها
– وانت فيه حد يقدر عليك ياحبيبي
ضم وجهها بين راحتيه مقتربا من شفتيها
– وحياتك مضحوك عليا بقالي إسبوع ويمكن اكتر، يعني ريان يحجز سويت يقضي ليلة عسل، وأنا هنا براضي في العيال والله ماهيحصل… الليلة لأحجز سويتات القاهرة كلها.. قالها ملتقطا ثغرها بين خاصتيه
فصل قبلته عندما استمع لطرقات على باب مكتبه… أعتدلت غزل سريعا تعدل ثيابها
نهضت سريعا وهي تلكمه ربنا يسامحك ياجواد.. شكلي هيكون ايه دلوقتي قدام ولادك
– ادخل.. قالها جواد وهو ينظر إليها بشماتة قائلا
– علشان تاني مرة متنسيش جوزك
دلفت العاملة
– الغدا جاهز يادكتورة… احطه على السفرة ولا هنستنى حضرة الضابط
نظرت لزوجها عندما تذكرت غنى
– غنى رجعت هي وبيجاد
أومأ برأسه مبتسما
– أيوة رجعت واتصالحنا.. انتفضت متجه له
– بجد ياجواد يعني سامحتك
اتجه بنظره للعاملة
– حضّري يامنى الغدا… أنا خارج بعد نص ساعة.. ثم جذب غزل بعد إنصراف العاملة
– ايوة اتصالحنا.. وسامحتني وكانت في حضني واتفرجنا على صور عيد ميلادها وشافت فيديوهاتها مع بيجاد
ضمت وجهه وتلألأ الدمع بعيناها
– يعني بنتي رجعتلي دلوقتي ومعدش فيه تهاني وطارق تاني
قبّل جبينها وهو يضمها
– الحمدلله.. كنت متأكد إن ربنا مش هيخذل عبده..
نهض ممسكا يديها متجها لغرفتهما
– تعالي عشان تاخدي شاور وننزل نتغدى
اتجهت معه لغرفتهما… توجهت للمرحاض بعد مساعدته لها بخلع ثيابها ووضعها بالبانيو ليزيل إرهاقها بالكامل.. أكمل إستحمامها ثم نهضت وارتدت ثياب الحمام (البورنس) متجهة إلى المرآة جالسة على المقعد اتجه إليها ممسكا بمجفف الشعر.. ليجفف خصلاتها الحريرية
انتهى بعد لحظات مقبّل جبينها
– كدا كويس ولا محتاجة حاجة تانية
وضعت رأسها بأحضانه
– ربنا يخليك ليا ياحبيبي.. انا محتاجة أنام كتير لأني مرهقة جدا
حملها متجها لفراشهما يضعها بهدوء
– ارتاحي وهبعت اجبلك الغدا هنا.. رُبى هتتغدى مع صهيب.. وغِنى نايمة مع جوزها وجاسر وياسين مش موجودين… مفيش غير الغبي اللي كسر اوضته من شوية
اعتدلت جالسة على فراشها
-” أوس “ماله إيه اللي حصل؟
زفر بإختناق من أفعال ابنه وتحدث
– شكله متخانق مع ياسمينا… أنا هكلم ريان بعد المغرب نلمه هو كمان ويتجوز عايز ارتاح منه يمكن لما يتجوز يخف خناقته دي
❈-❈-❈
هزت رأسها برفض
– عايز تجوز أوس قبل جاسر ياجواد.. مستحيل طبعا
غصة كبيرة أصابته متذكرا ابنه قرة عيناه بما أصابه… مسح على وجهه بعنف واتجه ببصره لغزل
– صعب أوافق على ناوي عليه يازوزو.. لما يتجوزها ويجيب ولاد يقولهم ايه
جدك كان مجرم وجدتكم شمال.. عارفة لو اختار واحدة فقيرة بس من عيلة شريفة عمري ماهقف بطريقه.. وبعدين عنده بنات عمه ليه معملش زي عز
وضعت يديها على شفتيه
– ايه اللي بتقوله دا ياجواد… جاسر بيعتبرهم كلهم زي اخواته، غير عز وربى.. ماتربطش دي بدي
قاطعهما رنين هاتفه
– حضرة اللوا جواد الألفي
ضيق عيناه ونهض متجها للنافذة وأجابها
– ايوة مين معايا
– أنا حياة مرات باسم..
تنفس بهدوء كي لا يغضب عليها وانتظر حديثها
– نعم سامعك
ارتبكت بحديثها بأول الأمر… ولكنها استنشقت كمية من الهواء ثم زفرتها بهدوء ثم تحدثت قائلة:
– مش هقول لحضرتك اعتبرني بنتك.. أو أختك، اعتبرني واحدة لاجئة مستغيثة بحضرتك.. ممكن تيجي نتكلم شوية.. لأن مفيش حد هيقدر عليه غير حضرتك
ادرك ماتشير إليه… أخذ نفسا عميقا وتحدث مفسرا بنبرة مستفيضة
– لو عشان موضوعك مع باسم أنا مش بأيدي حاجة أعملها… قاطعته
– لو سمحت لازم تدّخل متخلنيش أموت نفسي وذنبي يبقى في رقبتك قبله
توسعت عيناه لما استمع لحديثها.. ربع ساعة وأكون عندك
اتجه لزوجته وقبل جبينها
– عندي مشوار مهم لعند باسم.. اتغدي وريحي لحد ماأرجع لازم نسهر الليلة
بعد قليل
وصل جواد إلي مزرعة باسم .. كانت تقف بحديقة المنزل تنتظره بعد خروج باسم منذ أكثر من ساعتين… بعدما فعل بها مافعله.. على رغم شعور بداخلها إنها تتمنى قربه ولكن لا تعلم لماذا تريد تركه.. هل كرهته كما اذعنت
كانت تنظر بعينان تقطران ألما وملامح يكسوها الحزن الذي تغلغل بداخلها عندما تذكرت حديثه
– حياتك معايا وبس لو عايزة حياتك تنتهي يبقى أنهي حياتنا مع بعض وخلصي نفسك وخلصيني من العذاب دا… قالها ثم تحرك كالثور الهائج خارجا من منزله
وصل جواد يلتفت حوله وتسائل
– مدام حياة.. هو باسم مش موجود
هزت رأسها برفض.. وأشارت على المقعد بالجلوس
-جاله فون وخرج من شوية
أومأ برأسه ينظر لحالتها.. ثم ضغط على قبضته بسبب أفعال صديقه الذي تمادى كثيرا
– سامعك… اتفضلي
انسدلت دمعاتها ونظرت إليه بتشتت
– عايزاك تطلقني منه… هو اخد اللي عايزه وكسرني، وصل لنجاحه وعرف يكسرني.. لكن للاسف هو مدمرش ابويا هو دمرني أنا.. كسر جوايا حياة بقيت ميتة.. لو سمحت
أومأ برأسه عندما غلت الدماء بأوردته وشعر بنيران تحرقه بسبب أفعال صديقه
– حاضر.. وعد هحاول معاه
قاطعهم وصول سيارة باسم الذي ارتسم تعبير مندهش، ممزوج بالصدمة
اتجه اليهما يوزع نظراته بينهما ثم أردف:
-جواد.. فيه حاجة، غريبة تيجي من غير ماتعرفني،
جذبه جواد بغضب وهو يرمقه بنظرات ناريه.. دفعه بداخل الغرفة ثم أشار بسبابته
كلمة زيادة هنسى اني عرفتك في يوم.. اقترب يلكمه بصدره
– ايه الجبروت اللي إنت فيه دا يلآ… من إمتى وانت حيوان كدا.. البنت ذنبها ايه ياحيوان
دفعه باسم وصاح به
– ايه ياجواد.. عملت ايه يعني.. دي مراتي متنساش إنها مراتي
لكمه مرة اخرى وصرخ بوجهه
– اخرص ياباسم مش عايز اسمع صوتك البنت دي هطلقها دلوقتي وتسبها ترجع لأبوها وإلا
وقف باسم وهو يضع يديه بخصره وهو ينظر شرزا له
– وإلا ايه ياحضرة اللوا…عايز أعرف هتعمل
بااااسم صرخ بها جواد
– هطلق البنت مش عايز كلام تاني
رفع حاجبه ينظر إليه بسخرية
بتحلم ياحضرة اللوا..وبلاش أوهامك تخيلك انني هوافق..مستحيل
هطلقها يلآ…سامعني هطلقها قالها عندما انقض عليه..فكلما تذكر مافعله بها نيران غضبه تشتعل
بتحلم..دنى منه مستحيل
– إنت بتقول الكلام دا لمين يلآ
نظر إليه بإستخفاف وهو يوزع نظراته بالغرفة
– هو فيه حد موجود غيرنا في الأوضه
اقترب جواد فقد نفذ صبره بالكامل..أوصله للحظات أشد غضبا بحياته لأول مرة يريد تحطيمه بالكامل…ولكن قطعه رنين هاتفه
– ايوة ياعثمان
هنا شعر بانسحاب أنفاسه.. وارتجف قلبه بشدة.. وأصبحت الأرض تميد به وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانه وأصبح يشعر بفقدان وعيه… ياالله ماهذا الأنقباض الذي يكاد يمزق قلبي من الألم… جثى على ركبتيه عندما اهتز جسده ولم يقو على الحركة يضع يديه على صدره من الجهة اليسرى وتحدث بصوت يكاد يخرج من شفتيه:
– عايش ياعثمان ابني عايش ولا… قالها بلسان ثقيل
أسرع إليه باسم يجذب هاتفه.. عندما وجد دموعه المتحجرة بعينه
– ايه اللي حصل ياعثمان
– جاسر اتصاب في العملية وحالته خطيرة هو في العمليات قالها عثمان بحزن
أصابه الهلع ينظر لجواد الذي نهض ببطئ كأنه يتحرك على نيران مشتعله… وقف جواد يمسد على صدره.. يدعو ربه بقلبه
اللهم استودعك ولدي يالله.. ظل يكررها ونظراته تائه كأن روحه خرجت من جسده
– تمام احنا في الطريق
جذب جواد علّه يفيق من حالته
-جواد الولد كويس ممكن تفوق عشان نروحله… نادى بصوته على حياة
اتجهت سريعا إليه عندما وجدت صراخه على جواد
– فيه ايه ماله
– اعملي كوباية ليمونادا بسرعة
ضم وجهه وتحدث علّه يفيق من حالته عندما جلس ينظر للفراغ بتوهان كأنه افتقد الحياة ولم يشعر بشيئا
– جواد ابنك كويس سامعني..شعر جواد كأن هناك احدا يحادثه من بعيدا
اقترب يوضع الكوب أمام فمه
– جواد اشرب لازم تفوق عشان نروح لابنك قبل ماغزل تعرف… كأن أسمها أفاقه من توهانه وصدمته
خرج سريعا بخطى متعثرة مندفعا للخارج يركض لسيارته ورفع هاتفه لأوس
– أوس حبيبي أسمعني كويس وبلاش توضح حاجة لو فيه حد جنبك
“جاسر انضرب بالنار.. إياك والدتك تعرف عدي على عمك صهيب وتعالو للمستشفى.. إياك حد يعرف غيركوا تمام وكلم ياسين وطمنه على أخوك.. اكيد الخبر وصله
نهض سريعا من فراشه
– حاضر يابابا.. عشر دقايق واكون عندك.. هو كويس صح يابابا… جاسر كويس
ساد صمت جواد وذكرى جاسر أمام عيناه وانسدلت دمعة شريدة من عينه ثم اجاب ولده
– كويس ياحبيبي..إن شاءلله كويس
❈-❈-❈
عند فيروز
اقتحم ابن عمها وخطيبها المدعو اسامة
جذبها من خصلاتها الذهبية بقوة
– انا تقرطسيني يامنحطة وتروحي في حضن اعدائنا وحياتك لأدفنك بالحياة… جذبها من خصلاتها زحفا بها على درجات السلم… وصراخاتها تصم الآذان
قامت” عليّة” الاتصال سريعا على جاسر ولكن هاتفه مغلق… اتجهت لباسم بدقات قلب عنيفة
– الحقنا ياباسم باشا فيه ناس هجموا على الشقة وخطفوا الست فيروز
كان يقود السيارة متجها بجواد للمشفى العسكري
أجابها دون بهدوء
– تمام ياعلية أنا هتصرف… أغلق الهاتف متجها للأمن الذي عينه لفيروز
– افندم باسم باشا
– إيه اللي بيحصل عندكم.. كان الرجل تحرك منذ خمس دقائق متجها لأحد الكافيهات
– مفيش حاجه يافندم كله تمام
انت فين يابني.. قالها باسم بصراخ.. مماجعل جواد ينتبه لصراخه عندما كان مشتت بالآلام الماضي
ارجع فورا على الشقة وشوف مين هاجمها وخطف البنت حسابكم عسير معايا
قصدك البنت اللي في شقة جاسر… قالها جواد
أومأ برأسه دون حديث
هنا غامت عيناه بالدموع عندما تذكر حديثه لناجي بالصباح
– بنت اخوك في شقة ابني وبلاش تصرخ كدا.. روح خدها مش إحنا اللي نخطف بنات الناس… دي واحدة حبت تحتمي بينا.. وابني اتعلم اللي يقصده بحاجة ميرجعوش ندمان
ضرب ناجي على مكتب جواد يرفع سبابته
– لسة حسابنا مخلصش ياحضرة نظر للافتة المكتب.. ثم قال
– ياحضرة اللوا.. قالها بسخرية متحركا للخارج
خرج من شروده عندما وصل للمشفى
بفيلا صهيب
جلست جنى بأحضان والدها تبكي بعدما قصت له ماصار
تذكر صهيب عندما اتجه لجواد بمنزل حازم ولكنه تسّمر عندما استمع لحديث جواد حازم لوالده..
ضم ابنته الباكية لأحضانه عندما شعر بأختلاج صدره بشهقاتها وكلمات جواد التي اخترقت صدره كالطعنات المسومة تمزقه ألما
رفع وجهها وحضنها بين راحتيه ينظر لمقلتيها
– حبيبتي احكيلي ليه جواد عمل كدا.. وفيه حاجة بينكم.. إيه اللي وصله أنه يرفع ايده عليكي يابنتي
أختبأت بأحضان والدها التي أعتبرتها ملاذها الوحيد الآمن عندما شعرت بأن أقربهم لقلبها اطعنها بشدة
حاولت استجماع الكلمات فالأمر مؤلم للعائلة بأكملها.. ورغم ذلك لم تستطع كتمان مايؤلم روحها
امسكت كف والده وتحدثت بهدوء
– اوعدني تسمعني للاخر.. قبل ماتحكم
قاطعهم دخول أوس
عمو صهيب
نهض صهيب ينظر لحالة اوس وأردف متسائلا
– إيه يابني فيه إيه.. اتجه ببصره لجنى الباكية ثم إليه وتحدث قائلا
– عايزك بموضوع مهم
قبّل جبين جنى
– هروح مع ابن عمك اشوفه عايز إيه وهرجعلك
❈-❈-❈
عند عز وربى
تجلس بحديقة منزله أمام حمام السباحة
يضمها لأحضانه
– من بكرة عايزك تهتمي بحياتك الجامعية..مش عايز تقصير ياروبي..ولو احتجتيني في أي حاجةهتلاقيني دايما معاكي
رفعت رأسها تنظر إلى وجهه القريب منها
– بابا كان عايزك ليه ياعز مقولتليش
ابتلع ريقه من أقترابها وأنفاسها التي تحاوطه..رفع يديها مقبلها
– بيوصيني على روحي..بيقولي خلي بالك من روحك،عارفة طبعا شغل جواد الألفي
ابتسمت له ابتسامة رقيقة
– متغلطش في بابا يازيزو…دا الحب الأكبر ياحبيبي
شدد من إحتضانه يضمها أكثر مردفا
– عز بس حبك الأكبر مش مسمحولك بحد تاني حتى لو جواد الألفي نفسه
دفعته تقهقه عليه
– لا ياحبيبي بابا دا أكبر حب ومستحيل حبك يساويه وخليك عارف من الأول كدا.. بابا حاجة وانت حاجة تانية بعيد عنه تمام ياعزي
ظل ينظر إلى شقاوتها بصمت ثم ابتسم وتحدث
– عارفة إنتِ عايزة إيه
ضيقت عيناها وتسائلت
عايزة ايه مش فاهمة
جذب رأسها إليه يضم ثغرها بخاصته التي التهمها… كان هناك من يقف بنافذته ينظر إليهما ونيران تتأكل بصدره… ولكن قاطعه رنين هاتفه
– جاسر الألفي اتصاب ياجواد وحالته خطيرة
هب سريعا مهرولا للخارج متجها لعز سريعا وصل إليه خلال دقيقة واحدة… جاذبه من جلوسه
– تعالى معايا فورا فيه مشوار عايزك فيه ضروري
قطب عز مابين جبينه متسائلا
– مالك يابني مشوار ايه اللي عايزني فيه دلوقتي
جذبه متحركا للخارج وهو ينظر لرُبى دون حديث… قابلتهم جنى التي شاهدت اقتحام جواد لجلسة عز وربى… ظنا منها إنه متغاظا
-عز حبيبي فيه موضوع عايزة اكلمك فيه
جذبه جواد وهو يرمقها بغضب
– بعدين لما نرجع
توقفت أمامه واشارت بسبابتها بغضب
-ابعد أنا عايزة اتكلم مع اخويا
دفع جواد عز الذي ينظر اليهما بغباء
– هو اللي بيحصل..مين مزعل مين
لم يجبه جواد واستقل سيارته سريعا وهو يراقب جنى التي تقف ونيران الغضب تخرج من عيناها لو تحرق لأحرقته
– جاسر انضرب بالنار وعمو جواد ووالدك واوس في المستشفى…لسة عارف حالا..طبعا مينفعش اتكلم قدام حد وخصوصا إن والدتك متعرفش
جحظت عيناه بقوة من حديثه
-جاسر!! وهو اخباره ايه
منعرفش لسة هو في العمليات
❈-❈-❈
عند غنى وبيجاد..قبل قليل
بعد خروج جواد اتجهت غزل تطرق الباب
سمح بيجاد بالدخول لفتت تبحث بنظراتها عن غنى
– فين غنى ياحبيبي؟
في الحمام..أجابها بهدوء..
اتجهت تجلس على المقعد تنظر إليه بتقيم
– بيجاد تعالى جنبي عايزة اتكلم معاك قبل ماغنى تيجي
أومأ برأسه وجلس بجوارها
تنهدت غزل بوجع..فهي تحمل بصدرها من الغصص مايكفي
هدأت قليلا بعدما سحبت قليلا من الهواء تملأ رئتيها ثم أردفت
– تممت جوازك من غنى ولا لسة يابيجاد
ذُهل بيجاد من حديثها وحالتها التي تبدو عليها..رفع يديها وضمها بين راحتيه
ممكن تدخلي في الموضوع على طول ياانطي لو سمحتي
تجمع خط من الدموع بعيناها ثم اردفت بصوتا مكتوما
– أنا جاية اقولك زي ماجواد قالك قبل كدا لو حاسس إنك هتتعب وتيأس فأنا بعفيك يابني من دلوقتي..ضمت وجهه وانسدلت عبراتها التي تكبتها منذ فترة حتى لا تحزن زوجها
– ممكن تتحرم من أكبر نعمة ربنا انعمنا بيها..فدلوقتي أنا بكلمك بقلب أم مفطورة على ضناها..إنت ابني برضو زيك زيها..للاسف العلاج اللي غنى هتاخده هيأثر عليها وممكن متبقاش أم…فلو ياحبيبي
هب واقفا كمن لُدغ وتحدث بصوتا مكتوما
– يبقى دا نصيبي ياطنط غزل..لو ربنا أراد يبقى فضل وكرم من عنده..اما لو ربنا ماأردش يبقى نصيبنا كدا والمفروض نحمده عليه..أهم حاجة انها تفضل عايشة وبصحة كويسة
ضمته غزل لأحضانها وظلت تبكي بشهقات عندما وجدت تمسكه بأبنتها.. رأت به زوجها
خرجت غنى تنظر إليهما
دا إيه العشق الممنوع دا.. يازوجي الحنون.. واخد البنت وأمها
خرج من أحضان غزل وهو يرسم ابتسامة على وجهه
– شوفتي جمال أكتر من كدا ياطنط
ضحكت غزل عليهما ثم خرجت ولكنها توقفت تنظر لأبنتها بحب
– هأجل جلسة علاجك لبكرة الصبح.. اعذريتي حبيبتي كان عندي عمليات كتيرة النهارده.. فبكرة إن شاء الله…
اتجهت غنى تقبل والدتها بحنو
– ولا يهمك حبيبتي.. احسن حاجة بيجاد خنقني فعايزة اخد حقي منه الليلة
جذبها لأحضانه ينظر لغزل
– اه ياحماتي العزيزة عايز أسهر مع ماي وايف النهارده
لكمته بجنبه
– مايك مكسور ياخويا.. خرجت غزل تضحك عليهما.. ولكن اختفت ضحكاتها بعدما أغلقت الباب
– ربي لقد اختل توازني.. ربي ازل عنها آلالامها.. ربي عبدك الضعيف يستغيثك فأغيثه
تحركت متجهة لغرفتها حتى تنعم بقسطا من الراحة قبل رجوع زوجها..
بالغرفة
حاوطها بذراعيه وهو يرفع حاجبه بشقاوة
هو اللي بياخد شاور بيحلو كدا
تنفست بتثاقل وهي تدفعه بوهن
– بيجاد وسع.. هضربك
قهقه عليها وهو يرفعها من خصرها
– أموت أنا في ضربك ياروحي
دفعته بكلتا يديها
– بقولك ابعد ومتكلمنيش من هنا لحد يومين لما أشوف اخرتها معاك ايه
جذبها رافعها بين يديه
– وحياتك كل اللي قولته هو الحقيقة.. عايزة تكذبي جوزك ياغنونة
صرخت حتى ينزلها
– جوز مين دي إن شاء الله.. لا ياحبيبي فوق والله مايحصل عايزني افضل على ذمتك بعد اللي عرفته
ضمها لأحضانه
– ويهون عليك بيجادك ياغنون
ابتلعت ريقها عندما ضربت أنفاسه الساخنة عنقها.. ابعد يابيجاد لو سمحت احنا اتفقنا
رفع حاجبه بسخرية مردفا
– انتِ اللي حطيتي شروط ياقلبي وأنا مقولتش رأي
قالها متجها لفراشهما جالسا عليه
اتجهت تنظر إليه بغضب
– لا اتفقنا يابيجاد وهتنفذ شروطي قالتها وهي تشير بسبابتها إليه
امسك سبابتها وتحدث
– مابلاش الصباع دا فيكي تغيري للصباع التاني يعني مثلا ماله دا
دفعته بكل قوتها حتى سقط على الفراش وهو يقهقها عليها وعلى غضبها اللذيذ إليه
ظلت تلكمه
– بطل تضحك متنرفزنيش
جذبها حتى هوت فوقه.. وحاوطها بذراعيه ومازال يضحك عليها كانت كحبة فراولة ناضجة وجب اكلها بسبب تحول لونها للقاني بسبب غضبها الذي يروقه كثيرا.. امسكت ذراعيه وضغطت باسنانه حتى دفعها بقوة وهو يقول
-يابنت العضاضة.. اتجهت اليه
– لازم أعلمك الادب يابن المنشاوي
ظلت تلقيه بكل مايقابلها
تراجع للخلف وهو يضحك عليها
– خلاص وافقت على شروطك… ولكنه توقف فجأة عندما وجد ملابسها موضوعة فوق المقعد
امسك قطعة ورفعها أمامها
– واو دا ايه الجمال دا
توقفت عن الحركة واشارت بيديها
– بيجاد هات الهدوم عيب على فكرة قالتها وهي تبعد ببصرها عنه
ظل يتلاعب بتلك القطعة ثم أردف بخبث
– أشوفها الأول على الجثة اللي قدامي دي الأول
ضربت بقدمها بالأرض وكادت أن تبكي
– إنت بارد ومستفز على فكرة
اقترب حتى ضمها لأحضانه
– إشش أنا بهزر معاكي ياحبيبي.. رفع رأسها ينظر لعيناها التي خطفت لُب قلبه
ولامس خديها بأصبعه
– كنت بهزر معاكي على فكرة.. مفيش غير اللي قولته.. بعد مارجعنا تاني يوم للمزرعة اتصلت بعمتي ألومها لقيتها منهارة من العياط… روحت لعندها لما سبتك وقولتلك ساعتين وراجع
للأسف فيه واحد استغل ماسة وحطلها حبوب منومة وطبعا بلاش تعرفي الباقي.. رجعت لوالدتها وهي منهارة وحكت لها.. طبعا أنا كنت مفكر دي لعبة من ماسة عشان اتجوزها.. نظر لاسفل وتحدث
– ماسة من صغرها وهي بتحبني.. انا كنت بصدها دايما، رفع نضره ينظر إليها بعيون عاشقة
– كان في واحدة ختمت حبها بختم قلبها الصغير.. قالت انت ملكي وبس،.. وكأنها كانت لعنة لكل البنات اللي قابلتهم.. مفيش واحدة قدرت تخطفني لحد مارجعت هي وأخدت مكانها الطبيعي..
اقترب يقبلها يهدوء
– لا ماسة ولا مليون غيرها قدر يخرج عشق غنى الطفلة ام خمس سنين من قلبي
رفعت يديها تضم وجهه
– حقيقي يابيجاد يعني عمر قلبك دا ما دق لحد غيري
وضع رأسه بعنقها يستنشق رائحتها حتى يملأ رئتيه من رائحتها المستحوزة عليه بالكامل
– بعد دا كله لسة بتسألي ياحبيبة بيجاد
جلس واضعها بأحضانه
– كنت مستعد اضحي بكل مااملك ياغنايا عشان حضن من دا بس…رفع وجهه يمسد على خصلاتها ويتحدث بصوتا مبحوح من كثرة عشقه لها
– يعني مقدرتش احب غيرك وانتِ مش موجودة هقدر اخونك ياحبيبي بعد مارجعتي وبقيتي مراتي… والله زي ماقولتلك مفيش بينا حاجة..دا مجرد عقد وقعدت شهر واحد وطلقتها.. وعلى فكرة عمو جواد عارف.. لكن بابا ميعرفش حاجة.. يعني ممكن باباكي يوافق عليا وهو عارف حاجة زي كدا… انا محبتش ادمر عمتي بعد مالجأتلي وخصوصا عمو عمر كان مسافر.. واللي متعرفهوش أبوها ميعرفش إلا قبل فرحنا بأسبوع… لما جالي وأنا معاكي فاكرة
– “بيجاد” قالتها بشفتين مرتعشتين مماجعله يلتقط شفتيها بقبلة يضع بها كل مشاعره المكبوتة لسنين ماضية ويذهب بها لأول مرة لجنة لا يوجد بها غيرهما فقط…. ظلا لساعات ينعمون بخلدهما بجنة الدنيا عنوانها ضربات قلبيهما.. واعتراف كامن بهما لم تكن سوى غنى بيجاد
❈-❈-❈
استيقظت مبكرا
تنظر لوجه النائم بهدوء.. كان كالطفل بنومه.. حدثت حالها
حقا هذا الذي بجوراي هو نفسه الذي كنت بين يديه بلأمس
ملست على خديه بهدوء.. إلى أن وصلت لشفتيه
وتذكرت ماكان عليه بلأمس حتى جعل قلبها يذوب كقطعة شيكولاته نعم تعشقه بجنونه الذي جعلها ترانيمه المقدسة
قبّلت جبينه ببطئ.. فتح عيناه وجدها بتلك الهالة التي جعلته ملكا متوجا لقلبها
خرج إسمها من بين شفتيه… أغمضت عيناها وتراجعت بجسدها عن مرمى بصره
عندما وضع يديه على عنقها ينظر إليها بعيون عاشقة
– صباح الحب ياغنايا ثم ابتسم بسخرية على طفولتها عندما وجدها تبعد عنه
– رايحة فين حبيبي.. هتوقعي من على السرير..
رفعت سبابتها وحذرته
– إياك تقرب تاني كفاية اللي عملته..وضعت يديها على وجهها
مكنتش أعرف إنك قليل الأدب كدا … لم تكمل حديثها عندما وجدت نفسها كحمامة طائرة بين يديه
ضحك بصوتا صاخب وهو ينظر لخجلها الذي ظهر على وجنتيها
– متخافيش مش هقرب منك ولا هبقى منحرف دلوقتي… ممكن أجل شوية الأنحراف… بس خليكي شطورة وادخلي خدي شاور.. قبل ماالدكتورة بتاعتنا تقتحم الجناح ونتفضح… انزلها ببطئ بالحمام
وقفت تنظر حولها تبعد عن نظراته إليها
– إنت مش هتخرج ولا إيه
رفع حاجبه وتحدث بسخرية
– اكيد هخرج بس لما أخد شاور
دفعته بيديها للخارج
– احلم برة ياحبيبي… قال شاور، روح خد بعيد عني قالتها ثم أغلقت الباب بوجه… جلست تضع يديها على صدره من ارتفاع دقاته
– لقد اصبح عشقها له فاق الحدود… هل ستنعم بعشقا كوالدتها
نظرت لنفسها بالمرآة.. ورأت شحوب ببشرتها.. وشعرها الذي بدأ يتساقط بقوة
جثت على أرضية الحمام وهي تبكي بشهقات مرتفعة.. تضع يديها على فمها حتى لايسمعها… ولكن كيف لم يسمعها هو لم يتزحزح انش واحد بجوار الباب وكلمات غزل تخترق آذانه
“بيجاد الفترة الجاية عينك متنزلش من عليها.. ممكن تنزف . ممكن يغمى عليها… غير تغير ملامحها اللي بدأ يظهر وشعرها اللي بدأ يوقع بشدة… أنا اخدت اجازة كاملة عشان اتفرغلها مستحيل اسيبها تبعد عني.. لكن طبعا طول ماانت موجود معاها هتكون عنيا لازم تعرفني أي جديد.. غنى بتحبك سيبك من كلامها دا كله
دفع الباب ودلف للداخل وجدها متكومة بجوار البانيو وتبكي بنشيج
القت نفسها بأحضانه وهي تبكي وتصرخ
– طلقني يابيجاد أنا منفعكش.. ذنبك إيه تفضل مع واحدة بالبشاعة دي
رفعت يدها المليئة بخصلاتها
– شوف غنى بقت ازاي.. معنتش البنت الجميلة اللي هتتباهى بجمالي ولا شعري زي ماكنت بتقول
ضمها بقوة وانسدلت دموعه بغزارة على حالتها التي ادمت قلبه
حملها متجها للبانيو وقام بفتح المياة وهو يضمها لأحضانه
– اهدي حبيبتي.. كله هيعدي.. كانت تنظر لخصلاتها التي تتساقط بقلبا مفطور
رفعها بعدما قام بتحميمها كاملا ثم قام بتجفيفها وهي ترتعش بين يديه وتهمس
– طلقني يابيجاد.. انا مستحيل افضل معاك
ثم سقطت بين ذراعيه.. قام بحملها سريعا بعدما ألبسها ثيابها بالكامل.. متجها لفراشهما وقام الأتصال على غزل
التي وصلت سريعا لأبنتها
نظرت لأبنتها التي كانت بأحضان بيجاد وحالتها التي تغيرت بالكامل وهي تهز رأسها بعنف وتصرخ ببيجاد
لازم مستشفى يابيجاد فورا… البنت هتضيع مننا… صرخت باسمها علها تفتح عينها ارتبكت غزل… وشل عقلها عن التفكير في وصول جواد الذي اقتحم غرفة ابنته وهو ينظر بفزع لأبنته التي بين يدي زوجها كاجثة هامدة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى