روايات

رواية شيخ في محراب قلبي الفصل الثالث 3 بقلم رحمة نبيل

رواية شيخ في محراب قلبي الفصل الثالث 3 بقلم رحمة نبيل

رواية شيخ في محراب قلبي البارت الثالث

رواية شيخ في محراب قلبي الجزء الثالث

رواية شيخ في محراب قلبي
رواية شيخ في محراب قلبي

رواية شيخ في محراب قلبي الحلقة الثالثة

هبطت فاطمة من البناية وهي تتحدث بضيق شديد تنظر للورقة بيدها بحنق فقد نست إحضار الزيت لتجبرها والدتها على الهبوط مجددا وإحضاره وللمرة الثانية تقابل بثينة في الطريق لتتسائل بتعجب ألا تملك تلك الفتاة بيتا فهي دائما تجدها في الشارع….

أشارت بثينة لها بيدها أن تقترب وما كادت فاطمة تتحرك جهتها حتى سمعت نباح كلب خلفها وكان الصوت يقترب أكثر و أكثر حتى شعرت أنه سيهجم عليها في أي ثانية ، و دون حتى أن تلتفت خلفها أطلقت لساقيها الريح وهي تصرخ بفزع شديد وتركض كالخرقاء بينما توقفت بثينة في منتصف الطريق وهي ترمقها تركض هنا وهناك كالمجنونة .

كانت فاطمة تصرخ برعب وقد أخذت دموعها تهبط بشدة فتشوش الرؤية بسبب نظارتها ، تتذكر حينما عضها أحد الكلاب في منتقطهم القديمة أثناء طفولته لتعاني من بعدها من فوبيا شديدة تجاه هذه الكائنات …كانت تبكي بخوف وهي تركض تخشى حتى النظر إليه ،لتجد فجأة أحد المحلات وبابه مفتوح ……لذا ودون تفكير كانت تركض جهته وهي تنظر خلفها ترى كلب كبير اسود اللون أقرب للذئاب منه للكلاب وكلمات بثينة العالية تصدح خلفهم تحاول مساعدتها :

_ متجريش ياهبلة وهو مش هيعملك حاجة .

لكن وكأنها كانت تطلب المستحيل ففاطمة لم تستمع لها بل وبسرعة رهيبة كانت تدخل للمحل وهي تصرخ بفزع أن ينجدها أحد ولكن أثناء دخولها كانت تنظر للخلف خوفا أن يعضها الكلب و في ثواني شعرت بنفسها تصطدم في أحد لتأخذه وتسقط به ارضا بعنف شديد ويعلو صرخات ذلك الشخص وقد صدم مما حدث فجأة شعر بأحد يعانقه ثم يأخذه ويسقط به ارضا ……

وصلت بثينة لمحل الحلاقة الخاص بالعم لؤي بعد أن حملت حجارة وابعدت بها الكلب لتدخل سريعا وهي تلهث بقوة وعنف وما كادت تتحدث حتى وجدت الجميع يحدق بصدمة كبيرة ارضا لتنتقل بعينها حيث ينظر الجميع وفجأة شهقت بصدمة وهي تهمس :

_ يا ليلة سودة …….
صدمة كبيرة وصمت مهيب عقب صراخ ذلك الذي سقط ارضا وفوقه فاطمة التي فتحت عينها بصدمة لسماعها تلك الصرخات والتي تعلمها جيدا وكيف لا وهي استمتعت إليها مرتين في نفس اليوم وهذه هي الثالثة …..

كان زكريا أسفل فاطمة يتأوه من ظهره مغمض العين لم يرى حتى من سقط عليه لذا ودون معرفة من الذي سقط كان يصرخ بعنف شديد وهو يدفع الجسد بعيدا عنه بقوة كبيرة :

_ ابتعد عني يا احمق

لوى هادي فمه وهو يحرك يده بحسرة على تلك الفتاة فزكريا حتى الآن يظن أن أحدهم هو من سقط عليه …..اتجهت بثينة سريعا لفاطمة وجذبتها بعنف من فوق زكريا الذي كان يغلق عينه ويستغفر ربه بحنق على ذلك الأبله الذي كسر له فقرات ظهره .

ابتلعت بثينة ريقها وهي تنظر بحسرة لفاطمة هامسة بخوف :

_ يعني من بين كل دول ملقتيش غير الشيخ وتقعي عليه ؟؟؟

رمقتها فاطمة بتعجب شديد وهي تمسك ذراعها الذي تأذى من السقوط مفكرة هل كان يجب أن تنتقي الشخص الذي ستسقط عليه ام ماذا ؟؟؟

نهض زكريا بعنف شديد وهو يرتب ثيابه ورفع عينه بعنف لذلك الذي أمامه والذي علم أنه هو من سقط عليه وبمجرد أن رفع عينه حتى اتسعت بشدة وبصدمة مما رأى إذا من سقط منذ قليل واستوطن أحضانه كان فتاة .

خافت فاطمة كثيرا من نظراته لها وشعرت أنه سيحرقها لذا و دون أن تمنحه ثانية واحدة كانت تركض خارج المحل برعب شديد ولم تعطه الفرصة للتحدث فقد كان جسدها يرتعش رعبا من نظراته

تنفس رشدي الصعداء لذهاب تلك الفتاة من أمام صديقه الذي يبدو كما لو أنه يشتعل الآن.

نظر هادي لبثينة بحزم مشيرا لها بالرحيل سريعا لتلوي فمها بضيق من نظراته وكادت تتحدث لولا كلمته التي خرجت منه بعنف :

_ على البيت ….

تذمرت بثينة منه وخرجت سريعا دون حتى قول كلمة واحدة عكس طبيعتها الثرثارة .
نظر رشدي لصديقه وهو يهز رأسه بيأس من تصرفاته وتحكماته في جميع نساء عائلته لطالما كان الأحمق هادي هو أشدهم تحكما في من حوله وذلك بسبب وفاة وعمه والده وتسلمه هو لكل أمور العائلة وبالتالي كان يخشى أن يغفل يوما عن أحد ويتسبب لنفسه في أي مشاكل .

كان زكريا يتنفس بعنف شديد وهو يتذكر احتضان تلك الفتاة له وسقوطها عليه استغفر ربه فمن الواضح أنها لم تقصد ذلك لكن هو ولأول مرة يسمح لفتاة غريبة بلمسه وهذا الأمر يجعل جسده ينتفض غضبا، خرج زكريا من المحل سريعا دون حتى أن يتحدث بكلمة واحدة والجميع ينظر في أثره بتعجب شديد .

____________

كانت فاطمة تركض على الدرج سريعا وهي تنظر خلفها تخشى أن يكون ذلك المرعب قد لحق بها كانت ضربات قلبها تزداد بشدة وهي ترى الرؤية مشوشة أمامها بسبب نظارتها التي امتلئت دموع وصلت واخيرا للشقة الخاصة بها وفتحتها بمفتاحها الخاص سريعا واتجهت لغرفتها وكأنها لا تستمع لنداء والدتها التي تسألها عن زجاجة الزيت التي هبطت لاحضارها لكن فاطمة كل ما فعلته هي أنها ركضت لغرفتها سريعا والقت نفسها على الفراش وهي تتنفس بعنف وخوف، ما تزال ترى عينه المرعبة تلوح أمام عينها ابتلعت ريقها بخوف شديد تتسائل هل كل ذلك الغضب لأنها سقطت عليه بدون قصد ، تقسم أنها لم تقصد الأمر .
تنفست بعنف وهي تحاول أن تهدأ نزعت نظارتها ووضعتها جانبها ثم وفي ثواني انفجرت في البكاء وهي تتذكر ما عرضت نفسها له بسبب غبائها نظرات الجميع لها كانت وكأنها تخبرها ” هل أنتِ خرقاء أو ما شابه ؟؟ ”
حاولت أن تهدأ خاصة وهي تستمع لصوت والدتها ترحب ببثينة في الخارج وشيماء اعتدلت سريعا في جلستها وهي تحاول أن تتنفس لتهدأ ولا تبدو أمامهن كفتاة بكاءة بلهاء وسرعان ما أطل عليها وجه شيماء البرئ والجميل والتي كانت ملامحها عكس بثينة تماما فبثينة كانت ملامحها حادة وبشدة مخيفة لمن لا يعرفها.
تحدثت بثينة وهي تنزع حجابها تلقيه على الفراش ثم جلست جوار فاطمة وجذبتها بعنف لاحضانها قائلة بحنق :

_ عيطي يا اختي عيطي ؟؟؟ اول يوم ليكِ وتقعي على الوحش بتاع الحارة يا خسارتك في البهدلة يا ضنايا

حدقت فيها فاطمة بتعجب من بين دموعها وهي تهمس بتعجب :

_ وحش ؟؟؟

لوت بثينة فمها بضيق وهي تتحدث بنبرة يتضح فيها الغيظ والغضب والسخرية :

_ اه يا ختي الشيخ زكريا ….بصي الحارة كلها كوم والراجل ده كوم تاني ملكيش دعوة بيه لانه رخم وثقيل اساسا

تحدثت شيماء بضيق من حديث صديقتها فهي تعرف مقدار كرهها وبغضها لزكريا دون وجه حق :

_ حرام عليكِ يا بوسي يعني هو كان عمل ايه عشان كل ده ؟؟ ده اطيب حد في الحارة كلها وخدوم .

ضحكت بثينة بسخرية كبيرة :

_ اه خدوم فعلا …….ده معقد وبيمشي يوزع عقده على خلق الله ويفضل يبص في الارض لما يتكفي على وشه راجل خنيق وقفل مش عارفة اساسا عائلته مستحمله تعيش مع خنقته ازاي

نظرت لها فاطمة بتعجب من حديثها ذاك هل هو سيء لهذه الدرجة ؟؟

هزت شيماء رأسها بضيق من حديث بثينة فهي لطالما كرهت زكريا دون وجه حق وذلك من بعد المواجهة بين الاثنين والتي خلفت من خلفها حرب باردة بينهما او على الاقل من جهة بثينة .

_ مش عارفة اساسا هادي مستحمله ازاي ؟؟؟

نظرت فاطمة لبثينة بتساؤل :

_ هادي ده اخوكِ ؟؟؟؟

ابتسمت بثينة بسمة واسعة وهي تهز رأسها برفض :

_ لا ده ابن عمي بس متربيين مع بعض من صغرنا

هزت فاطمة رأسها بتفهم لتتحدث شيماء وهي تحاول تغيير الموضوع ثم قالت :

_ فيه محل حلو اوي فتح جديد على اول الشارع عايزين نبقى نروح نشوف اللبس عنده اياكش الاقي مقاسي بس .

نظرت لها فاطمة بحزن لنبرتها تلك ونظرتها المحرجة لتقول وهي ترمق جسدها :

_ليه بتقولي كده يا شيماء أنتِ جسمك حلو ياقلبي هو بس محتاجة تخسي شوية صغننة وهتكوني قمر

تحدثت شيماء بسخرية تقطر وجعا :

_ قولي كده للناس اللي شايفيني عاملة خطر وممكن انفجر في أي لحظة

فزعت فاطمة لحديثها فهي ليست سمينة لهذه الدرجة …
نظرت شيماء لاصابعها التي تفركها بحزن :

_ كله شايف اني تخينة و وحشة

صرخت بها بثينة بغيظ شديد لتقليلها من نفسها :

_ قطع لسانهم ده انتِ زي القمر ….

هبطت دموع شيماء بوجع وخجل من مظهرها :

_ انتِ اكتر واحدة عارفة كويس يا بوسي انا عاملة ازاي

صمتت ثم قالت وهي تحاول تمالك نفسها :

_ مفيش حد بيبصلي اساسا ولا فيه حد اتقدملي زي بقيت البنات اللي من سني غير هو واحد بس وطبعا مش محتاجة اقول ايه اللي حصل وقتها لما شافني

انهت حديثها لتقترب منها فاطمة وتجذبها لاحضانها برفق وهي تهمس لها بكلمات مواسية بينما بثينة تنظر لها بوجع لحالتها تلك فهي حساسة وبشدة فيما يخص مظهرها وجسدها وهذا ما يسبب لها العديد من المشاكل مع الجميع خاصةً اخيها الذي يتشاجر معها دائما لتقليلها من شأن نفسها لطالما غضب منها وخاصمها لما تفعله بنفسها فهي قد يصل بها الحال لحرمان نفسها من الطعام حتى ………..

__________________

عاد زكريا للمحل مجددا دون حتى كلمة واحدة وايضا الجميع لم ينبث أيّا منهم بكلمة ، انسحبت وداد من بين الجميع وهي تعود لمنزلها بينما نظر لؤي للجميع منتظرا تفسير عما سمعه منذ قليل .

تنهد زكريا وهو يشير لوالده بالجلوس ثم بدأ يقص عليه كل ما حدث معهم بدءا من خطفهم عن طريق الخطأ حتى تلك اللحظة التي يجلسون بها معه .

فتح لؤي فمه بصدمة ثم نظر لفرانسو وأحمد وصمت قليلا وبعدها تحدث :

_ وانتم هتساعدوهم ازاي ؟؟؟؟

ابتسم احمد بارتياح فقد ظن أن لؤي سيهجم عليهم في أي لحظة بسبب نظراته المخيفة لكنه خيب أمله وكان متفهما لما فعلوه .

تحدث فرانسو ببسمة واسعة :

_ يعني انت هتساعدنا ؟؟؟؟

تنهد هادي بارتياح بعدما أنهى هو جملته دون أي أخطاء قد تستوقف زكريا

هز لؤي رأسه بإيجاب ثم أشار للباب ….نظر الجميع حيث يشير بتعجب ولم يفهموا قصده ليتحدث ببسمة باردة :

_ كل اللي هقدر اساعدكم فيه هو إني أشيل المحل انهاردة واعفيكم منه غير كده انا out

نظر زكريا لوالده بحنق شديد فتحدث لؤي مشيرا لهم بالخروج :

_ روحوا اي نيلة تانية شوفوا هتعملوا فيها ايه بعيد عني يلا اسرحوا …….

نظر الجميع لبعضهم البعض ثم أشار لهم هادي باتباعه ….سار الجميع خلف هادي والهمسات المتذمرة تعلو بينهم لما فعله بهم لؤي .

أخذ هادي الجميع حتى شقته فهو الوحيد المتاح فيهم الآن فشقة رشدي بها أخته وزكريا للتو أخبرهم والده أن يفعلوا ما يشاءون بعيدا عنه ….ولذا لم يتبق لهم سوا شقتة هادي .

دخل الجميع للشقة وأشار لهم هادي بالتزام الهدوء ثم سريعا ادخلهم لغرفته وهو ينظر حوله بحثا عن والدته لكن لم يجد أي أثر لها ابدا لذا رجح أنها ربما تكون خرجت لأجل التسوق أو ماشابه ……..

جلس الجميع واستقروا في غرفة هادي ليتحدث رشدي مشيرا له :

_ روح يا هادي يا حبيبي قلّب تلاجتكم وشوفلنا اي حاجة نأكلها

ابتسم هادي وهو يلقي نفسه على فراشه براحة شديد متمددا يضع قدم على قدم :

_ روح ولو لقيت حاجة خدها انا مش فايقلك .

لوى رشدي فمه بضيق منه ثم ضرب قدمه بعنف ونهض ليبحث عن شيء يأكله تاركا الجميع في الغرفة يفكرون في طريقة لإيجاد ذلك المدعو أحمد النمرس ………

دخل رشدي للمطبخ يبحث عن شيء لاكله وأخذ يقلب في الثلاجة وهو يحمل اشياء عديدة ويخرجها يضعها بجانبه حتى انتهى وحمل كل ما جمعه ثم اتجه للغرفة مجددا ووضع كل شيء على فراش هادي وأخذ يحضر بعض السندوتشات ويعطيها للجميع .

رفع هادي رأسه ليرى ما يفعل رشدي فوجد أنه تقريبا أحضر كل شيء تحتوي عليه ثلاجتهم ليتحدث ساخرا :

_ كان فيه نص لمونة في باب التلاجة مجبتهاش ليه؟؟

أخرج رشدي نصف الليمونة من أسفل الطعام وأشار له بعدها بمعنى “لا تخف لم انسها “

انفجر زكريا في الضحك عليهم وهو يتناول بعض الطعام من يد رشدي الذي كان يلعب دور والدتهم في هذا الوقت ……

نظر رشدي لفرانسو وهو يشير للطعام :

_ تاخد تاني يا فرانسو متتكسفش البيت بيتك

هز فرانسو رأسه ببسمة وهو يشير بما بيده بمعنى أنه اكتفى .

ساد الصمت بين الجميع وهم يتناولون الطعام بهدوء شديد حتى بدأ احمد في التحدث :

_ هنعمل ايه ؟؟؟النمرس زمانه مختفي دلوقتي ومش هنقدر نوصل ليه

تحدث رشدي وهو يأكل بنهم شديد :

_ لو حابب تخرج الفار من جحره بتعمل ايه ؟؟؟

أجاب زكريا عليه ببسمة يفهم جيدا فيما يفكر :

_ نحطله حتة جبنة

نظر لهم احمد بغباء هو وفرانسو بينما كان هادي يستمع لهم بتركيز شديد …
تساءل احمد عن مقصدهم ليجيبه رشدي وقد انتهى للتو من الطعام ثم نظر له نظرة خبيثة غامزا :

_ يعني نحطله طعم يسحبه لبرة وواحد زي النمرس ده ديلر وبتاع برشام ايه اللي ممكن يخرجه من جحره ؟؟؟

_ مدمن …..

كانت تلك كلمة فرانسو الذي فهم ما يقصدون ليوافقه رشدي على حديثه ببسمة وهو يكمل حديثه بجدية كبيرة :

_ هنحاول نخلي واحد يدور في المنطقة بتاعته ويعمل نفسه محتاج مخدرات أو برشام ووقتها ولاد الحلال كتير …هيدلوه على مكان النمرس ووقتها يكون هو على اتصال معانا ونقدر نهجم عليه وناخده نظبطه وبعدين نسيب العدالة تاخد مجراها

تحدث زكريا بتخوف قليلا من الأمر فهم يتعاملون مع مدمنين وتجار للممنوعات :

_طب وهو اللي هيروح ليهم هيكلمنا ازاي يعني مش هما هيفتشوه قبل ما يوصل ليهم .

هز رشدي رأسه برفض وهو يشرح له الأمر :

_ يابني ده ديلر مش تاجر مخدرات يعني عيل تافه فأول ما هيشوف ضحية جديدة هيريل عليها من غير ما يفكر اساسا .

تحدث هادي بتذاكي وهو ينظر لهم :

_ طب ما نحط ليه جهاز تتبع يا جماعة ونريح دماغنا .

نظر له زكريا بحنق اجابه بسخرية كبيرة :

_ جهاز تتبع ؟؟؟ واحنا هنجيب منين جهاز تتبع دلوقتي شايفنا مافيا ولا شرطة ؟؟؟ لامؤاخذة يا رشدي .

أشار له رشدي برأسه :

_ خد راحتك يا حبيبي ….

تحدث فرانسو بما يفكر به :

_ ومن هو الطَعم ؟؟؟

أشار له زكريا ليتوقف عن الحديث مجيبا إياه :

_ حبيبي يا فرانسو الطَعم بفتح الطاء دي لما رشدي يديك سندوتشات وتلاقي طعمها زي وشه إنما الطُعم ده هو شيء بتحطه عشان تستدرج……

قاطعه رشدي بضيق شديد :

_ خلاص يا حبيبي مش محاضرة هي …وانت يا فرانسو ابوس ايدك بلاش تتكلم قدامه ، لما يمشي ابقى طلع كل اللي جواك

تحدث احمد بعدم فهم :

_ ايوة يعني مين الطعم برضو ؟؟؟؟

نظر رشدي ببسمة جهة هادي الذي كان يتسطح باسترخاء شديد :

_هادي طبعا هو احنا لينا غيره؟؟؟صاحب الوجه الملائكي والقلب الطاهر البرئ

_____________

نهضت بثينة وهي ترتدي حجابها مجددا مشيرة للفتاتين للحاق بها وهي تتشدق بضيق :

_ تعالوا معايا نخرج اللحمة من الفريزر بتاع مرات عمي

نظرت لها فاطمة بتشنج لما تقول ولم تفهم حديثها لتزفر بثينة بضيق وهي تتحدث وتشرح لهم الأمر :

_ انهاردة مرات عمي عزمانا وخرجت هي وأمي عشان يجيبوا الطلبات وأنا نسيت أخرج اللحمة زي ما قالوا

توقف شيماء وهي تتحدث بتعجب :

_ طب ما تكلمي هادي وهو يخرجها يابنتي وخلينا قاعدين براحتنا .

ابتسمت بثينة بسخرية وهي تجذبهم للخارج :

_ وهو أستاذ هادي بيقعد في البيت انهاردة تلاقيه في المحل مع الشيخ ورشدي.

زفرت شيماء بضيق وهي تلحق بها وقد تم إفساد جلستهم كالعادة .

سارت الثلاث فتيات خارج شقة فاطمة والتي تقع بجوار شقة هادي لتخرج بثينة مفاتيح شقة عمها والتي تحتفظ بها دائما أثناء خروج زوجة عمها بطلب منها …….

____________

وقف هادي على الفراش الخاص به وهو يصرخ بهم بغيظ شديد :

_ ليه يا خويا إنت وهو اشمعنا أنا اكون مدمن ؟؟؟

أشار له رشدي ليجلس وهو يتحدث بحزم شديد أن يصمت ويستمع له :

_ اولا مينفعش زكريا لأن شكله ميوحيش بكده ابدا
ولا فرانسو اكيد واحد شعره بني سايح وبياض بحمار وعيون زرقا مش هيروح يشم بودرة ده آخره يشم غزل بنات … وأحمد غبي وممكن يبهدل الدنيا .

اعترض احمد وبشدة على حديث رشدي ليتحدث له رشدي بحاجب مرفوع :

_ خلاص مش غبي ….روح إنت.

تراجع احمد سريعا وهو يجلس مكانه مجددا مبتلعا ريقه يبتسم بتوتر :

_ لا انا غبي اساسا حتى عمي مجدي دايما يقولي يا احمد يابني إنت كفارة اخويا عن ذنوبه في الدنيا دي .

ابتسم هادي ساخرا ثم نظر لرشدي وقال :

_ طب والاستاذ موانعه ايه ؟؟؟

ابتسم رشدي وهو يضيف :

_ انا ظابط ….انا اللي بقبض على امثالك يا مدمن

ابتسم هادي بغيظ شديد ثم نزل من على الفراش وهو يتحرك في الغرفة بسخرية شديدة مقلدا أحد المدمنين وفي تلك اللحظة كانت الفتيات تعبرن من أمام الغرفة متجهين للمطبخ الذي يقبع في نهاية ممر غرفة هادي لكن توقفن بصدمة شديدة جراء ما وصل لمسامعهن ……

_ انا تعبان يا باشا والله اي حاجة ابوس ايدك انا خرمان …اي حاجة اديني اي حاجة انا بقالي يومين مش بنام حاسس إن فيه حاجة بتتحرك في دماغي هموت ابوس ايدك برشامة أو حقنة ..اي حاجة

شهقت بثينة بصدمة وهي تتراجع للخلف تضع يدها على فمها لا تصدق ما وصل لاذنها منذ قليل ……هادي مدمن ؟؟ومنذ متى ؟؟؟كيف حدث كل ذلك ولم يلاحظ أحد ؟؟؟؟
ودون أن تنتظر ثانية واحدة كانت تهرول للخارج تحت نظراته الشفقة من شيماء وفاطمة اللتان لحقتا بها سريعا ……

في الداخل اطلق رشدي صفير حاد وهو يحي هادي غامزا له بمرح :

_ ايه ياض الحلاوة دي ؟؟؟ كنت شمام وانا معرفش ؟؟

تحرك هادي وهو يهز كتفيه بكبرياء :

_ من انهاردة تناديني سيادة المدمن باشا شمام بيه

ضحك زكريا عليهم بشدة ثم تحرك جهتهم وهو يشير للجميع بالانتباه له حتى يخبرهم ما سيحدث ….

____________

_ مش قادرة اصدق بجد ….هادي اللي عمره ما حط سيجارة في بقه مدمن ؟؟؟؟

نظرت لها فاطمة بشفقة كبيرة تحاول أن تواسيها فما عرفته منذ قليل ليس بالهين

تحدثت شيماء في محاولة منها لتخفيف الأمر :

_ اهدي أنتِ بس يا بوسي وكل حاجة هتتحل .

رفعت بثينة وجهها لشيماء وهي تصرخ بعدم تصديق :

_ تتحل ؟؟؟هو ايه اللي يتحل؟؟انتِ مش عارفة يعني ايه هادي مدمن ؟؟؟يعني السند الوحيد لينا مدمن ؟؟؟الضهر الوحيد من بعد موت بابا وعمي مدمن …..يعني الحيطة اللي كلنا بنتسند عليها طلعت مايلة

انهت حديثها وهي تنفجر مجددا بالبكاء وشيماء تنظر لها بشفقة وحسرة كبيرة …هي محقة وبشدة فالأمر صعب للغاية تتخيل لو كان رشدي مكانه كانت لتنهار كليا …فجأة وكأنها أدركت الأمر فتحت عينها بصدمة كبيرة تتخيل أن هذا الفاسد هادي قد يسحب أخاها بطريقه الوعر ويدمر له مستقبله وحياته كلها ….يجب أن تنبه أخاها وتحذره من مرافقته.

كانت فاطمة مستمرة في التربيت على ظهر بثينة لها تخفف عنها القليل مما حصلت وهي تفكر أن بثينة ستعاني كثيرا في الأيام المقبلة ……..

__________________

كان الخمسة شباب يقفون على بداية الشارع الذي يوجد به محل حلاقة المدعو أحمد النمرس ….نظر رشدي للجميع جيدا وهو يعيد على مسامعهم الخطة مجددا :

_ تمام هنكون ورا هادي خطوة بخطوة وبرضو أول ما توصل ابعتلنا رسالة على طول واحنا هنراقبكم لغاية ما تيجي اللحظة الحاسمة وهبلغ القوات التي هتكون ورانا بالضبط ووقتها هتهجم عليهم متلبسين تمام ؟؟؟

هز الجميع رأسه بإيجاب ليربت رشدي على كتف هادي وهو يدفعه للبدأ ثم قال سريعا وقد تذكر شيء :

_ ركز يا هادي كويس لاحسن يعرفوا انك مش مدمن يعني كل شوية حك مناخيرك أو اهرش في دراعك و
…..

قاطعه هادي بضيق وحنق مشيرا للمكان بسخرية :

_ ما تروح انت يا خويا …ما اصل الشغلانة لمت …لو سمحت سيبني اشوف شغلي ومتدخلش .

رمقه رشدي بصدمة وما كاد يتحدث حتى وجد هادي يتركهم ويتوغل إلى داخل الشارع يسير بخطوات واهنة بعض الشيء وبشكل مزري وهو يرخي كتفيه .

سار هادي في الشارع ببطء وهو يحط أنفه من وقت لآخر ويلتفت حوله بريبة مصطنعة وكأن أحدهم يراقبه ثم ذهب وتوقف أمام المحل الخاص باحمد النمرس وهو يفرك أنفه بعنف وينظر حوله بتوتر شديد يتقمس الدور بإتقان على أمل أن يلفت نظر أحد رجال النمرس وبالفعل ما هي سوى دقائق وقد رأى أحد الصبية يقترب من مكانه وهو يبتسم له بسمة غريبة مردفا بخفوت :

_ فيه حاجة يا باشا ؟؟؟شكلك تايه ولا ايه ؟؟؟

ابتلع هادي ريقه وهو يفرك أنفه ثم نظر حوله بريبة شديدة وهو يتحدث بتقطع :

_ اصل هو …….

صمت قليلا ليشجعه الصبي بعينه على إكمال الحديث :

_ اصل ايه ؟؟؟عايز حد ولا ايه ؟؟؟قولي عايز مين وانا اقولك محسوبك يعرف أهل الحارة نفر نفر ….

تحدث هادي بصوت خافت وهو يفرك رأسه مدعيا الألم :

_ كنت عايز المعلم احمد النمرس …

ابتسم الصبي باتساع وقد صدق حدسه حينما رآه يقف بهذا الشكل خمن أنه أحد زبائن احمد النمرس إذا وسريعا تحدث ببسمة وهو يغمز له :

_ برشام ولا شم ولا حقن؟؟؟

تحدث هادي بصوت عالي نسبيا وهو يدعي فقدانه التحكم في نفسه :

_ أي حاجة هاتلي أي حاجة بس بسرعة عشان خرمان….

نظر الصبي سريعا حوله يتأكد أن لا أحد استمع أما تفوه به هذا الأحمق ثم سحبه خلفه وهو يحدثه بحدة شديدة :

_ اششش اخرس الله يخربيتك هتودينا في داهية اتنيل امشي معايا …..

لاحظ رشدي والشباب أن الصبي أخذ هادي ودخل به لأحد الشوارع الصغيرة لذا ودون أن يضيعوا وقت كانوا يركضون خلفهم وقد حرص رشدي على أن يبقي رجاله على علم بكل تحركاتهم……

سار هادي خلف الصبي في بعض الأزقة الضيقة وهو يتلفت حوله بريبة يحاول معرفة إذا كان الباقون يلحقون به ام فقدوا أثرهم وبعد سير طويل بين شوارع صغيرة وبيوت متلاصقة توقف الصبي واخيرا أمام مبنى يعرف بال “السايبر ” ليشير لهادي بالبقاء هنا وانتظاره وسريعا تحرك الصبي لاسفل المبني في جحر صغير وكأنه قبو أو ما شابه ليغيب دقائق استغلها هادي ليرسل رسالة لرشدي والشباب والذين كانوا قد فقدوا أثرهم ليسرعوا بالذهاب حيث المكان الذي أرسله لهم هادي …..

وصل الشاب للمكان سريعا فهم كانوا قريبين منه جدا ليجدوا هادي يتجه مع الصبي للاسفل في مكان أشبه بالقبو ليتجهوا سريعا خلفهم دون أن يشعر بهم أحد ويختبئوا خلف أحد الأعمدة ليتضح لهم المكان جيدا …

وفي منتصف المكان كان يجلس شاب يدخن الأرجيلة في مظهر بشع وبجانبه يجلس العديد من الرجال والصبية ….اتجه الصبي سريعا للشاب والذي اتضح أنه النمرس وهمس له ببضع كلمات يأمل أن يخرج من الأمر ببضع جنيهات ” عمولة ” له لاحضار زبون جديد كما جرت العادة .

رفع النمرس عينه لهادي الذي كان يقف وهو ينظر حوله بفضول ليضيق النمرس عينه بشك من أمر هذا الشاب …التقط هادي نظرات النمرس تلك ليتوجس خيفة من كشف أمره فبدأ يفرك أنفه مجددا ويفرك رأسه ويحك في جسده ليخرج الأمر عن سيطرته وتزداد الحكة عنه

تحدث رشدي بحنق شديد وهو يرمق ما يفعل ذلك الغبي هادي :

_ قولتله يهرش عشان يبان خرمان مش جربان

زفر زكريا بضيق من افعال هادي :

_ ما كان ماشي كويس

_ متخلف .

تحدث النمرس وهو ينظر لهادي :

_ قولي بقى يا حلو الملامح عايز ايه ؟؟

تحدث هادي وهو ينظر حوله بقلق بالغ يحاول ادعاء التوتر ثم قال بتقطع :

_ اي حاجة يا معلم اي حاجة بس ابوس ايدك اديني حاجة لاحسن خرمان وعلى آخري .

ضحك النمرس وهو ينفث الدخان في وجه هادي بشكل مقزز ومثير للاشمئزاز ثم أردف بحدة :

_ هو ايه اللي اي حاجة ياض هو لبان ولا ايه ؟؟انت كنت بتاخد ايه ؟؟حقن ولا بودرة ولا برشام ؟؟؟

سارع هادي بالإجابة عليه ببسمة قلقة :

_ حقن يا معلم …….كنت باخد حقن .

_ عضل ولا وريد؟؟؟؟

أنهى النمرس حديثه وهو يضحك بعنف ويسعل بسبب الدخان ويشاركه في ذلك رجاله ومن حوله ليلوي هادي فمه بضيق وهو ينظر لهم ويتمتم مع نفسه بغيظ :

_ يخربيت تقل دمك.

نظر له النمرس بعدما توقف عن الضحك ثم أشار لأحد الصبية وسأل هادي :

_ وانت بقى كنت بتاخد نوع ايه ؟؟

ابتسم هادي بغباء وقد نسي للحظات ما اضطره للوقوف أمامه وقال بحماس :

_ ايه ده هو فيه انواع كتير ولا ايه؟؟؟

ضحك النمرس وهو يهز رأسه و يدخن ارجيلته بكل راحة ……..

اكمل هادي حديثه بكل غباء جعل رشدي يكاد يخرج من مخبئه وينقض عليه ويقتله :

_ حيث كده بقى اعملي تشكيلة على ذوقك يعني شوية حقن على بودرة ولو فيه كام برشامة كده اكون ممنونلك يا معلم .

ضحك النمرس بعنف وهو يراقب ذلك الأحمق أمامه ولم ينتبه إلى أن هادي كان يتحدث بطبيعته أو حتى ينتبه لاستقامة هامته عكس ما كان منذ دخوله …….

تحدث زكريا وهو يشير لهادي بغيظ :

_ الواد ده متخلف ولا ايه ؟؟؟

عض رشدي شفتيه بضيق وهو يهمس :

_ بس نخرج من هنا و الله هنفخه …….

نظر النمرس لهادي وهو يحدثه بتيه بعض الشيء :

_ الظاهر إن دمك خفيف ؟؟؟

ابتسم هادي باتساع وهو يحرك ياقة ثيابه بفخر :

_ واخد جائزة أفضل ممثل كوميدي في الجامعة و….

همس فرانسو وهو يراقب ما يحدث :
_ هل صديقكم ابله ؟؟؟
همس زكريا لرشدي وهو يراقب الوضع :

_ هنعمل ايه يا رشدي دلوقتي ؟؟؟

نظر له رشدي وهو يلوح بالهاتف في يده مردفا :

_ متقلقش القوات كلها برة مستنية مني رنة واحدة بس

ابتسم له زكريا ولم يكد يجيب حتى شعروا بأحد يجذبهم بعنف لمنتصف المكان أمام النمرس وصوت يصدح في المكان :

_ لقينا دول مستخبيين في المكان يامعلم

نظر النمرس لهم وهو يرمقهم من أعلى لاسفل ببسمة ساحرة ثم تحدث لهم :

_ ومين البهوات إن شاء الله؟؟

_ دول تلاقيهم بوليس يا معلمي

هكذا أردف أحد الرجال بجانب النمرس ليطلق النمرس ضحكات عالية وهو يشير لهم باستهزاء :

_ شرطة ايه يابني دول اشكال شرطة دول ؟؟؟؟

نظر زكريا لرشدي ولولا الموقف الذي هم به لكان سقط ارضا من الضحك على هيئته وملامحه الممتعضة.

تحدث هادي وهو ينظر للنمرس مبتلعا ريقه بتوتر :

_ هتعمل فيهم ايه يا معلمي دول شكلهم مخبرين اساسا بالذات الواد ابو عيون حضرة ده شايف بيبصلي ازاي ؟؟؟

كان هادي يتحدث مشيرا لرشدي الذي كان يرمقه بغضب شديد ليبتسم له هادي بتشفي …

ضحك النمرس عاليا وهو ينفث الدخان في وجهه :

_ لا يا راجل شايفني بريالة يلا ؟؟؟ اكيد العيال دي معاك ، يا حيلتها

تحدث رشدي سريعا بشماتة :

_ ايوة يا معلم هو معانا على فكرة

نظر زكريا لهما بضيق :

_ والله ؟؟؟ هو احنا جايين نبلغ عن بعض هنا ؟؟؟

زفر هادي بضيق وهو ينظر لهم غمز احمد لرشدي أن يجري اتصالا بالفرقة التي تنتظر بالخارج إشارته …..

هز رشدي رأسه ثم سريعا أخرج هاتفه وابتسم بخبث وهو ينظر للنمرس مردفا :

_ خلاص يا نمرس نهايتك اتكتبت وبايدي .

وفورا ضغط رشدي على زر الاتصال وهو يبتسم بتشفي سرعان ما انمحت بسمته وهو يستمع للصوت الصادر من هاتفه وهو يصدح في المكان

” عفوا رصيدك الحالي لا يسمح لإجراء المكالمة ، الرجاء الشحن ثم إعادة المحاولة “

لعن رشدي أخته في هذه اللحظة فهو متأكد انها هي من فعلت ذلك فهي لا تنزع هاتفه من يدها …..همس ببسمة غبية :

_ حد معاه كارت فكة ؟؟؟؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شيخ في محراب قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى