Uncategorized

رواية غفران البارت الثامن 8 بقلم الكاتبة نسمة مالك

 رواية غفران البارت الثامن 8 بقلم الكاتبة نسمة مالك

رواية غفران البارت الثامن 8 بقلم الكاتبة نسمة مالك

رواية غفران البارت الثامن 8 بقلم الكاتبة نسمة مالك

قلب حاقد!!..
“شهد”..
تجلس بغرفتها ممسكه بهاتفها تطلع به بعيون غارقة بالعبرات، تشاهد كل ما يحدث بغرفة شقيقتها عبر كاميرا صغيره دثتها لها دون علمها، وبغضب شديد تمتمت بسرها..
“ااااه يا رغد يا حيوانه يا قذره جبتي الخبره دي كلها منين يابت!؟”..
صكت علي أسنانها بغيظ وتابعت بحقد..
“اكيد جبتها من الأستاذ الخبير اللي بتتمرمغ في حضنه”..
القت الهاتف بعنف، وهبت واقفه تدور حول نفسها كالاسد الحبيس،وبوعيد قالت..
“انا هولع فيكي يارغد،مبقاش انا شهد لو محرقتش قلبك ودمرت حياتك يا بنت سعديه”..
ارتدت ثيابها علي عجل، واندفعت نحو الخارج قاصده غرفة شقيقتها، وقفت امام الباب وطرقت عليه بقوة وبمرح زائف وضحكة مصطنعة قالت..
“انتي لسه نايمه ولا ايه يا رغوده، الظهر هيأذن يا بنتي اخرجي نفطر سوا”..
أنهت جملتها وطرقت بقوة أكبر مكمله..
” قومي يا خوم نوم عارفه نومك تقيل ومبتصحيش بسهوله”..
اندفعت فاتن حماتها نحوها وامسكت يدها توقفها عن الطرق وبغضب قالت..
“انتي بتستهبلي، ايه قلة الزوق بتاعتك دي بتخبطي عليهم كده ليه يا شهد؟! “..
نظرت لها شهد ببراءه مصطنعه وببرود قالت..
“انا بصحي اختي يا طنط”..
” اختك مع جوزها وميصحش تخبطي علي راجل ومراته بالطريقه دي ابداً”..
تصنعت شهد الذهول قائله..
“هو هادي لسه مرحش الشغل؟! دا انا فكرته نزل من بدري”..
جذبتها فاتن بعيدا عن الغرفه وقالت بحدة..
“لا منزلش واخر مره تخبطي عليهم بالطريقه دي حتي لو جوز اختك مش موجود يا شهد، واعتبري كلامي تهديد ليكي، واعملي حسابك لو عملتيها تاني هقول لغفران مراتك بتتعمد تزعج أخوك ومراته وهما نايمين”..
رمقتها بنظرة ناريه، وتركتها وسارت لغرفتها غالقه الباب بوجهها..
ابتسمت شهد بنتصار، وركضت نحو غرفتها هي الأخرى، وامسكت هاتفها بلهفه تشاهد رد فعل شقيقتها وزوجها، لتتهلل اساريرها حين لمحت هادي يقف داخل غرفته ويبدو عليه الغضب الشديد، ويتحدث لزوجته الجالسه علي الفراش بوجه كساه الحزن قائلاً..
“انا مش عارف اتلم عليكي يارغد؟! كل ما اكون معاكي اختك تخبط علينا بالشكل دا وتفصلنا كأنها متعمدة ولا بتشم اننا مع بعض وهيحصل حاجه بنا”..
مسح علي شعره، ووجهه بقوه مكملاً..
“تبقي مراتي وفي حضني جوه بيتي ومش عارف أشبع منك يا رغد!!!”..
سحبت رغد الغطاء واحكمته حولها وهبت واقفه واقتربت منه تضمه لها بقوة ظهره مقابل صدرها، وبصوت متحشرج بالبكاء قالت..
” طيب اهدي يا حبيبي وتعالي نسافر يومين نغير جو في اي مكان”..
“مينفعش انتي نسيتي انك حامل والحركة الكتير غلط عليكي”.. تفوه بها هادي بأسف وهو يلتفت لها ويجذبها داخل صدره وبتنهيده تابع..
“متزعليش نفسك هسأل دكتورك لو ينفع و نطلع اسكندريه بالقطر حتي”..
ابتسمت رغد بسعادة، وبحب قبلت وجنتيه وهي تقول..
” حبيبي ربنا ميحرمنيش منك ابدا”..
بادلها الابتسامة بأخرى عاشقه، وبهمس قال..
“ولا منك يا رغدتي”..
بينما شهد تحترق، وتشتعل غيظاً حتي كادت ان تتفحم، وبضحكه ساخرة قالت..
” قال تروحو اسكندريه قال هه دا علي حثتي”..
…………………………………………..
“غفران”..
اعتلي وجهه التوتر بعدما استمع لجملة “هالة” بأنها تعلم كل شئ عن زوجته، رغم انه علي علم انها تخفي الكثير عنه خلف بكائها المستمر، وطريقتها المريبه معه..
ولكنه يتغاضي عن كافة شئ لأجل صغيريه،تشنج جسده بشدة، وضيق عينيه وهو يردد جملة ازعاجته كثيرا..
“مخدتش أخلاق والدتها؟!”..
سب بسره بلفظ بذئ مكملاً” امال خدت أخلاق مين!؟”
رفع أنامله علي سماعة أذنه وبتمعن بدأ ينصت لحديثهما..
“يله يا لولو احكيلي كل اللي تعرفيه عن مرات الظبوطه اللي قرفني دا يمكن ألقي طريقه وأخلص منه”..
تفوهت بها “عهد” بغيظ شديد..
رمقتها”هالة” نظره متفحصه بحاجب مرفوع، وبشهقه قالت..
“بت يا عهوده انتي مهتمه بحكاية مرات الظبوطه بتاعك دا كده ليه؟”..
لكزتها بكلتا يدها برفق..
” لتكوني وقعتي علي بوزك يا منيله ههههه”..
شبه ابتسامة ظهرت علي ملامح غفران، وبلهفه دون ارادته انتظر ردها بفضول شديد..
لتدهشه “عهد” حين قالت..
“لا يا لولو مبقتش اقع من ساعة ما الظبوطه دا جه، وهو عامل زي العفريت بيطلعلي في كل حته يلحقني ويشلني بسرعه قبل ما أقع علي لوزي”..
ابتسم” غفران”بصطناع مردداً..
“تقعي علي لوزك؟!”..حرك رأسه بيأس وبثقه قال..
“طفله هبله والله”..
ضحكت” هالة”حتي ادمعت عينيها، وبصعوبه قالت..
“اسمها بوزي يا عهوده”..
غمزت لها مكمله.. “وتقعي هنا قصدي بيها حبيتي غفران؟”..
اتسعت أعين” عهد”علي أخرها وبذهول قالت..
” نوووووو طبعاً بقي انا عهوده أحب الظبوطه الهمجي دا؟!”..
صك “غفران”علي شفاتيه السفليه بعنف وبوعيد همس..
“الهمجي دا هيطلع عين اللي خلفوكي انهارده يا عهوده”..
بينما تابعت عهد بتعقل..
” وبعدين انتي نسيتي انه ظبوطه متجوز وعنده أولاد كمان
يعني لمستحيل ابصله ولا افكر فيه حتي يا لولو”..
أغمض غفران عينيه بعنف متمتماً بغضب من نفسه..
“أهي اللي بتقول عليها هبله طلعت أعقل منك يا غفران يلي عقلك طار من ساعة ما شفتها”..
“برافو عليكي يابت يا عهوده اهو أنتي كده بت مجدع بصحيح”.. تفوهت بها هاله وهي تربت علي كتفها برفق..
ابتسمت عهد بفرحة بلهاء وبفضول قالت..
“طيب يله بقي احكيلي ايه حكاية شهد مرات الظبوطه دي”..
أخذت هاله نفس عميق وبتحذير قالت..
” عهد اوعي كلامنا دا تقوليه لأي حد، دا سر ولو حد عرفه هيبقي فيها موت وخراب بيوت”..
ارتعد قلب غفران وتعرق جبينه بشدة وهو يستمع لحديثهما،
عبست عهد بملامحها وبعتاب قالت..
” معقول أنتي لسه مش عرفاني كويس يا هاله، وانا اللي بقول عليكي صحبتي الوحيده”..
“انا والله مقصدتش أزعلك يا عهوده، وربنا يعلم أني بعتبرك اختي وحبيبتي مش بس صحبتي”..
ترقرقت عينيها بالعبرات وبابتسامة ممتنه تابعت..
“كفايه انك الوحيده اللي وقفت جنبي وساعدتني ومونتيلي مشروع البقاله بتاعي لولاكي كان زماني بشحت يا عهد”..
رمقتها عهد بنظرة منذهله وبلهفه قالت..
” انتي بتقولي ايه بس يا هاله دا انا مهما عملت عمري ما هقدر ارد جميلك انتي وجوزك اللي انقذني من اللي كانو عايزين يغتصبوني، واحد غير علي لو معندوش اخلاق ودين كان اغتصبني معاهم”..
صعق غفران مما تفوهت به عهد، وبدهشه قال..
“لدرجاتي انتي مستهدفه يا عهد!!”..
نفخ بضيق وبفضول تابع..
” طيب كملي يا هاله انتي كلامك قبل أنا ما اتشل، وبعدين انا هبقي اعرف بمصادري حكاية اغتصابك دي يا عهوده هانم”..
هبطت دمعه حارقه علي وجنتي هاله وبرجاء قالت..
” ادعي لعلي من قلبك ياعهد ربنا يشفيه ويفوق من غيبوبته اللي طولت اوي دي”..
“خليني اسفره بره مصر يا هاله يمكن يكون في علاج لحالته هناك”.. قالتها عهد ببكاء لبكاء صديقتها..
ابتسمت لها هاله ابتسامة حزينه، وبأسف قالت..
“ما الدكتور الأجنبي اللي انتي جبتيه يشوفه قال ان شفاه بأيد ربنا، وسواء جوا مصر او بره مصر هيحطوه علي أجهزه ومسأله انه يفوق من غيبوبته دي في علم الغيب، فخليه هنا جنبي وفي حضني انا أولي برعايته لحد ما ربنا يشفهولي، املي في ربنا كبير، وبإذن الله علي هيخف ويرجعلي بس ادعيله انتي من قلبك النقي يا عهد”..
رفعت عهد كلتا يدها وبتوسل وألحاح دعت من صميم قلبها..
” يااارب عبدك علي دافع عني وحافظ علي شرفي وهو ميعرفنيش ياارب اجعل وقفته جنبي ودفاعه عني سبب من اسباب شفاءه”..
دعائها العفوي جعل غفران يبتسم علي برائتها ونقاء قلبها بأعجاب، بل بنبهار..
أمنت هاله علي دعائها، وبثقه قالت..
“اما انا بقي هأكلك احلي سندوتشات كبده وسجق هتاكليها في حياتك من علي عربية الكبده بتاعت اخو مرات الظبوطه بتاعك يا بت يا عهوده هتاكلي صوابعك وراها”..
عض غفران قبضة يده بعنف وهمس بذهول مقارب للجنون..
“كبده وسجق اايييييييه اللي هتأكليهم لعهوده يا اسمك ايييه أنتي !!! “
ظهرت الدهشه علي وجه عهد وبذهول قالت..
“اخو مرات غفران بيبيع كبده؟!”..
“ايوه يا بنتي أصلا شهد دي من عايله علي اد حالهم اوي،بس هي شايفه نفسها وكأنها بنت بارم ديلو، لكن الشهاده لله احمد أخوها دا مش زيها خااالص دا من أجدع شباب المنطقه”..
ارتدت إسدال لصلاه ولفت حجابها، وسارت نحو الشرفه وتابعت بحماس..
” استني هنزل السبت لحد من العيال اللي بيلعبو في الشارع واخليهم يجبولنا واحكيلك واحنا بناكل”..
التمعت برأس عهد فكرة وحسمت أمرها بتنفيذها، فاسرعت بالركض نحو هاله وامسكت السبت من يدها وبشقاوه قالت..
“قوليلي فين مكان احمد بتاع الكبده دا وانا هروح مع الظبوطه نجيب من عنده واجيلك”..
تمعنت هاله النظر بأعين عهد، وضحكت بعلو صوتها حين فهمت ما يدور بعقلها، وبمزاح قالت..
“بلاش يا عهوده لاحمد يشوفك مع غفران ويقول للقرشانه شهد وتبقي عملتي مشاكل للراجل”..
“ايوه فعلاً هو دا قصدي بالظبط اني اعمله مشاكل فيغيب من الشغل واهرب انا براحتي”..
تفوهت بها عهد بابتسامة متسعه تظهر جميع أسنانها وفرت مسرعه للخارج وهي تقول..
“ادخلي انتي لجوزك اطمني عليه علي ما اجيب انا الأكل واجيلك تحكيلي بالتفصيل يا لولو”..
هبطت الدرج بسرعة البرق، واندفعت خارج المنزل لتوقفها يد غفران التي جذبتها بلهفه قبل ان تصدمها دراجه بخاريه وبغضب عارم قال..
“في حد يخرج زي الطلقه كده سيادك”..
لكزته عهد بغيظ قائله..
” انت بتنقذني ليه كنت سبها تخبطني يمكن كنت مت وروحت لمامي يوم عيد ميلادي يا ظبوطه يا غلس انت”..
أنهت جملتها وسارت من أمامه بخطوات غاضبه وهي تقول بندفاع..
“وديني عند اخو مراتك بتاع الكبده علشان يشوفنا مع بعض يا ظبوطه”..
سيطر غفران علي ضحكاته بصعوبه، وبجديه مصطنعه قال..
” بلاش سيادتك ليجيلك تسمم انتي مش واخده علي اكل الشارع”..
استدارت ونظرت له بحاجب مرفوع ووضعت يدها بخصرها، وبعناد قالت..
“انا عايزه اتسمم، اتفضل وديني اجيب الساندوتشات علشان متاخرش علي لولو وارجعلها بسرعه علشان تقولي الحكايه”..
اشار لها غفران بيده على الطريق وبابتسامة مزيفه قال..
” قدامي سيادك”
سارت عهد أمامه بغرور وهي لا تعلم انها ذاهبه بقدمها لشخص سيغير مجري حياتها بأكملها..
يتبع..
لقراءة البارت التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي أجزاء الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى