روايات

رواية براءة روح الفصل السادس 6 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح الفصل السادس 6 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح البارت السادس

رواية براءة روح الجزء السادس

رواية براءة روح
رواية براءة روح

رواية براءة روح الحلقة السادسة

فضلت الشهر اللي الضابط وأونس بيدوروا عليا فيه
وأنا طريحة المرض والذكريات اللي مش عايزة تسيبني في حالي .. حتى اللي حصل لسه مأثر عليا ومش عارفة إزاي أنا عملت كدا
لكني كان لازم اتخلص من الكابوس ده بأي ثمن
بقيت كل يوم بتنقل من الكابوس ده للكابوس اللي بعديه لحد ما شفتها في الليلة دي
شفت أونس بتدور عليا وأول ما شافتني مدتلي إيديها وأنا جريت على حضنها كأنها أمي وبحتمى فيها …ياااه يا أونس
ولأول مرة أقوم من النوم وأنا حاسة بالنشاط والحيوية افتقدتها من زمان أوي
قمت وقررت إني خلاص هروح لأونس وهحاول اتخفى من الظابط بأي طريقة بس لازم اوصل لأونس ..وجودها معايا هيفرق في حاجات كتير أوي.. يمكن معاها أحس إني عايشة مش مجرد روح تايهة خرجت من جسمها بتتنقل من هنا لهنا منتظرة الملك يقبض روحها بأمر ربها .
حست بيا الست الطيبة وبالمناسبة أنا سميتها ” ستي طِيبة ” علشان هيه فعلا أكتر من طيبة
روحت عندها وبوست إيدها بامتنان على اللي عملته معايا وأنا بقولها بيني وبين نفسي ماهو مفيش أي تواصل بينا غير بالتلامس هيه ست ضريرة وأنا بكماء
_شكرا على كل حاجة يا ستي
ربتت على كتفي وظهر على وشها بسمة مرتاحة اني خلاص بقيت بخير
هتسألوا كنا عايشين إزاي وبنأكل منين هقولكم ان أولاد الحلال اللي يعرفوها كتير فالحمد لله مش بنبات ليلة من غير أكل وستي طِيبة رغم إنها فقيرة ومعدمة إلا إنها كريمة آخر كرم ..مفيش ولا زاد يجيلها إلا وتقاسموا معايا النص بالنص .. فأنا أخده منها وأخد جزء بسيط وأحطلها بقية نايبي على نايبها مستغلة فرصة إنها ضريرة ومش هتعرف بس بلاقيها اول ما تمد إيديها على الاكل تعرف وترجعهولي تاني وإيديها بتدور على مكان بوءي تأكلهولي بنفسها .. عندها عيني بتدمع لوحدها وأسأل نفسي
_كان هيجرى إيه لو ستي كانت جدتي بدل جدتي الساحرة الشريرة.. أكيد كان حالي غير … كانت حياتي جنة .. لكن هقول إيه الحمد لله على كل حال وأهي جدتي انزاحت للأبد
خرجت من البيت وحاولت أفتكر مكان البيت بس حاجات كتير أوي اتغيرت بس الحمد لله قدرت أوصل ما أنا كنت كل يوم برجع من المدرسة للبيت مع أونس وطبعا إزاي هنسى بيت الوحيدة اللي حبيتها في الدنيا ..وصلت بعد معاناة مواصلات مرة ومشي على رجلي مرة لإني طبعا معاييش فلوس تكفي كل المواصلات علشان اوصل بس الحمد لله أديني وصلت .
_______
_____
طلعت البيت وأنا جسمي كله بيترعش وقفت قدام الباب وذكرياتي الجميلة اللي قضيتها مع أونس كانت بتطير حواليا وفوق راسي لكن فجأة ظهر شبح مخيف للي عملته بخر كل الذكريات السعيدة دي ووقفت أسأل نفسي
_هل أنا أستحق اونس بعد اللي عملْته ؟؟ أونس إنسانة طيبة ونقية ليه هدنسها بدمي الملطخ بالسواد … لا أنا مش هقابلها أونس تستحق حد أحسن مني أنا منفعهاش انا هأذيها أنا هرجع .
أخدت أصعب قرار في حياتي أصعب حتى من اللي عملته في جدتي …قرار إني أبعد عن أونس نهائيا بعد ما كان اقصى أمنياتي إني أقابل أونس تاني
قررت إني أتابعها من بعيد وأعرف أخبارها واكتفي بده أفضل من إني اقحمها في جحيم حياتي اللي ملهاش ملامح من أصله
لفيت وشي علشان أرجع من مكان ما جيت لكن لسوء الحظ كانت طنط بتفتح الباب علشان تحط الزبالة قدام باب البيت علشان عامل النظافة بيجي يأخدها
فشافتني وأول ما شفتها دمعة متمردة فرت من عيني بدأت تدقق شوية في ملامحي لكنها مقدرتش تعرف أنا مين او متخيلتش إني أظهر بعد العمر ده كله
قالتلي وهيه بتضيق عنيها علشان تعرف أنا مين
_إنتي مين يابنتي !!
بلعت ريقي هعمل إيه هرد عليها ازاي علشان أخبي وأقول إني تقريبا جيت بيت غلط لكني للأسف لسه مش بتكلم .. كنت مفكرة إني علشان صغيرة مش بعرف اتكلم ولما أكبر عقدتي هتنفك وهقدر اتكلم لكني فضلت كدا وزي ما الناس بينعتوني “خارسة”
لقيت ان انسب حل اني أهرب من قدامها وأنزل جري لكني لقيت ان أونس كانت لابسة ومستعدة أنها تخرج وأول ما شافتني الشنطة وقعت من إيديها وجرت عليا وأخدتني بين إيدها وهيه بتصرخ بإسمي بفرحة
_رووووووح … أنا مش مصدقة نفسي
غمضت عيني واستسلمت لدفىء حضنها الحاني وأنا بصرخ في نفسي بصراخ لو اتسمع لسمع الأصم
_يااااه قد ايه كنت مفتقداه كنت مفتقداه أوي … معقولة يا أونس لسه بتحبيني بعد السنين دي كلها !! .. وياتري لو عرفتي حقيقتي هتبقى لسه بتحبيني بردو!
نزلت الدموع من عيني مكانتش دموع فرحة دموع ندم على اللي عملته لأول مرة أندم عليه وأبكي متأثرة كدا وكإن أونس فكرتني بربنا ..وكإنها ضميري اللي كان في غفلة وبس صحي اول ما شفتها
خرجتني من حضنها ومسكت دراعاتي وهيه بتبصلي بفرحة مش سايعاها
_ياااه يا روح أنا قلبت الدنيا عليكي بقالي سنين
قالتها ورجعت تاني ضمنتي ليها بحضن أقوى من اللي قبله وكأنها بتدخلي جوا ضلوعها وكأنها بتقولي متخافيش مفيش حاجة هتأذيكي بعد كدا أنا معاكي ومش هسيبك تاني أبدا
اتأثرت وفضلت أبكي، أبكي جامد وبحرقة وصوت بكائي بدأ يعلى فقربت طنط اللي كانت الابتسامة مالية وشها من أول ما عرفت إني روح
بس كانت سايبة الفرصة لبنتها انها تعبر عن فرحتها برجوعي
قربت مني وربتت على ظهري
_ألف حمدا لله على السلامة يابنتي .. والله فرحنا برجوعك وشوفتك من تاني .
رجلي مبقتش قادرة تشيلني إنتوا ليه طيبين أوي كدا ياريتني ما عملت اللي عملته ياريتني سبتها وطفشت .. كنت اكيد هكون فرحانة بشوفتكم والفرحة مش سايعاني زيكم .. لكن دلوقتي انتم تستحقوا حد أنضف وأطهر مني .
___
في المكتب الخاص بالظابط
زين رئيس قسم شرطة ومباحث …
كان جاسر قاعد معاه بيتناقشوا في قضية جاسر ظابط بردو لكن أصغر منه سنا وأقل رتبة منه
خلصوا شغل على القضية فانتهز جاسر الفرصة وفاتح زين في موضوع
_زين أنا كنت عايز اتكلم معاك بجدية شوية
بص زين في الساعة لإن ده معاد رجوعه البيت وبصله تاني
_ها عايز ايه !!
_زين بالله عليك .. اسمع مني كإبن عمي مش رئيسي فالشغل .
لوى زين بوءه لإنه تقريبا كدا عرف جاسر عايز بتكلم في ايه بس سابه يتكلم ويقول اللي عنده
_ماشي قول عايز ايه
_ انت ليه مصمم تقبض على روح !
بصله زين وهو متعجب وقال بحمقة
_انت لسه بتسأل .. دي متهمة في جريمة قتل .. يعني مجرمة مطلوبة للعدالة .. أسيبها ولا ءأدي واجبي وأسلمها تأخد جزاءها .
اتنهد جاسر وقال بصوت زعلان او كله شفقة
_لسه متأكدناش من ده وكمان….
قاطعه زين بحده وغيظ وقال
_متأكدناش!!! كل الأدلة والبصمات بتقول إنها اللي قاتلة جدتها انت بتحكي في ايه بس يا جاسر .
سابه زين وقام وقف بيستعد انه يمشي وهو متضايق من قلب جاسر وعواطفه اللي بتتحكم في عقله وشغله
لكن قبل ما يمشي جاله اتصال مهم فغير خطته بدل ما يرجع على البيت راح لمشواره المهم
أما جاسر ففضل في المكتب متكتف مش عارف يعمل ايه هل يتبع عقله وينفذ مهمته ولا قلبه وينفذ وعده اللي أقسم إنه يعمله !
___
رفعت أونس إيديها وحاوطت روح وقالتها بسعادة باينة اوي من نبرة صوتها
_يلا تعالي ندخل جوا .. سبحان الله كنت لسه نازلة أدور عليكي
لكني كنت متسمرة في مكاني خايفة أدخل ادنس المكان …لا أنا مش هينفع أدخل أنا ايدي بقت ملوثة ..لا مش هينفع
هزيت راسي إني لا مش هدخل فبصتلي أونس باستغراب بس بسرعة رسمة البسمة تاني على وشها وشدتني من إيدي
_تعالي بس لا إيه ده انا ما صدقت لقيتك .. ادخلي
بلعت ريقي وأخدت نفس عميق ودخلت بعد ما طنط وأونس دخلوا وفتحوا ليا ٱيديهم وبيتهم ودي كانت رسالة صريحة انهم متقبلين رجوعي ليهم لكل هل لو عرفوا اللي عملته هيرضوا يدخلوني بيتهم تاني!!
استسلمت ليهم ودخلت وبصراحة ده كان حلمي الوحيد أني أقابلهم وأعيش معاهم … هتسألوا وباباكي وأهلك!؟
هقولكم أنا معرفش غير أونس وبس
بابا انا عرفت انه عايش لكن هل سأل عليا !! لا .. هل دور عليا او اهتم يشوفني لا !! يبقى ليه أهتم اني اشوفه او احبه حتى
انا معرفش يعني ايه بابا وماما ومحستش بالإحساس ده قبل كدا أنا حياتي كلها مكانش فيها أي ذرة شفقة أو عطف غير من اونس وستي وزي ما قلتكم الفرق بينهم اكتر من ١٢سنة
دخلت وأونس لفت وشها علشان تقفل الباب لقت اللي بيحط رجله يمنعها إنها تقفل بنظرة عينه الحادة اللي زي الصقر وملامح وشه الجابسة والمخيفة
صرخت أونس بخضة وقالت بصوت كله غضب
_انت مين وعايز إيه
رد بكل سخافة وعلى وشه ابتسامة متهكمة
_اما سؤال غبي بصحيح انتي مش شايفة لبسي ولا إنتي عامية!!!
بدأت أونس تعرف سبب مجيئه أكيد طبعا جاي علشاني أنا .. بس يا ترى عرف مكاني إزاي
بلعت أونس ريقها وقالت بصوت متوتر وابتدت تعرق وحرارتها تعلى مش عايزاهم يا خدوني دي ما صدقت لقتني
_اااا… حضرتك عايز ايه خير .
ضحك هو بسماجة وبصلها شوية وبعدين برق بعينه واتكلم بفحيح زي الحية
_إنتي فكرك إنك لما تروحي عند صاحبتك وتوهمينا إنه بيتك .. ان الحيلة دي هتخيل علينا !!! .. اوك معاكي حق هيه فعلا انطلت على النيلة التاني… لكن أنا لأ… فضلت مترصدك ومترصد كل حركات وكنت متأكد انها هتيجلك في يوم من الأيام .. بصراحة مكنتش شاكك فيكي في الاول لكن بتصرفاتك عند صاحبتك اثبتلي إنك فعلا تعرفيها وبتداري عنها…
بهتت ملامح اونس وبرقت ومبقتش عارفة تنطق حرف واحد
فابتسم لها وقال
_شكرا علشان وصلتينا للمجرمة بسهولة
فتحت أونس بؤها بلجلجة
_ااا … مجرمة!! .. مجرمة إزاي .. روح .. روح معملتش حاجة ..دي اطيب من الطيابة نفسها
ضحك وقال بسخرية
_لا انتي اللي طيبة وساذجة .. صاحبتك ولا مش عارف تعرفيها من أنهي داهية دي قتلت جدتها ده ان كانت جدتها أصلا .
هنا برقت أونس أكتر لإنها أكتر واحدة عارفة جدتي واللي بتعمله فيا فأكيد فاض بيا الكيل وقتلتها وده اللي حصل هيه اللي وصلتني لكدا
فشخط فيها زين بحدة وقال
_سلمي المتهمة حالا وإلا هأخدك معاها بتهمة التستر على مجرم .
متحملتش أسمع أكتر انا كنت متأكدة إني هكون مصدر إزعاج وتعب ليهم وهدخلهم في مشاكلي اللي مبتخلصش وملهاش اول من آخر
فخرجتله بسرعة واول ما شافني بصلي بنظرة مخيفة ومنزعجة في نفس الوقت وبسرعة شاور عل الشرطي اللي معاه وقال وهو بيزقني ناحيته
_حط الكلبشات في إيدها وعلى البوكس يلا .
البارت السابع
الحمد لله ان البارت جاهز من فترة
لان لولا كدا مكنتش هقدر انزل حاحة دعواتكم فلربما لست بخير
الله المستعان
….
مسكت فيا أونس جامد ومنعتهم إنهم يأخدوني ووقفت قدامي بتحميني منهم زي ما وعدتني
_لا أنتوا مش هتأخدوها يا حضرة الظابط.. فين الدليل إنها قتلت وفين التصريح بالقبض عليها
بصلها زين بكل برود ومد ايده في جيبه وخرج التصريح علشان تشوفه وقال بصوت رخيم ومخيف في نفس الوقت
_ها كدا معنديش حجة.. ولا تحبي تشرفي معاها في القسم بتهمة الاشتراك في جريمة القتل!!
اتبرجلت ووقفت مصدومة مش عارفة تعمل إيه… وبدأت تكلم نفسها _هيأخدوا روح تاني .. أنا مصدقت لقيتها ومعاناتها هتخف وأنا معاها فيجوا ياخدوها بالسرعة دي
زين استغل الفرصة فرصة توهان أونس وعجزها عن انها تنقذني منهم ومسك الكلبشات بنفسه ولبسهالي بكل قسوة وخشونة في استسلام تام مني … أنا غلطت وأنا عارفة وعملت اللي عملته بكامل إرادتي يمكن لما اتسجن ربنا يسامحني على اللي عملته
اونس فاقك وهما بينزلوني السلم فمسكت فيا تاني ومرضيتش تسيبني وهي منهارة من البكا
_روووح… لا أرجوك يا حضرة الظابط سيبها .. بالله عليك
زعق فيها زين جامد
_لو اعترضتي طريقي تاني هأخدك معايا ومش هرحمك وأنا بحذرك .
طنط سمعت الكلمتين دول ودب الرعب في قلبها وقربت بسرعة من أونس تمسك إيديها
لكن اونس بعدت ايد مامتها وقالت لزين برجاء
_طيب بالله عليك يا حضرة الظابط براحة عليها هيه مظلومة والله أنا متأكدة وأنا هجيب محامي واجي وراكم… روح مش هسيبك
قالتها وهي بتبصلي بدموع وانهيار أنا مش قادرة استوعبه للدرجة دي خايفة عليا ويهمك أمري كأني حد من عيلتك !!
حاولت تنزل ورايا بعد ما زين شدني علشان انزل ولا كأنه سمع كلام أونس ولا رجاءها ليه انه يتعامل معايا برحمة
الا ان مامتها منعتها ومسكت ايديها وقالت بتحذير وصوت صارم
_اونس انتي مش رايحة وراها.. اطلعي على فوق يلا
اونس بصلت لأمها بصدمة تانية وقالت وهي فاتحة بوءها متسغربة رد فعل أمها
_إيه!!!
اتكلمت امها على نفس الصرامة والحزم
_اللي سمعتيه
بصلتها أونس بصدمة
_ماما .. دي روح انتي نسيتي!! .. روح
_ لا منستش.. البنت اللي تعرفيها من زمان مش نفسها دلوقتي الله اعلم طول السنين اللي فاتوا كانت فين ولا عملت ايه .. بيقولك قتلت جدتها.. يعني مجرمة اللي تقتل مرة تقتل عشرة وأنا مش هسمحلك تعرفيها تاني او تتحشري في مشاكلها… من النهاردة ملكيش دعوة بيها.
أونس هزت رأسها بمعنى انها رافضة كل اللي مامتها بتقوله وقالت بإصرار
_ لا يا ماما أنا أسفة مش هسيب روح أنا متأكدة انها بريئة ومظلومة
ردت أمها مش مهتمة
_لو بريئة هيطلعوها .. فريحي دماغك انتي وخليكي في حالك يا أونس… انا محلتيش غيرك ومش مستعدة أخسرك.
_خسارة ايه يا ماما أنا هروح معاها وأعرف ايه الحكاية وهقوم محامي ونتابع معاه القضية
_ لا انتي هتخرجي نفسك من الموضوع ده تماما ولا كأنك كنتي تعرفيها قبل كدا
_ ماما حضرتك بقولي ايه … ارجوكي سيبيني ألحق أعرف هيأخدها أنهي قسم .. عن إذنك
الا إن أمها قالتها بكل صرامة
_أونس لو اتحركتي من مكانك خطوة لا إنتي بنتي ولا أعرفك.
هنا أونس انهارت وقربت من أمها ببكا ومسكت ايدها برجاء
_ليه يا ماما.. حضرتك عمرك ماكنتي بالقسوة دي ..ليه بتعملي معايا ومعاها كدا .
امها حنت وضمتها ليها وقالت بخوف عليها
_علشان أنا أم ومفيش ام هتشوف بنتها بتدخل النار برجليها وتسيبها
خرجت أونس من حضن أمها
_مفيش نار ولا حاجة وصدقيني انا مش هكون متضررة أبدا
_ لا انتي مش عارفة الظابط ده شكله صعب ومش بعيد يحطك في دماغه ويشيلك الليلة مع روح… لا مش هيحصل أبدا.. وبنتي هحميها لآخر يوم في عمري .
أونس باست إيدها وابتدت تكلمها بهدوء علشان تقنعها
_حبيبة قلبي أنا مقدرة خوفك عليا بس انا مبقتش صغيرة وأنا محامية وعارفة مصلحتي كويس اوي وعارفة هتصرف ازاي.. ارجوك يا ماما… حضرتك عارفة أنا دخلت حقوق ليه مش علشان السبب ده .
_قلت لا يعني لا .. اتفضلي ادخلي مفيش خروج النهاردة حتى للجامعة .
دخلتها مامتها غصب عنها البيت فدخلت أونس وعنيها على السلم ومش هاين عليها تسيبني بس الظروف دايما بتكون أقوى مني ومنها
اول ما دخلت جريت بسرعة على بلكونة الصالة علشان تشوفني ولمحت عربية الشرطة بتبعد لبعيد
فدخلت وهي بتدب الأرض برجليها وقالت بحسرة
_مشيوا يا ماما.. بالله عليكي سيبيني أروحلها .. روح غلبانة وملهاش حد .. بالله عليكي ياماما
_أونس ده اخر كلام عندي .. روح انسيها .. كانت صفحة من حياتك زمان واتقفلت ..انتي فاهمة .
هنا أونس انهارت جدا وفضلت تبكي جامد .
_ليه بيحصل كدا… حرام عليكم بجد اللي بتعملوه فيها… دي ملحقتش حتى تشوفني ملحقتش تدخل، أعزم عليها بأي حاجة ما يمكن جعانة ولا عطشانة… معرفتش لسه هيه محتاجة ايه او بتعاني من إيه.. لسه مأخدهاش في حضني وحسستها بالأمان اللي أنا متأكدة انها محتاجاه في الوقت ده أكتر من أي وقت.. لسه مفرحتش انها شافتني تاني…لسه انا موفتش بوعدي إني هحميها و هكون السند والعون ليها
لسه مبقلهاش كم ثانية معايا… ليه الظابط الرخم ده جه في الوقت ده مش عارف يستنى على الأقل شوية!!
ليه روح بيحصلها كدا والكل جاي عليها ودايس بالقوي… ليه مش من حقها تعيش لحظات حلوة زي أي حد … ليه كل الناس بالقسوة دي معاها حتى انتي يا ماما… مش كفاية انها بكماء مش عارفة حتى تعبر عن اللي بيوجعها… انتوا مش حاسين بالنار اللي جواها حرام عليكم … وياعالم شافت ايه في حياتها انا معرفوش بس باين أوي في قهرة عنيها انها شافت كتير
قالتها اونس وهيه منهارة ومخبية راسها بإيديها وبتبكي بحرقة
قربت منها أمها .. الا أونس بعدت عنها وسابتها ودخلت أوضتها تكمل بكا وقهر علشان سابتني لوحدي
__
أونس كانت الوحيدة اللي حاسة بيا وبمعاناتي.. وكإن روحها بتشاطر روحي وبتحس بيه من غير حتى ما نتكلم ونشتكي … بحبك يا أونس ومحبتش في الدنيا دي غيرك ومعتقدش في علاقة أقوى من علاقتنا في العالم كله .
___

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة روح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!