Uncategorized

رواية ديجا الفصل الثامن 8 بقلم نورهان نادر

 رواية ديجا الفصل الثامن 8 بقلم نورهان نادر

رواية ديجا الفصل الثامن 8 بقلم نورهان نادر

رواية ديجا الفصل الثامن 8 بقلم نورهان نادر

“جماعة ركزوا فى البارت ده أحداثه كتيرة ومتلخبطة ، فواحدة واحدة وانتوا بتقرؤها وفيه حاجة عايزة اعرفها ياريت فيه متابعين شايفين ان نوفيلا ديجا وحشة واحداثها غريبة ..اولا انا مقولتش اني هعمل نوفيلا مشابهة لروايات تانية بالعكس انا ليا دماغي واسلوبي ..ثانيا فيه برضوا بيقولوا ان ذات العيون الخضراء احلي فأنا هقول كل واحد وله حرية اختياره وذوقه فياريت اللي مش عاجبه النوفيلا ياريت يعلق ع البارت ده خصوصا متابعين الواتباد عشان اعرف السبب ف اسلوب السرد ولا الاحداث ياريت الكام شخص ميتجاهلوش كلامي ده ويعلقوا بعد انتهاء البارت …”2
فاقت من سرحانها على صوتها ، تركت ما بيدها وأخذت نوت وقلم ، وذهبت إلى تلك المنضدة كما اخبرتها ، هتفت بصوت منبوح دون النظر إلي ذلك الشخص :-
_طلبات حضرتك يا افندم ..!
رفع وجهه إليها يتأمل ملامحها عن قرب ، أخيراً وجدها ، تحدث بنبرة مرتفعة :-
_فكراني يا تاليا ولا نسيتيني …؟
نظرت إلى عينيه بملامح خالية من التعبير ، لم تنصدم من مقابلته ، فهى كما تقول “أن الحياة ما هى إلا صدمات متتالية عليها تجاوزها ” صمت تام تغلب عليها حتى قطعه وهو يقبض على معصم يدها ويشدها منها إلى خارج الكافيه حينها هدرت بغضب تام :-
_انت إيه اللى عملته ده ، المدير هيطردنى ومش هلاقى أكل لا أنا ولا  ب……!
صمتت عن الحديث مما جعله يشعر بأن هناك أضطراب ما داخل الموضوع ، الشك بدأ يقتحمه ، شدها من يدها دون أن يتحدث فاتحاً باب سيارته ملقياً إياها داخلها ، أغلقه بعصبية شديدة واتجه نحو مقعده بغضب تام يسيطر عليه ورحل فى الحال …!
……………………
أوقف السيارة بسرعة شديدة مما جعلها تنصدم إلى الأمام ، أفرغ جميع غضبه بها وهو يقول بغضب :-
_تاليا انتى لازم تفهم….!
قطع حديثه صوتها الذي ارتفع من بكاؤها الحاد وهى تردف بإنهيار :-
_انت راجع بعد كل المدة دى ليه ، عايز ايه تاااااانى يا “أسر”……؟
هدر بها بغضب وهو ينظر إليها يري ردت فعلتها ع وقوع تلك الكلمة على مسمعها :-
_عاايزك انتى ….!
توقفت هى عن الحديث مما جعله يكمل ما هى قطعته بنحيبها المتواصل قائلا لها وهو يمسح دموعها :-
_”تاليا” أهدى واسمعينى ، انا عارف انى فى نظرك دلوقتى شئ قذر ، استغنيت عنك بعد ما سلمتيلى نفسك بس والله كل ده حصل غصب عنى ، انا حبيتك يا “تاليا” واللى حصل بينا ده لا أنا ولا أنتى نقدر ننساه ، فيه حاجات كتير حصلت فى السنتين دول يا “تاليا” انتى متعرفيش عنهم حاجة …!
_انت بأى حق جاى دلوقتى ، اللى حصل بينا ده ضعف وخطيئة لا أنا ولا أنت هتغتفر لينا ، خطأ كان نتيجته طفلة جاية من علاقة محرمة ، راجع دلوقتى ليه فهمنى …..؟
هدرت بكل ما كان بقلبها والعبرات تسيل من عيناها مع كل كلمة تنطق بها ، الصدمة كانت التعبير الأول على وجهه ، تحرك بالسيارة دون أدنى كلمة ، سقطت دمعة من عينيه لأول مرة بحياته ، ويا ليتها لم تسقط ، صرخ بها كى يخبرها كل الحقائق التى ليست على علم بها :-
_انتى لازم تفهمى كل حاجة ، بعد اللى حصل بينا أنا فوقت على صوت رسالة من “جاسر” بيقولى فيها أنزله وأقفل الباب عليكى ، سيبتك ونزلت فعلا ، قعدنا فى العربية وقالى كل حاجة ، الحقيقة كلها يا “تاليا” حتى اسمك هو اللى قالى بيه ، هما استغلوا صلة القرابة اللى ما بينك وبين اشهر تاجر مخدرات  ، وخلوكى طُعم فى لعبة قذرة عشان يقدروا يقبضوا على ابوكى وفى نفس الوقت فهمونى انك على علاقة بالمافيا عشان افهم أن مهمتى خطيرة وكمان عشان لو حد اقتحم شقتك ولا حاجة يكون فيه سبب منطقى لده ، المهمة كانت سرية لدرجة لا أنا ولا أنتى كنا نعرفها ، رغم أننا كنا الضحايا فيها ، ابوكى كان على علم بكل تحركاتك خصوصاً أنه فعلا على علاقة بالمافيا ، وخلاكى تاخدى الأمان لحد ما يومها لقيتى الرجالة الملثمين دول عايزين يخطفوكى ، “سابين” اللى انتى اتعرفتى عليها كانت من احد الاعضاء فى المافيا الايطالية ، وهى اللى ساعدتهم أنهم يخطفوكى بس اللى مكانوش عاملين حسابه هو انا ، خصوصاً انى دخلت البلد كشخصية عادية جاية دراسة مش ضابط مخابرات ، انقذتك منهم يا “تاليا” رغم أن كل معرفتى ليكى متتعداش الخطوط الحمرا ، وحصل اللى حصل وقتها والغريبة انى لما فوقت مندمتش عليه ، و”جاسر” بيحكيلى على الحقيقة كلها ، وصلت ليه رسالة بصورة ليحيي اخوكى وهو غرقان فى دمه ، “جاسر” وقتها اتأكد أنهم قدروا يكشفوه وعرفوا بمكانك ، فكان لازم ترجعى بلدك ، تواصل مع المخابرات وفعلا رجعتى فى نفس اليوم ، عطيت ل”جاسر” مفتاح الشقة ، وفيه ناس رجعوا اخدوكى على مِصر ، مكنش ينفع ارجع وقتها ، قعدت شهر لحد ما وصل ليا تعليمات بضرورة رجوعى ، حجزت التذاكر ووصلت المطار واللى مكنتش عامل حسابه حصل ….!
نظر إليها وجدها تركز عيناها عليه ، وكأنها تحاول أن تخلق إليه العديد من المبررات ، أمسك يديها بحنو شديد وهو يهدر بما داخله قائلاً :-
_كانوا مستنيني هناك ، خدروني واخدوني على مكان غريب ، فضلت فى اوضة لمدة يومين عينيي متغطية بحاجة سودة مش شايف حاجة ، لحد ما فى مرة جابوا بنت رموها معايا ، البنت دي كانت “سابين” ، حاولت تبلغ عنهم وتبعد عن طريقهم وتهرب ، جابوها هنا وهيخلصوا عليها ، هي اللي انقذتني منهم ، ادتني حباية وقتها وقالتلي أنهم هيحاولوا ينقذوني ، الحباية كانت عبارة عن شئ بيوقف القلب لمدة ساعة أو ساعتين بالكتير وكأنه انسان ميت فعلا ، ولو القلب لقدر الله محدش نشطه بعديها بساعة أو ساعتين على حسب جسم الشخص ، الإنسان ده بيموت ، هي قالتلي أنهم هياخدوك لو جرالك حاجة على اقرب مستشفي ، وهناك هلاقي دكتورة اسمها “ديانا” ليها اصول مصرية ، هتساعدني وهتقولهم انه مات ومقدروش ينقذوه ، وهتساعدك تهرب ، وفعلا كل ده تم بس جالي مهمة تانية خارج مِصر وهتاخد سنة ، سنة قضيتها معرفش عنك حاجة سوي انك فى مصر ، مكنوش راضيين يدوني معلومات عنك لحد ما يقبضوا على ابوكي ، رجعت أخيرا ومحدش كان عنده معلومات عنك يا “تاليا” ، دورت عليكي كتيير ومكنتش بوصل لحاجة ، سواء كان رقم تليفون أو عنوان أهلك ، مسيبتش حاجة الا ودورت فيها ، لحد ما “جاسر” رجع مصر من فترة بسيطة وبلغني بمكانكِ …!
اقترب منها أكثر حتي التصق بها ، نزع عنها تلك القلادة التي ترتديها وهو يخبرها قائلاً :-
_قالي أنه مكنش مطمن عليكي خصوصاً لما اخوكي يحيي مات ، فقرر يعرف خطواتك ، جاب السلسلة دي واداها لشخص من الأفراد اللي وصلتك المطار وأكد عليكي انك متخلعيهاش مهما كان السبب ، هي دي كل الحكاية يا “تاليا” …!
ضحكات متتالية ظهرت عليها وكأنها أشبه بالسخرية ، “سخرية من القدر” ، ضحكات صدر عنها دموع ونحيب شديد ، تحدثت دون توقف دموعها من الهبوط :-
_الحكاية يا “أسر” اني مليش نصيب فى الدنيا ، لا ليا نصيب فى أهل ولا اخ ولا حبيب ولا حتي حياة ، يمكن ربنا رجعك فى الوقت المناسب عشان بنتنا ، عشان “ديجا” ، سميتها كده عشان اشوف فيها الماضي ومقدرش احن ابداً لو رجعت زي انهاردة كده ، لأول مرة هطلب منك حاجة وتوعدني انك تنفذها ، اوعدني انك هتحافظ عليها ، ابقي بلغها أن أمها كانت بتحبها اوي بس ربنا أراد ياخدها عنده ، كان نفسي اعيش اكتر من كده لحد ما اشوفها عروسة ، يمكن كانت الحاجة الوحيدة اللي هزعل عشانها انها هتبقي يتيمة زي بس متأكدة انك هتاخد بالك منها صح …!
دموعها لم تتوقف ، خفضت رأسها تنظر إلي يديها بشرود ثم أكملت حديثها بوجع :-
_انا عندي كانسر يا “أسر” ، وبقالي سنة رافضة العلاج منه ، لو مكنتش رجعت كنت هستغني عن بنتنا وهسلمها بأيدي لأي دار ايتام ..!
رفع وجهها إليه وهو يمسح دموعها بأيديه رافضاً تصديقها ، وكأن القدر لا يمكن أن يجمعهما معاً ، كان بحاجةً إليها وحينما وجدها ستذهب وتتركه ، لما الحياة قاسية الى ذلك الحد عليهما ، أدخلها بأحضانه وكأنه الوداع الأخير بينهما ، شددت من احتضانه بضعف شديد حتى ارتخت يديها تماما ، و أسترد الله روحه إليه …!
حركها بعنف عندما لاحظ سكونها ، خرجها من احضانه ناظراً لوجهها الشاحب للغاية ، شفتيها المزرقة ، نبضات قلبها التى توقفت ، صرخة تكاد تهز الجبال لو كانت تسمع منادياً بأسمها بأعلى صوته :-
_تاااااااااااااليااااا ….!
“انا تلك الفتاة التى نشأت من علاقة مُحرمة ، لم اتذكر والدتى ولم اوعى عليها ، مذكراتها التى لم تقدر على كتابة فصلها الاخير بها هو من سطرها ، هو من كتب النهاية المفروضة عليهما ، كان هو الحياة بإكملها ، هو كان الحماية لى من ظلم الحياة وبطشها ، لعل كانت حياتى أكثر رحمة من ما عايشته والدتى ، هى فقدت الأب وهو على قيد الحياة ، والأم تركتها ورحلت ، أخيها الوحيد مات وتركها ، حتى الحبيب لم يكن لها نصيباً معه ، لكن أنا لم افتقد سواها وكل ذلك الالم داخلى ، فكيف كان شكل الألم داخلها …؟ “
أغلق الرواية وهو ينظر إلى غلافها بوجع شديد ، كل ذلك الالم داخله وهو يقرأ ، فماذا عن الألام الحقيقة فى الحياة ، دقق النظر بذلك الغلاف ، رجل وامرأة بعيدان عن بعضهما أحدهم يمسك بطفلة ويودعها ، وضع يديه جهة عينيه يمسح تلك الدمعة التى على وشك السقوط ، اخذ هاتفه ومفاتيح سيارته متجهاً إلى منزلها …!
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية نعم أحببت حياتي للكاتبة جهاد عبدالرحمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى