روايات

رواية ميراث الوعد الفصل الرابع 4 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية ميراث الوعد الفصل الرابع 4 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية ميراث الوعد الجزء الرابع

رواية ميراث الوعد البارت الرابع

رواية ميراث الوعد الحلقة الرابعة

الحلقة الرابعة
ميراث الوعد
كانت الدخلة تاني يوم، لا كنت حاسه بفرح ولا حاسه بأي حاجه، غير إني فضلت متأكدة إن في كارثة هتحصل، لكن اتخلفت ظنوني وعدت الليلة على خير
ومش بس الليلة، عدى بعدها تلات ليالي كانت الزيارات فيها رايحة جاية
لكن في الليلة الرابعة حصلت المصيبة
وأحمد غرق في الترعة وماحدش لحقه، وبدل ما يقولوا ان الست دي جات بالخراب علينا، قالوا إن انا اللي فولت على الواد، وإن لساني هو اللي نطق بقدره، خصوصا إنه يا حبة قلبي مات بنفس الطريقة اللي انا حكيت عليها
من بعدها البيت كله اتقلب غم، أمه كانت منهارة وأبوه كان تايه ومش مصدق، أما سته فدي اللي حسيت انها ممكن تموت من حسرتها عليه
لكن كلهم كانوا متفقين انهم مش طايقين يشوفوني ولا يسمعوا مني كلمة، لدرجة اني نادر ما كنت بنزل مع اني كنت زعلانه عالواد زي أمه واكتر،
والأكتر من الزعل إني كنت عمالة أأنب في نفسي وأقول إني كنت عارفه إن دا هيحصل، ف ازاي ماقدرتش أمنعه
بس مجرد ما عدى كام يوم وبدأت أفوق من الصدمة بقيت أفكر في حاجه واحدة بس
إن الست دي هي اللي قتلته بسحرها وإن انا لازم أواجهها، وإما أعري حقيقتها قدامهم كلهم أو اسيبلها البيت كله تشبع بيه
بس هي مادتنيش الفرصة أواجهها لأن بعد ما مر أسبوع واحد ع الميتة وفي ليلة اليوم التامن، استنت لما سيد نزل وجات خبطت على باب شقتي
لما فتحت ولقيتها واقفه قدام الباب حسيت بنفضة في جسمي خصوصا انها كانت راسمه حزن بارد على وشها، كإنها زعلانة لسه ع الواد اللي قاتلاه
حسيتها كإنها شيطان واقف قدامي، فكرت أسألها انتي عاوزه ايه من ع الباب لكن قلت عيبة، وانا مش ناقصة نفخ في النار ومشاكل مع البيت كله
قلتلها اتفضلي لكن ب وش بارد زي لوح التلج
دخلت ع الأنترية وقعدت على الكنبة اللي في الواجهة فروحت قعدت قصادها في أبعد مكان عنها ممكن يتقعد فيه، ماعترضتش ولا قالت حاجه لكن مجرد ما قعدت لقيتها بتقول
_انا مش هلف ولا هدور عليكي، انا عاوزة اقلك إن أنا محتاجه مساعدتك
عقدت حواجبي
=مساعدتي انا، ف إيه؟
نزلت الدموع من عينيها من غير نهنهة ولا شحتفه، وطت وشها في الأرض وقالت
_انا تعبت، موت الواد الصغير كان صدمة ليا، انا عاوزه أتحرر، عاوزه أخرج من السجن اللي انا فيه، عاوزه أبطّل أي حاجه بعملها غصب عني
سكت ثواني وانا مش عارفه أقولها ايه وسط بكاها لكن رققت نبرة صوتي ورديت
=طب اهدي بس وفهميني بالراحة، حاجة ايه اللي بتعمليها غصب عنك؟ هو في حاجه في الدنيا ممكن تجبر الانسان إنه يعمل حاجه غصب عنه؟
شاورت براسها وسط دموعها بمعنى أنه أه في، من غير ماترفع وشها عن الأرض، فقمت روحت على الكرسي اللي جنب الكنبة بتاعتها، كان بيدور في دماغي حاجتين، اما انها جايه بتلعب عليا بطريقة جديدة، أو انها فعلا عاوزه تتوب عن البلاوي اللي بتعملها فحاولت أخدها بالمسايسه واحده واحده وأفهم منها، عشان كدة كملت وقلت
_الانسان مننا حر قراره وهو اللي يقدر ييجي عند نقطة معينة ويقول خلاص انا مش هعمل كدة تاني، ويستعين بربنا ويتوب ووقتها ماظنش ان في قوة في الدنيا ممكن تجبره انه يعمل حاجه مش عاوز يعملها…
مسحت دموعها بايديها ورفعت وشها ناحيتي وردت
_أحيانا بيبقا في حاجات بنكون فيها مصيرين، النصيب والمقسوم هما اللي بيختارلولنا الطريق اللي بنمشي فيه بدون أي اختيار مننا، وأحيانا أهلنا بيختارولنا من قبل ما نتولد، بينقلولنا الطباع والملامح والطيبة والشر، بيختارولنا حتى أسمنا
=حتى لو في حاجات مابنختارهاش، ولو في حاجات بنتجبر عليها، بتفضل لينا حرية الاختيار بعد كدة …
رجعت عينيها رغرغت بالدموع وقالت
_اللي انا فيه دا عمري ما اقدر أخرج منه لوحدي، لو حاولت أخرج منه لوحدي هموت، عشان كدة جيت طالبة مساعدتك وانا عارفة انك الوحيدة اللي هتقدري تساعديني
بصيتلها بشك وخوف فلقيتها كملت كلامها وقالت
_انا جايالك فاتحالك قلبي وربنا شاهد على كلامي دا فلو مش ناوية تصدقيني انا هقوم انزل دلوقتي حالا ومش هتكلم معاكي في حاجه ابدا، لكن لو موت ولا جرالي حاجه اعرفي اني طلبت مساعدتك وانتي رفضتي …
وقتها مابقيتش عارفه أقولها ايه خصوصا اني لسه كنت متأثرة بموت أحمد وبأنب نفسي عليه، فرديت
=ما هو انا مش عارفه انتي عاوزاني أساعدك في ايه
_يعني موافقة تساعديني
=لو خير هساعدك فيه طبعا، بس بردو أفهم
_طيب تعالي جنبي الأول
روحت قعدت جنبها فبدأت تحكي إن أصحاب الكرامة اللي معاهم خدمة من الجن المسلم بيبقوا شايفين نفسهم انهم فئة أعلى من الناس، لإن عندهم الباب النوراني ودا عبارة عن قدرة معينة في البدن والروح والعقل بتمكنهم وتهيأهم للتواصل، ودي حاجه مش موجودة عند أي حد، بمعنى أن مش أي حد يقدر على التواصل وجلب الخدمة حتى لو قدم كل الفروض والمقدمات والاشتراطات، لأنه لازم يكون عنده الباب النوراني، وبردو مش كل أصحاب الباب النوراني بيتحصلوا ع الخدمة لأن في ناس كتير عندهم الباب بس ماحاولوش يفتحوه زيي كدة، في حين ان الباب النوراني إما بيتورث جيل بعد جيل زي حالاتها أو يحصل طفرة كدة وييجي لحد ماجاش عند حد من أهله قبل كدة زي حالاتي انا
كنت حاسه اني تايهة وبيسقط مني كلام كتير بس دا اللي فهمته من مقدمتها من غير ما اسأل أي سؤال،، بس اللي فضلت مطمناله انها ماكانتش بتحاول تقول عزايم فسيبتها تكمل وتحكي
قالت إن أصحاب الباب النوراني دول بعد ما بيتواصلوا بيبقوا شايفين ان ليهم أحكام وقواعد غير القواعد اللي بتحكم الناس، وليهم في كتبهم ومؤلفاتهم كلام بيقول انهم معصومين عن الخطأ والزلل ومرفوع عنهم الحساب ودي عقيدتهم ومعتقدهم، وبيبقوا شايفين انهم حتى لو ارتكبوا شيء ممكن يشوفوه العوام جريمة أو خطيئة فهو بيكون فيه الخير من جهة تانيه باعتبار انهم معصومين زي الملك الخضر لما قتل الغلام وخرق السفينة و هدم الجدار ….
حسيت وقتها انها بتقول المقدمة دي عشان تمهد لكارثة جايه وصدق إحساسي لما رجعت تدمع وتقول
إنها نسلها من أمها، أم بعد أم بعد أم بعد أم مابيعيشلهمش عيلة، كل أم بتخلف بنت واحدة وكل اللي حواليهم بيموت حتى هي لما بتدعي ان ليها أخ مقاطعها فدا مجرد كدبه مخترعاها…
يعني مثلا أمها لما راحت تتجوز أبوها، كانت رايحه هي وجدتها لوحدهم لإن عيلة جدتها كلها ماتت،،
وبردو لما أمها اتجوزت ابوها، أهل ابوها ماتوا واحد ورا التاني، اخوانه واخواته اللي هما أعمامها وعماتها وعيالهم،، ولما ولدتها هي، راح ابوها مات هو كمان،
وهي نفسها لما اتجوزت في الممهورة أهل جوزها كلهم ماتوا واحد ورا التاني ومابقاش لها حد بعد وفاة أمها،، كذلك هيحصل مع بنتها سهير
مجرد ما اتجوزت، هيبدأ يموت اخوان جوزها واخواته وعيالهم ولما جوزها يجيب منها البنت هيحصلهم
كنت مبرقالها وبحاول افهم وبراجع في دماغي اللي اتلغبطت من حساباتها وبقول في بالي
يعني عشان جوازة بنتك يموت محمود وعياله، وانا وسيد ورؤى، والوليه الكبيرة اللي بتدافع عنك ويفضل طارق لغاية ما يجيب من بنتك الواد والبنت وبعدين يحصلنا
كنت بدأت أفهم معنى الحلم اللي حلمته ف اول ليله كانوا جايين بعدها
وبدأت أحس بخوف رهيب
بس كنت بسأل نفسي سؤال
هي ليه جايه تحكيني
لكن سيبتها تكمل وانا على أعصابي فكملت وقالت انها وسلسالها ام بعد ام بعد ام بيورثوا الخدمة ويمكن الخدمة دي ومن دون تدخل منهم هي اللي بتعمل كل اللي بيحصل دا لدرجة انها فكرت توقف الحكاية عندها وماتجوزش سهير خصوصا ان سهير ماظهرش عليها أي علامة من علامات الباب النوراني لغاية يومنا
يعني لا بتشوف حاجات وتتحقق ولا بيجيلها هاتف ولا بتحلم بمستقبل ولا أي حاجه من دي
ويمكن دا حسسها ان ممكن تكون الخدمة وقفت عند بنتها وخلاص وماتتورثش، ولا تضطر تقعد تعلم بنتها وتنقلها كل حاجه وتعيش بنتها وسط أهل وعزوة وسند، خصوصا انها ما بتنقلش الخدمة الا بعد أما تبقا البنت حرة لا ليها زوج ولا قريب لكن أول ما مات الواد أحمد عرفت ان بنتها كدة بتستعد لتلقي الخدمة، وانها خلال الفترة من هنا لغاية ما تحمل وتولد وتتم بنت سهير سنتين هتكون كل العيلة حصلت أحمد
وقتها كان فاض بيا من كلامها
قمت وقفت ورديت بعصبية على خوف على توتر
_وانتي ليه تجوزي بنتك لما انتي عارفه حاجه زي كدة وعامله انك زعلانه عليها؟!
=اقعدي بس واهدي واسمعيني، سلفك محمود هو اللي دبر للجوازة دي من الالف لليه، انا ماكنتش عاوزه اجوزها دلوقتي اصلا وكمان كنت عاوزه اسيب البلد واهرب من مطاردته ليا
برقت عينيا
_محمود سلفي
شاورت براسها بمعنى الموافقة وكملت

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث الوعد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!