Uncategorized

رواية اليتيمة الفصل الثامن 8 بقلم أميرة خالد

 رواية اليتيمة الفصل الثامن 8 بقلم أميرة خالد

رواية اليتيمة الفصل الثامن 8 بقلم أميرة خالد

رواية اليتيمة الفصل الثامن 8 بقلم أميرة خالد

نظرت له سلمي بصدمه : انت بتعمل ايه هنا و ايه اللي جابك ؟ 
اسلام : انا كنت بدور عليكي بقالي كتير اوي و اخيرا لقيتك علشان اقولك كل اللي نفسي فيه 
كانت سلمي تتلفت حولها خشية أن يأتي أسر و ابنها و هي لا تضمن تصرف ذلك المجنون أمامهم 
سلمي بعصبيه : انا مش عايزة اسمع منك اي حاجه و لا عايزة اتكلم معاك اصلا، و لو سمحت امشي من هنا و مشوفش وشك تاني، ابعد عني بقا يا اخي …
اسلام بضحكه : سلمي انا عارف انك مضايقه مني و مش طيقاني لكن متنسيش أن اللي معاكى ده أبني و هتلف الايام و هيعرف أن انا أبوه و انا مش عايز ابني يعرف بطريقه تضايقه حاجه زى اللي حصلت معانا، انا بقولك اهو انا مستعد اتجوزك و أسمي ابني علي اسمي 
سلمي باستغراب لكل ما يقال : انت عاقل للي انت بتقوله، ابني، ابني و لا كأن انت كنت حابس أمه في شقه بعيده و حرمتها من الاكل اربع ايام و كان في بطنها ابنك، و أمك اللي طردتني من البيت مع أن هي اللي كانت مربياني، انت عاقل يا اسلام و لا انت في ايه ؟ 
انا مش مستوعبه كلامك و تعتبر نفسي مسمعتش اي حاجه و انت تنسي انك ليك ابن اصلا و انا هربيه لوحدي غصباً عنك و بعيد عنك انت و امك المريضه اللي قبلت علي نفسها ترمي اللي كانت مسمياها بنتها في الشارع 
كانت سلمي تقول كل ذلك بدموع تنزل علي وجنتها من صدمات و انكسارات مرت علي حياتها، قد تكون قوتها لكن في ذلك الوقت هي حزينه علي كل ما حدث بها، انتبهت سلمي مرة واحده ان أسر عائد هو و ابنها 
سلمي : اسلام امشي من وشي و مش عايزة اشوف وشك تاني يا اسلام و تنسي انك تعرفني اصلا 
اسلام ببرود : مستحيل انسي انك انتي حبيبتي و أن انتي ام ابني و متنسيش أن انتي لازم تسمي ابنك بأسمي لاني أبوه مش هتلاقي حد يوافق يشيل شيله مش شيلته، علي العموم خدى الكارت ده في رقمي و وقت ما تهدي و تفكرى كلميني في اي وقت علشان اجي اخدك 
سلمي متسرعه : ماشي، ماشي يلا امشي بقا .
مسحت سلمي دموعها سريعا الي ان جاء أسر و عمر ابنها 
أسر : متأخرناش اهو 
سلمي محاولة الضحك : اه، اه فعلا متأخرتوش 
أسر : طب ايه مش يلا بينا نمشي 
سلمي و قد وضعت الكارت الذى في يدها في جيبها : ايوة فعلا يلا علشان انا زهقت 
كان اسلام في الناحيه الثانيه ينظر لها نظرة انتصار ثم ذهب من المكان عائدا الي منزله و الي أمه 
اسلام لامه : لو تعرفي انا شوفت مين النهاردة هتموتي من الفرحه 
امه : مين يعني، و انت من امتي معاك اخبار عدله و لا معاك حاجه تبسطني انت و لا ابوك اللي قصف عمرى قبل ما يموت و لا بعد ما يموت 
اسلام بضحكه انتصار علي وجهه : لا صدقي انا شوفتها النهاردة 
امه : شوفت مين ؟ اوعي تكون اللي في بالي، مين بسرعه 
اسلام : شوفت سلمي يا امي 
فرحت الام جدا حتي أنها أوشكت علي الرقص من السعادة و الفرح : يااااااااه اخيرا، اخيرا هيرجعلي حقي، و شقى السنين اللي قضيته مع ابوك، و في الاخر الواطي و لا عبرني، احكيلي ايه اللي حصل بسرعه يا واد 
حكي اسلام ما حدث معه لتبتسم أمه له في سعادة 
…………………………..
علي الجانب الآخر عند سلمي، كانت سلمي تركب العربيه و عقلها مشتت يفكر بما حدث معها و مع اسلام و ما المفترض أن يكون تصرفها الان، و ما مصير ابنها و تسميته، لاحظ أسر تشتتها و قرر تركها كما هي كذلك حتي يعود الي المنزل ليفهم ما الذى يحدث معها و ما الذى حدث هناك جعل وجهها ينقلب كذلك و عيناها تمتلئ بالدموع الدفينة 
عادوا الي المنزل و كأن سلمي كانت تحاول الهرب من اي محاولة للحديث مع أسر و كأن حديث اسلام شتت عقلها، فدخلت بأبنها الي غرفتها لتنيمه و لتنام بجانبه …..
دخل أسر عند غرفه سلمي بعد أن نام عمر و طلب منها الحديث معها قليلا بالخارج 
أسر : مالك يا سلمي في ايه ؟؟ 
سلمي و هي تحاول أن تهرب بعينها بعيدا عنه : مالي مفيش اي حاجه، انا بس يمكن تعبت شويه من المشوار النهاردة 
أسر : عينيكي بتكدب يا سلمي و مع ذلك ماشي هنقول أن انتي تعبتي، انتي متأكدة اني مفيش اي حاجه عايزة تحكيهالي ؟
سلمي : ل…لا مفيش 
أسر بجديه : طيب و اللي انتي كنتي واقفه معاه النهاردة ده كان مين ؟ 
نظرت له سلمي بتوتر : ده ….ده ..
أسر و أمسك يد سلمي ليهدئها : سلمي احكيلي بقا انتي هتفضلي شايله كل ده جواكي، هتفضلي مخبيه كده كتير 
نظرت سلمي الي عينيه و بدموع : ده ابو عمر 
أسر و قد استوعب كلامها محركا رأسه : ماشي، انا عايز اعرف يا سلمي مين ابو عمر انا عايزك تحكيلي ايه اللي حصل معاكي 
سلمي ببكاء و بدأت تحكي له كل ما حدث معها منذ أن كانت في الملجأ و عندما جاءت ام اسلام لتتبناها و كيف أنها لم تكن تعاملها كأم و لكن سلمي قبلت ذلك لتعيش، ابتلعت سلمي غصتها عندما تذكرت كلمات الحب و الرومانسيه التي كان اسلام يخبرها بها بكل حب و غرام و كيف أنه اوهمها أنه سيتزوجها الي ان جاء اليوم الذى طردتها فيه امها من المنزل و قد قبلت علي نفسها أن تتركها مشردة في  الشارع بلا مأوى بعد ما لاحظت القرب الذى بدأ يحدث بين ابنها و ابنه الملجأ اليتيمه و كيف أنها اكتشفت في يوم الحادث أنها حامل و أنها تحمل في احشائها ابن له، كان أسر يسمع كل ذلك مشفقاً عليها و علي حالتها أخبرته سلمي أيضا أنها ذهبت إليه و اعترفت له و لكنه في المقابل اسكنها في منزل بعيد منعزل عن الناس في اعلي دور حتي لا يصل أي مما سيفعله بها للناس، و أنه سمح لنفسه أن يعطي لصديقه المفتاح حتي يأتي الي المنزل تاركا إياهم في المنزل وحدهم، كانت سلمي في وسط كل ذلك تذرف دموعها و اسلام يطبطب عليها حتي أنه طلب منها أن تتوقف عن الحديث حتي تهدأ و لكنها كانت تريد أن تلقي كل ما في داخلها فقد تعبت و امتلئ قدر قلبها من الحزن، أكملت سلمي حديثها بعد أن قررت أن تهرب من ذلك المنزل بعد أن كان يحبسها فيه و منع عنها الطعام هي و ابنه و لم يهمه ذلك و تركها وحدها في الشقه المنعزلة عن الناس غالقاً الباب عليها بالمفتاح لا احد يسمعها و لا طعام يأويها في عزلتها، و عندما قررت الهروب ظلت في الشارع لمدة ثلاث شهور، ثلاث شهور تأكل من الطعام ما يسد جوعها سواء أن كان من القمامه أو بقيه فتات يتركه المارون لهم الي أن وقعت في يديه و جاء هو ليكمل عليها 
شعر أسر للحظه بوحشيته و بظلمه، توقفت سلمي مرة واحده عن الحديث بعدما ألقت ما في جعبتها من حديث ثقل حمله علي قلبها وحدها 
ضمها أسر إليه لتكمل بكاءها في صمت و تفرغ ما بها 
أسر : أنا آسف 
سلمي و هي تبكي : أسف علي ايه يا أسر علي الأقل انت استحملتني و خليتني هنا معاك في بيتك انا و ابني مع انك متعرفناش …
أسر : أنا أسف يا سلمي علي أن انا كمان استغليت ضعفك زيهم و جرحتك انتي كمان و انتي متستحقيش اي حاجه من اللي حصلتلك دي 
سلمي : خلاص يا أسر اللي حصل و انت اعتذرت فعلا و سددت كل اللي عليك و انا اللي أسفه أن احنا لسه هنا معاك بالرغم  من ان مفيش اي حاجه توصلنا ببعض 
أسر : انتي بتهزرى يا سلمي ده انتم كل حياتي 
نظرت له سلمي ليتوتر أسر : قصدي يعني عمر ده كل حياتي و انا بحبه و بموت فيه و مقدرش اعيش من غيره، المهم يا سلمي ايه اللي رجع الزفت ده تاني 
غُّم وجه سلمي من الحزن مجددا : مش عارفه يا أسر، راجع عمال يقولي بحبك و عايز ارجعلك تاني و هتجوزك و هسمي ابني بأسمي و كلام كتير مستغرباه و مش فاهمه هو بيعمل ليه كل ده 
أسر و قد حزن وجهه : طب و انتي يا سلمي عايزه ايه ؟ 
سلمي : يعني ايه عايزه ايه ؟
أسر : يعني ممكن في يوم ترجعيله …..و تسيبيني
نظرت له سلمي بتشتت و صمتت 
حزن أسر من صمتها و صمت هو الآخر 
دخلت سلمي لتنام مفكره في كل ما قيل لذلك اليوم و الاحداث التي مرت بها في هذا اليوم و نامت بجانب ابنها و هى تنظر له بحزن مما يفعله فيها أبوه 
مرت الايام علي أسر و سلمي و علاقتهما مذبذبة و لكن اهتمام أسر بعمر لم يقل و لم يتأثر و سلمي تضحك علي لعبهم سويا محاولة نسيان ما مرت به و الالتفات فقط الي مستقبل ابنها 
في يوم من الايام كان أسر في العمل و سلمي في المطبخ مع الدادة فوزيه تعد الطعام و عمر من المفترض أنه يلعب أمامهم، فجأة لم تجد سلمي عمر الصغير، فسكتت قليلا تنهي هذا الذى بيديها فهو سيعود مجددا أو ستذهب هي لتأتي به اكيد 
مرت ربع ساعه و عمر لم يعد فذهبت سلمي لتبحث عليه 
سلمي : عمر، عمر انت روحت فين يا حبيبي 
بدأت سلمي في البحث عنه في أرجاء الدور الأرضي فهي تعلم أنه طفل صغير لا يستطيع الصعود الي أعلى 
وجدت سلمي غرفه مفتوحه تعجبت من شكلها في البدايه و لكنها عرفت انها غرفه المكتب و عمر الصغير بداخلها دخلت سلمي إليه لتحضره و تغلق الدره الذى فتحه و لكنها فجأة فتحته مرة أخرى و أخرجت منه ورقه نظرت إليها بحزن و صدمه و ذرفت عليها دموع ……..
يتبع…..
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشق الطفولة للكاتبة هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!