Uncategorized

رواية توليب الفصل الثامن 8 بقلم سلمى سعيد

 رواية توليب الفصل الثامن 8 بقلم سلمى سعيد
رواية توليب الفصل الثامن 8 بقلم سلمى سعيد

رواية توليب الفصل الثامن 8 بقلم سلمى سعيد

_  اركبي
قالها أسر وهو يستعد للانطلاق بينما توليب تقف بجواره تنظر لتلك الدراجة النارية ذات ماركة هوندا الاسرع علي الاطلاق والتي تصنف من أسرع الدراجات النارية حول العالم ، نعم هي تعلم كل شئ حول تلك الدراجة لأنها ببساطة تعلم كل ما يخص عشقها الوحيد وتعلم ايضا انه يعشق ركوب الدراجات النارية حتي انها شاهدت أحد مقاطع الفيديو له وهو يستعرض احترافيته في ركوب تلك الدراجة.
عاد أسر يتحدث بنبراته القوية:
_ ايه يا بنتي بقولك يلا اركبي
عادت  توليب خطوتين للخلف وتحدثت بخوف وارتباك :
_ اركب ايه انت بتهزر..البتاعة دي خطيرة جدا..انا مستحيل اركبها
كان حديثها قاطع فجعل الآخر ينظر لها بحاجب مرفوع وملامح متحدية والإصرار ينبعث من عينيه ، استقام أسر من جلسته على الدراجة و اقترب منها بخطوات مدروسة جعلت خوف توليب يزداد الضعف وقف أمامها مباشرة واضعا يده بجيب بنطاله ناظرا داخل عيناها الخضراء الخائفة الذي تنظر بجميع الاتجاهات متجنبة النظر له تحدث هو بنبرة لينة وابتسامة مطمئنة : 
– عارفة احلى حاجة ايه يا توليب انك تبقي حرة وتعملي حاجات مجنونه من غير ما تخافي..لما تعملي حاجة جديدة والأدرينالين يجري في دمك من كتر الحماس دي بتبقي احلي حاجة في الدنيا..صدقيني يا توليب انتي بتضيعي مشاعر كثير اوي المفروض تعشيها …توليب متخليش الخوف يحبسك بين اربع حيطان في حاجات كثير اوي لازم تعشيها وتحسي بيها..
شعرت توليب بالحزن الشديد من حديثة رغم نبرته اللينة، لو يعلم أنها تريد فعل تلك الأشياء الجنونية التي يفعلها هو مثل القفز من الطائرات الرياضية ورحلات الصيد والكثير والكثير من الأشياء تريد ان تفعلها ولكن كما قال هو أنها حبيسة خوفها، خوفها الذي أصبح الشعور الوحيد المصاحب لها منذ وفاة ولدها نظرت لأسر نظرة تملاها قله الحيلة وتحدثت بصوت متحشرج بالبكاء :
_ صدقني انا نفسي مبقاش كدا وحاولت كثير اخفي الخوف دا  بس مش عارفة .
احتضن يدها الصغيرة الناعمة بكفة..ضاغطا عليها يبث الأمان لها.. شبك عينه بخصتها وتحدث بثقة وابتسامة مطمئنة:
_ لا هتعرفى بس سبيلي نفسك وانا هموت الخوف دا خالص.. بس ثقي فيا 
نظرت بداخل عيناه البنيه القويه وجدت بهم الأمان والقوة ، شعرت بالراحة غريبه تغلف قلبها..تحدثت بخجل و بابتسامه جذابه أظهرت غمازتيها :
_ انا وثقة فيك.
جذبها  من يدها ليركب الدراجة وهي صعدت خلفه وتمسكت بالتيشيرت الخاص به بقوة ، ضحك أسر علي حركتها تلك وهو لم يتحرك من مكانه بعد ، عاد برأسه للخلف وتحدث بمرح:
_ انتي لو مسكة حرامي مش هتعملي كده على فكرة..
ثم أكمل حديثه وهو يجذب ذراعيها ليحتضنا خصره بقوة:
_ كدا ائمن
كانت توليب تشعر بقلبها يكاد يتوقف من احتضانها لأسر بذلك الشكل ، ثوان وكان أسر ينطلق بسرعة لخارج القصر ، كان ماهر واقف يتطلع عليهم من نافذة غرفته ليبتسم باتساع عندما وجد ابنه يتعامل مع توليب هكذا.. اقسم بداخله ان ابنه واقع بعشق توليب
..اغمضت توليب عيناها بخوف وزادت من احتضانها لاسر بينما أسر كان يقود بشكل احترافي للغاية ويشعر براحة كبيرة وتلك التوليب محتضناه
كانت الطٌرق فارغة و الليل يخيم المكان..أصبحت خصلات توليب تتطاير لتضرب بعض الخصلات وجه أسر ، كانت توليب واضعة يدها فوق قلبها أسر بالتحديد لتسمع ضربات قلبه القويه لتبتسم بعشق..فتحت عيناها ببطء تنظر علي الطريق فتحت عيناها بانبهار فتاة حبيسه خوفها بحق 
كانت الطرق فارغة الا من سيارات قليلة والهواء يلف وجهها بقوة..
شعور ملح بداخلها يخبرها ان تترك العنان لنفسها وان تعيش تلك اللحظة الساحرة بالنسبه لها لذا رفعت احد زراعيها للهواء لتضرب النسمات يدها ابتسمت بسعادة طفله يتيمة بملابس العيد ، كان أسر يراقبها من مرآة الدراجة وبصورة تلقائيا ابتسم هو الآخر..فكر بأن يذيد حماسها اكثر لذا تحدث بصوت عالي لتسمعة:
_ توليب..امسكي فيا جامد 
وقبل أن تتحدث توليب كان أسر وبكل ما يحمل من احترافيه أصبح يسير بيت تلك السيارات بشكل خطير ولكن احترافي ، كانت توليب محتضناه بشدة وقلبها يكاد يتوقف من أفعاله حتي انها كتمت أنفاسها مستعدة للموت..ولكن خاب ظنها لان اسر شخص محترف للغايه وشغفه الأساس السيارات والدرجات الناريه..
وصل أسر لمكان ما فارغ مطل علي احياء القاهرة المضاءة بشكل ساحر .
أوقف الدراجة بقوة جعل الخرة تشهق بخضة..ثواني حل الصمت علي المكان وتوليب وأسر يلهثون بعنف..ابعد أسر يد توليب ليهبط من فوق الدراجة وهبطتت خلفه توليب وقبل أن يسالها ان كانت بخير كانت توليب تدور حول نفسها وتصرخ بحماس وجنون مثل الاطفال:
_ عااااااا ايه الجنان دا انت شوفت اللي حصل شوفت
كان ينظر بابتسامة وسيمة للغايه ، قفزت أمامه مثل الطفال وتحدث وهي تعبر بيدها :
_ شوفت انت عملت ايه وشوفت عديت من حولين العربيات ازاي..اللي حصل دا جنان..انا كنت حاسه اني بطير..انا اول مرة اعمل كدا في حياتي ..دا تحفة
كانت تعبر وتتحدث بما شعرت من تلك التجربه الشيقة بالنسبه لها ،كان أسر يتأمل أفعالها وهو مذهول بداخله..
هل حقا تلك التجربه العاديه والصغيرة أشعلت حماسها بهذا الشكل واثارت الجنون بداخلها هكذا..شعر بالحزن اتجاهه تلك الفتاة ذات التاسعة عشر عاما التي لم تعش تلك المغامرة الصغيرة قبلا؟، ابشع ما قد يعيشه الإنسان هو ان يكون سجين نفسه.
ترا ماذا ستفعل ان أخبرها عن تلك المغامرات التي قام بها وكانت ستزهق بروحة..لقد كان يسبح مع أسماك القرش بالمحيطات وايضا كان يتسلق الجبال القطبية الخطرة حتى أنه تسلق قمة افرست وهو بعامه الخامس والعشرون بأحد رحلاته الطويلة.
توقفت توليب وهي تلهث بشدة..وقفت أمام آسر الذي يتكئ على الدراجة وجدته يتأملها ، عضت شفتيها بخجل واحراج من حماسها الزائد عن الحد ، تأمل أسر هياتها الخجله هذه وتلك الحركة التي ستقتله يوما..رفع اصابعه يحرر شفتها ليداد خجل الأخرى.
ساد الصمت لثواني وأسر يتأمل توليب ويفكر كيف يبدأ الحديث معها
بينما توليب كانت في قمة سعادتها هي هنا الان مع الرجل التي تعشقه وقد قامت معه بمغامرة اكثر من رائعة بالنسبة لها ، في الحقيقة هي تعلم أن تلك الجولة القصيرة ليست مؤثرة على أسر اطلاقا فهي تعلم جميع مغامراته المجنونة والتي هي حماسيه بحق 
ابتسم لها أسر بهدوء لتزيد ابتسامه الأخرى ، تحدث أسر يقطع ذلك الصمت :
_ ممكن اسالك سؤال
توليب بستعجاب:
_ اتفضل 
_ ليه اسمك توليب ومين اللي سماكي كدا
ابتسمت توليب له بحزن وتحدثت قائلا :
_ بابا..بابا هو اللي سماني توليب…لما انا اتولدت كنا في الشتاء ومعروف في الشتاء الورد كله بيبقى قافل على نفسه..بابا كان بيعشق الورد وكان عنده مشتل ذي الي بابا ماهر عملهولي في القصر ، المهم  يوم ما انا اتولدت كان ورد التوليب الي في المشتل كله متفتح كان الصيف جة بس الحقيقة ان اليوم دا كان اكثر يوم برد في الشتاء كله..وبابا وردة المفضل هو التوليب ولما شاف ورد التوليب متفتح اليوم دا قرر يسميني علي اسمه توليب..بس كدا
ابتسمت بألم وهي تتذكر حديث والدها معها :
_ كان بيعدي يقولي ان احمل وردة توليب هو شفها في حياته..وكان بيحبني علطول فساتين لونها أحمر ويخليني البسها ويقول إن أجمل نوع في ورد التوليب هو الي لونه احمر وعشان كدا انتَ لازم تلبسيه عشان تبقى شبه التوليب الاحمر. 
ابتسم أسر بإعجاب:
_ عنده حق على فكرة اللون الأحمر بيبقي عليكي تحفة 
خفضت توليب راسها بخجل من تلك المغازل الصريحة التي جعلتها سعيدة للغاية ، إذا هو يراها جميلة أسر يراها جميلة شعرت بالحرارة تغذو جسدها من شدة الخجل.
توليب بخجل :
_ احنا مش هنروح بقي 
أسر بضيق :
_ انتَ عايزة تروحي
توليب بسرعة :
_ لا لا والله بس احنا خرجنا وبابا ميعرفش واخاف يزعل علشان مقلتلوش
ضيق أسر عينيه وسأل مرة أخرى :
_ توليب..ممكن تحكيلي عن الناس اللي في حياتك 
توليب بابتسامة :
_ ما انت عارف..بابا ماهر مش محتاجه احكيلك عنه
_ لا انا بتكلم علي صحابك وكدا يعني
ليأتيه الرد الصادم 
_ انا معنديش صحاب 
صدمة سيطرت عليه ماذا!! هل تلك الفتاة تمزح هل ما تعرفه بهذه الحياة هو ماهر والده قفط 
تحدثت  توليب برقة وخجل :
_ أسر ه انا ممكن اطلب طلب
أسر بانتباه :
_ اه اتفضلي
قوست توليب شفتيها بطفولة وفركت يدها بارتباك ونظرت له ببراءة وتحدثت قائلا :
_ هو ممكن وحياة اغلا حاجة عندك تلغي موضوع نزولي الشركة دا.
أسر بجمود وحدة :
_ لا
دبت توليب الأرض بقدمها وتحدثت بتذمر :
_ بقولك ببقى صايمة..صايمة..ايه أين الرحمة أين الإنسانية أين الرز باللبن..احمم اسفة اندمجت شويل
ابتسم الآخر بسره  ثم اعتدل وركب الدراجة دون رد ، نظر لها وتحدث بجمود :
_ معلش تعالي علي نفسك وروحي سلي صيامك مش العمل عبادة بردو ولا ايه.
حدثت توليب نفسها بخفوت :
_ اووووف عليك دا انت صعب اوي..اااه ياربي اعمل ايه في المصيبة دي دلوقتي
تحدث أسر بحدة عندما وجدها تقف تحدث نفسها :
_ هتروحي معايا ولا هتقعدي هنا
ضيقت الأخري عيناها وتحدثت بغيظ :
_ جايه اهو..اوووف
صعدت توليب خلفه أسر وانطلق أسر عائد للمنزل وهو يبتسم على تلك الطفلة الجالسه خلفه وقد أقسم بداخله ان يجعل من تلك التوليب شيء آخر تماما ولكن يجب عليه معرفة السر الأساسي ذلك السر الذي يجعلها هكذا..ضعيفة وخايفة
__________________________
في صباح يوم جديد..تقف صبا أمام المرآة ترتدي حجابها وشاردة بذلك الباسم القادم مع عائلته اليوم ليروها، ابتسمت دون مرح عندما جاء بخاطرها انهم قادمين لرؤية الجارية التي اشتراها وباسم بماله..وليست عروس ذات قيمة.
رغم أن عائلتها ثرية وذات شأن ولكن تشعر دائما وكأنها خادمة أو جارية ادا ذلك الرجل الجشع الملقب بوالدها.
هبطت الدرج بخطوات خائفة و مترددة بتقابل والدتها التي ابتسمت لها بحنو ، دلفت الي المضيفة حامله صنيه العصير بين يدها الصغيرة وخافضة رأسها بخجل وحزن اخفته ، كان باسم جالس منظرها علي احر من جمر يريد رؤيتها وجدها دلفت المضيفة بجوار والدتها تأملها بعشق ظاهر علي محياه بوضوح بدا من حجابها الأسود الرقيق نزولا بفستانها الأزرق الطويل الذي تحدده من الخصر بحزام اسود عريض أظهر مفاتنها بشكل جذاب ، رغم صغر سنها الا انها تمتلك جسد انثوي متكامل ، شعر بالدماء تفور برأسه عندما وجد ابن اخته البالغ من العمر خمس سنوات يتحدث بصوت عالي :
_ الله يا ماما شوفتي العروسه الحلوة دي…انا عايز اتجوزها دي حلوة اوي
ركض الطفل باتجاه صبا التي وضعت الصينية على الطاولة توا ، جذبها من يدها اليه لتقرفص صبا وتكون بطولة بتلقائيه طفل يقبلها على وجنتها بعمق وصوت مسموع جعل صبا تبتسم بعذوبة له ولم ترى ذلك الذي يجلس يشتعل غضبا من فعلت ابن اخته ، كانت اسعاد جالسه بجانب بكر تراقب أفعال صبا التي دخلت قبلها دون إنذار دعت بسرها ان تكون تلك الفتاة زوجة صالحة لابنها .
تحدثت صبا بابتسامه جميله :
_ انت اسمك ايه يا قمر انت
ليرد الطفل بغرور مثل خاله :
_ انا باسم 
هنا رفعت صبا رأسها باتجاه باسم لتجده ينظر له نظرة لم تفهمها ولكنها كانت قوية وحادة. 
قبلها باسم الصغير مرة أخرى وتحدث باعجاب:
_ انا عايز اتجوزك انتي حلوة اوي
صبا بطفولة ايضا:
_ هو انا أطول انت كمان حلو و انا عايزة اتجوزك
_ وحياة امك
قالها باسم بصوت عالي مغتاظ، ليلتفت الجميع  ينظرون له بما فيهم صبا ، حمحم باحراج وهو يعدل تلبيبه بدلته :
_ احم قصدي.. ايه يا جماعة مش هنعرف صبا علي الحجة ولا ايه
_ طبعا يا ابني قومي يا صبا سلمي على الحاجة اسعاد 
كان هذا صوت منال التي نظرت لابنتها بتحذير 
اعتدلت صبا بوقفتها وتقدمت من الحج بكر اول شئ وبكل احترام مالت علي يده تقبلها ، ليقبل بكر راسها هو الآخر وتحدث بابتسامة:
_  ربنا يحميكي لشباب يا زينة العرايس
ابتسمت صبا له ببرائه ، ثم تقدمت من الحاجة اسعاد وما ان اقتربت منها حتى وجدت اسعاد تجذبها لاحضانها وتقبل وجنتيها بشدة وبفرحة عارمة تحدثت:
_ الله اكبر الله اكبر بدر منور اسمله عليك وعلى جمالك ربنا يحرسك يا بنتي من كل عين وشر..والله وعرفت تختار يا باسم 
اعتدل باسم يبتسم بفخر وعشق.
ابتعدت صبا عنها وابتسامتها اتسعت من طيبه وتلقائيه تلك المرآة الطيبه ، رحبت أيضا  بأختي بأسم سمر وسميرة الاثنين متزوجين ولديهم أطفال ولا يعيشون هنا بل كل منهما في محافظة اخري
نهض باسم بطوله الفارع عندما وجد صبا تقترب منه لتصافحة ، وقفت صبا أمامه خافضة رأسها بخجل..مد هو يده لترفع الأخري يدها بارتباك ليحتضن كفة يدها الناعمة ، تفرس ملامحها السمراء بشغف كبير بداء من عيناها السوداء الواسعة وانفها الصغير المستقيم..ابتلع ريقة الجاف عندما وصل الي اكثر ما يثير جنونه بها شفتيها واااه من تلك الشفاه، كانت صبا تموت خجلا من نظراته ولكن حاولت التماسك قدر الإمكان..قاطع تأمل باسم صوت ذلك الصغير :
_ وسع يا خالو خلي عروستي تيجي تقعد جنبي 
جذبت صبا يدها سريعا من بين يدا باسم  وذهبت تجلس بجانب والدتها، التفت باسم بنظرات حادة لذلك الصغير ليتحدث بحاجب مرفوع:
_ هي مين دي اللي عروستك يالا
أشار الصغير علي صبا وراقص حاجبيه لها:
_ القمر اللي قعدة دي..هي عروستي اموووه 
ارسل لها قبلة في الهواء ليجن الآخر، حمل ا
باسم.. باسم الصغير من خلف رقبته ( قفاه) ورفعة لمستوى طوله وتحدث من أسفل أسنانه.:
_ ولا انا سكتلك من الصبح اعدل نفسك بدل ما أعدلك انا..
حذفة على والدته سمر وتحدث بقرف:
_ لمى ابنك علشان معلقهوش من رجل واحدة على باب البيت 
بينما باسم الصغير نظر له بتحدي ليرفع باسم حاجبه بتحدي اكبر ، ابتسمت صبا على مراوغتهم لبعضهم بعض
تحدث باسم  موجها حديثه ل عوني :
_ ممكن اقعد انا وصبا شويا علي انفراد يا حج عوني
تحدث عوني بترحاب و ابتسامة سمجة:
_ طبعا يا ابني دا خلاص بكرا هتبقي علي زمتك..خدي خطيبك واطلعوا الجنينة يا صبا
شعرت صبا بالفزع من فكرة تواجدها مع باسم بمفردهم ، كادت تعترض ولكن نظرة والدها الحادة منعتها لذا بخنوع وحزن سارت للخارج وباسم خلفها
سار باسم بجانبها بالحديقة يفكر كيف يبدأ الحديث معها هل يعترف بعشقه الان ام ينتظر للغد ، بينما صبا كان هناك ملايين الاسئله بخلدها تريد اجابه لهم ، وقفت فجأة أمام باسم وتحدثت بتسأل:
_ ليه انا
نظر لها باسم قليلا وقد فهم ما هو سؤالها ليجيب عليها ببساطة وعيناه العاشقة مسلطة على عيونها الحزينة:
_ علشان انتي غيراي حد..انتي صبا.
قطبت صبا حاجبيها باستغراب من إجابته ولكن تجاوزتها وسألت مرة اخرى ب بوادر بكاء:
_ انت شايف ان واحدة في سني تقدر تفتح بيت وتكون أسرة
نبرة صوتها المتحشرج بالبكاء وعيناها الامعة بالدمع جعلو قلبه يتألم بشدة ، هو يعلم أنها علي حق وان فتاة صغيرة مثلها لن تستطيع حمل مسؤولية منزل ابدا ولكن ماذا يفعل هو يعشقها ولا يستطيع تركها لغيره.. هو قد أقسم بداخله انه سيجعلها تعيش ما تريد أن تعيشه ولكن باحضانه وهي امرأته، سيجعلها تلمس اسماء إذا أرادت ذلك.
كانت صبا تنظر له مترقبة اجابه التي ستعلم من خلالها لماذا يريد الزواج منها ، اخفا باسم حزنه سريعا وتحدث بمرح قائلا :
_ والله يا صبا مش عايز اصدمك بس حتى انا مش عارف هفتح بيت ازاي.
ابتسامة صغيرة ظهرت علي ثغرها من مسحته تلك.. جعلت شعاع الأمل يتولد بداخل قلب باسم ليتحدث بمرح وغمزة عابثة:
_ ضحكت يبقى قلبها مال..ولا ايه؟
 نظرت صبا له بذهول ثم ركضت من أمامه سريعا هاربه للداخل تاركة ذلك الباسم يتأمل هروبها منه بابتسامة تنهد بعشق قائلا:
_ خلاص يا صبا كلها بكرا واقولك كل اللي فقلبي
_______________________________
“بينما بقصر البارون”
جلس كل من ماهر وأسر وتوليب يتناولون الفطور وتوليب  ترتسم على شفتيها ابتسام  اكثر من رائعة بينما أسر جالس يتنازل الإفطار برودة المعتاد ، ليقع أسر ذلك الصمت بصوته القوي موجها حديثة لوالده :
_ بابا انا مسافر بليل 
صدمة احتلت توليب عندما وقعت تلك الكلمات علي مسامعها بينما تحدث ماهر بتعجب:
_ مسافر  فين يا ابني
_ أسوان.. هروح احضر كتب كتاب باسم وارجع في نفس اليوم
تنهدت توليب براحة لكن صدمت للمرة الثانية عندما تحدث أسر بجمود يستأذن والده :
_ وعن اذنك يا بابا انا هاخد توليب معايا
فتحت توليب فمها ببلاهة وأشارت عل نفسها قائلا:
_ انا هسافر معاك
يتبع….
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى