روايات

رواية وهام بها عشقا الفصل الحادي عشر 11 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا الفصل الحادي عشر 11 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا الجزء الحادي عشر

رواية وهام بها عشقا البارت الحادي عشر

رواية وهام بها عشقا الحلقة الحادية عشر

انصدم كلاهما وهما يروا مصطفى واقفًا ينظر إليهم بغضب فعلمت بأنها النهاية
لن يمر الأمر مرور الكرام بعد ما سمعه الآن، لوهلة أرادت الاختباء خلف جاسر خوفًا من أخيها لكن انتهى الأمر وستواجه الآن غضب أخيها، فتقدم منهم وعينيه تنظر إليهم بغضب متسائلاً
_ ايه اللي سمعته ده؟
رمشت بعينيها تحاول الثبات أمامه والبحث عن كلمات تنكر بها لكنها فزعت عندما سمعته يهدر بهم
_ ردوا عليا مين دي اللي خاطيا وحقيقة ايه اللي عرفها.
نظرت لجاسر تستنجد به وقلبها يدق كالطبول في صدرها
صرخت بفزع عندما جذبها من ذراعها بحدة وهو يهتف بها
_ ردي عليا.
استاء جاسر من حدته معها وهم بجذبها لكن مصطفى ابعده بانفعال
_ متدخلش؛ واركن انت لأن حسابك لسة جاي
_ خلي كلامك معايا انا وسيبها هي
نظر مصطفى إليه بحنق وتحدث بتحذير
_ قلتلك متدخلش بيني وبين أختي
هتف جاسر به أيضًا باحتدام
_ اختك دي تبقى مراتي ومسمحلكش تمد ايدك عليها.
تجمع المنزل باكمله على أصواتهم فحاولت جليلة التدخل بينهم لكن مصطفى منعها بحدة
_ محدش يتدخل بيني انا وأختي
نظر إلى جاسر وتابع بحزم
_ وانت بلاش تدخل لحد ما اعرف مخبيين عليا ايه.
انهى حديثه وأخذها من ذراعها خارجًا من الغرفة متوجهًا إلى غرفته
وما ان وصل بها حتى دفعها بداخلها مغلقًا الباب خلفه بعنف وتقدم منها ليسألها بسخط
_ خاطيا إزاي؟ وحقيقة ايه اللي عرفها؟
هزت رأسها بدموع وهي تستجديه أن يرحمها من تلك الذكرى
لكن صمتها جعله يزداد غضبًا منها فهدر بها
_ انطقي.
بكت تتوسله وهي تراه لأول مرة بهذا الغضب فتمتمت ببكاء
_ الموضوع مش كدة يامصطفى صدقني
_ فهميني إزاي
انتفضت بوجل من صوته الهادر وبدأت بسرد كل شئ من البداية حتى تلك اللحظة وهو يستمع إليها بصدمة كبيرة وخيبة أمل
لما لم تأتي إليه وتخبره، لما ذهبت إلى جلادها وتركته يعذبها كيفما يشاء وقد أتته الفرصة للانتقام من أبيهم
_ ومجتيش ليا أنا ليه؟ ليه سمحتيله يهينك ويجرحك بالشكل ده؟
ايه اللي كان يجبرك تتحملي كلمة زي دي وتوصل للضرب.
لم يجيبه سوى صوت نحيبها وعتابه يجلدها بغير رحمة وتابع تعنيفه
_ شكلك ايه قدامهم وهو بيعاملك كأنك شئ مفروض عليه، مصيبة من مصايب منصور اللي بتنزل عليهم كل شوية.
ولما عرفتي الحقيقة ليه رجعتي و رميتي نفسك في حضنه؟ ليه رخصتي نفسك للدرجة دي؟
أنا كنت فين في حياتك عشان تلجئ له هو وتمحيني أنا؟
ازاي قبلتي على نفسك ترجعي ليه بعد ما كسرك قدام الكل وأهان كرامتك قدام نفسك؟
_ لأني بحبه
قالتها بكل العذب الذي بداخلها والذي تحملته منذ أن وطئت قدمها داخل تلك الشقة حتى تلك اللحظات وتابعت بألم
_ غصب عني بحبه، مهما يعمل قلبي غصب عني بيسامحه
تنفست بعمق وتابعت
_ حتى لو دخل دلوقت واعتذر برضه هسامحه، تقول تافهة تقول مليش كرامة تقول اللي تقوله بس دي الحقيقة انا مقدرش أعيش من غيره وعشان كدة مهما يعمل بتحمل
وواثقة ان هو كمان بيحبني بس ديمًا بيشوف فيا منصور
قاطعها بانفعال
_ يبقى ملكيش قعاد معاه لأن منصور هيفضل بينكم، مادام شايف فيكي منصور يبقى عمر ما هيكون في استقرار لأن مشاكل ابوكي مش بتخلص وكل مصيبة تحصل كل ما الفجوة تزيد بينكم لحد ما تكرهوا نفسكم من شدة الضغط، وإن كنتي ضعيفة للدرجة دي ادامه ومش عارفة تعملي لنفسك كيان وتوقفيه عند حدة يبقى أنا اللي هعمل كدة
اتفضلي جهزي شنطتك
حاولت اثناءه على التراجع لأجل جدهم لكنه منعها بحزم
_ مش عايز اسمع ولا كلمة، اللي اقوله يتنفذ من سكات.
خرج من الغرفة ليجد جاسر خارجًا من غرفته متوجهًا إليهم هم بالولوج لها لكن مصطفى منعه بحزم
_ سيبها
زم جاسر فمه بعناد
_ دي مراتي
_ مش من بعد النهاردة
عقد حاجبيه متسائلًا
_ يعني أيه؟
_ يعني هاخد أختي وامشي دلوقت وبعدها هتطلقها
انقبض قلبه من سماع تلك الكلمة وشعر حقًا بأنه سيخسرها تلك المرة فـهز رأسها بنفي وصاح به
_ انت شكلك اتجننت أوعى من قدامي
اسرع أمجد وليلى فور ولوجهم على صوت جاسر
تدخل بينهم
_ في ايه ياجماعة اهدوا
صاح به جاسر
_ خد المجنون ده من قدامي
رد مصطفى بتعند
_ مش هتشوفها بعد النهاردة وهصر على الطلاق لحد ما أخلصها منك
تحدثت ليلى بامتعاض
_ طلاق ايه اللي بتتكلم عنه يامصطفى
أجاب بلهجة شديدة
_ مش سيب اختي تعيش معاه بعد النهاردة
تدخلت وسيلة بعد ان تركت الطفلة مع جليلة واسرعت إليهم
_ اهدي ياابني مش كدة، هو ايه اللي حصل لكل ده؟ وبعدين جاسر وسارة محدش بيتدخل بينهم
انفعل مصطفى من ردها وسألها بحدة
_ ليه؟ متدخلوش ليه؟ ليه سيبتوه يهينها ويستقوى عليها بالشكل ده بحجة انكم مش بتدخلوا بينهم.
زم فمه يحاول السيطرة على اعصابه وأردف بحسم
_ انا بقى اللي هتدخل
نظر إلى جاسر بتحدى وتابع
_ وريني بقى هتعمل ايه
تدخل امجد بينهما وتحدث برزانة
_ مصطفى احنا هنسيب الرأي لسارة مينفعش انت اللي تقول، لو موافقة على قرارك محدش هيقدر يمنعك، إنما مينفعش ابدًا تتكلم بالنيابة عنها
كانت هي بالداخل تزرف دموعها بألم وهي في حيرة بين تتبع قلبها الذي يجبرها على المسامحة مثل كل مرة، وبين عقلها الذي يطلب منها الوقفوف أمام جبروته مرة واحدة
نظر إليها مصطفى بأن توافقه ولن يخذلها
تقدمت منهم وهي تنظر إليه بعتاب جعله يشعر بمدى ضئالته في نظرها لكنه يعرفها لن تستطيع البعد عنه مهما حدث
أما هي فكانت في حيرة من أمرها
هي ضعيفة دائمًا أمامه ما أن ينظر إليها حتى تنسى كل شئٍ وتسرع للغوص في احضانه، فهذا حالها الآن وهي في اشد الحاجة إلى ذراعيه التي ما إن يحاوطونها حتى تنسى كل شئ
صوته الذي جعلها تغمض عينيها بألم
_ سارة
وكأنه علم نقطة ضعفها فهل تلقى نفسها بين يديه
أم تعيش العذاب الأشد بعيدًا عنه.
……. ……. ……..
عودة للماضي
أسرعت بالهرب من الباب الخلفي بعد أن ذهب الحارس لتناول عشاءه داخل حديقة القصر فتخرج منه وقلبها يأن ألمًا على فراق طفلها
تلفتت حولها لتجده واقفًا بعيدًا عن القصر فأسرعت إليه بخوف شديد
_ طارق أنا خايفة ليلاقونا وممكن يقتـ.تلوك فيها
جذبها من ذراعها وهو يقول بإصرار
_ يعملوا اللي يعملوه بس انا مستحيل اسيبك معاهم بعد النهاردة واللي يحصل يحصل
توقفت بوجل
_ ومهران؟
طمئنها بثبوت
_ متقلقيش اهربك انتي بس ومهران أنا هقدر اهربه بعدين.
تلفت حوله وتابع بقلق
_ المهم يلا بسرعة قبل ما حد يشوفنا.
اسرعت بالهرب معه ولأنهم ليلًا وأغراب عن تلك البلدة لم يستطيعوا تتبع الطريق جيدًا
فـ ضلوا طريقهم وتوقفوا عن السير لتسأله بريبة
_ احنا رايحين فين دلوقت؟
طمئنها قائلاً
_ اطمني انا بحاول اتذكر الطريق وإن شاء الله هنوصل.
ظل كلاهما يتخبطان في الطريق حتى استطاع الوصول إلى وجهته
وما أن وقفوا امام ذلك المبنى حتى سألته بوجل
_ جايبنا هنا ليه وبيت مين ده
_ ده بيت كامل النعماني سمعت إن فيه عداء كبير بينه وبين جوزك وهو اللي هيقدر يساعدنا
انقبض قلبها خوفًا وسألته
_ انت واثق فيه؟
_ زي ما قلتلك هو الوحيد اللي هيساعد بجد عشان يشمت كويس، انا مستعد أعمل أي حاجة عشان انقذك
أومأت بتفاهم ثم ذهبت معه حتى وصلوا إلى ذلك المنزل المنشود
دلفوا للداخل طالبين مقابلته وعند رؤيتهم سأله
_ انتو مين؟
تحدث طارق بثبوت
_ انا طارق وجدي ودي أختي تبقى مرات حامد الهواري
ضيق كامل عينيه بشك وتقدم منه يسأله
_ وچاي عندي ليه؟
نظر طارق إلى أخته وقال برجاء
_ احنا جايين نطلب حمايتك وانك تساعني اهرب بيها بعيد عن البلد
تطلع كامل إليها وقد اخفت وجهها خلف وشاحها ثم سأله
_ وعايزني اني اهرب واحدة من چوزها؟
نفى طارق حديثه
_ بس هي مش مراته
اندهش كامل اكثر
_ كيف ده؟ عايشة معاه في الحرام؟
_ لا مش كدة بس هو مطلقها من فترة ومصر يرجعها وهي مش عايزة ترجعله، وعشان كدة عايز اهرب بيها بعيد عنهم
عاد يتطلع إليها ويسألها
_ صُح الكلام ده؟
أومأت له مؤكدة
_ ايوة صح
هز كامل رأسه بتفكير قليلًا ثم نادى على احد الخدم التي اسرعت إليه
وكانت سيدة كبيرة في السن
_ نعم يا كامل بيه
أشار لها قائلاً
_ خدي …أم مهران برضك؟
أومأت في صمت
_ خدي ام مهران چوة دلوقت
نظرت إلى اخيها الذي أومأ لها برأسه ودلفت معها رغم خوفها من القادم فتأخذها السيدة إلى إحدى الغرف التي تبدوا بأنها مخصصة للخدم
_ اتفضلي يابنتي
دلفت الغرفة في وجل لتقول الخادمة
_ اطمني مفيش حد اهنه، اقعدي لحد ما اعملك حاچة تشربيها
خرجت المرأة وجلست ام مهران على المقعد ومازال الخوف يسيطر عليها
انتفضت بوجل عندما انفتح الباب ودلفت منه أمرأة تبدو في شهرها التاسع
_ خالتي سعدة…
صمتت عندما وجدت امرأة أخرى غيرها فسألتها
_ انتي مين؟
ارتبكت ام مهران وتمتمت برهبة
_ انا ……
قاطعها دخول سعده التي ما ان رأتها حتى عاتبتها
_ ايه اللي قومك من فرشتك بس يابنتي
كانت تبدو عليها علامات التعب والانهاك فقالت بألم
_ حاسة بوجع جامد أوي
ساندتها سعده حتى تجلس على فراشها وتحدثت بطمئنينه
_ متقلقيش ده وجع عادي، لسة بدري على ولادتك.
لاحظت حور مدى الآلام التي تظهر عليها وتبد أنها علامات ولادة فدون إرادتها وجدت نفسها تتقدم منها لتقول بريبة لسعده
_ بس شكلها بيقول ولادة
شعرت سعدة بالقلق عليها وقالت بقلق
_ لا حول ولا قوة إلا بالله ، منه لله اللي كان السبب، معلش يابنتي اتحملي شوية لحد ما اروح أخبره.
منعتها الفتاة من الذهاب وهي تغمغم برفض
_ أوعي تعرفيه
_ ليه بس يابنتي
_ لو طلعتي قولتيله آسيا هتعرف وخايفة تأذي ابني.
انقبض قلب حور وشعرت برعشة تنتابها خوفًا من القادم وخاصة عندما ازداد الألم عليها ولم تعد تستطيع فغمغمت بألم
_ مش قادرة ياخالتي الألم كل مدى بيزيد
نظرت سعدة إلى حور وقالت برجاء
_ معلش يابنتي ساعديني ننيمها على السرير
اسرعت حور لمساعدتها واستلقت المرأة على الفراش
لتبدأ سعدة بالكشف عليها.
تبدلت ملامحها للخوف وهي تقول لحور
_ فعلا ولادة، بس لسة شوية خلي بالك منها لحد ما اجهز كل حاجة
_ اطمني انا هفضل جانبها
ذهبت سعدة لتجهز الاشياء المطلوبة والتي اعدتها مسبقًا تحسباً لذلك الوقت.
نظرت حور إليها وإلى جمالها الذي يجذب العين إليها وسألتها
_ انتي اسمك ايه؟
اجابتها بوهن
_ ورد، وانتي؟
ردت بابتسامة
_ حور
ابتسمت ورد بوهن
_ اسمك حلوة أوي ياحور، معاكي أولاد؟
أومأت لها بحنينًا له
_ معايا مهران
رددت الاسم بين شفتيها وقالت
_ مهران اسم جميل أوي.
وضعت يدها على جوفها الممتلئ وتمتمت بحب
_ لو جاة ولد هسميه مهران إنما لو بنت هتكون مهرة.
_ إن شاء الله هتكون بنت حلوة زيك
تنهدت بحزن وتابعت
_ بس ياريت نصيبه من الدنيا ميكنش زي نصيب ابني.
كان الألم يأتيها فتضغط على يد حور حتى يذهب
تنفست بألم وهي تسألها
_ بس انتي هنا بتعملي ايه؟
لا تعرف حور لما فتحت قلبها إليها وقالت بحزن
_ هربانه
قطبت ورد جبينها بدهشة وسألتها من بين ألالامها
_ من مين؟
قصت عليها كل شئ لتتبدل ملامح ورد بقلق
وعاودها الألم فكتمته بداخلها وتمتمت بألم
_ مكنش ينفع تيجي هنا، اهربي بسرعة
اندهشت حور مما يحدث وسألتها
_ ليه؟ طارق قالي أن هو الوحيد اللي هيقدر يساعدنا.
أصبح الألم يشتد عليها فلم تعد تستطيع التحمل
دلفت سعدة لتجدها بتلك الحالة وبكاءها الذي يمزق القلوب فسألتها حور
_ طيب فين جوزها يوديها للدكتورة
هزت سعدة راسها بنفي
_ ياريت بس مينفعش تخرج برة الدار دي
ظلت الألام معها تزداد وتزداد وحور تجلس بجوارها تساندها وكلما حاولت ورد التحدث تمنعها حور كي لا تتعبها حتى أصبح الألم لا يحتمل فقالت حور لسعدة
_ وبعدين هنسيبها تتألم كدة
تمزق قلب سعدة عليها وقالت بحزن
_ ربنا معاها بس خليكي يا بنتي معايا ساعديني.
بدأت سعدة في توليدها وصرخات المرأة المكتومة تمزق قلب حور وهي تمسك يدها باشفاق
تحاملت ورد على نفسها وهي تقول بوهن
_ أهربي ياحور بسرعة
هزت حور رأسها وهي لا تعلم شيئًا عن مقصدها فقالت بإصرار
_ مقدرش أسيبك وانتي كدة، بلاش كلام وساعدي نفسك
لحظات من الجحيم تمر عليهم وكأنهم داخل كهف مهجور لا أحد يعلم عنهم شيئًا
الألم لا يحتمل لكنها تضغط بكل ما اوتيت من عزم كي تنقذ صغيرها
كانت تحس حور على الهرب بحروف واهنة
لكنها كانت تأبى الاستماع اليها
ظلت تعافر حتى صدح صرخة خافته من تلك الصغيرة التي اشرقت على الدنيا
فتأخذها حور بين يديها بسعادة غامرة فتدثرها جيدًا
وتنظر إليها بحبور ثم تحدث بحب
_ جملية أوي يا ورد تبارك الله
تطلعت إليها ورد بوهن
_ هسميها مهرة زي ما قلتلك بس ياريت حظها ميكنش زي حظي.
هزت راسها تأيدها
_ إن شاء الله يكون قدرها افضل من قدرنا.
بيد مرتعشة أمسكت ورد يدها وتمتمت بوهن
_ حور اهربي انتي بسرعة، كامل مش هيساعدك زي ما انتي فاكرة، هياخدها فرصة عشان يشمت فيه، أهربي بسرعة.
شعرت حور بالقلق وقررت الوصول لأخيها كي تخبره بحديث ورد
لكن قد فات الأوان عندما اندفعت آسيا تقتحم الغرفة وتنظر لكلاهما بغضب ثم وجهت نظرها إلى تلك الطفلة بين يدي حور وقالت بحدة
_ انتي مين؟
أجاب سعدة بارتباك
_ دي ضيفة عند كامل بيه وقالي خليها عندك
عادت تطلع إلى الطفلة ثم سألتها
_ ولد ولا بت؟
اجاب سعدة
_ بت يا هانم.
اومأت بصمت ثم قالت بحزم
_ اطلعوا كلكم برة.
رفضت حور التحرك لكن سعدة دفعتها أمامها وهي تتمتم بخفوت
_ اطلعي يابنتي معايا.
نظرت حور إلى ورد التي أومأت لها فتخرج مع سعدة وهي محتفظة بالطفلة بين يديها
خرجوا جميعًا وحور مازالت تحمل الطفلة وقد شعرت بقلق كبير عليها
فور خروجهم قالت حور لسعدة برجاء
_ ممكن ياخالة توصلي لأخويا
اومأت لها وتركتها لتبحث عنه
وحينها خرجت آسيا لتنظر إلى الطفلة بحقد جعلت حور تضمها إليها وكأنها تحميها منها ثم تركتهم وذهبت
دلفت الغرفة عندما بكت الفتاة كي تطعمها والدتها لكنها تفاجئت بها ساكنة دون حركة
وضعت الطفلة جانبًا ثم تقدمت منها تهزها بلين
_ ورد قومي
لم تجيبها فشعرت بالخوف عليها
أخذت تهزها وهي تحسها على الاستيقاظ ظنًا منها بأنها نائمة لكن لا فائدة، نظرت إلى الوسادة الملقاة في الارض ثم إلى التي أصبح جسدها ساكن بلا أى حراك فعلمت بما فعلته تلك المرأة
تجمعت الدموع بعينيها وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها إذًا فقد قتـ.لتها وخرجت دون أن يرف لها جفن، تساءلت بصدمة
أين هي؟ ومن هؤلاء؟
وما ذنب تلك الطفلة التي حرمت من والدتها
دلفت سعدة وهي تقول
_ بعتله وهو مستنيكي في الجنينة بره
أُلجمت سعدة عندما رأت حور بتلك الحالة وهي تهز رأسها ببكاء، فساورها الشك من جهة آسيا
واسرعت إلى حور التي أصبح جسدها بارًدا كالثلج فأخذت تهزها بخوف
_ ورد قومي يابنتي
لم تجيبها ولم تحرك ساكنًا
فأخذت تصيح بها لكن لا فائدة
_ قومي يابنتي، قومي وسامحيني اني اللي جيبتك لقضاكي قومي وسامحيني
أخذت سعدة تبكي مما جعل ورد تنسحب بألم
وذهبت إلى الحديقة لتجد أخيها واقفًا ينتظرها
وعندما رأها تبكي اسرع إليها يسألها بقلق
_ مالك ياحور بتعيطي ليه؟
امسكت ورد يده بخوف شديد وقالت ببكاء
_ تعالى نهرب من هنا بسرعة
لم يفهم منها شئ وسألها بوجل
_ اهدي بس وفهميني في ايه؟
اغمضت عينيها تحاول التحكم في شهقاتها وقالت بخوف
_ الناس دول مجرمين لازم نهرب بسرعة
ساوره القلق أيضًا فغمغم بخوف
_ طيب يلا بسرعة
وقبل أن يتحرك من مكانه وجدوا حامد وأخيه يقفون أمامهم
_ على فين العزم؟
تسمر كلاهما في مكانه وهم يرونهم برچالهم وطغيانهم فيستسلموا لنهايتهم.
لكن رؤيتها لهم يسحبونا أخيها بتلك القسوة واقتراب حامد منها ليجذبها من ذراعها جعلها تستسلم لمصيرها
وما اقساه من مصير وهي تسحب للموت رافعة راية الاستسلام
لم يعد لديها القدرة على المقاومة، إلى هنا وكفى .
ها هو ذا يقيد أخيها في ذلك الجزع ويجلده أمامها بكل قسوة وجبروت وأخيها يكتم صرخاته كي لا يعذبها بعذابه
كانت تبكي وتتوسل لكن لمن؟
لمن انتزعت من قلوبهم الرحمة؟
وقع نظرها على طفلها الذي وقف في شرفته يشاهد ما يحدث فتغمض عينيها بضياع حزنًا وألمًا عليه.
سقط أخيها مغشيًا عليه فأمر حامد رجاله بألقاءه على الطريق للذئاب
أما هي فتقدم منها وعينيها تطلق حممًا جعلها ترتد للخلف بخوف
حتى اصتدمت في الجدار خلفها وقال بهدر
_ بقى تهربي مني وتروحي تتحامي في اعدائي
سقطت صفعة على وجهها جعلها تصرخ وهي تسقط أرضًا
مال عليها يجذبها من شعرها ليقرب وجهها إليه وقال بفحيح أشد من فحيح الأفعى
_ أني حامد الهواري تخليني اطاطي قدام ابن النعماني؟
ضرب رأسها في الحائط خلفها وصاح بها
_ وديني لخليكي تتمني الموت ومطليش
صاح باسم احد رجاله الذي اسرع إليه
_ نعم يابيه
صاح به آمرًا
_ افتح البوابة واخفي من قدامها
اوما الرجل بطاعة واسرع بالذهاب ليفتح البوابة والتي يطلق عليها غرفة التعذيب
ستدخلها إذاً ولن تخرج منها على قيد الحياة
أغمضت عينيها بألم شديد فلا مفر لها من ذلك العذاب لكنها ستهرب منه بطريقتها
جذبها من شعرها ليذهب بها لكنها اوقفته برجاء
_ ارجوك خليني اشوف ابني الاول
لم يسمع لها فعادت تترجاه
_ ارجوك انا عارفة إن اللي بيدخل البوابة دي مابيخرجش منها سيبني اودع ابني الأول
استطاعت الافلات منه وذهبت إلى غرفة طفلها كي تودعه الوداع الأخير
ثم ذهبت إلى غرفتها لتقوم بتنفيذ ما لم تفكر به من قبل
تقدمت من الخزانة وسحبت حبل كبير والذي كان يقيدها به كثيرًا حينما تخطئ.
الليلة عليها انهاء ذلك العذاب الذي كتب عليها
فأخذت المقعد وذهبت به إلى وجهتها ووقفت عليه وقامت بربط الحبل جيدًا في تلك ((النجفة)) ثم لفته باحكام حول عنقها في هدوء تام ودون تردد ازاحت المقعد بإصرار لينتهي عمرها في تلك اللحظة
عودة للحاضر
وقفت في شرفتها تنظر إلى القمر الذي يحتضن الجميع بضياءه وينثر على المحبين دفئه
لكن هي لا يزيدها إلا وحده ومرارة لتلك الحياة التي لم ترى فيها ما يسرها.
تذكرت حديث تلك المرأة التي اخبرتها كل شئ قبل وفاتها منذ أن تركت والدتها الملجأ وجاءت البلدة للعمل كخادمة في منزل كامل.
جالت تلك التفاصيل بخيالها وكأنها تعاد أمامها.
رفعت يدها إلى عنقها تتحسس تلك القلادة وتساءلت
ماذا إن علم بأمرها؟
انتبهت على صوت سيارات كثيرة في الأسفل
فأسرعت بالنظر من شرفتها لتجد والدها يترجل من سيارته ومعه عدد كبير من الرجال
انقبض قلبها بخوف حتى إنها ارتدت للخلف عندما تقابلت عيناها بعين والدها
فقامت باغلاق النافذة جيدًا حتى تتخلص من نظراته لكن مازالت تشعر بها تخترقه
انتفضت بفزع عندما دفع مهران الباب ودلف وعلى وجهه غضب شديد وتحدث بقوة
_ دلوقت الحاج سلام هياچي عشان ياخد رأيك ويتأكد إنك چيتي بإرادتك
عايزة ترچعي معاهم أني مش همنعك ولو قتلو.كي اني مليش صالح
إنما رايدة تكوني في الامان تنفذلي اللي هقوله بالحرف، قولتي ايه؟
نظرت إليه بحيرة، فذلك القاسي لا يختلف كثيرًا عنهم
فتخرج من نفق مظلم لتدخل في نفق أكثر ظلام
_ قلتي ايه؟
قالها بحدة اجفلتها ولا تعرف ماذا تفعل
هل ترفض وتعود إلى جحيمها؟ أم توافق وتعيش في جحيم أخر اشد صرامة
❈-❈-❈
_ انت بتقول أيه؟يعني ايه القضية اترفضت؟
_ يافندم القضايا اللي زي دي احنا مش بنقدر نقدمها في القسم لإن في ضباط كتيرة بترفض حاجة زي دي، فاضطريت اقدمها في المحكمة، بس هما قدموا اثباتات إنه لا يملك أي شئ وكل حاجة مكتوبة باسم ابنه جمال.
ازداد حنقه منهم وقال بسخط
_ يعني مفيش حل تاني؟
_ للأسف مفيش حل تاني
أغلق منصور الهاتف بغضب شديد وكاد أن يطيح به لولا دلوف سمر التي ما أن رأت حالته أيقنت من تنفيذه للدعوى
تقدمت منه وعقلها يرفض تصديق ذلك فسألته بشك
_ في ايه يامنصور؟
ازاح بيده كل الاشياء الموضوعة على الطاولة بغضب شديد وصاح بحقد
_ كتب كل حاجة باسم جمال وحرمني أنا.
هزت راسها بعدم استيعاب وغمغمت بحصرة
_ يعني نفذت اللي في دماغك؟
وضع منصور رأسه بين يديه يحاول استيعاب ما يحدث فقد خسر حقًا تلك المرة كل شئ
_ سيبيني لوحدي دلوقت مش عايز اشوف حد.
نظرت إليه بتهكم وقالت باستياء
_ هسيبك لوحدك لأن اللي زيك محدش يآمن على نفسه معاه، اللي يخسر آدميته و يعمل كدة في أبوه يبقى سهل أوي عنده يرمي اللي قدامه للطوفان عشان ينجى هو، بعد النهاردة مفيش أي حاجة هتجمعنا عشان تبقى خسرت مالك وعيلتك وقبلهم خسرت نفسك وآدميتك
هزت راسها بخزي
_ حقيقي انا مش مصدومة فيك بس بكرة هتندم ندم عمرك كله وهتستجدي حنانهم ومش هتلاقيه
انا خارجة من حياتك وخلى احلامك بالفلوس تعوضك عننا
نزعت خاتمها وألقته في وجهه وخرجت من الغرفة
فيدمر هو كل ما تطوله يداه وكأن اصابه ضرب من الجنون، فلم تبالي له وأخذت حقائبها ورحلت من ذلك المنزل.
❈-❈-❈
جلس في غرفته الجديدة والتي انزوى فيها بعيدًا عنها ربما بتلك الطريقة يستطيع نسيانها
لكن كيف ذلك وعينيها لا تفارق مخيلته لحظةً واحدة
نهر نفسه بحدة
فعشقها أصبح محرمٌ عليه
لم يرها منذ الصباح وتمنى أن تظل كذلك بعيدةً عن عينيه
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن عندما جائت والدته تخبره عن إصرار عمه على تناول العشاء معهم
كان مازال يعاني من ذلك البرد الذي اتعبه حقًا فتمتم برفض وهو يعتدل في رقدته
_ معلش ياأمي قوليله إني تعبان ومش هقدر اتحرك
تنهدت بحزن عميق على حال ابنها وقالت بتعاطف
_ ياابني ده حال هيطول، هتفضل كدة لحد أمتى
هز رأسه بيأس
_ مش عارف ياأمي، ولولا غياب ماجد كان زماني مهمل البلد عشان اقدر انساها
_ وانت فاكر انك هتقدر تنساها بهروبك؟
كنت انا قدرت انسى أبوك بعد موته، صدقيني ياسليم الحب لما بيدخل في القلب بيبقى صعب خروجه.
نظر إلى والدته وسألها بوجل
_ هي حلتها ايه مع عمي؟
هزت راسها بحزن
_ مش عارفة ايه حكاية عمك معها الصبح حكم عليها تنزل تعمل الفطار معايا وحتى الغدا وكل ما اقولها ارتاحي يطلب منها اى حاجة عشان يتعبها وخلاص
تنهد بيأس
_ هو قدري وقدرها كدة ولازمن نتحمله
صدقيني افضل حل إني اخليني بعيد
_ بعيد عن مين ياسليم
كان هذا صوت عمه الذي دلف الغرفة وعلى وجهه علمات استفهام…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهام بها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!