روايات

رواية عندما فقدت عذريتي الفصل التاسع 9 بقلم سارة علي

 رواية عندما فقدت عذريتي الفصل التاسع 9 بقلم سارة علي

رواية عندما فقدت عذريتي الفصل التاسع 9 بقلم سارة علي

رواية عندما فقدت عذريتي الفصل التاسع 9 بقلم سارة علي

جلس على سريره بعدما أنهى اتصاله بمنتصر يعتصر قبضتي يديه بقوة حتى برزت عروقه فيهما يحاول أن يسيطر على غضبه والنيران المندلعة داخل صدره بلا فائدة ..
نهض من مكانه وهو ما زال يعتصر قبضتي يديه بنفس القوة ، أخذ يسير داخل الغرفة كطير ذبيح لا يعرف ماذا يجب أن يفعل ..
ارتسمت صورة زينة وهي تغتصب أمامه .. صورة علي وهو يموت قهرا ..
لم يشعر بنفسه إلا وهو يلكم الحائط بيديه عدة مرات ويصرخ قهرا بينما الدماء أخذت تتطافر من يديه ..
توقف عما يفعله أخيرا ليستند على الحائط وهو يلهث بعنف ..
ظل على هذه الحال حتى استرد أنفاسه الطبيعية ليجلس على الكرسي الموضوع جانبا بوهن وفي تلك اللحظة أقسم في داخله أن يسترد حقها وحق أخيه مهما بلغ الثمن …
………………………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي ..
استيقظ زياد من نومه متأخرا قليلا فهو لم يستطع النوم حتى ساعات الفجر الأولى ..
نهض من مكانه واتجه نحو الحمام ليأخذ حماما سريعا قبل أن يخرج وهو يلف المنشفة حول خصره ..
حمل هاتفه من فوق المنضدة الموضوعة بجانب السرير وأجرى إتصالًا سريعا بمنتصر يذكره بما طلبه منه ليلة البارحة ليخبره منتصر أنه سيتأكد من جميع المعلومات التي تخص هذا الرجل اليوم ..
اغلق الهاتف مع منتصر وغير ملابسه مرتديا ملابس الخروج ثم صفف شعره ووضع عطره وخرج من الغرفة ليتسمر في مكانه وهو ينظر الى باب جناح زينة المغلق شاعرا بالتردد في الدخول إليها من عدمه ..
كانت هناك رغبه قوية في داخله بأن يراها ويتحدث معها وبالفعل قام بتلبية رغبته تلك وطرق على باب الجناح بيديه لتفتح له زينة الباب بعد لحظات وهي ترتدي نفس البيجامة ، وجهها أحمر وعيناها منتفختان من شدة البكاء ..
لقد قضت الليل بطوله تبكي وتنتحب وقد عادت الذكريات السوداء إليها من جديد .. تأملها زياد بألم عميق وقد أدرك في تلك اللحظة أنه يحبها وبشدة ..
لقد ظن أن مشاعره نحوها لا تتعدى الإعجاب وأنه لا يحبها .. ظل يقنع نفسه طوال الوقت بهذا خاصة بعدما ارتبطت بأخيه ..
أفاق من أفكاره على صوتها تناديه برقتها المعهودة :
” زياد ..”
لم يشعر بنفسه إلا وهو يدفعها الى الداخل ويدلف خلفها غالقا الباب خلفه متسائلا بنبرة قلقة :
” انتي كويسة ..؟!”
هزت رأسها نفيا وقد عادت الدموع تطفر من عينيها ليتمنى في داخله أن يحتضنها ويخفف عنها ..
سيطر عليه في تلك اللحظة الشعور بالعجز .. العجز من مواساتها وتخفيف عذابها …
” متعيطيش يا زينة ..”
قالها برجاء خالص لتحاول زينة كتم شهقاتها وهي تجيبه :
” مش هعيط ..”
لعن نفسه لأنه إتهمها يوما بالخيانة والخطيئة ، كيف صدق أن ملاك مثلها قد يخطأ بهذا الشكل ، إنها بريئة للغاية .. بريئة بشكل يعجز عن تفسيره ..
حتى ملامحها تنطق بالبراءة والعفوية والطفولية ..
” تعالي اقعدي هنا ..”
قالها زياد وهو يجذبها من ذراعها ويجلسها على الكنبة ثم جلس بجانبها وقال بلهجة وديعة :
” ممكن تهدي ..؟!”
أومأت برأسها وهي تمسح وجهها بباطن كفيها ليهتف زياد بصوت هادئ :
” أوعدك يا زينة إنوا اللي عرفته ده مش هيعدي بالساهل وإني هجيب حقك منهم ..”
نظرت إليه من تحت أهدابها وسألته بحيرة وإضطراب :
” هتعمل ايه ..؟!”
أجابها بشرود :
” هتعرفي بعدين ، بس ألاقيهم الأول ..”
عارضته بسرعة وخوف :
” لا يا زياد ، ماجد واحد واصل بلاش تورط نفسك معاه ..”
نظر إليها بعدم تصديق وقال بغضب لم يستطع السيطرة عليه :
” انتي بتقولي ايه ..؟! عايزاني اسيبه ..؟! انتي عارفة كل اللي حصل معاكي حصل ليه ..؟! حصل بسبب خوفك وسلبيتك وهبلك ..”
تراجعت الى الخلف بعينين متسعتين محاولة إستيعاب ما تفوه زياد به بينما استعاد زياد وعيه أخيرا وأفاق من نوبة الغضب التي سيطرت عليه ليهتف بسرعة متأسفا :
” زينة ، انا اسف ..”
ابتلعت زينة ريقها وقالت بملامح شاحبة :
” متعتذرش يا زياد ، انت معاك حق .. كل اللي حصل بسبب سلبيتي وهبلي ..”
هز رأسه نفيا وقال بتوسل :
” متقوليش كده ارجوكي ، انا اتسرعت وقلت كده .. انتي مكانش قدامك حل تاني ، كان لازم تخبي عشان تعيشي …”
نظرت إليه بملامح متعبة .. متعبة من كل ما مرت وما زالت تمر به قبل أن تهتف أخيرا بنبرة مرهقة :
” انا تعبت ونفسي ارتاح ..”
” هترتاحي ، أوعدك بده ..”
نظرت له بصمت بينما نهض هو من مكانه وأخبرها أنه سيذهب الى شركته تاركا إياها تتابعه وصوت كلماته يتردد داخل اذنها ” هترتاحي …”
………………………………………………………………………..
دلف زياد الى شركته واتجه نحو مكتبه ليخبر السكرتيره وهو يمر من أمامها :
” خلي منتصر يجيني حالا ..”
دلف الى داخل مكتبه ليتفاجئ برنا تنتظره هناك ..
” رنا ، انتي بتعملي ايه هنا ..؟!”
سألها مصدوما من وجودها في مكتبه بينما نهضت هي من مكانها واقتربت منه تعاتبه بحزن :
” كده بردوا .. هو ده إستقبالك ليا يا زياد…”
ربت زياد على كتفها واعتذر منها مبررا موقفه :
” انا اسف يا رنا .. انا بس تفاجئت من وجودك ..”
قالت رنا مفسرة سبب مجيئها :
” انا جيت عشان اتكلم معاك … محتاجة اتكلم معاك ضروري ..”
أشار لها زياد طالبا منها أن تجلس على الكرسي ليجلس هو أمامها ويسألها بقلق :
” احكي يا رنا .. فيه ايه ..؟!”
أجابته بتوتر :
” مش ناوي ترجع البيت يا زياد ..؟! ولا انت خلاص صدقت إنك هتتجوز زينة وتحميها ..؟!”
نظر إليها زياد وقال بنبرة قوية حازمة :
” زينة مسؤوليتي يا رنا سواء رضيتوا بده أو لا ، هي غلطت صحيح بس ده مش معناه إني أسيبها كده .. لازم أوقف جمبها وأساعدها وأحميها ..”
” غلطت ..!! هي غلطت غلطة عادية مثلا ..؟! دي قتلت أخوك ..”
أشاح زياد وجهه بعيدا عنها لتهتف بعدم تصديق :
” هي عملتلك ايه عشان تدافع عنها وتحميها بالشكل ده ..؟! نفسي افهم ضحكت عليك ازاي ..؟!”
” كفاية يا رنا ، زينة ملهاش دعوة بكل ده .. هي عمرها مطلبت مني أفضل جمبها أو أحميها ..”
قالها زياد بعصبية واضحة لتردف رنا بسخرية :
” لا واضح إنها قدرت تخدعك وتمثل دور البراءة عليك زي ما عملت مع علي قبل كده ..”
زفر زياد أنفاسه بقوة وقال بضيق :
” قلتلك كفاية يا رنا .. كفاية ..”
نهضت رنا من مكانها وقالت بنبرة متأسفة :
” للاسف مكنتش منتظرة منك ده .. انا اصلا جيت عشان أقولك انوا ماما تعبانه وعايزاك ترجع البيت تاني ..”
ثم أكملت بسخرية مريرة:
” ماما مش قادرة تستحمل بعد ابنها اللي فاضلها من الدنيا …”
تطلع إليه بعجز بينما خرجت هي من الغرفة بعدما رمته بنظرات مزدرءة ليدخل في نفس اللحظة منتصر وهو يقول متسائلا بدهشة :
” هي رنا كانت بتعمل ايه هنا ..؟!”
أجابه زياد بتهكم :
” كانت جاية تقطمني ..”
تطلع إليه منتصر بحيرة بينما أكمل زياد بجدية محاولا أن ينسى كلام رنا :
” ها عملت ايه ..؟! جبتلي المعلومات اللي تخصه ..؟!”
أومأ منتصر برأسه وهو يجلس امامه هاتفا بجدية :
” طلع هو نفسه اللي قلتلك عليه ، عنده ولد وحيد اسمه ماجد .. “
” جبت معلومات عن الولد ..؟!”
أومأ برأسه وقال :
” ايوه كل المعلومات بتقول إنه ولد محترم جدا وخلوق .. بيشتغل فشركة والده .. حتى والده نفسه رجل محترم وشريف …”
” انت متأكد من الكلام ده ..؟!”
سأله زياد مصدوما لما يسمعه ليرد منتصر بجدية :
” ايوه متأكد طبعا …”
شرد زياد في كلام منتصر وأخذ يقارنه مع كلام زينة ليجده على النقيض تماما ..
يتبع..
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى