روايات

رواية جبروت الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الحادي والثلاثون

رواية جبروت البارت الحادي والثلاثون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الحادية والثلاثون

عمر بجدية: انا عايز ارتبط بيكي.
صمتـت قليـلا لتسـتوعب طلبـه ثـم أكمـل قائـلا :ً اظـن دي مـش مـن ضمـن التفاهـات في قاموسـك؟!
تبدل البرود في عينيها للحظة ولكن عاد سريعا ،وقد فاجئها حقا بطلبه : ممكن حضرتك توضح كلامك اكتر.
عمــر بأبتســامة واثقــة: كلامي مش محتــاج توضيــح انــا بقولــك عايــز ارتبــط بيكي
ريتـال وقـد ضايقتهـا ابتسـامته الواثقـة: كلامك كلـه مـش واضـح و بالأخص طلبـك نـوع الارتباط الـي بتتكلـم عنـه.
عمـر: امممـم هـل شـكلي يوضحلـك اني بتكلـم عـن ارتبـاط غـير رسـمي أو غـير شرعي ؟
ريتـال: لـو سـمحت مـش بحـب الكلام بالطريقـة دي ممكـن تكـون واضـح وصريح
عمربثقة : عايزك مراتي
لتسأله : و انت شايف ان طلبك ده منطقي.
عمر باستغراب حقيقي: وايه اللي مش منطقي في طلبي.
ريتـال: امممـم انـك تطلـب تتجـوزني لمجـرد انـك شـوفتني مـرة واحـدة بـس و بـدون ماتعـرف عنـي اي حاجـة هـل ده منطقـي؟
عمـر: وميـن قـال اني ماشـوفتكيش غيـر مـرة واحـدة انـا شـوفتك زمـان، ( شرد بعينيـه للحظـات ثـم عـاد ونظـر إليهـا ) ممكـن وقتهـا كان فيـه حاجـة اهـم مــن اني اهتــم ببنــت لفتــت انتباهــي، حتــى لــو كانــت البنــت دي هــي الدكتــورة الــي أنقــذت حيــاتي ويمكــن مكانــش عنــدي وقتهــا رفاهيــة الاحساس و الإعجاب، بـس شـوفتك ومانسـتكيش، وقبـل مـا افكـر ان اقـف ادامــك دلوقتــي واطلــب طلبــي ده عرفــت عنــك الـلي لازم اعرفــه و ده يكفينــي، و بطلــب ارتبــط بيكي علشــان اعرفــك انتــي شــخصيا.ً
نظــرت داخــل عينيــه بعمــق تحــاول قرائتــه او استشــعار صدقــه، ولكــن لم تتمكـن مـن ذلـك حاليـا لا تسـتطيع اكتشـاف شـعورها تجـاه مـا يقولـه و صحيــح أنهــا تعرضــت لمواقف مشــابهه لذلــك، ولكــن تشــعر باختلاف هـذه المرة ولأول مـرة بحياتهـا تريـد الهـروب مـن موقـف يقابلها
لترد عليه بمحاولة للحفــاظ على بــرودة ملامحها: انــا لازم ادخــل غرفــة العمليــات دلوقتــي.
عمر: مش قبل ماتردي على طلبي.
ريتـال: اذا كنـت حضرتك عرفـت عنـي الـلي لازم تعرفـه فأنـا معرفكـش ولا اعـرف عنـك حاجـة ولا فاكـرة المرة الـي انـت بتتكلـم عنهـا دي.
عمر: بسيطة انا معنديش مانع اساعدك تعرفي عني كل حاجة.
ريتال: ان شاء الله بس دا لا وقته ولا مكانه.
عمـر بـاصرار: خلاص قولي ميعـاد نتقابـل فيـه في مـكان تـاني علشـان يكـون وقـت مناسـب ومـكان مناسـب.
ريتـال: قبـل مـا افكـر انب اقابلـك لازم اكـون اعرفـك و ده مـش هيكـون منـك انـا مـش محتاجـة مسـاعدتك في النقطة دي ، شـكرا.
***
في الشرقية:
بــدر بلهجــة جليديــة: عايــزة ايــه؟ ( وأضــاف بنــرة ســاخرة ) ايــه الحاجــة الـلـي مــش عايـزة تأجليهــا تـاني؟
دعاء بلهجة مرتجفة: انا عايزة أتجوز ؟
لم يتفاجئ مما قالت بل هذا هو ما كان ينتظره ويتلهف له..اجابها بذات البرود: و ايه اللي مانعك؟
دعـاء: يعنـي انـت انـت (ثـم صمتـت تتنفـس بعنـف وهي تحـاول السـيطرة ُصدمت من رده البارد فقد توقعت ان يثور عليها لمجرد نطقها بذلك.. على نفســها )
بــدر بـبـرود: انــا ايــه؟ طيــب اقولــك انــا ايــه الـلي مانعــك، انــك انتــي مــا ينفعـش تتجـوزي طـول مـا انتـي اسـمك مـراتي وعايشـة في البيـت ده، طيـب المفروض افهـم مـن طلبـك ده انـك عايـزة تطلقـي علشـان تتجـوزي يعنـي؟
دعاء:لاء
نطقتها دون تفكير و قبل حتى أن ينهي نطق كلمته
بدر: اومال عايزة ايه؟
دعاء ببكاء: عايزة اتجوزك انت.
بدر بسخرية مريرة: ما انتي فعلا اتجوزتيني ولا انتي مش مراتي
دعــاء نظــرت إلى الأرض بخــزي و الدمــوع تتســاقط مــن عينيهــا:لاء مــش مراتـك انـا هنـا خدامـة وبـس، لكـن انـت عمـرك مـا عاملتنـي على اسـاس اني مراتـك، حتـى لما كنـت بتلمسـني كنـت بحـس انـك قرفـان منـي.
اقـترب منهــا بخطواتــه و امســك شــعرها في يــده و جذبــه للأســفل حتــى رفعــت رأســها ونظــرت إليــه بذعــر باكيــة متألمــة
بـدر بحرقـة: و ماقولتلهـاش الـكلام ده ليـه؟ هـا ، لما كانـت موجوعـة وبتقـول اني كملـت حياتي مـع غيرها و اتجوزتـك ماوقفتيـش وقولتـي كل ده ليـه؟ رديييييــي، ليــه ماعرفتيهــاش اني كنت مــش قــادر اعيــش مــن غيرها واني قرفــان منـك ومـن اي سـت في الدنيـا تحـاول تاخـد مكانهـا فحيـاتي؟
دعاء ببكاء: حرام عليك ، اللي انت بتعمله معايا ده مايرضيش ربنا.
ابتســم بقســوة ممزوجــة بالألم : افتكــرتي ربنــا دلوقتــي؟ مــا افتكرتيهــوش وانتــي بتتجــوزي جــوز بنــت عمــك الـلـي كانــت بتعتـبـرك اختهــا علشــان توجعوهـا وتكسـروا قلبهـا بطريقـة رخيصـة ليـه؟ مـا افتكرتيـش ربنـا وانتـي بتسرقي حيــاة مــش حياتــك و مــكان مــش مكانــك و بيــت مــش بيتــك ودلوقتـي وانتـي بتتكلمـي عـن رضـا ربنـا مـش مكسـوفة مـن نفسـك وانتـي عايـزة تاخـدي راجـل هـو مـش قابلـك وملـك لواحـدة غـيرك وقلبـه مكتفـي بيهـا وعمـرك مـا هتدخلـي قلبـه؟
دعـاء ببـكاء شـديد وألم : اه سـيبني، و انـت بقـى ملاك اوي؟ على الأقل انـا مكنـش ليـا دخـل بـأي حاجـة ولا وافقـت اني اعمـل حاجـة مـن دي، لكـن انـت أسـاس كل الـلي حصـل ماتلومـش حـد غيـر نفسـك، انـت الـي قبلـت بـكل حاجـة اما انـا ( شـهقت بقـوة ثـم عـاودت حديثهـا بصـوت بـاكي لكـن هـادئ ) انـا معملتـش اي حاجـة كلكـم الـي دايما بتعملـوا، اتجـوزي بـدر يــا دعــاء حاضر، خلفــي يــا دعــاء علشــان جــوزك يحبــك حاضر، حاولي تكسـبيه يـا دعـاء حاضر، اعملي يـا دعـاء وروحـي لشـيخ يـا دعـاء و راضي أهـل جـوزك يـا دعـاء وكلـه حاضر، تعـرف انـا كل يـوم بنـدم كام مـرة عـلى وجـودي هنـا؟ بلـوم نفسي على ضعفـي وشـخصيتي الخنوعـة، كل يـوم بقول مليــون يــا ريــت بـس للأسف كلهــم مــش بيعملــوا اي حاجــة، لا بيرجعــوا اللــي راح ولا بيغيــروا الحــال ولا هيغــيروا في اللـي جــاي، و الطلاق اللي انـت ملهـوف اوي عليـه؟ انـت فاكـر انـك لم تطلقنـي هـي هترجعلك تبقـى بتحلـم يـا بـدر، الطلاق مـش هيعمـل حاجـة غيـر أنـه يدمـرني انـا ويضيـع بنتـي مـن ايـدي، بنتـي اللـي امـك حتـى مـش بتسـمحلي اخدهـا معايـا بيـت ابويـا شـوية تفتكـر لـو اتطلقـت امـك هتسـبهالي؟
تـرك شـعرها مـن يـده و اتجـه إلى البـاب ينـوي الخـروج مـن الغرفـة ولكنهـا لم تصمـت
دعـاء: ليلـه عمرهـا مـا هترجعلك يـا بـدر وبكـرة تشـوفها مـع واحـد تاني ، واحـد احسـن منـك علـى الأقل يكـون راجـل و مايسـمحش لحـد يهيـن مراتـه اللـي كرامتهـا مـن كرامتـه و ييجـي عليهـا.
ألتفـت إليهـا و قـد اشـتعلت النـار في عينيـه و لم يـرى إلا امـرأة تقـف أمامـه يظنهـا السـبب في خسـارة حبيبتـه، انهـال عليهـا بالصفعـات حتـى سـقطت امـام قدميـه فركلهـا بقدمـه اليمنـى وخـرج مـن الغرفـة سريعا و مـن المنزل بأكملـه، يمشي في ظلمـة الليـل بخطـوات غاضبـة نادمـة متألمـة، يريـد إطفـاء النـار المشتعلة بداخلـه مـن فكـرة ان تكـون حبيبتـه لرجـل غيره.
***
دخلــوا جميعــا في ســباق مــع الزمــن يعملــون ليــلا و نهــارا لايســمحون للعقبــات ان تعيقهــم بــل يتخطــوا كل شــئ في ســبيل النجــاح.
تقــرب ادم مــن ليلــه كثـيـرا إلى الحــد الــذي يجعلهــم يتمازحون دائما في الأوقات الفاصلــة بـيـن اوقــات العمــل، و حتــى مــروان الــذي خــرج مــن قوقعتـه وأصبـح يعمـل طـوال الوقـت ولا يترك العمـل إلا سـاعات قليلـة.
و ماريـا التـي أصبحـت تراقـب علاقـة مـروان بشـقيقته دايما، معاملتـه لهـا وغيرتـه عليهـا في بعـض الأحيان حـين يجتمعـوا برجـال آخـرون في العمـل، حتـى أنـه يشـملها وريتـال في تلـك التصرفات أحيانـا.
امـا ريتـال فلـم تخبـر احـد بموضـوع عمـر و تحـاول الا تفكـر به ولا يشـغلها و لكـن رغـم ذلـك هـي تحـاول معرفـة اشـياء كثيـرة عنـه وعـن عملـه و عـن حياتـه الخاصـة، و هـو كـما وعدهـا لم يحـاول ازعاجهـا، تنهـدت وهـي تتذكـر إصراره في لقائهـم بـأن يتبادلـوا أرقـام الهواتـف و أنـه لـن يزعجهـا و سـوف ينتظـر أن تتصـل بـه حينمـا ترغـب في مقابلتـه، و أحيانـا تـراه بالمشفى و الأماكن التـي تخـرج إليهـا مـع أصدقائهـا وحتـى في بعـض أماكـن العمـل، هـي تعلـم أن تلـك ليسـت صـدف ولكـن لا بئـس بذلـك طلامـا لا يحـاول الاقتراب منهـا امـا مايزعجهـا و يؤرقهـا هو جسـار ذاك الـذي لا يريـد الإبتعاد عنهـا، يعلـم اللـه كـم صمـدت وتحملـت وكافحـت حتـى تتخلـص مـن قاسـم رسلان و لا تحتـاج إليـه في شـئ و تقـدر علـى الاستمرار دون احـد، ولكـن هــذا الــذي لا يريــد تركهــا وشــأنها يزعجهــا كثـيـرا ، تتمنــى أن يختفــي مــن حياتهــا و للابد، لم تعــد تتـألم عندمــا تفكــر في الأحداث التــي مــرت بهــا حتـى إنها لم تعـد تفكـر مـا علاقـة والدهـا بالمرأة التـي رأتها في المنزل، و ايضـا تناسـت تخليـه عنهـا في الماضي و تركهـا لقاسـم رسلان هـي أصبحـت دائما تتناسى كل شـئ يسـبب لهـا الالم
***
كانـت ريتـال تجلـس هـي و ماريـا في المكتب الـذي تـم تخصيصـه لأجل ماريـا في الشركة تفاجأوا بدخـول ادم العاصـف والـذي عـاد الي مصـر مـن اســبوع، ثــم أتى مــرة أخــرى اول امــس لأجل اجتــماع هــام عليــه حضــوره مـع مـروان
ادم بصـوت مرتفـع بعـد أن صفـع الباب خلفـه: ريتـال انتـي لازم تشـوفيلي حـل لان خـلاصصصص
وقفتا معاً وقد افزعهم دخوله بتلك الطريقة
ماريا: ماذا حدث؟
ريتال: في ايه؟
ادم: تعبت حقيقي مش قادر استحمل وكفاية اوي لحد كدة.
ماريا: مش قادر تستحمل ايه بالظبط.
اســتوعبت ريتــال ســبب حالتــه تلــك فهــو قــد حكــى لهــا حقيقــة شــعوره تجــاه ليلــه قبــل أن يســافر إلى مـصـر في المرة الآخيرة.
ريتــال : انــا معنديــش حــل يــا ادم قولتلــك الموضوع ده انــا مــش هعــرف افكــر فيــه ولا هقــدر اتدخــل.
تنهد ادم ثم تحدث بهدوء: ريتال لو سمحتي ساعديني لاني فعلا تعبت.
ريتـال: ادم ممكـن تهـدى و تحـاول تفهمنـي،لازم تسـتوعب انـك انـت اللـي لازم تاخـد اول خطـوة تجاههـا و ان انـا مـا ينفعـش اتدخـل غيـر بالنصيحـة دا اذا هـي الـلي اتكلمـت معايـا لان الموضوع ده حسـاس.
ادم بعــد ان جلــس عـلـى المقعد المقابل لهــا: يابنتــي مــش عــارف كل مــا بفكــر اقــرب او اتقــدم خطــوة بخــاف و ارجــع تــاني.
وقفـت ريتـال وهـي تخبـره: ماتسـمحش للـماضي يبقـى عقبـة ادامـك يـا ادم وقتهـا بـس مـش هتخـاف ولا ترجـع، وفي نفـس الوقـت لازم تنتبـه أن ليلـه دلوقتـي مختلفـة نهائي وان في حاجـز بينهـا و بيـن الحـب، و دا هيجـبرك انـك تحـارب علشـان تكسـبها دا اذا حبـك ليهـا يسـتحق مـن وجهـة نظـرك انـك تحـارب علشـانها،،،انـا ماشـية علشـان عنـدي عمليـة بعـد شـوية سلام.
تركتـه ريتـال وانصرفـت و بقـت ماريـا تنظـر إليـه و هـي تسـتوعب مـا كان يتحدثـا عنـه أمامهـا
ماريا بذهول: انت بتحب ليله يا ادم؟
ادم: انا بعشقها و مش عارف ابدء معاها منين.
صمتـت ماريـا قليـا ثـم قالـت: حاسـة بالغبـاء لاني مـا اخدتـش بـالي رغـم اني لما سـمعتك دلوقتـي اكتشـفت ان طريقتـك معاها كانـت…….
قاطعهـا ادم: انـا بتـصرف معاهـا بتلقائيـة و عمـري مـا قصـدت اظهرلهـا اي حاجـة مـن الـي جوايـا.
***
في المشفى:
دخلــت ريتــال إلى غرفــة المريضة التــي مــن المفترض أن تكــون في غرفــة العمليـات الآن والتـي في عمـر المراهقة، لكـن الطبيـب المساعد لريتال اخبرهــا أن المريضة ترفــض أن تتجهــز للعمليــة، و تــم اســتدعاء الطبيــب النفسي للتحـدث مـع المريضة، واتـت ريتـال لـكي تـرى مـاذا يحـدث..
الطبيب: ما الذي يؤكد لكي بأن تلك الجراحة ستفشل؟
المريضة: وهـل تسـتطيع أنـت أن تؤكـد لي نجاحهـا؟ دعوني و شـأني لم لا تفهمـوني انـا لا اريـد لا اريـد.
الطبيب: بالفعل نحن لا نفهم أخبرينا السبب لكي نفهم لماذا لا تريدين؟
المريضة ببكاء: يا إلهي انا لا اريد ان اموت الآن هل فهمت؟!
الطبيـب: ومـن اخبرك انـك سـوف تموتين الآن؟ انتـي تقومـي بأجـراء تلـك العمليـة حتـى تتخلـصي مـن المرض و تعيـشي حيـاة خاليـة مـن الالم.
المريضة بدمـوع: كـذب لماذا تحاولـون خداعـي؟ في البدايـة اخبرتوني اننـي سـوف اُشـفى سريعا و مـن ثـم اخبرتوني أن شـعري الـذي يتسـاقط سـوف يعـود كمـا كان و أعـود انـا أفضـل مـن السـابق، ومـن بعدهـا اخبرتوني أني لــن اعيــش ســوى عــدة أشــهر والآن تريــدون سرقت تلــك الأشهر القليلــة منـي.
ريتـال: هـلا نظـرتي لي قليلا، هـل تتألـمي؟ ( امائـت لهـا الفتـاة برأسـها ) أن لم نقـوم بأجـراء تلـك الجراحـة لـكي الآن بالفعـل سـوف تموتين و تلـك الأشهر التـي تتحدثـن عنهـا و تريـدي ان تعيشـيها سـوف تتمنـي لاحقا ان تنتهـي سريعا، لالم الــذي تشــعري بــه الآن ســوف يتضاعــف عليكي و مظهــرك الـذي تحزنيـن لاجلـه سـوف يسـوء أكثر، انتـي دخلتـي في حـرب لا يمكنك الاستسلام ابـدا وليـس مسـموح لكـي بالخسـارة بدأتي الحـرب بشـجاعة فـلا تفقديهـا الآن.
المريضة: انــا اريــد ان اعيــش لا يــزال هنــاك أشــياء ارغــب في فعلها ، لدي أحلام اتنمنـى تحقيقهــا هــل تَعدينــي بأننــي ســوف اعيــش؟
اقتربت منها ريتال و أشارت بيدها الي والداها اللذان يبكيان بجوارها : هـل والدايكـي يعانيـان اي مـرض أو مصابـين بشـئ يهددهـم بالموت؟( هـزت الفتـاة رأسـها نافيـة ) و رغـم ذلـك لا اسـتطيع ان اعـدك بأنهـم سـوف يعيشـون اتعلمـي لماذا ؟.. لان الأعمار بيـد اللـه وحـده هـو مـن يحيي و يميت ، امـا نحـن الأطباء فليـس بأسـتطاعتنا سـوى أن نفعـل كل مابجهدنـا والــذي ســخره اللــه لنــا تجاهكــم، وانــا اســتطيع ان اعــدك بأننــي ســوف افعـل كل مـا بيـدي جاهـدة لـكي تكـوني بأفضـل حـال.
بعـد انتهـاء العمليـة والتـي تمت بنجـاح خرجـت ريتـال تحمـد اللـه علـى توفيقـه لهـا هـي والأطباء الذيـن كانـوا معهـا بتلـك الجراحـة، أتجهـت إلى غرفتهـا الخاصـة لكي تستـريح قليلا ولكـن وجـدت عـلى مكتبهـا باقـة مـن الأزهار الرائعـة جلسـت علـى مقعدهـا ومـن ثـم أخـذت البطاقـة مـن الباقة لكي تعرف من ارسلها ، ولكـن بداخلهـا توقعـت ان تكـون مـن المدعو عمـر والـذي أصبـح يشـغل حيـز مـن تفكريهـا ولكـن كانـت الباقـة مـن جسـار..
ذلـك المختل عـلى حـد قولهـا.
ريتال بضيق: وانا اللي افتكرت اني خلصت من قرفك ورجعت مصر.
بدلـت ملابسها و خرجـت مـن المشفى بأكملـه بعـد أن اطمئنت عـلى حـال المريضة مـرة أخـرى، وقفـت في منتصـف الطريـق و قـد رأت عمـر في ردهـة الاستقبال أثنـاء خروجهـا، أمسـكت هاتفهـا بـتردد ثـم اتصلـت بـه وعندمـا اتاهـا الـرد لم تسـتطع النطـق و شـعرت بالثقـل في لسـانها
عمر: و اخيرا يا ام العيون السوود.
ريتال: سلام عليكم.
عمــر بأبتســامة وهــو يقــف خلفهــا ينظــر إليهــا عــن بعــد وهــي تتحــدث معـه و يراقبهـا: وعليكـم السـلام ورحمـة اللـه وبركاتـه شـكيت انـك رجعتـي في كلامك.
ريتــال: انــا دايما بلتــزم بكلامي زي مــا بحــب ان الـلـي بتعامــل معاهــم يلتزمــوا بكلامهم و دا عكــس الـلـي حضرتك عملتــه.
عمــر: انــا التزمت بــكل كلمــة قولتهالــك وماحاولتــش اضغــط عليكي او اضايقــك، و انتظرتــُـك لحــد مــا اتصلتــي بنفســك زي مــا قولتــي علشــان تبلغينــي ردك.
ريتال بتوتر تحاول اخفائه: طيب انا ممكن اقابل حضرتك امتى؟
عمر بلهفة: الوقت اللي تختاريه طبعا ولو دلوقتي انا معنديش مانع.
ريتــال: احححــم ان شــاء اللــه بكــرة الســاعة ٢ في **** هكون في انتظــار حضرتك.
عمـر: وحضـرتي في انتظـار حضرتك مـن دلوقتـي و مـن قبـل دلوقتـي بكتبـر كمـان.
ريتال سريعا: سلام عليكم.
@@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!