روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الحادي والثلاثون

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الحادي والثلاثون

رواية قد انقلبت اللعبة
رواية قد انقلبت اللعبة

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الحادية والثلاثون

عنوان اللعبة الواحد والثلاثون –« ‏- لا موطن لي سواها »
| أنا أدفع حياتي كُلها، مُقابل كُلّ ثانية كُنت أغضب عليها، فقدها وفقد معها سنوات ضائعة من أجل لا شيء ولم أستخدمها في سعادتها! |
#بقلمي
* أسفل التلة
تَرجل سيف من سيارته في عجلة يَركُض إلي سيارة جوزيف المصفوفة جانبًا أسفل التلة بعدما تواصل مع واحد من الحرس عبر الهاتف ف لَم يمل وأخد رَقمهُم وظل يُهاتفهُم إلي أن رَد أحدهُم عليه وأخبره بمكانهُم ، في هذا التوقيت كان ما زال لَم يصل قاسم ف كان الحُراس مازالو واقفين ينتظرون جوزيف وإيلا بالأسفل ولَكن لَم تَمُر دقائق معدودة حتي هَجم قاسم ومعه نسرين وروبي وترجل من السيارة ثُم هجم علي الأثنان بالضرب المُبرح حتي قال أحدهُم أن جوزيف وإيلا بالأعلي ف لَم يتركهُم قاسم وظل يبحث في السيارة المصفوفة جانبًا بعدما عرف أنها تابعة لهُم إلي أن عثر علي الأحبال وكبلهُم بها ثُم لكمهُم علي رأسهُم حتي فقدوا الوعي وبعدها صعد وحدث ما حدث إلي أن تَم أنقاذ إيلا..
بعدما أقترب سيف من السيارة يبحث عن الحرس كاد أن يتحدث لينصدم بعدما رآه الحَارسين مُكبلين علي الأرضية بجانب السيارة بأحبال مَتينة وفاقدين الوعي ويوجد أثار دم_اء علي وجوههُم
أقترب سيف إليهُم أكثر وحاول أفاقتهُم عن طريق صَفعهُم علي وجهتهُم حتي يَفيقوا، ظَل يصفعهُم عده مرات إلي أن رَمش أحدهُم عينيه يُحاول فتحها
سَحبه سيف علي الفور من ياقة قميصه وبادره بالسؤال علي ما حدث وأين جوزيف وإيلا، ليخبره الحارس بنبرة ضعيفة أثر الضرب المُبرح الذي تعرض له:
– بعدما تحدث معي جاء رَجُل وهاجمنا وقيدنا كما تري. ثُم سأل علي سيد جوزيف والفتاة التي معه
اتسعت حدقت سيف قائلًا بغضب:
– أكمل وماذا حدث ومن هذا الرجُل، هل تتذكر ملامحه؟
صاح بصوت عال قائلًا:
– وهل أخذ الفتاة؟
تابع الحارس حديثه قائلًا:
– أخبرته أن سيدي والفتاة أعلي التل ولا أعرف ما حدث بعد ذلك لأنني فقد الوعي.
ألتقط نفسه بَبُطء قائلًا:
– الرجُل طويل القامة وله شارب ولحية خفيفة وشعر كثيف وعيون رُمادية
صَك سيف علي أسنانه وهو ينحني يَفُك أحباله، قائلًا وهو يَركُض إلي أعلي التل:
– اتبعني حتي نعرف ما حدث، أقسم لك أن سيدك سيقتلك إذا ضاعت الفتاة، بالتأكيد من هاجمك قاسم أنا أعرفه جيدًا، أنا العن هذا الرجُل كُل يوم علي إفساده لجميع مُخططاتي هو يبقي خلفها ولا يترُكها مثل القراد
ظَل سيف يتحدث وهو يصعد التل وخلفه كان الحارس خائفًا من أن يكونوا قد فقدوا الفتاة حينها لَم يرحموا سيده.
* داخل السيارة التي يقودها قاسم
لا يزالون على الطريق يبحثون عن أقرب مَشفي تُقابلهُم..
حَرك عينيه عليها، كانت لا تزال فاقدة الوعي، تَنهد بقوة وكانت يداه لا تزالان تتحسس كُل أنش بوجهها، وكانت طبول قلبه تضارب ببعضهُم من الخوف أن يصيبها مكروهًا، كان في عالم أخر لا يجمعه إلا بها يتذكر جميع أوقاتها معه مُنذ رؤيتها وهي طفلة إلي أن أصبحت شابة يافعة الجمال المُدمي ل رجولته.
لَم يستفق من سرحانه إلا علي صوت نسرين وهي تَصرُخ به بالتوقف بعد أن رأت مُستشفي على جانبي الطريق.
لا يعلم كَيف أوقف السيارة امام المشفي، ترجل من السيارة وانتقل إلي الباب الأخر وفتحه، وثني جسده قليلًا حيثُ دخل بجذعه العلوي، ثُم وضع يديه تحت إبطها، وسحبها للأمام وبدأ في سحب جسدها حتي أخرج جسده وحملها بين ذراعيه.
هرول داخل المشفي وخلفه نسرين وروبي..
صَرخ في الأطباء والمُمرضين وهو يركُض داخل المشفي غير عابئ بنظراتهُم أو همساتهُم.
حتي لا يتذكر من وجهه إلي غُرفة الاستقبال، ولَكن جاء إليه صوت يقول إليه:
– سطحها علي الفراش، وسيأتي الطبيب الأن
ليضعها علي الفراش بحذر ثُم سحب يدها إلي شفتيه وهو يحني جسده إلي الأمام ويداه تسير علي وجهها قائلًا بصوت هانس:
– إيلا فتحي عينك طمنيني عليكي حبيبتي ق..
انقطع حديثه بصوت الطبيب بعد دخوله الغرفة قائلاً:
– إبتعد قليلًا حتي أعرف ما بها إذا كُنت تُريد الاطمئنان علي الصغيرة
كان الطبيب يتحدث بابتسامة على وجهه ونبرة هادئة. اقترب من إيلا وفحصها بعد أن تراجع قاسم خطوتين.
ألتفت الطبيب إلي قاسم قائلًا بعملية:
– جرح رأسها سَطحي، سأخيط غرزتين فقط
تنهد قاسم، ليأتي صوت الطبيب قائلًا:
– يُمكنك الانتظار بالخارج
هز قاسم رأسه بالنفي، قائلًا:
– لَم أخرُج، يُمكنك البدء بعملك وكأنني غير موجود
أومأ إليه الطبيب بعد أن رأى علامات الخوف على وجهه، وبدأ بتجهيز الإبرة وكاد يضعها على رأسها.
جاء صوت قاسم صارخًا عليه، قائلًا:
– ماذا ستفعل! أضع لها مخدرًا حتي لا تتألم
حرك رأسه بالايماء وقال:
– لا تقلق وضعت المُخدر، هدأ من روعك يا رجُل، لا داعي للقلق
حاول قاسم السيطرة علي ذاته خائفًا أن يراها وهي تتألم..
بدأ الطبيب بتطهير جرح رأسها وتنظيفه من الدم_اء، ثم قام بخياطة الجرح ، مع دخول الإبرة إلى رأسها ، شعر قاسم وكأن الإبرة تُغرز في رأسه هو لا يُريدها أن تتألم.
غرز أظافره بيداه حتي يُسيطر علي الشعور الذي اجتاحه، أنتهي الطبيب من خياطة الجرح ولف الضمادات حول رأسها ثُم ركب إليها محلول وريدي.
تحرك الطبيب إلي المكتب وسَحب دفتر خاص بالفحص وبدأ في كتابة شيءٍ بداخله، ثُم أنتقل إلي قاسم الذي بمُجرد أن إبتعد الطبيب أقترب منها ووضع يديه علي ذراعها ثُم طبع قُبلات مُتناثرة علي وجهها.
أبتسم الطبيب وقال:
– يبداو أنك تُحبها جيدًا، يحميكُم الرب
كانت شفتيه علي جبهتها، تنهد وهو يَرفع رأسه عنها، ثُم التفت بجسده إلي للطبيب قائلًا:
– كيف حالها الأن ومتي ستستيقظ؟
أضاف الطبيب بعملية وهو يبسط أمامه ورقة الوصفة أمامه:
– ستستيقظ في غضون دقائق، لَكنها لن تُغادر إلا بعد أنتهاء المحلول حتي تتمكن من المشي. لَكنني أريدك أن تعتني بغذائها، ف كما تري جسدها نحيل للغاية، وكتبت بعض الأدوية التي ستُساعد علي ألتئام الجرح بسُرعة، والأدوية الأخرى هي فيتامينات لجسدها.
– ومن الأفضل أن تقوم بتحليل شامل حتي تطمئن علي حالة جسدها ونعرف إذا كان يوجد فقر دم أم لا
ابتلع قاسم لُعابه وهو يسحب الورقة من الطبيب، غادر الطبيب الغُرفة فجلس قاسم علي حافة الفراش وهو يسحب كفها بين راحه يداه يضغط عليها وعينيه تخترق النظر إليها.
بدأت في رمش عينيها مُحاولًا فتحُهما، وأقترب منها بوجهه ويديه تحركت بَبُطء علي جفنيها، ثُم طبع قُبله علي عينيها قائلًا بصوت هامس:
– حمد الله علي السلامة علي حبيبة قلب بابا فتحي عينك يلا وطمنيني عليكي
فتحت عينيها بَبُطء شديد وحاولت أن ترسم ابتسامة على شفتيها ، تَهمس له بإرهاق وصوت أجش لم يكن موجودًا ، قَرب أذنه من فمها حتى يسمع حديثها ، لتقول:
– ماية عطشانة
حرك عينيه في الغُرفة ليرى ثلاجة صغيرة قابعة في الغرفة. قام وهو يُربط وجهها قائلًا:
– حاضر يا حبيبي حالًا هجبلك
تحرك إلي الثلاجة وسحب قنينة ماء وأقترب منها. رَفع رأسها علي يديه بعد أن فَتح الزُجاجة وجعلها قريبة من شفتها لترتشف قليلًا، ثُم سطحها مره أخري وجلس أمامها علي حافة الفراش.
حاول أن يرسم ابتسامة على وجهه، لَكن ملامحه اتسمت بالخوف والرهبة مما حدث لها.
رَفعت يدها تُحركها علي وجهه قائلة بنبرة مبحوحة بشدة بعدما رأت عيناه تلتمع:
– أنا كويسة والله العظيم كويسة ماتقلقش عليا
أغمض عينيه، ولمسة يدها الناعمة علي وجهه، مُحاولًا كبح دموعه حتى لا تسقط. همست له ويدها تتحرك على جفنيه:
– أحنا سوا أنا ماكونتش هكون كويسة لو أنت مجتش ماكونتش هكون كويسة لو حصلك حاجة ماكونتش هكون كويسة لو حياتي مفهاش قاسم
أنتفض جسدها تُحاول الجلوس، بعد أن شَعرت بسائل علي يديها، مُحاولة رفع صوتها الذي يُكاد يكون معدومًا، وهي تُحاول النهوض:
– لا لا يا قاسم والله العظيم أنا كويسة
تمكنت من الجلوس لتسحب يداه تضعها علي وجهها قائلة بتلعثُم:
– ط .. طب المسني ش.. شايف أنا كو.. كويسة اه…
قاطع حديثها بعدما شَد يدها إليه وعانقها ورأسه علي كتفيها ويداه ملفوفة حول ظهرها أكتفي بهذا لَم يَكُن يُريد التحدُث. ف لَم يبكي لا تزال الدموع في عينيه ف تلك الدموع التي هبطت مُجرد نُقطة في بحر عن دموعه عينيه التي يكبحها من السقوط.
* أعلي التلة
يَقُف سيف والحارس، وما زالت الصدمة تحتل وجوهُم بعد أن رأوا جوزيف مُمدد علي الأرض غارق ف دماءه بالأسفل..
جاء صَوت الحارس قائلًا:
– ماذا سنفعل؟ هل سَنُخبر الشُرطة بما حدث؟
صاح به سيف قائلًا:
– وماذا ستُخبرهُم أن سيدك أختطف فتاة؟ هاا ستكون شريكًا في جريمته. لا تنس أنك تعرف أنت وأصدقاءك كُل شيء .. وأعتقد أن ما حدث كان حالة أنتحار. ف سيدك جلس فترة داخل مصحة للأمراض النفسية، إي إذًا بلغنا سنفتح أبواب جُهنم علينا جميعنا وبالأخير أنتُم من ستحملون الليلية بأكملها وستلقون داخل الحبوس
أردف الحارس بتوتر:
– ماذا علي أن أفعل؟
خَبط يده علي كتف الحارس قائلًا:
– سوف تُبلغ بما حدث، ولَكن بعد أن نَخفي إي شيء يُدين أيًا منا، وبعد ذلك ستُبلغ بأنك كُنت معه أنت وصديقك وأنه هو الذي أراد أن يصعد بمفرده وأمركُم بالبقاء، وبعد أن تأخر صعدوا ورايتوا جسده بالأسفل مُغطي بدماءه، ولا تقلق سيُغلق الأمر سريعًا، ف جوزيف دخل مصحة نفسيه، أي أن الانتحار أمر طبيعي لشخص مثله، فهمت ما ستفعله أنت وأصدقاءك ، ولا أرغب في تحذيرك من أنه إذا جاءت سيرتي فسأحرقكُم، لأنني لَم أكُن حاضرًا وقت الجريمة.
أومأ إليه الحارس وقال:
– لا تقلق، فأنت خارج الموضوع طالمًا لَم يتأذ أحد منا
أبتسم سيف ثُم نزل مع الحارس.
* عند عز
أخرج تصريح الدفنه وتولي كُل شيء من أول غسل جُثة جني إلي الكفن، أمًا خالد كان يَجلس أمام غُرفة العناية مازال غير مُصدق رحيلها يشعُر أن ما حدث كذبه بالتأكيد لَم تتركه جني وترحل.
رَفع خالد عينيه بعد أن رآه أحد يَقُف أمامه، صَك عز علي أسنانه قائلًا:
– قوم معايا عشان خلصت إجراءات الدفن وخلاص رايحين ندفنها
صَك الديب علي أسنانه من طريقة عز..
أما خالد حرك رأسه نفيًا غير مُصدق ما يقولوا عز نَهض وسار في ممر المشفي بخطوات غير مُتزنه يَفتح باب أول غُرفة تُقابله وهو يُنادي علي جني وهكذا يفتح الأخر.
رَكض الديب خلفه بعدما قال لعز بغضب:
– أنت مش شايف حالته عامله أزاي عدي الليلة وقدر حالته
أقترب عز وهو ينظُر إليه بشراسه قائلًا:
– هو السبب ف موت أختي وأنا مش هسيبه روح عقل صاحبك وخليه يروح البيت يغير لبسه وحصلوني عشان هنروح المدفن دلوقتي
تَحرك الديب خلف خالد وسَحبه من ذراعه خارج المشفي ثُم فَتح باب السيارة ليصعد خالد داخلها بصمت.
تحرك الديب بالسيارة إلي قصره ف لا يُريده أن يذهب إلي الفيلا حتما سينهار إذا دخل الغُرفة ورآه ثيابها.
وصل مُختار القصر وتحرك للداخل هو وخالد، تحرك الديب علي الدرج قائلًا:
– عايزك تاخُد شاور كده يفوقك يا خالد لازم تقوم عشان نعرف ناخد حق..
أستدار إليه بعدما لَم يشعُر به خلفه ، ليراه يَقُف أمام الدرج ينظُر في الفراغ وسارح في اللاشيء.
أغمض الديب عينيه ثُم هبط الدرجتين وَقف أمام خالد قائلًا:
– خالد أنت معايا
حرك خالد عينيه علي الديب ينظُر إليه وقال بنبرة هلاك:
– هو خلاص كده دي النهاية يعني
سَحبه الديب من كتفيه داخله يُعانقه بقوة ليبادله خالد العناق بقوة ودموعه تسقُط علي كتف الديب قائلًا بنبرة أجش من البُكاء:
– لو دي النهاية يا ديب هكمل حياتي أزاي، قولي يا صاحبي أنت الوحيد اللي عارف أنا غيرت حياتي وعيشتي وتربيتي وكُل حاجة عشان أوصل ليها ف لو دي النهاية أنا هعمل أي !!
شدد الديب علي عناقه بدون أن يقول شيئًا.
أضاف خالد قائلًا بنبرة موجعه وهو يشهق من البُكاء:
– عاوز أجيب حقها، عاوز أعرف إي اللي حصلها بالظبط مش عايز حقها يضيع كفاية أنها ماتت بالغدر .. عاوز حقها يا ديب عاوز حقها ااااااااه
صَرخ بأخر حديثه وهو يسقُط علي الأرض من بين أحضان الديب.
سَقط الديب معه وهو يمسك رأس خالد يُجبره علي النظر إليه قائلًا بصدق:
– أقسملك بحياة الغالية وأنت عارفني مابحلفش بيها كدب لحق جني هيتجاب بس أنت فوق عشان نجيب حقها سوا فوق يا صاحبي فووق
حرك عيناه جانبًا والدموع تتساقط علي وجنته قائلًا بندم:
– ملحقتش أشبع منها ملحقتش أجيب طفل منها وقت ما توحشني أضمه جوايا يشبعني منها أنا هعيش أزاي وهيا مش جنبي
غرز رأسه التي يمسكها بين يديه في صدره ثُم وضع ذقنه علي رأسه وهو يُكبح دموع عينيه علي السقوط.
بعد أن هدأ خالد صَعد لأعلي هو والديب وأستحم كُلًا منهُم وأرتدوا بدله سوداء.
~ في بهو القصر
يَقُف الديب وعروقة بارزة من الغضب وبجانبه خالد وهو يتحدث مع عز عبر الهاتف، إلي أن أنهي حديثه معه ليصُك علي أسنانه بغضب.
تنهد خالد قائلًا:
– قالك أي؟
أردف الزيدي مُحاولًا الهدوء:
– العربية اللي هتنقل ج ..
صَمت الديب لا يعرف ماذا يقول، ليأتي إليه صوت خالد خالد قائلًا بضعف:
– جني كمل يا ديب
الديب: العربية طلعت ف أحنا هنطلع وراهُم وعز هيدفنها في قبر ملكه هو جاب التصريح خلاص للأسف
صَك خالد علي أسنانه، ثُم تنهد قائلًا:
– طب يلا نطلع عشان مانتأخرش
قال ما قاله وتحرك للخارج، تحرك خلفه الديب وقبل أن يصعد خالد السيارة مَسك الديب يداه قائلًا بنبرة قلق:
– خالد أنت كويس
كانت ملامحه لا تُفسر، ليردف قائلًا:
– مافيش فأيدي حاجة خلاص مش هاجي ف نهايتها وأعمل مُشكلة خليها تدفن وترتاح يمكن ترتاح عندهُم بعد مالقتش الراحة عندي ولا لقت الأمان حتي
التفت برأسه وفتح باب السيارة وكاد أن يصعد ليستدير إلي الديب قائلًا مع دمعه تنساب علي وجنته:
– يارتني طلقتها وسبتها عند عز علي الأقل كان هيحميها بدل ما أنا فشلت ف حمايتها وماتت في وسط بيتي وحُراسي ومحدش عرف ينقذها
بعد ما قاله صعد السيارة وهو في حالة دمار شامل.
تنهد الديب ثُم تحرك إلي مقعد القيادة وتحرك بالسيارة، طول الطريق كان خالد شاردًا والديب كان كُل حين يُلقي عليه نظره.
* داخل المدفن
يحمل خالد وعز والديب وبعضًا من الرجال النعش إلي أن وصلوا للمدفن حملها خالد بين ذراعيه وهبط بها للأسفل ومعه عز وضعها علي الأرضية ومد أصبعيه يَرفع الملأه عن وجهها، ليسحب عز يداه علي الفور وهو يَصرُخ به قائلًا:
– أنت بتعمل إي ؟ مترفعش الكفن من علي وشها مش هنعرف نظبطه تاني
ضيق خالد حاجبيه قائلًا بصدمة:
– أنت بتقول إي؟ أنا عاوز أشوفها دي أخر مرة هشوفها فيها
نَهض عز وهو يسحبه معه قائلًا باستهزاء:
– هه هه أبقي بُص في صورتها كُل يوم صدقني وقتها هتحس بالندم علي اللي عملتوا فيها ووقتها هتقتل نفسك بنفسك بدون ما الوث أيدي بدمك الن_جس
أحمر وجهه خالد من الغضب وغرز أظافر يداه الإثنين في باطن يداه مُحاولًا السيطرة علي ذاته حتي لا يهجم علي عز ويقتله في الحين.
خرج خالد وعز وبدأوا بردم الرمل فوق كفنها ومعهُم الديب.
كانت دموع خالد تتساقط مع كُل ذره رمل تسقُط علي جسدها إلي أن توقفت يداه وأنهار بجسده علي الرمل يُبعثره ويسحبه بعيدًا عن جسدها وهو يصرُخ عليها بكُل قوته أن تنهض حتي ترحم روحه المُتعبة.
– جنَيييييي قووووومي يلااااااا قومي معايا علي البيت مش هينفع نباتي هنا لوحدك أنتِ بتخافي من الضلمة يلاااا
تحرك الديب وعز وهُم يرفعون جسده وهو يَصرُخ عليهُم بأن جني تُهاب الظلام ويجب أن تعود معه أو أن ينزلوا معها ولَكن لَم يترُكها.
سَحبه الديب بعيدًا بعدما صَرخ عز عليه وأكمل هو وبعض من الرجال ردم الرمل فوقها.
أما خالد سَقط أمام قبرها وهو يصرُخ عليها بقوة وخلفه يجلس الديب يُحاوط جسده.
أما خلود كانت تَقُف في صف النساء وهي تَبكي بقوة علي جني إلي أن أنتفض جسدها مع صُراخ خالد وانهياره علي القبر كَم قلبها يألمها عليه تُريد أن تواسيه.
وضعت المنديل علي فمها وهي تكتم شهقاتها ثُم حركت عينيها علي عز لتري دموعه تتساقط علي وجنته، تعرف عز لا يبكي أمام أحد بالتأكيد يكبح وجهه داخله.
وبجهه أخري يجلس جاسر علي مقعده المُتحرك وبجانبه سارة تضع يدها علي كتفيه تواسيه وهي تري عينيه محمرة ودموعه تنساب علي وجنته، أما هو ف كآن يتألم علي فُراق شقيقته فهو أصبح قادرًا علي النهوض لمًا لا يستطيع الآن، جاهدًا في النهوض كثيرًا ولَكن عاجز علي الوقوف حتي علي قبرها لأول مرة يلعن مرضه داخله إلي أن أنقلتت شهقه من ثغره.
لتنحني سارة علي الفور أمامه وهي تشد علي كفيه الإثنين هامسة إليه بضعف:
– جاسر أهدأ بالله عليك أمسك أعصابك أنت الزعل غلط عليك
لَم يسمعها ف هو كان شارد بحياته السابقة.
أما عز بعدما أنتهي من الردم وقع علي القبر وهو يَشرُد بنفس الحدث مع جاسر
* الأسترجاع الفني (Flash back)
يَركُض جاسر خلف جني وهو يَصرُخ عليها بأن تترك دفتره التي أخذته ، وَقف في مُنتصف الدرج وهي تَقُف أعلاه.
تحدث جاسر بغضب:
– جني هاتي الدفتر عاوز أذاكر أخصلي عشان ماضربكيش
وضعت يدها بخصرها وهي تخرج لسانها قائلة بدلع:
– طب أضربني يا جاسر عشان وقتها عز هيعرف وأنت عارف هيعمل فيك إي وغير لما يشوف المسخرة اللي أنت رسمها
غضب جاسر من طريقتها ليركُض خلفها لتركُض هي إلي غُرفة أمها ف عندما يكون والدهُم غير موجود بالمنظر يقدروا علي التواصل مع والدتهُم.
رَكضت داخل غُرفة أمها وهي تختبأ خلفها.
أنحنت حنان ووضعت يدها علي كتفها قائلة:
– مالك يا روحي بتجري ليه كده؟
كادت أن تتحدث ، ليقتحم جاسر الغُرفة التفتت حنان له قائلة:
– مالك أنت كمان بتجري كده ليه
تحدث جاسر بنبرة غاضبة وعُروق جسده كُلها بارزة من الغضب:
– ماما خلي بنتك تجيب الدفتر بالذوق عشان ماكسرش عضمها
ضربت أمه علي صدرها قائلة:
– تكسر مين يا واد أوعا أسمعك بتقول كده تاني مهما حصل
التفت ل جني لتراها تحتضن الدفتر بين يديها، ابتسمت حنان وهي تنحني قليلًا قائلة بهدوء:
– ينفع كده يا جني تاخدي الدفتر من أخوكي وماتخلهوش يذاكر
ضَحكت جني وهي تفتح الدفتر قائلة:
– مُذاكرة إي يا مامي أبنك بيحب وراسم بنات كتير وولاد وهُما في مكان مش كويس
سَحبت حنان الدفتر علي الفور تنظُر إلي الرسمة لتري شباب وفتيات بجانب بعضهُم ومنهُم من يتبادلون القُبل وحولهُم طاولات مليئة بكاسات ويرسم لافتة مكتوب عليها “Night club ”
حرك جاسر يداه علي عُنقه يشير إلي جني بإشارة المو_ت
نَظرت إليه حنان قائلة:
– إي اللي أنت رسمة ده يا جاسر
بلع لُعابة وكاد أن يتحدث ليقتحم عز الغُرفة بعدما أستمع إلي بعض من حديثهُم سَحب الدفتر من يد والدته ثُم نظر إلي جني قائلًا:
– انزلي يا جني تحت هتلاقي كيس مليان شوكولاتة جبته ليكي
تحركت جني خارج الغُرفة وهي ترمُق جاسر بنظرات الانتظار، رّفع يداه وكاد أن يضربها علي ظهرها ليأتي صوت عز الذي أوقفه:
– جاااااسر
بلع لُعابة، ثُم تحرك عز يَقُف أمامه قائلًا:
– إي اللي أنت راسمه ده؟
صَمت جاسر لا يعرف ما عليه أن يقول، ليُبادره عز بنفس السؤال مرة أخري.
خفض بصره وهو يفرُك كفيه ببعضهُم قائلًا:
– أنا رسمت الحاجة اللي شوفتها لما أبوك خدني معاه
إتسعت حدقته والدته قائلة بخوف من أن يكون حدث ما تُهابه:
– أبوك خدك فين معاه
رَفع عينيه قائلًا بنبرة وجع:
– خدني معا المكان اللي بيسهر في النايت كلوب يا أمي اللي بيسيبك هنا وبيروح يسهر مع العاهرات اللي هناك، شوفتهُم وهُما بيترموا تحت رجليه بس تعرفي أنه بيحترمهُم أكتر ما بيحترمك أنا طلعت وراهُم الأوضه وبصيت عليهُم وشوفته بيتعامل معاهُم إزاي بيتعامل عادي معاهُم من غير لا ضرب ولا عُنف هو ليه بيعمل معاكي كده؟ وكأنك أنتي العاه…
صَمت بعدما تلقي صفعه علي وجنته من عز، صَرخت حنان وهي تَركُض تَقُف بينهُم تُبعد عز وتسحب جاسر داخل أحضانها وهي تبكي بقوة، أما عز كام يَقُف ينظر علي والدته بقهر ف كلام جاسر صحيح لما يتعامل معها هكذا.
دفعها جاسر بقوة وكادت أن تسقُط علي الأرض لولا يد عز التي أنتشلتها ونظر إلي أخيه نظرات حارقة ثُم صاح به قائلًا وكأنه بُركان يشتعل:
– عشان أبوك مريض وس_خ بيروح للو_ساخة أبوك مريض بيغير مننا لمًا بنقرب عليها فاكر العلقات اللي كُنا بنخُدها ولا اما كان بيعلقنا علي السور في عز البرد فااااكر
صَرخ جاسر به قائلًا بتألم:
– فاااكر وفاااكر أغتصابه ايهاب قُصادنا عااوزني أعمل إي بعد ما شوفت أمي بت..
لَم يكمل جُملته غير قادر علي نُطقها مرة أخري أبيه يغتصب أمه أمام أعينهُم.
أندفع جاسر يركُض خارج الغُرفة يمنع نفسه من البُكاء إلي أن دخل غُرفته وأغلق الباب عليه ووقع بظهره خلف الباب وهو يضرب قدميه ويداه علي الارض ويَصرُخ بقهر علي ما يحُدث ل أمه من أبيه.
سَقطت حنان من يد عز ليسقُط معها وهو يُحاوطها داخله، هَمست بضعف وهي تأن:
– جاسر بيكرهني يا عز أخوك بيكرهني ااااه أنا ذنبي إي طيب
علاه أنينها وهي تستكمل قائلة:
– ذنبي أنِ ماخترتش أب مُحترم ليكُم ذنبي أنِ سمعت كلام أعلي واتجوزته
صَرخت بقوة قائلة:
– ياااااااارب خُدني يااااااارب أنا كُل يوم بدعي أنِ أموت هو ليه يعمل كده يا عز ليييه يخليني مكسوفة كُل ما بشوفكُم بعد ما شوفتوا وهو بي .. بيغتصبني جاسر بيتعامل معايا وكأني مش أمه مش بيبُص ف وشي هو مكسوف أنِ أمه اااااه ااااااه يا عز اااه علي وجع قلبي وقهرني وذُلي ااااه علي كُل لحظة شوفتوني ضعيفة وخاضعة ليه بس دي أنا ضعيفة أنا عريتكُم يا بني قول ل جاسر أنِ أسفه قوله أسفه أن أمك ضعيفة ومذلوله ومغلوبة علي أمرها
أنتشلها عز بين أحضانه بقوة قائلًا وعينيه تشتعل بالنيران:
– نهايته قربت أوعدك يا أمي أني هجبلك حقك بس أصبُري وديني لهندمه علي عُمره
رَفع وجهها بين يديه قائلًا:
– وحياتك عندي ل نهايته علي أيدي وعز وجلاله الله أنا ماسايبه وبخطتت ل هلاكه بس أبوس أيدك يا أمي بلاش تدعي علي نفسك أبوس أيدك وسامحيني علي سكوتي زمان سامحيني يا أمي
قال أخر حديث وهو يُقبل يدها لتنفجر عينيه بالدموع يبكي بقوة علي فخذيها، رَفعت يدها تُربط علي رأسه وهي تستعيذ الله من الشيطان الرجيم ثُم تبدأ بتلاوة أيات من القُرأن عليه إلي أن سَكن جسده علي فخذها.
* أنتهي الاسترجاع (back)
بعدما انتهوا من الدفن وأنتهي المُقرء من قراءة القُران بدأ الجميع في الرحيل، عادا خالد والديب أبقي معه فلن يتركه.
كان خالد يَجلس أمام قبرها يَضُم رجليه بين ذراعيه ويتكأ علي جسده للأمام قليلًا والمكان حوله يعمه السكون والظلام كان المكان هادىء كالجحيم لا يوجد به أحد غير الأموات تحت التُراب .. ومع حلول الليل أصبح المكان مُعتم وهاديء بشكل مُخيف، كانت دموعه تتسابق علي وجنته بكثرة إلي أن أصبحت الرؤية عاتمة بسبب كم الدموع التي ملأت عينيه.
لَم يتخيل يومًا أنه سيأتي ويجلس أمام قبرها مذلول وضعيف قلبه وكيانه بأكمله يحتاجها ف مازال لَم يعيش معها الحياة التي رسمها لَم يشبع منها يُريدها ف جني هي محور خالد حياته بأكملها تتمحور حولها ف كُل ما فعله كان حتي يصل إليها، فلما القدر يُعانده..
شَعر بيد الديب علي كتفيه بعدما جلس بجانبه، لَم يتحرك ولو شبرًا ظل مكانه ينظُر إلي الرمال التي تبتلعها بالأسفل، لايعرف لما مازال لا يُصدق أنها رحلت يشعُر أنها حية والجسد الذي دفنه بالأسفل ليس جسد جني، كيف لها أن ترحل وتترُكه وحيدًا لمًا لا ترفأ بحالة قلبه.
أنزل يداه يتحسس التُراب وهو ينظُر إلي السماء .. ضَغط بيده بقوة ساحبا حفنه من التُراب بين إصبعيه لتتلاشى من بينهُم غُبارة لتقع مُجددًا مكانها.
صَمت طويلًا ورأسه مرفوعة للسماء ويداه تسحب كُل حين حفنه التُراب كان شاردًا بها يتخيلها تبتسم له ف كان يراها في السماء .. تنهد بَبُطء شديد وهو يَهمس قائلًا:
– جني مامتتش جني عايشة ومحاصراني كمان، جني بتحبني ماتقدرش تسبني برغم كُل اللي حصل واللي عملتوا فيها بس هيا بتحبني والله العظيم بتحبني وأنا كمان بعشقها، أنا حاسس أنِ في كابوس والكابوس مش بيختفي بيضغط علي صدري لحد ما هيموتني
شَد يده بقوة علي التراب مُنزلًا رأسه لتتسابق الدموع علي وجنته مرة أخري.. ابتسم باستهزاء قائلًا:
– الحُب ده أوحش حاجة ف الدُنيا أنا ندمان أني قبلتها دمرتها ودمرت نفسي
رَفع يده المُلوثة بالرمال ينظُر إليها قائلًا:
– لوثت برائتها بأيدي كُنت بتعمد أيذائها وكأني بنتقم من عز وأتاريني بنتقم منها هيا، أنا قتلتها بسبب كُرهي لعز أنا اللي قتلتها بسبب نقصي وحرماني وطفاستي تخيل عشان أقهرها ف يوم جبت بنت لحد البيت ودخلتها أوضة نومها وطرتها وأوهمتها أن نمت معاها
أنفلتت ضحكة وجع من بين شفته، ليستكمل قائلًا:
– فضلت قاعدة علي الباب طول الليل لحد الصُبح بتعيط وأنا جوه نايم، وسبتها تأخد حبوب مُهدءه بسبب كم الليالي اللي أختها بالغصب عشان مزاجي كانت بتاخد الحبوب عشان تعرف تنام وأنا ولا هنا سايبها تضيع من بين أيدي لحد ما أدمنت بسببي، حرمتها من كُل حاجة من الناس ومن الخروج جني فضلت سنين محبوسة جوه حيطان الفيلا مابتخرجش فعليًا وأنا طالع داخل وحابسها وموقف عليها تيران يحموها هه ونفس التيران دول اللي ماقدروش يحموها، حتي الموبايل كُنت مراقبها عليه مافهوش غير نمرتي أنا أنا وبس، كُنت عاوزة اثبتلها أنِ الوحيد اللي ف حياتي ومافيش حد جمبها دايما كُنت بتعمد أنِ أذيها نفسيًا وجسديًا، وفالأخر قال بحبها
نَهض وهو يتحرك بعشوائية يَصرُخ علي ذاته ويضرب يداه علي رُكبتيه طارة وطاره علي الحجار الموجودة في المكان.
– أنا غبيييييييي أناااااااني مررررررريض أنا مررررريض وقتلتها بسبب مرضي أنا المُجرم الحقيقي مش السم أنا السم اللي قتلها فعلًا من خنقتي عليها راحت، ده مش حُب ده كُررررره سااااامع يا خالد أنت كُنت بتكرها مابتحبهاش أنت مرررريض مررررريض يا خااااااالد
ظَل يَصرُخ علي ذاته وكأن يُحدث روحه يُريد الهلاك لذاته ف هو قتلها بغبائة الندم سيقتله حقًا.
كان الديب يغرز وجهه بين رجليه وهو يستمع إلي مُعاناة خالد تركه يُفرغ غضبه وحُزنه مع ذاته فلن يتدخل إلا أن زاد الأمر وحاول أيذاء ذاته.
سَقط خالد علي الأرض وسند يداه الإثنين أمامه علي الأرض وجسده مائل للأمام، يَهمس لذاته بضعف شديد وعيناه لا تتوقف عن زرف الدموع:
– أأ .. أنا تعبان ح .. حاسس أني مش كويس أ.. أنا عاوز أروح ااه أنا هروح وهنام يمكن الوجع اللي جوايا ده يخف
رَفع عينيه علي الديب قائلًا وكأنه يستشيره قائلًا:
– صح يا مُخ أنا محتاج أنام وهكون كويس صح
نَهض الديب وتحرك إليه ورفع جسده يسنده ثُم تحرك به خارج المقبرة، كان الديب يضع يديه علي ظهر خالد الذي يَرمي رأسه علي كتف الديب.. جاء إليه صوت خالد كان أجي من كَم البُكاء.
– هو أنا فعلًا وحش ماستحقش جني.. أنا ماعرفتش أعبرلها عن حُبي عشان كده خسرتها.. هو أنا ماستحقش أحب وأعيش مبسوط
بلل شفته بلسانه قائلًا بنبرة مُتألمة:
– هي جني هتسامحني علي اللي عملتوا فيها؟
تَحرك الديب به إلي السيارة وساعدوا علي الجلوس علي المقعد ثُم هرول إلي مقعده وقاد السيارة سريعًا.
رفع كلتا يديه علي وجهه يبكي كطفل صغير يشكي همه لامه، ظَل يبكي وشهقاته تتعالي وهو يندب ذاته من الندم الذي يعتصر قلبه علي ما فعله بها، حمل ذاته كُل ما حدث لها حتي موتها قال أنه السبب به.
كان الديب يستمع إلي شهقاته المُرتفعة ويري طريقة بُكاءه الدامية للقلوب.. ولَكن لَم يتدخل تركه يُفرغ جميع غضبه ومشاعره حتي يرتاح ولو قليلًا.
أبعد خالد يديه عن وجهه وهو ينظُر إلي الطريق ليردف بصوت مُختنق من كثرة البُكاء قائلًا:
– أنت رايح فين؟
لَم يُحيد الديب نظره عن الطريق قائلًا:
– رايحين القصر عندي
حرك رأسه نفيًا عدة مرات ثُم صاح به قائلًا:
– أطلع علي الفيلا عندي أنا عاوز أروح بيتي غير الطريق بقولك
تنهد الديب بقوة ثُم أومأ إليه قائلًا بمُحاولة من الهدوء:
– تمام هنفذلك اللي أنت عاوزة بس أهدأ
ليُغير الطريق ويسلك طريق الفيلا..
* داخل فيلًا عز/ تحديدًا داخل الغُرفة
كانت تتسطح خلود علي الفراش وشهقاتها تتعالي، خَرج عز من المرحاض يلف جذعه السُفلي بالمنشفة ليراها بتلك الحالة تحرك إليها وهو خائف عليها وعلي الجنين الذي يتكون بأحشائها.
جلس علي حافة الفراش ثُم سحبها من كتفيها لتجلس أمامه قائلًا بهدوء:
– أنا هقولك سر بس الكلام اللي هقولوا مايخرُجش برا الأربع حيطان دول سامعة.
أردفت خلود بنبرة مُختنقة من البُكاء قائلة:
– إي اللي حصل تاني يا عز ماتوجعش قلبي كفاية اللي ح…
وقبل أن تَكمل حديثها، باغتها بقول:
– جني عايشة ماحصلهاش حاجة
إتسعت حدقتها من الصدمة ومدت يدها تتمسك بذراعيه قائلة بنبرة غير مُصدقة:
– أنت بتقول إي؟ أومال أحنا كُنا بندفن مين؟ حبيبي جن ماتت
حرك رأسه بالنفي وهو يستجمع قوته قائلًا..
* الأسترجاع الفني “Flash back”
نَهض عز وهو يثني جسده علي مكتب الطبيب ثُم شده من ياقة البالطو قائلًا بقوة:
– أعلن وفاتها
صُدم الطبيب غير مُستوعب بما أستمع إليه، ليردف قائلًا وكأنه يتأكد مما سمع قائلًا:
– حضرتك بتقول إي؟
تحدث عز بقوة ما بين أسنانه قائلًا:
– أعلن وفاتها انا مش هستنا أختي تموت بسبب جوزها المريض، هتعلن وفاتها بمزاجك أو غصب عنك..
ابتلع الطبيب لُعابه بخوف، ليقترب عز أكثر من الطبيب قائلًا:
– ماتقلقش ليك الحلاوة نُص الفلوس هتتحول ليك أول ما أسمع قبولك والنص التاني بعد ما اختي تُخرج من المُستشفي وتسافر برًا مفهوم.
أومأ إليه الطبيب وهو يتنفس بسُرعة، ليردف قائلًا بطمع:
– بس نتفق علي السعر
نفضه عز من بين يديه ثُم رجع بجسده علي المقعد قائلًا:
– مش هنختلف بس كُل حاجة تمشي مَظبوط
* أنتهي الاسترجاع ” back ”
* داخل شقة أروي/ تحديدًا داخل الغُرفة
كانت إيلا مُمدة علي الفراش غارقة في النوم بأرهاق، ويجلس أمامها قاسم علي الأرض يمسك يدها بقوة وكأنها ستهرب منه ليخفو معها ف النوم.
بدأت إيلا في التملل من نومتها إلي أن فتحت حدقتيها بتكاسُل لتأن بعدما شعرت بيداه الضاغطة علي يدها بقوة ثُم خفض بصرها تنظُر إليه ولحالته.
مالت برأسها جانبًا وهي تمرر شفتيها علي خده بدلال، هامسة بجانب أذنيه:
– قاسم حبيبي أطلع نام فو…
لَم تُكمل كلامها بعدما أنتفض من جلسته وسند علي رُكبتيه وأقترب منها يلصق وجهه بوجهها يتفحصها قائلًا:
– حاسة بأيه إي اللي تعبك قوليلي
أبتسمت قائلة:
– مافيش حاجة يا روحي بس هو لو تسيب أيدي لأنِ حاسة أنها هتتكسر
فَلت يدها سريعًا ثُم رفع يداه يمُررها علي كُل أنس بوجهها قائلًا:
– بجد أنتي كويسة رأسك بتوجعك
رفعت يدها تتحسس جرح رأسها قائلة:
– لاا أنا كويسة صدقني بس قوم من علي الأرض
شدد ذراعيه عليها لينهض ويجلس علي حافة الفراش أمامها، قائلة بنبرة مُتحشرجة وقلب يخفق بقوة:
– للدرجادي بتخاف عليا
لَم يتحدث ظَل يُطالعها بمشاعر مُتناثرة وعين لامعة، رَفعت يدها تُمررها علي وجهه قائلة:
– ماتبعدش عني تاني، أنت ماتعرفش أنا خوفت أزاي وأنت مش جمبي
كان غارقًا في مشاعره الهائجة وقلبه الذي يقرع طبوله ودقاته تُكاد أن تخرج منه، ابتعد عنها قليلًا وهو يمسك يديها يطبع عليهُم قُبلات تُعبر عن شوقه لها قائلًا بنبرة مليئة بالمشاعر الجياشة من فرط ما يشعُر به:
– أنا هاين عليا أكسر نفوخك اللي مابيسمعش الكلام وده وبتمشي بدماغك مع أني منبه عليكي أكتر من مرة ماتنزليش أبدًا ولو في حاجة مُهمة تكلميني.. ليه ماعملتيش كده
عضت شفتها السُفلية بندم قائلة:
– أنا غبية وعنيدة وبودي نفسي ف داهية وبوديك معايا بس ب..
وضع أصبعيه علي شفتها السُفلية يُحررها من أسنانها قائلًا:
– أنا مش عايز منك غير تكلميني أقولك لو رايحة الحمام كلميني وهاجي أصولك بنفسي
ضَحكت قائلة:
– الحمام
حرك رأسه قائلًا:
– طب أعمل معاكي إي عشان تبطلي عند وتعرفي أني لا بتحكم فيكي ولا زفت وأن كُل اللي بعلمه خوف عليكي
تساقطت دمعتها دون إرادة منها وخفض بصرها لأسفل بندم قائلة بأرهاق نفسي:
– هو أحنا ليه كُل الناس دي بتكرهنا، مع أننا مأذناش حد فيهُم ليه بيعملوا فينا كده
حاوط وجهها بكفيه مُتأملًا ملامحها الهادئة الناعمة المُحببة لديه مُنذ نعومة أظافرها، وعينيه تتحرك علي كُل أنس بها قائلًا بنبرة مليئة بالحنية:
– عشان كُل إنسان فينا فيه الحلو والوحش بس في ناس جانبهُم الوحش أكتر .. بس ده مش معناه أن كُل الناس وحشة
حركت رأسها نفيًا ودموعها تنساب علي وجنتها تُغرقها، تَهمس بصوت ضعيف مُضطرب:
– أنا تعبت أوي، بحاول أنسي اللي حصلي من عيلتي اللي شغالين ظعن فيا ألاقيه وقعت مع واحد مريض أرهقني نفسيًا أنا مهما حكتلك أنا أتعرض لأيه مش هتصدق، اذوني كُلهُم أذوني يا قاسم ودمروني دمروا الحلو اللي جوايا.. عُمري ما هنسا كلامهُم ليا ولا المُعاملة اللي حسسوني قد إي أنا ضعيفة ومذلولة ليهُم
أغمضت عينيها ليمُر مشهد سريع مما فعله بها جوزيف لتتساقط دموعها بغزارة علي وجهها، لتردف قائلة وعينيها مُغضمة:
– أنا مش عاوزة أثق في حد تاني علمني أزاي ماثقش ف حد
رفعت يدها تَمسح دموع عينيها حتي تراه قائلة:
– أقولك تعالا نسافر في حتة ماحدش يعرفنا فيها ونبدأ حياتنا سوا .. حتي لو هنغير أسامينا أنا موافقة بس مش عايزة حد يأذيني تاني
قالت أخر جُملة ودموعها تُغرق وجهها بضعف، لتغمض عينيها بقوة
جاء إليه صوته يَهمس لها بهدوء:
– طب أفتحي عينيكي وبُصيلي
فَتحت عينيها بتردُد ليمد أصبعيه يمسح دموعها ثُم طبع قُبله عليهُم قائلًا:
– مافيش حد هيقربلك تاني ولا حد هيقدر يأذيكي أحنا هننزل من هنا علي مصر وهنتجوز وقتها
إختنقت دموعها في جفونها تمنعها من النزول قائلة بضعف:
– وهُما هيسبونا ف حالنا
مرر أنامله علي ذراعيها بنعومة قائلًا:
– هُما بنفسهُم هيشهدوا علي كتب كتابنا
ارتجفت من أنامله التي تتلمس ذراعيها لتبعدها حتي تعرف أن تتحدث قائلة:
– أزاي
ابتسم إليها بسعادة قائلًا:
– ديما حضرت مع أبويا تحضيرات جوازنا وفاكرين أنهُم هيدبسوني عشان هيعزموا الصحافة والناس كُلها، ومستنين يعرفوا البوم اللي هحجز فيه وفعلًا أنا هعرفهُم اليوم وهنروح بس هنروح وأنا لابس البدلة والفُستان اللي هنشتري من هنا
إتسعت حدقتها قائلة بصدمة:
– أنت عرفت ده كلو أزاي
قاسم: أميرة اللي قالتلي
تلك الخبر جعلها تصدم أكتر رفعت يدها علي فمها قائلة:
– أميرة طب أزاي وليه أكيد دي خطة ياقاسم مِستحيل تبيع أختها
حرك رأسه بالنفي قائلًا:
– أميرة غير ديما صدقني أنا محضر كُل حاجة
شَعرت بالخوف يتملكها لتهمس إليه:
– أنا خايفة نروح كُل حاجة تتقلب ضددنا ويفرقونا تاني .. بقولك إي يا قاسم أسمع كلامي وتعالا نهرب بعيد
ضَرب وجهها بخفه قائلًا:
– نهرب إي يا بت لا طبعًا دانا هتجوزك ولو عاوزة أخلي ديما تشهد علي عقد زواجنا ماعنديش مانع
ضَحكت معه ولَكن داخلها تشعُر بالتشأوم، لا تعرف اما تشعُر بأن سيحدُث شيئًا سيء فور وصولهُم، لتهمس قائلة:
-هو أحنا هنسافر أمتا
قاسم: لسه هشوف معاد طيارة مُناسب أنا ظبط أوراق الجامعة بتاعتك ف الدُنيا متيسرة ناقص المعاد بس
أبتسمت إليه بينما هي شاردة لا تُريد الذهاب إلي مصر تشعُر بضيق في أنفاسها.
قرص قاسم وجنتها قائلًا:
– إي اللي واخد عقلك
نَظرت إليه وهي تسحبه من ذراعيه تُقربه إليها قائلة بهمس:
– البت أروي قبل ما يحصل اللي حصلي كانت جيبالي سينابون وأيس كريم فروالة وعملالي مكرونة بالبشاميل
حرك رأسه للأمام قائلًا:
– مش فاهم
مَسك يده تُقربه منها أكثر، هامسة إليه بقول:
– قوم دور عليهُم ف التلاجة
رفع حاجبه قائلًا:
– والله وأفرض شافتني إي هيكون منظري قُدامها حرامي
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– لا هتعرف أنك جايبهُم ليا
حرك رأسه يمينًا ويسارًا قائلًا:
– لا مش هعمل كده
أومأت له وهي تنظُر إلي بحُزن وتنزل قدميها علي الارض قائلة:
– خلاص أنا هروح أجبهُم بنفسي ومش مُشكلة أتعب ولا أدوخ
رفع يده علي عينيه يفرُكها بضيق وباليد الأخير ثبت معصمها، ثُم فتح عينيه وهو ينهض، وقال:
– أترزعي خلاص أنا هروح أجبهُم
أبتسمت بخُبث قائلة:
– لا والله أنا مُمكن اروح مكانك عشان ماحطكش ف موقف وحش
تحرك للخارج وتجاهل حديثها قائلًا:
– الاقي المطبخ فين؟
لوحت بديها وكأنها تشاور له عن المكان قائلة:
– هتلاقي يمين أول ما تطلع من الأوضة
تحرك للخارج وسار إلي المطبخ إلي أن وصل إليه، فَتح الثلاجة وبدأ بالبحث عن الطعام كان يتكأ بجذبه العلوي داخل الثلاجة وبيده يمسك بابها.
في ظل تفتيشه عن الطعام، أشتغل النور ليصُك علي أسنانه بغضب وهو يرفع رأسه بَبُطء من الثلاجة لتتلاقي عيناه بعين أروي.
رَفع يديه يَحُك جبهته بتوتر وحاول رسم إبتسامة علي شفتيه وقال بتلعثُم:
– إإ .. إيلا قامت الحمد الله بس جعانة ف.. ف قالتلي أقوم أجبلها من التلاجة الأكل اللي أنتي .. أووووف

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى