روايات

رواية لأنها استثناء الفصل الثالث عشر 13 بقلم ياسمينا أحمد

رواية لأنها استثناء الفصل الثالث عشر 13 بقلم ياسمينا أحمد

رواية لأنها استثناء الجزء الثالث عشر

رواية لأنها استثناء البارت الثالث عشر

رواية لأنها استثناء الحلقة الثالثة عشر

الثالثه عشر ( امـيـرة قـلبـه )
لم تغادر الابتسامه فمه وهو يمسك بمقود سيارته الفارهه وكأنه ذاهب الى الجنه بعكسه تماما كانت
تجاوره امه “امانى ” وتهتف بتذمر جلى :
_ ممكن بقى تقولنا يا “انس” مين اللى احنا رايحنلها دى ولا مش من حقنا ؟
التف اليها بابتسامه مشرقه وهو يهدر :
_ حقك يا ماما طبعا احنا رايحين لـ ست البنات “سجى صبحى ”
لم يتغير حالها فهتفت بسماجه :
_ اهلا وسهلا بنت مين بقى ؟
وزع نظراته بينها وبين الطريق واجابها بانفعال طفيف :
_ ماليش دعوه تبقى بنت مين ؟ المهم انها هتبقى مراتى انا بعد ايام وحطى فى اعتبارك يا ولدتى
انك مش هتدخلى قصر ولا فـ بلاش تتعشمى اوى انهم من نفس مستوانا ونفس الوقت لازم انبهك
اوعك تعامليها معامله قليله
اثار غضب والدته بأومره المتشدده فصاحت :
_ انت هتأمرنى ولا ايه يا أنس
مدت “لين ” جسدها من الكرسي الخلفى لتظهر فى منتصفهم وهى تهتف بمرح :
_ ما تخافش يا ” انوس ” ماما قلبها طيب وما تقلش منها خالص زائد ان انا معها
نفخ “أنس ” وهو يمنحها نظره خاطفه :
_ اهو انا بقى مش خايف غير منك انتى
صرخت “لين ” مستنكره :
_ انا يا أنوس دا انا بدافع عنك
قاطعتها والداتها بضيق :
_ سبيه يا “لين ” أنس باين عليه مش شايف غير عروسته
هتف “أنس ” ملطفا للجو :
_ هو انا ليا بركه الا انتى يا ست الكل انا بس كنت عايز انبهكم عشان ما تعملوهش وحش
شدد على كلمته وهو يرمى لهم بنظره محذره وأردف ,,
_وبعدين انا ازعل كمان والدتها متوفيه من وقت قريب ونفسيتها تعبانه
كلامه لامس قلب امانى وهتفت بود :
_ حاضر يا حبيبى ما تقلقش انا هبقى مكان والدتها بالظبط
تدخلت “لين ” وهى تمرح كالعاده :
_ وانا هبقى زى ضرتها بالظبط
رفع “أنس” يده ودفع بكفه وجهها للخلف وهو يهدر :
_ والله انتى اللى هتبوظيها انا مش خايف غير منك
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _____________
( تيم وتوبا )
فتح “تيم ” سيارته وجلس بداخلها نوى ان يبحث على كل أشيائه المهمه التى يحتفظ
بها فى سيارته رفع كرسي السياره الخلفى وبدء بالتفتيش فى الصندوق السرى بالداخل
كان يحوى أوراقا وسديهات وبعض الحبوب المميزه التى تفصل عن الواقع وكذلك
زجاجات عطر مختلفه لم يهتم بكل هذا بحث عن ورقه مهمه الآوهى عقد زواجه
القى اليها نظره خاطفه ليطمئن لوجودها ثم ترك كل هذا جانبا وامسك الهاتف الخلوى من وسط الاوراق امسك السديهات فى يده فهى الاهم كور قبضته بتوتر فما فى مخيلته مخيف للغايه نقر بطرف اصابعه على جبهته
بشرود وكأنه يدور فى رأسه ألف ثعلب بعد مده قصيره اتخذا قراره الاخير …
امسك الهاتف وتأكد من عمله بعدما اضائت الشاشه وظهرت شبكة الاتصال شريحة هذا الهاتف خاصه برقم
مجهول فجميع الاعمال السوداء تحتاج الى سريه تامه ابتلع ريقه وهو يملى نفسه رقما يحفظه عن ظهر قلب
انتظر ثوانى حتى يجيب الطرف الاخر الذى اجاب :
_ الو مين معايا ؟
سحب “تيم ” انفاسه واجاب متمهلا :
_ راشد بيه معايا
وصلته الاجابه عبر الموجات الصوتيه :
_ ايوه , انت مين ؟
اجفل ” تيم ” قبل ان ينطق اسمه الذى يود محوه عن الوجود :
_ سـ ,,سـلطان معاك فاكروه يا باشا
كانت الضحات سابقه بالترحاب :
_ هههههه ,,, إلا فاكروا حد برضوا ينسي سلطان ألمظ
حول نظره بعيدا وهو يهدر بضيق :
_ انا ما بقتش سلطان ألمظ انا بقيت انا
قاطعه “راشد” بإ تزان يوحى بأهميته :
_ انت متصل بيا عشان تقولى الغاز وبعدين انا من زمان قولتلك ما تكلمنيش
الا لما تبقى ناوى على اللى اتفقنا عليه مش تفضفضلى
دفع “تيم ” انفاسه فقد كان تهور منه وضع رأسه على طاولة الاعدام :
_ انا جاهز وعايز انفذ اللى اتفقنا عليه انا معايا المسنتدات
كان صوت “راشد ” مرتاحا وهو يجاوبه :
_عال عال
عاد “تيم ” لجديته واخبره دون تهاون :
_بس ليا شرط واحد
سأله هو بتحفظ :
_ شرط ايه
هدر “تيم ” مشددا :
_ اللى معايا تحموها انا مش مهم ممنوع حد يقربلها او يضغط عليا بيها سواء منكم
او من ناحية عزيز المظ
هتف “راشد ” مطمئنا :
_ ما تقلقش احنا مش قليلين المهم الحاجات اللى معاك توصلنى بأسرع وقت
“تيم ” :
_ ماشي نتقابل فين ؟
“راشد ” :
_ أجيلك لو حابب
“تيم ” :
_ لا لا عندى ما ينفعش شوف مكان قريب من مرسي علم
راشد :
_ خلاص البار اللى انت عارفه
“تيم “:
_ تمام ,انا كمان محتاج اغير جو
اغلق الهاتف وحدق امامه بشرود ما يفعله خطير ولا يعرف عواقبه لكنه يعرف جيدا انه سيبقى
“توبا ” فى مأمن بعيد عن ايدى العابثين ,,,
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________
(فى منزل صبحى )
وقفت “غزل ” على باب غرفه والدها لتجده يجلس على طرف الفراش والحزن يكسو وجه
لوت فمها هى الاخرى فحالته الصحيه تتحسن ببطء ونفسيته لا تتحرك من الارض
اصبحت ترى الحسره بوضوح فى عينه دلفت الى الداخل لتلفت انتباه لكنه لم يرفع وجهه من الارض
ظل يحدق بالاسفل وكأنه هناك ما يسحب عنقه رغما عنه ارضا تسابقت خطواتها تجاه
حتى التصقت به وركعت على ركبتيها اسفله لترى وجه لم تستطيع تمالك دموعها التى انهمرت
فجأه وخرج صوتها حزين وهى تهتف :
_ بابا ,ارفع وشك
وقعت عينه فى عيناها وسأل مستنكرا :
_ ارفع وشى هو انا استحق منكم كدا يا غزل ؟
حركت رأسها بنفى وصاحت بتأكيد :
_ لا يا بابا ابداا ,الله يخزى الشيطان
أطبق فاه متحسرا وهدر :
_ الشيطان , وهى كانت فين لو بأيدى كنت قتلتها
حاولت “غزل ” التخفيف عنه :
_ لازمته ايه الكلام دا بس دلوقت ,هى غلطت غلطة كبيره واديها بتصلح نفرح بقى مش نزعل يا بابا بلاش تفرح
الشيطان بعمايلك دى
كانت حالته سيئه للغابه من الذى يتحمل كل هذا القهر على عاتقه ولا ينهار
هتف بسخريه من تهوين الامر عليه :
_ الشيطان يفرح يفرح بأيه دى اللى عملته يحزن ويقطم الضهر يا بنتى ويحزن حتى الشياطين
ابتلعت ريقها وحاولت التوضيح :
_ الشيطان بيفرح لما يلاقينا زعلانين بيحب يشوفنا كدا هو اصلا اللى خلهم يغلطوا الغلطه دى
ولما يجوا يصلحوا الغلطه دى يبوظ كل حاجه عشان الحرام يفضل والحلال تسد كل الابواب فى وشه
ويرحل ويفضل الحزن والحرام ملازمين الانسان الشيطان بيقولك احزن بيقولك اقتلها وربنا رؤف رحيم
بعباده ان شاء الله هيغفر لهم زى ما قال فى كتابه (ورحمتى وسعت كل شئ )
قوم بقى يا والدى بالله عليك ما تفرحش الشيطان وتقفلش باب الحلال
كلماتها الهادئه طيبت قلبه وخاطره زفر انفاسه ورفع وجه ببطء من الاسفل وعاونته “غزل ” على النهوض
حتى يتمكن من الخروج لانتظار الضيوف معها
____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________
( فى قصر يمين )
وقفت “سينبه ” فى الشرفه الواسعه التى تطل على الحديقه سمعت خطوات اقدام “يمين ”
تتقدم نحوها انتبهت لها وزفرت انفاسها لكنها لم تلتف انتظرت انفجاره
بالفعل سحب يدها ودارها اليه بقسوة وصاح بعنف :
_ عملتى اللى فى دماغك وروحتيله
لم تكترث بهماجيته وهتفت بحده مماثله يطغى عليها حشرجه الحزن :
_ دا ابـــــنــــى فاهم يعنى ايــــه ابـــنـــى لو هموت مش هســـيبك تــقــتــلـه
اجفل “يمين” وصر على اسنانه محاولا كبح غضبه لكنه فشل وعاد يصيح بغضب :
_ يا “سنيه ” دا مجرم خطير ما ينفعش اسيبه يخرج على رجليه هيستغلوه ضدى
الورق اللى سرقه هيهد المعبد ع اللى فـيـه
تهجدت انفاسها ولم تسطيع مقاومه انهيارها اكثر من ذلك لوحت باصباعها كى تؤكد :
_ جابلك ورق تانى ضده ابنى مش هيرجع للقرف اللى كان فيه ابنى هيتولد من جديد
ولو فكرت تإذيه يا “يمين ” انا اللى هـقــفـلك الإ ابنى يا “يمين” ابنى اللى حرمنى منه ابوه
كل السنين دى مش هسيب حد تانى يحرمنى منه تانى حتى لو كان انت وافهم كدا كويس
جحظت عيناه بعدما شعر بجبروتها وتخطيها حدودها بتحديها اليه لذا اندفع محذرا :
_ انتى بتهددينى يا “سنيه ”
امسكت يده وهدئت من نفسها كى تحرك مشاعره تجاها :
_ اسمع يا “يمين ” انا وقفت جانبك كتير وساعدتك لما بنتك ادمنت وجبتها هنا عشان تتعالج
وساعدتها وما خرجتهاش من هنا الا وهى واقفه على رجليها
سحبت دموعها واسترسلت …
_ فـ خلى ابنى يخرج من هنا على رجليه
خنقت انفاسه وازعاجته بما يكفى زفر بتعب وتحير فاشاح بوجه بعيدا عنها لأول مره يقف شخص
بين رغبته لكنه شخص مميز لا يستطيع رفض له طلب لكن عليه الآن التروى فالقرار خطر للغايه
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________
(فى منزل صبحى )
تركت “غزل” والدها فى الخارج بعدما اعطته الامل حتى يستقبل الامر ويتعايش مع محنته
وتوجهت الى “سجى ” التى كانت تجلس بشرود امام المرآه لا تدرك حتى وجود ” اختها ” من عدمه
اقتربت منها وجثت على ركبتها الى جوارها وداعبت باطراف اصابعها وجنتها كى تجذب اهتمامها
بالفعل نجحت رمقتها “سجى ” بنظره بارده واغتصبت ابتسامه جلبت معها دموع متاوليه
لكن سرعان ما ربتت “غزل ” على ظهرها مطمئنه :
_ هششش بس يا سجى “انس ” جاى وجايب اهله مش عايزنهم يحسوا بحاجه
باغتها “سجى ” بنبره معانده :
_ انا عايزاهم يحسوا عايزاهم يضربوا بالجزمه على اللى عمله فيا ,,,
قطمت عباراتها “غزل” بضيق :
_ انتى اتجنتى الرجل ندم وعايز يدخلك بيت اهله معززه مكرمه انتى ايه عدوة نفسك
قست لهجتها وهى تسترسل :
_ اسمعى كويس هتمثلى عشان نفسك وعشان ابوكى اللى قاعد بره دا هتساعدى “انس ”
يصلح غلطته عشان الكل يرتاح والموضوع دا يتقفل نهائئ فاهمه
ما كان من “سجى ” الإ الايماء العاجز بالقبول فما عاد هناك اى اختيارات هى من بعثرت فرصها ارضا
امسكت “غزل ” بفرشاة المكياج من امامها وبدئت بتمريرها على بشرتها كى تخفى ذبول وارهاق
وجهها ومنحها اطلاله مشرقه ومزيفه فى نفس الوقت ظلت “سجى” ساكنه تحاول منع دموعها
من الهطول مجددا لقد كان حلما ورديا ان يأتى “أنس “الى بيتها ليطلب يدها والآن اصبح كابوسا
مرعبا لأن الاشياء التى تأتى متأخره تفقد معنها بالتأكيد
______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______
(فى مرسي علم )
كانت “توبا ” تجلس على الاريكه بملل فاختفاء قطها المشاكس فجأه يصيبها بالضجر
نفخت بصوت مسموع ولكنها تلقت سخطا من “تيم ” الذى ظهر فجاه فى منتصف الغرفه
يهتف بسخريه :
_ هطيرى البيت براحه
انتبهت له وتشدقت بفزع :
_ انت بتطلع منين ؟
ابتسم ثغره و اتكى على الاريكه التى فى مواجهتها أجابها بمرح :
_ بطلع وقت ما تحتاجينى
تعكرت صفحة وجها ورمقته بحده وهى تذكره بعدواتها له :
_ انا مش محتاجك على فكره
زفر “تيم ” بتعب وانتصب واقفا يعدل من ملابسه محاولا تجاهل جفائها المعتاد
ظلت تراقب هدؤه الغريب بطرف عينيها منتظره اى اجابه على جملتها الوقحه
لكنها لم تسمع سوى صوت انفاسه التى عبئت المكان نيرانا اخيرا تحركت شفاه
بلهجه بارده :
_ ع العموام انا هريحك منى شويه
نهضت من مكانها بسرعه وسألته فى فزع :
_ رايح فين ؟
قضب حاجبيه ولمع فى عينها بحركه لعوب يجيد بها السحر (غمزه ) وتبعها متسائلا :
_ براحه يا توبه لاحسن افكر انى هوحشك والله اطب ساكت فيها
حاولت الاتزان واشاحت بوجها لبعيد وحكت عنقها العارى ثم لوت فمها:
_ انا ما اقصدتش كدا انا قصدى انه ما ينفعش اقعد هنا لوحدى
اولها ظهره وبدى مصرا على المغادره وهو يقول :
_ انا رايح مشوار مهم اقـفـلى على نفسك كويس
التف اليها ليؤكدا بجديه :
_واوعى تخرجى ,,ثم تفحصها هادرا واستأنف ,, هجيب معايا لبس ليكى
اشتعلت عينيها وزمجرت بغضب :
_ يبقى رايح تشتغل تانى يا سلطان
اشتطات من تكرارها اسمه الذى يكره أو بالاحرى لقبه وانفعل وهو يجيبها :
_ يوووه انا رايح فى داهيه يا ستى
اولها ظهره وهم بالخروج لكنها لم يروق لها ان يعود لعهده القديم جن جنونها وهى تتبعه
بانفعال من مجرد فكرة انه سيعبث مع غيرها :
_ والدهيه دى فيها ستات مش كدا يا سلطان
استشف غيرتها فتمالك غضبه وسيطر على انفعاله والتف لها متقنعا بالبرود وهدر بابتسامه سمجه:
_ ايوه يا بيبى احتمال كدا يكون فى ستات فى الداهيه ارتحتى
تفاقم الغضب بداخلها وتغلبت عليها مشاعر الغيره وظهرت على صفحة وجها بصورة
حمرة شديده على وجنتيها وراحت تلكمه فى صدره دون شعور وهى تسبه بكل غيظ قائله مع كل لكمه :
_ سافل ,منحط ,قذر , هتعيش وتموت قذر مش هتغير ابدا انت ايه هتفضل كدا للابد احنا هنا بسبب
قرفك ولسه رايح تكمل مستنى مصيبه اكتر من اللى احنا فيها
مع كل لكمه من لكماتها التى كانت تصيب جدار صدره بألم طفيف بينما كان يجفل هو بوجع اكبر
هو كل ما قالت وأسوء لكن ما تلكمه تحديدا (قلبه )موجوع لابعد حد,امسك معصمها ليمنعها
من المواصله بما ان لكل فعل ردة فعل قرر بنظرة عينه المشتعله رد الصاع صاعين ظل يحدق
فى عيناها بشراسه حتى تقلصت بخوف لولا يدها التى بين اصابعه لكانت هربت الى اخر العالم
فهى تعلم انها ازدات فى الاندفاع ولا يمكن كل مره الاتكال على عشقه لها ليتحملها ,,,,,
___________________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______
(بين سليم وجودى )
شعور الانجذاب من ناحية “سليم” لا يخفيه تجاه “جودى” كان يعاملها بود ولطف يحرك الحجر اسلوب
لذيذ من الاهتمام تتمناه أى فتاه الإ” جودى ” كان صعب بعد معاناتها مع “سلطان ” الوثوق فى أى رجل
مهما كان لقد قضى على كل مشاعرها وأطفئ سراج الحب بتراب الغدر لذا أخر ما تود عيشه هو قصه
حب خاصاتها انها خاضت معاناه كبيره فى الفندق من الصعب ان يتقبلها أى رجل شرقى ذو كبرياء ولا يوجد
من صنفهم ملائكه لتحمل أخطاء لا ذنب هى فيها
كانت “جودى” تجلس بشرود على طرف الاريكه تمسك بكوب من الشاى البارد على ما يبدو نسيته فى يدها
حتى فقد دفئه ومذاقه كان “سليم ” يراقبها باهتمام لذا صنع لها غيره وتحرك بالكرسي نحوها اقترب منها
وهى لازالت ساكنه فى شرودها امسك بالكوب من الصنيه التى وضعها على قدمه حتى يستطيع دفع الكرسي
ثم مد يده هادرا :
_ اتفضلى
عقدت “جودى ” حاجبيها وهتفت مستفهمه :
_ ايه دا ؟ انا معايا واحده لوحت بيدها لتريه ما بيدها
فابتسم بعذوبه وهو يخبرها :
_ اه ما هى بردت من زمان فأ نا عملتلك واحده تانيه
لم تكن تلاحظ هذا بالفعل لقد فقد حرارته بين يدها بادتله الابتسامه بلطف والتقطت ما يمد يده
به وهتفت شاكره :
_ متشكره
عين “سليم ” كانت معجبه بجودى خاصتا بعدما بدئت فى ارتداء الحجاب الخاص بتوبا والالتزام
الذى حافظت عليه فى وجوده كان متحمسا للحوار معها فى أى شئ فى أى موضوع المهم ان لا
يصمت فاها ولا تختفى الابتسامه عن وجها الابتسامه التى مستعد هو أن يصنع من نفسه بهلوان
حتى لا تختفى :
_ العفو ,هاا كنتى سرحانه فى ايه بقى ؟
انتفضت كالملسوعه من سؤاله واجابة بارتباك :
_ ولا حاجه
اتسعت ابتسامة “سليم ” وهو يرد عليها بمرح :
_ كل الوقت دا ولا حاجه اومال لو كان فى حاجه فعلا كنتى قاعدتى كدا ليوم الدين
اجفلت عينها فلا مفر من محاصرته عليها من باب الذوق اجابته بأى شئ حتى يصمت
وينسي امر شرودها المطول والمتكرر باستمرار هتفت بعدما زفرت أنفاسها بهدوء :
_ فى الحياه يا سليم
لم يصدق “سليم” اجابتها ولكنه قرر مسايرتها وتشدق بـ :
_ ماشي ولنفترض انها الحياه يا”جودى ” الحياه اتفه من انها تاخد دماغك لبعيد وتحزنك
الحزن دا كلوا الحياه عامله زى كوباية الشاى دى
رفع يده بالكوب الذى فى يده ليوضح بتروى وحكمه ..
_ لو غفلتى عنها وبصيتى ع الماضى كتير هتبرد وما يبقاش لها معنى ولو قلبتى فيها كتير
هتعكر بالتفل بتاعها عشان كدا لازم تشربى الكوبايه رايقه وما تقعديش تقلبى فيها كل شويه
سيبى اللى فات يفوت واستمتعى بيها سخنه وحـلـوة
كانت تسمعه “جودى ” بإنصات تشبيهاته البسيطه لمستها وأوضحت المعنى بشكل جيد
لكن ما مرت به صعب يمر دون أن يعكر صفو حياتها المقبله هتفت بنبره هادئه :
_ بس فى حاجات علمت جوانا ما بتنسيش صعب تعدى كدا
اسرع لينفض عنها غبار الاحباط قائلا :
_ الحاجات دى مرت والعلامات مهما طولت هتروح انما اللى بيفوتك صعب يرجع حلو او وحش
عيشى وقتك زى ما هو يا “جودى ” الوقت اللى انتى فيه دلوقت
“جودى ” :
_ وانت شايف ان الوقت دا يتعاش اصلا
ابتسم ثغره معلنا بسعاده عن مكنون صدره وغايته بوضوح :
_ ايوة يا جودى الوقت دا بالذات وقـتك
اكمل وهو يحدق الى عينيها بانجذاب :
_ انا عايز اتـجـوزك
انتفضت سريعا وسقطت من يدها الكوب لم تبالى بشئ لقد ضغط دون قصد على جرحا غائرا
تركت شظايا الكوب المتبعثره هنا وهناك ومرت من فوقها وهى تهدر بحده :
_ انا لازم امشى من هنا بسرعه
صعقه رده فعلها المبالغه وظل متصنما امام جنونها الذى لا معنى عنده الإ انها تستحقر عاجزه
ظل يحدق فى فراغها والدموع تقف على عتبة عينه إختنق وكأنها سحبت كل الاوكسجين معها
نفض رأسه بحزن ليلمح اثار دمائها مدمجه مع خطواتها المتجه نحو الغرفه توحى بأصابه بالغه
لم تشعر هى بها ’’’’’’’
_______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ____________
(فى منزل صبحى )
جالت عين “امانى ” فى المنزل وارتعب قلبها أن يكون ابنها وقع فى احد الفتيات اللعوب التى تنصب
فخ الحب للحصول على ماله وتتكرر معانانته وضعت يدها على قلبها ومالت الى “أنس ” تسأله متوجسه :
_ أنس انت متاكد من الى بنعمله دا ؟ راجع نفسك انت لسه خارج من علاقه ومش مركز فى قراراتك
ابتسم لها “أنس” مطمئنا وأكد بكل ثقه :
_ ما تقلقيش يا ماما “سجى ” القرار الصح الوحيد اللى هاخده فى حياتى
اذدرائت ريقها وهى لا تعرف كيف تطمئن نفسها مهما كان فهو ابنها الوحيد وان كانت
لا تريد الراحه له فلمن تريد ثوان وخرجت “سجى بصحبة غزل ” كانت تبدو كالملاك
لم ينقصها سوى الجنه لتكمل الصوره تعلقت عين ” أنس” بها بأنبهار
فكلما نظر اليها وقع فى حبها كأول مره دون مجهود هى أمــيره قــلـبه التى لا يمكن مقاومتها
مهما مرت عليه من نساء
لم تخفى زينتها اثار الاجهاد كامله لكنها اظهرتها بمظهر لائق
وبالعكس تماما أخفى حجابها الطويل بطنها المنتفخ بعض الشئ تفحصتها “أمانى ولين ”
بدقه ونتج عن هذا التفحص ألفه سريعه تمكنت من “لين ” فنهصت باتجاها سريعا فى سعادة
تحتضنها قائله :
_ انتى بقى سجى انتى قموره أوى
كان الشعور متوقف لدى “سجى” تماما لم تشعر بشئ تجاه أى شخص من الجالسين لم تبادل “لين ”
احتضانها ولم تجيبها حتى ابتعدت “لين ” فورا تفرسها بدهشه عندما لاحظت عدم تجاوبها معها
فأسرعت “غزل ” لتغطى على برودت أختها قائله بابتسامه مصطنعه :
_ انتى اللى قموره والله معلش ما تأخذيش “سجى ” هى مكسوفه بس
أصدرت “لين ” ايماء متقبل كى تخفى خذلانها من جفائها , ودفعت “غزل” اختها وهى تهتف بمرح :
_ يلا بقى يا سجى سلمى على الناس ما تكسفيش دا انتى غطيتى عليا يوم خطوبتى
تحركت “سجى “على مضض صوب “امانى ” لتمد يدها تجاها قائله :
_ اهلا ,,
لكن “امانى” كانت غير مرتاحه بالمره وسارعت بالبحث اكثر عن هذه العائله الغامضه :
التفت لغزل تسأل :
_ ليه انتى عملتى ايه يوم خطوبتك ؟
ابتسمت “غزل” وهى تمرر هذه الذكرى الجميله على مخيلتها وأجابتها :
_ وقعت الصنيه وانا داخله اقدمها
رسمت بذكرتها ابتسامه على وجه الحاضرين لم تستمر طويلا لسؤال “أمانى ” المخزى
والمخالف لكل التوقعات :
_ اومال خطيبك دا فين ؟
ظهرت الصدمه على وجه “غزل” وكذالك والدها حاولت ان تجيب بأى اجابه كاذبه لكن
عقلها شل تماما هنا تدخل والدها الصامت من مده قائلا :
_ اتجوزته وهو مسافر دلوقت
ارتكزت عين “امانى” على وجه “غزل” وسألت بشك :
_ اومال هى مالها زعلت لما جات سيرته؟
هتف “صبحى ” باقتضاب :
_ معلش اصلها زعلانه على بعده خلينا فى سجى فى دلوقت
تحمحم “أنس ” وهو يمسح فى الفراغ الذى جواره بالاريكه هادرا :
_ تعالى يا سجى اقعدى انتى واقفه عندك كدا ليه ؟
كانت مطره لصمت والتعامل بهدوء المضاد لجحيمها المستعر بين ضلوعها تحرت نحو اشارته
وجلست على بعد مناسب ليلقى “انس” اليها بايتسامه تبعها بـ :
_ مبروك
التف لوالدها وهتف بتحمس :
_ يا عمى انا جاى انا وعيلتى نطلب ايد بنتك ويشرفنى ان حضرتك تقبل
لم ينقطع وخز قلب “صبحى ” اثناء كلامه فهذا المسلسل الهزلى لا مجال للإختيار فيه
فقط مجبر على الموافقه تغير لونه وجه وهو يصب لعنات على ابنته لا تنهى من وضعه فى هذا المأزق
ظل صامتا وشعور بالخزى يتزايد تحول لون بشرته للازرق
فعاد “أنس ” يحسه على الكلام ويغطى على حالته المتشنجه هدر :
_ انا عارف يا عمى ان الوقت مش مناسب وان حضرتك كنت تتمنى والدة سجى تكون موجوده
الله يرحمها ويحسن لها لكن اكيد هتبقى مبسوطه ومرتاحه فى مكانها
انتبه “صبحى ” عاد الى رشده وحرك رأسه مستجيب :
_ رحمة الله عليها , وارتعش فاه وهو يجيبه غصبا ,,,,,انا موافق يا ابنى
تهلل وجه “انس ” لقد انتهى دور “صبحى” سريعا ليكمل هو من بعده برسميه :
_ انا مش عايز منكم اى حاجه غير” سجى ”
التف اليها ليلقى لها ابتسامه وكلمه ناعمه ( ودى كفايه عليا )
عاد مرة اخرى لصبحى يوضح :
_ وزى ما بيقوله خير البر عاجله الفرح ان شاء الله هيكون اخر الاسبوع دا
انا هجهز البيت اللى فى جنية الفيلا بتاعتنا ولو حابين تفضلوا تشفوه ,,,,,,
قاطعه صبحى قائلا :
_ لا مش ضرورى بنتنا هتبقى معاك على الحلوة والــُمــرة
شدد من كلمته الاخيره حتى تلاحظ “سجى ” انها لم يعد لها مكان بينهم بعد الآن
ابتسم “أنس ” رغما عنه وأردف :
_ ان شاء الله ما فيش ُمر تانى انت عارف التفاصيل العاديه بتاعة الفرح
بتاخد وقت طويل واحنا عايزين ننجز حاجات كتير فى وقت قصير فعشان
كدا بستسمحك لو ماما ولين ياخدو “سجى ” دلوقتى تنقى فستان الفرح وكل اللى تحتاجه
التفت اليه “والدته ” ويظهر فى عينيها الاعتراض :
_ يعنى انا ما شوفتش بصراحه جوازه بالسرعه دى ,يا ابنى طب اقعد معها شويه اتكلموا
رمقها “أنس ” محذرا من الاعتراض وتبع ذلك بـ:
_ انا عارفها كويس يا ماما ومقتنع جدا بيها
ابتلعت كلماتها ونهضت من مكانها وهى تهدر بضيق :
_ اللى تشوفه يا “أنس” احنا تحت فى العربيه هات عروستك وتعال
انتبهت “غزل ” لضيقها فنهضت معها تسال بارتباك :
_على فين انتوا حتى ما شربتوش حاجه ؟
اجابتها “امانى ” ساخره :
_ ما زى ما انتى شايفه كل حاجه بتحصل بسرعه بعدين نبقى نشرب يلا يا لين
نهضت “لين ” وهى تهتف بود :
_ ربنا يتمم بخير انا هستناكى تحت يا سجى
لحقت بوالدتها سريعا ليختلى المكان من الا من ” سجى وانس وغزل وصبحى ”
نهض صبحى هو الاخر فكان جلوسه فى هذا الكرسي امامه بمثابة قيد استوقفه “أنس” متسائلا :
_ على فين يا عمى ؟
اجابه “صبحى “بضيق :
_ عمك ليه ؟ مش اهلك مشيوا دورى خلص
بكلماته المقتضبه خزى “أنس” وأطعمه التراب فالموقف سئ للغايه فـ على من سيكذب لكنه كان من الواجب
استذانه مبخوسا :
_ حضرتك موافق “سجى ” تنزل معانا ؟
لم يلتف اليه “صبحى ” ولوح بيده فى ضيق :
_ اعمل اللى تعمله ,هو انت هتعمل ايه اكتر من اللى عملته
كان موقفا صعب على الجميع لكن الخطأ كان اصعب تركهم “صبحى” ودخل الى غرفته
بينما وقفت “غزل ” متحيره بينهم
اشار لها “انس ” وقد ظهر على صوته الاختناق :
_ لو سمحتى اجهزى عشان تنزلى معانا
………………………………………………..فى السياره بالاسفل ………………….
هدرت “لين ” :
_ انا عايزه اعرف انتى مضايقه ليه ؟ مش انتى عارفه من الاول انه هيتجوز على طول لازمته ايه اللى عملتيه
فوق ؟
امتعض وجه “امانى ” وهى تجيب ابنتها :
_ انا قلقانه عليه خايفه لتكون البنت دى بتلعب بيه وتسوء حالته
شهقت “لين ” بضيق وقد ازعجها تفكير والدتها الذى تطغى عليه العاطفه اكثر من العقل :
_ بنت مين اللى تلعب بيه هو انتى مش شايفه البنت عامله ازاى ؟ دى بنت غلبانه وباين
عليها متاثره من موت والدتها دى ما نطقتش كلمه لو اللى فى دماغك كان وقت ما “أنس ” قال
اللى تؤمر بيه ياعمى كانت تأمرت واتشرطت لكن البنت ما فتحتش بوقها خالص
نفخت “امانى ” بضجر وهى تجيب ابنتها بقلق :
_ اهو انا مش بخاف غير من الصنف الساهي دا بيـقـى تـحـته دواهـى
قاطعتها “لين ” :
_خلاص ياماما انتى هتعملى فيها حمى من دلوقتى ابنك لسه ما كتبش الكتاب اصبرى
وهتاخدى مساحتك
لكمتها والدتها على يدها وهى تصر اسنانه بحنق :
_ بلاش قلة ادب انا حمى يا بنت
سحبت “لين” يدها من اسفل يد والدتها وحكتها بتالم :
_ ااه عايزه تساعدى “انس” سبيه يعيش حياته على مزاجه مش مزاجك انتى
حاولت “امانى ” نفض شعورها السئ تجاه “سجى ” ولكنها فشلت زفرت انفاسها
وهى تخرج معها كلمات مقتضبه :
_ ربنا يستر من مزاجه
………………………فى الاعلى(شقه صبحى ) ………………..
جلس “انس ” بجوار “سجى ” مولى وجه اليها وكامل انتباه لم يخفى ابتسامته ونظراته التى تمتلئ بالسعاده
تابع حركاتها المتوتره وهى تضغط على اطراف اصابعها بأطراف اصابعها الاخرى لم يكن هناك
ما يقوله لكنها قطعت شوطت كبيرا وهى ترفع وجهها اليه وتهدر بكل حنق :
_ مبروك
لاحظ نبرتها الغاضبه ولكنه تجاهلها تماما وهتف :
_ مبروك عليا انتى يا سجى انتى احلى هـد يه فى حياتى
كانت تشعر بالبغض الشديد تجاه لذا سارعت بافساد فرحته هادره بنبره عدائيه :
_ دا انا أسوء كارثه حلت فى حياتك زى ما ندمتنى على اليوم اللى روحـتلك فيه هـندمك على اليوم
اللى رجعتلى فيه برجلك
لم يكترث لعدائها فهو يعرف انه سيتعب كى يحيى حبها فى قلبه وهو مستعد لاحتوائها وتحمل غضبها
لأقصى درجه زحف نحوها بهدوء وهو يهتف بلطف :
_ انا عمرى ما هندم ابدا انى جتلك برجليا عشان دى الحاجه الصح اللى عملتها فى حياتى
واوعى تفتكرى انى هتجوزك عشان اللى فى بطنك انا هتجوزك عشان بـحـبك ومش شايف غيرك
فى العالم واللى حصلى فى بعدك اثبتلى انك استثناء وعشان كدا انا هعملك فرح يليق بست الستات
واميرة الاميرات
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأنها استثناء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!