روايات

رواية الشيطان شاهين الفصل السادس 6 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين الفصل السادس 6 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين البارت السادس

رواية الشيطان شاهين الجزء السادس

الشيطان شاهين
الشيطان شاهين

رواية الشيطان شاهين الحلقة السادسة

الساعة السادسة صباحا تململت كاميليا في فراشها الصغير وهي تتثاءب بكسل…فالبارحة لم تأخذ كفايتها من النوم لتظل مستيقظة حتى ساعات الفجر الأولى و هي تفكر …
التفتت الي يمينها لتجد اختها نور تغط في نوم عميق تنهدت ثم قامت متجهة الى الحمام للقيام بروتينها اليومي…
وضعت القليل من الكريم الذي أعطته لها هبة مسبقا على وجهها و يديها ثم ارتدت تنورة سوداء فضفاضة و معها قميص وردي و حجاب باللونين الأخضر و الأزرق حتى يبدو شكلها غير متناسق و منفر
ثم تسللت على أطراف اصابعها خارج المنزل قبل أن تراها والدتها و تبدأ في الأسئلة .
وصلت إلى الشارع الرئيسي حيث كانت تقف هبة بملل تنتظرها…
تعثرت كاميليا في مشيتها مما جعل هبة تنفجر ضاحكة و هي تقول :”حاسبي لتوقعي و انت بنظارتك دي”.
فركت كاميليا جانب انفها و هي تنظر لصديقتها شزرا قبل تجيبها :”صباح الخير و يلا بسرعة عشان مش عاوزة اتأخر من اول يوم كفاية التوتر اللي انا فيه”
هبة بضحك و هي تلحقها :”صباح النور…يا بنتي امشي على مهلك دي لسه الساعة سبعة “.
التفتت لها كاميليا ثم جذبتها من ذراعه تحثها على الإسراع قائلة بسخرية :” طبعا ماهي المرسيدس الكحلي الراكنة على جنب الشارع دي هي اللي حتوصلنا… يا بنتي ثريا هانم متأكده عليا اني ثمانية و نص لازم اكون جوا الفيلا يعني ساعة و نص شحططة في المواصلات و يدوب نوصل هناك في الوقت”.
هبة :”عندك حق المكان بعيد بس انت لو كملتي شغل شهر كامل هناك حيبقوا يبعثولك عربية مخصوص تجيبك زي خالتي “.
كاميليا باستغراب و هي تشير الى التاكسي :” انت بتتكلمي بجد.. دا ايه الدلع داه كله…اوووف مفيش تاكسي راضية توقف في المكان داه”.
هبة :” هو انت حتفضلي كل يوم تركبي تاكس على الحال حتفلسي و مرتبك كله حيروح مواصلات “.
كاميليا بارتياح عندما توقفت احد عربات الأجرى بجانبها :” الحمد لله… يلا تعالي نركب بلاش رغي انت حتوصليني الفيلا و بعدين تروحي الجامعة تحضري المحاضرات كلها عشان انقلها منك بعدين.. “.
هبة و هي تركب بجانبها :” ماشي بس اعملي حسابك دي آخر مرة اروح فيها معاكي…مش عاوزة اطب في احد الكائنات الغريبة اللي هناك… “.
كاميليا بتوتر :”حرام عليكي انا مش ناقصة خوف و مش عارفة ايه اللي مستنيني هناك مش كفاية وافقتك على الفكرة المجنونة دي… “.
ظلت الفتاتان تتحدثان طوال الطريق… فتارة تتراجع كاميليا و تقرر عدم الذهاب و تارة أخرى ترضخ لتشجيعات هبة…الى ان وصلتا أمام الفيلا..
ترجلت كاميليا من التاكسي متشبثة في هبة رافضة تركها لتصيح هبة بضجر:” مش قلتيلي من شوية اوصلك و اروح الجامعة.. في ايه مالك يا كاميليا.
كاميليا بخوف :” انت لسه بتسالي مالي… انا كل اما بدخل الكومباوند دا و جسمي بيبقى يترعش لوحده… انت مش شايفة كمية البادي قادرز اللي هنا و الاسلحة اللي عندهم يا نهار اسود…انا مش قادرة ادخل الفيلا لوحدي يا بيبة وصليني عند خالتك و بعدها روحي”.
هبة بضجر و هي تقترب من احد الحرس المرابطين أمام الفيلا :” طول عمرك جبانة… يلا ورايا بس اعملي حسابك دي آخر مرة… “.
دفعتها كاميليا أمامها ثم تبعتها بخطوات متعثرة لتعرف هبة على نفسها قبل أن يسمح لهما الحارس بالدخول دون التفطن الى ان هناك زوج من الأعين تراقبهما بصمت…
خديجة بابتسامة كبيرة عندما رأت الفتاتين :”اتفضلوا يا بنات جوا … انا حقول لفتحية توصل كاميليا عند الهانم و انت تعالي معايا يا هبة…
اومأت كاميليا بايجاب و هي تتبع الخادمة التي اخذتها الى الصالون حيث تنتظرها السيدة ثريا..
اما هبة فقد بقيت تتحدث قليلا في المطبخ مع خالتها.
هبة :” ايه رأيك في اللوك الجديد يا خالتو.. متغيرة صح”.؟
خديجة :”ايوا مية و ثمانين درجة دا انا نفسي مكنتش حعرفها لو منكتيش انت معاها.. بس لو كنتي خليتيها تلبس لانسز اسود بدل عينيها الزرقاء دي”.
هبة:”المرة الجاية بقى و بعدين هي عينيها مش باينة اوي تحت النظارة “.
خديجة :” المهم ربنا يستر و شاهين بيه ميعرفش حاجة المهم يلا انت دلوقتي روحي على جامعتك و انا لو عزتك حبقى اكلمك… اه و متنسيش تسلميلي على نجوي و قوليلها حبقي ازوركم قريب”.
قبلتها هبة بحرارة و هي تقول :” حاضر يا خالتو حقلها.. يلا حمشي انا دلوقتي و مش حوصيكي خلي بالك من كاميليا..
طمئنتها خديجة بأنها سوف تعتني بصديقتها ثم اوصلتها الى باب الفيلا..و عادت لاتمام عملها…
سارت هبة ببطئ في حديقة الفيلا و هي تمتع انظارها بجمال المشاهد الطبيعية الممتدة امامها للنباتات و الورود النادرة و التي تراها لأول مرة في حياتها.. اخذت نفسا عميقا وهي تستنشق الهواء النقي المحمل بعبير و شذى الزهور…
انتفضت فجأة و هي تسمع صوت أحدهم يأمرها بالتوقف :”انت مين و بتعملي إيه هنا؟؟”.
ارتعشت هبة بخوف ثم استدارت بجسدها ببطئ و هي تطمئن نفسها بأنه قد يكون احد الحرس…لتقول بتلعثم دوم ان تنظر له :”انا هبة… قريبة الست خديجة اللي بتشتغل هنا…”.
:”طيب و بتعملي إيه هنا في الجنينة مش المفروض تروحي تشوفي شغلك”.
هبة بتوتر:”لا انا مش بشتغل هنا… انا كنت بزورها و مروحة عن اذنك”.
سارت هبة بخطوات راكضة باتجاه البوابة… لتتفاجئ بأحدهم يجذبها بقوة من ذراعها…و قبل أن تشرع في الصراخ كمم المجهول فمها بعد أن أحاط جسدها من الخلف ليزيد من رعبها و تشنج جسدها بين ذراعيه القويتين ظلت تتلوي و تدفعه دون جدوى حتى ظنت هبة للحظات انها تصارع حائطا او جبلا…
اتسعت عيناها بقوة و هي تسمع ضحكاته المتسلية بجانب اذنهاو يديه تستشعر دقات قلبها المتسارعة كأرنب مذعور وقع بين براثن أسد جائع….
انهمرت دموعها بصوت و عقلها الصغير يصور لها عدة سيناريوهات مرعبة…
قد يكون المدعو شاهين صاحب الفيلا او احد أصدقائه الشياطين الذين لا طالما سمعت خالتها خديجة تتحدث عنهم… او احد الحرس.. لا تعلم من بالضبط كل ماتعرفه انها على وشك الوقوع مغمى عليها بين يدي رجل مجهول و قد ينتهي بها الأمر مرمية في احد المستشفيات او الخرابات بعد الانتهاء منها….
تحفزت جميع حواسه و هي تستمع لصوته الهامس الذي تشوبه نبرة متلاعبة :”لسه مجنونة زي ما انت يا بيبة… متغيرتيش”…
في الداخل وجدت كاميليا نفسها في غرفة كبيرة يغلب عليها طابع طفولي باللونين الأزرق و الأخضر و قد زينت صور شخصيات كرتونية الجدران و الأرضية التي امتلأت بعدة انواع مختلف من الألعاب…
تحتوي على خزانة كبيرة و سرير صغير علي شكل سيارة زرقاء.. ابتسمت بانبهار عندما اصطدمت بعينين رماديتين تنظران إليها بتعجب…
شهقت كاميليا باعجاب من جمال هذا الطفل الواقف أمامها…متمتمة بهمس:”مشاء الله…يجنن زي اللعبة”.
ظل فادي ينظر إلى كاميليا بتعجب و كأنها من كوكب آخر بملابسها الغريبة و نظاراتها الكبيرة التي تغطي اغلب وجهها… اقترب منها و امسك طرف تنورتها الطويلة ليجذبها بلطف و كأنه ينبهها الى وجوده…
لتنحني كاميليا و تجلس على الأرض على ركبتيها حتى اصبحت طوله، مدت يدها اليسرى لتصافحه و هي ترسم ابتسامة عريضة على شفتيها قائلة بمرح:”انا إسمي كاميليا بس تقدر تقلي كامي و انا المربية الجديدة بتاعتك”.
مد فادي كفه الصغير ليصافحها بلطافة و هو يقول بصوته الطفولي :”تيتة قالتلي اناديلك miss kamilia”.
ابتسمت كاميليا و هي تمسك نفسها على القفز عليه و اكله من شدة جماله و لطافته…لتجيبه :”ماشي احنا نسمع كلام تيتة و ننفذ كل اللي بتقوله… يلا بقى يا استاذ فادي قلي انت في العادة بتعمل إيه كل يوم الصبح”.
جلس فادي على سريره الصغير ثم جذب جهاز الايباد الخاص به ليرفعه أمامه قائلا ببراءة:” بلعب…”
رمشت كاميليا بتعجب قبل أن تأنب نفسها قائلة بهمس :” امال فاكراه كريم اخوكي حينزل يلعب استغماية و كرة في الشارع.. يا ابن المحظوظة عمرك اربع سنين و عندك ايباد ثمنه يسددلي مصاريف جامعتي سنة بحالها امال لما تكبر ابوك حيشتريلك ايه… طيارة”
افاقت على صوت الصغير و هو مندمج في شرح احد لعب الرسم الموجودة على جهازه باللغة الإنجليزية.. لتقف كاميليا من مكانها و تجلس بجانبه محاولة استيعاب مايتكلم عنه…
في الخارج
رفعت هبة رأسها رويدا بعد تحررها من قبضة هذا المجنون المحتل….
لتجد رجلا طويلا ضخم ينظر لها و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة غامضة…انشغلت بترتيب ملابسها و شعرها و هي تفكر من يكون هذا المجنون و كيف عرف اسمها…
تعالت ضحكات الرجل و هو يشاهد ارتباكهها الظاهر و حركة يديها العشوائية لتكز هبة على أسنانها بغضب و هي تقاوم رغبتها في الانقضاض عليه و اشباعه ضربا على مافعله بها…
همست من بين أنفاسها المتلاحقة و هي توجه له نظرات كارهة :”انت تعرفني منين…”.
تقدم بخطواته تجاهها لتتراجع هي بذعر قبل أن يقفز بخفة أمامها و يمسكها برفق من ذراعها و هي يهتف باسف :”مبدئيا انا آسف علشان خوفتك مني…اهدي يا هبة انا مش حأذيكي انا اعرفك كويس و انت كمان بتعرفيني بس الظاهر انك نسيتيني…”.
عقدت جبينها بتساؤل و دهشة من كلامه و صوته المألوف لها قبل أن تجيبه محاولة التماسك أمامه :”لا مش عارفاك و مش عاوزة اعرفك سيب ذراعي…”.
لم تصدق لوهلة نظراته المتلهفة عليها و هو يقطع كلامها :” انا عمر الشناوى يا هبة ابن الدكتور خيري اللي كان فاتح عيادة زمان في حارتكم… افتكرتيني”.
كتمت هبة شهقتها بيدها الاخرى بينما عيناها كانتا تحدقان فيه ببلاهة و هي تعيد اسمه بهمس غير مصدقة :” مش معقول عمر…. ايوا صح عمر ابن الدكتور انا ازاي معرفتش….”.
ابتسم عمر قائلا بمرح :” اتغيرت صح.. “.
هبة و هي تجذب يدها :” ايوا اتغيرت جدا…دول سبع سنين اكيد حيغيروك…”.
عمر و هو يرمقها بنظرات فاحصة:”بس انت متغيرتيش لسه زي ما انت انا اول ماشفتك عرفتك على طول…حتى شعرك لسه قصير زي ماهو “.
هبة بتوتر و هي تمرر يديها على شعرها القصير :” ايوا…لسه قصير زي زمان…مقلتليش انت بتعمل إيه في قصر الأشباح داه ..
قهقه عمر بقوة و هو يهز رأسه بعدم تصديق قائلا :” دا انت مصيبة يا بنتي انا بقالي سنين بدور على الكلمة المناسبة اللي تليق على المكان داه و مش لاقي فهلا هو شبه قصر الاشباح… المهم انا ياستي
ابن خالة صاحب الفيلا دي و شريكه كمان و انا جيت هنا علشان محتاج شوية ملفات سرية للشغل و انت بتعملي إيه هنا؟؟
هبة :”ما انا قلتلك خالتي بتشتغل هنا فجيت ازورها..”.
عمر بتفكير :”بس انا مشفتكيش هنا قبل كده و كمان الست خديجة بقالها سنين شغالة هنا.. طيب ليه مجيتيش قبل كده هنا؟”.
هبة بتوتر :”ابدا.. اصلي مشغولة في الدراسة…
عمر :” بتدرسي؟؟ انا كنت فاكر انك سيبني المدرسة من زمان علشان مكنتيش بتحبي الدراسة و كنتي بتسقطي زمان في ثانوي”.
شهقت هبة بضيق من وقاحته لتهتف بحنق :”انا سقطت سنة واحدة عشان كانت عندي ظروف و بعلمك بقى انا بقيت في رابعة هندسة و كل سنة بنجح بتقدير كمان”.
عمر بابتسامة و هو يلاحظ انزعاجها :” طب كويس… لو رايحة الجامعة تعالي اوصلك قبل ما اروح الشركة “.
هبة برفض و هي تستدير باتجاه البوابة :”لا طبعا انا خاخذ تاكسي يلا عن إذنك و فرصة سعيدة ”
جذبها عمر من يدها مشددا قبضته حتى يمنع افلاتها و جرها وراءه باتجاه سيارته قائلا بمرح:” طب اعتبريني تاكسي و خليني اوصلك و بالمرة نتكلم شوية على السبع سنين اللي عدوا بسرعة دول “.
هبة باصرار:”انت بتعمل ايه انا مستحيل اركب معاك… ايه داه ؟؟؟
فتح عمر باب السيارة و دفع هبة برفق الى الداخل ثم أغلق الباب بمفتاحه الإلكتروني حتى يمنع خروجها ثم استار الى الجهة الاخرى و استقل مقعد السائق الى جانبها… نظر الى هبة التي كانت تحاول فتح باب السيارة بكل قوتها و هي تضغط على عده ازرار بعشوائية ليتفجر عمر من الضحك عليها قائلا :”يا بنتي اهدي مالك حتبوزي العربية….
هبة بضيق:” يا سلام ما تنفجر حتى… بقلك ايه نزلني هنا لو سمحت ”
عمر بضحك :” طب بذمتك معقولة انزل بنت زي القمر زيك كده في وسط الشارع… دي حتى عيبة في حقي”.
هبة بتوتر:” لو سمحت.. يا استاذ عمر انا مش هبة بتاعة زمان لما كنا صغيرين ميصحش الكلام داه”
عمر بخبث :”يعني لسه فاكره كنت بقولك ايه زمان… طب الحمد لله وفرتي عليا يا بيبة”.
تمسكت هبة بحقيبتها كدلالة على توترها و هي تقول بخفوت :” على فكرة اللي كنت بتعمله زمان داه كان اسمه…. تحرش و انا وقتها كنت صغيرة و قاصر كان عمري ستاشر سنة و انت وقتها كنت كبير و دلوقتي انت خليتني اركب العربية غصب عني انت عاوز مني ايه انا ماصدقت كابوس زمان انتهى و فرحت جدا لما والدك قفل العيادة علشان انت بطلت تيجي هناك….
عمر بنرفزة:”تحرش ايه يا مجنونة.. انا كنت بحبك على فكرة بس انت الغبية كل ما بتشوفيني بتبقي بتترعشي و كانك شفتي عفريت..
هبة بغضب :” حب و كلام فارغ ايه؟؟ انت فاكرني هبلة حصدق حدوثة الأمير اللي وقع في حب بنت فقيرة و تجوزها…
عمر :”ايوا كان لازم تصدقي…صح انت كنتي وقتها صغيرة و انا كنت طايش معرفتش اخليكي تقتنعي اني حبي ليكي كان صادق و لا كنت بضحك عليكي و بتسلى زي ما كنتي فاكرة…على فكرة انا كنت مسافر لندن كملت دكتوراه في إدارة الأعمال و مسكت فرع شركتنا هناك بس رجعت من شهور قليلة و كنت حرجع ادور عليكي بس مكنتش اتوقع الاقيكي قدامي بالسهولة دي “.
هبة بخوف مخفي:” و تدور عليا ليه.. انت عاوز مني ايه مش معقول حترجع تتنططلي في كل حتة زي زمان؟؟
عمر بمكر:”مش كده و بس دا انا حخليكي تشوفيني في كل حتة انت بتروحيها في الجامعة، في الحارة في الشارع… حنرجع ايام زمان يا بيبة..
هبة بعصبية :” بقلك ايه بلاش كلام فارغ و نزلني هنا انت باين عليك فاضي و انا مش فايقالك…
؟
عمر برفض و هو يواصل قيادة السيارة :”مش حنزلك الا لما نوصل قدام الجامعة…و كفاية عناد بقى انت كبرتي دلوقتي على حركات العيال دي “.
هبة :” انا عيلة… طب لما انا كده بتتعامل معايا ليه اساسا يا سي الكبير…
عمر و هو يرمقها بنظرات غامضة :” بكرة تعرفي…و دلوقتي هاتي رقم تليفونك بقى علشان اكلمك و قبل ما ترفضي فكري كويس لأحسن تلاقيني المساء قدام بيتكم في الحارة….
……………………..
بعد ساعة وصل عمر الى الشركة و على وجهه ابتسامة عريضة لم تفارقه منذ أن ودع هبة أمام جامعتها…تلك المشاغبة الصغيرة منذ أن وجدها صباحا أمامه في الحديقة و هو يشعر بسعادة غريبة تغزو قلبه…
دخل الى مكتب شاهين ليعطيه الملفات التي جلبها له من مكتب الفيلا ليجد الاخر يعمل بتركيز على حاسوبه
جلس عمر مقابلا له ثم وضع الأوراق أمامه قائلا :”دول الملفات اللي انت طلبتهم…انا سبت نسخة منهم في الخزنة اللي هناك”.
شاهين :”طيب و ايه أخبار الفيلا.. ازاي فادي و ماما ثريا…
عمر :” كويسين و المربية الجديدة جات النهاردة و بدأت شغل “.
استند شاهين بجسده على كرسيه الجلدي نافثا دخان سيجاره الكوبي الفاخر امامه و هو يقول ببطئ :”مربية جديدة…. حلوة؟”.
زفر عمر بضيق من طباع صديقه الذي لا تتغير قبل أن يجيبه :”معتقدش انها حتعجبك دي محجبة و لابسة نظارة تقريبا وشها مش باين “.
شاهين بوقاحة:”محجبة… انا مجربتش النوع داه قبل كده الظاهر انه جا الوقت المناسب “.
عمر بلامبالاة:”اعمل اللي انت عاوزه بس دي محجبة يعني مش حتقبل…..
شاهين باستهزاء :” قدام الفلوس مفيش حد بيقول لا…عموما اكيد ليها سكة دا لو عجبتني طبعا..
عمر بضيق :”طيب في سهرة الليلة و الا نلغي..
ضحك شاهين استمتاع قبل أن يردف بوقاحة :”لا نبغى ايه داه حتى المزاج عالي بس بقلك ايه عاوز واحدة نظيفة و عارفة شغلها كويس مش زي بتاعة المرة اللي فاتت مكملتش خمس دقايق..
نظر له باشمئزاز قبل أن يجيبه :”داه ايه القرف داه… اي أوامر ثانية..
شاهين بنفي:”تؤ… كلملي ايهم عاوزه يجيني ظروري دلوقتي
…………………………….
مر اليوم بسلام و تأقلمت كاميليا بسهولة في عملها حيث وجدت ان فادي طفل هادئ و مطيع بدرجة كبيرة كما أن استأنست بوجود خديجة التي اهتمت بها جيدا و علمتها كيف تتعامل مع الجميع في الفيلا…
انا هبة فقد امضت بقية اليوم و هي شاردة و كأنها في عالم آخر فصورة عمر لم تفارقها خيالها.. حتى انها اضطرت لمغادرة الجامعة باكرا قبل إنهاء جميع محاضرتها…
ليلا…..
يجلس ايهم في صالون شقته و هيئته المبعثرة تدل على أنه قد خرج للتو من معركة حامية بقميصه المفتوح و خصلات شعره المبعثرة بعشوائية…..
نظر بغضب الى أثاث الشقة التي تحول في دقائق إلى ركام من الخردة جراء نوبة الجنون الذي تمكنت منه منذ رجوعه من مكتب شاهين…
مسح على وجهه عدة مرات بحركة عصبية و هو يتذكر وقوفه امام شاهين منذ ساعات و هو يأنبه كطفل لك يقم بواجبه المدرسي ….
شاهين:”انت عارف اني انا مليش أصحاب و لا ناس اثق فيهم غيرة انت و عمر علشان كده مش عاوزك تزعل مني لما انصحك او انبهك لحاجة انت قاعد بتغلط فيها….انت ازاي تجيب خطيبتك لسهرة امبارح مش قالك الف مرة متجيبهاش انت ايه عاوز تغلط نفسي غلطتي…………………………..
………………….. و على فكرة هي اذكي منك بمراحل علشان من قعدة واحدة اكتشفت حقيقة كل واحد من الموجودين انت ازاي منتبهتش على نظرات فريد اللي كان حياكلها بعينيه…..انت عاوز خطيبتك تبقى زي ميرهان و البنات اللي بنجيبهم للفيلا عندنا.. انت عارف احنا جايبينهم ليه… علشان نتسلى بيهم….. عاوزنا نتسلى ببنت عمك و اللي حتبقى مراتك…. طيب على الأقل سيبها الأول متبقاش انت في النص….بقيت زي الرجالة اللي بتعرض نسوانها على رجالة ثانية مقابل صفقة او شغل……
انا عارف انك مستهتر و زي ما بيقولوا open-minded بس مكنتش فاكرك للدرجة دي
…….
صرخ ايهم بشراسة و هو يحرك رأسه يمينا و يسارا يحاول انتزاع كلمات شاهين من رأسه…هل كان غبيا و أعمى لهذه الدرجة، هل كان يظن ان بقية الرجال مثله لن ينظروا الى امرأة صديقهم كما يفعل هو… هل كان يظن انه قادر على حماية خطيبته من نظراتهم الخبيثة عندما تكون معه و منعهم من النظر إليها…. لقد كانت ترتدي ملابس محتشمة فماذا لو ارتدت ذلك الفستان الذي احضره لها….
ذلك الحقير فريد يقسم انه سيلقنه درسا لن ينساه بعد أن تجرأ على النظر الى شيئ يخصه…
الى ليليانه.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!