روايات

رواية خطى الحب الفصل العاشر 10 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل العاشر 10 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء العاشر

رواية خطى الحب البارت العاشر

رواية خطى الحب الحلقة العاشرة

يجلسان الي جوار بعضهما البعض علي تلك الاريكة بـ ردهة شقة ريحان لم يتحرك اي منهما و لم يتحدثا منذ ان غادر معاذ غاضباً كلاً منهما شارداً في حاله يسند عزالدين ذراعيه علي فخذه يحاوط رأسه بـ كلتا كفيه يفكر بـ تروي بما حدث منذ قليل و اعلانه الزواج من ريحان امام شقيقه كـ عناد بعد ان قرر ان يعيش حياته معها بـ هدوء كما كان ينوي قبل ذلك اللقاء سيبدو الامر انه قد كان يجاري حديثها في اغاظة أخيه و ابعاده عن طريقها و تدمرت خطته في مجري حياتهما معاً تماماً ، اما هي فقد كانت شاردة أيضاً تتساقط الدموع منها دون ارادة لا تبكي علي ذلك الحقير ابداً و لن تفعل بعد وقاحته تلك و هي تراه امامها يطلب منها ان تكون عيشقته و لن يطلق زوجته ! لا تعلم كيف اتته الجراءة حتي ينطق و يخبرها بـ هذا الامر و من شدة غيظها منه و شعورها انها تريد قتله اخبرته كذباً انها بدأت حديثاً تعيش قصة حب مع عزالدين و سوف يتزوجان قريباً و لم تكن تعلم ان عزالدين سيوافقها و يحدد موعد لاخيه أيضاً خرجت شهقة عالية منها و هي تفكر في طريقة للاعتذار من عزالدين علي هذا الموقف التي وضعته به امام اخيه و لكنها قد ورطت نفسها في أمر لن يفوت معاذ ابداً حينها انتبه اليها عزالدين الشارد التفت اليها ينظر الي وجهه الممتعض بـ بكاء و زفر بـ قوة يعتدل بـ جسده لـ يكون مقابلاً لها ربت علي كتفها بـ هدوء يحاول التخفيف عنها يردف بـ حنو :
_ ممكن تهدي مش هيقدر يقرب من هنا تاني
اجهشت بـ البكاء بـ قوة و هي تشعر بـ الضيق من نفسها ساءت علاقة اخوين بسببها و نشأت عداوة بينهما رفعت عينها الدامعة اليه و هي تتشدق بـ ارتجاف :
_ انا اسفة اني ورطتك في حاجة زي دي بس اضايقت منه اوي و هو جاي يقولي نرجع زي ما كنا بس مش هقدر أطلق مراتي ، انا بجد اسفة مش عارفة ازاي فكرت اني اقوله كدا
تنهدت بـ ضيق و هو يجدها تنهار من شدة البكاء وجهها اصبح يشع احمرار جسدها ينتفض بـ قوة و وجدها تهتف من جديد بـ صوت متحشرج :
_ لو كان جهاد مش بعتبره اخويا و هو عارف بكدا كنت قولتله جهاد بس مجاش في بالي غيرك و الله
حمد الله داخله كثيراً انه قد اتي ببالها تلك اللحظة و الا كان قد جن فعلياً وقتها زفر بـ ارتياح و هو يمسك بـ يدها المرتعشة الباردة و تحدث بـ رفق :
_ انا عايزك تهدي لو مكنتيش قولتي كدا انا كنت هقول
رفعت وجهها اليه و هي ترفع خصلات شعرها الي الخلف و صمتت بـ تعجب من جملته لما كان سيفعل هو بـ نفسه ذلك بـ الطبع يحاول ان يجعلها تهدئ لن ينشأ عداوتهما بـ يده نفت بـ رأسها تتحدث بما جال بـ خاطرها :
_ لا انت بتقولي كدا بس عشان اهدي اكيد مكنتش هتعادي اخوك عشاني ، انا غريبة و هو اخوك
تنهد بـ قوة و هو يجيبها بـ صدق متأملاً عينها الزجاجية من شدة الدموع :
_ هتصدقيني لو قولتلك اني كنت نازلك مخصوص عشان الموضوع دا
نظرت اليه بـ تعجب و تحدثت متسائلة :
_ موضوع اية ؟
حمحم عزالدين و هو ينظر الي يده التي تشبثت ببعض البعض بـ ارتباك يهتف بـ تريث :
_ انا عارف ان الوقت دلوقتي مبقاش مناسب اقولك و عارف ان ممكن متصدقيش بس انا عايز اتجوزك بجد يا ريحان
اتسعت عينها بـ صدمة و هي تنظر الي ملامح وجهه الجادة و بعض التوتر الذي يظهر علي انفعالاته لـ تهب واقفة مبتعدة عنه تنظر اليه بـ توجس حين نظر اليها بـ حنو لعلها اخطأت السمع و سيعيد جملته الصحيح من جديد و لكن تجمد جسدها حين نطق هو من جديد بـ هدوء اجاد إتقانه رغم قلبه الذي يدق بـ قوة بين جنبات قلبه و حبات العرق التي ظهرت علي جبهته من شدة توتر هذه اللحظة :
_ انا بحبك يا ريحان
اتسعت عينها و سقط فكها بـ عدم تصديق لما تسمع الآن تتوقع ان يكون هذا مجرد حُلم و ينتهي مدت يدها بـ ارتجاف و ضغطت بـ سبابتها و ابهامها علي لحم ذراعها بـ قوة لـ تصرخ بـ ألم و نظر اليه بـ أعين زائغة من شدة ذهولها من جملته تلك و همست بـ صوت خفيض :
_ انت قولت بتحبني ، امتي ؟
سألت في نهاية جملتها حينها وقف هو امامها ينظر اليها بـ هدوء لا يعلم هل عليه اكمال حديثه و اخراج ما بداخله كله دفعة واحدة ام يتريث قليلاً و يكفي انه تقدم تلك الخطوة منها لـ يزفر بـ عمق و تحدث قائلاً بـ لطف :
_ مش مهم امتي كدا كدا هتعرفي بعدين المهم دلوقتي تسمعيني
دقات قلبها غير منتظمة و انفجرت الحُمرة بـ وجنتيها و شعورها بـ الارتباك ظهر بـ برودة اوصالها ليس سهلاً ان تستمع الي اعترافه بـ الحب الغير متوقع بالنسبة لها بـ المرة و لا تعلم كيف ستتقبل هذه الفكرة بـ الاصل ، اشار الي الاريكة يحثها علي الجلوس و اطاعت هي و جلست بـ توتر محلها ثم جلس الي جوارها يتنفس بـ هدوء و قد اتت له فرصة من ذهب حتي يتقرب اليها اكثر تنحنح هو بـ خشونة و تشدق بـ جدية :
_ احنا هنكتب كتابنا بجد و نعتبرها فترة خطوبة متكلفة شوية و هتكون انتي هنا و انا في شقتي لحد ما نحدد الفرح عادي
ما ان انهي حديثه حتي نفت بـ رأسه و اجابته بـ اعتراض قائلة :
_ مش هينفع طبعاً انا شكلي دبستك فعلاً
ما كادت ان تقف عن محلها حتي امسك هو بـ يدها حتي لا تتحرك و تحدث بـ تعقل و قد ظهرت الجدية علي معالم وجهه الجامدة :
_ اهدي كدا و اسمعيني يا ستي لو يوم قولتي مش مرتاحة هننفصل فوراً قولتلك خطوبة
نفت من جديد و هي تسحب يدها من يده لـ يتنهد هو مرراً يده بـ خصلات شعره و هو ينظر الي وجهها الظاهر عليه الضيق الشديد و انتظر دقيقتين و لم تتحدث أيضاً لـ يخبرها بـ هدوء حذر :
_ طيب انا هسيبك تفكري كويس قبل ما تقولي رأيك النهائي و صدقيني مش هتندمي لحظة
ظلت في صامتها حتي وقف هو يغادر الشقة بـ اكملها و هو يشعر بـ الضيق يود لو يمسك بـ ذراعيها يهزها بـ قوة بين يديه و يصرخ بها انه لن يتنازل عنها أبداً و يرغمها علي الموافقة بـ الزواج منه صك علي اسنانه يسيطر علي انفعالاته و ما ان فتح باب الشقة و خرج منها حتي التفت اليها يهتف من جديد بـ نبرة غامضة :
_ اتمني تفكري كويس لاني مش مستعد اسيبك تاني
***********************************
_ بقولك اخد الموضوع جد يا جهاد حبني امتي المجنون دا اصلاً !
هتفت بـ تلك الجملة ريحان متحدثة بـ غضب عبر الهاتف فـ هي تشعر بـ الاضطراب منذ ان غادر عزالدين و لم تجد ملجأ لها غير صديقها المفضل “جهاد” خازن اسرارها و قصت عليه كل ما حدث معها و تعجبت حين اراد أيضاً منها التفكير في الامر ، استمع جهاد الي تأففها لـ يتحدث بـ هدوء :
_ يا ريحان بلاش العصبية دي كلها عريس زي اي عريس يا توافقي يا ترفضي
عقدت ريحان ما بين حاجبيها بـ استياء و صاحت تهتف بـ جهاد تشرح له ما يدور بـ عقلها :
_ عريس اية الوضع طبعاً مختلف دا اخو معاذ انا دماغي هتنفجر من ساعة ما قالي و بعدين هنكتب الكتاب علي طول يعني لو انفصلت عنه هبقي مطلقة
تأففت تنفي من رأسها هذا التفكير في الارتباط به قائلة بـ ضيق :
_ اصلاً مش هينفع افكر فيه رجالة العالم كلها كوم و عزالدين كوم تاني خالص انا كنت بحب اخوه
اصدر جهاد زفرة حانقة علي حديثها الذي أزعجه تلك الحمقاء تترك من يعاملها بـ لطف و يساندها دائماً و الذي اعترف بحبه لها أيضاً و تحتفظ داخل عقلها بـ هذا الحقير الذي خدعها و تزوج من اخري و جعلها خادمة لديه لـ يهتف مجيباً اياها بـ غيظ :
_ تحبيه اية يا ريحان لو انتي بتحبيه مش هتتأثري بيه لما تشوفيه جايلك هتعيطي عشان صعبان عليكي نفسك انك كنتي مرتبطة بواحدة زيه خدع مراته و خدعك و لا هتعيطي عشان نفسك يكون ليكي ، انتي نفسك يومها قولتيلي انك مضايقة علي نفسك من عشان هو طلع خاين و حقير ابعتلك الشات بتاعنا يفكرك انتي قولتي اية
اغمضت ريحان عينها بـ حزن و هي تردف بـ غضب من نفسها انها قدمت كل ما لديها من مشاعر لـ ذلك البغيض التي لا تعلم كيف تولد كرهها له بين ليلة و ضحاها :
_ بس هو خد مني ايام حلوة و ذكريات جميلة يا جهاد ، خد مني اهتمام و كلام حلو يهون عليه يومه
صاح جهاد هادراً بها بـ غضب و قد تملك الضيق به من تفكيرها الاحمق :
_ في المقابل اية هو قدملك اية ؟ دا حتي لما حب يعمل معاكي معروف وداكي بيتهم علي انك خدامة انتي مش فضلتي تقوليلي علي كل حاجة وحشة عملها معاكي عمل اية معاكي حلو !
بكت عيناها رغماً عنها فاضت الدموع منهما و هي ترتمي جالسة علي الفراش تتنهد بـ ثقل و هي تعلم صدق حديثه جيداً و بـ التأكيد ان افعاله تلك من ولدت لديها بغضه سريعاً لـ يستمع اليها جهاد تهتف بـ حزن :
_ مش يمكن يطلع زي اخوه يا جهاد انا بجد معدتش قادرة ادي لحد الثقة
تنهد جهاد و قد شعر بـ حزن صديقته الدفين لكنه اجابها بـ جدية يخرج تلك الخرافات من عقلها :
_ صوابعك مش زي بعضها يا ريحان مش هتفضلي سينجل علي طول عشان واحد متخلف ، و كدا كدا اصلاً لازم تكتبه الكتاب عشان حضرتك اللي وقعتي نفسك في الكدبة دي و اعتبرها زي ما قال خطوبة و شوفي نفسك لو مش عايزاه مفيش جواز بالاجبار و صدقيني هكون جنبك في اي حاجة بس عايزك تفكري بعقل شوية
هو بـ الطبع يعلم ان لا الزام من عقد القران هذا و لكنه يشعر ان عزالدين بـ الفعل يحب صديقته هو حمل مسئوليتها في اكثر اوقاتها ضعفاً و وقف الي جوارها بـ الأفعال و ليست مجرد كلمات كانت تسمعها من معاذ حتي يسرق قلبها البتول و انجرفت وراء تلك الكلمات الواهية رغم تحذيراته الدائمة لها علي اي حال الآن هو يري ان عزالدين مناسب لها و يجب ان يدفعها دفعاً لان تخاوض تلك التجربة و قد شعر بـ التفاؤل بها ، وجدها صامتة و كأنها تفكر في حديثه لـ يكمل حديثه بـ اخر كلماته قبل ان يغلق هذا الموضوع سامحاً لها ان تأخذ قرارها بـ تمهل :
_ الراجل يظهر حبه بالافعال مش بشوية كلام يا ريحان القرار في ايدك انتي و انا هسيبك تفكري براحتك
اغلق معها المكالمة علي أمل ان توافق و تفكر في حديثه جيداً و هو يعلم مدي تأثيره علي صديقته العزيزة ، تأففت و هي تدفن وجهها بين كفي يده تتمتم بـ عدة كلمات غير مفهومة و هي تشعر بـ الغل اتجاه معاذ الذي اجبرها الآن علي تحمل كذبتها بـ زواجها من شقيقه بـ الطبع يجب الا تظهر كاذبة وجهه نظر جهاد صحيحة هي من اوقعت نفسها بـ تلك الكذبة و يجب ان تكمل حياتها بـ سلام بعيداً عنه رفع وجهه عن يدها و هي تهتف لـ نفسها بـ ضيق :
_ هتبعدي عنه ازاي و انتي هتكوني مرات اخوه مش عارفة تفكري شوية
امسكت بـ الوسادة تلقيها بـ عنف علي الارض و هي تخرج من صدرها زمجرة شرسة غير قادرة علي اخذ القرار المناسب هل تلقي بـ كذبتها خلفها و لا تتزوج من عزالدين و يحاول معاذ قدر استطاعته التقرب منها من جديد ام تتزوج بـ عزالدين فترة مؤقتة حتي يبتعد معاذ عن حياتها تماماً رغم شكها في ذلك …
مرت ساعتين كاملة و هي علي نفس وضعها تتسطح علي الفراش تضم نفسها بـ ذراعيها شاردة بـ نقطة معينة عينها لا تحيد عنها عقلها المغيب في رحلة تفكير عميقة اخرجت شهقة عالية من صدرها و رفعت رأسها تنظر الي ساعة الحائط المعلقة علي الجدار زفرت بـ قوة و هي تقف مبتعدة عن الفراش و قد عقد العزم علي قرار نهائي بـ هذا الامر و سوف تقرره الليلة
***********************************
تجلس سلمي علي فراشها الوثير بـ غرفتها تضع الهاتف علي اذنها و الدموع تتساقط من عينها بـ غزارة غير قادرة علي السيطرة عليها تتحدث الي صديقتها المقربة و التي نصحتها بـ اخذ خطوة ارتباطها بـ معاذ و شجعتها أيضاً علي اخذ خطوة اتجاهه حتي لا يظن انها تنفر منه ، شهقت بـ بكاء و هي تهتف بـ حزن عميق بـ قلبها :
_ مش عارفة اية رجعه يا هالة راجع يقهرني و ينكد عليا و انا ما صدقت بدأت اتأقلم مع معاذ شوية
استمعت الي صوت صديقتها من الطرف الاخر تنهرها علي بكائها المستمر علي هذا الحقير الذي تركها بمنتصف الطريق معترفاً لها انه كان فقط يقضي الوقت بـ مرح معها لـ تجيبها سلمي بـ قهر و هي تري انفعالها عليها و توبيخها الغاضب :
_ بعيط لاني اكتشفت اني لسة بحبه برغم كل حاجة لسة بحبه و اللي قاهرني اكتر اني كدا بخون جوزي بـ مشاعري دي
صمتت لـ وهلة و هي تحاول التقاط انفاسها المنقطعة ثم هتفت بـ ضعف و قلبها ينتفض قائلة :
_ انا هطلق من معاذ
ما ان اتمت جملتها حتي صرخت هالة صديقتها بـ غضب شديد يجتاحها :
_ اه تطلقي عشان تثبتي انك لسة بتحبيي ياسين و تقوليله انك خسرتي و انت الكسبان دمرت حياتي و مش عارفة اعيش من بعدك !
وضعت سلمي يدها علي صدرها موضع قلبها الذي يدق بـ قوة قائلة بلا حيلة :
_ طب اعمل اية يا هالة قوليلي
هتفت هالة بـ هدوء من الطرف الاخر تحاول ان تجعلها تسيطر علي امورها الي ان يرحل ذلك ياسين من جديد الي حيث اتي دون خسائر اخري في روحها و قلبها و حياتها الشخصية التي اقنعتها بـ الصعوبة ان تبدأها مع معاذ :
_ تنزلي الشركة من بكرا يا سلمي و تقفي قدامه بثقة و تحاول تنسيه و تسرعي بـ جوازك عشان تبعدي عنه خالص
ما كادت سلمي ان تجيبها حتي وجدت هاتفها يصدر صوت ذبذبات لـ تنظر الي الهاتف و تتصارع دقات قلبها بـ اضطراب حين وجدت رقم ياسين هي قد حفظته علي ظهر قلب حتي و ان كانت حذفت الرقم من الهاتف لم تحذفه من عقلها لـ تهتف بـ لهفة و ارتجاف قائلة :
_ هالة ياسين بيتصل عليا
اجابتها هالة بـ حسم و هي تستمع الي صوت صديقتها المرتجف بـ توتر قائلة بـ تشجيع :
_ ردي ، اعملي زي ما قولتلك بالظبط خليكي واثقة من نفسك قدامه و خليه يعرف قيمتك كويس
اغلقت هالة الاتصال مع سلمي في حين تنحنحت سلمي تجلب صوتها المتحشرج الي طبيعته و هي تمسح دموعها و فتحت الاتصال مجيبة بـ هدوء :
_ الو مين معايا
استمعت الي صوت تنحنحه بـ خشونة لـ ينسدل جفنيها بـ رقة و هي تشعر بـ الارتباك و ما زاد سرعة دقات قلبها هو صوته الرجولي الاجش يهتف بـ هدوء :
_ انا ياسين يا سلمي مسحتي رقمي
تمالكت نفسها و حمحمت تفتح عينها تنظر الي الاعلي و اجابته بـ غرور انثوي :
_ كنت بمسح الحاجات اللي ملهاش لازمة و كان الرقم ملوش لازمة عندي ، خير فيه حاجة ؟
صك هو علي أسنانه بـ قوة يتغاضي عن تقليلها من قدره لديها و تغاضي عن كلماتها المتعجرفة و سألها بـ شئ من الحدة :
_ كنتي بتكلمي مين في الوقت دا ؟
ابتسمت بـ سخرية لازال متحكم كما هو رغم انه لا يحق له ذلك مطلقاً و ارادت هي ان تكسر ذلك التعالي الذي يتحدث به لـ تجيبه كاذبة بـ مكر :
_ بكلم جوزي طبعاً في الوقت دا انت عارف فرحنا قرب و بنفضل نتكلم كتير ، خير مكلمني لية !
تهدجت انفاسه و قبض علي كف يده بـ قوة يحاول السيطرة علي غضبه الذي يظهر فجأة عند ذكر زوجها المزعوم لـ يضرب قبضة يده علي سطح الفراش و هو يهدر بـ صوت جهوري :
_ انتي فاكرة انك هتفضلي علي ذمته و متأملة كمان اسيبك تعملي فرح
قهقه عالية خرجت من بين شفتي سلمي ساخرة من حديثه الغاضب ثم هتفت بعد ان توقفت عن الضحك قليلاً هامسة بـ قوة :
_ مين انت أصلاً عشان تسيبني اعمل فرح و لا لا انت و لا حاجة بالنسبة لي هو دلوقتي كل حياتي هو جوزي انت اية ؟
خرجت من زمجرة عالية حادة كـ أسد غاضب و صاح بها بـ حدة :
_ هكشفلك جوزك دا قريب اوي و ساعتها مش هتتجرأي تقولي جوزي اللي مبتقوليش غيرها دي
تفاقم الغضب داخل صدرها و ازدادت وتيرة أنفاسها من ردة فعله الهمجية الغير مبررة هو من تركها هو من تخلي و ليس العكس لما يثور الآن و لما هو غاضب و لم يمنعها من عقد القران كما هددها الآن انه لن يسمح لها بـ اقامة العرس ، تضاربت الاسئلة بـ رأسها حتي صرخت به بـ عنفوان :
_ هو انت عايز اية يا ياسين ؟ جاي تقتحم حياتي تاني لية و تبوظها لية ؟ مهتم لية مش انا بردو سلمي اللي قولتلها مش عايز اشوف وشك تاني !!
صاحت بـ تلك الاسئلة توجه اليه تحتاج الي اجابة قاطعة لها و قلبها الخائن يريد اجابة واحدة فقط يتمني لو ينطق بها و لكن شعورها بـ الخيانة لـ معاذ يأبي ان يسمح له بـ التقرب منها من جديد لـ تكمل حديثها بـ قوة :
_ انت كنت عارف بكتب الكتاب و ممنعتنيش وقتها عشان تحاول تمنع فرحي دا مش من حقك اصلاً
_ لو كان بايدي كنت منعتك
هدر بـ تلك الجملة بعد تنهيدة عميقة اخرجها بـ حُرقة لـ تصدر ضحك ساخرة قصيرة و هي تجيبه بـ عتاب مستتر :
_ كان زمان بايدك دلوقتي لا متقدرش .. علي العموم مش عايزاك تقرب مني تاني انت سامع كل اللي بينا الشغل و بس
حذرته بـ جملتها الاخيرة من العبث معها مرة اخري كما من الواضح انه ينوي ان يفعل و اغلقت الهاتف دون سماع حديث اخر يكفي الي هذا القدر و هي تكبح بكائها و تكاد تختنق بـ دموعها القت الهاتف علي الفراش بـ عنف وضعت راحتي يدها علي وجهها تجهش بـ البكاء بـ قوة و شهقاتها تتعالي منذ ان اتي و ذكرياتهما معاً تتدفق اليها بـ استمرار تجعلها تلعنه حين قرر الافتراق و تركها خلف ظهره دون الالتفات حتي ، تتذكر حين اصرت عليها صديقتها ان تتخلي عن ذكراه و لـ تبدأ حياة جديدة مع معاذ و بـ الفعل اخذت بـ نصيحتها و أعلنت ارتباطها بـ معاذ و لم يتحرك و لم يهاتفها يمنعها من ذلك و اعاد الكره حين اعلنت ان عقد قرانها قريب و علمت انه قد وصله الخبر و لم تجده يمنعها و يعنفها كما فعل حين اعلنت ان زفافها قريب تسأل نفسها هل ينتظر منها التخلي عن زوجها و العودة اليه مثلاً هل يظنها دمية يحركها بين اصابعه يتركها وقتما يشاء و حين يقرر العودة يدمر حياتها التي تحاول تأسيسها تدميرا و من الممكن ان يفعلها من جديد و يتركها مرة اخري ، اغمضت عينها لـ تتساقط الدموع علي وجنتيها بـ حرارة تحرق قلبها و همست الي نفسها بـ صوت مرتجف ضعيف :
_ مش هضعف يا ياسين و مش هديلك الفرصة تدمر حياتي و تمشي تاني
************************************
اخذت ريحان وشاح من الصوف تضعه علي كتفيها لـ شدة برودة الاجواء و فتحت الباب مقررة الصعود اليه و حسم الامر ان كانت سـ توافق علي الزواج منه زواجاً تقليدياً ام ترفض هذا العرض و تنتظر ان تعيش قصة الحب التي رسمتها لـ نفسها دائماً تعلم انها ساعة متأخرة من الليل و لكنها لن تطيق النوم قبل ان ينتهي هذا الامر بـ الاضافة انها لم تسأله بعد عن ما حدث بـ أمر “أنس” تنهدت بـ قوة و هي تخرج من باب الشقة غالقة الباب خلفها دون صوت تصعد درجات السلم بـ هدوء حتي وصلت امام باب شقته ابتلعت ريقها بـ توتر بالغ و هي تعلم ان صعودها له أمر غير مقبول بـ المره و لكن عقلها لا يسكن عن التفكير و الوسواس الذي يهمس لها طول الوقت سيجعلها تجن بـ حق ، ضغطت علي الجرس مرة واحدة ليست بـ قوية حتي لا تيقظ الجيران و تُفهم بـ طريقة خاطئة امامهم و ابتعدت قليلاً عن صد الباب حتي يفتح هو …
_ اللهم اني احببت ريحان حباً لا يعلمه الا انت فـ ارني عجائب قدرتك فيما احببت
نطق بها عزالدين و هو يجلس علي سجادة الصلاة رافعاً كفيه الي الاعلي داعياً الله بما داخل قلبه في لقاء نقي عن سواد العالم طالباً من الله ان يجعلها نصيباً له كـ كل ليلة و ان ييسر الأمر بـ قدرته عز و جل و اخذ يتوسل الي الله داعياً اياه بكل أمر يشغله و هو علي يقين بـ انه القادر علي ترتيب حياته بـ اكملها و ان لم يكن قديساً و يُذنب بعض الاوقات بل كثير من الاوقات و لكن يعلم انه الغفور الرحيم ، انتهي من صلاته و قيامه الليل تضرعاً لله و قد استمع الي صوت جرس الباب يدق استغفر الله و قد شعر بـ القلق من طرق الباب بـ هذا الوقت المتأخر وقف يبتعد عن محله بـ ركن الصلاة الخاص به بـ الردهة و تقدم من الباب و كل خطوة يستغفر الله حتي فتح الباب و ظهرت امامه ريحان ، عقد ما بين حاجبيه بـ تعجب و هو يتفحص وجهها بـ القلق من ان يكون قد حدث لها مكروه لـ يهتف بـ لهفة :
_ خير يا ريحان مالك فيكي حاجة ؟
ابتلعت ريقها بـ صعوبة و هي تري لهفته عليها لـ تنفي بـ رأسها و هي تجيبه بـ صوت منخفض بـ ارتباك :
_ انا كويسة و اسفة اني طلعت في وقت زي دا بس مش عارفة انام بجد
حاولت السيطرة علي خوفه عليها و هو ينظر اليها مدققاً بـ رمشت عينها المتتالية بـ توتر و ارتجافة صوتها الغير مطمئنة بالمره يردف بـ نفاذ صبر :
_ في اية متقلقنيش
حمحمت و هي تقترب خطوة منه و دقات قلبها تعلو بـ قوة و ضرب الصقيع جسدها فجأة و هي تنظر اليه و ارتجافة قوية اصابة أطرافها و هي تهمس بـ هدوء :
_ عايزة اسألك سؤال و بعدين اقرر هنعمل اية
لم يستوعب عقله حديثها و كأنه قد نسي ما هما مقدمون عليه كان قد نسي العالم اجمع و تركه خلف ظهره حين توجه بـ قلبه يستعد للقاء نقي من بلاء الدنيا مع ربه لـ يصمت لـ وهلة يتركها تكمل حديثها حتي هتفت هي من جديد قائلة :
_ عايزة اعرف بتحبني من امتي و دا سؤال مهم جداً بالنسبالي
_ الوقتي يا ريحان !
تحدث بها عزالدين و هو ينظر خلفه حيث ساعة الحائط المعلقة علي الجدار زفرت بـ ضيق و هي تجيبه قائلة :
_ مش عارفة انام و لا اخد قرار ارجوك جاوبني و كمان جيت اعرف حصل اية في موضوع أنس ممكن تجاوب عليا بقي
تنهد عزالدين بـ قوة و هو يستند بـ جانب جسده علي الباب قائلة بـ هدوء ناظراً الي الاسفل بـ قلة حيلة :
_ من زمان يا ريحان من زمان و مش هقولك أكثر من كدا دلوقتي خليها تيجي في وقتها
ما ان اتم حديثه و كادت هي ان تتحدث قاطعها صوت احد الجيران الذي ينزل علي الدرج من الطابق العلوي متحدثاً بـ غضب من ما يفعله شباب هذا الجيل من قلة احترام و انعدام الاخلاق :
_ ميصحش كدا يا استاذ عزالدين الواقفة دي احنا قربنا علي الفجر و انت واقف مع بنت في الضلمة كدا
نظر اليه عزالدين ثم التفت اليها قائلاً بـ بساطة مع ابتسامة هادئة قائلاً بـ مزاح هامس :
_ جت من عند ربنا مش محتاجة تفكير خلاص يا عروسة اتدبستي ، اكيد دي بركة قيام الليل

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!