Uncategorized

رواية في أحضان الوحش الفصل العاشر بقلم فاطمة حمدي

 رواية في أحضان الوحش الفصل العاشر بقلم فاطمة حمدي

رواية في أحضان الوحش الفصل العاشر بقلم فاطمة حمدي

رواية في أحضان الوحش الفصل العاشر بقلم فاطمة حمدي

دلفت زينـة راكضة إلي الشقة ثم الي غرفتها قبل ان تركض الصغيرة نحوها..
وما ان دلف خلفها الشقه ركضت الصغيرة نحوه وهي تهتف بتذمر: يا بابا زينه مش بترد عليا ليه؟
حملها وهو يقبلها قائلًا ببراءة مصطنعة: مش عارف يا نودي، هي فين تيته؟
أشارت له وهي تقول: في المطبخ..
أنزلها وهو يقول بإيجاز: طب روحي شوفيها بتعمل ايه علي ما أشوف زينة مالها ماشي؟
أومأت ندي بحنق ثم ركضت إلي المطبخ، فتنهد أكرم وهو يضيق عينيه بمكر واندفع نحو الغرفه ثم فتح وولج إلي الداخل كالأسد الثائر الذي يبحث عن فريسته!
أغلق الباب خلفه لكنه لم يجدها فعقد حاجبيه بتعجب وهو يحدث نفسه: راحت فين المجنونة دي؟
أنصت إلي صوت أنفاسها المتهدجة فرفع رأسه للأعلي بذهول وهو يراها متكومه فوق خزانة الملابس!!!!!
إتسعت عينيه وهو ينظر لها بدهشة، كيف صعدت إلي الاعلي تلك الفتاة الشقية العنيدة!!
هتف بصوت جهوري:
بتعملي ايه فوق انتي مجنونه وربنا.
هتفت هي الأخري: اياك تقرب مني فاهم.. ثم أشارت له بسبابتها وهي تتابع محذرة:
اي أفكار قذرة في دماغك مش هتحصل..
ضحك رغما عنه وهو يضع قدمه فوق الكرسي عازما علي الصعود اليها.. لكنها اوقفته وهي تصرخ بخوف: والله هرمي نفسي اوعي تطلع!!
عض علي شفته السفلي بغيظ شديد ثم هتف: بطلي لعب عيال وانزلي والله هطلع اشدك من شعرك المنكوش ده!
اتسعت عينيها وهي تهتف بغضب: انا شعري منكوش؟!
أومأ مؤكدا: اها منكوش تقدري تنكري
قالت بدفاع عن شعرها الحريري:
ايوة طبعا، انا مش منكوشة..
– طب وريني… قالها بمكر.. فتحمست وكـادت أن تفك حجابها الا انها انتبهت قائلة بصرامة: وانت مالك انت شكلك بتهيص مع الهيصة اصلا..
نفذ صبره فصعد في لمح البصر جاذبا إياها من ذراعها فمالت عليه بثقل جسدها ليترنح ويسقط وهي من فوقه تأوه بألم وهو يوبخها: اااااي عاجبك كده!!
قالت غاضبة: وانا مالي انت الي طلعت فوق وانا حذرتك..
انهت جملتها وهي تتأفف ثم لم تلبث ان انتبهت لنفسها وهي جاثية فوقه.. شهقت بخجل وحاولت النهوض لكنه كان الأمكر لتجد نفسها متسطحة علي الأرض وهو يميل عليها ليمارس لعبة الضغط..
قالت بغضب: انت ايه الي بتعمله ده اوعي من فضلك..
ابتسم بتسلية وهو يقول بأنفاس لاهثة:
– ايه يا حبيبي بلعب ضغط هو حرام العب كمان اما عجايب والله!!
تأففت وحاولت تبعده ولكن دون جدوي.. فتوسلته لعله يشفق عليها، فضحك بتسلية وهو يقول بهمس: قوليلي بحبك وانا اقوم
اتسعت عينيها وهي تهتف باعتراض: لا مش هقول!! ضيق عينيه وهو يهمس مرة أخرى: خلاص مش قايم مش عارف لعب الضغط إحلو فجأة كده ليه!!
أغلقت عينيها بخجل شديد وما كان منها إلا أن توسلته بأدب: بليز قوم من فضلك.
ضحك بشدة وهو ينهض قائلًا: عفونا عنك!
تنهدت بارتياح وهي تنهض هي الأخري فاقترب منها وعينيه تلمعان بحب واضح..
تراجعت للخلف وهي تبتلع ريقها بخجل.
مد يده يتلمس وجنتها الناعمة وهو يهمس بهيام: أنا بحبك يا زينة حسي بيا بقي، جربي ومش هتندمي صدقيني..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل وتفوهت بخفوت ورجاء: لو..لو سمحت أخرج..
قال بإصرار: أوعديني تدي لنفسك فرصة تحبيني من قلبك، أنا مش هجبرك علي أي حاجة ولا هقرب منك غير برضاكي.
أغلقت عينيها بشدة متحاشيه النظر إلي عينيه المشعتين، فإقترب منها يطبع قبلة علي وجنتها بهدوء ثم همس قبل أن يغادر الغرفة: هسيبك تراجعي نفسك يا زينـة البنات.
إرتمت علي الفراش جالسة تتحسس وجنتيها بيديها المرتجفتين وتستنشق رائحة عطره الرجولية التي انتشرت في أنحاء الغرفة.. شردت في كلماته الهامسه والافكار تراودها!!
………..
في صباح اليوم التالي.
دارت ندي حول نفسها وهي ترتدي ثياب المدرسة فاليوم أول يوم دراسي لها..
إبتسم أكرم وهو ينظر إلى إبنته الحبيبه ثم إحتضنها بحنان وهو يقول:
حبيبي، خلي بالك من نفسك وأوعي يا ندي تاكلي حاجات حلوة عشان خاطري ماشي؟
أومأت برأسها وهي تقول: حاضر يا بابا
قبل وجنتها وهو يقول بنبرة حانيـة: قلب بابا.
قالت بمشاكسه: فين مصروفي بقي؟
ضحك وهو يداعب أنفها ثم أخرج من جيبه بعض الأموال وقال محذرا: والله لو جبتي حاجة حلوة هخاصمك ومش هكلمك يا ندي فاهمة!
ندي بنفاذ صبر:
يووه يا بابا فاهمة فاهمة، خلي كل صحباتي تجيب وانا لا اشمعنا انا بس ياربي.
مسد أكرم علي شعرها وهو يقول بعتاب: مش احنا قولنا لازم نقول الحمدلله؟ هو ربنا عاوز كده، لازم احنا نرضي وندعي بس انه يشفينا.
إبتسمت الصغيرة وقالت بمرح: أنا أسفه يا بابا، الحمدلله يارب علي كل حاجة بس يارب تشفيني انا بحب الشكولاته.
قهقه أكرم وحملها يقبل كل إنش في وجهها ثم أنزلها وهو يقول بإيجاز: يلا عشان أوصلك..
قالت السيدة نادية وهي تفتح حقيبة الصغيرة وتضع بها عدة شطائر: خدي يا قلب التيته السندوتشات دي تاكليها كلها اوعي حد يخطفها منك ها..
ضحكت ندي: حاضر يا تيته مش تخافي.
تابعت السيدة نادية: استني يا أكرم زينه بتلبس وهتيجي معاك..
أكرم بدهشة: هي صاحيه؟
أومأت ندي وهي تقول بمرح: ايوة يا بابا هي الي سرحتلي شعري وعملتلي ضفيرة!
إبتسم أكرم وقال بمرح :
شاطرة يا زينة البنات.
تابعت ندي وهي تقول بتذمر: بابا أنا عاوزة أوري ماما لبس المدرسة بتاعي هروح أوريها
أكرم بضيق: هي نايمة يا ندي لسه هتصحيها بعدين نتأخر.
نادية بهدوء: خليها تروح يابني يمكن أمها تحس بيها شوية وتنتبه ليها.
قال أكرم بإيجاز: طب يلا بسرعة يا ندي.
ركضت ندي في إتجاه الشقة ودلفت ومن ثم إلي الغرفه وصعدت إلي السرير وهي تقول بخفوت: ماما إصحي أنا رايحة المدرسة..
تقلبت بانزعاج في الفراش وهي تستدير إلي الجهه الأخري وتتفوه بنعاس ؛: عاوزة ايه يا ندي
عبست ندي بوجهها وهي تقول بتذمر: طيب شوفي لبس المدرسة بتاعي قبل ما أنزل مع بابا.
لم تجيب عليهـا فلقد غطت في سبات عميق مرة أخرى، فتنهدت الصغيرة بحزن ونزلت عن الفراش بضيق…
……….
خرجت زينـة من الغرفة بعد أن إرتدت ملابسها الهادئة، إبتسم أكرم باتساع فلقد أشرقت شمسه وزينته الحبيبه، قال بمرح: صباح الخير يا زوز.
تنهدت بنفاذ صبر وقالت هادئة: صباح النور.
تلك المرة الأولي تجيبه بهذا الهدوء وتلك المرة الأولي يراها بهذا الاشراق.. خفق قلبه لرؤياها هكذا وظلت الابتسامة تزين ثغره..
سألته بصوت خافت يمتزج بالخجل: فين ندي؟
أجابها مبتسما: مع أمها جوه.
أومأت برأسها وصمتت متحاشيه نظراته المتفحصه.. آتيت ندي بوجه حزين وهي تقول بضيق :يلا يا بابا.
رفع أكرم أحد حاجبيه وإنحني إليها قائلًا بتساؤل: مالك يا حبيبي؟ أمك زعلتك؟
أومأت برأسها، فقال بغضب: عملتلك ايه؟
قالت بضيق:
مش رضيت تصحي تشوف لبس المدرسة ولا أي حاجة خالص.
طبع قبلة علي جبينها وهو يقول مبتسما: ولا تزعلي نفسك هتشوفك لما ترجعي المهم الجميل ميزعلش.
تنهدت الصغيرة وهي تتابع: طيب.
مسح علي رأسها ثم جذبها من يدها وخرج بها بصحبة زينـة ليتجهوا ثلاثتهم إلي المدرسة..
وصلوا بعد قليل ودلفت ندي بعد أن أشارت لهما بابتسامة واسعة..
سار اكرم بصحبة زينة التي طغي الحزن علي ملامحها فجأة، فراح أكرم يسألها بقلق: مالك زعلانه ليه؟
أجابته بصوت متحشرج يغلب عليه البكاء:
– إفتكرت أول يوم ليا في المدرسة، برضو بابا كان بيوصلني كده!
قال بنبرة حانيـة بعض الشيء:
– الله يرحمه ويحسن إليه.
أفلتت دمعه حارة فوق وجنتها لتتابع بصوت متألم:
– كان بيحبني أوي ومن ساعة ما مات أنا إتبهدلت ومبقاش ليا حد!
إلتقط كف يدها بين راحة يده وراح يهمس بنبرة دافئة: بس أنا جنبك سندك وحمايتك وبتمني تديني شوية حب بس وأنا أعوضك عن أي حزن في حياتك.
إرتجفت بشدة أثر لمسته تلك فأبتلعت ريقها بصعوبة وجاهدت في نطق الكلمات:
– بس.. بس أنا مش عاوزة أحب ولا أتحب مش عايزة أتجرح مش عايزة فراق مش عاوزة أتعلق بحد وفجأة الموت ياخده مني، أنا عاوزة أعيش وحيـدة وفي أمان الله بس.
تنهد بعمق وقال بهدوء: بس أنتي كده غلط وده يأس ما أنا كمان فقدت أبويا وزعلت وحزنت بس لسه عندي أمل في الحياة طالما فيا نفس يبقي لازم يكون عندي أمل!! كده أنتي بتدفني نفسك يا زينـة ومش كل الرجالة زي جوز أمـك أينعم في منهم كتير بس برضو في رجالة بجد وأديني فرصة أثبتلك ده.
صمتت بحيرة.. مرت لحظات وهي صامتـه.. خجلة.. قلبها ينبض بعنف.. لمسته أثارت بداخلها شئ.. إحساس الأمان الذي إفتقدته..
تمالكت نفسها قبل أن تضعف وقالت بخفوت: أنا لازم أروح الجامعـة.
أغلق عينيه وهو يعض علي شفته السفلي بغيظ، ثم تابع بحنق: بقي دي آخرتها!! يا حبيبتي أنا مش جوز أمك!! الله يخربيتك يا شكري الكلب!!
أطلقت ضحكة خفيفة خرجت رغمًا عنها علي كلامه جعلت قلبه ينبض بشدة وهو يقول بمزاح ؛: أيوة بقاااا!!
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى