Uncategorized

رواية لا تعشقني كثيراً الفصل التاسع بقلم بتول علي

 رواية لا تعشقني كثيراً الفصل التاسع بقلم بتول علي

رواية لا تعشقني كثيراً الفصل التاسع بقلم بتول علي

رواية لا تعشقني كثيراً الفصل التاسع بقلم بتول علي

مرت الأيام واستمرت الحياة بين كاميليا وفارس كما هي فكل منهما يتجنب رؤية الأخر والتحدث معه إلى أن أتى اليوم الذي ذهب به وليد وزوجته وابنتيه لزيارة فارس والاطمئنان على أحواله.
جلس فارس برفقة وليد في الخارج بينما جلسن النسوة في الداخل عدا أمنية التي تركتهن وخرجت تتجول في الحديقة الخلفية.
-“هل ستأخذ كاميليا معك أم ستتركها وتذهب بمفردك إلى الساحل؟”
قالها وليد بتساؤل وهو يوجه حديثه إلى فارس الذي أخبره أنه سيذهب إلى الساحل ليصور فيلمه الجديد … أجابه فارس بجدية:
-“سأخذها بالطبع لأنه ربما تستغل فرصة سفري وتهرب كما فعلتها من قبل أما إذا أخذتها معي فلن يكون هناك أمامها وسيلة للهرب فهي ستكون دائما أمام عيناي”.
مط وليد شفتيه قائلاً بتأييد:
-“معك حق … هذا هو الحل الأنسب لتمنعها من الهرب مرة أخرى”.
أنهى وليد عبارته ثم ارتسمت على وجهه ملامح الجدية وهو يسأل:
-“متى ستسافر؟”
أجابه فارس باقتضاب:
-“الأسبوع القادم فكل شيء جاهز ولا يوجد داعي للتأخير”.
ابتسم وليد وقال:
-“بالتوفيق إذن”.
-“شكرا”.
أما في الداخل فقد كانت تجلس إيمان بجوار زوجة والدها التي كانت تنظر لها بعينين حاسدتين لأنها ازدادت جمالا وجاذبية بعدما غيرت طريقة ملابسها وأيضا ذهبت إلى طبيبة جلدية لمعالجة بثور بشرتها كما أنها قررت أن ترتدي العدسات اللاصقة وتتخلى عن النظارات التي كانت تعطيها مظهرا سيئا.
لاحظت إيمان نظرات زوجة والدها المصوبة نحوها فتأففت بضيق وكادت تنهض ولكن استوقفتها صفاء قائلة بحقد فهي لن تفوت فرصة لمضايقة إيمان وإحباطها:
-“لم يتغير شكلك كثيرا فأمنية لا تزال أجمل منكِ”.
استدارت لها إيمان ورمقتها بحنق وهتفت وهي تبتسم بسماجة:
-“ومن قال أنني أريد أن أصبح مثل أمنية؟! أنا فخورة جدا بمظهري وبملامحي فعلى الأقل وجهي طبيعي ولا توجد به أثار لمستحضرات التجميل التي تضعيها بكثرة أنتِ وابنتك”.
لم تنتبه أيا منهما إلى كاميليا التي خرجت من غرفتها وسمعت الحديث الذي دار بينهما ولأنها تبغض صفتي الغرور والتكبر قررت أن تلقن صفاء درسا قاسيا حتى تحترم نفسها وتبقي لسانها داخل فمها وتكف على إهانة الآخرين فقد أخبرت هنا سلمى بالكثير من أفعال صفاء السيئة وهذا كان الدافع الذي جعل كاميليا تفكر في التصرف معها. 
تقدمت منهما كاميليا وهتفت بترحيب وهي تبتسم بتكلف:
-“أهلا وسهلا بكما … أنا مسرورة جدا بزيارتكما”.
أردفت إيمان بلطف وهي تجلس على مقعدها مرة أخرى:
-“هذا من ذوقك سيدتي … أنا أيضا سعيدة جدا لأنني قابلتك”.
وجهت كاميليا بصرها نحو صفاء وابتسمت ابتسامة مزيفة قبل أن تردف بنبرة ماكرة:
-“تشرفت برؤيتك خالة”.
-“خالة!!”
صاحت بها صفاء باستنكار لتستكمل كاميليا بخبث:
-“أجل سيدتي … أنتِ خالة بكل تأكيد لأنك والدة وليد وجدة إيمان ولا يجوز أن أناديكِ باسمك مجرد لأنها ستكون قلة ذوق”.
من بين كل الإهانات التي تعرضت لها صفاء من قبل إلا أن إهانة كاميليا كانت لها التأثير الأقوى عليها فهي نعتتها بوالدة زوجها وجدة ابنته.
نهضت صفاء وخرجت من حجرة الصالون … أردفت إيمان بأسف مصطنع بعدما تأكدت من مغادرتها:
-“كنت قاسية جدا معها”.
تحدثت كاميليا بفخر وهي تضع ساق فوق ساق:
-“هذا أقل واجب حبيبتي … يجب أن تعلم تلك الغبية أنني لا أسمح لأي شخص بأن يتجاوز حدوده ويسيء التصرف ويقلل من شأن الآخرين طالما هو موجود في منزلي”.
ضحكت إيمان وقالت:
-“لا أظنها ستأتي إلى هنا مرة أخرى بعدما تعرضت إلى تلك الإهانة”.
-“سيكون هذا أفضل شيء فعلته في حياتها”.
قالتها كاميليا بعدم اكتراث أدهش إيمان التي لم تصادف امرأة مثلها من قبل.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
توجهت صفاء إلى الحديقة دون أن تتفوه بكلمة واحدة ولكنها كانت تشعر بغضب حارق … اقتربت من أمنية التي كانت تلتقط صور السيلفي وانتشلت منها الهاتف بعنف وهي تردف بتوجس وقلق:
-“انظري لي جيدا وأخبريني بالحقيقة … هل أبدو لكِ كبيرة في السن؟”
استغربت أمنية كثيرا من سؤال والدتها التي تعتني برشاقتها وجمالها وتتباهى بهما أمام الجميع:
-“منذ متى وأنتِ تسألين مثل هذه الأسئلة السخيفة؟!”
صاحت صفاء بعصبية وهي تجز على أسنانها:
-“أخبريني بصراحة … هل يدل مظهري على أنني امرأة عجوز؟”
هزت أمنية رأسها نافية هذا الهراء وتحدثت بقلق وهي تربت على كتف والدتها التي على وشك أن تبكي:
-“هل أنتِ بخير؟ ماذا جرى معك حتى تظنين أنكِ تبدين كالعجائز؟”
قصت عليها صفاء كل ما حدث قبل قليل لتزفر أمنية بحنق وهي تقول:
-“لا أفهم ما هو الشيء المميز في إيمان لكي يقف الجميع في صفها حتى وإن كانوا لا يعرفونها؟!”
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
-“يوجد أمل بأن تتعافى ولكنه ضئيل جدا”.
نطق بها الطبيب وهو يقلب في الأشعة التي أعطاها له عمر مما جعل الأخير يرجوه بلهفة:
-“هل يمكن أن تشرح لي الأمر بشكل أوضح”.
تنهد الطبيب وهتف بعملية:
-“يوجد طبيب ألماني استطاع أن يجري قبل خمسة أعوام جراحة ناجحة لمريض كان يعاني مثلك تماما ولكن كانت نسبة نجاح تلك العملية ضئيلة جدا ويعتقد البعض أن وحده الحظ هو من حالفه حينما أجراها”.
تجاهل عمر الشق الأخير من عبارة الطبيب وأردف بنبرة جادة وعيناه تشع بإصرار فهو لن يدع تلك الفرصة الذهبية تفلت من يده:
-“كيف يمكنني أن أتواصل معه؟”
تحدث الطبيب بحماس وقد أعجبه إصرار عمر:
-“سأرسل لك عنوان بريدة الإلكتروني وستتمكن حينها من مراسلته”.
أشرقت عينيه بابتسامة واسعة فقد ظهر أمامه أمل جديد بأن يتعافى ويسير على قدميه مرة أخرى في الوقت الذي كان اليأس على وشك أن يتمكن منه.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
مر الأسبوع سريعا وسافر فارس وزوجته إلى الساحل حيث سيتم تصوير الفيلم.
بدأت الهمهمات والهمسات المتسائلة تنتشر بين أصدقاء وزملاء فارس عندما وجدوا كاميليا برفقته ليهمس أحدهم ويدعى تيم بصوت منخفض وهو ينظر إلى صديقه بدهشة:
-“متى عادت تلك العروس الهاربة يا إياد؟”
أجابه إياد وهو صديق فارس وأحد أفراد طاقم التمثيل:
-“منذ فترة ولكن علاقتهما كما يبدو ليست على ما يرام”.
تمتم تيم بسخط وهو يسير برفقة صديقه ويتوجهان نحو المصعد:
-“لم أكن لأنظر في وجه تلك المرأة مرة أخرى لو كنت محله … لا أفهم كيف يقبل فارس أن يتزوج بالمرأة التي تركته وهربت وجلبت له الفضائح؟!”
زم إياد شفتيه بلامبالاة:
-“ولا أنا … لا أحد يمكنه أن يتوقع تصرفات فارس لأنه كتوم ولا يفشي أسراره لأي شخص”.
صمت كلاهما عندما دلفا إلى المصعد وقبل أن يتفوه تيم بكلمة أخرى لاحظ اقتراب فارس وكاميليا من المصعد … توقفت الكلمات في حلقه عندما وقف فارس بجانبه وضغط على الزر لينطلق المصعد بهم إلى الأعلى.
توقف المصعد فخرج منه فارس وهو يسحب كاميليا خلفه حتى وصلا إلى غرفتهما … توجهت كاميليا إلى الحمام لتبدل ملابسها.
خرجت كاميليا من الحمام ووقفت أمام المرآة لتعدل من هندام ملابسها … التفتت لتقع عيناها على فارس الذي استحوذ على السرير ونام بعمق فزفرت بحنق وتمتمت:
-“سيظل قليل الذوق كما هو ولن يتغير أبدا”.
أخذت تسير في الغرفة بخطوات غاضبة وهي تنظر بحزن إلى الأريكة فهي لا يمكنها أن تنام عليها لأن ظهرها سيؤلمها بشدة.
-“كان يجب أن ينام هو على الأريكة ولكنه لم يفعل لأنه جلف وبغيض ولا يفهم أي شيء”.
هذا ما حدثتها به نفسها قبل أن تستلقي على الأريكة بعدما وجدت أنه ليس أمامها حل أخر ولكنها نهضت فجأة وتوجهت نحو السرير وسحبت الغطاء الذي يتدثر به فارس ثم عادت مرة أخرى وتسطحت براحة على الأريكة ووضعت الغطاء على جسدها وهمست بتشفي:
-“هذا سيكون درسا لك حتى تحترم وجودي معك وتترك لي السرير”.
أشرقت شمس الصباح وانعكست أشعتها على وجه كاميليا ففتحت جفنيها ولكنها شعرت بألم فظيع يفتك بظهرها … رمشت أهدابها بصدمة عندما وجدت أنها ملقاة على أرضية الغرفة الباردة.
شهقت بذهول عندما رأت فارس ينام براحة على السرير ويفترش الغطاء فوقه وتساءلت هل استيقظ فارس وأخذ غطائه وحملها دون أن تشعر ووضعها على الأرض؟!
يبدو أن هذا هو ما حدث بالفعل فقد انتقم منها فارس وجعلها تنام طوال الليل على أرضية الغرفة. 
صرت على أسنانها بقوة وهي تكاد تبكي من ألم ظهرها:
-“سأقتلك أيها الحقير الأناني”.
رأت ملامحه مشرقة وهادئة وكأنه يبتسم فزفرت بغيظ:
-“لك حق أن تبتسم لأنك ربحت تلك الجولة … أنا المخطئة لأنني لم أشعر بك وأنت تحملني وتلقيني أرضا”.
توجهت إلى المرحاض لتغسل وجهها وظهرت على شفتيها ابتسامة شيطانية بعدما خطرت لها فكرة للثأر من فارس.
حملت كوب المياه وسكبته فوق وجهه ليستيقظ بفزع من نومه … نظر لها بعدم فهم ولكنه سرعان ما استوعب ما فعلته به فكور يده بغيظ وكاد يفتك بها ولكنها ركضت نحو المرحاض وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح.
طرق فارس بعنف على الباب وهو يصيح:
-“افتحي الباب وإلا سأكسره فوق رأسك”.
ردت بعناد وهي تبتسم:
-“لن أفتحه”.
دوى صوت رنين هاتفه في أرجاء الغرفة فتوجه نحو الكومود وأمسك الهاتف وأجاب على الاتصال وكان المتصل هو صديقه إياد الذي طلب منه أن يحضر بسرعة لأنه يريد التحدث معه في مسألة مهمة.
-“حسنا … سآتي إليك بعد قليل”.
أنهى فارس المكالمة وهتف بلطف مصطنع وهو يقف أمام باب الحمام:
-“افتحي الباب وأقسم لكِ أنني لن أؤذيك … سأغسل وجهي فقط”.
-“لا داعي لذلك فأنا غسلته لك قبل قليل”.
قالتها كاميليا ببرود ليزفر فارس بغضب ويغادر الغرفة وهو يتوعد لها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
كور “عمر” يده بغيظ وهو يرى نظرات الإعجاب المصوبة نحو إيمان من جميع المندوبين الذين حضروا لمناقشة عرض الشراكة بينه وبين شركة أخرى.
هتف بجدية بعدما شعر أنه على وشك أن يرتكب جريمة قتل:
-“يمكنك الذهاب إلى مكتبك إيمان … سأتكفل بكل شيء”.
تحدثت إيمان باعتراض:
-“ولكن أنا…”
إلا أنه قاطعها بعصبية أدهشتها:
-“قلت لك اخرجي من هنا واذهبي إلى مكتبك”.
رمقته إيمان بصدمة وهي لا تصدق أنه أهانها أمام الجميع ثم غادرت المكتب وسط نظرات العملاء المذهولين بما حدث أمامهم للتو.
ذهب عمر إلى مكتب إيمان بعدما انتهى الاجتماع حتى يعتذر منها ولكنه لم يجدها … أخرج هاتفه من سترته واتصل بها وانتظرها حتى تجيب ولكنها لم تفعل … زفر عمر بحنق وهو يعيد الاتصال بها مرارا وتكرارا ولكنها استمرت في عنادها ولم تجبه.
-“ها قد بدأنا إذا”.
تمتم بها بغيظ وهو يعيد الهاتف إلى جيب سترته واستدعى السائق الذي ساعده في الجلوس داخل السيارة ثم أوصله إلى المنزل حتى يرى تلك العنيدة.
أخذ يردد اسمها عدة مرات وهو ينظر حوله حتى يراها وخرجت جدته من غرفتها بعدما سمعت صوته وهتفت بتساؤل:
-“ماذا حدث بني؟! وأين إيمان؟”
رمقها عمر بدهشة وهو يسألها:
-“ألم تعد إلى المنزل؟”
هزت الجدة رأسها نافية وقبل أن يتحدث عمر سمع صوت زوجة عمه وهي تطلق أغرودة فتعجب من الأمر ونظر إلى جدته التي حركت كتفها كإشارة منها أنها لا تعلم ماذا يحدث. 
دلفت صفاء وهي تبتسم بغرور وتكبر وترمق عمر بازدراء … باغتتها الجدة بسؤالها:
-“ماذا حدث صفاء وما سر تلك الأغاريد؟”
جلست صفاء على الأريكة ووضعت ساق فوق ساق وتحدثت بغطرسة دون أدنى مراعاة لمشاعر عمر الذي سيأثر بالتأكيد بعدما يستمع إلى حديثها:
-“ستتم خطبة أمنية الأسبوع القادم على رجل الأعمال المعروف مهاب كساب”.
فغر عمر فاهه بعدم تصديق … لقد جنت زوجة عمة بكل تأكيد:
-“أي أم أنتِ كيف يمكنك أن تلقي بابنتك الوحيدة في الجحيم وتزوجيها من الوضيع والساقط مهاب كساب الذي يكبرها بثمانية عشر عاما؟!”
رمقته صفاء بنزق وهي تقول:
-“لا تتدخل فيما لا يعنيك فهذا الأمر لا يخصك”.
-“سأخبر عمي بالأمر”.
صاح بها عمر بصوت جهوري وهو يتحرك بكرسيه حتى يصعد إلى شقة عمه ولكنه توقف عندما سمع صفاء وهي تهتف ببرود:
-“أمنية تريد الزواج من مهاب ووالدها وافق على الأمر بل وحدد أيضا موعد الخطبة”.
هذا يفسر له سبب ضيق وليد وعدم ذهابه إلى الشركة … تأكد عمر الآن أن تلك الشيطانة التي تدعى زوجة عمه والغبية التي تسمى أمنية ضغطتا عليه حتى يقبل بتلك المسخرة … رمق عمر زوجة عمه باشمئزاز قائلاً:
-“أؤكد لكِ أن تلك الزيجة ستفشل لأن مهاب لا يهمه سوى جمال ابنتك الظاهري وهي لا يهمها سوى أمواله وثروته الطائلة”.
هتفت الجدة بتأييد:
-“معك حق عمر … ما بني على باطل فهو باطل”.
دلفت إيمان إلى المنزل في تلك الأثناء فأخبرتها صفاء بالأمر حتى تغيظها ولكنها تفاجأت عندما رأت ابتسامتها المتهكمة وهي تردف:
-“يليقان ببعضهما كثيراً فهو حقير وهي لئيمة”.
اقتربت إيمان أكثر من زوجة والدها وهمست بسخرية بالقرب من أذنها:
-“سيعيشان معا حياة سعيدة للغاية لأنها ستكون مليئة بالطمع والجشع كما أنها لن تخلو من حب المظاهر”. 
تركتهم إيمان وصعدت إلى غرفتها قبل أن يتكلم معها عمر فهي ليست بمزاج يسمح لها بأن تستمع إلى مبرراته. 
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
انتهى فارس من تصوير المشهد فطلب منه المخرج أن يستعد لتأدية المشهد التالي … أمسك فارس الأوراق المدون بها الحوار الذي سيقوله ونظر لها بتركيز وتمعن ولم يلاحظ وجود كاميليا التي كانت تجلس بالقرب من الشاطئ تاركة العنان لعينيها بأن تنظر إلى مياه البحر الخلابة … انتهى فارس من مراجعة الحوار واستأنف التصوير.
لاحظ إياد وجود كاميليا وعلم بأن فارس لم يرها فالتفت إلى تيم وهتف بابتسامة:
-“كنت تقول أنه لا يمكن لامرأة أن ترى زوجها برفقة امرأة أخرى وتمرر الأمر مرور الكرام ولكني أؤكد لا بأن كاميليا لن تكترث إذا رأت فارس برفقة إحدى الفتيات”.
أنهى إياد عبارته وهو يشير بإصبعه نحو كاميليا الشاردة في زرقة مياه البحر المالحة غير عابئة بما يدور حولها.
هتف تيم باعتراض:
-“هذا مستحيل … حتى إن كانت الزوجة تكره زوجها إلا أنها تجن وتغار عليه”.
التفت كليهما إلى رانيا التي كانت تتابع حديثهما دون أن تكترث وهتف تيم:
-“ما رأيك بالأمر رانيا؟”
زمت رانيا شفتيها ببرود وقالت:
-“لا أعلم … أعتقد بأنه يجب علينا أن نختبر كاميليا ونرى ردة فعلها حيال هذا الأمر”.
هز إياد رأسه موافقا:
-“أنتِ محقة رانيا”.
تحمس تيم إلى تلك الفكرة التي راقت له كثيراً فنظر إلى رانيا وأردف بلهفة:
-“فكرة جيدة … ولكن كيف سننفذها؟”
-“سأخبركما”.
نطقت بها رانيا قبل أن تبدأ بسرد خطتها عليهما وبعدما انتهت هتف تيم بخوف مصطنع:
-“سيقتلنا فارس إذا علم بخطتنا”.
أضاف إياد ساخرا:
-“تنحى جانبا أيها الجبان واترك لي هذه المهمة”.
انتظروا حتى حضرت نيفين وهي إحدى بطلات الفيلم وذهبت برفقة فارس إلى الفندق حتى يستكملا التصوير فاستغلوا أن نيفين معجبة بفارس كما يعلم الجميع وذهبت رانيا وجلست بجوار كاميليا التي تعجبت من وجودها ولكنها رحبت بها … تكلمت معها لبعض الوقت في أمور خاصة بالأزياء والموضة قبل أن يقف تيم وإياد بالقرب منهما ويتحدثان ولكن بصوت مرتفع حتى تسمعهما كاميليا.
هتف تيم بصدمة مفتعلة:
هل رأيت ما حدث إياد؟”
أردف إياد بوجه متسائل وهو من يحاول التحكم في تعابير وجهه حتى تبدو طبيعية:
-“رأيت ماذا؟ ما الذي تقصده؟”
-“رأيت فارس ونيفين وهما يذهبان معا إلى الفندق”.
اتسعت عينا كاميليا بصدمة ولكنها تمالكت نفسها سريعا حتى لا تلاحظ رانيا ضيقها ولكنها فشلت في ذلك فقد رصدت رانيا تعابير ملامحها التي تجهمت وتأكدت بأنها تكترث حقا لأمر فارس وليس كما تزعم.
تنهدت كاميليا بألم فقد فهمت الآن سبب تجاهله لها ومعاملته الجافة معها.
-“يجب أن تتصرفي معه كاميليا لأنه تخطى حدوده كثيرا”.
قالتها رانيا بحسم لتردف كاميليا بجمود ظاهري:
-“ولماذا؟! أنا لست خاسرة ففي النهاية هو من سيحترق ويشوى جلده في نار جهنم”.
شعرت رانيا بالألم الذي تشعر به كاميليا فرمقت إياد شذرا وكأنها تأمره بأن يوضح الأمر فلكز تيم بخفة وهتف موضحا:
-“أنت غبي جدا تيم … لقد ذهبا ليستأنفا التصوير وبرفقتها طاقم الإخراج … جيد أنه لم يسمعك أحد وإلا كان سيقع فارس في مشكلة كبيرة”.
تنهدت كاميليا بارتياح عندما فهمت حقيقة الأمر ثم استأذنت من رانيا وذهبت إلى غرفتها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
-“تزوجت!!”
نطقها جابر بصدمة بعدما أخبره مساعده بزواج كاميليا من فارس قبل أسبوعين … هدر جابر بعصبية وهو يمسك الرجل الماثل أمامه من تلابيب قميصه:
-“ولماذا لم تخبرني بهذا الأمر من قبل أيها الأحمق؟!”
ابتلع الرجل ريقه بصعوبة بالغة وهو يجيب في وجل شديد:
-“لم أعلم بالأمر سوى بالأمس عندما سافرت إلى الساحل برفقة زوجها”.
دفعه جابر بحدة وهو يصيح:
-“اغرب عن وجهي الآن قبل أن أدفنك”.
امتثل الرجل لأوامر سيده وفر مسرعا من أمامه فهو يعلم جيدا أن جابر يمكنه أن ينفذ تهديده دون أن يرف له جفن.
برقت عينا جابر بغضب وأدرك أنه يجب أن يقابل تلك المرأة التي فكر كثيرا في أن يتعامل معها فهي قريبة جدا من كاميليا ويمكنها أن تساعده في نيل مراده منها. 
يتبع..
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى