روايات

رواية وجوه الحب الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الجزء السابع والثلاثون

رواية وجوه الحب البارت السابع والثلاثون

رواية وجوه الحب الحلقة السابعة والثلاثون

( ٣٧ ) – رجـفـة قـلـب –
فشعرت بإن قلبها يرجف بداخل صدرها خشية أن تكون صغيرتها قد إستمعت إلى حديثها مع ذلك الوغد. فكادت أن تموت في جلدها من فرط ذعرها وخوفها فهي اليوم قد تحملت صدمات لم تتحملها طيلة حياتها قط. فشعرت ” مـريـم ” بالقلق على والدتها فحدثتها بخوف واضح عليها.
– مامي أنتي كويسة..؟!
” شـهـيـرة ” بإبتسامة مهزوزة ونبرة متوترة.
– آاااه آااه يا حبيبتي أنا تمام..!
في حاجة..؟! أنتي هنا من بدري..؟!
” مـريـم ” بإبتسامة واسعة وسعادة جالية.
– أبدًا مفيش حاجة أنا لسه جاية من بره حالًا ولما شوفت حضرتك في الجنينة قولت أتكلم معاكي شوية..!
” شـهـيـرة ” وهي تتنفس الصعداء فاليوم للمرة الثانية على التوالي تنفذ بجلدها كما يُقال وتخرج من المغرس كالشعرة من العجين وتابعت وإبتسامتها لازالت مهزوزة تحاول إتقانها على قدر طاقتها المُتبقيه.
– خير يا حبيبتي في حاجة ولا إيه..؟!
” مـريـم ” بسعادة.
– متقلقيش يا مامي كل حاجة تمام أنا بس كُنت عايزه استأذن حضرتك أني بكرا هحضر عشا عمل مع سـلـيـم عشان كل عميل رايح معاه الـ Partner بتاعه ولازم أكون معاه..!
” شـهـيـرة ” بترحيب كبير وسعة صدر.
– معنديش مانع يا روحي بس أهم حاجة أوعي تتأخري أنتي عارفة أنا بقلق عليكي إزاي..؟!
” مـريـم ” بإبتسامة واسعة.
– ميرسي جدًا يا مامي..!
متقلقيش سـلـيـم هيكون معايا وهيجي ياخدني ويرجعني بنفسه..!
” شـهـيـرة ” وهي لا تقوىٰ على الوقوف أمامها أكثر من ذلك.
– تمام يا حبيبتي أنا هسيبك دلوقتي عشان أونكل مُـراد مسافر بكرا ويادوب أحضر له شنطته..! قالتها وهي تربت بيديها بحنان على كتفها ومن ثم رحلت سريعًا قبل أن تهوىٰ وتسقط على الأرض أمامها فهي تحاملت على نفسها كثيرًا اليوم وليس بمقدورها الصمود أكثر من ذلك وبمجرد رحيلها حتى إبتسمت ” مـريـم ” وأسرعت في مراسلة ” سـلـيـم ” لتُخبره بموافقة والدتها بسعادة كبيرة.
على الجانب الآخر كان ” سـلـيـم ” يستمع إلى كل كلمة تحدثت بها تلك الشمطاء مع ذلك الوغد اللعين وتأكد بإن مُخططه قد أتي بنتيجة عكسية لم يُخطط لها. فها هو والده قد فهم رسالته بشكلًا خاطئ وسيحدث ما يكره عقباه. فقام بركل مقعده بقوة ومن ثم مسح بيديه رأسه بغضب وهو يُردد بهستيرية ونبرة يملؤها الغضب والغل.
– غباااااااااي..!
غبااااي..! نطق بها ومن ثم قام بزج جميع محتويات مكتبه على الأرضية بعنف كبير مُفرغًا فيها طاقته ونوبة غضبه فصدح صوت التكسير عاليًا حتى أنفتح باب المكتب على آثره وأطل منه ” سُـلـيـمـان ” بقلق واضح صائحًا به بتلهُف كبير.
– في إيه يا سـلـيـم مالك يا إبني..؟!
” سـلـيـم ” بغضب وهو يُلكم بيديه سطح المكتب بعنف كبير.
– غباااااااااااي غباااااي غبي..!
” سُـلـيـمـان ” وهو يحاول الإمساك بيديه ومنعه من إيذاء حاله بتلهُف.
– أهدى يا سـلـيـم إيه اللي حصل..؟!
” سـلـيـم ” بصراح وهو يشد خصلاته بغضب.
– هيبوظ كل اللي عملته..؟!
كل حاجة هتبوظ بسبب غبائه..؟!
” سُـلـيـمـان ” بعدم فهم.
– هو مين اللي هيبوظ كل حاجة..؟!
تقصد رؤف..؟!
” سـلـيـم ” بغضب.
– رؤف ده حشرة أفعصها بجزمتي ميقدرش يعمل أكتر من اللي أنا سامحله بيه لكن اللي هيبوظ كل حاجة مُـراد بيه اللي لسه زيّ ما هو متغيرش وسايب غضبه وكره مسيطرين عليه من ٢٥ سنة وأكتر..!
” سُـلـيـمـان ” بعدم فهم.
– طب ممكن تهدىٰ وتقعد تحكيلي اللي حصل من فضلك عشان نقدر نلاقي حل..؟! فجلس ” سـلـيـم ” وأخيرًا بعدما أقنعه صديقه وجلس هو الآخر قباله وبدء في سرد ما حدث وإستمع إليه من مكالمة ” شـهـيـرة ” لذلك الوغد وإستشفافه لرد فعل والده ونيته في بدء حياة جديدة معاها وكيف ستستغل هي غياب والديه لتخرج من ذلك المآذق. إلى أن هتف به ” سُـلـيـمـان ” بعدم تصديق لما يستمع إليه.
– يعني أنت قصدك أنه فهم أنها هي اللي في الصور وبدء يلعب عليها..؟!
” سـلـيـم ” بغضب أعمىٰ وعيناه تغيم بشدة.
– مفهمش أي حاجة..!
مُـراد نـجـم الـديـن عُمره ما شغل دماغه في حياته أبدًا ودايمًا بيستسهل عشان كده فكر أن الصور دي لأمي..؟!
” سُـلـيـمـان ” بعدم تصديق وذهول حقيقي.
– إيه..؟! صـولا..؟!
للدرجة دي شـهـيـرة مسيطرة عليه وعلى تفكيره لدرجة أنه مش قادر يشوف الحقيقة اللي واضحة قصاد عنيه..؟!
” سـلـيـم ” بغضب وعيناه لازالت غائمة بشر.
– المُشكلة مش في شـهـيـرة يا سُـلـيـمـان..!
المُشكلة في دماغ الراجل ده..؟! في ناس كده ربنا بيسلط عليهم دماغهم عشان يأذوا نفسهم بنفسهم..!
ومُـراد مش بس ربنا مسلط عليه شـهـيـرة ورؤف ده كمان مسلط عليه نفسه وهيفضل عُمره كله عجبه دور الضحية وبيقنع نفسه أنه على مقاسه..!
ثم تابع بتعجب.
– الأسهل عنده أنه يشوه إسم أمـي وسمعتها ولا أنه يزيل الغمامة اللي على عنيه..!
بس من النهارده يا سُـلـيـمـان أنا هبقا جـاحـد في حق أمـي..!
هحسر شـهـيـرة على جوزها وهخليها تشوف بعينها أن أمـي كفتها دايمًا ربحانة في قلبه..!
أما مُـراد بيه فأنا إنتقامي منه لسه مبدءش وعارف هنتقم منه إزاي..؟! نطق بهذه الكلمات بفحيح أفعىٰ ومن ثم تابع بنبرة متوعده.
– بس قبل كل ده هخليه يلف حوالين نفسه بعد ما أشككه في كل اللي حوالين منه..! وما أن أنهي حديث حتى إستمع إلى هاتفه مُعلنًا عن وصول رسالة فنظر إلى شاشة الهاتف المُضيئة فوجد إسم ” مـريـم ” تأكد عليه موافقة والدتها لذهابها إلى الحفل معه فأغلق إضاءة هاتفه وإبتسم بسخرية وأكمل وهو ينظر إلى صديقه ثانيًا بكل تركيز وكأنه لم يتأثر برسالتها قط.
– هاااااا قولي راضيت البواب وصاحب الشقة زيّ ما أتفقنا..؟!
” سُـلـيـمـان ” بحماس.
– كل حاجة تمام وأكدت عالبواب ميجبش سيرة لأي حد وعرفته أني تبع الشرطة لأني إستغليت الكارنية القديم بتاعي وساعدني كتير..
أما صاحب العمارة اللي في وشه لما أجرت منه الشقة عرفته أني ظابط وعندي مأمورية قريبة من هناك ومحتاج شقة أنزل فيها إستراحة يوم والراجل ممانعش وحاسبته وكل حاجة تمام..!
” سـلـيـم ” بقلق.
– أوعي يكون حد شافك وأنت بتصور من البلكونة..؟!
” سُـلـيـمـان ” بنفي.
– متقلقش يا صاحبي كُنت بصور كل حاجة من ورا الشيش والحظ خدمني أحلى خدمة لأن الشقق في الكومبوند هناك قريبة أوي من بعض وهما كمان كانوا بيتكلموا قصاد البلكونة فالموضوع كان متيسر عالآخر الحمدللّٰه..!
ثم تابع بغرابة وهو يفكر في شيئًا ما.
– بس أنا اللي مستغربله إزاي أبوك عااااش معاها السنين دي كلها من غير ما يضعف ليها مرة إلا إذا كان لسه بيحب صـولا..؟!
” سـلـيـم ” بغضب مكتوم.
– البني آدم ده مش عارف يحب نفسه هيحب صـولا ويعيش على ذكراها السنين دي كلها أنت بتهزر ولا إيه..؟!
” سُـلـيـمـان ” بتفكير.
– أومااااال تفسر بإيه جنون شـهـيـرة بيه وأنه مصدر ليها الطرشة لحد دلوقتي..؟!
يا إبني إحنا رجالة زيّ بعض وعارفين أنه مفيش راجل في الدُنيا يقدر يعيش من غير ست طول السنين دي كلها وده مبيحصلش إلا في حالة واحدة لو كان القلب حب وحب بجد وقتها مش هيقدر يشوف حد غير اللي بيحبه..!
” سـلـيـم ” بسخرية.
– ههههههي ومُـراد بيه أكتر واحد يحب بصراحة لدرجة أنه رمىٰ مراته وإبنه في الشارع من هنا وأتجوز مرات أخوه وربه بنته من هنا ، لا وكمان شاف صورة مش باين ليها أي معالم وبدل ما يشك ودماغه تشتغل في اللي بيحصل حواليه رايح عايز يتمم جوازه منها بس وحيات شرف أمـي ما هسمح لـشـهـيـرة أنها تتهنى بيه أبدًا وده مش عشان أمـي بتحبه لأااااااا..!
ولا حتى عشان هو أبويا وهحافظ عليه منها..!
تؤ..، عشان أقهرها وأذقيها من نفس الكاس اللي ذقت أمـي منه طول السنين اللي فاتت دي كلها وهسويها من هنا ورايح على ناااااار هادية..!
” سُـلـيـمـان ” بتفكير وغرابة.
– هتعمل إيه قولي..؟!
” سـلـيـم ” وهو يتأرجح على مقعده بتفكير.
– هقولك..!
هقولك يا سُـلـيـمـان كل حاجة بس في الوقت المُناسب..؟!
وفي صباح اليوم التالي كان ” مُـراد ” قد تقابل مع ” أصـالـة ” في صالة المطار وأستقل أثنانهم طائرة خاصة دومًا ما تستقلها ” أصـالـة ” أثناء سفرتها السابقة. وكان أثنانهم كل منهم في واديه ” مُـراد ” كان هائم في أفكاره وهو ينظر من الشرفة إلى السحاب بجواره ومع كل سحابة تمر كان يشعر بمشاعر مُختلفة تعتريه. مع كل سحابة يمر بيها تمر في ذاكرته ذكريات حياته بأكملها على مدار الثلاثون عامًا المنصرمون. كيف قابلها لأول مرة..؟! كيف عشقها إلى النخاع وحتى كاد أن يستقيم بها..؟! كيف بذخ طاقاته ومشاعره في حبها وبالأخير لم تُقدر كل هذا..؟! كيف حارب أهله وذويه من أجلها وهي لم تكترث به وأدارت له ظهرها ورحلت دون أن تشفق على حال قلبه الملكوم..؟! تذكر أخيرًا كيف أنخدع بها وجاءت الطعنة إلى قلبه على يديها التي دومًا ما كانت تحنو عليه..؟! وكيف قضىٰ في غيابها عُمره كالميت تمامًا لا يميزه عنه سوىٰ أنفاسه الخارجة والداخلة التي هي دليلًا قاطعًا على حياته..؟! فكان من الوقت للآخر يسرق النظرات إليها دون أن تلاحظه لعله يجد في تقاسيمها دليلًا واحد يُريح به قلبه إلا أنه لم يستطع فما عناه في غيابها لم يقوىٰ عليه أحد حتى أنه يكاد يُجزم أنه إذا رأى أحدهم ما عناه بسبب هذا الحب لكره الحب والحياة بأكملها..!
أيعقل أن تكون هي ذلك الشخص الذي يحاول التلاعب به أم أن ما حدث أن أحدهما أراد تنبيه وتذكيره بما مضىٰ حتى لا يضعف أمامها ثانيًا..؟!
كيف يمكن لها أن تستغل مشاعره إلى هذا الحد..؟! وكيف لها أن تتزوج منه وتُعاشره لمدة عامين كاملين دون أن يُلاحظ عليها أنها مُجرد عـاهـرة بل إن الـعـاهـرة في نظرة لديها شرف عنه لأنها مُعترفه بذنبها على عكسها تمامًا ترتدي لقناع الفضيلة والوقار ولكن تحتهما ما لا يستحسنه أحد..!
فأغمض عيناه بألم محاولًا عدم التفكير في الأمر أكثر من ذلك ومن ثم أرجع رأسه للوراء لعله يستطيع وقف أفكاره ومنعها من التسرسب إلى عقله بعدما شاهد عُمره يمر عبر شريط ذكرياه. فأيقن حينها أن العُمر يهرب كالـحُـلـم تمامًا لا نستطيع الإمساك به ، فعيب السنين أنها تصنع الذكريات وعيب الذكريات أنها لا تُعيد السنين..!
أما عنها هي فلم تلتفت له ولو لمرة واحدة وكانت تسبح في أفكارها وهي تتذكر لشريط حياتها السابقة من دونه. تتذكر كيف ركبت الطائرة لأول مرة بعد إنفصالها عنه هاربة من الواقع والحياة ، تخشىٰ كثيرًا أن يُصاب صغيرها بوصمة عار تُلازمه طيلة حياته. تتذكر جيدًا أنها لم يكن لديها المال الذي يؤهلها لترك الوطن والرحيل عنه حتى أنها لا تعلم كيف دبرت مصاريف علاجها لتخرج من المشفىٰ ولتبدء في رحلة كفاحها.
فهي عندما رحلت قد ساعدتها أحد المُمرضات في جلب عبائة لها حتى أنها أستضفتها في منزلها لمدة أسبوع كامل إلى أن دبرت أمرها فهي كانت ترتدي لمحبس زواجها وأسوار من الألماس الخالص فإبتعات المحبس والأسوار وتركت دبلتها معها وقد أمنت تذكرة رحيل إلى إيـطـالـيـا ورحلت عن البلاد لتحمي صغيرها وهناك عملت بداخل مطعم وكانت في أول الأمر تُبيت به إلى أن دبرت أمرها وقامت بتأجير شقة صغيرة تآويها هي وصغيرها وتوالت الأيام حتى وضعت صغيرها وظلت تعمل وتعمل بكفاح وجد حتى أستطاعت أن تؤسس مطعم لها بعدما قد تشبعت وتشربت أسرار المهنة بأكملها وجمعت مبلغ من المال يُعينها على ذلك ومن هنا كانت إنطلاقتها ونالت من الشهرة والمال ما لم تنله إمرأة في مثل حالتها. تذكرت كيف ربت إبنها وحرصت على الحفاظ على مشاعره وكرامته بكل طاقتها إلى أن عادت به إلى أرض الوطن منذ أشهر قليلة مضت. ظلت تسترجع كل ذلك وهي تُهيم في عالم آخر غير شاعره بالزمان والمكان من حولها إلى أن مرت ساعتين كاملين حتى أعلنت مُضيفة الطيران وصولهم إلى أرض الـيـونـان وتحديدًا بمدينة أثـيـنـا فإستعد أثنانهم للهبوط من الطائرة وبعد ١/٣ تقريبًا من المعاملات القانونية كانت ” أصـالـة ” تخطو بخطوات يملؤها القوة والعنفوان إلى ” مُـراد ” الذي منذ أن تلاقت به في الصباح وهو في عالم آخر فلم تكترث ” أصـالـة ” كثيرًا رغم غرابتها من ردة فعله وعدم حديثه إلا أنها عمدت إلى تجاهل كل ذلك تمامًا وفي خلال لحظات تُذكر كانوا قد إستقلوا سيارتهم التي أرسلها لهم ” يـوچـيـن ” لإيصالهم إلى الفندق بعدما أخبرهم السائق بأن سيده ينتظرهم في صالة الإستقبال. فصعدت ” أصـالـة ” في الأريكة الخليفة ولكنها قد تفاجئت عندما أنفتح الباب وصعد ” مُـراد ” إلى جوارها فإلتقت أعينهم في عناق حار وحديث لم يفهمه سواهم حتى شعر أثنانهم برجفة قوية تُصيب قلب كل منهم. فكانت عيونها حانية بها الكثير من الحب والبراءة التي لم يراها في غيرها قط وهذا ما يُثير دهشته في كل مرة فكيف لتلك العيون أن تخون يومًا..؟! كيف لها أن تخدع وتوجع إلى هذه الدرجة المُوحشة..؟! فكان الضياع يسيطر على أعينه مما شكل علامة إستفهام كبرىٰ بداخل ” أصـالـة ” فشاحت بعيناها بعيدًا عنه فهي لا تريد أن تضعف أمام أعينه بتلك اللحظة تحديدًا ناهره نفسها بقوة حتى لا تستلم لبحر عيناه. فشاح هو الآخر بدوره عيناه عنها وهو لازال يُفكر في بحر عيناها وبرائتهم التي لم يرىٰ مثلهم طيلة حياته.
وبعد مرور نصف ساعة آخرىٰ كانوا قد وصلوا خلالهم إلى بوابة الفندق فترجلوا مُسرعين وما أن وطأت قدميهم بداخله حتى وجدوا ذلك الـ ” يـوچـيـن ” في إنتظارهم الذي إستشف ” مُـراد ” من وقفته وإبتسامته العريضة الساحرة بأنه ذلك الذي يقصدونه وتأكد من أنه هو ذاته عندما أقترب من ” أصـالـة ” وإبتسامته الساحرة تزداد كلما تقدم منها حتى أصبح في مواجهتهم تمامًا فأسرع في إحتضانها بإشتياق حقيقي وهو يهتف بها بسعادة حقيقة تنجلي بوضوح على تقاسيمه.
– تؤبري قلبي شو حليانه..؟!
ييييي إشتقتلك إكتير حبيبت قلبي صـولا..؟!
” أصـالـة ” بإشتياق حقيقي وهي تُشدَّد على أحضانه بحب.
– وحشني أوي أوووووي بجد..!
” يـوچـيـن ” وهو يخرجها من أحضانه مُمسكًا بيديها بدفء وهو يجعلها تُلف بين يديه كعارضة البالية تمامًا.
– شو حليانه كتير متل الصبية بأول عُمره..؟!
” أصـالـة ” بحب.
– ميرسي يا يـوجـي عيونك الحلوة حبيبي..!
كل ذلك و ” مُـراد ” يتابع كل حركاتهم وأحضانهم بإشتعال شديد حتى كادت أن تخرج من عيناه نيرانه لتُحرقهم جميعًا. فها هي ترتمي بأحضان ذلك الأحمق وكأن ليس هناك أحد سواهم ولم تكترث بوجوده إلى جوارها قط. فكور يديه بغضب حتى أبيضت تمامًا وهو يحاول أن يُفرغ شحناته حتى لا ينفجر أمامهم بتلك الثانية. فكان ” يـوچـيـن ” رجل في مثل عُمر ” مُـراد ” تمامًا إلا أنه يملك من الوسامة والجمال قدرًا كبيرًا فهو لأب يـونـانـي وأم لـبـنـانـيـة لذلك يُجيد تلك اللهجة جيدًا ويتحدث بها بطلاقة كبيرة وكأنها لغته الأم فهو قد عاش لسنوات بين والدته ووالده بعد إنفصالهم عن بعضهم البعض وهو في عُـمـر العاشرة وكان يُعيش هُنا تارة مع والده وبِـلـبـنـان تارة آخرىٰ إلى جوار والدته وأخوته منها وقد تعرف على ” أصـالـة ” في أحد زياراته إلى إيـطـالـيـا ونشأت بينهم علاقة صداقة قوية للغاية منذ أكثر من عشرة أعوام عندما كان يذهب لتناول المعكرونة الشهية بداخل مطعهما ومن هنا توطدت علاقتهم كثيرًا بعضهم ببعض. فكان ” مُـراد ” يتابعهم بعيناه والغيرة تنهش صدره نهشًا دون رحمة أو شفقة على حالته وحالة فؤاده الملكوم إلا أنه فاق من غليانه هذا على نبرتها الأنثوية الناعمة وهي توجه حديثها إليه قائلة بسعادة تبدو بوضوح على حركاتها ومسكتها بيدي الأخير.
– أقدملك يا مُـراد بيه يـوچـيـن دارويـن أهم وأشطر Business Man في الـيـونـان وأوروبـا كلها..!
ثم أضافت بحب شديدة وهي تُشدَّد من إحتضانها لـِـ ” يـوچـيـن ” وعيناها تنظر له بسعادة.
– أقدملك يا يـوجـي مُـراد نـجـم الـديـن صاحب إمبراطورية نـجـم الـديـن الكبيرة أكيد سمعت عنه..!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى