روايات

رواية ليتك كنت سندي الفصل الخامس 5 بقلم أسماء عبد الهادي

رواية ليتك كنت سندي الفصل الخامس 5 بقلم أسماء عبد الهادي

رواية ليتك كنت سندي الجزء الخامس

رواية ليتك كنت سندي البارت الخامس

ليتك كنت سندي
ليتك كنت سندي

رواية ليتك كنت سندي الحلقة الخامسة

تم الانتهاء من استعدادات العرس ومع كل ساعة تقترب منها رهف باليوم الموعود، يزداد خوفها وإضطراب قلبها وكأن هنالك وحشا يطاردها، كانت تشعر بشيء غريب يعتلي صدرها فيجثم عليه ليثقله وما كان يقلقها أكثر ذلك الحلم الذي يراودها كل ليلة لا ينفك عنها، يزورها في كل منام ليؤرق عليها نومها
كانت تحلم بأنها
” كلما همت بدخول منزلها الجديد منزل الزوجية، تجد
حية كبيرة مخيفة مرابطة لها أمام باب المنزل
تمنعها من الدخول وتخيفها حد الفزع” حتى تهب رهف من نومها ترتعد أوصالها من الرعب وتظل على حالتها الفزعة برهة من الزمن حتى تشرع
هيه في أذكارها إلى أن يزول عنها فزعها
ثم تتفل عن يسارها ثلاثا وتستعيذ بالله من الشيطان
الرجيم
لم تدري رهف ما هية هذا الحلم وما تفسيره، وعندما تخبر أمها أنها ترى الحلم ذاته كل ليلة لكنها لا تقصه
عليها ، فالنبي أخبرنا فيما معناه” أنه من رأى في
المنام ما لا يسره فليتفل عن يساره ثلاثا ويستعيذ
بالله من الشيطان الرجيم ولا يخبر به أحدا”
ليكون رد أمها أنه ربما أضغاث أحلام لا أكثر، وذاك
لأنها على وشك دخول مرحلة جديدة من حياتها فلهذا
تتوهم الخوف
ونصحتها أن تنفض هذه الأفكار عن رأسها ولا تفكر سوى أن اليوم عرسها فقط وبعد أن أدت رهف فرضها جلست على سجادتها تنهي
أذكار الصلاة وأذكار الصباح . حتى أمسكتها أمها من يدها وأجلستها جوارها على
طرف الفراش ظنت رهف أن أمها تريد أن تدلي لها ببعض النصائح
الخاصة بتلك المرحلة الهامة من حياتها والناتجة من
خبرتها لسنوات طويلة فهي لابد وان تعرف ما الذي
يُقيم المنزل ويقومه لكن أمها خيبت آمالها فلم تسدي لها آية نصائح بل كانت كلها أوامر مثل اسمعي يا رهف … شغل الدلع والهيافة اللي كنتي
بتعمليه هنا ده .. مينفعش مع جوزك .. جوزك راجل مشهور وليه سمعته ومعجبينه إوعي تقلي منه أو
تحرجيه قدام الناس .
اللي يطلبه منك إعمليه من سكات ومن غير جدال
إنتي فاهمة
ويارب ما تكسفيني وتبوظي له الأكل زي ما كنتي بتعملي لينا هنا وتعملي أكل ملوش إسم أو ملامح … مش عارفة بأبصر إيه باشاملة ولا مش عارفة العك بتاعك ده ابعدي عنه .. أنا مش عايزاكي تطفشي جوزك منك .. تقوم واحدة تانية تلهفه منك حاكم أنا عارفاكي
هبلة وعقلك صغير .
أستاءت رهف من حديث أمها فهي دائما ما تراها لا تصلح لفعل شيء دائما ما كانت ترى دلعها وتدللها على أبيها وأخيها هيافة وتدليل زائد لا لزوم
له.. وينبغي إيقافه. “فلنكن منصفين .. إن لم تجد الفتاة في أبيها وأخيها
المأوى والحب والتدليل فأين ستجده؟”
هتفت رهف بحزن أنا يا ماما هبلة وعقلي صغير .. الله يسامحك
لم تشأ سوسن أن تجعل ابنتها حزينة في ذلك اليوم
لذا، ضربتها بخفة على كتفها
يابت انا عايزة مصلحتك … ربنا يسعدك وأشوف عدلك
يارب .. هتوحشيني يا حبيبتي .. بس هيه دي سنة الحياة
تنهاتف وحاولت الابتسامة لوالدتها ومن ثم
قها بشدة، لتربت أمها على ظهرها …
يلا .. ممدي شوية ريحي جسمك وأعصابك لحد ما
معاد البيوتي سنتر يجي علشان تروحي تعملي لشعرك بروتين
أبعدت رهف رأسها عن أمها ماما أنا هتحجب مش هكون بشعري في الفرح .
أمسكت أمها بكلتا ذراعيه وقالت بتحذير بت يا رهف بقولك إيه… خطيبك عايز كده … انتي عايزة تفشكلي الدنيا يوم فرحك يا بت إنتي … اسمعي الكلام من غير مناقشة .. حسن كتر خيره عمل معاكي الواجب وزيادة ومخلناش نشيل هم قشاية واحدة في العفش .. اتكفل هو بكل حاجة.. عريس زي ده مينفعش يتقاله لأ يا رهف, طالما هو قايد ليكي
صوابعه العشرة شمع
رمت رهف بكلام أمها عرض الحائط وأصرت على اردتاءها لحجابها يوم عرسها
ماما أنا مش هتنازل عن حجابي… أنا كلمتك في الموضوع ده كتير وقتلك أقول لحسن وانتي تقوليلي خليها لوقتها.. وده وقتها أنا هتصل بحسن دلوقتي أقوله اني هلبس حجابي في الفرح
أخذت سوسن نفسا عميقا وأخرجته من رئتيها بغيظ
من ابنتها
كلميه لكن لو قال لأ هتسمعي كلامه من
سكات
نفخت رهف بضيق وحاولت أن تبرر كلامها ماما أنا بقولك مش هتنازل عن حجابي.. أنا محجبة طول عمري ….. هأجي يوم الفرح وأخلعه إزاي بس
التوى ثغر سوسن بضجر يابت ما البنات كلها بتكون بشعرها يوم الفرح جت عليكي.. هو يوم واحد بالعمر عيشيه مفرقتش يعني من يوم… ولا هو انتي مش زي البنات .
عقدت رهف ساعديها أمام صدرها وهتفت بتبرم لأ يا ماما مش زي البنات … هو يعني علشان البنات بتعمل كده يبقى أقلدهم وخلاص… بعدين ما في بنات بتتحجب يوم فرحها وبتكون جميلة كمان
رمقتها أمها بغيظ فهي تعلم أن ابنتها تحمل رأسا
عنيدا اعملي اللي تعمليه بس مترجعيش تعيطي .. لو
الجوازة اتعطلت بسبب الموضوع ده . امتعض وجه رهف كثيرا وأمسكت بهاتفها لتحاول الاتصال بخاطبها حسن… هاتفته لأكثر من مرة لكنه لم
يرد
لتهتف أمها باشفاق عليه
– تلاقيه نايم ياقلب أمه… الحمل كتير عليه الايام دي.
للمرة الرابعة أستجاب حسن أخيرا ورد على
ليقول بصوت ناعس فعلى ما يبدو أنه كان نائما ورنين
هاتفه أيقظه
– أيوة يارهف يا حبيبتي.. في حاجة؟
تحرجت رهف من إقرانه لفظة حبيبتي باسمها لذا
تحنحت قائلة بجدية
– أنا أسفة يا حسن صحيتك من النوم بس في موضوع
مهم لازم نتكلم فيه دلوقتي . اعتدل هو في رقدته ونظر للساعة من شاشة هاتفه, ليجدها ما زالت الرابعة صباحا، فيلوي ثغره بضجر لكنه
لم يظهره في نبرة صوته
موضوع ايه المهم ده؟
رفعت رهف نظراتها لأمها والتي كانت ترمقها بغيظ شديد مما تفعله, لكن رهف كانت مصرة على رأيها, لذا استجمعت شجاعتها وهتفت قائلة بسرعة وكأنها
في سباق
– حسن أنا هلبس الحجاب في فرحي ومش هتنازل على
القرار ده .. قلت إيه؟.
أطلق حسن ضحكات عالية عملت على استفزاز رهف
كثيرا وإثارة تعجبها ونظرت لأمها التي همست لها
بأن تفتح مكبر الصوت كي تسمع رد فعله .. ففعلت
رهف على مضض
لتهتف رهف بصوت مختنق
– من تبطل ضحك وترد عليا
كف من ضحكاته عندما لاحظ نبرة صوتها المختنقة
وهتف بهيام عاشق
– يا حبيبتي.. أرد على إيه .. انتي خلاص قررتي .. وطالما ده طلبك معنديش أدنى مشكلة .. صحيح أنا كنت حابب تكوني بشعرك لكن طالما دي رغبتك فاللي انتي
عايزاه يا قمر
ليتخضب وجه رهف ثانية وتتحرج من سماع أمها
لكلماته
لتسمعه يهتف – أي طلبات تانية يا قمري .. اطلبي
وانا ألبي علطول …. الليلة ليلتك وأخيرا هبدل وسادتي
الحزينه بيكي
تنحنحت رهف فهي في أشد حالاتها حرجا فخرج
صوتها متلعثم خافت
– شكرا اوي ياحسن.
ليهمس لها بعشق جعل ضربات قلبها تعلو وكأنها
سيمفونية عذبة تطرب لتلك الكلمات
” فها نحن معشر النساء.. نطوق لسماع عبارات الغزل
والإطراء ونذوب فيها حبا..”
فما كان من رهف الا انها أنهت وضع مكبر الصوت
فيكفي ما سمعته أمها جعلها في موقف لا يتسد
عليه
– حبيبتي وحياتي متشكرنيش… انتي تقعدي على
عرش قلبي معززة مكرمة تشاوري وبس.
وضع يدها على انفها وحاولت ضبط كلماتها لتخرج
تلك الكلمات التي اطاحت بعقلها ذاك
– طيب أسيبك تكمل نوم مع السلامة
ليهمس لها ثانية – مع السلامة يا قمري .. لأني فعلا محتاج أنام أوي .. قدامنا يوم حافل النهاردة.. بحبك أنهت مكالمتها مع خاطبها ونظرت لأمها بارتباك تخشى أن توبخها على ما سمعت فهي لم تزجره
عندما أمطرها بعبارات الغزل لكنها وجدت أمها تقترب منها ببسمة واسعة على
محياها
– برافو عليكي يا بت يا رهف .. أيوة كدي ارفعي راسي.. ودايما كده خلي جوزك دايب فيكي وهو
هيكون زي الخاتم في صوباعك… تفاجئت رهف بأن أمها لا تمانع بمثل هذه العبارات في فترة الخطوبة وعللت ذلك ان اليوم عرسها فلربما مسموح بهذا فهي ستقعد قرانها بالمساء
أثناء الحفل
دفعتها أمها برفق نحو الفراش .. يلا يا حبيبتي نامي
وارتاحي شوية
بعدة فترة لم تعرف رهف كم استغرقت في نومها
فهي استيقظت على يد ما تعبث في وجهها
وشعرها بعشوائية هوجاء … لينعقد حاجبيها فهي
تعرف جيدا ان أخيها ماجد يمزح معها كعادتها
ليجعاها تستيقظ, لذا هتفت بضجر
بني أنام شوية كمان
لكن ماجد أصر عليها ان تستيقظ وجذبها من يدها
لتقوم عنوة وقال وهو يسند ظهرها بيده الاخرى قائلا
بنبرة تهكمية كعادته
– تنامي ايه بس .. اللي أعرفه ان البنات مش بيجيلها نوم اليوم ده .. وطبعا انتي لازم تكسري القاعدة
دي… ما انتي مختلفة في كل حاجة
سحبت يدها التي يجذبها منها وقالت بادعاء الغضب وهي تدفعه عنها
– طيب كويس انك عارف .. يلا اتفضل بقا من غير
مطرود هويني علشان أكمل نوم .
ليمسكها هو من ملابسها من الخلف كالمتهم وقال بت انتي انتي ناسية انك بتكلمي أخوكي الكبير ازاي
تكلميني كدا؟
لتضع هي يدها على وجهها خوفها من مزاحه الثقيل
ويده الطائشة وهتفت بسرعة
– لا أنا أسفة يا باشا والله مكانش قصدي… خلاص خلاص هقوم .. بس بلاش ايدك الطارشة دي .. ده النهاردة
فرحي يا ميدو
ليرتكها أخيها ويقول ضاحكا
– ايوة كده اتعدلي … يلا علشان نفطر سوا… أخر يوم
هنفطر فيه سوا .. بكرة تفطري مع حبيب القلب
وتنسيني
لتة ومته بعناقه وتقول بصوت باكي
بي .. انت عارف اني مقدرش استغى عنك
ابدا
ليبادلها ماجد العناق محاولا ان يجعل نبرة صوته
ضاحكة كي يخرجها من نوبة بكاءها
– حبيبتي وانتي بنتي الصغيرة اللي معرفش أعيش
من غيرها أبدا
ولكنها زاد بكاءها اكثر
ليقول ماجد بجدية مستغربا الحالة التي بها اخته
– رهف مالك بس؟
شددت هي من إمساكها بقميصه وما زالت تدفن
رأسها في صدر أخيها
– ماجد متسبنيش.
مسد هو على شعرها بحنان أخوي
– مش هسيبك أبدا ياروحي ولازم تعرفي انك حتى لو
اتجوزتي ده مش هيفرق بينا .. هكون معاكي وجنبك
وقت ما تحتاجيني .
أبعد وجهها عنه قليلا ومد يده يمسح تلك العبرات
العالقة بأهدابها
– ممكن بقى متعيطيش… دموعك دي غالية عليا اوي
يا رهف .
حاولت ان تبتسم لأخيها
– بحبك أوي يا ماجد
قبل أخيها جبينها
– وأنا حنك أكثر ياروح قلب ماجد
لت
قم مقتحمة الغرفة تحمحم بغضب كعادتها
وتقول وهي تحرك رأسها باستياء
– كنت عارفة اني هدخل ألاقيكم كدا .. انت ياواد مش
هتبطل بقا.
هتف ماجد بمزاح ودفع أخته خلفه
– أوبا يا رهف, سوسو قفشتا و هتجيبلنا بوليس الآداب .
لم تتمالك رهف نفسها من الضحك .. فضحكت بصوت عال… حتى أمه فشلت في كبت ضحكاتها وضربت
ابنها على صدره
– ماتبطل يا ولاد يا ماجد هزارك البايخ ده بقا .
أمسك ماجد بأخته ودفشها برفق نحو امها
– بنتك عندك اهي كانت عاملة مناحة من شوية …
الحق عليا كنت بهديها .. والله انا مهدور حقي في
البيت ده
قال كلماته وتركهم متوجها ناحية باب الغرفة ليخرج.
لتنادي عليه رهف
– ماجد انت رايح فين؟
عقد ماجد ذراعيه أمام صدره وقال بمزاح وبصوت
كوميدي
لأقعدن على الطريق وأشتكي
فما كانت من أمه الا ان انحنت بجزعها قليلا لتنزع
حذاءها البيتي لتدفشه به… لكنه تفاداها بمهارة
بإغلاقه الباب ليرتد الحذاء في الباب
لية من ماجد بفتح الباب ثانية وهو يقول بابتسامة نصر
يا يا سوسو
لتقوم أمه بنزع الآخر ايضا لتدفشه به بغيظ.. ففعل
كالمرة السابقة واغلق الباب سريعا .. ومن ثم فتحه
ثم قال مشرئبا برأسه بابتسامة اثارة غضب امه
– ولا دي كمان .
لتصيح به
– مااااجد
رفع ماجد يديه يدعي البراءة
– خلاص يا سوسو حقك عليا يا كبير.. هاتي راسك
ابوسها
أدرات أمه وجهها الناحية الاخرى لتدعي انها لا تريد الحديث معه.. ليقترب هو منها مصرا على ان يقبل
رأسها
– خلاص بقا يا سوسو بهرج معاكي.. شايفك انتي
وبنتك أعصابكم مشدودة قلت أفرفشكم فيها حاجة
دي.. اضحكي بقا علشان أمشي .. جوزك هيقيم عليا
الحد
ابتسمت هي وهي تردد
– ربنا يهديك يا ميدو .
في المساء
انهت اخصائية التجميل المسئولة عن “رهف” عملها ولم ينقصها سوى أن تضع لها حجابها ليزين وجهها و يجعلها
تشع نورا وجمالا أكثر.
سئولة التجميل وهي تدير الكرسي التي
تجلس عليه رهف تجاه أمها
ها ايه رايك كدا يا طنط ؟
اقتربت سوسن من ابنتها وطالعتها ببسمة وإعجاب
وقالت ودموع الفرحة تكسو عيناها – ماشاء الله .. زي القمر .. بدر منور… تسلم ايدك يا
حبيبتي. ابتسمت الفتاة ونظرت لرهف تداعب وجنتها
العروسة نفسها قمر من غير حاجة .. ربنا يهينهم… فاضل بس الحجاب وكده يبقى شغلى
انتهى
كانت ملك تنظر لأمها وتتآكل من الغيرة والحقد … فالفستان التي ظنته عاديا … جعل رهف غاية في
الجمال والرقة
لذا جلست تحدقها بغل شديد فها هي تمتاز عنها في كل شيء جمال وتعليم و تمت خبطتها من رجل مشهور وترتدي ملابس من أفخم المحال ومن أغلى الماركات ماذا ينقصها بعد… لديها كل شيء …
كورت يدها تميز من الغيظ وتهمس بصوت مغلول
– اه يا بنت المحظوظة.
لم تستطع خالتها ان تجلس هكذا وترى ابنتها تتآكل
من الغيرة لذا هتفت قائلة
– ولازمتها ايه الطرحة دي يارهف.. ما العرايس كلها
بتكور شعرها عادي.. ولا انتي مش زي البنات
هف لخالتها فهي لم تفهم مقصدها من
الحديث ولا نيتها في تعكير مزاجها
– يا خالتو .. مش هينفع اتخلى عن حجابي مهما كان.
لوت سناء شفتيها بعدم اقتناع
– ياختي ده هي مرة في العمر .. هتعقديها ليه؟ – مش تعقيد ولا حاجة يا خالتو… أنا حابة ابدأ حياتي
الجديدة.. وربنا راضي عني. تحركت سناء في كرسيها بغضب يعني احنا اللي مغضوب علينا .. ما تشوفي بنتك يا
سوسن
هتفت رهف تعتذر من خالتها انا مقلتش كده يا خالتي .. وأسفة لو كنت ضايقتك
بكلامي.
ردت سوسن ل إنهاء الامر
– خلاص يا سناء هيه حرة.. وطالما خطيبها
موافق.. يبقى ملناش دعوى
بعد عدة دقائق أخرى
كانت سيارة حسن تستقر أمام بوابة المركز وخلفها السيارة التي تحوي بداخلها أخوتها وأبيها ترجلوا جميعا منها .. واستبقهم ماجد ليرى اخته مدللته كما يسميها .. طرق الباب فظنوه الجميع
العريس الا انهم كانوا يعرفون العريس حق المعرفة…
لكن عادة من يدلف الغرفة أولا هو العريس وليس أخو
الا كما فعل ماجد.
ما ان رأته رهف حتى هرولت نحوه تعانقه.. ليبادلها
هو العناق غير آبه بالهمهمات حولهم وقال بفرحة عارمة وصوت متحشرج من أثر فرحته
– حبيبتي وقلبي وعنيا .. ألف مبرووك يا قطتي
لتهتف هي ببكاء
– ماجد
ليبتسم لها بمرح
– حبيبة ماجد بتعيط ليه بس… ربنا يتمم لك على خير
يارب
كانت ملك تراقب ما يحدث بغيرة شديدة وتتمنى لو كانت هي من بين يدي ماجد ويمطرها بكلمات الغزل التي تتلهف لسماعه.. يا يالا حماقتها انها تغار من اخ وأخته .. تبا للغضينة التي لا تفرق .. فقد تبغض دون
سبب.
نهرتها خالتها عندما رأتها تبكي – رهف العريس مستني برا وانتي بتعيطي وبوظتي
الميكاب ؟
اقتربت منها اخصائية التجميل ومعها الفرشاة
– مفيش مشكلة هعدله على السريع
انتظر ماجد حتى إنتهت رهف و أصبحت جاهزة للخروج
فمد يده كي تتأبط أخته يده
– جاهزة يا قطتي .. علشان نخرج.. حسن مستني برا
أخذت رهف نفسا عميقا ثم حاولت رسم ابتسامة على
محياها
– جاهزة يا ماجد
خرجا سويا وسط وابل من الزغاريد التي أطلقتها
سوسن وسناء
استتغربت ملك أمها وهمست لها – انتي بتعملي
ايه يا ماما ؟
ابتسمت سناء بسخافة – بجامل أختي.. اسكتي انتي انا بمهد ليكي الطريق علشان الدور عليكي يا قلب امك ابتسمت ملك بنظرة حالمة وتلقائيا توجهت أعينها
على ماجد التي لا ترى سواه . خيل للرائي أن من يخرج مع رهف ما هو الا العريس فنظرة الحب في عينيه والفرحة التي تشع من قلبه جعلت الجميع يظن أن ماجد هو العريس المرتقب . سلمها ماجد الى حسن الذي قال بابتسامة واسعة – مبرووك يا حبيبتي… زي القمر … عايز أدخلك جوة
قلبي وأخبيكي من عيون الناس أخفضت رهف رأسها حرجا فالجميع ينظر اليها الان . توجهوا جميعا نحو القاعة المجهزة خصيصا لهم وحضر الكثير من رجال الأعمال والرجال المشهورون والشخصيات العامة كما حضر عدد لا بأس به من ال إعلاميون والمصورون كي يوثقوا هذا الحدث الهام
حضر المأذون وتمت اجراءات عقد القرآن واقترب
الجميع من رهف وحسن يهنئونهم
كا
حميلا مميزا ممتعا للجميل انتهي بعد عدة
عاها المعظم في الاستمتاع بالاجواء
المميزة
انتهى الحفل وتوجه حسن إلى سيارته مع رهف استعدادا للانطلاق للفندق والذي سيقيمون فيه عدة أيا مو وبعدها سيسافران لقضاء ما يسمى بشهر العسل في إحدى القرى السياحية في شرم الشيخ كان على أهل رهف توديعها قبل ذهابها مع زوجها عانق أبو رهف ابنته بشدة واغرورقت أعينه بالدموع وهو يرى ابنته الوحيدة تزف لزوجها أخيرا .. فتلك هي
اللحظة التي يتمناها أي أب وأم
ولأول مرة تبكي سوسن بحزن وفرحة معا سعيدة
بابنتها متمنية لها السعادة والهناء
اقترب ماهر من حسن وودعه بحرارة بينما مد يده
ليسلم على أخته بجفاء كعادته
مبروك يا رهف .. ربنا يهنيكم
أما من كان وداعهم حارا يتعانقان بشدة ولا يريدان ان يقترقا وكأن كل منهما يشعر بأن هنالك شيء سيئا
سيحدث
تشبثت به رهف وقالت برجاء
– ماجد أرجوك خدوني معاكم مش عايزة أمشى
وأسيبكم.. ماجد انا غيرت رأيي مش عايزة أتجوز خليني
معاك والله هسمع كلامك ومش هغلبك.
همس ماجد لأخته بحب
دست عش هنسيبك أبدا متقلقيش .. دي سنة
ال
طتي.. ربنا يسعدك ويجعل أيامكم كلها هنا.
كاد يترك يدها لتذهب مع زوجها الذي ينتظر جوار باب
السيارة, ورغم ما يعتلي صدره من خوف لا يعرف
مصدره
الا انا رهف أبت ان تترك يده وقالت ببكاء هذه المرة
– ماجد انا خايفة .. بالله عليك خدي معاك.
ضمها ماجد إلى صدره بشدة يبثها الامان – رهف خليكي شطورة بقا انتي مبقتيش صغيرة .. انتي دلوقتي بقيتي متجوزة وهتبقي مسئولة عن زوج وأسرة .. ها يا حبيبتي روحي مع زوجك ربنا
يهديكي.
تركت رهف أخيها رغما عنها
فنادى عليها قبل ان تدلف الى السيارة
– رهف انا مسافر النهاردة أشوف وشك بخير يا
حبيبتي.. هرجع بعد أسبوع بس اكيد هطمن عليكي
في التلفون علطول
اشارت له رهف بيدها
– خد بالك من نفسك يا ماجد
ابتسم لها ماجد
– حاضر اطمني .. اهتمي انتي لنفسك يا حبيبتي.. في
أمان الله.
ما ان رحلت سيارة رهف وزوجها
حتى سقط قناع ماجد المزيف والذي يدعي الثبات,
وامة ت اعينه بالدمعات لم يكن يصدق ان لأخته
الأثير على نفسه الى هذا الشكل الذي
سيحزنه فراقها حتى لو كانت ذاهبة الى بيت زوجها.
اقتربت منه ملك بعد أن دفشتها أمها نحوه لتنتهز
الفرصة
فقالت بإدعاء الخجل
– مبررووك يا ماجد
أجابها ماجد دون ان ينظر اليها
– الله يبارك فيكي عقبالك يا ملك
هتفت ملك بحماس
يارب ان شاء الله .. امتا ده
التفت ماجد إلى ملك ليتفاجىء بالفستان الذي ترتديه
والذي رفض هو سابقا ان تبتاعه لكنها ذهبت وحدها
في اليوم التالي وابتاعته .
لذا هتف بغضب
ايه اللي انتي لابساه ده
دارت ملك حول نفسها بسعادة ظنا منها انه أعجب
ماجد
– ايه رأيك الفستان هياكل مني حتة مش كده؟
زم هو شفتيه يكظم غضبه
– لا طبعا زي الزفت .. انا مش قلتلك مينفعش تلبسي
ده ايه اللي خلاكي تشتريه
زفرت ملك بضيق
الله يا ماجد ما خلاص بقا انت لسه جاي تتكلم دلوقتي
الحياة خلصت
هدر ماجد بضيق
– انا لسه واخد بالي منه دلوقتي .. بزمتك ده فستان
يتلبس في حفلة زفاف .. ده فستان للسهرات الخاصة
بتهزري يا ملك.
لتهدر ملك بحنق
– اه طبعا ماخدتش بالك مني .. ما انت مش مركز الا
مع حبيبة القلب رهف وبس
حملق بها ماجد باستنكار لما تقوله لثواني معدودة ومن ثم تركها متجاهلا إياها وهو يقول لوالديه – انا يادوب أمشي دلوقتي .. أشوف وشكم بخير
لحق به أخيه
– خليني أوصلك يا ماجد
ابتسم ماجد لاخيه ماهر بامتنان
– تسلملي يا كابتن… ابقى طمني على أختك ها
لكزت سناء ابنتها مستاءة مما قالته – انتي ياللي تنشكي في قلبك .. بتغيري من ماجد على
أخته يا هبلة
لتزفر ملك بحنق
– أول مرة أشوف واحد بيعامل أخته كده .. ده انتي
تشوفيهم تقولي عليهم حبيبة مش أخوات
ضربت أمها كف على الآخر
– لا انتي دماغك طارت خالص.. يقطع الحب وسنينه .. انا
رايحة لخالتك أشوفها هتعمل إيه في الصباحية بكرا
لتقف ملك بمفردها تقضم أظافرها في غيظ من
رهف
– روحي يا شيخة يارب متتهني في جوازتك واشوفك
راجعة تاني لبيت أهلك هناك أناس يحملون الضغينة للأخرين دون سبب، هم فقط لا يتمنون لهم الخير ولا يريدون أن يرونهم
سعداء,
يشعرون بالانتشاء عندما يرونهم يعانون .. وهذا ما
كانت عليه ملك فأخطر فايروس على وجه الأرض هو الحقد والحسد
وتمني زوال النعمة من الأخرين
فعلى ما يبدو أن دعاء ملك على رهف قد استجيب فبعد عدة ساعات خرج حسن من الفندق يهرول متخفيا كمن يلاحقه وحش خطير ويغادر المكان على عجل تاركا رهف خلفه تواجه مصيرها البائس ولا احد يدري ما حدث بينهم ليجعله يفر كالطريد هكذا…………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليتك كنت سندي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى